أمل تبوك
17 Oct 2006, 05:13 AM
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فلقد دار الدهر دورته، ومضت الأيام تلو الأيام، وإذا بشهرنا تغيض أنواره.. وتبلى أستاره.. ويأفل نجمه بعد أن سطع، ويُظلم ليله بعد أن لمع، ويُخيم السكون على الكون.. بعدما كان الوجود كل والوجود يستعد، ويتأهب للقاء هذا الضيف الكريم..
أنا لا أدري وأنا أرقم هذه الجمل.. ءأهنيكم بحلول عيد الفطر المبارك؟ أم أعزيكم بفراق شهر العتق والغفران؟
إن القلبَ ليحزن، وإن العينَ لتدمع، وإنّا على فراقك يا رمضان لمحزونون...
لحن الخلود
إن قلبي ليُمْلِي على بناتي عبارات الأسى واللوعة، فتكتب البنانُ بمداد المدامع لحنَ الخلود، وتأبى الكلماتُ أن تستقي على صفحات دفاتري.. إلا حينما أعظها بواحدة.. حينما أعظها بأن الله قد جعل من سننه في هذه الحياة.. أن للشمل التمامٌ وافترق..
سُتر السنا وتحجبت شمس الضحى *** وتغيبت بعد الشروق بـــــدورُ
ومضى الذي أهوى وجرعني الأسـى *** وعدت بقلبي جذوةٌ وســـعيرُ
يا ليته لما نوى عهد النـــــــــــــــوى *** وافى العيون من الظلام نذيرُ
ناهيك ما فعلت بماء حشاشتــــــــي *** نارٌ لها بين الضــــــــــلوع زفيرُ
انقضى رمضان.. ويا وَلْهِي عليه.. انقضت أيامه ولياليه.. ذهب.. ليعود على من بقى، وليودع من كان أجله قد حان.. نعم.. ذهبت يا رمضان.. فجرت المدامع..
يا راحلاً وجميل الصبر يتبعـــــــهُ *** هل من سبيل إلى لقياك يتفقُ
ما أنصفتك دموعي وهي داميةٌ *** ولا وفى لك قلبي وهو يحــــترقُ
نعم.. انقضى رمضان.. ولكن.. ماذا بعده؟!
إن عمل المؤمن لا ينقضي أبداً..
انقضى رمضان، وقد اعتاد كثيرٌ من أبنائه الصلاة مع جماعة المسلمين..
فيا من أَلِف الحق.. تمسك به هُديت، واستمر عليه.. نعم اجعل رمضان كقاعدة تنطلق منها للمحافظة على الصلاة في باقي الشهور.. نعم اجعل رمضان منطلقاً لترك الذنوب والمعاصي.. عَلَّ الله جل وعز أن يغفر لك بما قدمت، وإياك ثم إياك أن تكون من عُباد رمضان..
إن من علامات قبول العمل المواصلة فيه، والاستمرار عليه.. فاحكم أنت على صيامك.. هل هو مقبولٌ أم مردود؟ نعم احكم أنت..
خواطر صائم في لحظات الوداع
أخي الصائم.. أختي الصائمة:
إن لحظات الوداع لحظاتٌ لا تُنسى، ولوعتها لوعةٌ لا تبلى.. حرقة الوداع تُلهب الأحشاء، ودموعه تحرق الوجنات بحرارة العبرات..
لم يُبكني إلا حديث فراقكم *** لما أسرّ به إليَّ مودعِّــــــــــــــــي
هو ذلك الدر الذي أودعتـــمُ *** في مسمعي أجريته من مدمعي
فيا من صام لسانه في رمضان عن الغيبة والنميمة والكذب واصل مسيرتك، وجُدَّ في الطلب.. ويا من صامت عينهُ في رمضان عن النظر المحرم.. غُض طرفك ما بقيت.. يورث الله قلبك حلاوة الإيمان ما حييت..
ويا من صامت أذنه في رمضان عن سماع ما يحرم من القول، وما يُستقذر.. من سماع غيبة، أو نميمة، أو غناء، أو لهو.. اتق الله، و لا تعد، اتق الله، ولا تعد..
ويا من صام بطنه في رمضان عن الطعام، وعن أكل الحرام.. اتق الله في صيامك، ولا تذهب أجرك بذنبك، وإياك ثم إياك من أكل الربا.. فإن آكله محارب لله ولرسوله .. فهل تطيق ذلك؟!
ويا من صام بطنه.. تذكر إخواناً لك في رمضان، وغيره يبيتون على الجوع والعُري.. ولا يجد أحدهم ما يسدُّ به جوعته، ولا فاقة عياله.. تذكر أنهم ينتظرون منك.. نعم.. منك أنت ومن أمثالك من يُمدُّ لهم يد العون، والمساعدة..
حان الوداع
وأخيراً أخي الصائم.. أختي الصائمة..
إن العيد على الأبواب، وإن رمضان آذن بوادع، وكم هي شاقة هذه الكلمة (وداع)، ولكنني أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يعيده علينا وعلى سائر المسلمين أياماً عديدة.. وأزمنة مديدة.. وقد تحقق للأمة الإسلامية ما تصبو إليه من عز وتمكين، وسؤدد في العالمين.. إن الله وليُّ ذلك، والقادر عليه..
يا لائمي في البكا زدني به كلـــــفاً
واسمع غريب أحاديث وأشعــــــــار
ما كان أحسننا والشمل مجــــــتمع
منا المصلي ومنا القانت القــــاري
وفي التراويح للراحات جامــــــــــــعة
فيها المصابيح تزهو مثل أزهـــــــار
شهرٌ به يُعتق اللـــــــــــه العصاة وقد
أشفوا على جُرف من حصة الـــنار
فابكوا على مــــــــــــــــــــــــــــــــا
مضى في الشهر واغتنــــــــــــموا
ما قد بقـي فهـــــــــــــــــــــــــــــو
حـــــــــــــقٌ عنـــــــــــــــــكم جاري
فرحة العيد
إلى كل صائم وصائمة.. أوجه هذه العبارات.. علَّ الله جل وعز أن يكتبها في ميزان الحسنات.. أقول:
أخي.. أختي: حينما تشرق شمس صباح العيد، فيجتمع الشمل، ويُلبس الجديد، ويؤكل ما لذَّ وطاب..
تذكروا ذلكم الطفل اليتيم.. الذي ما وجد والداً يبارك له بالعيد، ولا يُقبَّله، ولا يمسح على رأسه.. قتل أبوه في جرح من جراحِ هذه الأمة..
وتذكروا تلكم الطفلة الصغيرة.. حينما ترى بنات جيرنها يرتدين الجديد، وهي يتيمة الأب.. إنها تخاطب فيكم مشاعركم، وأحاسيسكم.. إنها تقول لكم:
أنا طفلة صغيرة، ومن حقي أن أفرح بهذا العيد.. نعم.. من حقي أن ارتدي ثوباً حسناً لائقاً بيوم العيد.. من حقي.. أن أجد الحنان والعطف.. أريد قبلة من والدي، ومسحة حانية على رأسي.. أريد حلوى، ولكن السؤال المرّ.. الذي لم أجد له جواباً حتى الآن هو.. أين والدي؟ أين والدي؟ أين والدي؟!!
فيا أخي.. ويا أختي.. قدموا لأنفسكم، واجعلوا فرحة هذا العيد المبارك.. تعم أرجاء عالمنا الإسلامي..
فها هي المبرات، ودور الصدقات، ولجان الإغاثة، والمساعدات.. مُشَرَّعة أبوابها، فهلموا إليها.. وما تقدموا لأنفسكم تجدوه عند الله.
والله يرعاكم ويتولانا وإياكم جعل الله صيامنا، وصيامكم مقبولاً، خالصاً لوجهه الكريم
للكاتب / محمد بن سرار اليامي
فلقد دار الدهر دورته، ومضت الأيام تلو الأيام، وإذا بشهرنا تغيض أنواره.. وتبلى أستاره.. ويأفل نجمه بعد أن سطع، ويُظلم ليله بعد أن لمع، ويُخيم السكون على الكون.. بعدما كان الوجود كل والوجود يستعد، ويتأهب للقاء هذا الضيف الكريم..
أنا لا أدري وأنا أرقم هذه الجمل.. ءأهنيكم بحلول عيد الفطر المبارك؟ أم أعزيكم بفراق شهر العتق والغفران؟
إن القلبَ ليحزن، وإن العينَ لتدمع، وإنّا على فراقك يا رمضان لمحزونون...
لحن الخلود
إن قلبي ليُمْلِي على بناتي عبارات الأسى واللوعة، فتكتب البنانُ بمداد المدامع لحنَ الخلود، وتأبى الكلماتُ أن تستقي على صفحات دفاتري.. إلا حينما أعظها بواحدة.. حينما أعظها بأن الله قد جعل من سننه في هذه الحياة.. أن للشمل التمامٌ وافترق..
سُتر السنا وتحجبت شمس الضحى *** وتغيبت بعد الشروق بـــــدورُ
ومضى الذي أهوى وجرعني الأسـى *** وعدت بقلبي جذوةٌ وســـعيرُ
يا ليته لما نوى عهد النـــــــــــــــوى *** وافى العيون من الظلام نذيرُ
ناهيك ما فعلت بماء حشاشتــــــــي *** نارٌ لها بين الضــــــــــلوع زفيرُ
انقضى رمضان.. ويا وَلْهِي عليه.. انقضت أيامه ولياليه.. ذهب.. ليعود على من بقى، وليودع من كان أجله قد حان.. نعم.. ذهبت يا رمضان.. فجرت المدامع..
يا راحلاً وجميل الصبر يتبعـــــــهُ *** هل من سبيل إلى لقياك يتفقُ
ما أنصفتك دموعي وهي داميةٌ *** ولا وفى لك قلبي وهو يحــــترقُ
نعم.. انقضى رمضان.. ولكن.. ماذا بعده؟!
إن عمل المؤمن لا ينقضي أبداً..
انقضى رمضان، وقد اعتاد كثيرٌ من أبنائه الصلاة مع جماعة المسلمين..
فيا من أَلِف الحق.. تمسك به هُديت، واستمر عليه.. نعم اجعل رمضان كقاعدة تنطلق منها للمحافظة على الصلاة في باقي الشهور.. نعم اجعل رمضان منطلقاً لترك الذنوب والمعاصي.. عَلَّ الله جل وعز أن يغفر لك بما قدمت، وإياك ثم إياك أن تكون من عُباد رمضان..
إن من علامات قبول العمل المواصلة فيه، والاستمرار عليه.. فاحكم أنت على صيامك.. هل هو مقبولٌ أم مردود؟ نعم احكم أنت..
خواطر صائم في لحظات الوداع
أخي الصائم.. أختي الصائمة:
إن لحظات الوداع لحظاتٌ لا تُنسى، ولوعتها لوعةٌ لا تبلى.. حرقة الوداع تُلهب الأحشاء، ودموعه تحرق الوجنات بحرارة العبرات..
لم يُبكني إلا حديث فراقكم *** لما أسرّ به إليَّ مودعِّــــــــــــــــي
هو ذلك الدر الذي أودعتـــمُ *** في مسمعي أجريته من مدمعي
فيا من صام لسانه في رمضان عن الغيبة والنميمة والكذب واصل مسيرتك، وجُدَّ في الطلب.. ويا من صامت عينهُ في رمضان عن النظر المحرم.. غُض طرفك ما بقيت.. يورث الله قلبك حلاوة الإيمان ما حييت..
