محب الإسلام
21 Aug 2006, 04:19 PM
يوميات معاذ .. صدمة ثم إفاقة
رئيسية :عام :الأحد 26 رجب 1427هـ – 20 أغسطس 2006م
أحداث هذه القصة ربما حدثت وربما لم تحدث، ولكنها مستوحاة من واقع الحياة اليومية للكثير من شباب المسلمين، وقبل أن أبدأ في سرد أحداث هذه القصة أحب أن أعرفكم بالبطل [بطل هذه السلسلة من الأحداث] 'معاذ'
معاذ واحد من شباب المسلمين، يعيش كغيره من الشباب حياة عادية ليس فيها جديد، فهو أيام الدراسة مشغول بمذاكرته ومحاضراته، وفي الصيف يعيش في فراغ كبير، وأحيانًا يشغل وقته في اللعب واللهو والخروجات مع أصدقائه.
بالمناسبة:
أصدقاء معاذ لمعلوماتكم ينقسمون إلى قسمين:
القسم الأول: أيمن وأصدقاؤه.
القسم الثاني: أحمد وأصدقاؤه.
أيمن وأصدقاؤه باختصار من فئة الشباب الذي يحيا بالطول وبالعرض كما يقال في مصطلحات الشباب, أو 'شاب روش' بمعنى آخر.
فهو يقضي أيامه في اللعب واللهو، ولا يحمل همًا في الحياة ولا هدفًا لها.
أما أحمد وأصدقاؤه فهم على النقيض تمامًا من أيمن وأصدقاؤه، فهم أشخاص ملتزمون في كل شيء، دنيا ودين، علاقاتهم بخالقهم جيدة، فهم يحافظون على الصلوات، ولا ينخرطون فيما ينخرط فيه الشباب من لهو ومجون، وفي ذات الوقت لهم لهوهم وترفهم المباح، الذي لا يُعصى فيه الله عز وجل، ولا تنتهك محارمه.
والعجيب أن معاذ كان مصاحبًا للنوعين؛ فتارة يخرج مع أيمن، ويتصرف كما يتصرفون، وتارة يخرج مع أحمد، ويتصرف كما يتصرفون.
وفي كل مرة كان قلب معاذ يختلج بمشاعر شتى؛ فهناك نداء بعيد داخل عقله يلح عليه أن يسلك مسلك أحمد، وأن يبتعد عن أيمن، وهناك أيضًا نداء أقوى يلح عليه أن يستمتع بأيامه وحياته؛ لأنه أيام الشباب تذهب ولا تعود، فليستغلها في تحقيق شهواته وملذاته قبل أن يكون غير قادر على هذا.
وكان معاذ يعيش صراعًا داخليًا، وهو يشعر بالحيرة بين هذين الداعيين، وينتظر ما ستسفر عنه الأيام.
وحدث ما توقعه:
ففي يوم من الأيام كان في نزهة مع أيمن، وحدثت مشادة بين صديقين من أصدقاء أيمن، كانت الشلة تتحدث عن متانة العلاقة بينهما وقوتها، فهما صديقان منذ الطفولة، ولكن حدثت مشادة بينهما تطورت بعد ذلك إلى سب وتنابز بالألقاب، ثم تطورت إلى الضرب.
كل هذا وباقي أعضاء الشلة يجلسون مندهشين بما يحدث، والذي أصابهم بالذهول ما قاله كل صديق من المتعاركين لصديقه.
فكل واحد منهما أخذ يذكر صديقه بمواقف فعلها معه تدل على نذالة ونقص في الرجولة، وأن كلا منهما يحمل للآخر مواقف أخرى، ولكنه كان يسكت عنها من أجل العشرة.
وتعجب معاذ بشدة من هذا الموقف، كيف يمكن أن يحدث هذا بين صديقين من المفترض أن يكونا من أفضل الأصدقاء، وكيف تهاوت العلاقة التي دامت سنوات أمام موقف واحد من الغضب؟
وبعد هذا الموقف نما شعور قوي بداخل معاذ أنه هناك شيء غير صحيح بين هؤلاء الشباب، وأسرها معاذ في قرارة نفسه ولم يبدها لهم.
ويشاء العزيز القدير أن يخرج معاذ مع أحمد وأصدقائه في نزهة قصيرة، ويحدث مشادة بين صديقين من أصدقاء أحمد ويعلو صوتهما.
وهنا ينتبه معاذ بشدة، ويصغي أذنيه ليرى ماذا سيحدث بينهما، هل ستنقلب الأمور إلى تطاول الأيدي والأرجل والألسن، أم ماذا سيحدث؟
ويبدأ أصدقاء أحمد في التهدئة بين الصديقين المتنازعين، وعلى الفور ينتهي الموقف وينقضي الخلاف، بل ويعتذر كل صديق لصديقه على هذا الموقف الذي حدث بينهما.
وينظر معاذ إلى هذا الموقف بدهشة، وعلى الفور تراءى له صورة المشادة التي حدثت بين أصدقاء أيمن وصورة هذه المشادة، وعقد المقارنة بينهما، وأيقن أن العلاقة بين هؤلاء الشباب علاقة صافية نقية، ولا يوجد بينهم من يحمل ضغينة لأحد على عكس أصدقاء أيمن.
وعندما عاد معاذ إلى بيته جلس في غرفته وحيدًا، وأخذ يسترجع شريط حياته من ذكريات وأحداث، ومرت على ذهنه أحداث كثيرة، ولاحظ أن غالبية الأحداث التي تركت في نفسه آثارًا سلبية كانت مع أيمن وأصدقائه، أما الأحداث التي تركت في ذهنه آثارًا إيجابية كان أكثرها مع أحمد وأصدقائه.
كما لاحظ أن أحمد وأصدقائه لم تربطهم به مصلحة دنيوية على الإطلاق فقد كانت العلاقة دائمًا بينهم مرتبطة بحضور مجالس العلم والتحفيظ وغيرها من تلك الأماكن المباركة.
كما لاحظ أيضًا أنه يشعر براحة نفسية شديدة عقيب أي لقاء بينه وبين أحمد وأصدقائه، على العكس من أيمن وأصدقائه، الذين يشعر معهم بمتعة لحظية ثم بعد ذلك يصاب بالاكتئاب والحزن والضيق عندما يتركهم ويذهب.
العديد والعديد من الذكريات والأحداث مرت على ذهن معاذ، وشعور داخلي يتعمق ويقوى بأن الصواب مع أحمد وأصدقائه، وأنه بحاجة إلى أن يأخذ قرار مصيري في حياته.
هل ينهي العلاقة مع أيمن وأصدقائه، أم أنه لن يستطيع أن يبتعد عنهم؟
ثم استعان بالله واتخذ أهم قرار في حياته؛ قراره بأن يودع ماضيه ويبدأ مرحلة جديدة في حياته
مرحلة شعارها الالتزام بدين الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم
وقرر أن يبلغ أحمد بهذا القرار المصيري.
رئيسية :عام :الأحد 26 رجب 1427هـ – 20 أغسطس 2006م
أحداث هذه القصة ربما حدثت وربما لم تحدث، ولكنها مستوحاة من واقع الحياة اليومية للكثير من شباب المسلمين، وقبل أن أبدأ في سرد أحداث هذه القصة أحب أن أعرفكم بالبطل [بطل هذه السلسلة من الأحداث] 'معاذ'
معاذ واحد من شباب المسلمين، يعيش كغيره من الشباب حياة عادية ليس فيها جديد، فهو أيام الدراسة مشغول بمذاكرته ومحاضراته، وفي الصيف يعيش في فراغ كبير، وأحيانًا يشغل وقته في اللعب واللهو والخروجات مع أصدقائه.
بالمناسبة:
أصدقاء معاذ لمعلوماتكم ينقسمون إلى قسمين:
القسم الأول: أيمن وأصدقاؤه.
القسم الثاني: أحمد وأصدقاؤه.
أيمن وأصدقاؤه باختصار من فئة الشباب الذي يحيا بالطول وبالعرض كما يقال في مصطلحات الشباب, أو 'شاب روش' بمعنى آخر.
فهو يقضي أيامه في اللعب واللهو، ولا يحمل همًا في الحياة ولا هدفًا لها.
أما أحمد وأصدقاؤه فهم على النقيض تمامًا من أيمن وأصدقاؤه، فهم أشخاص ملتزمون في كل شيء، دنيا ودين، علاقاتهم بخالقهم جيدة، فهم يحافظون على الصلوات، ولا ينخرطون فيما ينخرط فيه الشباب من لهو ومجون، وفي ذات الوقت لهم لهوهم وترفهم المباح، الذي لا يُعصى فيه الله عز وجل، ولا تنتهك محارمه.
والعجيب أن معاذ كان مصاحبًا للنوعين؛ فتارة يخرج مع أيمن، ويتصرف كما يتصرفون، وتارة يخرج مع أحمد، ويتصرف كما يتصرفون.
وفي كل مرة كان قلب معاذ يختلج بمشاعر شتى؛ فهناك نداء بعيد داخل عقله يلح عليه أن يسلك مسلك أحمد، وأن يبتعد عن أيمن، وهناك أيضًا نداء أقوى يلح عليه أن يستمتع بأيامه وحياته؛ لأنه أيام الشباب تذهب ولا تعود، فليستغلها في تحقيق شهواته وملذاته قبل أن يكون غير قادر على هذا.
وكان معاذ يعيش صراعًا داخليًا، وهو يشعر بالحيرة بين هذين الداعيين، وينتظر ما ستسفر عنه الأيام.
وحدث ما توقعه:
ففي يوم من الأيام كان في نزهة مع أيمن، وحدثت مشادة بين صديقين من أصدقاء أيمن، كانت الشلة تتحدث عن متانة العلاقة بينهما وقوتها، فهما صديقان منذ الطفولة، ولكن حدثت مشادة بينهما تطورت بعد ذلك إلى سب وتنابز بالألقاب، ثم تطورت إلى الضرب.
كل هذا وباقي أعضاء الشلة يجلسون مندهشين بما يحدث، والذي أصابهم بالذهول ما قاله كل صديق من المتعاركين لصديقه.
فكل واحد منهما أخذ يذكر صديقه بمواقف فعلها معه تدل على نذالة ونقص في الرجولة، وأن كلا منهما يحمل للآخر مواقف أخرى، ولكنه كان يسكت عنها من أجل العشرة.
وتعجب معاذ بشدة من هذا الموقف، كيف يمكن أن يحدث هذا بين صديقين من المفترض أن يكونا من أفضل الأصدقاء، وكيف تهاوت العلاقة التي دامت سنوات أمام موقف واحد من الغضب؟
وبعد هذا الموقف نما شعور قوي بداخل معاذ أنه هناك شيء غير صحيح بين هؤلاء الشباب، وأسرها معاذ في قرارة نفسه ولم يبدها لهم.
ويشاء العزيز القدير أن يخرج معاذ مع أحمد وأصدقائه في نزهة قصيرة، ويحدث مشادة بين صديقين من أصدقاء أحمد ويعلو صوتهما.
وهنا ينتبه معاذ بشدة، ويصغي أذنيه ليرى ماذا سيحدث بينهما، هل ستنقلب الأمور إلى تطاول الأيدي والأرجل والألسن، أم ماذا سيحدث؟
ويبدأ أصدقاء أحمد في التهدئة بين الصديقين المتنازعين، وعلى الفور ينتهي الموقف وينقضي الخلاف، بل ويعتذر كل صديق لصديقه على هذا الموقف الذي حدث بينهما.
وينظر معاذ إلى هذا الموقف بدهشة، وعلى الفور تراءى له صورة المشادة التي حدثت بين أصدقاء أيمن وصورة هذه المشادة، وعقد المقارنة بينهما، وأيقن أن العلاقة بين هؤلاء الشباب علاقة صافية نقية، ولا يوجد بينهم من يحمل ضغينة لأحد على عكس أصدقاء أيمن.
وعندما عاد معاذ إلى بيته جلس في غرفته وحيدًا، وأخذ يسترجع شريط حياته من ذكريات وأحداث، ومرت على ذهنه أحداث كثيرة، ولاحظ أن غالبية الأحداث التي تركت في نفسه آثارًا سلبية كانت مع أيمن وأصدقائه، أما الأحداث التي تركت في ذهنه آثارًا إيجابية كان أكثرها مع أحمد وأصدقائه.
كما لاحظ أن أحمد وأصدقائه لم تربطهم به مصلحة دنيوية على الإطلاق فقد كانت العلاقة دائمًا بينهم مرتبطة بحضور مجالس العلم والتحفيظ وغيرها من تلك الأماكن المباركة.
كما لاحظ أيضًا أنه يشعر براحة نفسية شديدة عقيب أي لقاء بينه وبين أحمد وأصدقائه، على العكس من أيمن وأصدقائه، الذين يشعر معهم بمتعة لحظية ثم بعد ذلك يصاب بالاكتئاب والحزن والضيق عندما يتركهم ويذهب.
العديد والعديد من الذكريات والأحداث مرت على ذهن معاذ، وشعور داخلي يتعمق ويقوى بأن الصواب مع أحمد وأصدقائه، وأنه بحاجة إلى أن يأخذ قرار مصيري في حياته.
هل ينهي العلاقة مع أيمن وأصدقائه، أم أنه لن يستطيع أن يبتعد عنهم؟
ثم استعان بالله واتخذ أهم قرار في حياته؛ قراره بأن يودع ماضيه ويبدأ مرحلة جديدة في حياته
مرحلة شعارها الالتزام بدين الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم
وقرر أن يبلغ أحمد بهذا القرار المصيري.