ملتقى الأحبة في الله >
الملتقيات العامة >
الملتقى العام > مسلسل ( الصيدة والصيادي الجدد ) تابعو,,,,,,,,,,,,,وو
مشاهدة النسخة كاملة : مسلسل ( الصيدة والصيادي الجدد ) تابعو,,,,,,,,,,,,,وو
ابن العربي
24 Oct 2006, 12:59 PM
الصيدة والصيادون الجدد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو أن يتسع صدر الجميع شباباً وشابات لموضوعي هذا فهو مهم ويهم شريحة كبيرة من رواد المنتيات ..
ولربما قسمت هذا الموضوع بطريقة مسلسلة تنزل تباعاً ليكون الوقع أبلغ على النفوس
ولكي نقرأ ردود الأفعال والتجارب والأفكار من هنا وهناك ولنفيد ونستفيد
الصيدة هنا : البنت الغافلة صغيرة كانت أو كبيرة فتاة كانت أو امرأة
المهم إنها غافلة عما يحاك لها من شباك وحفر لتقع فيها وضعيفة الدين والنفس
الصيادون : هم الشباب العابثون الذين ماانضموا إلى مثل هذم المنتديات إلا لللعب والعبث في الأعراض والأخلاق ,,
لايمهم شرف و لا عرض
ولا يردعهم دين ولا خلق ولا عيب
شهواتهم تتقدم عقولهم وتسكنها
بنات الناس عندهم خلقن ليلعبوا بهن أو معهن ,, لا يهم
طرقهم عجيبهم ومداخيلهم خبيثة للإيقاع
هم ذئاب على صورة بشر
فلنحاول جميعاً فضحهم بذكر طرقهم ومكرهم ...
تعالوا معي ::
يسجل أحدهم في المنتدى ثم يبدأ في قراءة المواضيع والردود ( وخاصة في أقسام التعارف وأقسام النكت والمزاح ) حتى يقع على صيدته
فيحوم حولها ..
يبدأ في متابعتها والرد الدائم على مواضيعها وقد يمدحها كثيراً مما يلفت نظرها
ثم تكون الضربة الخبيثة والخطة الماكرة للإيقاع
بأن يقسو عليها في رد من الردود ويظهر لها وجه الغضب والحنق
ثم لا يلبث بعد أيام أن يبعث لها برسالة خاصة رقيقة جداً يظهر فيها اعتذاره عما بدر منه من شدة وقسوة وإنه تسرع بسبب حالة نفسية خاصة كان يمر بها
ثم يرجوها أن تقبل عذره وإلا كان عدم قبولها للعذر سبباً لهجره للمنتدى
وأنه يتعهد لها ألا يرد على مواضيعها ثانية حتى لا تتضايق ولأنه ( ماعاد له وجه يرد على مواضيعها )
ويطلب سرعة الرد برسالة خاصة أيضاً قبل أن يترك المنتدى فلا يقرأ الرد أبداً !!
فتقع المسكينة في شبك الصياد الخبيث
وترد عليه : لا يا أخي أرجوك لا تترك المنتدى من أجلي وأنا قد سامحتك وقبلت عذرك وكل إنسان يمر بمثل هذه الظروف وإنك فعلاً عجبتني لأنك اعترفت بالخطأ ومثلك قليل ....................... الخ
فيرد عليها
فترد عليه
ثم يتحول الأمر إلى الماسنجر فالهاتف فمالا يحمد عقباه
تابعوا طريقة أخرى للصيادين ..
وأنا أيضاً في انتظار أفكاركم وتجاربكم
ابن العربي
24 Oct 2006, 10:10 PM
الطريقة الثانية للصيد والتحذير منها :
يسجل الصياد في المنتدى بإسم نسائي واضح مثل سعاد أو ميعاد أو أم فلان وغيره
أو بإسم يشكل لايعرف صاحبه ذكر أو أنثى مثل الأمل أو نور وغيره
وبعد أن يسجل ويشارك مشاركات عديدة ويحدد صيدته باتقان من الفتيات ممن ير فيهن تحررا نوعاً ما وممن اعتادت على الإسم في مشاركاتها يبدأ في مراسلتها والتعرف عليها على إنه فتاة مثلها وينتقلان إلى الماسنجر وتفتح الصيدة المسكينة قلبها ( له ) على إنها صديقة محبة وأمينة وربما تخبره- مع طول الصحبة - بأسرارها وهواياتها وعنوانها وأرقام هواتفها واسمها الحقيقي وعمرها الحقيقي وهل هي بيضاء أم سوداء وقد ترسل ( له ) صورها وغيرها مما يهم الصياد في الإيقاع بالضيحة في المستقبل القريب
وقد يسألها ( كصديقة ) عن رأيها بالحب وما مواصفات فارس الأحلام ومن يعجبها كتاباته في المنتدى من الرجال وربما هو بنفسه يشارك بإسم رجالي في المنتدى ويريد أن يجس نبضها ورأيها حول تلك الشخصية وهل هي تميل إليه أم لا أو ماشعورها نحوه وما شعورها لو راسلها تلك الشخصية هل ستفرح أم تصده وغيرها من المعلومات التي منها يستفيد الصياد في الإيقاع في النهاية بصيدته بعد أن عرف نقاط ضعفها وقوتها
ولكم أن تتخيلوا مدى حجم المشكلة والورطة التي تتورطها من تثق بإسم مجهول في المنتدى حتى لوكان نسائياً
وهذا لايمنع أن تراسل الأخت أختاً مثلها ولكن بعد التحري الدقيق والمعرفة المسبقة مع الحذر الشديد في إعطاء معلومات شخصية دقيقة حتى لو كان الطرف المقابل من الصالحات التقيات
فلربما استغلت هذه المعلومات من طرف آخر في منزل هذه الصديقة دون علمها كأخيها أو زوجها
ولربما كان الطرف الثاني زوج الصديقة الذي استغل عدم وجودها ورد عليها على إنها هي وأخذ منها مايريد
فلتفطن الأخت إلى مثل هذه الألاعيب من صيادي النت ولتحذر فكم من مصيبة حلت بأخوات شاركن معنا في المنتديات ثم انسحبن من الشبكة العنكبوتية بهدوء وإلى الأبد يتحسرن على شرف ضاع أو سمعة لطخت ويلعن ذلك اليوم الذي تعرفن فيه على النت وعلى المنتديات
في انتظار الحلول على هذه المشكلة من قبلكم
تفضلوا تحياتي
الزاد
24 Oct 2006, 11:09 PM
اخي الامارتي موضوع جميل ويستحق النقاش والي عوده ان شاء الله
ابن العربي
24 Oct 2006, 11:14 PM
اخي العزيز
الموضوع ليس مهما عندي المهم انك زرت موضوعي لان مرورك يعطيها رونقا
شكر الف شكر لك سيدي
جزاك الله خير الجزاء
وانا في انتظارك
ابن العربي
26 Oct 2006, 03:17 PM
قد تسأل بعض الفتيات أو بعض الأخوة ممن يهمهم أمر الفتيات المشاركات في مثل هذه المنتديات عن الحل في صد مثل هذه الطريقة الخبيثة من شباب يتصيدون الفتيات في المنتديات
أقول وبالله التوفيق - ولا استغنى عن توجيهاتكم وتعليقاتكم الكريمة - :
أفضل وسيلة لصد هذه الطريقة أن لاترد الفتاة على أي أحد كائناً من كان عن طريق البريد الخاص بل يكون الرد في المنتدى وعليها أن تتجاهل مثل هذه الرسائل وبشكل قوي وأن تقوم بالحذف مباشرة بعد قراءة الرسالة وأن أحبت أن ترد بأدب على رسالة ومطلب الأخ ترد عليه في رد عادي في موضوع يشارك فيه هو ويكون ردها خالياً من الخنوع والخضوع في القول والابتسامات الانترنيتية .
وإن كنت أرى ن تقوم الفتاة بإغلاق خاصية البريد الخاص عموماً وإراحة نفسها من هذا الجانب والباب الذي يأتيك منه الريح سده واستريح كما يقول المثل الشعبي .
ابن العربي
26 Oct 2006, 03:18 PM
الدوافع من وجهة نظرى هى كالتالى
1. البعد عن الدين (( من قبل الصياد و الصيدة أيضا )) .
2. الفراغ (( فراغ نفسى و عاطفى )) .
3. ضياع الأمل و الحلم .
4. ضعف الرقابة من الأهل (( على كليهما الصياد و الصيدة )) .
بالنسبة للبعد عن الدين , فبكل بساطة إن الإنسان الذى يقدم على مثل هذه الأعمال يجب أن يكون بعيد كل البعد عن تعاليم دينه .. هذا بالنسبة للصياد , أما بالنسبة للصيدة فكما قالت أختنا رعشة .. إن الصيدة تسهل الطريق أمام الصياد .. إن الحروف تصيغ شخصية كاتبها , و الصياد حين يبحث يبحث عن الفتاة التى يرى فيها شخصية معينة .. و طبعا هو يرى فيها تلك الشخصية نتيجة لبعدها عن تعاليم الدين .
الفراغ
فالفراغ (( و خصوصا العاطفى )) هو أهم الأسباب من و جهة نظرى .. فنسبة البطالة أصبحت عالية جدا , و طلب العلم قل بشكل رهيب , و عدد من يماس الرياضة أو يهتم بأداء أنشطة معينة قل بشكل كبير , و لم يعد هناك من هو قادرا على تكاليف الزواج إلا من رحم ربى .
و بالتالى يلجأ الصياد إلى سد و إشباع شعوره بالفراغ .. إنه يريد أن يتسلى .. أن يقضى الوقت فى شىء جديد .. ربما يكون الصياد هذا من دولة , و الصيدة من دولة أخرى .. أى لا مجال للمقابلة الحقيقية بينهما , و لكنه يستمتع بمجرد قضاء الوقت مع الصيدة .. فهدفه الأساسى (( تضييع الوقت فى حاجة جديدة بدل القرف اللى إحنا فيه ده )) .. و هنا يظهر خطأ الأهل و المجتمع , حيث كان يجب عليهم توجيه أوقات الفراغ لأبنائهم و استثمارها بشكل أفضل
و دعونا نلقى نظرة على بلد الأمريكان , نجد أن كل ولد و بنت فى يقضى الإجازة الصيفية فى أحد أمرين لا ثالث لهما
إما العمل فى أى مجال , جليسة أطفال , بائع فى محل , فى محطات البنزين , فى أى مجال .. لا يهم كم من الأموال حصدت , و لكنك المهم أنك لم تضيع إجازتك فى شىء تافه
أو قضاء الإجازة فى معسكر صيفى بغرض التعرف على بيئات مختلفة و تغير نمط الحياة العادية إلى الحياة فى جماعة .... إلخ
هذا مثال بسيط طبعا
أما لو أردنا إسقاط هذا المثال على الواقع ماذا سنجد ؟؟
سنجد أن عمر الشاب العربى , و خصوصا مرحلة المراهقة و الشباب , و هى أهم و أخطر مرحلة فى حياة الشاب , و هى أكثر مرحلة يكون الشاب فيها قادرا على العمل و العطاء و التعلم
فيما تضيع ؟؟
لماذا لا يتم استغلال هذه المرحلة بشكل أفضل .. أين دور المكتبة من حياتك ؟؟
كم مرة تذهب للمكتبة شهريا ؟ ما هو آخر كتاب خارج المنهج المدرسى قرأته ؟ و متى كان ذلك ؟؟
أما بالنسبة للصيدة فإن الفراغ لديها يجعلها تستسلم ببساطة أمام شباك الصياد , بل و ربما تسعى هى نحو الشباك .
ضياع الأمل و الحلم
كنتيجة حتمية لارتفاع معدلات البطالة , يبدأ الأمل فى حياة كريمة و سوية يتبخر من حياة الإنسان , و لأنه يرى أنه ليس مذنبا .. تعليم و اتعلمت و مفيش شغل .. هو يرى أن الخطأ فى المجتمع .. المجتمع الذى لم يوفر له فرصة عمل كريمة تكون سبيله لحياة سوية هادئة
و بالتالى يحاول الإنتقام من هذا المجتمع و لكن بطريقته الخاصة
و دعونا نلقى بالضوء على دولة مثل الصين ..
إننى أعترف بأننى أشعر بالضعف و الفشل كلما رأيت فتاة أو شابا صينيا ترك أهله و بلده و تعلم لغة ليست لغته ليعمل مندوب مبيعات
كيف يرضى أن يعمل بهذه المهنة , و فى بلد غير بلده , و يتعلم من أجلها لغة غير لغته
إننى أرفض أن أعمل بهذه المهنة فى بلدى بالرغم من أنها لن تكلفنى أى شىء , و لكن نفسى تأبى بدون سبب وجيه
أما الشاب أو الفتاة الصينية فيعلم أن بلده تمر بأذمة , و أن من واجبه مساعدة بلده .. فإن لم يستطع فعلى الأقل يخفف الحمل عن بلده بأن يتكفل بنفسه
أما نحن فنلقى دائما باللوم على المجتمع و النظام , و لا نحمل أنفسنا أى عبىء حقيقى (( طبعا أنا أتحدث عن أصحاب النفوس الضعيفة ))
ضعف الرقابة من الأهل
فالأنترنت و وسائل الاتصالات الحديثة هى بحر واسع .. لقد أصابنا جميعا بالدهشة و المفاجئة
من منا لم يندهش حين دخل لأول مرة فى هذا العالم الغريب و أخذ يبحر فى المواقع
إن هذه الدهشة التى أصابتنا كانت نتيجة لفجوة بين ما هو كائن بالفعل أمامنا , و هذا النظام الذى يجعلك تشعر بأنك تجلس فوق كرسى و تنظر للعالم من فوق السحاب
و للأسف الأهل , و المجتمع عامة .. لم يحسنوا استغلال و توجيه هذه الدهشة و حب معرفة المجهول
و بالتالى أخذ كل واحد يبحر فى الأنترنت بطريقته الخاصة محاولا اكتشاف أبعاد هذا العالم الضخم .. و بالتالى أساء البعض استخدام هذه التكنولوجيا
اعتقد أن من واجب الأهل متابعة كل نشاط صغير كان أو كبير يقوم به أبناءهم على الأنترنت
و متابعة أصدقائهم بشكل دورى
و أكتفى بهذا القدر , و آسف على الإطالة
ابن العربي
26 Oct 2006, 03:19 PM
وإليكم الطريقة الثالثة للصيادين :
تجد بعضهم يرسل رسالة لأحد العضوات يقول لها " أنت بصراحة كتاباتك رائعة وأنا من المتابعين لكتاباتك ويشرفني أن أكون أحد الأعضاء الذين يردون على كتاباتك " ومن هالكلام .
