أبو إبراهيم
13 Mar 2004, 08:01 AM
لقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على التفاؤل بل كان يتفاءل عليه الصلاة والسلام في غزواته وحروبهه مع الكفار وكان يعجبه قال صلى الله عليه وسلم ( لا عدوى ولا طيرة وخيرها الفأل ) وقوله صلى الله عليه وسلم وخيرها الفأل لا يعني أن الفأل من الطيرة بل هو من باب قول الصيف أحر من الشتاء فليس المارد أن الشتاء فيه حر وكذلك قوله تعالى (( أصحاب الجنة خير يومئذ مستقر ... الآية ) لا يعني أن أهل النار عندهم خير ولكن مراده صلى الله عليه وسلم من هذا هو حث الصحابة إلى قوة الاستماع والانجذابية فالتفاؤل شيء محمود لاسيما في هذه الأيام التي تمر بها الامة الإسلامية حتى أنه صلى الله عليه وسلم علمنا كيف يكون التفاؤل في أقسى الظروف والأحوال فهاهو صلى الله عليه وسلم وهو يحدث عائشة رضي الله عنها ويجيبها عن سؤالها : هل مر عليه يوم أشد من يوم أحد فقال ( لقد لقيت من قومك - وكان أشد مالقيت منهم يوم العقية إذ عرضت نفسي على بن عبد ياليل بن عبد كلال فلم يجبني إى ما أردت ، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي ، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني ، فنظرت فإذا فيها جبريل ، فناداني ، فقال :
( إن الله عز وجل قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك ، وقد بعثت إليك ملك الجبال ، لتأمره بما شئت فيهم ، قال : فناداني ملك الجبال ، وسلم علي ، ثم قال : يا محمد إن الله قد سمع قول قومك لك ، وأنا ملك الجبال ، وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمر فيما شئت ؟ إن شئت أطبقت عليهم الأخشبين ؟ فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم
( بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً ) رواه مسلم أي تفاؤل أعظم من هذا التفاؤل ؟ يخرج هائماً على وجهه من شدة ما يلاقي من قومه ، ومع ذلك يقول لملك الجبال تلك المقالة . إنها تدل على قوة إيمان ، وثقة بالنصر وبعد عن اليأس ، زتمضي السيرة تؤكد لنا هذا المنهج الذي يربي عليه صلى الله عليه وسلم أمته ، فعندما جاء الصحابة يشكون له حالهم وما يلاقونه من قريش ، كما في حديث خباب ، فيفجأهم صلى الله عليه وسلم بمقولته الرائعة ، التي تنقلهم من هذا الضيق والعناء ، إلى المستقبل الباهر والفضاء الرحب ، والسيادة المطلقة
( والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضر موت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه )
ثم يختم ذلك بمقولة تدل على إدراك عميق لطبيعة النفس البشرية ( ولكنكم تستعجلون ) وللتفاؤل فوائد عظيمة منها حسن الظن بالله تبارك وتعالى فالذي يتطير هو يسيء الظن بالله جل وعلا ومنه أنه اقتداء بالمصطفى عليه الصلاة والسلام فهو يتفاءل كما مر بنا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
( إن الله عز وجل قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك ، وقد بعثت إليك ملك الجبال ، لتأمره بما شئت فيهم ، قال : فناداني ملك الجبال ، وسلم علي ، ثم قال : يا محمد إن الله قد سمع قول قومك لك ، وأنا ملك الجبال ، وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمر فيما شئت ؟ إن شئت أطبقت عليهم الأخشبين ؟ فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم
( بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً ) رواه مسلم أي تفاؤل أعظم من هذا التفاؤل ؟ يخرج هائماً على وجهه من شدة ما يلاقي من قومه ، ومع ذلك يقول لملك الجبال تلك المقالة . إنها تدل على قوة إيمان ، وثقة بالنصر وبعد عن اليأس ، زتمضي السيرة تؤكد لنا هذا المنهج الذي يربي عليه صلى الله عليه وسلم أمته ، فعندما جاء الصحابة يشكون له حالهم وما يلاقونه من قريش ، كما في حديث خباب ، فيفجأهم صلى الله عليه وسلم بمقولته الرائعة ، التي تنقلهم من هذا الضيق والعناء ، إلى المستقبل الباهر والفضاء الرحب ، والسيادة المطلقة
( والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضر موت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه )
ثم يختم ذلك بمقولة تدل على إدراك عميق لطبيعة النفس البشرية ( ولكنكم تستعجلون ) وللتفاؤل فوائد عظيمة منها حسن الظن بالله تبارك وتعالى فالذي يتطير هو يسيء الظن بالله جل وعلا ومنه أنه اقتداء بالمصطفى عليه الصلاة والسلام فهو يتفاءل كما مر بنا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .