ام حمودي
15 Aug 2006, 10:48 PM
بسّم الله الرَّحمن الرَّحيم
معاليَ المهندس خالدَ بنَ عبدالله الملحم وفقه الله لما فيه رضاه
السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته أمَّابعد.
فهذه رسالة تبعث بها إليك مواطنة سعوديّةٌ اطّلعت على تصريحكم الذي نشرته صحيفة الشرق الأوسط؛ وفيها:
ذكر الملحم أنَّ قطاع النَّقل الجوي يمرُّ بمرحلة جديدة في المنطقة بصفةٍ عامَّة، والسعوديّةِ على وجه الخصوص ...
وبيّن الملحم أنَّ الخطوط السعوديَّة لديها أداءٌ متحسنٌ وواضح منذ زمن، مشيراً إلى أنَّه يجب أنْ تعمل وفق التَّعايش مع المنافسة حيث تُعدُّ أهمَّ وسيلةٍ لتطوير الأداء في سبيل إرضاء العميل وتحقيق عائد مجد.
وأوضح الملحم أنَّه سيتعرف على أداء المؤسسة والأعمال الأساسيَّة والثانويَّة لها،
مفيداً أنَّه سيتمُّ التَّركيز على الأعمال الأساسيَّة!!!
http://www.aawsat.com/details.asp?section=6&issue=10053&article=367008&s earch=الملحم&state=true (http://www.aawsat.com/details.asp?section=6&issue=10053&article=367008&search=الملحم&state=true)
هذا الخطاب من معاليكم يدلَّ على أنَّك لم تتعرف بعدُ على أعمال الخطوط السعوديَّة الأساسيَّة والثَّانويَّة،
وأنَّك ستركز على الأعمال الأساسيَّة،
وأنَّك بحاجة إلى وقت للتَّعرف عليها،
وأنَّك تبحث عن إرضاء العميل، وتحقيق عائد مجدٍ!
http://www.aawsat.com/details.asp?section=43&issue=10103&article=375077& search=الملحم&state=true (http://www.aawsat.com/details.asp?section=43&issue=10103&article=375077&search=الملحم&state=true)
ثم ماذا بعد هذا التَّصريح؟؟؟
لم تُمْض إلاَّ شهراً ونصف، ولا إخالها كافيَّة للتَّعرف على أعمال المؤسَّسة، حتَّى جاء تصريحك الَّذي ذكرته فيه: أنَّك فرغت من إعداد دراسةٍ متكاملة لتوظيف المرأة السعوديَّة في جميع قطاعات الخطوط الجويَّة!!!
وأنَّك جاد في هذا !!!
متى تمت الدِّراسة؟ وما هي تجاربها؟ وكم أمضيت في هذه التجارب؟
الخطوط الجويَّة السُّعوديَّة منذ عام 1946م، أي قبل ستِّين سنة ميلاديَّة، لم تحتج إلى مضيفات،
فما بالُها اليوم أصبحت محتاجةً حاجة مسيسة تكون في رأس أولويّاتِها؟
ثمَّ إنَّ الأمم لا يمكن أن تصدر القرارات دون دراسة تقع تحت دائرة الضوء، ودون تجارب على قطاع صغير يمكن استنتاج مخرجات تلك التجارب فيه حتَّى يُعمَّم، وبعد مضي وقت يكفي للتَّأكد من صلاحيَّة التّجربة، وقبل ذلك وبعده:
الرجوع إلى من أمرنا الله تعالى بالرجوع إليهم:
((فَسْئَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ))
ونحن نعيش، ولله الحمد، في دولة تحكم الكتاب والسُّنَّة في جميع شؤونها،
فهل رجعنا إلى من أمرنا الله بالرجوع إليهم؟
خاصة وأنك قلتَ: إنَّ عمل هؤلاء المضيفات سيكون وفق الضوابط الشَّرعيَّة!!!
ومن حقِّي مواطنةً أنْ أتساءل:
هل عمل المضيفة من الأساسيَّات؟
بل هل هو في رأس قائمةِ الأولويّات حتَّى يكون أولَ قراراتِ معاليكم؟
ثمَّ إنَّنا نعلم؛ أنَّ شرع الله الحنيف جاء لـ ((تحقيق المصالح ودفع المفاسد))؛
ومن المصالح العظمى الَّتي جاء الشَّرع بها:
إكرام المرأة ورفع الظُّلم عنها، وصيانتُها عن كلِّ ما يُؤثر على أدائها مَهمَّتها الَّتي خُلقتْ لها؛
لذلك بيَّن الشَّارع صلَّى الله عليه وسلَّم وظيفة المرأة في الحياة؛ فقال:
((وَالْمَرأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا)).
ثمَّ رغَّبها في أداء مَهَمَّتِها؛ فَقَالَ:
((إِذَا صَلَّتِ الْمَرأَةُ خَمْسَهَا، وَصَامَتْ شَهْرَهَا، وَأَطَاعَتْ بَعْلَهَا، وَصَانَتْ فَرْجَهَا؛ قِيْلَ لَهَا: ادْخُلِي الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتِ!!!))
ثمَّ صانها بأنواع من الضَّوابط الشَّرعيَّة الَّتي تحفظ لها كيانها المكرَّم؛ لتقوم بمهامِّها؛
((من قرارٍ في البيتِ، وحجابٍ، وبُعدٍ عن الاختلاط بالرِّجال الأجانب، واشتراطٍ للمحرم في السَّفر، وتجنّبٍ لمواطن الفتن)).
وهذا لا يجادل فيه من له مَسَكَة من عقل، وأثارةٌ من علم، وخوفٌ من العليّ القدير.
ثمّ من حقِّي وحقِّ كلِّ مواطنة سعوديَّة أنْ نسأل:
أليس هذا العمل من الأعمال الَّتي تمسُّ كرامةَ المرأة، وتخدش، بل تضيع حياءها؟
أليست المضيفة مضطرةً للسفر دون محرم، وقد نهاها الشَّرع عن ذلك؟
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((لاَ تُسَافِرُ الْمَرأَةُ إِلاَّ مَعَ ذِي مَحرَمٍ))
أليست المضيفة مضطرةً للخلوة بالرَّجل الأجنبيّ، ولا تنفك عن هذا؟؟
وقد قَالَ رَسُولُ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ:
((لاَ يَخْلُونَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلاَّ كَانَ الشَّيْطَانُ ثَالِثَهُمَا))
أليست المضيفةُ معرضةً نفسها للفتنِ بسبب عملها وحيدةً دون من يغار عليها ويصون عرضها؟
أليست المضيفةُ عُرضةً للتَّحرشِ بها من قبل كلِّ صاحب قلبٍ مريضٍ؟
أليست المضيفةُ مأمورة بكشف وإبراز ما أمرها الله بستره وحجبه؟
((يَآأَيُّها النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَآءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِيْنَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلاَبِيْبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَينَ وَكَانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً))
أليست المضيفةُ تعملُ في مجتمعٍ مختلطٍ تحتك فيه بالرِّجال الأجانب، وتعود إليهم، وتلتصق بهم، وتنام أمامهم في الطائرة؟
أليست المضيفةُ مطالبةً بتلقي تدريبٍ شاقٍ على أيدي مدربين رجال؛ لتتمكن من التَّعرف على طرائق التَّصرف حال الأزمات، ومطالبة بالتَّكيفِ مع المدربِ وإطاعته؟
كيف ستصنع في القفز من الطَّائرة؟ والدحرجة منها؟ والرَّكضِ بين الرِّجال في الطَّائرة؟
كيف ستصنع، وهي المرأة الرَّقيقة، إذا كانت رحلتُها: جدة الرياض، الرياض الدمام، الدمام الرياض، الرياض جدة؟
وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ العَذَابِ))
أليست محتاجة إلى النَّوم فلا تجدُ إلاَّ مقعدها الصغير أمام الرِّجال الَّذين لا يفتأون يتطلعون إليها؟
كيف ستصنع إذا كانت ستسافر من جدة إلى باريس... إلى لندن... إلى نيويورك... وتمكث هناك بضع ليالٍ بين الرِّجال الأجانب؛ في نومها، واستيقاظها، وطعامها، وتنزهها، وسهراتها؟
كيف ستصنع إذا طلب منها الرَّجل الأجنبيُّ الخدمة؛ من تقديمِ طعام وشراب، وإصلاحِ مقعدٍ وحزام، وحمل حقيبة، وهي تنحنى أمام هذا، وجوار هذا...إلخ؟
هل بالفعل خدمة المضيفة للرَّجل الأجنبيِّ، بعد كلِّ هذا، يمكن أن تكون وفق الضوابط الشَّرعيَّة؟
ثمَّ هنا سؤال صريح:
لماذا تريدون المرأة مضيفة؟
وأين رجال هذه البلاد؟
هل عقمت نساءُ وطننا أن يلدن رجالاً يقومون بهذا العمل؟
وهل المرأة المكفولة، من استقرارها نطفةً في رحم أمها إلى دخولها قبرها، أولى بهذه الوظيفة من الرَّجل الَّذي أجبره الشَّرع على الضرب في الأرض، وكسب الرِّزق لينفق علينا نحن معاشر النِّساء؟
ثمَّ هل توظيف ألف مضيفة سيحلّ مشكلة السَّعودة، أو مشكلة وظائف النِّساء؟
وهل يمككنا أن نضحي بعفاف نسائنا على مذابح الإباحية من أجل ألف وظيفة، أو مليون وظيفة؟
معالي المهندس ! نحن بلد قدرُنا الإسلام، وشريعتُنا الإسلام، وهو ديننا الَّذي لا نحيد عنه، وهو ما نصَّ عليه النِّظامُ الأساسيُّ للحكم، وهو ما يردِّده ولاةُ أمرنا، حفظهم الله، صباح مساء.
