dawood222
26 Nov 2006, 01:10 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
حمداً لله وكفى وصلاةً وسلاماً على النبي المصطفى ، وعلى آله وصحبه ومن اقتفى وبعد :
سلام على دعاة الخير والإصلاح ، سلام على من جعلوا همهم دين الإسلام فبائوا بالفوز واالرباح ، سلام على من كرّسوا جهودهم في إنقاذ الشّبَاب الضّال ، سلام على الذين يحاربون دعاة الإباحية والإنحلال ، سلام للذين بحت أصواتهم وسالت مدامعهم وتفطرت قلوبهم ألما وأملا ، سلام على من كان على هذا المنوال ، سلام على من هو على ثَغْرَة من ثُغَر الإسلام .
* سأرسل في أطراف حديثي أربعةَ برقيات – ولعلها لأهل البالتوك خاصة - : الأولى : للدعاة المجتهدين ، ثانيها : للمقصرين في جانب الدعوة ، ثالثها : للأخوات الفاضلات الصالحات ، ورابعها : لمن ابتلاه الله ففتح مواقع وغرف بالتوكية إباحية أو ماجنة .
وسأرسل برقيات أربع ، آملا أن تجد أرضا خصبة في قلوبكم ترتع عليها ، وتؤتي أكلَها بعد حين .
· أولها : للدعاة والمجتهدين في خدمة الدين ، فأقول لهم ثبتكم الله وسددكم على خطاكم ، واصبروا وصابروا فإن الطريق شاق .. لكنه مثمر ، ولا تيأسوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ، وإياكم والخلاف فإن الخلاف شر كله ، وإذا حصل بين بعضكم نزاعات وخلافات شخصية فاستروها ستر الله عليكم ، همّتنا أكبر من أن نواليَ وأن نعاديَ من أجل حظوظنا الشخصية .
لنجعل الدعوة إلى الله هدفنا ، فإن حاول تفريقها محاول فلتُسفِّهوه باتحادكم وثباتكم واتزان عقولكم ، وإن لم نسر على هذا الدرب فسنبوء بالفشل ويرجع شبابنا إلى الوراء ....
وأقول لكم جزاكم الله عنا خير الجزاء ، فكم من ضال عن طريقه .. رشدتموه ، وكم من غارق في بحارالمعاصي .. أنقذتموه ، وكم مريض وسقيم بكتاب ربكم وبسنة نبيكم .. عالجتموه ، وكم من باكٍ بندى اصابعكم .. كفكفتموه ، وكم كسير وحزين .. واسيتموه .. فلله دركم ..
وكم بلغت سهام كَلامكم قلوب كثير من الشباب !! ففعلت ما لم تفعله كِلامُ السيوف .
* هذا أحد الأشخاص يقول كنت في طريق الغي مأسورا رقيقا ، و بينما أنا أشاهد الحرام .. !! إذا بكلام يأتيني اصابني هولٌ من قوته ، واضطرابٌ من جملته ،، أتدرون ماهي؟؟
هي والله كلمة مَصِِيريّة ، يغفُل ويتغافَلُ عنها الكثير :: ما ذا ستقول لربك لو أتاك ملك الموت الآن وأنت على معصيتك ؟؟ !! ، وكفى !! .
والكلام في هذا يطول ولكن نكتفى بالإشارة وبألطف العبارة .
* ثمّة شيئ من الأهمية بمكان ، أنّ على الداعية عليه أن يطوّر نفسه ويعلمها ، فيطور نفسه في أسلوبه وبيانه ، ويعلمها بعلوم الشريعة التي توسع له دائرة الدعوة ، وتعطيه ملكية في انتقاء المواضيع ، ووضع كل موضوع مكانه ..
وللأسف نرى بعض الدعاة ، كلامه هو نفسه ، وإن كان جميلا إلا أن التكرار تمله النفس ، وتحب النفس كل ما هو جديد ومفيد ..
* من المعلوم أن أكثر ما يجذب الشباب والشابات ويأسرهم سرد القَصَصْ ، ولذا نرى كثيرا من الدعاة اهتموا بذا ، وهذا جيد إلا أنه من النقص أن تسرد القَصَصُ
خالية من الآيات والآحاديث والعبر والفوائد ، بل ومن النقص أن نجعل حديثنا كله القَصَصَ ، وخير شاهد على ذلك كتاب ربنا ..
