الخاص
02 Nov 2006, 08:57 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين أما بعد :
فإن من المظاهر المرضية التي بدأت تظهر في الآونة الأخيرة ..بشكل أكبر وأكثر من ذي قبل ، ظاهرة ظلم المرأة ، ولقد أصبحنا نسمع ونرى مواقف غريبة ، وأحداث عجيبة يمارسها الرجال مع نسائهم ومحارمهم سواء كن أمهات أو بنات أو أخوات أو زوجات .
لذا كان هذا الملف الذي يتحدث عن الموضوع - أحسبه مهما للغاية- لما سنذكره بإذن الله تعالى من أسباب دعت للحديث عنه ، والكتابة فيه .
أولاً : تنبيهات
قبل أن نبدأ حديثنا في هذا الموضوع لابد أن أنبه على عدة نقاط :
1- لا يعني الحديث عن هذا الموضوع أنه شائع ومنتشر في كافة طبقات المجتمع ، بل الغالب - ولله الحمد - انتشار العدل مع المرأة وحسن التعامل معها .
2- الحديث عن هذا الموضوع من باب الوقاية لمن لم يقع فيه على حد قول القائل :
عرفت الشر لا للشر ولكن لتوقيه ومن لا يعرف الشر يقع فيه
3- الكلام عن هذا الموضوع لتصحيح بعض المفاهيم المغلوطة ، والتي أنشأها الإعلام بكافة وسائله ، وشبهات الأعداء التي حرصت على ترسيخ بعض المفاهيم الخاطئة .
ثانياً : أسباب اختيار الموضوع
أولاً : تفاقم الوضع حيث بدأت تظهر صور من ظلم المرأة في المجتمع ، كمنعها من الميراث في بعض المناطق ، أو غصب مالها إن كانت موظفة ، أو نحو ذلك من الصور والتي تستدعي علاجها ووضع الحلول المناسبة لها .
ثانياً : عدم وجود دراسة متكاملة تلم شعث هذا الموضوع .
ثالثاً : من أهم أسباب اختياري لهذا الموضوع هو أن أهل الفساد استغلوا هذه الظاهرة - ظاهرة ظلم المرأة - لتحقيق أهدافهم ، والدق عليها دقاً عظيماً لنيل مآربهم ، وسأنقل ما يؤكد أن من العوامل الرئيسة لتحرير المرأة هو انتشار هذه الظاهرة في تلك المجتمعات وعدم وجود المقاومة المتكاملة لها :
* التجربة الأولى : في مصر
قال الأستاذ محمد قطب : ( استفاد أعداء الإسلام فائدة عظمى من الوضع الجاهلي الذي كان يسود المجتمع الإسلامي تجاه المرأة وتعليمها فأثاروها قضية ودقوا دقاً عنيفاً على الأوضاع الظالمة لينفذوا منها إلى ما يريدون ولسنا الآن في مجال تحديد المسئوليات، إنما نحن نتابع خطى التاريخ. وإلا فقد كان المسلمون على خطأ بين، وظلم بين للمرأة حين منعوا تعليمها، كما أمرهم رسول الله r أن يعلموها، وحين أهانوها وحقروها في الأمر ذاته الذي كرمها الله به ورفعها، وهو الأمومة وتنشئة الأجيال. (( وَوَصَّيْنَا الإنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ)) (لقمان:14) .
ولكن الذين استغلوا هذا الوضع ليطلقوا دعوتهم لم يكن همهم الحقيقي رفع الظلم عن المرأة،إنما كان رائدهم الأول هو تحطيم الإسلام، وإخراج المرأة فتنة متبرجة في الطريق لإفساد المجتمع الإسلامي.. ولم تكن الفوضى الخلقية التي عمت المجتمع فيما بعد مفاجئة لهم، ولا شيئاً مستنكراً من جانبهم يشعرهم بالندم على ما قدمت أيديهم.. بل كانت شيئاً محسوباً ومتوقعاً ومرغوباً بالنسبة إليهم، وقد كانوا يرون تجربة الغرب ماثلة أمام أعينهم، ويعرفون ما يؤول إليه الأمر في المجتمع المسلم حين يتجه الوجهة ذاتها، ويسير على الخطوات ذاتها.
ولا ينفي هذا بطبيعة الحال وجود مخدوعين مستغفلين يتلقفون الدعوة بإخلاص.. ولكنه إخلاص لا ينفي الغفلة! وهم بغفلتهم- أدوات معينة للشياطين، يستغلون موقفهم لتقوية دعوتهم، لأن الناس ترى إخلاصهم فتظن أنهم على خير فيتبعونهم، فيتم ما أراد الشياطين!
وقد كان هناك بديل ثالث للمصلح المخلص، الذي يريد الله ورسوله، ويريد تصحيح الأوضاع في المجتمع المنحرف، ورفع الظلم عن المظلومين، وهو الدعوة - والجهاد- لإعادة المجتمع الإسلامي إلى صورته الصحيحة التي ينبغي أن يكون عليها. ولكن أحداً من المصلحين، القائمين يومئذ لم يدع إلى ذلك البديل الثالث.
وظل الخيار المعروض دائماً هو إما الإبقاء على الأوضاع السيئة المتخلفة الجامدة الظالمة، وإما محو الإسلام ونبذه والانسلاخ منه، والاتجاه إلى أوروبا من أجل التقدم والتحضر والرقي.. بل إنه حين جاءت الدعوة إلى البديل الثالث في موعدها المقدور عند الله، وجدت أبشع الاضطهاد والتنكيل من الحكام، ووجدت الإعراض العنيف والمعارضة من المصلحين! مما يكشف عن الاتجاه الحقيقي لحركات [الإصلاح] التي قيمت في المجتمع الإسلامي، وأن هدفها لم يكن الإصلاح حقاً، بقدر ما كان لو تحطيم الإسلام أولا.. وليكن بعد ذلك ما يكون!) [1] (http://www.islamlight.net/dolm/index2.htm#_ftn1).
* التجربة الثانية : في سوريا
يقول الأستاذ علي الطنطاوي - رحمه الله - (قاسم أمين لم يأت بكتابه (تحرير المرأة ) ابتداءً ، بل سبقه إلى أكثر ما فيه مرقص فهمي القبطي ، وأشار إليه اللورد كرومر على أنه من أماني الإنكليز . فالحركة أجنبية ، ولكن أعان عليها . أن المرأة كانت يومئذ على حال من القهر والظلم لا يرضى بها الإسلام ،ولا تشبه وضع المرأة في الإسلام ولو أن علماء المسلمين دعوا إلى ( تحريرها ) باسم الإسلام ، وضربوا لها المثل الكامل بالمرأة المسلمة ، لما تركوا لقاسم أمين ، ولا لغيره مجالا ً لمقال ، ولكن سكتوا وكأنهم رضوا ، فبرز أولئك فتكلموا وأنكروا ، وقالوا بتحريرها باسم الغرب ، وجعلوا قدوتها المرأة الغربية ، فجروا علينا هذا البلاء كله ، ولكن علماء المسلمين بسكوتهم يحملون قسطاً من هذه التبعة .. دعوني أقل لكم كلمة الحق ، فإن الساكت عن الحق شيطان أخرس . إن المرأة في جهات كثير ة من المملكة ، قريب وضعها من وضع المرأة المصرية يوم ألف قاسم أمين كتاب (تحرير المرأة) فلا يدع العلماء مجالاً لقاسم جديد .هذا الخطر لا يحارب بالأسلوب السلبي ، بطريقة الرفض والإبقاء على القديم [2] (http://www.islamlight.net/dolm/index2.htm#_ftn2).
[1] (http://www.islamlight.net/dolm/index2.htm#_ftnref1) واقعنا المعاصر ص 261 .
[2] (http://www.islamlight.net/dolm/index2.htm#_ftnref2) فصول إسلامية (96-97) .
تحيا:0:تي
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين أما بعد :
فإن من المظاهر المرضية التي بدأت تظهر في الآونة الأخيرة ..بشكل أكبر وأكثر من ذي قبل ، ظاهرة ظلم المرأة ، ولقد أصبحنا نسمع ونرى مواقف غريبة ، وأحداث عجيبة يمارسها الرجال مع نسائهم ومحارمهم سواء كن أمهات أو بنات أو أخوات أو زوجات .
لذا كان هذا الملف الذي يتحدث عن الموضوع - أحسبه مهما للغاية- لما سنذكره بإذن الله تعالى من أسباب دعت للحديث عنه ، والكتابة فيه .
أولاً : تنبيهات
قبل أن نبدأ حديثنا في هذا الموضوع لابد أن أنبه على عدة نقاط :
1- لا يعني الحديث عن هذا الموضوع أنه شائع ومنتشر في كافة طبقات المجتمع ، بل الغالب - ولله الحمد - انتشار العدل مع المرأة وحسن التعامل معها .
2- الحديث عن هذا الموضوع من باب الوقاية لمن لم يقع فيه على حد قول القائل :
عرفت الشر لا للشر ولكن لتوقيه ومن لا يعرف الشر يقع فيه
3- الكلام عن هذا الموضوع لتصحيح بعض المفاهيم المغلوطة ، والتي أنشأها الإعلام بكافة وسائله ، وشبهات الأعداء التي حرصت على ترسيخ بعض المفاهيم الخاطئة .
ثانياً : أسباب اختيار الموضوع
أولاً : تفاقم الوضع حيث بدأت تظهر صور من ظلم المرأة في المجتمع ، كمنعها من الميراث في بعض المناطق ، أو غصب مالها إن كانت موظفة ، أو نحو ذلك من الصور والتي تستدعي علاجها ووضع الحلول المناسبة لها .
ثانياً : عدم وجود دراسة متكاملة تلم شعث هذا الموضوع .
ثالثاً : من أهم أسباب اختياري لهذا الموضوع هو أن أهل الفساد استغلوا هذه الظاهرة - ظاهرة ظلم المرأة - لتحقيق أهدافهم ، والدق عليها دقاً عظيماً لنيل مآربهم ، وسأنقل ما يؤكد أن من العوامل الرئيسة لتحرير المرأة هو انتشار هذه الظاهرة في تلك المجتمعات وعدم وجود المقاومة المتكاملة لها :
* التجربة الأولى : في مصر
قال الأستاذ محمد قطب : ( استفاد أعداء الإسلام فائدة عظمى من الوضع الجاهلي الذي كان يسود المجتمع الإسلامي تجاه المرأة وتعليمها فأثاروها قضية ودقوا دقاً عنيفاً على الأوضاع الظالمة لينفذوا منها إلى ما يريدون ولسنا الآن في مجال تحديد المسئوليات، إنما نحن نتابع خطى التاريخ. وإلا فقد كان المسلمون على خطأ بين، وظلم بين للمرأة حين منعوا تعليمها، كما أمرهم رسول الله r أن يعلموها، وحين أهانوها وحقروها في الأمر ذاته الذي كرمها الله به ورفعها، وهو الأمومة وتنشئة الأجيال. (( وَوَصَّيْنَا الإنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ)) (لقمان:14) .
ولكن الذين استغلوا هذا الوضع ليطلقوا دعوتهم لم يكن همهم الحقيقي رفع الظلم عن المرأة،إنما كان رائدهم الأول هو تحطيم الإسلام، وإخراج المرأة فتنة متبرجة في الطريق لإفساد المجتمع الإسلامي.. ولم تكن الفوضى الخلقية التي عمت المجتمع فيما بعد مفاجئة لهم، ولا شيئاً مستنكراً من جانبهم يشعرهم بالندم على ما قدمت أيديهم.. بل كانت شيئاً محسوباً ومتوقعاً ومرغوباً بالنسبة إليهم، وقد كانوا يرون تجربة الغرب ماثلة أمام أعينهم، ويعرفون ما يؤول إليه الأمر في المجتمع المسلم حين يتجه الوجهة ذاتها، ويسير على الخطوات ذاتها.
ولا ينفي هذا بطبيعة الحال وجود مخدوعين مستغفلين يتلقفون الدعوة بإخلاص.. ولكنه إخلاص لا ينفي الغفلة! وهم بغفلتهم- أدوات معينة للشياطين، يستغلون موقفهم لتقوية دعوتهم، لأن الناس ترى إخلاصهم فتظن أنهم على خير فيتبعونهم، فيتم ما أراد الشياطين!
وقد كان هناك بديل ثالث للمصلح المخلص، الذي يريد الله ورسوله، ويريد تصحيح الأوضاع في المجتمع المنحرف، ورفع الظلم عن المظلومين، وهو الدعوة - والجهاد- لإعادة المجتمع الإسلامي إلى صورته الصحيحة التي ينبغي أن يكون عليها. ولكن أحداً من المصلحين، القائمين يومئذ لم يدع إلى ذلك البديل الثالث.
وظل الخيار المعروض دائماً هو إما الإبقاء على الأوضاع السيئة المتخلفة الجامدة الظالمة، وإما محو الإسلام ونبذه والانسلاخ منه، والاتجاه إلى أوروبا من أجل التقدم والتحضر والرقي.. بل إنه حين جاءت الدعوة إلى البديل الثالث في موعدها المقدور عند الله، وجدت أبشع الاضطهاد والتنكيل من الحكام، ووجدت الإعراض العنيف والمعارضة من المصلحين! مما يكشف عن الاتجاه الحقيقي لحركات [الإصلاح] التي قيمت في المجتمع الإسلامي، وأن هدفها لم يكن الإصلاح حقاً، بقدر ما كان لو تحطيم الإسلام أولا.. وليكن بعد ذلك ما يكون!) [1] (http://www.islamlight.net/dolm/index2.htm#_ftn1).
* التجربة الثانية : في سوريا
يقول الأستاذ علي الطنطاوي - رحمه الله - (قاسم أمين لم يأت بكتابه (تحرير المرأة ) ابتداءً ، بل سبقه إلى أكثر ما فيه مرقص فهمي القبطي ، وأشار إليه اللورد كرومر على أنه من أماني الإنكليز . فالحركة أجنبية ، ولكن أعان عليها . أن المرأة كانت يومئذ على حال من القهر والظلم لا يرضى بها الإسلام ،ولا تشبه وضع المرأة في الإسلام ولو أن علماء المسلمين دعوا إلى ( تحريرها ) باسم الإسلام ، وضربوا لها المثل الكامل بالمرأة المسلمة ، لما تركوا لقاسم أمين ، ولا لغيره مجالا ً لمقال ، ولكن سكتوا وكأنهم رضوا ، فبرز أولئك فتكلموا وأنكروا ، وقالوا بتحريرها باسم الغرب ، وجعلوا قدوتها المرأة الغربية ، فجروا علينا هذا البلاء كله ، ولكن علماء المسلمين بسكوتهم يحملون قسطاً من هذه التبعة .. دعوني أقل لكم كلمة الحق ، فإن الساكت عن الحق شيطان أخرس . إن المرأة في جهات كثير ة من المملكة ، قريب وضعها من وضع المرأة المصرية يوم ألف قاسم أمين كتاب (تحرير المرأة) فلا يدع العلماء مجالاً لقاسم جديد .هذا الخطر لا يحارب بالأسلوب السلبي ، بطريقة الرفض والإبقاء على القديم [2] (http://www.islamlight.net/dolm/index2.htm#_ftn2).
[1] (http://www.islamlight.net/dolm/index2.htm#_ftnref1) واقعنا المعاصر ص 261 .
[2] (http://www.islamlight.net/dolm/index2.htm#_ftnref2) فصول إسلامية (96-97) .
تحيا:0:تي