ثم يبدأ في الالتزام بما قال ويتعهد مواضيع هذه الفتاة بعناية الرد والثناء وخاصة في الرسائل الخاصة
وهذا النوع في الغالب يكون باله طويل ويمكن ينتظر أشهر لكِ تأتي طريقته بنتائج إيجابية وتجده مرسل كذا رسالة في المنتدى وبنفس الطريقة لكذا عضوة . ثم لا يتورع في إرسال رسالة أخرى ثانية وثالثة ورابعة وعاشرة.
نصيحتنا لأختنا العضوة أن تكون حازمة مع مثل هذا الذئب الصياد من البداية وتصده وتقول له شكراً وأنا أعرف قدر نفسي ولا تتعب نفسك في متابعتي
وأن تدرك وتشعر إنها ليست بتلك الكاتبة الماهرة أو الشاعرة المتمرسة التي يكون لها من المعجبين الذين كلما كتبت شيئاً إلا وكالوا لها المديح والثناء وكأنه لايوجد غيرها في المنتدى
@@ بريق الألماس @@
27 Oct 2006, 02:20 AM
موضوع جميل
ابن العربي
27 Oct 2006, 04:14 PM
وإليكم الطريقة الرابعة للصياد ....
حيلة أخرى يتبعها بعض الصيادين ويكون هذا الصياد ذو صبر وطول بال
بل ويكون أكثر رزانة في البداية وأكثر تحكما في أداءه وتعامله ،
طبعا تكون البداية بعيدة عن التفكير بالمراد سواء من الفتاة أو غيرها فيكون هو الشهم المدافع عن تلك الفتاة حين تتعرض لهجوم او انتقاد
فيكون دخوله يبدو كأنه عفوي ويدافع عن وجهة نظرها ويبدي الأسباب المقنعة خصوصا وان هذا النوع من
الصيادين يكون ذو مقدرة على الاقناع وفن الكتابة ، ثم تتوالى المهمة على مواضيع اخرى من دون ان
يشعر الآخرين بمراده ومن طبيعة البشر انها تميل الى من يحمل نفس الفكر والمفاهيم فترى الفتاة هي
التي تعجب به بداية ويكون الدخول بالحوار معها اسهل بكثير من ذلك الذي يدخل اليها مباشرة ،
يستغل
الموقف بارسال رسائل تكون عادية لإعطائها معلومات عن الموضوع وكيفية الرد مما يجعلها تزيد اعجاباً
ثم تكون السوالف والحديث العادي والذي يأخذ فترة طويلة لا يمل منها الصياد فهو ماهر ويعرف ما ينتقي
لذلك تراه صبورا لعله يظفر بصيد سمين في اعتقاده ،
بعد ذلك يعمل على الدخول في المحادثات الجانبية كالسؤال عن مستوى تعليمها وعن قراءاتها الجانبية مثلاً ثم
يبدأ بالإنتقال الى الامور التي يريدها بعد ان يتيقن انه قد احاط بالفتاة وانها تثق به ،
هذا النوع من الصيادين دائما ما يبحث عن الفتاة التي تكون من بلده عادة
أما كيفية العلاج فهي عامة وهو ان تكون الفتاة حريصة كل الحرص بالتعامل وتعرف كيف تتعامل مع
الجميع سواء المدافع عنها او غيره
ابن العربي
27 Oct 2006, 04:16 PM
تحكي 'س.م' قصتها مع غرفة المحادثة فقالت: أنا فتاة جامعية عمري 30 عامًا, كنت أدخل المنتديات الشرعية بهدف
الدعوة إلى الله, وكانت لديّ الرغبة أن أشارك في حوارات كنت أعتقد أنها تناقش قضايا مهمة وحساسة تهمني في
المقام الأول وتهم الدعوة مثل الفضائيات واستغلالها في الدعوة, ومشروعية الزواج عبر الإنترنت ـ وكان من بين المشاركين
شاب متفتح ذكي، شعرت بأنه أكثر ودًا نحوي من الآخرين, ومع أن المواضيع عامة إلا أن مشاركته كان لدي إحساس أنها
موجهة لي وحدي ـ ولا أدري كيف تسحرني كلماته؟ فتظل عيناي تتخطف أسطره النابضة بالإبداع والبيان الساحر ـ بينما
يتفجر في داخلي سيل
عارم من الزهو والإعجاب ـ يحطم قلبي الجليدي في دعة وسلام, ومع دفء كلماته ورهافة مشاعره وحنانه أسبح في
أحلام وردية وخيالات محلقة في سماء الوجود.
ذات مرة ذكر لرواد الساحة أنه متخصص في الشؤون النفسية ـ ساعتها شعرت أنني محتاجة إليه بشدة ـ وبغريزة الأنثى ـ
أريد أن يعالجني وحدي, فسولت لي نفسي أن أفكر في الانفراد به وإلى الأبد ـ وبدون أن أشعر طلبت منه بشيء من
الحياء ـ أن أضيفه على قائمة الحوار المباشر معي, وهكذا استدرجته إلى عالمي الخاص.
وأنا في قمة الاضطراب كالضفدعة أرتعش وحبات العرق تنهال على وجهي بغزارة ماء الحياء, وهو لأول مرة ينسكب ولعلها الأخيرة.
بدأت أعد نفسي بدهاء صاحبات يوسف ـ فما أن أشكو له من علة إلا أفكر في أخرى. وهو كالعادة لا يضن عليّ بكلمات
الثناء والحب والحنان والتشجيع وبث روح الأمل والسعادة, إنه وإن لم يكن طبيبًا نفسيًا إلا أنه موهوب ذكي لماح يعرف ما تريده الأنثى..
الدقائق أصبحت تمتد لساعات, في كل مرة كلماته كانت بمثابة البلسم الذي يشفي الجراح, فأشعر بمنتهى الراحة وأنا
أجد من يشاركني همومي وآلامي ويمنحني الأمل والتفاؤل, دائمًا يحدثني بحنان وشفقة ويتوجع ويتأوه لمعاناتي ـ ما
أعطاني شعور أمان من خلاله أبوح له بإعجابي الذي لا يوصف, ولا أجد حرجًا في مغازلته وممازحته بغلاف من التمنع
والدلال الذي يتفجر في الأنثى وهي تستعرض فتنتها وموهبتها، انقطعت خدمة الإنترنت ليومين لأسباب فنية, فجن
جنوني.. وثارت ثائرتي.. أظلمت الدنيا في عيني..
وعندما عادت الخدمة عادت لي الفرحة.. أسرعت إليه وقد وصلت علاقتي معه ما وصلت إليه.. حاولت أن أتجلد وأن أعطيه
انطباعاً زائفاً أن علاقتنا هذه يجب أن تقف في حدود معينة.. وأنا في نفسي أحاول أن أختبر مدى تعلقه بي.. قال لي: لا
أنا ولا أنت يستطيع أن ينكر احتياج كل منا إلى الآخر.. وبدأ يسألني أسئلة حارة أشعرتني بوده وإخلاص نيته..