وعلى الداعية أن يحذر من إتيان الغرائب والعجائب التي تعجز العقول عن تصديقها ، وإن كانت صحيحة إلا أنه من الأفضل له أن لا يعرض نفسه للتهمة ..
وللأسف الشديد نرى بعض الدعاة ، ممن لم يبلغوا من العلم درجته ، هذا ديدنهم ليس سرد القَصَصْ الخيالية فحسب بل ليس فيها صدق ، بحجة أن عدم الصدق جائز إن كان لمصلحة الدعوة ، وهذا مما ينقص أمانتهم عند الناس ، لأنه بعيد عن الحق ..
والصواب ما كان عليه هدْيُ سلف الأمة .
* تنويع المواضيع بالغ الأهمية ، وذكر الموت والقبر والنشور مما يزجر النفس ، إلا أنه من الحكمة أحيانا أن نتكلم عن الجنة وحورها وقصورها ، وما أكثر ما سمعنا من البعض هاتيك العبارات : الدنيا حلوة لما ذا أنتم مظلِمُوها بذكر الموت والقبر .. إلخ .
ووالله مثلي ليس له أن يتكلم على من هم أفضل منه ، ولكن كل منا يكمّل بعضه ، ومن كان خارج الدائرة تظهر له أمور ليس كمن فيها .
· ثانيها : فهم للمقصرين أمثالي ، ومِمّن لم يزكوا علمهم ، ولم يشكروا ربهم بما أنعم عليهم من سداد في الطريق ، وصلاح في المنهج : بالدعوة إلى الله وهم يرَوْن الجُثَثَ تتهافت ، والمعاصي قد ازدادت ، وحبائلُ الشيطان قد فَرَّخَت وباضت ، وسوقه قد ربح .. وسهامه بالأخضر ازدانت .
أيها المقصرون .. الشباب بحاجة إليكم ، الشباب الضَّالُّ ضاقت بهم الأرضُ ذَرعا ، فهو يتخبط يمينا وشمالا آملا من ذلك – وقد ضلّ في الطريق – أن يحصل على السعادة والراحة النفسية ، وعلى متعة الدنيا التي يفتقدها .. وأنَّى له ذلك !! وقد أخطأ في المسير ...
أيها المقصرون ... الشباب في ظلام كسوادِ الليلِ الحالكِ البهيم ، يحتاج إلى من يُشعل له شمعة الأمل في حياته وينوّر له طريقه ، حتى يعيش آمنا مطمئنا ، ولن يكونَ ذلك إلا إذا سلك سبيل المتقين ، وصار من عباد الله الصالحين .
أيها المقصرون .... الشباب أنهكتهم المعاصي ، وكلما كبر بهم العمر وهم على طغيانهم .. كبرت معهم معاصيهم ، فمن كانت معصيته نظرا للحرام وإلى الفجور ،، صار يتطلع إلى ماهو أكبر من ذلك ولا يخفى عليكم ..
ومن كانت معصيته شرب الدخان ، وتناول الحشيش .. لن يقف به الحد ، بل يأمل ويأمّل ما هو أخطر من ذلك ظنا منه أنه بفعله ينسى همومه ، ويعيش عالم السعداء .. وقد خاب وخسر!! فو الله إن همومَه لتزداد ، ومشاكله لتكثر .
ما ذا ننتظر ؟ .....
هل ننتظر من شبابنا أن يزَجَوا في السجون فيعيشوا فيه بقية أعمارهم ؟!
أو أننا نتظرهم متى تحالفهم سهام المنيّة فيحال بينهم وبين التوبة ؟!
أم أننا ننتظر إقبالهم علينا طائعين منكسرين ؟؟ !!
أو أنهم سيأتوننا بشمعة الأمل ويكون دورنا إشعالها لهم ؟؟ !!
أيها الشباب : إياكم والتكاسل ، فإن السيل جارف ، وبَرْقُ المنية خاطف ، والمعاصي تحيط بهم من كل حَدَب وصْوب ، فلنكثّف جهودنا ، ولنعملْ على ذلك مجتمعين ، ولنأخذْ بأيدي بعضنا ، فيد الله مع الجماعة ،.. ولا يهزّ العضو شيئا إن لم تكن الأعضاء ذات التقاء ..
لن نبلغ الآمال في دربنا *** مالم نوحد سيرَ اللقاء
وهل يَهزّ العضو إن لم *** تكن الأعضاء ذات التقاء
* يا أيها الجيل : الهجمة على أمة الإسلام وشبابها شرسة ، ولو قُدّر لها أن تنجح فلن تبقي ولن تذر ..
