أبو نور الدين 2
23 Jul 2006, 09:05 PM
هذه دعوة الي اعادة النظر من جديد في العلاقات الزوجية المتبادلة
و تصحيح المسار التي انحدرت به بعدما هجمت عليها ضغوطات الحياة
المختلفة و ابتلعتها القسوة و سيطرت عليها الندية المتبادلة بين الرجل و المرأة
و بعدما تعالت نداءات تحرير المرأة و اضطربت الافكار و حل التغريب علي أفكار
نسائنا الا من رحم ربي و تحولت البيوتات الي ساحة صراع و نزاع دائم بين الازواج
و رأت المرأة أنها لن تظل عبدة للرجل بعلاقة تسمي علاقة الزواج و رأت أنها
لابد و أن يكون لها دور قيادي بالمجتمع و تفككت الاسرة و صارت المرأة تربي
أجيالا و أفرادا مختلفين الاشكال و الالوان الا تربية أولادها هي تركتهم لدور الحضانة
أو للخادمة الأجنبية أو للمجتم الفاسد يطبع عليه بأفكاره المنحلة المنحرفة
أليس هذا هو الوضع الراهن المحزن المؤسف ؟؟؟؟ الا من رحم الله تعالي
اذا نحن بحاجة الي اعادة ضبط الحدود و توضيع معالم الطريق لتعود الحياة
الي مجراها الطبيعي و هدفها المنشود و تؤدي الزوجة دورها العظيم المنوط بها
فهذه رسالتي الاولي من سلسلة الرسائل التي أسوقها الي زوجتي متوالية
لتبني هذا الهدف المنشود الذي بينته فهي لها خاصة و لكل زوجة مسلمة عامة
و أتمني من الله تعالي أن ينتفع بها كل انسان علي وجه الارض و تكون وجه خير
و تكون مفتاح للخير و مغلاقا للشر و أن يجعلها ربي خالصة لوجهه الكريم
انه ولي ذلك و القادر عليه .
رسالتــــــــــــــــــي الـــــــــــــــــــــي زوجتـــــــــــــــــــــــي
" و بعدما حالت بيني و بينها المسافات و الاراضين و بعادت بيني و بينها الحواجز
و نأي كل منا بمكان و فرقت بيننا الازمان أنقل اليك غاليتي همسات من قلبي تحملها
اليك نسمات الربيع لتهديها زوهورا و ورودا يانعه لك انت حماملة معها خلاصة فكري
و بعضا من حكمتي علها تكون حادية لك علي اكمال المسير في بعدي عنك و علها تبقي
طيفي حولك بكل مكان و بكل زمان تتذكري كلماتي اليك و ترسمي بها لوحة جميلة
لحياة منسقة بديعة علنا نبدأ طريقا جديدا قد ملأه الامل و حفه الهدوء و نزلت عليه السكينة
أتكلم معك اليوم غاليتي عن مفهوم جديد للعاطفة و معاني رسم حدودها و تقليم أظافرها
ان جاز التعبير و وضعها في مكانها الطبيعي و الصحيح .
و بعدما علمت أنك ممن يمتلكون عاطفة تكفي للعالم كله و تغطيه و تفيض و بعدما رأيت
منك قلبا هو منبع لهذه العاطفة و مصب لها لها ايضا و بعدما أدفئتني هذه العاطفة أياما و ليالي
متصلة و بعدما لم أري بعالمك كله الا هذه العاطفة التي أحبها من كل قلبي أوجه لك ندائي
غاليتي صادرا من قلب قد حوي لك أكبر بكثير جدا من كلمة ( أحبك ) .
دائما و أبدا تثور العواطف الانسانية و يعلو صوتها عند طرفي الأحداث
فعند الفرحة الغامرة تثور المشاعر الانسانية و تهيج مبتهجة سعيدة
و عند المصيبة العظيمة و الكارثة الداهمة تظهر هذه العاطفة أيضا بأكبر مشاعر الحزن و الاسي
و تظهر هذه المعادلة بجلاء تام بحديث النبي صلي الله عليه و سلم :
" اني نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين : صوت عند نعمة و صوت عند مصيبة "
و تتضح أيضا بقرآننا الكريم عند قوله سبحانه و تعالي و عز و جل :
" لكيلا تأسوا علي ما فاتكم و لا تفرحوا بما آتآكم "
فمن كانت عنده هذه المعادلة الصريحة واضحة تماما ماثلة أمام عينيه و استطاع ان يملك نفسه
عند الفرحة الجامحة و عند الكارثة الحالة نال مرتبة الوسطية و الثبات و اليقين
ألا و هي منزلة الاسلام الذي هو شرعه الوسط :
" و كذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء علي الناس و يكون الرسول شهيدا عليكم "
فمن وصل الي هذه الوسطية نال السعادة و الراحة و السلام النفسي و هدوء البال و انشراح الصدر
و هكذا كان وصف الانسان بالقرآن الكريم أنه فرح فخور و أنه اذا مسه الشر كان جزوعا و اذا مسه
الخير كان منوعا و استثني منهم المصلين , قال تعالي " الا المصلين " فهم أهل الوسط دوما
صابرون في الضراء شاكرون في السراء .
فالوصول الي أي من الطرفين سواء الفرح الغامر او الحزن الداهم ( تطرف ) في المشاعر لا يجلب معه
الا التعب لصاحبه و أي تعب هذا التعب النفسي تعب يضنيه و يؤلمه و يؤرقه و يحرقه
فاذا عضب تجاوز حدود العدل بالكلام و اذا سعد و فرح نسي نفسه و تجاوز حدوده في التعبير عن فرحه
و كلا الحالتين مذموم مرفوض .
و اذا هجر هجر هذا الانسان أحدا ذمة و عاب فيه و نسي محاسنه و طمس فضائله
و اذا أحب آخر أعطاه أوسمة الفضل و خلع عليه من العطايا و البسه حلل الكرامة
و بالغ فيه الي مرتبة الكمال و هو منتفي بعالم البشر .
و كما قلت لك من قبل غاليتي لو تذكرين كما جاء بالأثر :
" أحبب حبيبك هونا ما فعسي أن يكون بغيضك يوما ما , و أبغض بغيضك يوما ما
عسي أن يكون حبيبك يوما ما "
فمن ملك عاطفته و حكم بعدها عقله و وضع الامور كلها بنصابها و استعمل ميزان الحق
أبصر طريق الرشد و سلك درب العدل في كل حكم و وقف مبصرا علي الحقيقة
فديننا الحنيف أتي بالقيم و الاخلاق و السلوك كما اتي بالشرع و المنهج لكل الكون .
و بعد ما قد نقلت اليك غاليتي و حبيبة قلبي من أهمية توازن المشاعر و ضبطها بحزام
من العقل حتي لا تنفلت الدفة من بين ايدينا و نندم من بعد فوات الاوان .
أقول لك بعدها غاليتي لا تحزني و لا تقلقي و لا تخافي أبدا .
و لله در الشاعر اذ يقول :
سهرت أعين و نامت عيون
في شؤون تكون او لا تكون
فدع الهم ما استطعت فحمــ
ــلانك الهمــــــــــوم جنـــون
ان ربا كفاك ما كان بالأمـــــ
ـــــــــس سيكفيك في غد ما يكون
و هذا قول لآخر غاليتي :
دع المقادير تجري في اعنتها
و لا تنامن الا خالي البال
ما بين غمضة عين و انتباهتها
يغير الله من حال الي حال
فلا تحزني و لا تأسي علي ما فاتك غاليتي و اعلمي جيدا جدا
أن الاموال و الخزانات و القصور العالية و البساتين الخضراء
و الذهب و الفضة كلها كلها لا قيمة لها ابدا مع حزن يغلف الفكر
و أسي يحيط بالقلب و يأس حل بظلامه علي النفس .
فلا تهتمي بغير اليوم غاليتي و لا تفكري بغيره ابدا
فالقضاء مفروغ منه و المقدر واقع لا محالة و الأقلام جفت و الصحف طويت
و كل أمر مستقر فحزننا لن يقدم و لن يؤخر و لن يزيد شيئا و لن ينقض آخر
و لتعلمي يا حبيبة الي القلب و غالية علي الفؤاد أنه :
" أن ما أصابك لم يكن ليخطأك و ما أخطأك لك يكن ليصيبك "
و صح عنه ايضا عليه الصلاة و السلام :
" جف القلم يا أبا هريرة بما أنت لاق "
و قال أحد السلف :
" يا بن آدم انما أنت ثلاثة أيام ! أمسك و قد ولي , و غدك لم يأتي و يومك فاتق الله فيه "
فلا للحزن و لا للهم فكل عقاقير الاطباء و دواء الصيادلة لا تسعد قلبا قد سكنه الحزن
و عشش به اليأس .
