الحزين للأبد
08 Jun 2006, 11:22 AM
بسم الله الرحمن الرحيم ... القائل في كتابه ...
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ...
" وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ " .
صدق الله العظيم ...
عَنْ صُهَيْبٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : " عَجَباً لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلُّهُ خَيْرٌ ، وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكَانَ خَيْراً لَهُ ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ، فَكَانَ خَيْراً لَهُ". رواه مسلم (2999)
وعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أنَّهَا قَالَتْ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ : "مَا مِنْ مُسْلِمٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ ، فَيَقُولُ مَا أَمَرَهُ اللَّهُ : إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ، اللَّهمَّ أجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي ، وَأَخْلِفْ لِي خَيْراً مِنْهَا ، إِلاَّ أَخْلَفَ الله لَهُ خَيْراً مِنْهَا ".
قال الحسن البصري رحمه الله : لا تكرهوا البلايا الواقعة ، والنقمات الحادثة ، فَلَرُبَّ أمرٍ تكرهه فيه نجاتك ، ولَرُبَّ أمرٍ تؤثره فيه عطبك – أي : هلاكك - .
وقال الفضل بن سهل : إن في العلل لنعَماً لا ينبغي للعاقل أن يجهلها ، فهي تمحيص للذنوب ، وتعرّض لثواب الصبر ، وإيقاظ من الغفلة ، وتذكير بالنعمة في حال الصحة ، واستدعاء للتوبة ، وحضّ على الصدقة .
وقال بعض السلف : لولا مصائب الدنيا لوردنا القيامة مفاليس .
فقد قرأت في مقال الدكتورة سامية العمودي ... ما آلمني ... ولعلي أنقل لكم ما كتبت ...
نسأل لها لنا ولكم الشفاء والعافية ...
الابتلاء بالسرطان : رسالة حب من الله
د. سامية العمودي
الجمعة 9/3/1427هـ (7/4/2006م)
يحمل هذا التاريخ أهمية خاصة عندي وعند أبنائي وأهلي وأحبتي.. يوم من عمري تحولت فيه حياتي وأولوياتي إلى منحى جديد.. يومها عدت مع أولادي بعد تناول الغداء خارج المنزل.. وجلست في غرفتي وبالصدفة البحتة لامست يدي صدري فأحسست بوجود كتلة في الثدي.. في لحظات استيقظت كل الحواس الطبية في داخلي.. وأخذت اتحسس الكتلة أفحص الورم وأفحص العقد الليمفاوية تحت الذراع.. في ثانية أدركت ان قضاء الله قد حل بي.. في لحظة أدركت ما عندي. لم أكن احتاج إلى فحص أو أخذ عينة فأنا وللأسف طبيبة لذلك يكون الجهل نعمة في لحظات كهذه.. لحظة عصيبة عشتها أخذت أدور في أرجاء الغرفة أدعو الله بصوت عالٍ ان يلهمني الثبات.. أدعوه الثبات لانني أعلم ان الأجر انما يكون عند الصدمة الأولى.. دعوته ناجيته دامعة هل تحبني إلى هذه الدرجة حتى ترسل لي رسالة حب كهذه.. تلك كانت اللحظة الأولى في هذه التجربة الإنسانية التي أعيشها هذه الأيام مع سرطان الثدي.
أولادي.. أول وأهم المحاور.. مسؤوليتي كأم وكأب جعلتني أبدأ بهم.. كان لا بد من التمهيد لهم وبالتدريج وعلى قدر أعمارهم.. كنت أريدهم ان يعرفوا المعلومة مني.. ان اعطيهم الأمان والثقة.. ان استثمر الأزمة في بناء شخصياتهم فالمؤمن كما أقول لهم يجب ان يكون قويا وبناء الشخصية الإيجابية يبدأ بمواجهة الأزمة.. واستطعت بفضل من الله ان أضعهم في الصورة معي كما أريد فكسبت أول معركة في مرضي.
أهلي وأحبتي .. عندما ترى الحب في العيون تتمنى لو مرضت كل يوم.. عندما تسمع عبارات اليقين ممن حولك فكأني بهم جميعا يتحدثون لغة عالمية واحدة تقول لك اصبر فهذا رفع للدرجات عند الله.. تشعر لحظتها بحلاوة الإيمان.. وأكثر من هذا بان نعمة الإيمان هي البديل لكل جديد في عالمنا الطبي.. وتلك هي أكبر إيجابيات هذه الابتلاءات.
ماذا بعد .. جاءت لحظة القرار في العلاج .. كان خالي خارج المملكة.. وهو من اسميه أبي وكل أهلي.. لحظة اتصلت به قال لي سأحجز لك للسفر عندي.. جاءت معركة أخرى قررت ان اخوضها عن يقين وثقة قلت له لن يعالجني غير زملائي وفي بلدي .. وضعت ثقتي بل وضعت صحتي وروحي بين أيديهم لانني أعلم من هم.. قلت لهم لن أذهب إلى أي مكان لسببين أولهما ان ثقتي فيكم هي ثقتي في نفسي وفي الطب في بلدي والثاني ان وجودي بين أبنائي وفي حضن أهلي وجودي هذا هو جزء من علاجي.. تلك هي قصتي وتلك هي بدايتي مع سرطان الثدي.
لماذا أحكي لكم عن أمر هو هم خاص بي ولأحبتي أضع قصتي هنا ليكون البوح عاليا فقد لمست إصرارا من البعض على ان تكون هذه الأمراض من الأسرار التي لا ينبغي الخوض فيها.. وهذا أمر أشعر في داخلي انه يتعارض مع الرضى والإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره.. ولذا يجيء البوح هنا عاليا.
لنتعلم معاً الاستثمار الأمثل للابتلاءات بالاكثار من الدعوات ومواجهة الأزمات بإيجابية المؤمن وهذه المواجهة هي دعم نفسي وعاطفي واجتماعي لمن أصابهم هذا الابتلاء.. ولان مرحلة المرض وعلاجه مليئة بالكثير أستأذنكم ان تشاركوني رحلتي مع المرض والعلاج وهي رحلة إنسانية ادعو الله ان يكون فيها شيء من الدعم لكل مريض ومريضة عل وعسى ان نتلمس بهذا بابا من أبواب الأجر لي ولكم وعافانا الله جميعا والله من وراء القصد.
رسالة حب
إصابتي بسرطان الثدي رسالة حب أحملها لكل امرأة لأقول لها : لا تنسي الفحص المبكر لاكتشاف الأورام.
أنتهى كلامها ...
نسأل الله لها الشفاء والعافية ... وصدق عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين قال أغتنم خمسا قبل خمس ... وذكر منها شبابك قبل هرمك ... وعافيتك قبل سقمك ...
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ...
" وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ " .
صدق الله العظيم ...
عَنْ صُهَيْبٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : " عَجَباً لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلُّهُ خَيْرٌ ، وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكَانَ خَيْراً لَهُ ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ، فَكَانَ خَيْراً لَهُ". رواه مسلم (2999)
وعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أنَّهَا قَالَتْ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ : "مَا مِنْ مُسْلِمٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ ، فَيَقُولُ مَا أَمَرَهُ اللَّهُ : إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ، اللَّهمَّ أجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي ، وَأَخْلِفْ لِي خَيْراً مِنْهَا ، إِلاَّ أَخْلَفَ الله لَهُ خَيْراً مِنْهَا ".
قال الحسن البصري رحمه الله : لا تكرهوا البلايا الواقعة ، والنقمات الحادثة ، فَلَرُبَّ أمرٍ تكرهه فيه نجاتك ، ولَرُبَّ أمرٍ تؤثره فيه عطبك – أي : هلاكك - .
وقال الفضل بن سهل : إن في العلل لنعَماً لا ينبغي للعاقل أن يجهلها ، فهي تمحيص للذنوب ، وتعرّض لثواب الصبر ، وإيقاظ من الغفلة ، وتذكير بالنعمة في حال الصحة ، واستدعاء للتوبة ، وحضّ على الصدقة .
وقال بعض السلف : لولا مصائب الدنيا لوردنا القيامة مفاليس .
فقد قرأت في مقال الدكتورة سامية العمودي ... ما آلمني ... ولعلي أنقل لكم ما كتبت ...
نسأل لها لنا ولكم الشفاء والعافية ...
الابتلاء بالسرطان : رسالة حب من الله
د. سامية العمودي
الجمعة 9/3/1427هـ (7/4/2006م)
يحمل هذا التاريخ أهمية خاصة عندي وعند أبنائي وأهلي وأحبتي.. يوم من عمري تحولت فيه حياتي وأولوياتي إلى منحى جديد.. يومها عدت مع أولادي بعد تناول الغداء خارج المنزل.. وجلست في غرفتي وبالصدفة البحتة لامست يدي صدري فأحسست بوجود كتلة في الثدي.. في لحظات استيقظت كل الحواس الطبية في داخلي.. وأخذت اتحسس الكتلة أفحص الورم وأفحص العقد الليمفاوية تحت الذراع.. في ثانية أدركت ان قضاء الله قد حل بي.. في لحظة أدركت ما عندي. لم أكن احتاج إلى فحص أو أخذ عينة فأنا وللأسف طبيبة لذلك يكون الجهل نعمة في لحظات كهذه.. لحظة عصيبة عشتها أخذت أدور في أرجاء الغرفة أدعو الله بصوت عالٍ ان يلهمني الثبات.. أدعوه الثبات لانني أعلم ان الأجر انما يكون عند الصدمة الأولى.. دعوته ناجيته دامعة هل تحبني إلى هذه الدرجة حتى ترسل لي رسالة حب كهذه.. تلك كانت اللحظة الأولى في هذه التجربة الإنسانية التي أعيشها هذه الأيام مع سرطان الثدي.
أولادي.. أول وأهم المحاور.. مسؤوليتي كأم وكأب جعلتني أبدأ بهم.. كان لا بد من التمهيد لهم وبالتدريج وعلى قدر أعمارهم.. كنت أريدهم ان يعرفوا المعلومة مني.. ان اعطيهم الأمان والثقة.. ان استثمر الأزمة في بناء شخصياتهم فالمؤمن كما أقول لهم يجب ان يكون قويا وبناء الشخصية الإيجابية يبدأ بمواجهة الأزمة.. واستطعت بفضل من الله ان أضعهم في الصورة معي كما أريد فكسبت أول معركة في مرضي.
أهلي وأحبتي .. عندما ترى الحب في العيون تتمنى لو مرضت كل يوم.. عندما تسمع عبارات اليقين ممن حولك فكأني بهم جميعا يتحدثون لغة عالمية واحدة تقول لك اصبر فهذا رفع للدرجات عند الله.. تشعر لحظتها بحلاوة الإيمان.. وأكثر من هذا بان نعمة الإيمان هي البديل لكل جديد في عالمنا الطبي.. وتلك هي أكبر إيجابيات هذه الابتلاءات.
ماذا بعد .. جاءت لحظة القرار في العلاج .. كان خالي خارج المملكة.. وهو من اسميه أبي وكل أهلي.. لحظة اتصلت به قال لي سأحجز لك للسفر عندي.. جاءت معركة أخرى قررت ان اخوضها عن يقين وثقة قلت له لن يعالجني غير زملائي وفي بلدي .. وضعت ثقتي بل وضعت صحتي وروحي بين أيديهم لانني أعلم من هم.. قلت لهم لن أذهب إلى أي مكان لسببين أولهما ان ثقتي فيكم هي ثقتي في نفسي وفي الطب في بلدي والثاني ان وجودي بين أبنائي وفي حضن أهلي وجودي هذا هو جزء من علاجي.. تلك هي قصتي وتلك هي بدايتي مع سرطان الثدي.
لماذا أحكي لكم عن أمر هو هم خاص بي ولأحبتي أضع قصتي هنا ليكون البوح عاليا فقد لمست إصرارا من البعض على ان تكون هذه الأمراض من الأسرار التي لا ينبغي الخوض فيها.. وهذا أمر أشعر في داخلي انه يتعارض مع الرضى والإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره.. ولذا يجيء البوح هنا عاليا.
لنتعلم معاً الاستثمار الأمثل للابتلاءات بالاكثار من الدعوات ومواجهة الأزمات بإيجابية المؤمن وهذه المواجهة هي دعم نفسي وعاطفي واجتماعي لمن أصابهم هذا الابتلاء.. ولان مرحلة المرض وعلاجه مليئة بالكثير أستأذنكم ان تشاركوني رحلتي مع المرض والعلاج وهي رحلة إنسانية ادعو الله ان يكون فيها شيء من الدعم لكل مريض ومريضة عل وعسى ان نتلمس بهذا بابا من أبواب الأجر لي ولكم وعافانا الله جميعا والله من وراء القصد.
رسالة حب
إصابتي بسرطان الثدي رسالة حب أحملها لكل امرأة لأقول لها : لا تنسي الفحص المبكر لاكتشاف الأورام.
أنتهى كلامها ...
نسأل الله لها الشفاء والعافية ... وصدق عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين قال أغتنم خمسا قبل خمس ... وذكر منها شبابك قبل هرمك ... وعافيتك قبل سقمك ...