ومع ذلك فهي سنة الله ! ولن نيأس ولن نحزن ..
لا يأس .. فالفجر يولد رغم أشباح الظلام ، والشمس تشرق رغم أطباق القتام ، والمَوْجة الرعناء كانت قطرة فوق السحاب ، والنخلة الشماء كانت بذرة تحت التراب ..
لا يأس .. فالشباب وإن أهلكتهم المعاصي فما زلنا نأمل إشراقة يوم جديد ، وما زال الخير في أمتنا ، فالشباب ليس لهم إلا الشباب ، وننتظر منكم المزيد .
· ثالثها : فهي للأخوات الفاضلات ، الذين نشكر لهن جهودهن فتلك تشارك بمحاضرة قيّمة ، وهاتيك تضع عبارات وعظية مدوّية ، وأخرى تنصح الأخوات الجديدات بالإلتزام بالآداب وترحب بهن .. والحمد لله أن القافلة تسير .
* وقد خصصت لكنّ برقية خاصة عن الشباب ، لأنكم تشكلون دورا فعّالا في المجتمع ..
أخواتي .. الله الله في أخواتكن ، فهنّ يشتكين الغربة ، ولهنّ أنين من لوعة التغريب ، فهي لا تدري هل تهتم بمظهرها فتفتن الشاب المسكين الأعزب الأعزل ، أم أنها تئن من وطئة العنوسة وكباح الشهوة ؟ أم أنها ترحم نفسها من مشاهدة الأفلام والمسلاسلات الغرامية ، مآسٍ ومآس ..
أقول لكم : إياكم أن تتركوهم ! بل احتووهم ، وبكتاب الله وسنة نبيه علموهم ، وبالمحاضرات والمطويات أهدوهم ، وإليكم بالقدوة الحسنة أنظروهم ، وبعبارات المدح والثناء العاطر زينوهم ، فتأسروهم فتملكوهم ومن ظلمات الغي تخرجوهم .
* وكما أن الهجمة على الشباب شرسة فهي على المرأة منها أشد ، ودعاة الإباحية [ التحرير ] والإنحلال يملئون بِفَيْهَقَتِهم وتَشدُّقهم وجعْجَعَتهم القنوات ، وبمدادهم السام المدمر .. وقرطاسهم الطاعن المؤثر.. طفّحوا الصحف والمجلات ..
ويحهم من شُذَّاذِ آفَاقٍ !! ، ليس لهم من اسمهم حظ ولا نصيب
* وكلمة أخيرة أقولها لهن : اي من ابتلاها الله بالمعاصي والشرور ..
هل انتي افضل من الصالحات والصحابيات ؟! الجواب لا ..
إذا .. أيهما يستحق الحياة أنت أم هي ؟ بلى هي ..
ولكنّ أجل الله لاراد له ،، إذا فماذا تنتظرين ، وقد أخذ ماهو خير منك ؟
ولكن اعلمي !! أنه إذا حالفتك المنية فهناك فرق بينك وبين المرأة الصالحة : فالمرأة الصالحة إذا ماتت فهي مستريحة من عناء الدنيا وسجنها ، فقد تقيدت بالحلال والحرام ،، أما أنت إذا مت فيستريح منك كل شيء .. نعم يستريح منك كل شيء ، العباد ، والبلاد ، بل والشجر ، والدواب ،،
يالله ..!! ما أقبحها من منية ، وما أضرها من بليّة عفاك الله ، وختم لك بالحسنى .
- أقول لك بإمكانك أن تلحقي بالركب ، وترتقي للقمة ، بالعمل الصالح .
فالتوبة تَجبّ ما قبلها ، والإستغفار يمحو الزلل ، وربك عفوٌ كريمٌ ، يأخذ بالصفح ويعامل بالجميل ، وإياك أن يحاول منعك ممانع ، حتى ولو مسك عليك المماسك ، ودفع لك المبالغ ، فأنت لمن تلجئين وتذهبين وتجدين ؟؟ الله ... ومن وجد الله ماذا فقد ؟ ومن فقد الله ماذا وجد ؟
* أما البرقية الأخيرة : فهي لملاّك المواقع الإباحية ، والغرف الإنحلالية ، وأقول لهم ما ذا تستفيد من ضلالك للشباب وجرهم للرذيلة ؟ ..
إذا ابتلاك الله بمواقع الجنس والنظر إلى الخليعات ، لماذا تجر غيرك ؟ هل تتحمل حرّ جهنم ؟ أم أنك ستكون جريئا في إجابتك للملك الذي سيسألك في قبرك ؟ أم أن عندك من الصالحات كأمثال الجبال ، فهذه حصوة من هذه الجبال ؟ ..
يا غافل ..
يا ساهي ..
يا لاهي ...
أما رأيت بعينك كم أخذ الله من الفتيات وهي يعرضن أجسداهن في الكاميرات ؟
أما تحركت فيك الغيرة ، فأنت تهدد الفتيات فمن تترك منهن العرض ستفضحها ؟؟ فأنت لا تخجل من نفسك ..
أما علمت أن من دق باب الناس دق الناس بابه ..؟؟
هل تستبعد أن ترى في يوم من الأيام وأنت تُمْعن النظر : أختك أو ابنتك وهي تظهر القبيح ، وتكسر حاجز الحياء !! وهو أجمل شيئ فيها ؟
لا تستبعدنَّ .. فكما تدين تدان
لِتجعل من دخولك إلى هذا العالم العنكبوتي سلاح ذو حدٍ واحد ، واجعل من دخولك هدفٌ لا ثانيَ له وهو في أن يزيد رصيد حسناتك ..
ويحك ..!! اخجل على نفسك ، واستر على عيبك في الدنيا ، قبل أن تفضح على رؤوس الأشهاد ، وتقاد يوم القيامة إلى جهنم كما تقاد الدواب إلى الحظيرة .
عذرا فعبارتي عليك قاسية لأن قلبك قاس لا يعرف الرحمة على الناس ، وشديدة لأنك تستحق الشدة ، فكم أضللت من امرأة و شاب كان في الهداية يرتع ، وفي جناب الرحمن يخضع .
وما رأيت مثالا يصف حالك إلا كعاطش يشرب من ماء مالح .. ظانّا منه أنه يروي ظمأه ... فيبقى يشرب ويشرب إلى أن يهلك نفسه .
وهذا الكلام موجه أيضا لمن جعل جهوده ونشاطه في نشر مزامير الشيطان ، فينشر غناء فلانة ، وألبومة فلانة !! ممن لا يتشرف اللسان بذكر أسمائهن ، فضلا عن ماهن عليه من فساد للخلق ، فهن بهائم في مسلاخ إنسان .
هذا وفي الختام أقول لكم : سيأت اليوم الذي تكون فيه داخل قبرك ، ويكون عن يمينك وشمالك وفوقك وتحتك ما عملته في الدنيا .. فهل يا ترى كنت من أهل الصلاح فتنجو؟؟ أم أهل الفساد فتكبو ؟؟
هل عملت لهذا اليوم .. هل زدت من رصيد حسانتك ، هل فكرت في أن تعمل عملا خيريّاً يدرّ عليك بالحسنات في قبرك ، أم فكرت في عمل المسيء فيدرّ عليك بالسيئات وأنت في لحدك ؟؟ ...
أيها الإنسان !! جائك من يذكّرك ، ويقول لك : هذه فرصة بأن تغلق جميع ابواب الشر ، وتفتح أبواب خيرٍ تنفعك يوم لا ينفع مال ولا بنون .
اللهم اختم لنا بالصالحات ، اللهم ثبتنا على دينك ، اللهم صرف قلوبنا على طاعتك .. اللهم آمين
اللهم أسكنا الفرودس الأعلى ، اللهم لا تَحْرمنا من النظر إلى وجهك الكريم ، اللهم ارزقنا مرافقة نبيك الحبيب ..
اللهم ارزقنا حبك ، وحب من يحبك ، وحب عمل يقربنا إلى حبك .. اللهم آمين
للهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى .. اللهم آمين
اللهم لاتدع لكل من قرأ هذا المقال ذنبا إلى غفرته ، ولا هما إلا فرجته ، ولا كربا إلا نفسته ، ولا دينا إلا قضيته ، ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة هي لك رضا وله فيها صلاح إلا يسرتها يارب اللعالمين ,, اللهم آمين
أحبائي قد تم ما أردناه ، وغاية ماقصدناه .. مأملا أن يصلح الله قلوب الكثير، ولأن يهد الله بك رجلا واحد خير لك من حُمْر النَّعَم وماذالك على الله بعزيز .. اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل .
حمداً لله وكفى وصلاةً وسلاماً على النبي المصطفى ، وعلى آله وصحبه ومن اقتفى وبعد :
سلام على دعاة الخير والإصلاح ، سلام على من جعلوا همهم دين الإسلام فبائوا بالفوز واالرباح ، سلام على من كرّسوا جهودهم في إنقاذ الشّبَاب الضّال ، سلام على الذين يحاربون دعاة الإباحية والإنحلال ، سلام للذين بحت أصواتهم وسالت مدامعهم وتفطرت قلوبهم ألما وأملا ، سلام على من كان على هذا المنوال ، سلام على من هو على ثَغْرَة من ثُغَر الإسلام .
* سأرسل في أطراف حديثي أربعةَ برقيات – ولعلها لأهل البالتوك خاصة - : الأولى : للدعاة المجتهدين ، ثانيها : للمقصرين في جانب الدعوة ، ثالثها : للأخوات الفاضلات الصالحات ، ورابعها : لمن ابتلاه الله ففتح مواقع وغرف بالتوكية إباحية أو ماجنة .
وسأرسل برقيات أربع ، آملا أن تجد أرضا خصبة في قلوبكم ترتع عليها ، وتؤتي أكلَها بعد حين .
· أولها : للدعاة والمجتهدين في خدمة الدين ، فأقول لهم ثبتكم الله وسددكم على خطاكم ، واصبروا وصابروا فإن الطريق شاق .. لكنه مثمر ، ولا تيأسوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ، وإياكم والخلاف فإن الخلاف شر كله ، وإذا حصل بين بعضكم نزاعات وخلافات شخصية فاستروها ستر الله عليكم ، همّتنا أكبر من أن نواليَ وأن نعاديَ من أجل حظوظنا الشخصية .
لنجعل الدعوة إلى الله هدفنا ، فإن حاول تفريقها محاول فلتُسفِّهوه باتحادكم وثباتكم واتزان عقولكم ، وإن لم نسر على هذا الدرب فسنبوء بالفشل ويرجع شبابنا إلى الوراء ....
وأقول لكم جزاكم الله عنا خير الجزاء ، فكم من ضال عن طريقه .. رشدتموه ، وكم من غارق في بحارالمعاصي .. أنقذتموه ، وكم مريض وسقيم بكتاب ربكم وبسنة نبيكم .. عالجتموه ، وكم من باكٍ بندى اصابعكم .. كفكفتموه ، وكم كسير وحزين .. واسيتموه .. فلله دركم ..
وكم بلغت سهام كَلامكم قلوب كثير من الشباب !! ففعلت ما لم تفعله كِلامُ السيوف .
* هذا أحد الأشخاص يقول كنت في طريق الغي مأسورا رقيقا ، و بينما أنا أشاهد الحرام .. !! إذا بكلام يأتيني اصابني هولٌ من قوته ، واضطرابٌ من جملته ،، أتدرون ماهي؟؟
هي والله كلمة مَصِِيريّة ، يغفُل ويتغافَلُ عنها الكثير :: ما ذا ستقول لربك لو أتاك ملك الموت الآن وأنت على معصيتك ؟؟ !! ، وكفى !! .
والكلام في هذا يطول ولكن نكتفى بالإشارة وبألطف العبارة .
* ثمّة شيئ من الأهمية بمكان ، أنّ على الداعية عليه أن يطوّر نفسه ويعلمها ، فيطور نفسه في أسلوبه وبيانه ، ويعلمها بعلوم الشريعة التي توسع له دائرة الدعوة ، وتعطيه ملكية في انتقاء المواضيع ، ووضع كل موضوع مكانه ..
وللأسف نرى بعض الدعاة ، كلامه هو نفسه ، وإن كان جميلا إلا أن التكرار تمله النفس ، وتحب النفس كل ما هو جديد ومفيد ..
* من المعلوم أن أكثر ما يجذب الشباب والشابات ويأسرهم سرد القَصَصْ ، ولذا نرى كثيرا من الدعاة اهتموا بذا ، وهذا جيد إلا أنه من النقص أن تسرد القَصَصُ
خالية من الآيات والآحاديث والعبر والفوائد ، بل ومن النقص أن نجعل حديثنا كله القَصَصَ ، وخير شاهد على ذلك كتاب ربنا ..
وعلى الداعية أن يحذر من إتيان الغرائب والعجائب التي تعجز العقول عن تصديقها ، وإن كانت صحيحة إلا أنه من الأفضل له أن لا يعرض نفسه للتهمة ..
وللأسف الشديد نرى بعض الدعاة ، ممن لم يبلغوا من العلم درجته ، هذا ديدنهم ليس سرد القَصَصْ الخيالية فحسب بل ليس فيها صدق ، بحجة أن عدم الصدق جائز إن كان لمصلحة الدعوة ، وهذا مما ينقص أمانتهم عند الناس ، لأنه بعيد عن الحق ..
والصواب ما كان عليه هدْيُ سلف الأمة .
* تنويع المواضيع بالغ الأهمية ، وذكر الموت والقبر والنشور مما يزجر النفس ، إلا أنه من الحكمة أحيانا أن نتكلم عن الجنة وحورها وقصورها ، وما أكثر ما سمعنا من البعض هاتيك العبارات : الدنيا حلوة لما ذا أنتم مظلِمُوها بذكر الموت والقبر .. إلخ .
ووالله مثلي ليس له أن يتكلم على من هم أفضل منه ، ولكن كل منا يكمّل بعضه ، ومن كان خارج الدائرة تظهر له أمور ليس كمن فيها .
· ثانيها : فهم للمقصرين أمثالي ، ومِمّن لم يزكوا علمهم ، ولم يشكروا ربهم بما أنعم عليهم من سداد في الطريق ، وصلاح في المنهج : بالدعوة إلى الله وهم يرَوْن الجُثَثَ تتهافت ، والمعاصي قد ازدادت ، وحبائلُ الشيطان قد فَرَّخَت وباضت ، وسوقه قد ربح .. وسهامه بالأخضر ازدانت .
أيها المقصرون .. الشباب بحاجة إليكم ، الشباب الضَّالُّ ضاقت بهم الأرضُ ذَرعا ، فهو يتخبط يمينا وشمالا آملا من ذلك – وقد ضلّ في الطريق – أن يحصل على السعادة والراحة النفسية ، وعلى متعة الدنيا التي يفتقدها .. وأنَّى له ذلك !! وقد أخطأ في المسير ...
أيها المقصرون ... الشباب في ظلام كسوادِ الليلِ الحالكِ البهيم ، يحتاج إلى من يُشعل له شمعة الأمل في حياته وينوّر له طريقه ، حتى يعيش آمنا مطمئنا ، ولن يكونَ ذلك إلا إذا سلك سبيل المتقين ، وصار من عباد الله الصالحين .
أيها المقصرون .... الشباب أنهكتهم المعاصي ، وكلما كبر بهم العمر وهم على طغيانهم .. كبرت معهم معاصيهم ، فمن كانت معصيته نظرا للحرام وإلى الفجور ،، صار يتطلع إلى ماهو أكبر من ذلك ولا يخفى عليكم ..
ومن كانت معصيته شرب الدخان ، وتناول الحشيش .. لن يقف به الحد ، بل يأمل ويأمّل ما هو أخطر من ذلك ظنا منه أنه بفعله ينسى همومه ، ويعيش عالم السعداء .. وقد خاب وخسر!! فو الله إن همومَه لتزداد ، ومشاكله لتكثر .
ما ذا ننتظر ؟ .....
هل ننتظر من شبابنا أن يزَجَوا في السجون فيعيشوا فيه بقية أعمارهم ؟!
أو أننا نتظرهم متى تحالفهم سهام المنيّة فيحال بينهم وبين التوبة ؟!
أم أننا ننتظر إقبالهم علينا طائعين منكسرين ؟؟ !!
أو أنهم سيأتوننا بشمعة الأمل ويكون دورنا إشعالها لهم ؟؟ !!
أيها الشباب : إياكم والتكاسل ، فإن السيل جارف ، وبَرْقُ المنية خاطف ، والمعاصي تحيط بهم من كل حَدَب وصْوب ، فلنكثّف جهودنا ، ولنعملْ على ذلك مجتمعين ، ولنأخذْ بأيدي بعضنا ، فيد الله مع الجماعة ،.. ولا يهزّ العضو شيئا إن لم تكن الأعضاء ذات التقاء ..
لن نبلغ الآمال في دربنا *** مالم نوحد سيرَ اللقاء
وهل يَهزّ العضو إن لم *** تكن الأعضاء ذات التقاء
* يا أيها الجيل : الهجمة على أمة الإسلام وشبابها شرسة ، ولو قُدّر لها أن تنجح فلن تبقي ولن تذر ..
ومع ذلك فهي سنة الله ! ولن نيأس ولن نحزن ..
لا يأس .. فالفجر يولد رغم أشباح الظلام ، والشمس تشرق رغم أطباق القتام ، والمَوْجة الرعناء كانت قطرة فوق السحاب ، والنخلة الشماء كانت بذرة تحت التراب ..
لا يأس .. فالشباب وإن أهلكتهم المعاصي فما زلنا نأمل إشراقة يوم جديد ، وما زال الخير في أمتنا ، فالشباب ليس لهم إلا الشباب ، وننتظر منكم المزيد .
· ثالثها : فهي للأخوات الفاضلات ، الذين نشكر لهن جهودهن فتلك تشارك بمحاضرة قيّمة ، وهاتيك تضع عبارات وعظية مدوّية ، وأخرى تنصح الأخوات الجديدات بالإلتزام بالآداب وترحب بهن .. والحمد لله أن القافلة تسير .
* وقد خصصت لكنّ برقية خاصة عن الشباب ، لأنكم تشكلون دورا فعّالا في المجتمع ..
أخواتي .. الله الله في أخواتكن ، فهنّ يشتكين الغربة ، ولهنّ أنين من لوعة التغريب ، فهي لا تدري هل تهتم بمظهرها فتفتن الشاب المسكين الأعزب الأعزل ، أم أنها تئن من وطئة العنوسة وكباح الشهوة ؟ أم أنها ترحم نفسها من مشاهدة الأفلام والمسلاسلات الغرامية ، مآسٍ ومآس ..
أقول لكم : إياكم أن تتركوهم ! بل احتووهم ، وبكتاب الله وسنة نبيه علموهم ، وبالمحاضرات والمطويات أهدوهم ، وإليكم بالقدوة الحسنة أنظروهم ، وبعبارات المدح والثناء العاطر زينوهم ، فتأسروهم فتملكوهم ومن ظلمات الغي تخرجوهم .
* وكما أن الهجمة على الشباب شرسة فهي على المرأة منها أشد ، ودعاة الإباحية [ التحرير ] والإنحلال يملئون بِفَيْهَقَتِهم وتَشدُّقهم وجعْجَعَتهم القنوات ، وبمدادهم السام المدمر .. وقرطاسهم الطاعن المؤثر.. طفّحوا الصحف والمجلات ..
ويحهم من شُذَّاذِ آفَاقٍ !! ، ليس لهم من اسمهم حظ ولا نصيب
* وكلمة أخيرة أقولها لهن : اي من ابتلاها الله بالمعاصي والشرور ..
هل انتي افضل من الصالحات والصحابيات ؟! الجواب لا ..
إذا .. أيهما يستحق الحياة أنت أم هي ؟ بلى هي ..
ولكنّ أجل الله لاراد له ،، إذا فماذا تنتظرين ، وقد أخذ ماهو خير منك ؟
ولكن اعلمي !! أنه إذا حالفتك المنية فهناك فرق بينك وبين المرأة الصالحة : فالمرأة الصالحة إذا ماتت فهي مستريحة من عناء الدنيا وسجنها ، فقد تقيدت بالحلال والحرام ،، أما أنت إذا مت فيستريح منك كل شيء .. نعم يستريح منك كل شيء ، العباد ، والبلاد ، بل والشجر ، والدواب ،،
يالله ..!! ما أقبحها من منية ، وما أضرها من بليّة عفاك الله ، وختم لك بالحسنى .
- أقول لك بإمكانك أن تلحقي بالركب ، وترتقي للقمة ، بالعمل الصالح .
فالتوبة تَجبّ ما قبلها ، والإستغفار يمحو الزلل ، وربك عفوٌ كريمٌ ، يأخذ بالصفح ويعامل بالجميل ، وإياك أن يحاول منعك ممانع ، حتى ولو مسك عليك المماسك ، ودفع لك المبالغ ، فأنت لمن تلجئين وتذهبين وتجدين ؟؟ الله ... ومن وجد الله ماذا فقد ؟ ومن فقد الله ماذا وجد ؟
* أما البرقية الأخيرة : فهي لملاّك المواقع الإباحية ، والغرف الإنحلالية ، وأقول لهم ما ذا تستفيد من ضلالك للشباب وجرهم للرذيلة ؟ ..
إذا ابتلاك الله بمواقع الجنس والنظر إلى الخليعات ، لماذا تجر غيرك ؟ هل تتحمل حرّ جهنم ؟ أم أنك ستكون جريئا في إجابتك للملك الذي سيسألك في قبرك ؟ أم أن عندك من الصالحات كأمثال الجبال ، فهذه حصوة من هذه الجبال ؟ ..
يا غافل ..
يا ساهي ..
يا لاهي ...
أما رأيت بعينك كم أخذ الله من الفتيات وهي يعرضن أجسداهن في الكاميرات ؟
أما تحركت فيك الغيرة ، فأنت تهدد الفتيات فمن تترك منهن العرض ستفضحها ؟؟ فأنت لا تخجل من نفسك ..
أما علمت أن من دق باب الناس دق الناس بابه ..؟؟
هل تستبعد أن ترى في يوم من الأيام وأنت تُمْعن النظر : أختك أو ابنتك وهي تظهر القبيح ، وتكسر حاجز الحياء !! وهو أجمل شيئ فيها ؟
لا تستبعدنَّ .. فكما تدين تدان
لِتجعل من دخولك إلى هذا العالم العنكبوتي سلاح ذو حدٍ واحد ، واجعل من دخولك هدفٌ لا ثانيَ له وهو في أن يزيد رصيد حسناتك ..
ويحك ..!! اخجل على نفسك ، واستر على عيبك في الدنيا ، قبل أن تفضح على رؤوس الأشهاد ، وتقاد يوم القيامة إلى جهنم كما تقاد الدواب إلى الحظيرة .
عذرا فعبارتي عليك قاسية لأن قلبك قاس لا يعرف الرحمة على الناس ، وشديدة لأنك تستحق الشدة ، فكم أضللت من امرأة و شاب كان في الهداية يرتع ، وفي جناب الرحمن يخضع .
وما رأيت مثالا يصف حالك إلا كعاطش يشرب من ماء مالح .. ظانّا منه أنه يروي ظمأه ... فيبقى يشرب ويشرب إلى أن يهلك نفسه .
وهذا الكلام موجه أيضا لمن جعل جهوده ونشاطه في نشر مزامير الشيطان ، فينشر غناء فلانة ، وألبومة فلانة !! ممن لا يتشرف اللسان بذكر أسمائهن ، فضلا عن ماهن عليه من فساد للخلق ، فهن بهائم في مسلاخ إنسان .
هذا وفي الختام أقول لكم : سيأت اليوم الذي تكون فيه داخل قبرك ، ويكون عن يمينك وشمالك وفوقك وتحتك ما عملته في الدنيا .. فهل يا ترى كنت من أهل الصلاح فتنجو؟؟ أم أهل الفساد فتكبو ؟؟
هل عملت لهذا اليوم .. هل زدت من رصيد حسانتك ، هل فكرت في أن تعمل عملا خيريّاً يدرّ عليك بالحسنات في قبرك ، أم فكرت في عمل المسيء فيدرّ عليك بالسيئات وأنت في لحدك ؟؟ ...
أيها الإنسان !! جائك من يذكّرك ، ويقول لك : هذه فرصة بأن تغلق جميع ابواب الشر ، وتفتح أبواب خيرٍ تنفعك يوم لا ينفع مال ولا بنون .
اللهم اختم لنا بالصالحات ، اللهم ثبتنا على دينك ، اللهم صرف قلوبنا على طاعتك .. اللهم آمين
اللهم أسكنا الفرودس الأعلى ، اللهم لا تَحْرمنا من النظر إلى وجهك الكريم ، اللهم ارزقنا مرافقة نبيك الحبيب ..
اللهم ارزقنا حبك ، وحب من يحبك ، وحب عمل يقربنا إلى حبك .. اللهم آمين
للهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى .. اللهم آمين
اللهم لاتدع لكل من قرأ هذا المقال ذنبا إلى غفرته ، ولا هما إلا فرجته ، ولا كربا إلا نفسته ، ولا دينا إلا قضيته ، ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة هي لك رضا وله فيها صلاح إلا يسرتها يارب اللعالمين ,, اللهم آمين
أحبائي قد تم ما أردناه ، وغاية ماقصدناه .. مأملا أن يصلح الله قلوب الكثير، ولأن يهد الله بك رجلا واحد خير لك من حُمْر النَّعَم وماذالك على الله بعزيز .. اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل .