أبو يوسف
17 Jul 2006, 06:34 PM
دعوة الأقارب (الحلقة الثالثة الأهداف)
3- الألفة والوئام
ومن الأهداف المرجوة من الاستمرار في دعوة الأقارب الألفة والوئام ؛ من خلال التواصل الخير ، المبني على الإخلاص والحب ، والفهم لوظيفة المسلم في حياته ؛ كونها وظيفة مطلوبة في كتاب الله وسنة وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم ، وسار عليها الصحب الكرام وتابعوهم ، ومن تبعهم .
ولاشك أن النبي صلى الله عليه وسلم قد ضرب أروع الأمثلة في تأليف القلوب ؛ قربت قلوبا متنافرة ، وأثمرت تعاونا على البر والتقوى ؛ وقد كان همها مصلحتها الخاصة وإن ألحقت أضرارا بحقوق الآخرين النفسية والمالية ؛ فأصبح همها بعد ألفتها إرضاء الله تعالى ، والإحسان إلى الناس .
ومن الخطوات التي تعين على الألفة والوئام : التعارف والعريف والتعرف والاكتشاف والمعالجة والإقناع .
( أ ) التعارف ويقصد به معرفة البطاقة الشخصية للمدعو بقصد الاستئناس والألفة حيث حث النبي صلى الله عليه وسلم على أن يسأل المسلم أخاه الذي أحبه عن اسمه قبل أن يفترقا ؛ وأسلوب ذلك أن يبدأ الداعي بتعريف نفسه أولا. وهذا الأسلوب يستخدم في الخطوتين التاليتين لهذه الخطوة ويؤصل له بنفس التأصيل .
(ب ) التعرُّف ويقصد به معرفة المدعو تفصيليا ؛ علميا وتربويا وفكريا وأخلاقيا وهذا يستدعي وقتا كافيا لتحقيقه من خلال البدء من قبل الداعي . ومن خلال التعرف ستظهر إيجابيات لدى المدعو تُنمّى، وسلبيات تعالج ؛ بمنهج ملبٍ لذلك ؛وأسلوب يتسم بالحكمة والموعظة الحسنة ، والمصاحبة المستمرة كما يأتي في خطوة المعالجة ...
(ج) التعريف بإيضاح وتفهيم المدعو ما ألزمه الله به من الحقوق والواجبات؛ نحو ربه وكتبه وأنبيائه ، و نحونفسه وأهله وولده، ونحو جاره وزميله ؛ لتأدية كل حق إلى مستحقه بقدر المستطاع ؛ معضدا ذلك بالأدلة الشرعية ؛ من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وسيرته العلمية والعملية 0
(د)الاكتشاف وهو ظهور تلقائي لإيجابيات وسلبيات لدى المدعو؛ تبرز للداعي من خلال الخطوات السابقة ؛ مع شيء من التركيز ؛ دون أن يشعر أخاه بأنه يستكشف الإيجابيات والسلبيات فيه ؛ حتى لا ينفر منه قبل أن يوصله إلى مرحلة متقدمة وناضجة في قبول الخير وعدم انزعاجه من إسدائه إليه ...
(هـ)المعالجة ويقصد بها تلافي السلبيات ، وصقل الإيجابيات التي ظهرت من خلال الخطوات السابقة بمنهج نافع سهل ميسر بأسلوب مؤثر ومعاملة كريمة وتنمية مستمرة للجانب الإيماني ؛فإنه يُعتبر الأساس المحرك لممارسة الطاعات ، والأعمال الخيرة بجميع أنواعها ، والتركيز على إخلاص العمل لله وتحري المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم باقتفاء سنته والاستعانة على ذلك بمجالسة العلماء الربانيين والإفادة من علمهم وأدبهم ؛ ومن أوصاف العلماء الربانيين أنهم يعون مقاصد الإسلام ، ويعلمون الأدلة ودقة الاستدلال منها إجمالا وتفصيلا، ويعون قيمة وحدة الأمة وتحري الصواب ، والبعد عن التكلف . ولا يقولون إلا بعلم كاف ودراسة كافية حول المسألة المطروحة المستفتى فيها ، ويقبلون الحق من أي الناس جاء به والذين يقدرون كبير المسلمين ويرحمون صغيرهم ، ويعرفون حق علماء الأمة قديما وحديثا . ولا يعرف الحقد طريقا إلى نفوسهم . والذين ينتقون مفردات الأسلوب الذي يخاطبون به الناس فيؤلف ولا ينفر . والذين لا يغتابون المسلمين، ولا يذكون الخلاف ؛ فالخلاف لا يأتي بخير . والذين يوازنون بين المصالح والمفاسد ، ويدركون قيمة ما قاله العلماء في المسألة قديما وحديثا ؛ هذه من أوصاف العلماء الربانيين الذين يحسنون مساعدة وتوجيه من يتصلون بهم على المضي في المنهج الموصل إلى النجاة في دنياهم وآخرتهم ؛ من خلال مؤلفاتهم وحديثهم المسموع والمرئي . وهي أوصاف مطلوبة من المسلم والمسلمة كل بقدره وحسب سعة علمه وقدرته وبخاصة تحري الصواب وحب الخير للآخرين ، والبعد عما يوغر الصدور ويذكي الفرقة بين المسلمين .
