البركات
18 Jul 2006, 02:39 PM
*السبل لتحقيق الأمن النفسي
بعض النقاط الرئيسية والتي تمثل
السبل الاسلامية التي تعين الانسان لتحقيق الأمن النفسي:
1. الاعتصام بالله تعالى واللجوء إليه
الاعتصام بالله واللجوء إليه تعالى والأمل في فضله، والرجاء في رحمته،
وأن يشكو العبد همه إلى الله، ويشكر الله على فضله، ونعمه،
وأن يؤمن بأن الله لن يضيعه، ولن يتخلى عنه، ولا ييأس من رحمته.
{إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرين}
2. العبادات:
المحافظة على العبادات تعلم المؤمن الطاعة لله تعالى،
والامتثال لأوامره، والتوجه الدائم في عبودية تامة، كما يعلمه الصبر،
وتحمل المشاق، ومجاهدة النفس، والتحكم في أهوائها وشهواتها، كما يعلمه حب الناس،
والإحسان إليهم، وينمي في نفسه روح التعاون والتكافل الاجتماعي،
وكل هذه خصال حميدة تتميز بها الشخصية السوية الناضجة المتكاملة،
مما يوفر له مقومات الصحة النفسية التي تمده بوقاية من الأمراض النفسية.
3. ذكر الله وتلاوة القرآن الكريم:
ذكر الله طريق رائع لأنه يربط العبد بربه بعروة وثقى،
ويملأ القلب سكينة وطمأنينة وأمناً
{ألا بذكر الله تطمئن القلوب} ( الرعد-2)
4. تقوى الله:
فأساس التقوى هي طاعة وإخلاص.
والطاعة تربي الإنسان على التكامل والخلق الفاضل وتغرس في النفس
الحب والصفاء والاطمئنان الروحي والهدوء القلبي، وكل هذا يعطي سكينة واطمئنان قلبي.
{ومن يتق الله يجعل له من أمره يسراً} (الطلاق:2-3)
5. طاعة الله:
لا تتمثل طاعة الله في العبادات فقط، وإنما أيضاً في اتباع المنهج
لذي رسمه سبحانه وأرشدنا إليه في القرآن الكريم في السلوكيات،
والآداب، والأخلاق، والعمل الصالح.
6. التوبة:
إن الشعور بالذنب يسبب للإنسان الشعور بالنقص والقلق، مما يؤدي
إلى نشوء أعراض الأمراض النفسية.
ويمدنا القرآن الكريم بأسلوب فريد وناجح في علاج الشعور بالذنب ألا وهو التوبة،
فالتوبة إلى الله سبحانه وتعالى تغفر الذنوب، وتقوي في الإنسان الأمل في رضا الله،
فتخف حدة قلقه.
{فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه إن الله غفور رحيم} (المائدة:39)
7. الصبر:
يدعو القرآن الكريم المؤمنين إلى التحلي بالصبر لما فيه من فائدة عظيمة
في تربية النفس وتقوية الشخصية، وزيادة قدرة الإنسان على تحمل المشاق،
وتجديد طاقته لمواجهة مشكلات الحياة وأعبائها، ونكبات الدهر ومصائبه،
ولتعينه قدراته لمواصلة الجهاد في سبيل إعلاء كلمة الله تعالى:
{يا أيها الذين ءامنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين}
{والعصر * إن الإنسان لفي خسر * إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر} ( سورة العصر)
8. الصدق:
هو الإخبار عن الشيء بما هو عليه، والصدق على الحقيقة
هو الفضيلة الأساسية للحياة الإنسانية.
وكان خلق الرسول صلي الله عليه وسلم الصدق، وكان الصحابة يؤثرون الصدق
مهما كان وراءه من الآلام والصعاب، لأن الكذب لا يدعم الإنسان، ولا ينشئ الأخلاق،
ولا الأمم ولا المجتمعات.
والصوفية يرون أن الصادق هو من اعتاد الصدق، فإذا وصـــل إلى العادة أصبح صدوقاً،
وهنا يصبح الصدق من أخلاقه في الدنيا والآخرة، فيمن الله سبحانه وتعالى عليه بمرتبة هي أعلى المراتب والمقامات الروحية، وهي مرتبة الصديقين.
ومراتب الصدق هي:
1) مرتبة اليقين.
2) الصادقين.
3) الصديقين.
ولقد وردت في القرآن الكريم آيات كثيرة عن الصدق والصادقين والصديقين، منها قوله تعالى:
{إن المتقين في جنات ونهر * في مقعد صدق عند مليك مقتدر} (القمر:54،55)
{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} التوبة: 119
{فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين} النساء : 69
9. الإخلاص:
الإخلاص سكون التقوى في قلب العبد، فإذا سكنت التقوى في قلبه نزلت عليه
بركات العلم وطردت شهوات الدنيا عنه.
{فاعبد الله مخلصاً له الدين}
10. الصفح الجميل:
وهو من أقرب السلوكيات في الطريق إلى الله.
{ويسئلونك ماذا ينفقون قل العفو}
{فاعفوا واصفحوا}
11. الإحسان:
أجمل الفضائل الإحسان، فهو فضيلة كبرى وسلوك إنساني عظيم يسلكه العبد المؤمن
في طريقه إلى الله.
ومفهوم الإحسان في الشريعة الإسلامية أن لا يعطي الإنسان وهو كاره أو مجبر،
ولا وهو متعجب أو راضٍ عن نفسه.
فبالإحسان يشعر المؤمن شعوراً ملازماً أن الذي يعطي هو الله سبحانه وتعالى وحده.
والإحسان بهذا المعنى إمداد واستمداد من الله إلى عبده.
فالإحسان ظاهري وباطني:
والظاهري هو أنك تعطي، أما الباطني أن تعرف أن ما تعطيه هو من الله ولله،
فلا تشعر لنفسك فضلاً، أنت تعطي وأن تؤمن بأن الله هو المعطي على الحقيقة،
الموكل لك في العطاء سواء كان ما تجود به علماً أو مالاً أو براً في العقيدة
أو العمل أو الخير، وبهذا يكون الإحسان إيماناً يرفع النفس الإنسانية
درجات في التكامل والسمو والرفعة.
{وأحسنوا إن الله يحب المحسنين}
12. الرضا:
وهو القناعة وأن ترضى بما قسمه الله لك.
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
"ارض بما قسمه الله لك تكن أغنى الناس".
13. شكر الله:
يقصد في اللغة بالشكر، عرفان الجميل ونشره.
والشكر من الله لعباده هو ثوابهم على أعمالهم الصالحة، وأن شكر العبد
لنعمة الله فيكون بنشرها ومعرفتها كما ورد في قوله تعالى:
{وقال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي}
{لئن شكرتم لأزيدنكم}( ابراهيم : 7)
{وأما بنعمة ربك فحدث} والحديث عن نعمة الله أي الشكر.
والشكر ثمرة من ثمرات التقوى والإيمان، وهو سلوك عظيم
يتطبع به الإنسان المؤمن في البداية حتى يصبح طبعاً وأمراً مألوفاً لديه.
14. محبة الله:
ومن أروع ثمرات الإيمان حب الله، وعندما يخلص الإنسان في حبه لله
يصبح هذا الحب هو القوة الدافعة له في حياته، والقانون الذي يحكم حياته وأفعاله وتصرفاته
ويخضع له جميع أنواع الحب الأخرى.
إن الحب هو الجوهر الوحيد الذي يعطينا الأمان والاستقرار والسلام.
والإيمان وحده هو ينبوع الحب الصافي الخالد.
إن ذروة الحب عند الإنسان وأكثره سمواً وصفاءً وروحانية هو حبه لله سبحانه وتعالى،
وشوقه الشديد إلى التقرب منه لا في صلاته ودعواته وتسبيحاته فقط،
ولكن في كل عمل يقوم به وكل سلوك يصدر منه.
{قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم}
{ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم أنداداً يحبونهم
كحب الله والذين آمنوا أشد حباً لله}
{فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه} ( المائد’:54)
والمؤمن بعقيدة الإسلام نفذ إلى سر الوجود فأحب الله وأحب الحياة،
وأحب الكتاب الذي أنزله ليخرج الناس من الظلمات إلى النور،
وأحب النبي الذي أرسله رحمة للعالمين، وأحب كل إنسان من أهل الخير والصلاح
الذين يحبهم ويحبونه.
والمحب لمن يحب مطيع، فحب الله يقودك إلى طاعته سبحانه
واتباع منهجه من آداب وأخلاقيات وسلوكيات، فتعرض عن السيئات
وتتبع الحسنات وفعل الطيبات من أمر بالمعروف ونهي عن المنكر
مما يحقق الأمن النفسي والسكينة والطمأنينة.
ومحبة الله ارتفاع عن الشهوات وارتقاء فوق الحاجات المادية.
المحبة انتقال من الحب المقيد إلى حب أثمر وأينع وأشمل وهو حب في الله ،
ومن الله . . . وبالله . . . ولله . . .
ومحبة الله تجعل أن هناك ألفة ومودة بين المؤمن المحب لله وبين الطبيعة
وجميع المخلوقات الأخرى . . هناك صداقة بينه وبين الكون . . إنه يفهم لغة الكون، والكون يفهم لغته، وهذه اللغة المشتركة بينهما هي التسبيح والشكر لله والإحساس
بآثار حب الله في الوجود كله.
هذه هي السبل والأسس الإسلامية التي أرشدنا إليها القرآن الكريم والتي تحقق الأمن النفسي.
وتبقي لي كلمة صدق الي كل من يسعي الي تحقيقة الأمن النفسي:
إن الإيمان بالله واتباع منهجه الذي رسمه للإنسان في القرآن الكريم وبينته السنة
هو السبيل الوحيد للتخلص من الهم والقلق، والطريق الوحيد الذي يؤدي إلى تحقيق أمن الإنسان وسعادته، وإن فقدان الإيمان بالله، وعدم اتباع منهجه في الحياة يؤدي إلى الهم والقلق والشقاء.
قال تعالى :
{قال اهبطا منها جميعاً بعضكم لبعض عدو فإما يأتينكم مني هدىً فمن اتبع هداي
فلا يضل ولا يشقى * ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى}
[طه:123-124]
الإيمان هو الأمان، والأمان هو السلام، والسلام هو الرضا، والرضا هو الحب،
والحب هو العطاء، والعطاء هو الخير حباً لله ولمرضاة الله وحده.
وخير من نقتدي بهم هم أنبياء الله، فقد عاشوا في زمان أصعب من هذا الزمان،
لأنهم كانوا يغيرون العقيدة، يعيدون بناء النفس من الداخل لتكوين أفراداً
ذوي مبادئ وقيم إنسانية نبيلة، وهذا هو أصعب شيء . . بناء النفس
من الداخل وتغيير ما تطبع به الإنسان
ويتطلب جهاد وصبر وإيمان وحب لله . . .
وأن يكون القانون الذي يحكم حياتنا هو حب الله . . .
حب يجري في دمائنا وعروقنا . . . حب نحيا به وله . . .
وختاماً أوجه رسالتي إلى كل قلب إنساني:
من يجعل الإيمان أنيسه، والتقوى جليسه، والقرآن العظيم خلقه،
والصراط المستقيم طريقه، والصلاح غايته، والخير هدفه . . . كان له الأمن والأمان،
يحيا حياة آمنة مطمئنة فيها النور والهدى والسلام.
وسبحان الله هو وحده واهب السلام
اسمه السلام …
منه وحده السلام . . .
وبه وحده السلام . . .
وله وحده السلام . . .