لا تغتمي حبيبتي فيكفيك أنك تتمتعين بالاسلام و قد آمنتي بالله و رسوله و ملائكته و اليوم الاخر
و بالقضاء خيره و شره ,, و أولئك قد كفروا بالرب و كذبوا الرسل و اختلفوا في الكتاب و جحدوا اليوم الاخر
و ألحدوا في القضاء و القدر . فالحمد لله غاليتي الذي نجاك من هذا كله و لا تلتفتي الي شئ بعد ذلك .
و كما قالوا بالمثل : " لا تعبر الجسر حتي تأتيه "
فلا تستعجلي الحوادث و همومها و غمومها حتي ندركها و نعيش بها .
فما في الغد آت آت فلا بأس بانتظار الغد بكل قوة و لكن لا شأن لنا أن نشغل
تفكيرنا به و نتوقع دائما الاسوء بل نحسن الظن بالله تعالي و نتقوي بالصبر و الصلاة .
و أنقل اليك غاليتي بالنهاية مبدأ لطالما قد آمنت به طول عمري.
و هو قول أحد أدباء الغرب : افعل ما هو صحيح , ثم أدر ظهرك لكل نقد سخيف "
فلا أرد أبدا علي كلمة جارحة قيلت في أو مقولة أو قصيدة فان الاحتمال دفن المعايب
و الحلم عز و الصمت يقهر الاعداء و العفو مثوبة و شرف و نصف الذين يقرأون الشتم
في قد نسوه و النصف الاخر لم يقرأوه و غيرهم لا يدرون ما السبب و لا القضية
فلن أرسخ أنا ذلك و أعمقه بالرد علي ما قد قيل .
فالناس مشغولون عني و عنك بنقص خبزهم و ان ظمأ أحدهم ينسيهم موتي و موتك .
و أتمثل دوما بقول الشاعر :
اكتم عن الجلساء دوما بثك إنما
جلساؤك الحساد و الشمًات
فبيت حبيبتي فيه سكينة مع خبز و راحة بال و ماء بارد خير من بيت ملئ بكل ما لذ
و طاب و لكنه روضة للمشاغبة و الضجيج
أتوقف عند هذا الحد
و أعود اليك دوما كما كنت
يا حبيبة العمر
فهل لنا بلحظة صفاء مع بعضنا البعض
زوجك الحبيب
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::::::::::::::
بقلمـــ أخوكمـــــ
أبو نور الدين
و تصحيح المسار التي انحدرت به بعدما هجمت عليها ضغوطات الحياة
المختلفة و ابتلعتها القسوة و سيطرت عليها الندية المتبادلة بين الرجل و المرأة
و بعدما تعالت نداءات تحرير المرأة و اضطربت الافكار و حل التغريب علي أفكار
نسائنا الا من رحم ربي و تحولت البيوتات الي ساحة صراع و نزاع دائم بين الازواج
و رأت المرأة أنها لن تظل عبدة للرجل بعلاقة تسمي علاقة الزواج و رأت أنها
لابد و أن يكون لها دور قيادي بالمجتمع و تفككت الاسرة و صارت المرأة تربي
أجيالا و أفرادا مختلفين الاشكال و الالوان الا تربية أولادها هي تركتهم لدور الحضانة
أو للخادمة الأجنبية أو للمجتم الفاسد يطبع عليه بأفكاره المنحلة المنحرفة
أليس هذا هو الوضع الراهن المحزن المؤسف ؟؟؟؟ الا من رحم الله تعالي
اذا نحن بحاجة الي اعادة ضبط الحدود و توضيع معالم الطريق لتعود الحياة
الي مجراها الطبيعي و هدفها المنشود و تؤدي الزوجة دورها العظيم المنوط بها
فهذه رسالتي الاولي من سلسلة الرسائل التي أسوقها الي زوجتي متوالية
لتبني هذا الهدف المنشود الذي بينته فهي لها خاصة و لكل زوجة مسلمة عامة
و أتمني من الله تعالي أن ينتفع بها كل انسان علي وجه الارض و تكون وجه خير
و تكون مفتاح للخير و مغلاقا للشر و أن يجعلها ربي خالصة لوجهه الكريم
انه ولي ذلك و القادر عليه .
رسالتــــــــــــــــــي الـــــــــــــــــــــي زوجتـــــــــــــــــــــــي
" و بعدما حالت بيني و بينها المسافات و الاراضين و بعادت بيني و بينها الحواجز
و نأي كل منا بمكان و فرقت بيننا الازمان أنقل اليك غاليتي همسات من قلبي تحملها
اليك نسمات الربيع لتهديها زوهورا و ورودا يانعه لك انت حماملة معها خلاصة فكري
و بعضا من حكمتي علها تكون حادية لك علي اكمال المسير في بعدي عنك و علها تبقي
طيفي حولك بكل مكان و بكل زمان تتذكري كلماتي اليك و ترسمي بها لوحة جميلة
لحياة منسقة بديعة علنا نبدأ طريقا جديدا قد ملأه الامل و حفه الهدوء و نزلت عليه السكينة
أتكلم معك اليوم غاليتي عن مفهوم جديد للعاطفة و معاني رسم حدودها و تقليم أظافرها
ان جاز التعبير و وضعها في مكانها الطبيعي و الصحيح .
و بعدما علمت أنك ممن يمتلكون عاطفة تكفي للعالم كله و تغطيه و تفيض و بعدما رأيت
منك قلبا هو منبع لهذه العاطفة و مصب لها لها ايضا و بعدما أدفئتني هذه العاطفة أياما و ليالي
متصلة و بعدما لم أري بعالمك كله الا هذه العاطفة التي أحبها من كل قلبي أوجه لك ندائي
غاليتي صادرا من قلب قد حوي لك أكبر بكثير جدا من كلمة ( أحبك ) .
دائما و أبدا تثور العواطف الانسانية و يعلو صوتها عند طرفي الأحداث
فعند الفرحة الغامرة تثور المشاعر الانسانية و تهيج مبتهجة سعيدة
و عند المصيبة العظيمة و الكارثة الداهمة تظهر هذه العاطفة أيضا بأكبر مشاعر الحزن و الاسي
و تظهر هذه المعادلة بجلاء تام بحديث النبي صلي الله عليه و سلم :
" اني نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين : صوت عند نعمة و صوت عند مصيبة "
و تتضح أيضا بقرآننا الكريم عند قوله سبحانه و تعالي و عز و جل :
" لكيلا تأسوا علي ما فاتكم و لا تفرحوا بما آتآكم "
فمن كانت عنده هذه المعادلة الصريحة واضحة تماما ماثلة أمام عينيه و استطاع ان يملك نفسه
عند الفرحة الجامحة و عند الكارثة الحالة نال مرتبة الوسطية و الثبات و اليقين
ألا و هي منزلة الاسلام الذي هو شرعه الوسط :
" و كذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء علي الناس و يكون الرسول شهيدا عليكم "
فمن وصل الي هذه الوسطية نال السعادة و الراحة و السلام النفسي و هدوء البال و انشراح الصدر
و هكذا كان وصف الانسان بالقرآن الكريم أنه فرح فخور و أنه اذا مسه الشر كان جزوعا و اذا مسه
الخير كان منوعا و استثني منهم المصلين , قال تعالي " الا المصلين " فهم أهل الوسط دوما
صابرون في الضراء شاكرون في السراء .
فالوصول الي أي من الطرفين سواء الفرح الغامر او الحزن الداهم ( تطرف ) في المشاعر لا يجلب معه
الا التعب لصاحبه و أي تعب هذا التعب النفسي تعب يضنيه و يؤلمه و يؤرقه و يحرقه
فاذا عضب تجاوز حدود العدل بالكلام و اذا سعد و فرح نسي نفسه و تجاوز حدوده في التعبير عن فرحه
و كلا الحالتين مذموم مرفوض .
و اذا هجر هجر هذا الانسان أحدا ذمة و عاب فيه و نسي محاسنه و طمس فضائله
و اذا أحب آخر أعطاه أوسمة الفضل و خلع عليه من العطايا و البسه حلل الكرامة
و بالغ فيه الي مرتبة الكمال و هو منتفي بعالم البشر .
و كما قلت لك من قبل غاليتي لو تذكرين كما جاء بالأثر :
" أحبب حبيبك هونا ما فعسي أن يكون بغيضك يوما ما , و أبغض بغيضك يوما ما
عسي أن يكون حبيبك يوما ما "
فمن ملك عاطفته و حكم بعدها عقله و وضع الامور كلها بنصابها و استعمل ميزان الحق
أبصر طريق الرشد و سلك درب العدل في كل حكم و وقف مبصرا علي الحقيقة
فديننا الحنيف أتي بالقيم و الاخلاق و السلوك كما اتي بالشرع و المنهج لكل الكون .
و بعد ما قد نقلت اليك غاليتي و حبيبة قلبي من أهمية توازن المشاعر و ضبطها بحزام
من العقل حتي لا تنفلت الدفة من بين ايدينا و نندم من بعد فوات الاوان .