سؤال مهمٌّ: هل إخراج المرأة السُّعوديَّة في شكل مضيفة، يمثل بلد الإسلام، ويُظهر تمسكنا بالشَّرع؟
هل هو ممَّا يمكن أن نفاخر به غيرنا من الشُّعوب الإسلاميَّة الَّتي تقدِّرنا وتحترمنا وتنظر إلينا على أنَّنا القدوات لهم؛ لأنَّنا نمثل الإسلام؟
هل هو إبرازٌ ومحافظةٌ لشخصيَّة المرأة السُّعوديَّة المتميّزة؟
نريد إجابات شافيات لهذه الأسئلة الصريحات!!!
((إِنْ أُرِيْدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيْقِي إِلاَّ بِاللهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ))
والسَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
د.منيرة بنت سعد الحربي
7 رجب 1427هـ
_________________________________
منقول من الساحات وبقلم الدكتوره نفسها من هذا الرابط
http://alsaha.fares.net/sahat?14@4.FTInfd0Lgtq.0@.2cc1406f (http://alsaha.fares.net/sahat?14@4.FTInfd0Lgtq.0@.2cc1406f)
معاليَ المهندس خالدَ بنَ عبدالله الملحم وفقه الله لما فيه رضاه
السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته أمَّابعد.
فهذه رسالة تبعث بها إليك مواطنة سعوديّةٌ اطّلعت على تصريحكم الذي نشرته صحيفة الشرق الأوسط؛ وفيها:
ذكر الملحم أنَّ قطاع النَّقل الجوي يمرُّ بمرحلة جديدة في المنطقة بصفةٍ عامَّة، والسعوديّةِ على وجه الخصوص ...
وبيّن الملحم أنَّ الخطوط السعوديَّة لديها أداءٌ متحسنٌ وواضح منذ زمن، مشيراً إلى أنَّه يجب أنْ تعمل وفق التَّعايش مع المنافسة حيث تُعدُّ أهمَّ وسيلةٍ لتطوير الأداء في سبيل إرضاء العميل وتحقيق عائد مجد.
وأوضح الملحم أنَّه سيتعرف على أداء المؤسسة والأعمال الأساسيَّة والثانويَّة لها،
مفيداً أنَّه سيتمُّ التَّركيز على الأعمال الأساسيَّة!!!
http://www.aawsat.com/details.asp?section=6&issue=10053&article=367008&s earch=الملحم&state=true (http://www.aawsat.com/details.asp?section=6&issue=10053&article=367008&search=الملحم&state=true)
هذا الخطاب من معاليكم يدلَّ على أنَّك لم تتعرف بعدُ على أعمال الخطوط السعوديَّة الأساسيَّة والثَّانويَّة،
وأنَّك ستركز على الأعمال الأساسيَّة،
وأنَّك بحاجة إلى وقت للتَّعرف عليها،
وأنَّك تبحث عن إرضاء العميل، وتحقيق عائد مجدٍ!
http://www.aawsat.com/details.asp?section=43&issue=10103&article=375077& search=الملحم&state=true (http://www.aawsat.com/details.asp?section=43&issue=10103&article=375077&search=الملحم&state=true)
ثم ماذا بعد هذا التَّصريح؟؟؟
لم تُمْض إلاَّ شهراً ونصف، ولا إخالها كافيَّة للتَّعرف على أعمال المؤسَّسة، حتَّى جاء تصريحك الَّذي ذكرته فيه: أنَّك فرغت من إعداد دراسةٍ متكاملة لتوظيف المرأة السعوديَّة في جميع قطاعات الخطوط الجويَّة!!!
وأنَّك جاد في هذا !!!
متى تمت الدِّراسة؟ وما هي تجاربها؟ وكم أمضيت في هذه التجارب؟
الخطوط الجويَّة السُّعوديَّة منذ عام 1946م، أي قبل ستِّين سنة ميلاديَّة، لم تحتج إلى مضيفات،
فما بالُها اليوم أصبحت محتاجةً حاجة مسيسة تكون في رأس أولويّاتِها؟
ثمَّ إنَّ الأمم لا يمكن أن تصدر القرارات دون دراسة تقع تحت دائرة الضوء، ودون تجارب على قطاع صغير يمكن استنتاج مخرجات تلك التجارب فيه حتَّى يُعمَّم، وبعد مضي وقت يكفي للتَّأكد من صلاحيَّة التّجربة، وقبل ذلك وبعده:
الرجوع إلى من أمرنا الله تعالى بالرجوع إليهم:
((فَسْئَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ))
ونحن نعيش، ولله الحمد، في دولة تحكم الكتاب والسُّنَّة في جميع شؤونها،
فهل رجعنا إلى من أمرنا الله بالرجوع إليهم؟
خاصة وأنك قلتَ: إنَّ عمل هؤلاء المضيفات سيكون وفق الضوابط الشَّرعيَّة!!!
ومن حقِّي مواطنةً أنْ أتساءل:
هل عمل المضيفة من الأساسيَّات؟
بل هل هو في رأس قائمةِ الأولويّات حتَّى يكون أولَ قراراتِ معاليكم؟
ثمَّ إنَّنا نعلم؛ أنَّ شرع الله الحنيف جاء لـ ((تحقيق المصالح ودفع المفاسد))؛
ومن المصالح العظمى الَّتي جاء الشَّرع بها:
إكرام المرأة ورفع الظُّلم عنها، وصيانتُها عن كلِّ ما يُؤثر على أدائها مَهمَّتها الَّتي خُلقتْ لها؛
لذلك بيَّن الشَّارع صلَّى الله عليه وسلَّم وظيفة المرأة في الحياة؛ فقال:
((وَالْمَرأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا)).
ثمَّ رغَّبها في أداء مَهَمَّتِها؛ فَقَالَ:
((إِذَا صَلَّتِ الْمَرأَةُ خَمْسَهَا، وَصَامَتْ شَهْرَهَا، وَأَطَاعَتْ بَعْلَهَا، وَصَانَتْ فَرْجَهَا؛ قِيْلَ لَهَا: ادْخُلِي الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتِ!!!))
ثمَّ صانها بأنواع من الضَّوابط الشَّرعيَّة الَّتي تحفظ لها كيانها المكرَّم؛ لتقوم بمهامِّها؛
((من قرارٍ في البيتِ، وحجابٍ، وبُعدٍ عن الاختلاط بالرِّجال الأجانب، واشتراطٍ للمحرم في السَّفر، وتجنّبٍ لمواطن الفتن)).
وهذا لا يجادل فيه من له مَسَكَة من عقل، وأثارةٌ من علم، وخوفٌ من العليّ القدير.
ثمّ من حقِّي وحقِّ كلِّ مواطنة سعوديَّة أنْ نسأل:
أليس هذا العمل من الأعمال الَّتي تمسُّ كرامةَ المرأة، وتخدش، بل تضيع حياءها؟
أليست المضيفة مضطرةً للسفر دون محرم، وقد نهاها الشَّرع عن ذلك؟
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((لاَ تُسَافِرُ الْمَرأَةُ إِلاَّ مَعَ ذِي مَحرَمٍ))
أليست المضيفة مضطرةً للخلوة بالرَّجل الأجنبيّ، ولا تنفك عن هذا؟؟
وقد قَالَ رَسُولُ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ:
((لاَ يَخْلُونَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلاَّ كَانَ الشَّيْطَانُ ثَالِثَهُمَا))
أليست المضيفةُ معرضةً نفسها للفتنِ بسبب عملها وحيدةً دون من يغار عليها ويصون عرضها؟
أليست المضيفةُ عُرضةً للتَّحرشِ بها من قبل كلِّ صاحب قلبٍ مريضٍ؟
أليست المضيفةُ مأمورة بكشف وإبراز ما أمرها الله بستره وحجبه؟
((يَآأَيُّها النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَآءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِيْنَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلاَبِيْبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَينَ وَكَانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً))
أليست المضيفةُ تعملُ في مجتمعٍ مختلطٍ تحتك فيه بالرِّجال الأجانب، وتعود إليهم، وتلتصق بهم، وتنام أمامهم في الطائرة؟
أليست المضيفةُ مطالبةً بتلقي تدريبٍ شاقٍ على أيدي مدربين رجال؛ لتتمكن من التَّعرف على طرائق التَّصرف حال الأزمات، ومطالبة بالتَّكيفِ مع المدربِ وإطاعته؟
كيف ستصنع في القفز من الطَّائرة؟ والدحرجة منها؟ والرَّكضِ بين الرِّجال في الطَّائرة؟
كيف ستصنع، وهي المرأة الرَّقيقة، إذا كانت رحلتُها: جدة الرياض، الرياض الدمام، الدمام الرياض، الرياض جدة؟
وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ العَذَابِ))
أليست محتاجة إلى النَّوم فلا تجدُ إلاَّ مقعدها الصغير أمام الرِّجال الَّذين لا يفتأون يتطلعون إليها؟
كيف ستصنع إذا كانت ستسافر من جدة إلى باريس... إلى لندن... إلى نيويورك... وتمكث هناك بضع ليالٍ بين الرِّجال الأجانب؛ في نومها، واستيقاظها، وطعامها، وتنزهها، وسهراتها؟
كيف ستصنع إذا طلب منها الرَّجل الأجنبيُّ الخدمة؛ من تقديمِ طعام وشراب، وإصلاحِ مقعدٍ وحزام، وحمل حقيبة، وهي تنحنى أمام هذا، وجوار هذا...إلخ؟
هل بالفعل خدمة المضيفة للرَّجل الأجنبيِّ، بعد كلِّ هذا، يمكن أن تكون وفق الضوابط الشَّرعيَّة؟
ثمَّ هنا سؤال صريح:
لماذا تريدون المرأة مضيفة؟
وأين رجال هذه البلاد؟
هل عقمت نساءُ وطننا أن يلدن رجالاً يقومون بهذا العمل؟
وهل المرأة المكفولة، من استقرارها نطفةً في رحم أمها إلى دخولها قبرها، أولى بهذه الوظيفة من الرَّجل الَّذي أجبره الشَّرع على الضرب في الأرض، وكسب الرِّزق لينفق علينا نحن معاشر النِّساء؟
ثمَّ هل توظيف ألف مضيفة سيحلّ مشكلة السَّعودة، أو مشكلة وظائف النِّساء؟
وهل يمككنا أن نضحي بعفاف نسائنا على مذابح الإباحية من أجل ألف وظيفة، أو مليون وظيفة؟
معالي المهندس ! نحن بلد قدرُنا الإسلام، وشريعتُنا الإسلام، وهو ديننا الَّذي لا نحيد عنه، وهو ما نصَّ عليه النِّظامُ الأساسيُّ للحكم، وهو ما يردِّده ولاةُ أمرنا، حفظهم الله، صباح مساء.
سؤال مهمٌّ: هل إخراج المرأة السُّعوديَّة في شكل مضيفة، يمثل بلد الإسلام، ويُظهر تمسكنا بالشَّرع؟
هل هو ممَّا يمكن أن نفاخر به غيرنا من الشُّعوب الإسلاميَّة الَّتي تقدِّرنا وتحترمنا وتنظر إلينا على أنَّنا القدوات لهم؛ لأنَّنا نمثل الإسلام؟
هل هو إبرازٌ ومحافظةٌ لشخصيَّة المرأة السُّعوديَّة المتميّزة؟
نريد إجابات شافيات لهذه الأسئلة الصريحات!!!
((إِنْ أُرِيْدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيْقِي إِلاَّ بِاللهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ))
والسَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
د.منيرة بنت سعد الحربي
7 رجب 1427هـ
_________________________________
منقول من الساحات وبقلم الدكتوره نفسها من هذا الرابط
http://alsaha.fares.net/sahat?14@4.FTInfd0Lgtq.0@.2cc1406f (http://alsaha.fares.net/sahat?14@4.FTInfd0Lgtq.0@.2cc1406f)