قال تعالى: {ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لندك رحمة إنك أنت الوهاب}
[آل عمران:8]
بعض النقاط الرئيسية والتي تمثل
السبل الاسلامية التي تعين الانسان لتحقيق الأمن النفسي:
1. الاعتصام بالله تعالى واللجوء إليه
الاعتصام بالله واللجوء إليه تعالى والأمل في فضله، والرجاء في رحمته،
وأن يشكو العبد همه إلى الله، ويشكر الله على فضله، ونعمه،
وأن يؤمن بأن الله لن يضيعه، ولن يتخلى عنه، ولا ييأس من رحمته.
{إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرين}
2. العبادات:
المحافظة على العبادات تعلم المؤمن الطاعة لله تعالى،
والامتثال لأوامره، والتوجه الدائم في عبودية تامة، كما يعلمه الصبر،
وتحمل المشاق، ومجاهدة النفس، والتحكم في أهوائها وشهواتها، كما يعلمه حب الناس،
والإحسان إليهم، وينمي في نفسه روح التعاون والتكافل الاجتماعي،
وكل هذه خصال حميدة تتميز بها الشخصية السوية الناضجة المتكاملة،
مما يوفر له مقومات الصحة النفسية التي تمده بوقاية من الأمراض النفسية.
3. ذكر الله وتلاوة القرآن الكريم:
ذكر الله طريق رائع لأنه يربط العبد بربه بعروة وثقى،
ويملأ القلب سكينة وطمأنينة وأمناً
{ألا بذكر الله تطمئن القلوب} ( الرعد-2)
4. تقوى الله:
فأساس التقوى هي طاعة وإخلاص.
والطاعة تربي الإنسان على التكامل والخلق الفاضل وتغرس في النفس
الحب والصفاء والاطمئنان الروحي والهدوء القلبي، وكل هذا يعطي سكينة واطمئنان قلبي.
{ومن يتق الله يجعل له من أمره يسراً} (الطلاق:2-3)
5. طاعة الله:
لا تتمثل طاعة الله في العبادات فقط، وإنما أيضاً في اتباع المنهج
لذي رسمه سبحانه وأرشدنا إليه في القرآن الكريم في السلوكيات،
والآداب، والأخلاق، والعمل الصالح.
6. التوبة:
إن الشعور بالذنب يسبب للإنسان الشعور بالنقص والقلق، مما يؤدي
إلى نشوء أعراض الأمراض النفسية.
ويمدنا القرآن الكريم بأسلوب فريد وناجح في علاج الشعور بالذنب ألا وهو التوبة،
فالتوبة إلى الله سبحانه وتعالى تغفر الذنوب، وتقوي في الإنسان الأمل في رضا الله،
فتخف حدة قلقه.
{فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه إن الله غفور رحيم} (المائدة:39)
7. الصبر:
يدعو القرآن الكريم المؤمنين إلى التحلي بالصبر لما فيه من فائدة عظيمة
في تربية النفس وتقوية الشخصية، وزيادة قدرة الإنسان على تحمل المشاق،
وتجديد طاقته لمواجهة مشكلات الحياة وأعبائها، ونكبات الدهر ومصائبه،
ولتعينه قدراته لمواصلة الجهاد في سبيل إعلاء كلمة الله تعالى:
{يا أيها الذين ءامنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين}
{والعصر * إن الإنسان لفي خسر * إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر} ( سورة العصر)
8. الصدق:
هو الإخبار عن الشيء بما هو عليه، والصدق على الحقيقة
هو الفضيلة الأساسية للحياة الإنسانية.
وكان خلق الرسول صلي الله عليه وسلم الصدق، وكان الصحابة يؤثرون الصدق
مهما كان وراءه من الآلام والصعاب، لأن الكذب لا يدعم الإنسان، ولا ينشئ الأخلاق،
ولا الأمم ولا المجتمعات.
والصوفية يرون أن الصادق هو من اعتاد الصدق، فإذا وصـــل إلى العادة أصبح صدوقاً،
وهنا يصبح الصدق من أخلاقه في الدنيا والآخرة، فيمن الله سبحانه وتعالى عليه بمرتبة هي أعلى المراتب والمقامات الروحية، وهي مرتبة الصديقين.
ومراتب الصدق هي:
1) مرتبة اليقين.
2) الصادقين.
3) الصديقين.
ولقد وردت في القرآن الكريم آيات كثيرة عن الصدق والصادقين والصديقين، منها قوله تعالى:
{إن المتقين في جنات ونهر * في مقعد صدق عند مليك مقتدر} (القمر:54،55)
{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} التوبة: 119
{فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين} النساء : 69
9. الإخلاص:
الإخلاص سكون التقوى في قلب العبد، فإذا سكنت التقوى في قلبه نزلت عليه
بركات العلم وطردت شهوات الدنيا عنه.
{فاعبد الله مخلصاً له الدين}
10. الصفح الجميل:
وهو من أقرب السلوكيات في الطريق إلى الله.
{ويسئلونك ماذا ينفقون قل العفو}
{فاعفوا واصفحوا}
11. الإحسان:
أجمل الفضائل الإحسان، فهو فضيلة كبرى وسلوك إنساني عظيم يسلكه العبد المؤمن
في طريقه إلى الله.
ومفهوم الإحسان في الشريعة الإسلامية أن لا يعطي الإنسان وهو كاره أو مجبر،
ولا وهو متعجب أو راضٍ عن نفسه.
فبالإحسان يشعر المؤمن شعوراً ملازماً أن الذي يعطي هو الله سبحانه وتعالى وحده.
والإحسان بهذا المعنى إمداد واستمداد من الله إلى عبده.
فالإحسان ظاهري وباطني:
والظاهري هو أنك تعطي، أما الباطني أن تعرف أن ما تعطيه هو من الله ولله،
فلا تشعر لنفسك فضلاً، أنت تعطي وأن تؤمن بأن الله هو المعطي على الحقيقة،
الموكل لك في العطاء سواء كان ما تجود به علماً أو مالاً أو براً في العقيدة
أو العمل أو الخير، وبهذا يكون الإحسان إيماناً يرفع النفس الإنسانية
درجات في التكامل والسمو والرفعة.
{وأحسنوا إن الله يحب المحسنين}
12. الرضا:
وهو القناعة وأن ترضى بما قسمه الله لك.
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
"ارض بما قسمه الله لك تكن أغنى الناس".
13. شكر الله:
يقصد في اللغة بالشكر، عرفان الجميل ونشره.
والشكر من الله لعباده هو ثوابهم على أعمالهم الصالحة، وأن شكر العبد
لنعمة الله فيكون بنشرها ومعرفتها كما ورد في قوله تعالى:
{وقال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي}
{لئن شكرتم لأزيدنكم}( ابراهيم : 7)
{وأما بنعمة ربك فحدث} والحديث عن نعمة الله أي الشكر.
والشكر ثمرة من ثمرات التقوى والإيمان، وهو سلوك عظيم
يتطبع به الإنسان المؤمن في البداية حتى يصبح طبعاً وأمراً مألوفاً لديه.
14. محبة الله:
ومن أروع ثمرات الإيمان حب الله، وعندما يخلص الإنسان في حبه لله
يصبح هذا الحب هو القوة الدافعة له في حياته، والقانون الذي يحكم حياته وأفعاله وتصرفاته
ويخضع له جميع أنواع الحب الأخرى.
إن الحب هو الجوهر الوحيد الذي يعطينا الأمان والاستقرار والسلام.
والإيمان وحده هو ينبوع الحب الصافي الخالد.
إن ذروة الحب عند الإنسان وأكثره سمواً وصفاءً وروحانية هو حبه لله سبحانه وتعالى،
وشوقه الشديد إلى التقرب منه لا في صلاته ودعواته وتسبيحاته فقط،
ولكن في كل عمل يقوم به وكل سلوك يصدر منه.
{قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم}
{ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم أنداداً يحبونهم
كحب الله والذين آمنوا أشد حباً لله}
{فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه} ( المائد’:54)
والمؤمن بعقيدة الإسلام نفذ إلى سر الوجود فأحب الله وأحب الحياة،
وأحب الكتاب الذي أنزله ليخرج الناس من الظلمات إلى النور،
وأحب النبي الذي أرسله رحمة للعالمين، وأحب كل إنسان من أهل الخير والصلاح
الذين يحبهم ويحبونه.
والمحب لمن يحب مطيع، فحب الله يقودك إلى طاعته سبحانه
واتباع منهجه من آداب وأخلاقيات وسلوكيات، فتعرض عن السيئات
وتتبع الحسنات وفعل الطيبات من أمر بالمعروف ونهي عن المنكر
مما يحقق الأمن النفسي والسكينة والطمأنينة.
ومحبة الله ارتفاع عن الشهوات وارتقاء فوق الحاجات المادية.
المحبة انتقال من الحب المقيد إلى حب أثمر وأينع وأشمل وهو حب في الله ،
ومن الله . . . وبالله . . . ولله . . .
ومحبة الله تجعل أن هناك ألفة ومودة بين المؤمن المحب لله وبين الطبيعة
وجميع المخلوقات الأخرى . . هناك صداقة بينه وبين الكون . . إنه يفهم لغة الكون، والكون يفهم لغته، وهذه اللغة المشتركة بينهما هي التسبيح والشكر لله والإحساس
بآثار حب الله في الوجود كله.
هذه هي السبل والأسس الإسلامية التي أرشدنا إليها القرآن الكريم والتي تحقق الأمن النفسي.
وتبقي لي كلمة صدق الي كل من يسعي الي تحقيقة الأمن النفسي:
إن الإيمان بالله واتباع منهجه الذي رسمه للإنسان في القرآن الكريم وبينته السنة
هو السبيل الوحيد للتخلص من الهم والقلق، والطريق الوحيد الذي يؤدي إلى تحقيق أمن الإنسان وسعادته، وإن فقدان الإيمان بالله، وعدم اتباع منهجه في الحياة يؤدي إلى الهم والقلق والشقاء.
قال تعالى :
{قال اهبطا منها جميعاً بعضكم لبعض عدو فإما يأتينكم مني هدىً فمن اتبع هداي
فلا يضل ولا يشقى * ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى}
[طه:123-124]
الإيمان هو الأمان، والأمان هو السلام، والسلام هو الرضا، والرضا هو الحب،
والحب هو العطاء، والعطاء هو الخير حباً لله ولمرضاة الله وحده.
وخير من نقتدي بهم هم أنبياء الله، فقد عاشوا في زمان أصعب من هذا الزمان،
لأنهم كانوا يغيرون العقيدة، يعيدون بناء النفس من الداخل لتكوين أفراداً
ذوي مبادئ وقيم إنسانية نبيلة، وهذا هو أصعب شيء . . بناء النفس
من الداخل وتغيير ما تطبع به الإنسان
ويتطلب جهاد وصبر وإيمان وحب لله . . .
وأن يكون القانون الذي يحكم حياتنا هو حب الله . . .
حب يجري في دمائنا وعروقنا . . . حب نحيا به وله . . .
وختاماً أوجه رسالتي إلى كل قلب إنساني:
من يجعل الإيمان أنيسه، والتقوى جليسه، والقرآن العظيم خلقه،
والصراط المستقيم طريقه، والصلاح غايته، والخير هدفه . . . كان له الأمن والأمان،
يحيا حياة آمنة مطمئنة فيها النور والهدى والسلام.
وسبحان الله هو وحده واهب السلام
اسمه السلام …
منه وحده السلام . . .
وبه وحده السلام . . .
وله وحده السلام . . .
قال تعالى: {ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لندك رحمة إنك أنت الوهاب}
[آل عمران:8]