(و) الإقناع وهو الوصول بالمدعو من خلال المعالجة المستمرة إلى القناعة التامة المحركة له نحو المشاركة في توسيع دائرة الخير إلى الآخرين وبخاصة الأقارب ؛ بأن يكون مساهما في الدعوة والتربية حسب قدرته ، حريصا على نماء المعروف وتقليص المنكر بحكمة وعلم وحب وتعاون وتواضع ؛ بفهمه المتأكد عنده بمراد الله من جميع أفراد الأمة .
وبازدياد نسبة هذا التعاون في الأمة ؛ مبنيا على شعور بالمسؤولية قوي ؛ سوف لا تجد الانحرافات مكانا لها في أمة وصلت إلى هذا المستوى ، ولا تستطيع الدعوات المضادة الاصطياد في الماء العكر بين أفرادها .
إنه هدف للأمة طالما حلمت أن تصل إليه ، ولكن هيهات أن تصل بدون مجاهدة وتعاون ؛ بفهم سديد ، وتطبيق مجيد ، وتعاون حميد . وغيرها من الأهداف المبثوثة في كتاب الله وسنة نبيه والمستوحاة من الحاجة عند الناس تتضح لكل متدبر ، وعند كل إعمال الفكر والنظر ممن يهتم بذلك ويسعى إليه .
3- الألفة والوئام
ومن الأهداف المرجوة من الاستمرار في دعوة الأقارب الألفة والوئام ؛ من خلال التواصل الخير ، المبني على الإخلاص والحب ، والفهم لوظيفة المسلم في حياته ؛ كونها وظيفة مطلوبة في كتاب الله وسنة وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم ، وسار عليها الصحب الكرام وتابعوهم ، ومن تبعهم .
ولاشك أن النبي صلى الله عليه وسلم قد ضرب أروع الأمثلة في تأليف القلوب ؛ قربت قلوبا متنافرة ، وأثمرت تعاونا على البر والتقوى ؛ وقد كان همها مصلحتها الخاصة وإن ألحقت أضرارا بحقوق الآخرين النفسية والمالية ؛ فأصبح همها بعد ألفتها إرضاء الله تعالى ، والإحسان إلى الناس .
ومن الخطوات التي تعين على الألفة والوئام : التعارف والعريف والتعرف والاكتشاف والمعالجة والإقناع .
( أ ) التعارف ويقصد به معرفة البطاقة الشخصية للمدعو بقصد الاستئناس والألفة حيث حث النبي صلى الله عليه وسلم على أن يسأل المسلم أخاه الذي أحبه عن اسمه قبل أن يفترقا ؛ وأسلوب ذلك أن يبدأ الداعي بتعريف نفسه أولا. وهذا الأسلوب يستخدم في الخطوتين التاليتين لهذه الخطوة ويؤصل له بنفس التأصيل .
(ب ) التعرُّف ويقصد به معرفة المدعو تفصيليا ؛ علميا وتربويا وفكريا وأخلاقيا وهذا يستدعي وقتا كافيا لتحقيقه من خلال البدء من قبل الداعي . ومن خلال التعرف ستظهر إيجابيات لدى المدعو تُنمّى، وسلبيات تعالج ؛ بمنهج ملبٍ لذلك ؛وأسلوب يتسم بالحكمة والموعظة الحسنة ، والمصاحبة المستمرة كما يأتي في خطوة المعالجة ...