ودون أن أدري طلبت رقم هاتفه حتى إذا تعثرت الخدمة لا سمح الله أجد طريقًا للتواصل معه.. كيف لا وهو طبيبي الذي
يشفي لوعتي وهيامي .. وما هي إلا ساعة والسماعة المحرمة بين يدي أكاد ألثم مفاتيح اللوحة الجامدة.. لقد تلاشى من داخلي كل وازع..
وتهشم كل التزام كنت أدعيه وأدعو إليه.. بدأت نفسي الأمارة بالسوء تزين لي أفعالي وتدفعني إلى الضلال بحجة أنني
أسعى لزواج من أحب بسنة الله ورسوله.. وتوالت الاتصالات عبر الهاتف.. أما آخر اتصال معه فقد امتد لساعات قلت له:
هل يمكن لعلاقتنا هذه أن تتوج بزواج؟ فأنت أكثر إنسان أنا أحس معه بالأمان؟! ضحك وقال لي بتهكم: أنا لا أشعر بالأمان.
ولا أخفيك أنني سأتزوج من فتاة أعرفها قبلك. أما أنت فصديقة وتصلحين أن تكوني عشيقة، عندها جن جنوني وشعرت
أنه يحتقرني فقلت له: أنت سافل.. قال: ربما, ولكن العين لا تعلو على الحاجب.. شعرت أنه يذلني أكثر قلت له: أنا أشرف
منك ومن... قال لي: أنت آخر من يتكلم عن الشرف!! لحظتها وقعت منهارة مغشى عليّ.. وقعت نفسيًا عليها. وجدت
نفسي في المستشفى, وعندما أفقت - أفقت على حقيقة مرة, فقد دخلت الإنترنت داعية, وتركته وأنا لا أصلح إلا
عشيقة.. ماذا جرى؟! لقد اتبعت فقه إبليس اللعين الذي باسم الدعوة أدخلني غرف الضلال, فأهملت تلاوة القرآن وأضعت
الصلاة ـ وأهملت دروسي وتدنى تحصيلي, وكم كنت واهمة ومخدوعة بالسعادة التي أنالها من حب النت.. إن غرفة
المحادثة فتنة.. احذرن منها أخواتي فلا خير يأتي منها !!
ابن العربي
27 Oct 2006, 04:18 PM
وإليكم طريقة أخرى
حيلة أخرى يتبعها بعض الصيادين ويكون هذا الصياد ذو صبر وطول بال
بل ويكون أكثر رزانة في البداية وأكثر تحكما في أداءه وتعامله ،
طبعا تكون البداية بعيدة عن التفكير بالمراد سواء من الفتاة أو غيرها فيكون هو الشهم المدافع عن تلك الفتاة حين تتعرض لهجوم او انتقاد
فيكون دخوله يبدو كأنه عفوي ويدافع عن وجهة نظرها ويبدي الأسباب المقنعة خصوصا وان هذا النوع من
الصيادين يكون ذو مقدرة على الاقناع وفن الكتابة ، ثم تتوالى المهمة على مواضيع اخرى من دون ان
يشعر الآخرين بمراده ومن طبيعة البشر انها تميل الى من يحمل نفس الفكر والمفاهيم فترى الفتاة هي
التي تعجب به بداية ويكون الدخول بالحوار معها اسهل بكثير من ذلك الذي يدخل اليها مباشرة ،
يستغل
الموقف بارسال رسائل تكون عادية لإعطائها معلومات عن الموضوع وكيفية الرد مما يجعلها تزيد اعجاباً
ثم تكون السوالف والحديث العادي والذي يأخذ فترة طويلة لا يمل منها الصياد فهو ماهر ويعرف ما ينتقي
لذلك تراه صبورا لعله يظفر بصيد سمين في اعتقاده ،
بعد ذلك يعمل على الدخول في المحادثات الجانبية كالسؤال عن مستوى تعليمها وعن قراءاتها الجانبية مثلاً ثم
يبدأ بالإنتقال الى الامور التي يريدها بعد ان يتيقن انه قد احاط بالفتاة وانها تثق به ،
هذا النوع من الصيادين دائما ما يبحث عن الفتاة التي تكون من بلده عادة
أما كيفية العلاج فهي عامة وهو ان تكون الفتاة حريصة كل الحرص بالتعامل وتعرف كيف تتعامل مع الجميع سواء المدافع عنها او غيره
ابن العربي
27 Oct 2006, 04:20 PM
..........قصة ....
رنين الهاتف يعلو شيئاً فشيئا .. والشيخ ( محمد ) يغط في سبات عميق … لم يقطعه إلا ذلك الرنين المزعج … فتح ( محمد ) عينيه .. ونظر في الساعة الموضوعة على المنضدة بجواره … فإذا بها تشير إلى الثانية والربع بعد منتصف الليل !!…
لقد كان الشيخ ( محمد ) ينتظر مكالمة مهمة .. من خارج المملكة .. وحين رن الهاتف في هذا الوقت المتأخر .. ظن أنها هي المكالمة المقصودة .. فنهض على الفور عن فراشة .. ورفع سماعة الهاتف .. وبادر قائلاً : نعم !! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
فسمع على الطرف الآخر … صوتاً أنثوياً ناعما يقول :
لو سمحت !! .. هل من الممكن أن نسهر الليلة سوياً عبر سماعة الهاتف ؟!!
فرد عليها باستغراب ودهشة قائلا : ماذا تقولين ؟!! … من أنتِ ؟!! ..
فردت عليه بصوت ناعم متكسر : أنا اسمي ( أشواق ) .. وأرغب في التعرف عليك .. وأن نكون أصدقاء وزملاء ( !!! ) .. فهل عندك مانع ؟!!
أدرك الشيخ ( محمد ) أن هذه فتاة تائهة حائرة .. لم يأتها النوم بالليل .. لأنها تعاني أزمة نفسية أو عاطفية .. فأرادت أن تهرب منها بالعبث بأرقام الهاتف !!
فقال لها : ولماذا لم تنامي حتى الآن يا أختي ؟!!
فأطلقت ضحكة مدوية وقالت : أنام بالليل ؟!!.. وهل سمعت بعاشق ينام بالليل ؟!!.. إن الليل هو نهار العاشقين !!!
فرد عليها ببرود : أرجوك : إذا أردتِ أن نستمر في الحديث .. فابتعدي عن الضحكات المجلجلة والأصوات المتكسرة .. فلست ممن يتعلق قلبه بهذه التفاهات !!
تلعثمت الفتاة قليلاً … ثم قالت : أنا آسفة … لم أكن أقصد !!
فقال لها ( محمد ) ساخراً : ومن سعيد الحظ ( !!! ) الذي وقعتِ في عشقه وغرامه ؟!!
فردت عليه قائلة : أنتَ بالطبع ( !!! )
فقال مستغرباً : أنا ؟!! .. وكيف تعلقتِ بي .. وأنتِ لا تعرفينني ولم تريني بعد ؟!!
فقالت له : لقد سمعت عنك الكثير من بعض زميلاتي في الكلية .. وقرأت لك بعض المؤلفات .. فأعجبني أسلوبها العاطفي الرقيق .. والأذن تعشق قبل العين أحيانا ( !!! )
قال لها محمد : إذن أخبريني بصراحة …كيف تقضين الليل ؟!!
