المنبر المهدوي
27 Jul 2006, 01:37 AM
بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله
والصلاة على محمد الأمين وعلى آله الميامين والتسليم لله رب العالمين
المذهب الأخلاقي العا لمي
إن الأنبياء (ع) جاءوا كلهم من مذهبٍ أخلاقي واحد ، وسعوا كلهم الى تأسيس مذهب أخلاقي واحد في العالم ، لكن الخلافات الفقهية والعقائدية بعد كل نبي من الأنبياء أنتجت مذاهب شتى تابعة لذلك النبي ، كما إن إمتناع أتباع كل نبي عن الإستجابة للنبي أو الرسول الذي يأتي بعده أدى الى نشوء أمة خاصة بكل رسول ، وبالتالي عندما ترى الواقع على الأرض ، وبعد رحلة الأنبياء تجده قد إمتلأ بمئات المذاهب الدينية ، وإذا دخلت الى ساحة كل مذهب من هذه المذاهب ستجد إختلافات فقهية وفرعية كبيرة وتجد داخل كل مذهب إنقسامات كبيرة حسب عدد الأحبار أو الرهبان أو الشيوخ أو الفقهاء في ذلك المذهب .. وهذا هو واقع الحال في الحياة الدنيا ، إلا إننا يجب أن ننتبه الى حقيقة هامة جداً وهي وجود مذهب أخلاقي مشترك يجمع ولو بنسبة محددة أبناء العالم وأبناء المذاهب كلها ، ويصنفهم وفق قواعد بسيطة ليست فقهية ولا هي قواعد عقائدية معقدة بل هي قواعد أخلاقية إيمانية ، لذلك عندما تذهب الى بلد من البلدان فإنك لا تسأل هل هذا الشخص مسيحي أم مسلم ، ولا تسأل هو مسلم من أي مذهب ، بل إنك تسأل هل هو ملتزم أخلاقياً أم غير ملتزم ، وتنظر هل هو متواضع أم متكبر ، وهل هو أمين أم خائن للأمانة .. إذاً فهناك تقسيم آخر للبشر يجب أن لا نتغافل عنه أو نستهين به أو ننكره ، فكما إن للبشر تقسيم قومي عرقي ونحن لا نتغافل عنه رغم إننا نتكلم في الدين فكذلك لهم تقسيم أخلاقي يجب أن لا نتغافل عنه حتى لو كان كلامنا في القضايا الإجتماعية المختلفة ، وكما إن النساء يصنفن أنفسهن مرة الى جانب الجهة النسائية في العالم ، ومرة أخرى يصنفن أنفسهن الى جانب قوميتهن أو طائفتهن ، فكذلك أي إنسان يجب أن لا نوقف تصنيفه وفق حالة واحدة .. إذاً فأنت قد تكون عربي إذا كنا نتكلم عن جنسيتك ، وأنت قد تكون ذكر إذا كنا نتكلم عن جنسك ، وأنت قد تكون مسلماً إذا كنا نتكلم عن ملتك ، لكن عندما نتكلم في البعد الأخلاقي فلا يهمنا ماذا تكون ، سوف نسأل فوراً هل أنت عادل ومحب للعدالة ، أم أنت ظالم وراكن الى الظالمين ، وسوف يستحضر في ذهننا السؤال الفوري ، هل أنت من جهة المستضعفين والمدافعين عن المستضعفين ؟ أم أنت من جهة المستكبرين والمترفين ؟ .. هذا هو ما سيحدد موقفك أمام الله سبحانه ، وهو أمرٌ لا يُستهان به أبداً ، فقد تكون في أفضل مذهب بالنسبة للأطروحة الإلهية ، لكن قد يكون مذهبك الأخلاقي سيء ، فهل تعتقد أن وجودك في أفضل مذهب عقائدي أو ديني سوف يشفع لك ..
فالظالمون في العالم كله هم من مذهب أخلاقي واحد ، رغم إنهم ينشأون من مجتمعات عرقية وطائفية ودينية مختلفة ، لكنهم عندما يقفون غداً أمام الله سبحانه فلن يقفوا تحت لواء ملتهم أو طائفتهم ، بل تحت لواء مذهب الظالمين والمتكبرين من أي ملة كانوا ، وفي أي مقام ديني كانوا ، سيُحشرون غداً أمام الخالق سبحانه تحت لواء مذهب المتكبرين ، من هنا يكون واضحاً لنا جميعاً أن تكليفنا الحقيقي والهام هو أن نتأكد من مذهبنا الأخلاقي الذي نعيش فيه ، ورغم إن جميع أهل الأرض متعصبين لمذاهبهم الدينية إلا أنهم غافلون عن مذاهبهم الأخلاقية ، فلا بد هنا من أن ننبه الى أهمية الإنتباه الى المذهب الأخلاقي للإنسان ..
