Dr-Waleed
08 Jun 2006, 02:18 AM
دفنت... وهي في وضع راقص!!
الساعة الرابعة عصراً، الوقت يمضي، والسائق في الخارج ينتظر..
ألقت العباءة على كتفيها، وألقت الغطاء على رأسها..
لا بأس سوف أصلحها في السيارة..
ركبت السيارة، كشفت الغطاء عن وجهها، وأصلحت من حال عباءتها، تأكدت من حقيبتها، الهاتف النقال، عطرها..لم تنس شيئاً...
انطلقت السيارة بهدوء نحو صالون التجميل، وتجولت هي بنظرها...
وقفت السيارة، ارجع إلينا الساعة الثانية عشرة..
النساء كثير في الداخل، لا بأس فأنا عميلة دائمة ومميزة، لابد أن تراعي صاحبة الصالون هذا الأمر وإلا.. استقبال حافل، تبادلن الابتسامات، ذهب الخوف، لن تتأخر كثيراً..
هذا حمام زيتي، انتظري ساعة.. مجلة أزياء، عرض لبعض التسريحات، قلبت الصفحات تنقلت بين المجلات المختلفة..
مضت الساعة، ارتفع أذان المغرب، أسلمت نفسها لمصففة الشعر، جففت شعرها، غاب الأذان، ومضت الصلاة.. تنظيف البشرة، أنصتت لموسيقى هادئة، تحولت لأخذ حمام مائي... ارتفع الأذان، إنها صلاة العشاء، لم يتبق على الفرح سوى بضع ساعات...
وضعت رأسها بين يدي المصففة، اختارت التسريحة، تناثر الشعر بين يديها، يودعها وداعاً حزيناً، ألقت نظرة إلى المرآة لم تعرف نفسها، ارتسمت ابتسامة على شفتيها، لن يسبقني أحد...
تغيرت ملامحها، نظرت إلى الساعة إنها الواحدة، ألقت العباءة على كتفيها، وبحذر شديد وضعت الغطاء على رأسها..
ركبت السيارة.. إلى المنزل بسرعة لقد تأخرت..
لبست فستانها، تعرّت من حياءها، بدت بطنها، وسائر ظهرها، انكمش الفستان عن ركبتيها، دارت حول نفسها، لن يغلبني أحد..
العيون ترقبها، الكل يتأملها، نظرات الإعجاب تحيط بها، تقترب منها..
نظرات السخط تنفر منها، تغمض عينيها تقززاً من حالها..
السفيهات يلاحقنها بالتعليقات الساخرة... رقصت على أنغام الموسيقى، اهتز جسدها.. تنوعت الأغاني وتنوع رقصها.. لم يسبقها أحد، ولم يغلبها أحد..
الكل يتابعها، الكل يتحدث عنها... من أين أتت بكل هذا؟
كيف تعلمت كل هذا؟ وكيف حفظت كل هذه الأغاني؟ الكل يعرف الإجابة...
توقفت عن الرقص،
سقطت على الأرض،
ارتفع الصراخ، تدافع النساء إلى المسرح،
نادوها فلم تجب،
حركوها فلم تتحرك، ارتفع الصياح، حملوها، أحضروا الماء، مسحوا وجهها،
بكت الأم ولأخوات، ارتفع العويل، علا النحيب،
تدخل الأب والأخ، اختلطت الأمور، تحول الفرح إلى حزن، والضحكات إلى بكاء، توقف كل شيء...
ألبسوها.. غطوا ما ظهر من جسدها..
حضر الطبيب، أمسك بيدها، وضع سماعته على صدرها، أرخى رأسه قليلاً،
انطلقت الكلمات من شفتيه
لقد ماتت.. لقد ماتت..
ارتفع النحيب، وجرت الدموع..
ألقت الأم بجسدها على صغيرتها الجميلة، أخفى الأب وجهه بين يديه..
الأخ يدافع عبراته، انتهى يا أمي انتهى...