فقالت له : أنا ليلياً أكلم ثلاثة أو أربعة شباب !! … أنتقل من رقم إلى رقم … ومن شاب إلى شاب عبر الهاتف .. أعاكس هذا .. وأضحك مع هذا .. وأمني هذا … وأعد هذا .. وأكذب على هذا .. وأسمع قصائد الغزل من هذا .. وأستمع إلى أغنية من هذا .. وهكذا دواليك حتى قرب الفجر !! .. وأردت الليلة أن أتصل عليك .. لأرى هل أنت مثلهم !! أم أنك تختلف عنهم ؟!! ..
فقال لها : ومع من كنتِ تتكلمين قبل أن تهاتفينني ؟!!…
سكتت قليلاً .. ثم قالت : بصراحة .. كنت أتحدث مع ( وليد ) .. إنه عشيق جديد .. وشاب وسيم أنيق !! ..
رمى لي الرقم اليوم في السوق .. فاتصلت عليه وتكلمت معه قرابة نصف الساعة !!..
فقال لها الشيخ ( محمد ) على الفور : ثم ماذا ؟!! .. هل وجدتِ لديه ما تبحثين عنه ؟!!
فقالت بنبرة جادة حزينة : بكل أسف .. لم أجد عنده ولا عند الشباب الكثيرين الذين كلمتهم عبر الهاتف أو قابلتهم وجهاً لوجه … ما أبحث عنه ؟!! .. لم أجد عندهم ما يشبع جوعي النفسي .. ويروي ظمأي الداخلي !! ..
سكتت قليلاً .. ثم تابعت : إنهم جميعا شباب مراهقون شهوانيون !! .. خونة .. كذبة .. مشاعرهم مصطنعة .. وأحاسيسهم الرقيقة ملفقة .. وعباراتهم وكلماتهم مبالغ فيها .. تخرج من طرف اللسان لا من القلب .. ألفاظهم أحلى من العسل .. وقلوبهم قلوب الذئاب المفترسة .. هدف كل واحد منهم .. أن يقضي شهوته القذرة معي .. ثم يرميني كما يرمى الحذاء البالي .. كلهم تهمهم أنفسهم فقط .. ولم أجد فيهم إلى الآن – على كثرة من هاتفت من الشباب – من يهتم بي لذاتي ولشخصي !! .. كلهم يحلفون لي بأنهم يحبونني ولا يعشقون غيري .. ولا يريدون زوجة لهم سواي !! .. وأنا أعلم أنهم في داخلهم يلعنونني ويشتمونني !! .. كلهم يمطرونني عبر السماعة بأرق الكلمات وأعذب العبارات .. ثم بعد أن يقفلوا السماعة .. يسبونني ويصفونني بأقبح الأوصاف والكلمات !! ..
إن حياتي معهم حياة خداع ووهم وتزييف !! .. كل منا يخادع الآخر .. ويوهمه بأنه يحبه !!
وهنا قال لها الشيخ ( محمد ) : ولكن أخبريني : ما دمتِ لم تجدي ضالتك المنشودة .. عند أولئك الشباب التائهين التافهين .. فهل من المعقول أن تجديها عندي ؟!! .. أنا ليس عندي كلمات غرام .. ولا عبارات هيام .. ولا أشعار غزل .. ولا رسائل معطرة !!
فقاطعته قائلة : بالعكس .. أشعر – ومثلي كثير من الفتيات – أن ما نبحث عنه .. هو موجود لدى الصالحين أمثالك ؟!! .. إننا نبحث عن العطاء والوفاء .. نبحث عن الأمان .. نطلب الدفء والحنان .. نبحث عن الكلمة الصادقة التي تخرج من القلب لتصل إلى أعماق قلوبنا .. نبحث عمن يهتم بنا ويراعي مشاعرنا .. دون أن يقصد من وراء ذلك .. هدفاً شهوانياً خسيساً .. نبحث عمن يكون لنا أخاً رحيما .. وأباً حنونا .. وزوجاً صالحا !!
إننا باختصار نبحث عن السعادة الحقيقية في هذه الدنيا !! .. نبحث عن معنى الراحة النفسية .. نبحث عن الصفاء .. عن الوفاء .. عن البذل والعطاء !!
فقال لها ( محمد ) والدموع تحتبس في عينيه حزناً على هذه الفتاة التائهة الحائرة : يبدو أنكِ تعانين أزمة نفسية .. وفراغاً روحياً .. وتشتكين هماً وضيقاً داخلياً مريرا .. وحيرة وتيهاً وتخبطا .. وتواجهين مأساة عائلية .. وتفككاً أسريا !!
فقالت له : أنت أول شخص .. يفهم نفسيتي ويدرك ما أعانيه من داخلي !!
فقال لها : إذن حدثيني عنك وعن أسرتك قليلا .. لتتضح الصورة عندي أكثر …
فقالت الفتاة : أنا أبلغ من العمر عشرين عاما .. وأسكن مع عائلتي المكونة من أبي وأمي .. وثلاثة أخوة وثلاث أخوات .. واخوتي وأخواتي جميعهم تزوجوا إلا أنا وأخي الذي يكبرني بعامين .. وأنا أدرس في كلية ( ….. )
فقال لها : وماذا عن أمك ؟ وماذا عن أبيك ؟
فقالت : أبي رجل غني مقتدر ماليا .. أكثر وقته مشغول عنا .. بأعماله التجارية … وهو يخرج من الصباح .. ولا أراه إلا قليلا في المساء .. وقلما يجلس معنا .. والبيت عنده مجرد أكل وشرب ونوم فقط …
ومنذ أن بلغت .. لم أذكر أنني جلست مع أبي لوحدنا .. أو أنه زارني في غرفتي .. مع أنني في هذه السن الخطيرة في أشد الحاجة إلى حنانه وعطفه .. آه !! كم أتمنى أن أجلس في حضنه .. وأرتمي على صدره .. ثم أبكي وأبكي وأبكي !!! لتستريح نفسي ويهدأ قلبي !!!
وهنا أجهشت الفتاة بالبكاء … ولم يملك ( محمد ) نفسه … فشاركها بدموعه الحزينة .
*****
بعد أن هدأت الفتاة .. واصلت حديثها قائلة :
لقد حاولت أن أقترب منه كثيرا .. ولكنه كان يبتعد عني .. بل إنني في ذات مرة .. جلست بجواره واقتربت منه .. ليضمني إلى صدره .. وقلت له :
أبي محتاجة إليك يا أبي … فلا تتركني أضيع …
فعاتبني قائلا : لقد وفرت لكِ كل ما تتمناه أي فتاة في الدنيا !! .. فأنتِ لديك أحسن أكل وشرب ولباس … وأرقى وسائل الترفيه الحديثة .. فما الذي ينقصك ؟!!..
سكتُّ قليلا .. وتخيلت حينها أنني أصرخ بأعلى صوتي قائلة : أبي : أنا لا أريد منك طعاماً ولا شرابا ولا لباسا .. ولا ترفاً ولا ترفيها .. إنني أريد منك حنانا .. أريد منك أمانا … أريد صدراً حنونا .. أريد قلباً رحيما .. فلا تضيعني يا أبي !!
ولما أفقت من تخيلاتي .. وجدت أبي قد قام عني .. وذهب لتناول طعام الغداء …
وهنا قال لها ( محمد ) هوني عليك .. فلعل أباكِ نشأ منذ صغره .. محروما من الحنان والعواطف الرقيقة .. وتعلمين أن فاقد الشيء لا يعطيه !! .. ولكن ماذا عن أمك ؟ أكيد أنها حنونة رحيمة ؟ فإن الأنثى بطبعها رقيقة مرهفة الحس ..
قالت الفتاة : أمي أهون من أبي قليلا .. ولكنها بكل أسف .. تظن الحياة أكلا وشربا ولبسا وزيارات فقط .. لا يعجبها شيء من تصرفاتي .. وليس لديها إلا إصدار الأوامر بقسوة .. والويل كل الويل لي .. إن خالفت شيئا من أوامرها ..و( قاموس شتائمها ) أصبح محفوظاً عندي .. لقد تخلت عن كل شيء في البيت ووضعته على كاهلي وعلى كاهل الخادمة .. وليت الأمر وقف عند هذا .. بل إنها لا يكاد يرضيها شيء .. ولا هم لها إلا تصيد العيوب والأخطاء .. ودائما تعيرني بزميلاتي وبنات الجيران .. الناجحات في دراستهن .. أو الماهرات في الطبخ وأعمال البيت .. وأغلب وقتها تقضيه في النوم .. أو زيارة الجيران وبعض الأقارب .. أو مشاهدة التلفاز … ولا أذكر منذ سنين .. أنها ضمتني مرة إلى صدرها .. أو فتحت لي قلبها …
قال لها ( محمد ) وكيف هي العلاقة بين أبيك وأمك ؟
فقالت الفتاة : أحس وكأن كلا منهما لا يبالي بالآخر .. وكل منهما يعيش في عالم مختلف .. وكأن بيتنا مجرد فندق ( !!! ) .. نجتمع فيه للأكل والشرب والنوم فقط ….
حاول محمد أن يعتذر لأمها قائلا : على كل حال .. هي أمك التي ربتك .. ولعلها هي الأخرى تعاني من مشكلة مع أبيك .. فانعكس ذلك على تعاملها معك … فالتمسي لها العذر .. ولكن هل حاولتِ أن تفتحي لها قلبك وتقفي إلى جانبها ؟ فهي بالتأكيد مثلك …. تمر بأزمة داخلية نفسية ؟ !!!
فقالت الفتاة مستغربة : أنا أفتح لها صدري … وهل فتحت هي لي قلبها ؟ … إنها هي الأم ولست أنا .. إنها وبكل أسف .. قد جعلت بيني وبينها – بمعاملتها السيئة لي – جداراً وحاجزاً لا يمكن اختراقه !!
فقال لها ( محمد ) ولماذا تنتظرين أن تبادر هي .. إلى تحطيم ذلك الجدار ؟!! .. لماذا لا تكونين أنتِ المبادرة ؟!!… لماذا لا تحاولين الاقتراب منها أكثر ؟!!
فقالت : لقد حاولت ذلك .. واقتربت منها ذات مرة .. وارتميت في حضنها .. وأخذت أبكي وأبكي .. وهي تنظر إلي باستغراب !! .. وقلت لها :
أماه : أنا محطمة من داخلي … إنني أنزف من أعماقي !! .. قفي معي .. ولا تتركيني وحدي … إنني أحتاجك أكثر من أي وقت مضى … !!
فنظرت إلي مندهشة !!.. ووضعت يدها على رأسي تتحسس حرارتي … ثم قالت :
ما هذا الكلام الذي تقولينه ؟! … إما أنكِ مريضة !! .. وقد أثر المرض على تفكيرك .. وإما أنكِ تتظاهرين بالمرض .. لأعفيكِ من بعض أعمال المنزل .. وهذا مستحيل جداً … ثم قامت عني ورفعت سماعة التليفون .. تحادث إحدى جاراتها .. فتركتها وعدت إلى غرفتي .. أبكي دماً في داخلي قبل أن أبكي دموعاً !!..
ثم انخرطت الفتاة في بكاء مرير !!
حاول ( محمد ) أن يغير مجرى الحديث فسألها : وما دور أخواتك وأخوتك الآخرين ؟
فقالت : إنه دور سلبي للغاية !! .. فالإخوان والأخوات المتزوجات .. كل منهم مشغول بنفسه .. وإذا تحدثت معهم عن مأساتي .. سمعت منهم الجواب المعهود :
وماذا ينقصك ؟ احمدي ربك على الحياة المترفة … التي تعيشين فيها …
وأما أخي غير المتزوج … فهو مثلي حائر تائه .. أغلب وقته يقضيه خارج المنزل .. مع شلل السوء ورفقاء الفساد .. يتسكع في الأسواق وعلى الأرصفة !!
أراد الشيخ ( محمد ) أن يستكشف شيئاً من خبايا نفسية تلك الفتاة … فسألها :
إن من طلب شيئاً بحث عنه وسعى إلى تحصيله … وما دمت تطلبين السعادة والأمان .. الذي يسد جوعك النفسي .. فهل بحثتِ عن هذه السعادة ؟؟
فقالت الفتاة بنبرة جادة : لقد بحثت عن السعادة … في كل شيء .. فما وجدتها !!!
لقد كنت ألبس أفخر الملابس وأفخمها … من أرقى بيوت الأزياء العالمية .. ظناً مني أن السعادة حين تشير إلى ملابسي فلانة .. أو تمدحها وتثني عليها فلانة … أو تتابعني نظرات الإعجاب من فلانة … ولكنني سرعان ما اكتشفت الحقيقة الأليمة …. إنها سعادة زائفة وهمية .. لا تبقى إلا ساعة بل أقل … ثم يصبح ذلك الفستان الجديد الذي كنت أظن السعادة فيه … مثل سائر ملابسي القديمة .. ويعود الهم والضيق والمرارة إلى نفسي … وأشعر بالفراغ والوحدة تحاصرني من كل جانب .. ولو كان حولي مئات الزميلات والصديقات !!
ظننت السعادة في الرحلات والسفرات .. والتنقل من بلد لآخر .. ومن شاطئ لآخر .. ومن فندق لفندق .. فكنت أسافر مع والدي وعائلتي .. لنطوف العالم في الإجازات .. ولكني كنت أعود من كل رحلة .. وقد ازداد همي وضيقي .. وازدادت الوحشة التي أشعر بها تجتاح كياني …..
وظننت السعادة في الغناء والموسيقى … فكنت أشتري أغلب ألبومات الأغاني العربية والغربية التي تنزل إلى الأسواق … فور نزولها .. وأقضي الساعات الطوال في غرفتي … في سماعها والرقص على أنغامها … طمعاً في تذوق معنى السعادة الحقيقية .. ورغبة في إشباع الجوع النفسي الذي أشعر به .. وظناً مني أن السعادة في الغناء والرقص والتمايل مع الأنغام … ولكنني اكتشفت أنها سعادة وهمية … لا تمكث إلا دقائق معدودة أثناء الأغنية … ثم بعد الانتهاء منها .. يزداد همي .. وتشتعل نار غريبة في داخلي .. وتنقبض نفسي أكثر وأكثر .. فعمدت إلى كل تلك الأشرطة فأحرقتها بالنار .. عسى أن تطفئ النار التي بداخلي …
وظننت أن السعادة في مشاهدة المسلسلات والأفلام والتنقل بين الفضائيات .. فعكفت على أكثر من ثلاثين قناة .. أتنقل بينها طوال يومي .. وكنت أركز على المسلسلات والأفلام الكوميدية المضحكة .. ظناً مني أن السعادة هي في الضحك والفرفشة والمرح …
وبالفعل كنت أضحك كثيراً وأنا اشاهدها … وأنتقل من قناة لأخرى … لكنني في الحقيقة … كنت وأنا أضحك بفمي .. أنزف وأتألم من أعماق قلبي … وكلما ازددت ضحكاً وفرفشة .. ازداد النزيف الروحي …
وتعمقت الجراح في داخلي … وحاصرتني الهموم والآلام النفسية ….
وسمعت من بعض الزميلات .. أن السعادة في أن ارتبط مع شاب وسيم أنيق .. يبادلني كلمات الغرام .. ويبثني عبارات العشق والهيام .. ويتغزل بمحاسني كل ليلة عبر الهاتف … وسلكت هذا الطريق .. وأخذت أتنقل من شاب لآخر .. بحثاً عن السعادة والراحة النفسية … ومع ذلك لم أشعر بطعم السعادة الحقيقية .. بل بالعكس .. مع انتهاء كل مقابلة أو مكالمة هاتفية .. أشعر بالقلق والاضطراب يسيطر على روحي … وأشعر بنار المعصية تشتعل في داخلي .. وأدخل في دوامة من التفكير المضني والشرود الدائم … وأشعر بالخوف من المستقبل المجهول .. يملأ علي كياني .. فكأنني في حقيقة الأمر .. هربت من جحيم إلى جحيم أبشع منه وأشنع ..
سكتت الفتاة قليلا .. ثم تابعت قائلة :
ولذلك لابد أن تفهموا وتعرفوا .. نفسية ودوافع أولئك الفتيات .. اللاتي ترونهن في الأسواق .. وهن يستعرضن بملابسهن المثيرة .. ويغازلن ويعاكسن ويتضاحكن بصوت مرتفع .. ويعرضن لحومهن ومحاسنهن ومفاتنهن .. للذئاب الجائعة العاوية من الشباب التافهين … إنهن في الحقيقة ضحايا ولسن بمجرمات ..إنهن في الحقيقة مقتولات لا قاتلات .. إنهن ضحايا الظلم العائلي .. إنهن حصاد القسوة والإهمال العاطفي من الوالدين .. إنهن نتائج التفكك الأسري والجفاف الإيماني .. إن كل واحدة منهن … تحمل في داخلها مأساة مؤلمة دامية .. هي التي دفعتها إلى مثل هذه التصرفات الحمقاء .. وهي التي قادتها إلى أن تعرض نفسها .. على الذئاب المفترسة التي تملأ الأسواق والشوارع … وإن الغريزة الشهوانية الجنسية .. لا يمكن أن تكون لوحدها … هي الدافع للفتاة المسلمة .. لكي تعرض لحمها وجسدها في الأسواق .. وتبتذل وتهين نفسها بالتقاط رقم فلان .. وتبيع كرامتها بالركوب في السيارة مع فلان .. وتهدر شرفها بالخلود مع فلان ….
فبادرها ( محمد ) قائلا : ولكن يبرز هنا سؤال مهم جدا ، وهو : هل مرورها بأزمة نفسية .. ومأساة عائلية .. يبرر لها ويسوغ لها أن تعصي ربها تعالى .. وتبيع عفافها .. وتتخلى عن شرفها وطهرها .. وتعرض نفسها لشياطين الإنس .. هل هذا هو الحل المناسب لمشكلتها ومأساتها ؟؟ هل هذا سيغير من واقعها المرير المؤلم شيئا ؟؟
فأجابت الفتاة : أنا أعترف بأنه لن يغير شيئا من واقعها المرير المؤلم .. بل سيزيد الأمر سوءاً ومرارة .. وليس مقصودي الدفاع عن أولئك الفتيات .. إنما مقصودي : إذا رأيتموهن فارحموهن وأشفقوا عليهن .. وادعوا لهن بالهداية ووجهوهن .. فإنهن تائهات حائرات … يحسبن أن هذا هو الطريق الموصل للسعادة التي يبحثن عنها ….
سكتت الفتاة قليلا … ثم تابعت قائلة : لقد أصبحت أشك .. هل هناك سعادة حقيقية في هذه الدنيا ؟!! .. وإذا كانت موجودة بالفعل .. فأين هي ؟!!.. وما هو الطريق الموصل إليها .. فقد مللت من هذه الحياة الرتيبة الكئيبة …
فقال لها الشيخ ( محمد ) : أختاه … لقد أخطأتِ طريق السعادة .. ولقد سلكتِ سبيلا غير سبيلها … فاسمعي مني .. لتعرفي طريق السعادة الحقة !! ….
*****
إن السعادة الحقيقية أن تلجأي إلى الله تعالى .. وتتضرعي له .. وتنكسري بين يديه .. وتقومي لمناجاته في ظلام الليل .. ليطرد عنك الهموم والغموم .. ويداوي جراحك .. ويفيض على قلبك السكينة والانشراح …
أختاه : إذا أردتِ السعادة فاقرعي أبواب السماء بالليل والنهار .. بدلا من قرع أرقام الهاتف .. على أولئك الشباب التافهين الغافلين الضائعين ..
صدقيني يا أختاه .. إن الناس كلهم لن يفهموك .. ولن يقدروا ظروفك .. ولن يفهموا أحاسيسك .. وحين تلجأين إليهم .. فمنهم من يشمت بك .. أو يسخر من أفكارك .. ومنهم من يحاول استغلالك لأغراضه ومآربه الشخصية الخسيسة .. ومنهم من يرغب في مساعدتك .. ولكنه لا يملك لكِ نفعاً ولا ضرا …
أختاه : إنكِ لن تجدي دواءً لمرضك النفسي .. لعطشك وجوعك الداخلي .. إلا بالبكاء بين يدي الله تعالى .. ولن تشعري بالسكينة والطمأنينة والراحة .. إلا وأنتِ واقفة بين يديه .. تناجينه وتسكبين عبراتك الساخنة .. وتطلقين زفراتك المحترقة .. على أيام الغفلة الماضية …
قالت الفتاة .. والعبرة تخنقها : لقد فكرت في ذلك كثيرا … ولكن الخجل من الله .. والحياء من ذنوبي وتقصيري يمنعني من ذلك .. إذ كيف ألجأ إلى الله وأطلب منه المعونة والتيسير .. وأنا مقصرة في طاعته .. مبارزة له بالذنوب والمعاصي …
فقال لها ( محمد ) : سبحان الله …يا أختاه : إن الناس إذا أغضبهم شخص وخالف أمرهم … غضبوا عليه ولم يسامحوه .. وأعرضوا عنه ولم يقفوا معه في الشدائد والنكبات … ولكن الله لا يغلق أبوابه في وجه أحد من عباده .. ولو كان من أكبر العصاة وأعتاهم .. بل متى تاب المرء وأناب … فتح له أبواب رحمته .. وتلقاه بالمغفرة والعفو .. بل حتى إذا لم يتب إليه … فإنه جل وعلا يمهله ولا يعاجله بالعقوبة … بل ويناديه ويرغبه في التوبة والإنابة … أما علمت أن الله تعالى يقول في الحديث القدسي : « إني والجن والإنس في نبأ عظيم .. أتحبب إليهم بنعمتي وأنا الغني عنهم ، ويتبغضون إلي بالمعاصي وهم الفقراء إلي !! من أقبل منهم إلي تلقيته من بعيد ، ومن أعرض عني منهم ناديته من قريب ، أهل معصيتي لا أقنطهم من رحمتي ، إن تابوا إلي فأنا حبيبهم ، فإني أحب التوابين والمتطهرين ، وإن تباعدوا عني فأنا طبيبهم ، أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من الذنوب والمعايب ، رحمتي سبقت غضبي ، وحلمي سبق مؤاخذتي ، وعفوي سبق عقوبتي ، وأنا أرحم بعبادي من الوالدة بولدها »
وما كاد ( محمد ) ينتهي من ذلك الحديث القدسي … حتى انفجرت الفتاة بالبكاء .. وهي تردد : ما أحلم الله عنا … ما أرحم الله بنا ….