(ج) التعريف بإيضاح وتفهيم المدعو ما ألزمه الله به من الحقوق والواجبات؛ نحو ربه وكتبه وأنبيائه ، و نحونفسه وأهله وولده، ونحو جاره وزميله ؛ لتأدية كل حق إلى مستحقه بقدر المستطاع ؛ معضدا ذلك بالأدلة الشرعية ؛ من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وسيرته العلمية والعملية 0
(د)الاكتشاف وهو ظهور تلقائي لإيجابيات وسلبيات لدى المدعو؛ تبرز للداعي من خلال الخطوات السابقة ؛ مع شيء من التركيز ؛ دون أن يشعر أخاه بأنه يستكشف الإيجابيات والسلبيات فيه ؛ حتى لا ينفر منه قبل أن يوصله إلى مرحلة متقدمة وناضجة في قبول الخير وعدم انزعاجه من إسدائه إليه ...
(هـ)المعالجة ويقصد بها تلافي السلبيات ، وصقل الإيجابيات التي ظهرت من خلال الخطوات السابقة بمنهج نافع سهل ميسر بأسلوب مؤثر ومعاملة كريمة وتنمية مستمرة للجانب الإيماني ؛فإنه يُعتبر الأساس المحرك لممارسة الطاعات ، والأعمال الخيرة بجميع أنواعها ، والتركيز على إخلاص العمل لله وتحري المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم باقتفاء سنته والاستعانة على ذلك بمجالسة العلماء الربانيين والإفادة من علمهم وأدبهم ؛ ومن أوصاف العلماء الربانيين أنهم يعون مقاصد الإسلام ، ويعلمون الأدلة ودقة الاستدلال منها إجمالا وتفصيلا، ويعون قيمة وحدة الأمة وتحري الصواب ، والبعد عن التكلف . ولا يقولون إلا بعلم كاف ودراسة كافية حول المسألة المطروحة المستفتى فيها ، ويقبلون الحق من أي الناس جاء به والذين يقدرون كبير المسلمين ويرحمون صغيرهم ، ويعرفون حق علماء الأمة قديما وحديثا . ولا يعرف الحقد طريقا إلى نفوسهم . والذين ينتقون مفردات الأسلوب الذي يخاطبون به الناس فيؤلف ولا ينفر . والذين لا يغتابون المسلمين، ولا يذكون الخلاف ؛ فالخلاف لا يأتي بخير . والذين يوازنون بين المصالح والمفاسد ، ويدركون قيمة ما قاله العلماء في المسألة قديما وحديثا ؛ هذه من أوصاف العلماء الربانيين الذين يحسنون مساعدة وتوجيه من يتصلون بهم على المضي في المنهج الموصل إلى النجاة في دنياهم وآخرتهم ؛ من خلال مؤلفاتهم وحديثهم المسموع والمرئي . وهي أوصاف مطلوبة من المسلم والمسلمة كل بقدره وحسب سعة علمه وقدرته وبخاصة تحري الصواب وحب الخير للآخرين ، والبعد عما يوغر الصدور ويذكي الفرقة بين المسلمين .
(و) الإقناع وهو الوصول بالمدعو من خلال المعالجة المستمرة إلى القناعة التامة المحركة له نحو المشاركة في توسيع دائرة الخير إلى الآخرين وبخاصة الأقارب ؛ بأن يكون مساهما في الدعوة والتربية حسب قدرته ، حريصا على نماء المعروف وتقليص المنكر بحكمة وعلم وحب وتعاون وتواضع ؛ بفهمه المتأكد عنده بمراد الله من جميع أفراد الأمة .
وبازدياد نسبة هذا التعاون في الأمة ؛ مبنيا على شعور بالمسؤولية قوي ؛ سوف لا تجد الانحرافات مكانا لها في أمة وصلت إلى هذا المستوى ، ولا تستطيع الدعوات المضادة الاصطياد في الماء العكر بين أفرادها .
إنه هدف للأمة طالما حلمت أن تصل إليه ، ولكن هيهات أن تصل بدون مجاهدة وتعاون ؛ بفهم سديد ، وتطبيق مجيد ، وتعاون حميد . وغيرها من الأهداف المبثوثة في كتاب الله وسنة نبيه والمستوحاة من الحاجة عند الناس تتضح لكل متدبر ، وعند كل إعمال الفكر والنظر ممن يهتم بذلك ويسعى إليه .