الأنين
27 Mar 2004, 01:36 AM
<span style='color:purple'><div align="center">
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا زالت النظرة إلى اسم العائلة والشهرة واللقب والسمعة والصيت تلعب دورها في التأثير على هذا الشاب أو تلك الفتاة كونهما منحدرين من أسرة ذات بريق اجتماعي أخّاذ .
فكما أنّهما يتكئان على مجد الأسرة واسمها وسمعتها وبريقها الوهّاج ، فكذلك نظرة بعض الناس إليهم على أ نّهم من أبناء السادة النبلاء والأشراف أو الأسر العريقة مما يعكس عليهم بريقاً لم يشاركوا في صناعته .
وربّما لعب اسم الأسرة دوراً آخر في التغطية على العيوب والمثالب والأخطاء ، فابن الأسرة المعروفة المشهورة لا يُحاسب ـ اجتماعياً ـ كما يحاسب ابن الأسرة المجهولة المغمورة ، الأمر الذي نهى عنه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بقوله : «إنّما أهلك مَنْ كان قبلكم أنّهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه ، وإذا سرق الضعيف أقاموا عليه الحدّ» .
والشريف هنا هو المتحدّر من أسرة أو سلالة معروفة في أوساط الناس ، إمّا لاشتهارها بالتجارة أو العلم أو الأدب أو السياسة أو الدين .
وهذا أيضاً من المفاهيم المغلوطة ، فإنّ ما ينبغي التركيز عليه هو : ماذا قدّم أو يقدّم هذا الشاب أو هذه الفتاة من أعمال تشير إلى قدراتهما ومهاراتهما وإنجازاتهما ، وذلك هو قول الشاعر :
ليس الفتى مَنْ قال : كان أبي***إنّ الفتى مَنْ قال : ها أنذا
فربّ (دكّة) يصنعها الشاب بجهده الشخصيّ خيرٌ له من (منبر) كان يتربّع عليه (أبوه) أو (جدّه) أو أحد أعمامه أو أخواله . أمّا إذا أراد الجلوس على ذات المنبر فليقدم من خلاله ما قدّم أبوه أو جدّه أو أكثر من ذلك ، حتى يليق باسمه هو لا بأسمائهم هم ، وإلاّ فالألقاب لا تُتوارث ، أي أنّني قد أحمل اسم العائلة واللقب الذي تتلقب به لكنني لا أحمل غير الاسم ، ولا أرث العلم أو السمعة التي اكتسبوها بجهدهم وجهادهم وطول صبرهم وأناتهم ، خاصّة إذا كنت قصير الهمّة فارغ المحتوى لا أعيش إلاّ على أمجاد الماضي .
وربّما يقع بعض الآباء أو الاُمّهات في الخطأ عندما يزوّجون ابنتهم من ابن العائلة الفلانية لمجرد الاسم الرنّان دون النظر إلى مزايا وخصال وخصائص شخصية المتقدم لطلب يد ابنتهم ، وقد يسعى بعض الآباء والاُمّهات في تزويج ابنهم من ابنة العائلة الفلانية للأسباب ذاتها ، في حين أنّ اسم العائلة لا دخل له في سعادة الزوجين ، وربّما إذا تمّ التركيز على الاسم فقط بقطع النظر عن المواصفات الأخرى ، فقد لا يحصد العريسان إلاّ الندم .
والصلاة والسلام على خير الانام محمدا صلى الله عليه وسلم
</div></span>
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا زالت النظرة إلى اسم العائلة والشهرة واللقب والسمعة والصيت تلعب دورها في التأثير على هذا الشاب أو تلك الفتاة كونهما منحدرين من أسرة ذات بريق اجتماعي أخّاذ .
فكما أنّهما يتكئان على مجد الأسرة واسمها وسمعتها وبريقها الوهّاج ، فكذلك نظرة بعض الناس إليهم على أ نّهم من أبناء السادة النبلاء والأشراف أو الأسر العريقة مما يعكس عليهم بريقاً لم يشاركوا في صناعته .
وربّما لعب اسم الأسرة دوراً آخر في التغطية على العيوب والمثالب والأخطاء ، فابن الأسرة المعروفة المشهورة لا يُحاسب ـ اجتماعياً ـ كما يحاسب ابن الأسرة المجهولة المغمورة ، الأمر الذي نهى عنه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بقوله : «إنّما أهلك مَنْ كان قبلكم أنّهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه ، وإذا سرق الضعيف أقاموا عليه الحدّ» .
والشريف هنا هو المتحدّر من أسرة أو سلالة معروفة في أوساط الناس ، إمّا لاشتهارها بالتجارة أو العلم أو الأدب أو السياسة أو الدين .
وهذا أيضاً من المفاهيم المغلوطة ، فإنّ ما ينبغي التركيز عليه هو : ماذا قدّم أو يقدّم هذا الشاب أو هذه الفتاة من أعمال تشير إلى قدراتهما ومهاراتهما وإنجازاتهما ، وذلك هو قول الشاعر :
ليس الفتى مَنْ قال : كان أبي***إنّ الفتى مَنْ قال : ها أنذا
فربّ (دكّة) يصنعها الشاب بجهده الشخصيّ خيرٌ له من (منبر) كان يتربّع عليه (أبوه) أو (جدّه) أو أحد أعمامه أو أخواله . أمّا إذا أراد الجلوس على ذات المنبر فليقدم من خلاله ما قدّم أبوه أو جدّه أو أكثر من ذلك ، حتى يليق باسمه هو لا بأسمائهم هم ، وإلاّ فالألقاب لا تُتوارث ، أي أنّني قد أحمل اسم العائلة واللقب الذي تتلقب به لكنني لا أحمل غير الاسم ، ولا أرث العلم أو السمعة التي اكتسبوها بجهدهم وجهادهم وطول صبرهم وأناتهم ، خاصّة إذا كنت قصير الهمّة فارغ المحتوى لا أعيش إلاّ على أمجاد الماضي .
وربّما يقع بعض الآباء أو الاُمّهات في الخطأ عندما يزوّجون ابنتهم من ابن العائلة الفلانية لمجرد الاسم الرنّان دون النظر إلى مزايا وخصال وخصائص شخصية المتقدم لطلب يد ابنتهم ، وقد يسعى بعض الآباء والاُمّهات في تزويج ابنهم من ابنة العائلة الفلانية للأسباب ذاتها ، في حين أنّ اسم العائلة لا دخل له في سعادة الزوجين ، وربّما إذا تمّ التركيز على الاسم فقط بقطع النظر عن المواصفات الأخرى ، فقد لا يحصد العريسان إلاّ الندم .
والصلاة والسلام على خير الانام محمدا صلى الله عليه وسلم
</div></span>