والحمد لله رب العالمين
والصلاة على محمد الأمين وعلى آله الميامين والتسليم لله رب العالمين
المذهب الأخلاقي العا لمي
إن الأنبياء (ع) جاءوا كلهم من مذهبٍ أخلاقي واحد ، وسعوا كلهم الى تأسيس مذهب أخلاقي واحد في العالم ، لكن الخلافات الفقهية والعقائدية بعد كل نبي من الأنبياء أنتجت مذاهب شتى تابعة لذلك النبي ، كما إن إمتناع أتباع كل نبي عن الإستجابة للنبي أو الرسول الذي يأتي بعده أدى الى نشوء أمة خاصة بكل رسول ، وبالتالي عندما ترى الواقع على الأرض ، وبعد رحلة الأنبياء تجده قد إمتلأ بمئات المذاهب الدينية ، وإذا دخلت الى ساحة كل مذهب من هذه المذاهب ستجد إختلافات فقهية وفرعية كبيرة وتجد داخل كل مذهب إنقسامات كبيرة حسب عدد الأحبار أو الرهبان أو الشيوخ أو الفقهاء في ذلك المذهب .. وهذا هو واقع الحال في الحياة الدنيا ، إلا إننا يجب أن ننتبه الى حقيقة هامة جداً وهي وجود مذهب أخلاقي مشترك يجمع ولو بنسبة محددة أبناء العالم وأبناء المذاهب كلها ، ويصنفهم وفق قواعد بسيطة ليست فقهية ولا هي قواعد عقائدية معقدة بل هي قواعد أخلاقية إيمانية ، لذلك عندما تذهب الى بلد من البلدان فإنك لا تسأل هل هذا الشخص مسيحي أم مسلم ، ولا تسأل هو مسلم من أي مذهب ، بل إنك تسأل هل هو ملتزم أخلاقياً أم غير ملتزم ، وتنظر هل هو متواضع أم متكبر ، وهل هو أمين أم خائن للأمانة .. إذاً فهناك تقسيم آخر للبشر يجب أن لا نتغافل عنه أو نستهين به أو ننكره ، فكما إن للبشر تقسيم قومي عرقي ونحن لا نتغافل عنه رغم إننا نتكلم في الدين فكذلك لهم تقسيم أخلاقي يجب أن لا نتغافل عنه حتى لو كان كلامنا في القضايا الإجتماعية المختلفة ، وكما إن النساء يصنفن أنفسهن مرة الى جانب الجهة النسائية في العالم ، ومرة أخرى يصنفن أنفسهن الى جانب قوميتهن أو طائفتهن ، فكذلك أي إنسان يجب أن لا نوقف تصنيفه وفق حالة واحدة .. إذاً فأنت قد تكون عربي إذا كنا نتكلم عن جنسيتك ، وأنت قد تكون ذكر إذا كنا نتكلم عن جنسك ، وأنت قد تكون مسلماً إذا كنا نتكلم عن ملتك ، لكن عندما نتكلم في البعد الأخلاقي فلا يهمنا ماذا تكون ، سوف نسأل فوراً هل أنت عادل ومحب للعدالة ، أم أنت ظالم وراكن الى الظالمين ، وسوف يستحضر في ذهننا السؤال الفوري ، هل أنت من جهة المستضعفين والمدافعين عن المستضعفين ؟ أم أنت من جهة المستكبرين والمترفين ؟ .. هذا هو ما سيحدد موقفك أمام الله سبحانه ، وهو أمرٌ لا يُستهان به أبداً ، فقد تكون في أفضل مذهب بالنسبة للأطروحة الإلهية ، لكن قد يكون مذهبك الأخلاقي سيء ، فهل تعتقد أن وجودك في أفضل مذهب عقائدي أو ديني سوف يشفع لك ..
فالظالمون في العالم كله هم من مذهب أخلاقي واحد ، رغم إنهم ينشأون من مجتمعات عرقية وطائفية ودينية مختلفة ، لكنهم عندما يقفون غداً أمام الله سبحانه فلن يقفوا تحت لواء ملتهم أو طائفتهم ، بل تحت لواء مذهب الظالمين والمتكبرين من أي ملة كانوا ، وفي أي مقام ديني كانوا ، سيُحشرون غداً أمام الخالق سبحانه تحت لواء مذهب المتكبرين ، من هنا يكون واضحاً لنا جميعاً أن تكليفنا الحقيقي والهام هو أن نتأكد من مذهبنا الأخلاقي الذي نعيش فيه ، ورغم إن جميع أهل الأرض متعصبين لمذاهبهم الدينية إلا أنهم غافلون عن مذاهبهم الأخلاقية ، فلا بد هنا من أن ننبه الى أهمية الإنتباه الى المذهب الأخلاقي للإنسان ..
والحمد لله رب العالمين