أقول لك بعدها غاليتي لا تحزني و لا تقلقي و لا تخافي أبدا .
و لله در الشاعر اذ يقول :
سهرت أعين و نامت عيون
في شؤون تكون او لا تكون
فدع الهم ما استطعت فحمــ
ــلانك الهمــــــــــوم جنـــون
ان ربا كفاك ما كان بالأمـــــ
ـــــــــس سيكفيك في غد ما يكون
و هذا قول لآخر غاليتي :
دع المقادير تجري في اعنتها
و لا تنامن الا خالي البال
ما بين غمضة عين و انتباهتها
يغير الله من حال الي حال
فلا تحزني و لا تأسي علي ما فاتك غاليتي و اعلمي جيدا جدا
أن الاموال و الخزانات و القصور العالية و البساتين الخضراء
و الذهب و الفضة كلها كلها لا قيمة لها ابدا مع حزن يغلف الفكر
و أسي يحيط بالقلب و يأس حل بظلامه علي النفس .
فلا تهتمي بغير اليوم غاليتي و لا تفكري بغيره ابدا
فالقضاء مفروغ منه و المقدر واقع لا محالة و الأقلام جفت و الصحف طويت
و كل أمر مستقر فحزننا لن يقدم و لن يؤخر و لن يزيد شيئا و لن ينقض آخر
و لتعلمي يا حبيبة الي القلب و غالية علي الفؤاد أنه :
" أن ما أصابك لم يكن ليخطأك و ما أخطأك لك يكن ليصيبك "
و صح عنه ايضا عليه الصلاة و السلام :
" جف القلم يا أبا هريرة بما أنت لاق "
و قال أحد السلف :
" يا بن آدم انما أنت ثلاثة أيام ! أمسك و قد ولي , و غدك لم يأتي و يومك فاتق الله فيه "
فلا للحزن و لا للهم فكل عقاقير الاطباء و دواء الصيادلة لا تسعد قلبا قد سكنه الحزن
و عشش به اليأس .
لا تغتمي حبيبتي فيكفيك أنك تتمتعين بالاسلام و قد آمنتي بالله و رسوله و ملائكته و اليوم الاخر
و بالقضاء خيره و شره ,, و أولئك قد كفروا بالرب و كذبوا الرسل و اختلفوا في الكتاب و جحدوا اليوم الاخر
و ألحدوا في القضاء و القدر . فالحمد لله غاليتي الذي نجاك من هذا كله و لا تلتفتي الي شئ بعد ذلك .
و كما قالوا بالمثل : " لا تعبر الجسر حتي تأتيه "
فلا تستعجلي الحوادث و همومها و غمومها حتي ندركها و نعيش بها .
فما في الغد آت آت فلا بأس بانتظار الغد بكل قوة و لكن لا شأن لنا أن نشغل
تفكيرنا به و نتوقع دائما الاسوء بل نحسن الظن بالله تعالي و نتقوي بالصبر و الصلاة .
و أنقل اليك غاليتي بالنهاية مبدأ لطالما قد آمنت به طول عمري.
و هو قول أحد أدباء الغرب : افعل ما هو صحيح , ثم أدر ظهرك لكل نقد سخيف "
فلا أرد أبدا علي كلمة جارحة قيلت في أو مقولة أو قصيدة فان الاحتمال دفن المعايب
و الحلم عز و الصمت يقهر الاعداء و العفو مثوبة و شرف و نصف الذين يقرأون الشتم
في قد نسوه و النصف الاخر لم يقرأوه و غيرهم لا يدرون ما السبب و لا القضية
فلن أرسخ أنا ذلك و أعمقه بالرد علي ما قد قيل .
فالناس مشغولون عني و عنك بنقص خبزهم و ان ظمأ أحدهم ينسيهم موتي و موتك .
و أتمثل دوما بقول الشاعر :
اكتم عن الجلساء دوما بثك إنما
جلساؤك الحساد و الشمًات
فبيت حبيبتي فيه سكينة مع خبز و راحة بال و ماء بارد خير من بيت ملئ بكل ما لذ
و طاب و لكنه روضة للمشاغبة و الضجيج
أتوقف عند هذا الحد
و أعود اليك دوما كما كنت
يا حبيبة العمر
فهل لنا بلحظة صفاء مع بعضنا البعض
زوجك الحبيب
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::::::::::::::
بقلمـــ أخوكمـــــ
أبو نور الدين