قامت الأم مذهولة، صرخت، لقد تحركت،
تحولت النظرات نحوها، لقد جُنت، لقد ماتت هكذا قال الطبيب...
أسرع الأب والأخ والأخوات نحو الأم.. المشهد رهيب، والمنظر مؤلم...
سقطت الأم على الأرض... والأخوات فقدن السيطرة على مشاعرهن.. والأخ يصرخ...لا...لا...مستحيل...
تجلد الأب، أمسك بالأخ، وبلهجة حازمة أخرج الأخوات، وهن يحملن أمهن..
حضر بعض النسوة من الأسرة..
نظرن إلى الميتة، ترقرقت الدموع، وضعت الكبيرة منهن يدها على رأسها، انطلقت منها كلمة: فضيحة..فضيحة...
أسرعت نحو الأب، يجب أن تستر عليها، أحضروا المغسلة هنا، ادفنوها بين الصلوات، إنها فضيحة، ماذا يقول الناس عنا..
أرخى الأب رأسه، نعم...نعم... إنا لله وإنا إليه راجعون..
جاءت المغسّلة، جهزت سرير الغسل، وضعت الأكفان والطيب، جهزت الماء..
أين جثة المتوفاة؟.. سارت العمة أمامها، فتحت الباب.. الفتاة على السرير مغطاة بغطاء سميك.. وبجانب السرير وقفت الأم تكفكفت دموعها..
أمسكت بورقة الوفاة، الاسم...............، العمر: ثمانية عشرة عاماً
سبب الوفاة: سكتة قلبية...
شعرت بالحزن، نطقت بكلمات المواساة للجميع.. كشفت الغطاء، تحول الحزن إلى غضب، لماذا تركتموها على هذا الوضع، لقد تصلبت أعضاؤها، كيف نكفنها..
الحاضرات لم يستطعن الإجابة، سكتن قليلاً...
زاد حنق المغسّلة، انبعث صوت الأم ممزوجاً بالبكاء...
لم تكون هكذا حينما ماتت، لقد اتخذت هذا الوضع بعد لحظات من موتها...
لقد سقطت على المسرح وهي ترقص، حملناها جثة هامدة، حضر الطبيب،
كتب التقرير، أيقنت حينها بانني قد فارقت ابنتي، ألقيت بجسدي عليها،
انطرحت أقبّلها، وأبكي، شعرت بيدها اليمنى ترتفع، ويدها اليسرى تعود وراء
ظهرها، أما قدمها اليسرى فقد تراجعت للوراء، أرعبني الموقف، صرخت حينها
ثم سقطت على الأرض، لأجد نفسي في غرفتي ومن حولي بناتي يبكين أختهن، ويبكين نهايتها المؤلمة..
انتحبت بالبكاء،، أنا السبب أنا من فرط في تربيتها، أنا غشها، يا ويلي ويا ويلها من عذاب الله يا ويل أباها ويا ويلنا جميعاً...
كانت تحب الرقص والغناء، فماتت...، وستدفن في قبرها.. يارب ارحمها يا رب ارحمني يا رب اغفر لها.. محاولات لإعادة جسدها إلى وضعه الطبيعي، الفشل كان النتيجة..
بذلت المغسّلة مجهوداً جباراً في تكفينها...
وفي لحظة هدوء وبعيداً عن العيون، نقلت الجنازة إلى المقبرة.. وهناك صلى عليها الأب والأخ وبعض المقربين... نعم دفنت وهي في وضع راقص..
نسال الله حسن الخاتمة..
إنها التربية الفاسدة... إنها الغفلة...
إنه انتهاك محارم الله.. إنه التبرج والسفور..
اللهم استرنا فوق الأرض.. واسترنا تحت الأرض..
واسترنا يوم العرض عليك.. يا أرحم الراحمين ارحمنا برحمتك الواسعة..
من كتيب: قصص وعبرات للشيخ فهد بن عبدالرحمن الحميّد
ولا تنسونا من صالح دعــــــــــــــــــــــــــــائكم
اخوكـــــــــــــــــــــــــم
وليد
الساعة الرابعة عصراً، الوقت يمضي، والسائق في الخارج ينتظر..
ألقت العباءة على كتفيها، وألقت الغطاء على رأسها..
لا بأس سوف أصلحها في السيارة..
ركبت السيارة، كشفت الغطاء عن وجهها، وأصلحت من حال عباءتها، تأكدت من حقيبتها، الهاتف النقال، عطرها..لم تنس شيئاً...
انطلقت السيارة بهدوء نحو صالون التجميل، وتجولت هي بنظرها...
وقفت السيارة، ارجع إلينا الساعة الثانية عشرة..
النساء كثير في الداخل، لا بأس فأنا عميلة دائمة ومميزة، لابد أن تراعي صاحبة الصالون هذا الأمر وإلا.. استقبال حافل، تبادلن الابتسامات، ذهب الخوف، لن تتأخر كثيراً..
هذا حمام زيتي، انتظري ساعة.. مجلة أزياء، عرض لبعض التسريحات، قلبت الصفحات تنقلت بين المجلات المختلفة..
مضت الساعة، ارتفع أذان المغرب، أسلمت نفسها لمصففة الشعر، جففت شعرها، غاب الأذان، ومضت الصلاة.. تنظيف البشرة، أنصتت لموسيقى هادئة، تحولت لأخذ حمام مائي... ارتفع الأذان، إنها صلاة العشاء، لم يتبق على الفرح سوى بضع ساعات...
وضعت رأسها بين يدي المصففة، اختارت التسريحة، تناثر الشعر بين يديها، يودعها وداعاً حزيناً، ألقت نظرة إلى المرآة لم تعرف نفسها، ارتسمت ابتسامة على شفتيها، لن يسبقني أحد...
تغيرت ملامحها، نظرت إلى الساعة إنها الواحدة، ألقت العباءة على كتفيها، وبحذر شديد وضعت الغطاء على رأسها..
ركبت السيارة.. إلى المنزل بسرعة لقد تأخرت..
لبست فستانها، تعرّت من حياءها، بدت بطنها، وسائر ظهرها، انكمش الفستان عن ركبتيها، دارت حول نفسها، لن يغلبني أحد..
العيون ترقبها، الكل يتأملها، نظرات الإعجاب تحيط بها، تقترب منها..
نظرات السخط تنفر منها، تغمض عينيها تقززاً من حالها..
السفيهات يلاحقنها بالتعليقات الساخرة... رقصت على أنغام الموسيقى، اهتز جسدها.. تنوعت الأغاني وتنوع رقصها.. لم يسبقها أحد، ولم يغلبها أحد..
الكل يتابعها، الكل يتحدث عنها... من أين أتت بكل هذا؟
كيف تعلمت كل هذا؟ وكيف حفظت كل هذه الأغاني؟ الكل يعرف الإجابة...
توقفت عن الرقص،
سقطت على الأرض،
ارتفع الصراخ، تدافع النساء إلى المسرح،
نادوها فلم تجب،
حركوها فلم تتحرك، ارتفع الصياح، حملوها، أحضروا الماء، مسحوا وجهها،
بكت الأم ولأخوات، ارتفع العويل، علا النحيب،
تدخل الأب والأخ، اختلطت الأمور، تحول الفرح إلى حزن، والضحكات إلى بكاء، توقف كل شيء...
ألبسوها.. غطوا ما ظهر من جسدها..
حضر الطبيب، أمسك بيدها، وضع سماعته على صدرها، أرخى رأسه قليلاً،
انطلقت الكلمات من شفتيه
لقد ماتت.. لقد ماتت..
ارتفع النحيب، وجرت الدموع..
ألقت الأم بجسدها على صغيرتها الجميلة، أخفى الأب وجهه بين يديه..
الأخ يدافع عبراته، انتهى يا أمي انتهى...
قامت الأم مذهولة، صرخت، لقد تحركت،
تحولت النظرات نحوها، لقد جُنت، لقد ماتت هكذا قال الطبيب...
أسرع الأب والأخ والأخوات نحو الأم.. المشهد رهيب، والمنظر مؤلم...
سقطت الأم على الأرض... والأخوات فقدن السيطرة على مشاعرهن.. والأخ يصرخ...لا...لا...مستحيل...
تجلد الأب، أمسك بالأخ، وبلهجة حازمة أخرج الأخوات، وهن يحملن أمهن..
حضر بعض النسوة من الأسرة..
نظرن إلى الميتة، ترقرقت الدموع، وضعت الكبيرة منهن يدها على رأسها، انطلقت منها كلمة: فضيحة..فضيحة...
أسرعت نحو الأب، يجب أن تستر عليها، أحضروا المغسلة هنا، ادفنوها بين الصلوات، إنها فضيحة، ماذا يقول الناس عنا..
أرخى الأب رأسه، نعم...نعم... إنا لله وإنا إليه راجعون..
جاءت المغسّلة، جهزت سرير الغسل، وضعت الأكفان والطيب، جهزت الماء..
أين جثة المتوفاة؟.. سارت العمة أمامها، فتحت الباب.. الفتاة على السرير مغطاة بغطاء سميك.. وبجانب السرير وقفت الأم تكفكفت دموعها..
أمسكت بورقة الوفاة، الاسم...............، العمر: ثمانية عشرة عاماً
سبب الوفاة: سكتة قلبية...
شعرت بالحزن، نطقت بكلمات المواساة للجميع.. كشفت الغطاء، تحول الحزن إلى غضب، لماذا تركتموها على هذا الوضع، لقد تصلبت أعضاؤها، كيف نكفنها..
الحاضرات لم يستطعن الإجابة، سكتن قليلاً...
زاد حنق المغسّلة، انبعث صوت الأم ممزوجاً بالبكاء...
لم تكون هكذا حينما ماتت، لقد اتخذت هذا الوضع بعد لحظات من موتها...
لقد سقطت على المسرح وهي ترقص، حملناها جثة هامدة، حضر الطبيب،
كتب التقرير، أيقنت حينها بانني قد فارقت ابنتي، ألقيت بجسدي عليها،
انطرحت أقبّلها، وأبكي، شعرت بيدها اليمنى ترتفع، ويدها اليسرى تعود وراء
ظهرها، أما قدمها اليسرى فقد تراجعت للوراء، أرعبني الموقف، صرخت حينها
ثم سقطت على الأرض، لأجد نفسي في غرفتي ومن حولي بناتي يبكين أختهن، ويبكين نهايتها المؤلمة..
انتحبت بالبكاء،، أنا السبب أنا من فرط في تربيتها، أنا غشها، يا ويلي ويا ويلها من عذاب الله يا ويل أباها ويا ويلنا جميعاً...
كانت تحب الرقص والغناء، فماتت...، وستدفن في قبرها.. يارب ارحمها يا رب ارحمني يا رب اغفر لها.. محاولات لإعادة جسدها إلى وضعه الطبيعي، الفشل كان النتيجة..
بذلت المغسّلة مجهوداً جباراً في تكفينها...
وفي لحظة هدوء وبعيداً عن العيون، نقلت الجنازة إلى المقبرة.. وهناك صلى عليها الأب والأخ وبعض المقربين... نعم دفنت وهي في وضع راقص..
نسال الله حسن الخاتمة..
إنها التربية الفاسدة... إنها الغفلة...
إنه انتهاك محارم الله.. إنه التبرج والسفور..
اللهم استرنا فوق الأرض.. واسترنا تحت الأرض..
واسترنا يوم العرض عليك.. يا أرحم الراحمين ارحمنا برحمتك الواسعة..
من كتيب: قصص وعبرات للشيخ فهد بن عبدالرحمن الحميّد
ولا تنسونا من صالح دعــــــــــــــــــــــــــــائكم
اخوكـــــــــــــــــــــــــم
وليد