أبوالزبير
02 Oct 2006, 09:30 AM
العودة ينتقد مسلسلات الإرهاب: الاستفزاز يولد العنف
الرياض/الإسلام اليوم/عبد الله الرشيد 9/9/1427 3:41 02/10/2006
شدد الشيخ سلمان بن فهد العودة -المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم- على أن رمضان يعتبر شهراً مقدساً له خصوصية مميزة في شخصية المؤمن، الأمر الذي يستلزم مراعاة هذا الجانب لدى المتلقي من القنوات، والمنتجين للبرامج الفضائية أيضاً ..."في الوقت الذي تحفل فيه العديد من الفضائيات العربية في رمضان بالمسلسلات والبرامج الرمضانية التي وجدت في(الإرهاب)وجبة دسمة لتناولها وتسليط الضوء عليها".
وفي تعليقه على حلقة ( إرهاب أكاديمي ) من المسلسل السعودي الرمضاني "طاش ماطاش" أكد الشيخ سلمان العودة مجدداً أن الاستهزاء بالدين والقيم الدينية والقرآن والسنة (كفر) مصداقاً لقوله تعالى: "لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم" لكنه قال: "وأما الاستهزاء بالمتدينين فهو أمر معيب ويؤاخذ عليه صاحبه، وهو درجات أيضاً".
وشدد الشيخ سلمان في حلقة (الأولويات) من برنامج "حجر الزاوية" الذي تبثه قناة MBC على ضرورة الهدوء والرفق في المعالجة سواء من هذه المسلسلات أو من منتقديها، مستشهداً بقوله عليه الصلاة والسلام "إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله ".
وقال الشيخ العودة: "لنعبر عن رأينا بالكلمة الطيبة، الصالحة، الهادئة، والقوية الواضحة، ولا نظن أننا أمام استثناء من هذا الحديث الذي يؤكد على الرفق. النقد مطلوب، نقد المجتمعات، والحكومات، والجماعات الإسلامية، والخطاب الديني، ونقد الممارسات الاجتماعية، لكن هذا النقد يجب أن يضبط بأسس وضوابط يلتزم بها ولا يتجاوزها، كقيمة العدل مثلاً فالعدل واجب في النقد، والله تعالى يقول: (ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا)".
وضرب الشيخ سلمان مثلاً بنقد من يوصفون بالإرهابيين مؤكداً أنه ليس من العدل تسميتهم بالخوارج، أو تكفيرهم، "لأنهم من الكفر هربوا وإن كانوا وقعوا في حرمات كبيرة، ووقعوا في دماء الأبرياء".
وفي ذات السياق نبّه العودة إلى ضرورة احترام الآخرين، "حتى لا يتحول النقد إلى ازدراء واحتقار واستخفاف بالآخرين وتحميلهم مالا يحتملون أيضاً".
ويرى الشيخ سلمان العودة أن الاستفزاز وعدم الاتزان في المعالجة قد يؤجج العنف، "فحوادث العنف في بعض البلدان الإسلامية يشارك في صناعتها أكثر من طرف، الطرف المتطرف الذي يحمل السلاح والفكر الهدام، والطرف الآخر الذي يستفز في القول أو الفعل مما يحرض ويحرك الناس نحو هذه الأشياء، ورجال الإطفاء لا يطفئون النار بالنار. وأردف: "علينا ألا نستجيب للاستفزاز، وعلينا أن نبحث عن ذرائع للهدوء والحكمة".
وحذّر الشيخ سلمان من استخدام ألفاظ التكفير أو التهديد بالقتل في معالجة هذه القضايا، مشيراً إلى أن إقحامها هنا لا يخدم أي طرف وتنقل القضية إلى جانب آخر.
وانتقد فضيلته الانهماك في ردود الفعل "وكأنه ليس لدينا إلا هذه القضية، علينا أن نعبّر عن أنفسنا بشكل واضح، السينما الأمريكية لما حاولت أن تعبّر عن المسلمين، عبّرت عنهم بصورة مشوّهة، وصورتهم على أنهم أصحاب عنف وجنس وتخلّف، بينما لو استطاع المسلمون التعبير عن أنفسهم لكان الأفضل".
وأشار الشيخ سلمان إلى وجود طبقات مختلفة ومذاهب وقبائل متنوعة في المجتمع السعودي، إضافة إلى تيارات إسلامية و ليبرالية وقومية، "وهي حقيقة قائمة وموجودة والعقل يرشدنا إلى أن يفهم بعضنا بعضاً، لا أن يعمق كل منا الهوة والفجوة بين كل طرف، فلا مصلحة من إثارة احتقان أو توتر طائفي أو مذهبي، فالظواهر السلبية في المجتمع السعودي موجودة وليس المقصود نفيها، لكن علينا ألا نبالغ في تصويرها وكأنها ظاهرة ضخمة وقد تكون خاصة بفئة معينة".
ويرى العودة أن مواجهة العنف في السعودية كانت شرعية بالدرجة الأولى، لأن الخطاب الديني هو الذي عرّى أدوات العنف، وهو الذي يملك معالجة مثل هذه الأفكار.
وحول اتهام المراكز الصيفية بأنها ضالعة في دعم الإرهاب، عدّ الشيخ سلمان ذلك تجنياً واتهاماً لا دليل عليه، "لأن وجود فرد متورط في العنف قد اشترك فيها لا يعني شيئاً، لأن هؤلاء اشتركوا قبل ذلك في المجتمع وفي المسجد وترعرعوا في بيوت أهلهم الذين يرفضون تصرفاتهم، لكن من غير اللائق أن نترامى بالتهم وكأنها تصفية حسابات فيما بيننا".
وقال الشيخ سلمان: إن هناك بعض الإجراءات والضوابط المهمة لمعالجة الإرهاب في مدارسنا، لكن للأسف بعضها بُني على تحريضات أو وشايات صدرت في بعض المطبوعات.
ودعا العودة إلى دراسة علمية موضوعية يذعن لها الجميع، تعالج أسباب العنف والتطرف، من خلال أسماء المتورطين، وتحلل نشأتهم وظروفهم، معبّراً عن أسفه لغياب مثل هذه الدراسات العلمية المهمة.
http://www.islamtoday.net/images/dot.gif استمع إلى جواب الشيخ سلمان العودة
http://www.islamtoday.net/images/speaker.gif (http://media.islamtoday.net/t314.ram)
الرياض/الإسلام اليوم/عبد الله الرشيد 9/9/1427 3:41 02/10/2006
شدد الشيخ سلمان بن فهد العودة -المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم- على أن رمضان يعتبر شهراً مقدساً له خصوصية مميزة في شخصية المؤمن، الأمر الذي يستلزم مراعاة هذا الجانب لدى المتلقي من القنوات، والمنتجين للبرامج الفضائية أيضاً ..."في الوقت الذي تحفل فيه العديد من الفضائيات العربية في رمضان بالمسلسلات والبرامج الرمضانية التي وجدت في(الإرهاب)وجبة دسمة لتناولها وتسليط الضوء عليها".
وفي تعليقه على حلقة ( إرهاب أكاديمي ) من المسلسل السعودي الرمضاني "طاش ماطاش" أكد الشيخ سلمان العودة مجدداً أن الاستهزاء بالدين والقيم الدينية والقرآن والسنة (كفر) مصداقاً لقوله تعالى: "لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم" لكنه قال: "وأما الاستهزاء بالمتدينين فهو أمر معيب ويؤاخذ عليه صاحبه، وهو درجات أيضاً".
وشدد الشيخ سلمان في حلقة (الأولويات) من برنامج "حجر الزاوية" الذي تبثه قناة MBC على ضرورة الهدوء والرفق في المعالجة سواء من هذه المسلسلات أو من منتقديها، مستشهداً بقوله عليه الصلاة والسلام "إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله ".
وقال الشيخ العودة: "لنعبر عن رأينا بالكلمة الطيبة، الصالحة، الهادئة، والقوية الواضحة، ولا نظن أننا أمام استثناء من هذا الحديث الذي يؤكد على الرفق. النقد مطلوب، نقد المجتمعات، والحكومات، والجماعات الإسلامية، والخطاب الديني، ونقد الممارسات الاجتماعية، لكن هذا النقد يجب أن يضبط بأسس وضوابط يلتزم بها ولا يتجاوزها، كقيمة العدل مثلاً فالعدل واجب في النقد، والله تعالى يقول: (ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا)".
وضرب الشيخ سلمان مثلاً بنقد من يوصفون بالإرهابيين مؤكداً أنه ليس من العدل تسميتهم بالخوارج، أو تكفيرهم، "لأنهم من الكفر هربوا وإن كانوا وقعوا في حرمات كبيرة، ووقعوا في دماء الأبرياء".
وفي ذات السياق نبّه العودة إلى ضرورة احترام الآخرين، "حتى لا يتحول النقد إلى ازدراء واحتقار واستخفاف بالآخرين وتحميلهم مالا يحتملون أيضاً".
ويرى الشيخ سلمان العودة أن الاستفزاز وعدم الاتزان في المعالجة قد يؤجج العنف، "فحوادث العنف في بعض البلدان الإسلامية يشارك في صناعتها أكثر من طرف، الطرف المتطرف الذي يحمل السلاح والفكر الهدام، والطرف الآخر الذي يستفز في القول أو الفعل مما يحرض ويحرك الناس نحو هذه الأشياء، ورجال الإطفاء لا يطفئون النار بالنار. وأردف: "علينا ألا نستجيب للاستفزاز، وعلينا أن نبحث عن ذرائع للهدوء والحكمة".
وحذّر الشيخ سلمان من استخدام ألفاظ التكفير أو التهديد بالقتل في معالجة هذه القضايا، مشيراً إلى أن إقحامها هنا لا يخدم أي طرف وتنقل القضية إلى جانب آخر.
وانتقد فضيلته الانهماك في ردود الفعل "وكأنه ليس لدينا إلا هذه القضية، علينا أن نعبّر عن أنفسنا بشكل واضح، السينما الأمريكية لما حاولت أن تعبّر عن المسلمين، عبّرت عنهم بصورة مشوّهة، وصورتهم على أنهم أصحاب عنف وجنس وتخلّف، بينما لو استطاع المسلمون التعبير عن أنفسهم لكان الأفضل".
وأشار الشيخ سلمان إلى وجود طبقات مختلفة ومذاهب وقبائل متنوعة في المجتمع السعودي، إضافة إلى تيارات إسلامية و ليبرالية وقومية، "وهي حقيقة قائمة وموجودة والعقل يرشدنا إلى أن يفهم بعضنا بعضاً، لا أن يعمق كل منا الهوة والفجوة بين كل طرف، فلا مصلحة من إثارة احتقان أو توتر طائفي أو مذهبي، فالظواهر السلبية في المجتمع السعودي موجودة وليس المقصود نفيها، لكن علينا ألا نبالغ في تصويرها وكأنها ظاهرة ضخمة وقد تكون خاصة بفئة معينة".
ويرى العودة أن مواجهة العنف في السعودية كانت شرعية بالدرجة الأولى، لأن الخطاب الديني هو الذي عرّى أدوات العنف، وهو الذي يملك معالجة مثل هذه الأفكار.
وحول اتهام المراكز الصيفية بأنها ضالعة في دعم الإرهاب، عدّ الشيخ سلمان ذلك تجنياً واتهاماً لا دليل عليه، "لأن وجود فرد متورط في العنف قد اشترك فيها لا يعني شيئاً، لأن هؤلاء اشتركوا قبل ذلك في المجتمع وفي المسجد وترعرعوا في بيوت أهلهم الذين يرفضون تصرفاتهم، لكن من غير اللائق أن نترامى بالتهم وكأنها تصفية حسابات فيما بيننا".
وقال الشيخ سلمان: إن هناك بعض الإجراءات والضوابط المهمة لمعالجة الإرهاب في مدارسنا، لكن للأسف بعضها بُني على تحريضات أو وشايات صدرت في بعض المطبوعات.
ودعا العودة إلى دراسة علمية موضوعية يذعن لها الجميع، تعالج أسباب العنف والتطرف، من خلال أسماء المتورطين، وتحلل نشأتهم وظروفهم، معبّراً عن أسفه لغياب مثل هذه الدراسات العلمية المهمة.
http://www.islamtoday.net/images/dot.gif استمع إلى جواب الشيخ سلمان العودة
http://www.islamtoday.net/images/speaker.gif (http://media.islamtoday.net/t314.ram)