Daniaa
14 Sep 2006, 05:45 AM
مزايا حليب الأم وفوائده
عندما نركز جُل اهتمامنا على حليب الأم ، وعندما نستحث الأمهات على إرضاع أطفالهن حليبهن فإننا ندعوهن إلى الفطرة ؛ فـهـذا الـحليب الذي أجراه الله في صدر المرأة ما خلقه الله عـبـثـاً - تـعـالـى الله - ولكن كما يقول - جل شـأنـه - ((إنـَّا كـُلَّ شـَيْءٍ خَـلَـقـْـنـَاهُ بِقَدَرٍ))[القمر:49] ، ويقول كذلك : ((فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ القَادِرُونَ))[المرسلات:23] .
إن الصيحات التي بدأت تتعالى في الغرب تزداد يوماً بعد يوم تهيب بالأمهات أن يعُدن إلى الرضاعة الطبيعية وأهمية حليب الأم بعد دراسات علمية كثيرة أكدت هذه الميزات، فعلينا أن نعتبر بهم ومنهم وألا نبدأ من حيث بدأوا ، بل من حيث انتهوا.
قبل أن نعرج على مزايا حليب الأم لابد أن ننوه أن جميع أنواع الحليب المتوفرة في السوق - إلا ما ندر - هي حليب حيواني المصدر ، يؤخذ عادة من الأبقار وتُجرى علـيـه بـعـض التعديلات التي يحاول بها العلماء جاهدين مضاهاة حليب الأم .
ومع هذا تظل هناك فروق قائمة بين الحليب المعدل (الحليب الصناعي) وحليب الأم . يطلق على الحليب المعدل اسم الحليب "المُؤَنْسَن" (Humanized) وهي تعني الحليب الذي يشابه حليب الإنسان .
المزايا
إن حليب الأم يختلف عن الحليب المعدل، حتى بعد إجراء التعديلات كافة عليه؛ فكمية البروتينات والأملاح في الحليب المعدل لا تـزال أعـلـى بكـثـيـر مـنهـا في حليب الأم وهذه الزيادة ليست هي الزيادة المحمودة ، فارتفاع كمية الأملاح يـزيـد مـن الجهد الواقع على كُلى الرضيع والوليد لطرح هذه الأملاح خارج الجسم.
إن بعض الدراسات الطبية بدأت تحاول ربط ارتـفـاع ضـغـط الـدم المجهول السبب - عند بعض الكبار -بزيادة كمية الأملاح المتناولة في الصغر، الا أن هذا الربط ليس قطعي الثبوت لحد الآن .
مثال آخر : إن البروتينات الموجودة في الحليب الـمـعدل هي أكبر كمية ، وتختلف نوعية عن تلك التي في حليب الأم . فهي أعسر هضماً لما تكوّنـه من خثارة كبيرة الحجم نسبياً في معدة الطفل الرضيع بعد تناوله الحليب المعدل ، وهذا الحليب المتخثر أعسر هضماً وبالتالي فإن الطفل الرضيع "يُرْجِع" جزءاً كـبـيـراً مـن الحلـيـب المتـنـاول، هذا كثيراً ما تشكو منه الأمهات اللاتي يرضعن أطفالهن حليباً معدلاً .
أضف إلى ما سبق أن تناسب بعض الأملاح في حليب الأم - كـالـكـلـس والـفـسـفـور - هـو تناسب مثالي ، فعلى الرغم من أن كميتي الكلس والفسفور أقل في حليب الأم عـنـهـمـا فـي الحليب المعدل ، إلا أن نسبة الأول إلى الثاني هي نسبة مثلى تجعل امـتصاص كـل منهما عالياً جداً ، فلا يعيق أحدهما امتصاص الآخر كما هو الحال في الـحلـيـب المعدل لاختلال النسبة بينهما.
أما المثال الثالث :
فإن حليب الأم يحتوي على مواد تساعد على امـتـصـاص بعض المعادن الموجودة في الحليب - كالحديد مثلاً - بشكل كبير على الرغم من قلة كميته فيه ، إذا ما قورن بالحليب المعدل الذي يحوي كمية أكبر ولكن الامتصاص أقل بكثير . 2- النظافة والتعقيم :
حليب الأم السليمة يخلو من أي جرثومة ، وذلك أنه يـتدفـق من جـسـم الأم إلى فم الطفل فلا مجال لتلوثه. بعكس الحليب الذي يحضّر في عدة أوانٍ وبمـر بـعـدة خـطـوات من غلي الماء ، وتبريده ، ومزج الحليب بالماء... الخ وكل خطوة من هذه الخطوات قد تكون مصدراً من مصادر تلوث الحليب ؛ لذا فإن معدل إصابة الأطفال الذين يتناولون مـثل هذا الحليب - الذي يحتاج إلى عدة خطوات في التحـضير والإعداد - عـالٍ نـسـبـيـاً ، كـمـا أن مجال الخطأ في كمية الحليب المضافـة إلى المـاء من زيادة أو نقص أمر وارد الحدوث عند تحضير الوجبة مما يضر بالرضيع في كلتا الحالتين.
مهم جداً أن نتذكر أن حليـب الأم يحوي مواد تمنع بشكل غير مباشر الإصابة بالالتهاب المعوي الحاد؛ لذا تندر إصابة الأطفال الذين يرضعون حليب أمهاتهم أن يصابوا بمثل هذه النزلات المعوية
عندما نركز جُل اهتمامنا على حليب الأم ، وعندما نستحث الأمهات على إرضاع أطفالهن حليبهن فإننا ندعوهن إلى الفطرة ؛ فـهـذا الـحليب الذي أجراه الله في صدر المرأة ما خلقه الله عـبـثـاً - تـعـالـى الله - ولكن كما يقول - جل شـأنـه - ((إنـَّا كـُلَّ شـَيْءٍ خَـلَـقـْـنـَاهُ بِقَدَرٍ))[القمر:49] ، ويقول كذلك : ((فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ القَادِرُونَ))[المرسلات:23] .
إن الصيحات التي بدأت تتعالى في الغرب تزداد يوماً بعد يوم تهيب بالأمهات أن يعُدن إلى الرضاعة الطبيعية وأهمية حليب الأم بعد دراسات علمية كثيرة أكدت هذه الميزات، فعلينا أن نعتبر بهم ومنهم وألا نبدأ من حيث بدأوا ، بل من حيث انتهوا.
قبل أن نعرج على مزايا حليب الأم لابد أن ننوه أن جميع أنواع الحليب المتوفرة في السوق - إلا ما ندر - هي حليب حيواني المصدر ، يؤخذ عادة من الأبقار وتُجرى علـيـه بـعـض التعديلات التي يحاول بها العلماء جاهدين مضاهاة حليب الأم .
ومع هذا تظل هناك فروق قائمة بين الحليب المعدل (الحليب الصناعي) وحليب الأم . يطلق على الحليب المعدل اسم الحليب "المُؤَنْسَن" (Humanized) وهي تعني الحليب الذي يشابه حليب الإنسان .
المزايا
إن حليب الأم يختلف عن الحليب المعدل، حتى بعد إجراء التعديلات كافة عليه؛ فكمية البروتينات والأملاح في الحليب المعدل لا تـزال أعـلـى بكـثـيـر مـنهـا في حليب الأم وهذه الزيادة ليست هي الزيادة المحمودة ، فارتفاع كمية الأملاح يـزيـد مـن الجهد الواقع على كُلى الرضيع والوليد لطرح هذه الأملاح خارج الجسم.
إن بعض الدراسات الطبية بدأت تحاول ربط ارتـفـاع ضـغـط الـدم المجهول السبب - عند بعض الكبار -بزيادة كمية الأملاح المتناولة في الصغر، الا أن هذا الربط ليس قطعي الثبوت لحد الآن .
مثال آخر : إن البروتينات الموجودة في الحليب الـمـعدل هي أكبر كمية ، وتختلف نوعية عن تلك التي في حليب الأم . فهي أعسر هضماً لما تكوّنـه من خثارة كبيرة الحجم نسبياً في معدة الطفل الرضيع بعد تناوله الحليب المعدل ، وهذا الحليب المتخثر أعسر هضماً وبالتالي فإن الطفل الرضيع "يُرْجِع" جزءاً كـبـيـراً مـن الحلـيـب المتـنـاول، هذا كثيراً ما تشكو منه الأمهات اللاتي يرضعن أطفالهن حليباً معدلاً .
أضف إلى ما سبق أن تناسب بعض الأملاح في حليب الأم - كـالـكـلـس والـفـسـفـور - هـو تناسب مثالي ، فعلى الرغم من أن كميتي الكلس والفسفور أقل في حليب الأم عـنـهـمـا فـي الحليب المعدل ، إلا أن نسبة الأول إلى الثاني هي نسبة مثلى تجعل امـتصاص كـل منهما عالياً جداً ، فلا يعيق أحدهما امتصاص الآخر كما هو الحال في الـحلـيـب المعدل لاختلال النسبة بينهما.
أما المثال الثالث :
فإن حليب الأم يحتوي على مواد تساعد على امـتـصـاص بعض المعادن الموجودة في الحليب - كالحديد مثلاً - بشكل كبير على الرغم من قلة كميته فيه ، إذا ما قورن بالحليب المعدل الذي يحوي كمية أكبر ولكن الامتصاص أقل بكثير . 2- النظافة والتعقيم :
حليب الأم السليمة يخلو من أي جرثومة ، وذلك أنه يـتدفـق من جـسـم الأم إلى فم الطفل فلا مجال لتلوثه. بعكس الحليب الذي يحضّر في عدة أوانٍ وبمـر بـعـدة خـطـوات من غلي الماء ، وتبريده ، ومزج الحليب بالماء... الخ وكل خطوة من هذه الخطوات قد تكون مصدراً من مصادر تلوث الحليب ؛ لذا فإن معدل إصابة الأطفال الذين يتناولون مـثل هذا الحليب - الذي يحتاج إلى عدة خطوات في التحـضير والإعداد - عـالٍ نـسـبـيـاً ، كـمـا أن مجال الخطأ في كمية الحليب المضافـة إلى المـاء من زيادة أو نقص أمر وارد الحدوث عند تحضير الوجبة مما يضر بالرضيع في كلتا الحالتين.
مهم جداً أن نتذكر أن حليـب الأم يحوي مواد تمنع بشكل غير مباشر الإصابة بالالتهاب المعوي الحاد؛ لذا تندر إصابة الأطفال الذين يرضعون حليب أمهاتهم أن يصابوا بمثل هذه النزلات المعوية