ويا من صامت أذنه في رمضان عن سماع ما يحرم من القول، وما يُستقذر.. من سماع غيبة، أو نميمة، أو غناء، أو لهو.. اتق الله، و لا تعد، اتق الله، ولا تعد..
ويا من صام بطنه في رمضان عن الطعام، وعن أكل الحرام.. اتق الله في صيامك، ولا تذهب أجرك بذنبك، وإياك ثم إياك من أكل الربا.. فإن آكله محارب لله ولرسوله .. فهل تطيق ذلك؟!
ويا من صام بطنه.. تذكر إخواناً لك في رمضان، وغيره يبيتون على الجوع والعُري.. ولا يجد أحدهم ما يسدُّ به جوعته، ولا فاقة عياله.. تذكر أنهم ينتظرون منك.. نعم.. منك أنت ومن أمثالك من يُمدُّ لهم يد العون، والمساعدة..
حان الوداع
وأخيراً أخي الصائم.. أختي الصائمة..
إن العيد على الأبواب، وإن رمضان آذن بوادع، وكم هي شاقة هذه الكلمة (وداع)، ولكنني أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يعيده علينا وعلى سائر المسلمين أياماً عديدة.. وأزمنة مديدة.. وقد تحقق للأمة الإسلامية ما تصبو إليه من عز وتمكين، وسؤدد في العالمين.. إن الله وليُّ ذلك، والقادر عليه..
يا لائمي في البكا زدني به كلـــــفاً
واسمع غريب أحاديث وأشعــــــــار
ما كان أحسننا والشمل مجــــــتمع
منا المصلي ومنا القانت القــــاري
وفي التراويح للراحات جامــــــــــــعة
فيها المصابيح تزهو مثل أزهـــــــار
شهرٌ به يُعتق اللـــــــــــه العصاة وقد
أشفوا على جُرف من حصة الـــنار
فابكوا على مــــــــــــــــــــــــــــــــا
مضى في الشهر واغتنــــــــــــموا
ما قد بقـي فهـــــــــــــــــــــــــــــو
حـــــــــــــقٌ عنـــــــــــــــــكم جاري
فرحة العيد
إلى كل صائم وصائمة.. أوجه هذه العبارات.. علَّ الله جل وعز أن يكتبها في ميزان الحسنات.. أقول:
أخي.. أختي: حينما تشرق شمس صباح العيد، فيجتمع الشمل، ويُلبس الجديد، ويؤكل ما لذَّ وطاب..
تذكروا ذلكم الطفل اليتيم.. الذي ما وجد والداً يبارك له بالعيد، ولا يُقبَّله، ولا يمسح على رأسه.. قتل أبوه في جرح من جراحِ هذه الأمة..
وتذكروا تلكم الطفلة الصغيرة.. حينما ترى بنات جيرنها يرتدين الجديد، وهي يتيمة الأب.. إنها تخاطب فيكم مشاعركم، وأحاسيسكم.. إنها تقول لكم:
أنا طفلة صغيرة، ومن حقي أن أفرح بهذا العيد.. نعم.. من حقي أن ارتدي ثوباً حسناً لائقاً بيوم العيد.. من حقي.. أن أجد الحنان والعطف.. أريد قبلة من والدي، ومسحة حانية على رأسي.. أريد حلوى، ولكن السؤال المرّ.. الذي لم أجد له جواباً حتى الآن هو.. أين والدي؟ أين والدي؟ أين والدي؟!!
فيا أخي.. ويا أختي.. قدموا لأنفسكم، واجعلوا فرحة هذا العيد المبارك.. تعم أرجاء عالمنا الإسلامي..
فها هي المبرات، ودور الصدقات، ولجان الإغاثة، والمساعدات.. مُشَرَّعة أبوابها، فهلموا إليها.. وما تقدموا لأنفسكم تجدوه عند الله.
والله يرعاكم ويتولانا وإياكم جعل الله صيامنا، وصيامكم مقبولاً، خالصاً لوجهه الكريم
للكاتب / محمد بن سرار اليامي