الخيال
18 Jun 2006, 11:54 AM
:12: كنت أسير في الطريق وأنا أكاد لا أرى موضع قدمي، شعرت أن الدنيا قد أظلمت من حولي، وأن السماء على ارتفاعها قد دنت ودنت حتى لتكاد أن تلتصق بالأرض من تحتي.. وأن الدنيا قد تجمعت وتجمعت حتى ضاقت عليّ..
ضاقت علىَّ نفسي.. شعرت بالاختناق.. غازلت عيني دمعة عابثة.. أحسست عاطفة عجيبة تثور في قلبي وتمور..
شعرت برغبة ملحة بالبكاء، تمنيت أن أبكي وأبكي على أحزاني؛ علها تذوب وتسيل مع شلالات دموعي..
دخلت حجرتي، أغلقتها من ورائي ارتميت على فراشي.. شرعت في البكاء.. تحجر قلبي وخانتني دموعي، وعزَّ على البكاء.. لعنت وقتها ضعفي و قسوة قلبي.. وتمنيت البكاء عندها مرتين..
أجلت بصري في حجرتي الصامتة، أخذت أفكر فيما حدث.. وأسترجع ذكريات الماضي القريب والبعيد..
أحسست نظراتها تخترق جسدي.. تطلعت إلى صورتها الأثيرة المواجهة لفراشي..
وجدتها تنظر إليّ صامتة كعادتها، لمحت دمعة آبية تتراقص في عينيها..
أردت أن أهرب من نظراتها، استدرت ونظرت إلى الجهة الأخرى لكنني رأيتها تقف في أقصى الغرفة ولا تتكلم ..
صمتها كان أقسى عليّ من كل الكلمات..
وكأنما ألحظ ذلك لأول مرة..
كانت نظراتها كشباك محكمة تلتف بي من كل جانب..
لها في كل ركن إما صورة أو تذكار جميل..
عصف بي الحنين فجأة، وتذكرت حبها الذي نما بقلبي، وأنا على أعتاب الشباب..
غيّرت مجريات حياتي وقتها.. ولونت الدنيا من حولي بلون جميل هو مزيج من الأمل والحب والسمو فوق عالم البشر..
قمت مسرعا إلى مكتبي، وقد اعتزمت أن أكتب إليها، أبثها ما بداخلي، وأبكي أمامها علها تقبل عذري الواهي، وتعفو عن جفوتي وهجري..
أخرجت دفتري قلبت صفحاته .. طالعتني صورتها الأثيرة إلى نفسي ناعسة بانكسار بين صفحات دفتري..
تأملتها وضممتها في حنين إلى صدري، ما أروعك وما أجملك.. ذكرتني بحلاوة الحب الأول..
وأعادت إلى نفسي ذكرى العواطف البكر التي عرفها قلبي وقتها..
إنها أبهى صورها في عيني، ربما لأنها أول صورة امتلكتها لها.. ربما!!
أو ربما لاجتماع غموض الغروب ورهبته مع حزن محبوبتي ورهبتها في لقطة واحدة.. ربما!!
تذكرت يوم أهدتني تلك الصورة خبأتها يومها بين طيات ثيابي.. وعدت مسرعا إلى البيت..
كنت أخجل أن يراها أحد من أصحابي الحمقى.. أو تعثر عليها أصابع أمي المتشككة..
دخلت حجرتي.. أغلقتها ورائي.. أحجمت عن نيتي خوفا من كلام أمي وأقاربي..
لكن غلبني الشوق فعزمت أمري وأعددت نفسي للمواجهة
علقت الصورة فوق مكتبي.. جعلتها مواجهة لفراشي حتى أراها صباح مساء..
صرت أستمتع بالبقاء في فراشي أتأملها، وأرسم ألف حلم جميل معها..
تشاجرت معي أمي كما توقعت؛ فأنا صغير وهى تخاف عليّ..
يومها دافعت عنها وتشبثت بها وبحريتي؛ فأنا لم أعد طفلا صغيرا يُخشى عليه كل شيء..
ذكرتني أمي بمصلحتي ودروسي، قلت لها: إنها تساعدني على التفوق وتدفعني للمذاكرة، فإنها تنتظرني ولا أحب أن أخيب رجاءها..
إنها جعلت لحياتي معنى جميلا أسعى لتحقيقه، ولا بد أن أحققه..
وجعلت لتفوقي طعمًا لم أعرفه قبلها..
بل إنني مدين لها بتفوقي ونجاحي..
نظرت إلى أمي متشككة، وخرجت وهي تدعو الله لي بالهداية..
رأيت صورتها تبتسم لي، كأنما تريد أن تقول شيئا، اقتربت منها وضممتها إلى صدري.. وقلت لها من الآن سأعلن ذلك أمام الدنيا كلها..
لن أخفي حبي وعاطفتي لك بعد الآن لحظة.. اتسعت ابتسامتها، فابتسمت وانتشى قلبي، وظللت طوال الليل أحلم بسحر لقائها ولذة القرب منها..
تداعت على الذكريات وارتسمت أمام ذهني صورة الماضي الجميل البريء..
تذكرت مشاعري الغضة عندما كان يسألني أصحابي عنها، كنت أستمتع بمجرد ذكرها وأتخيلها طوال الوقت تبتسم ابتسامتها الحزينة الغامضة..
كنت أشعر بالغيرة عندما يتكلم عنها أحدهم؛ فهي ملكي أنا وحدي، لكنني ما كنت أغضب فيكفيني أن تُذكر أمامي حتى يملأني الطرب..
تذكرت معاناتها الدائمة، لعنت أهلها القساة الأغبياء، الذين أحالوا حياتها جحيما.. كم شكت لي هؤلاء الهمجيين، قلت لها صبراً جميلا ..
هؤلاء ليسوا أهلك فهم لا يعرفون قدرك.. انتظريني فأنت أميرتي، وأنا فارسك القادم إليك على جناح الشوق..
كنت أحاول أن أبث في قلبها الصبر.. فكانت تملأ هي قلبي إيمانا وثباتا..
وتبتسم لي ابتسامتها الغامضة، فيتجدد الأمل الخافت في قلبي ..
*****
شغلت بمشاغل الدنيا التافهة، وجرفتني دوامة الحياة القاسية، فانقطعت عنى أخبارها..
ونسيتها فترة حتى قابلني صاحب قديم فوبخني وعاتبني ..
ألا تدري ما حل بها؟
لقد أنحلها التعب وأنهكها البكاء ..
نظر في عيني نظرة ثاقبة وصرخ بي ألن تتقدم ؟
أتظل هكذا على تلك السلبية القاتلة؟
إنها تنتظرك كما وعدتها.. فما الذي غيّرك نحوها؟!
أين حديثك العذب عنها؟!
بل أين شعرك وأحلامك؟!!
أنت تعلم أنها تنتظرك من زمن، فما الذي يوقفك؟!
أتتركها وحدها لهؤلاء المجرمين..
أشحت بعيني أبعد ناحية عن صاحبي ولعنت ضعفى وقسوة قلبي مرة أخرى..
وبدأت أشعر أن الظلام يحيط بي من كل جانب، وأنني أوشك على الاختناق..
*****
تعجبت من مشاعري ومن حالتي .. حقاً ، ما الذي حدث لي؟! وما الذي غيّرني؟!
كيف نسيتها وتخليت عنها وهى تهتف باسمي صباح مساء؟!
يا لها من صامدة لم تيئس بعد.. إنني خذلتها فلم تخذلني.. اكتفت بنظراتها العاتبة وصمتها المحمل بآلاف المعاني..
قررت أن أكتب لها وأعتذر عن...... أعتذر عن ماذا؟!
أعتذر عن هجرها وتركها تواجه الأهوال وحدها؟!!
أعتذر عن خيانتي لوعودي الكثيرة معها؟!
شعرت بالخجل، ويئست من وصلها..
هممت أن أنحي القلم، وأقوم لأجتر ذكرياتي وكفى..
عاندني القلم، نظرت إليه فوجدته ينظر لي غاضبا..
تركته على سجيته، قادني بحزم فانسقت له، وتركته يسطر ما يريد..
حبيبتي..
أردت أن أعتذر لك، لكنني عجزت عن ذلك، فما وجدت كلمة أسوقها أبرر بها تقصيري في حقك ..
حبيبتي..
أعلم أنني خذلتك في أشد المواقف..
وتخليت عنك في أحلك الظروف..
أعلم أنني ما وفيت بكلمة واحدة مما وعدتك به..
لكن حبيبتي لا تحزني ..
أنا راجع إليك يسوقني حبي ..
وتدفعني مرارة ندمي لتكفير جرمي..
أنا قادم لأمسح الدمعة من عينيك..
وأرفع الحزن عن نفسك..
وأطفئ نار الألم بداخلك..
أنا راجع لأسجد في رحابك حتى تلتصق جبهتي بالأرض من تحت أقدامك..
حتى ترجع البسمة المضيئة إلى وجهك..
أنا راجع لأبر لك بوعدي ونكمل سويا حلمنا الجميل..
وأظل خادمك المطيع حتى حافة العمر..
هنا تنهد القلم ثم خط مسرعا..
لا أقول وداعا ولكن إلى لقاء قريب...
قريب جدا جدا يا حبيبتي يا..... قدس!!
ضاقت علىَّ نفسي.. شعرت بالاختناق.. غازلت عيني دمعة عابثة.. أحسست عاطفة عجيبة تثور في قلبي وتمور..
شعرت برغبة ملحة بالبكاء، تمنيت أن أبكي وأبكي على أحزاني؛ علها تذوب وتسيل مع شلالات دموعي..
دخلت حجرتي، أغلقتها من ورائي ارتميت على فراشي.. شرعت في البكاء.. تحجر قلبي وخانتني دموعي، وعزَّ على البكاء.. لعنت وقتها ضعفي و قسوة قلبي.. وتمنيت البكاء عندها مرتين..
أجلت بصري في حجرتي الصامتة، أخذت أفكر فيما حدث.. وأسترجع ذكريات الماضي القريب والبعيد..
أحسست نظراتها تخترق جسدي.. تطلعت إلى صورتها الأثيرة المواجهة لفراشي..
وجدتها تنظر إليّ صامتة كعادتها، لمحت دمعة آبية تتراقص في عينيها..
أردت أن أهرب من نظراتها، استدرت ونظرت إلى الجهة الأخرى لكنني رأيتها تقف في أقصى الغرفة ولا تتكلم ..
صمتها كان أقسى عليّ من كل الكلمات..
وكأنما ألحظ ذلك لأول مرة..
كانت نظراتها كشباك محكمة تلتف بي من كل جانب..
لها في كل ركن إما صورة أو تذكار جميل..
عصف بي الحنين فجأة، وتذكرت حبها الذي نما بقلبي، وأنا على أعتاب الشباب..
غيّرت مجريات حياتي وقتها.. ولونت الدنيا من حولي بلون جميل هو مزيج من الأمل والحب والسمو فوق عالم البشر..
قمت مسرعا إلى مكتبي، وقد اعتزمت أن أكتب إليها، أبثها ما بداخلي، وأبكي أمامها علها تقبل عذري الواهي، وتعفو عن جفوتي وهجري..
أخرجت دفتري قلبت صفحاته .. طالعتني صورتها الأثيرة إلى نفسي ناعسة بانكسار بين صفحات دفتري..
تأملتها وضممتها في حنين إلى صدري، ما أروعك وما أجملك.. ذكرتني بحلاوة الحب الأول..
وأعادت إلى نفسي ذكرى العواطف البكر التي عرفها قلبي وقتها..
إنها أبهى صورها في عيني، ربما لأنها أول صورة امتلكتها لها.. ربما!!
أو ربما لاجتماع غموض الغروب ورهبته مع حزن محبوبتي ورهبتها في لقطة واحدة.. ربما!!
تذكرت يوم أهدتني تلك الصورة خبأتها يومها بين طيات ثيابي.. وعدت مسرعا إلى البيت..
كنت أخجل أن يراها أحد من أصحابي الحمقى.. أو تعثر عليها أصابع أمي المتشككة..
دخلت حجرتي.. أغلقتها ورائي.. أحجمت عن نيتي خوفا من كلام أمي وأقاربي..
لكن غلبني الشوق فعزمت أمري وأعددت نفسي للمواجهة
علقت الصورة فوق مكتبي.. جعلتها مواجهة لفراشي حتى أراها صباح مساء..
صرت أستمتع بالبقاء في فراشي أتأملها، وأرسم ألف حلم جميل معها..
تشاجرت معي أمي كما توقعت؛ فأنا صغير وهى تخاف عليّ..
يومها دافعت عنها وتشبثت بها وبحريتي؛ فأنا لم أعد طفلا صغيرا يُخشى عليه كل شيء..
ذكرتني أمي بمصلحتي ودروسي، قلت لها: إنها تساعدني على التفوق وتدفعني للمذاكرة، فإنها تنتظرني ولا أحب أن أخيب رجاءها..
إنها جعلت لحياتي معنى جميلا أسعى لتحقيقه، ولا بد أن أحققه..
وجعلت لتفوقي طعمًا لم أعرفه قبلها..
بل إنني مدين لها بتفوقي ونجاحي..
نظرت إلى أمي متشككة، وخرجت وهي تدعو الله لي بالهداية..
رأيت صورتها تبتسم لي، كأنما تريد أن تقول شيئا، اقتربت منها وضممتها إلى صدري.. وقلت لها من الآن سأعلن ذلك أمام الدنيا كلها..
لن أخفي حبي وعاطفتي لك بعد الآن لحظة.. اتسعت ابتسامتها، فابتسمت وانتشى قلبي، وظللت طوال الليل أحلم بسحر لقائها ولذة القرب منها..
تداعت على الذكريات وارتسمت أمام ذهني صورة الماضي الجميل البريء..
تذكرت مشاعري الغضة عندما كان يسألني أصحابي عنها، كنت أستمتع بمجرد ذكرها وأتخيلها طوال الوقت تبتسم ابتسامتها الحزينة الغامضة..
كنت أشعر بالغيرة عندما يتكلم عنها أحدهم؛ فهي ملكي أنا وحدي، لكنني ما كنت أغضب فيكفيني أن تُذكر أمامي حتى يملأني الطرب..
تذكرت معاناتها الدائمة، لعنت أهلها القساة الأغبياء، الذين أحالوا حياتها جحيما.. كم شكت لي هؤلاء الهمجيين، قلت لها صبراً جميلا ..
هؤلاء ليسوا أهلك فهم لا يعرفون قدرك.. انتظريني فأنت أميرتي، وأنا فارسك القادم إليك على جناح الشوق..
كنت أحاول أن أبث في قلبها الصبر.. فكانت تملأ هي قلبي إيمانا وثباتا..
وتبتسم لي ابتسامتها الغامضة، فيتجدد الأمل الخافت في قلبي ..
*****
شغلت بمشاغل الدنيا التافهة، وجرفتني دوامة الحياة القاسية، فانقطعت عنى أخبارها..
ونسيتها فترة حتى قابلني صاحب قديم فوبخني وعاتبني ..
ألا تدري ما حل بها؟
لقد أنحلها التعب وأنهكها البكاء ..
نظر في عيني نظرة ثاقبة وصرخ بي ألن تتقدم ؟
أتظل هكذا على تلك السلبية القاتلة؟
إنها تنتظرك كما وعدتها.. فما الذي غيّرك نحوها؟!
أين حديثك العذب عنها؟!
بل أين شعرك وأحلامك؟!!
أنت تعلم أنها تنتظرك من زمن، فما الذي يوقفك؟!
أتتركها وحدها لهؤلاء المجرمين..
أشحت بعيني أبعد ناحية عن صاحبي ولعنت ضعفى وقسوة قلبي مرة أخرى..
وبدأت أشعر أن الظلام يحيط بي من كل جانب، وأنني أوشك على الاختناق..
*****
تعجبت من مشاعري ومن حالتي .. حقاً ، ما الذي حدث لي؟! وما الذي غيّرني؟!
كيف نسيتها وتخليت عنها وهى تهتف باسمي صباح مساء؟!
يا لها من صامدة لم تيئس بعد.. إنني خذلتها فلم تخذلني.. اكتفت بنظراتها العاتبة وصمتها المحمل بآلاف المعاني..
قررت أن أكتب لها وأعتذر عن...... أعتذر عن ماذا؟!
أعتذر عن هجرها وتركها تواجه الأهوال وحدها؟!!
أعتذر عن خيانتي لوعودي الكثيرة معها؟!
شعرت بالخجل، ويئست من وصلها..
هممت أن أنحي القلم، وأقوم لأجتر ذكرياتي وكفى..
عاندني القلم، نظرت إليه فوجدته ينظر لي غاضبا..
تركته على سجيته، قادني بحزم فانسقت له، وتركته يسطر ما يريد..
حبيبتي..
أردت أن أعتذر لك، لكنني عجزت عن ذلك، فما وجدت كلمة أسوقها أبرر بها تقصيري في حقك ..
حبيبتي..
أعلم أنني خذلتك في أشد المواقف..
وتخليت عنك في أحلك الظروف..
أعلم أنني ما وفيت بكلمة واحدة مما وعدتك به..
لكن حبيبتي لا تحزني ..
أنا راجع إليك يسوقني حبي ..
وتدفعني مرارة ندمي لتكفير جرمي..
أنا قادم لأمسح الدمعة من عينيك..
وأرفع الحزن عن نفسك..
وأطفئ نار الألم بداخلك..
أنا راجع لأسجد في رحابك حتى تلتصق جبهتي بالأرض من تحت أقدامك..
حتى ترجع البسمة المضيئة إلى وجهك..
أنا راجع لأبر لك بوعدي ونكمل سويا حلمنا الجميل..
وأظل خادمك المطيع حتى حافة العمر..
هنا تنهد القلم ثم خط مسرعا..
لا أقول وداعا ولكن إلى لقاء قريب...
قريب جدا جدا يا حبيبتي يا..... قدس!!