بعد أن هدأت الفتاة .. واصل الشيخ ( محمد ) حديثه قائلا :
أختاه : إنني مثلك أبحث عن السعادة الحقيقية في هذه الدنيا .. ولقد وجدتها أخيرا .. وجدتها في طاعة الله … في الحياة مع الله وفي ظل مرضاته .. وجدتها في التوبة والأوبة .. وجدتها في الإستغفار من الحوبة … وجدتها في دموع الأسحار .. وجدتها في مصاحبة الصالحين الأبرار … وجدتها في بكاء التائبين .. وجدتها في أنين المذنبين .. وجدتها في استغفار العاصين .. وجدتها في تسبيح المستغفرين .. وجدتها في الخشوع والركوع .. وجدتها في الانكسار لله والخضوع .. وجدتها في البكاء من خشية الله والدموع .. وجدتها في الصيام والقيام .. وجدتها في امتثال شرع الملك العلام .. وجدتها في تلاوة القرآن … وجدتها في هجر
المسلسلات والألحان …
أختاه : لقد بحثت عن الحب الحقيقي الصادق .. فوجدت أن الناس إذا احبوا أخذوا .. وإذا منحوا طلبوا .. وإذا أعطوا سلبوا .. ولكن الله تعالى .. إذا أحب عبده أعطاه بغير حساب .. وإذا أطيع جازى وأثاب ..
أيتها الغالية : إن الناس لا يمكن أن يمنحونا ما نبحث عنه من صدق وأمان .. وما نطلبه من رقة وحنان .. ونتعطش إليه من دفء وسلوان .. لأن كل منهم مشغول بنفسه .. مهتم بذاته .. ثم إن أكثرهم محروم من هذه المشاعر السامية والعواطف النبيلة .. ولا يعرف معناها فضلا عن أن يتذوق طعمها .. ومن كان هذا حاله .. فهو عاجز عن منحها للآخرين .. لأن فاقد الشيء لا يعطيه كما هو معروف …
أختاه : لن تجدي أحدا يمنحك ما تبحثين عنه .. إلا ربك ومولاك .. فإن الناس يغلقون أبوابهم .. وبابه سبحانه مفتوح للسائلين .. وهو باسط يده بالليل والنهار .. ينادي عباده : تعالوا إلي ؟ هلموا إلى طاعتي .. لأقضي حاجتكم .. وأمنحكم الأمان والراحة والحنان .. كما قال تعالى : { وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون }
أختاه : إن السعادة الحقيقية .. لا تكون إلا بالحياة مع الله .. والعيش في كنفه سبحانه وتعالى .. لأن في النفس البشرية عامة .. ظمأ وعطشاً داخلياً .. لا يرويه عطف الوالدين .. ولا يسده حنان الإخوة والأقارب .. ولا يشبعه حب الأزواج وغرامهم وعواطفهم الرقيقة .. ولا تملأه مودة الزميلات والصديقات .. فكل ما تقدم يروي بعض الظمأ .. ويسقي بعض العطش .. لأن كل إنسان مشغول بظمأ نفسه .. فهو بالتالي أعجز عن أن يحقق الري الكامل لغيره .. ولكن الري الكامل والشبع التام لا يكون إلا باللجوء إلى الله تعالى .. والعيش في ظل طاعته .. والحياة تحت أوامره .. والسير في طريق هدايته ونوره .. فحينها تشعرين بالسعادة التامة .. وتتذوقين معنى الحب الحقيقي .. وتحسين بمذاق اللذة الصافية .. الخالية من المنغصات والمكدرات .. فهلا جربتِ هذا الطريق ولو مرة واحدة .. وحينها ستشعرين بالفرق العظيم … وسترين النتيجة بنفسك …
فأجابت الفتاة … ودموع التوبة تنهمر من عينيها : نعم .. هذا والله هو الطريق !! وهذا هو ما كنت أبحث عنه .. وكم تمنيت أنني سمعت هذا الكلام .. منذ سنين بعيدة .. ليوقظني من غفلتي .. وينتشلني من تيهي وحيرتي .. ويلهمني طريق الصواب والرشد …
فبادرها ( محمد ) قائلا .. إذن فلنبدأ الطريق .. من هذه اللحظة .. وهاهو الفجر ظهر وبزغ .. وهاهي خيوط الفجر المتألقة تتسرب إلى الكون قليلاً قليلا .. وهاهي أصوات المؤذنين تتعالى في كل مكان .. تهتف بالقلوب الحائرة والنفوس التائهة .. أن تعود إلى ربها ومولاها .. وهاهي نسمات الفجر الدافئة الرقيقة .. تناديك أن عودي إلى ربك .. عودي إلى مولاك .. فأسرعي وابدئي صفحة جديدة من عمرك … وليكن هذا الفجر هو يوم ميلادك الجديد .. وليكن أول ما تبدئين به حياتك الجديدة .. ركعتان تقفين بهما بين يدي الله تعالى .. وتسكبين فيها العبرات .. وتطلقين فيها الزفرات والآهات .. على المعاصي والذنوب السالفات ..
وأرجوا أن تهاتفيني بعد أسبوعين من الآن … لنرى هل وجدت طعم السعادة الحقيقية أم لا ؟
ثم أغلق ( محمد ) السماعة … وأنهى المكالمة …
بعد أسبوعين .. وفي الموعد المحدد .. اتصلت الفتاة بـ ( محمد ) .. ونبرات صوتها تطفح بالبشر والسرور .. وحروف كلماتها تكاد تقفز فرحاً وحبورا .. ثم بادرت قائلة :
وأخيراً .. وجدت طعم السعادة الحقيقية .. وأخيراً وصلت إلى شاطئ الأمان الذي أبحرت بحثاً عنه .. وأخيرا شعرت بمعنى الراحة والهدوء النفسي .. وأخيراً شربت من ماء السكينة والطمأنينة القلبية الذي كنت أتعطش إليه … وأخيراً غسلت روحي بماء الدموع العذب الزلال .. فغدت نفسي محلقة في الملكوت الأعلى .. وأخيرا داويت قلبي الجريح .. ببلسم التوبة الصادقة فكان الشفاء على الفور … لقد أيقنت فعلا .. أنه لا سعادة إلا في طاعة الله وامتثال أوامره .. وما عدا ذلك فهو سراب خادع .. ووهم زائف .. سرعان ما ينكشف ويزول …
وإني أطلب منك يا شيخ طلباً بسيطا … وهو أن تنشر قصتي هذه كاملة .. فكثير من الفتيات تائهات حائرات مثلي … ولعل الله أن يهديهن بها طريق الرشاد …
فقال لها الشيخ ( محمد ) عسى أن تري ذلك قريبا ................
منقول
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir