amiracom
01 Apr 2004, 05:45 PM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
الحمد لله وكفى ، والصلاة والسلام على النبي المصطفى ، وعلى آله وصحبه الشرفاء.
وبــــــــــعــــــــــد ، فالحمد لله الذين أصبغ علينا نعمه ظاهرا وباطنا ، ومن أجل هذه النعم نعمة الإسلام والإيمان ، وهدايتنا إلى الطريق المستقيم الذي أنعم الله به على من سبقنا من السلف الصالح حيث هدانا إلى منهج أهل السنة والجماعة وسطا بين غلاة الإفراط والتفريط تمسكا بالسنة وهدي الحبيب لا زعما كما يتشدق بذلك عامة أهل البدع والأهواء وهم في واقع الأمر أهل زيغ وضلال، يتشبعون بما ليس فيهم.
وقد قرأت مقالا لأحد دعاة الصوفية شحن فيها كل ما وقف عليه من بهرجة لحال الصوفية التي أفلت زخارفها وبهرجتها في هذا العصر فقام من يحن لبدعها بالسعي على إحياء مجدها المزعوم خدمة للغزو الثقافي الغربي والحملة الصليبية الحاقدة خاصة بعدما ارتفعت صيحات العلمانيين والحداثيين المحذرة من الصحوة الإسلامية الشامخة (التيار السلفي) التي ستعصف بهم جميعا ولو كره المنافقون، وخير من يقدم الخدمات في هذا الصدد (الصوفية عبدة القبور ومنكري الجهاد) فهؤلاء خير بطانة للحكام المنافقين ، وخير أنيس للعلمانيين، وخير صديق للمستعمرين، وهم بريد الروافض.
من أجل ذلك كله رأيت واجب النصح للجميع ليهلك من هلك عن بينة ويزداد الذين آمنوا إيمانا مع إيمانهم ويحمدوا الله على ما أنعم الله عليهم من نعمة الهداية ، فأقول ـ وبالله تعالى التوفيق ـ :
ماذا تعرف أخي الحبيب عن الصوفية ؟!!
وماذا تعرف عن أهم شخصياتها التاريخية (الحلاج وابن عربي) ؟!!
قلت : وفقك الله الجميع للخير أولا يجب على الباحث عامة أن يكون نزيها في بحثه حتى يكون موضع ثقة من القراء ، وهذا المنهج هو ما أسعى إليه فيما أكتبه لأحبائي الكرام ، فلا ألتفت إلى كثرة الأتباع بين الكاره والمحب ، وإنما الالتفات يكون إلى الحق لذاته الذي يحاسبنا الله على اعتقاده وما يسألنا الله عز وجل عنه يوم القيامة.
أولا ـ ما معنى كلمة صوفية ؟!!
أما من حيث اللغة ، فالكلام في هذا الباب يطول ، وأختصره لك أيها القارئ الكريم بعد تحقيق القول فيه:
1 ـ للبسهم الصوف . والنسبة صحيحة من حيث اللغة . وهو أرجحها عندي .
2 ـ اشتقاقا من (سوفيا) وتعني باليونانية (الحكمة) .
3 ـ من (الصفة) أي الصفة التي بنيت لإيواء جماعة من فقراء المسلمين بالمسجد النبوي لم يكن لهم مأوى .
قلت : ولو كان كذلك لكان الصواب أن يقال : (صفَّية) بتشديد الفاء .
4 ـ لأنهم في الصف الأول بين يدي الله عز وجل بارتفاع هممهم وإقبالهم على الله بقلوبهم .
قلت : ولو كان كذلك لكان الصواب أن يقال : (صفية) .
5 ـ نسبة إلى الصفا (أي صفاء الروح والنفس) .
قلت : ولو كان كذلك لكان الصواب أن يقال: (صفائية أو صفوية) .
نخلص من ذلك كله أن الصوفية نسبة إلى الصوف لتميزهم بلبسه صيفا وشتاء ، فهل هذا من السنة يا أتباع حبيبنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ؟!!
إليك سُنة نبي الهدى ـ صلى الله عليه وسلم ـ لتعرف خطأ وانحراف الصوفية في أصل تسميتهم :
1 ـ ثبت عن أنس أنه قال : كان أحب الثياب إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يلبسه الحِبَرَة . رواه الشيخان .
والحبرة : بكسر الحاء وفتح الباء عبارة عن ثياب من نوع برود اليمن تتخذ من الكتان أو القطن وهي محبرة أي مزينة كما قال النووي في (تهذيب الأسماء واللغات) 2/61 .
2 ـ ثبت أيضا عن أنس أنه قال : كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ شاكيا ، فخرج وهو يتكئ على أسامة بن زيد عليه ثوب قطري قد توشح به ، فصلى بهم . رواه الترمذي في (الشمائل) ، وأبو الشيخ ، وابن حبان في صحيحه ، وأحمد بإسناد صحيح.
والقطري : ـ بكسر القاف وسكون الطاء نسبة إلى القطر ـ وهو نوع من البرود اليمنية يتخذ من قطن ، وفيه حمرة وأعلام مع خطوط كما قال الشوكاني في (نيل الأوطار) 6/43.
3 ـ وثبت عن ابن عباس مرفوعا : (عليكم بالبياض من الثياب ليلبسها أحياؤكم وكفنوا فيها موتاكم فإنها من خير ثيابكم) رواه أبو داود وابن ماجه وابن حبان في صحيحه بإسناد صحيح. ومعلوم أن المشار إليه هو القطن .
إذًا هذه الأحاديث تدل دلالة لا ريب فيها أن هدي الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو لباس القطن وليس الصوف ونحن لا ننكر أنه كان يلبس الصوف ، ولكن ليس زهدا وإنما من أجل البرد كما هو معلوم، فأين صدق زعم الصوفية في الالتزام بالسنة؟!!
فأي الهدي خير هدي الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ في لبس القطن أم هدى هؤلاء الصوفية؟!! بلا ريب هدي المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ أحب إلينا فكان الأجدر بهؤلاء أن يتسموا بـ (القطنية) لا (الصوفية) فتأمل.
أما الصوفية في اصطلاح العلماء ، فالكلام أيضا في ذلك يطول لعل أقربها للوضوح ما ذكره ابن خلدون في (المقدمة) ص 467: العكوف على العبادة والانقطاع إلى الله تعالى والإعراض عن زخرف الدنيا وزينتها، والزهد فيما يقبل عليه الجمهور من لذة ومال وجاه والانفراد عن الخلق في الخلوة للعبادة .اهـ .
قلت : ومع أن ظاهر هذا التعريف فيه من المعاني التي قد يظن البعض بأنها جميلة ولكن من أمعن فيها يجدها اشتملت على الدعوة إلى الرهبانية ما أنزل الله بها من سلطان ، فتخيل أيها الحبيب لو تنافست كل الأمة على التصوف كيف سيكون حالها؟!! صوامع في الصحراء والتلال والأودية لا زراعة ولا صناعة ولا تجارة ، لا زواج ولا إنجاب ، لا دولة ولا حكومة ، لا… ولا… هذا مضمون تعريف الصوفية عند الإمعان ، وعندي من النصوص العجيبة من أقوال شيوخ الصوفية ما يدعوا إلى الضحك والسخرية ولكن المقام يضيق عن ذكر ذلك.
في المقابل إليك هذا الحديث عن أنس أن نفرا من أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثم سألوا أزواج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن عمله في السر ؟ فقال بعضهم : لا أتزوج النساء ! وقال بعضهم : لا آكل اللحم ! وقال بعضهم : لا أنام على فراش ! فحمد الله وأثنى عليه فقال : ما بال أقوام قالوا كذا وكذا لكني أصلي وأنام ، وأصوم وأفطر ، وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني. رواه الشيخان فهذا نص صحيح صريح في تبرأ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من هؤلاء !!.
ثانيا ـ متى كان أول ظهور للصوفية ؟!
اختلف العلماء في العصر الذي ظهر فيه اسم (صوفي) على قولين :
الأول ـ أن هذا الاسم (صوفي) كان موجودا في الجاهلية قبل الإسلام :
فيحكى أن امرأة في الجاهلية كانت مبتلية بموت أولادها في الصغر ، فأنجبت ولدا يُدعى (الغوث بن مر) ونذرت إن عاش تعلق برأسه (صوفة)، أو تجعله ربيط الكعبة ، ففعلت ذلك فقيل له: (صوفة) ولولده من بعده وهذا القول مال إليه ابن الجوزي في (لبيس إبليس) ص161.
قلت : وفي صحة ذلك نظر ؛ لأن مثل هذه الحكايات تفتقر إلى إسناد صحيح ، وأيضا لم يرد بسند صحيح ، أو ضعيف أن أحدا من زهاد الصحابة لقب بلقب (صوفي) ، فدل ذلك على أن هذا اللقب حادث بعد الإسلام.
الآخر ـ أن هذا الاسم (صوفي) ظهر بعد الإسلام :
واختلف في تعيين القرن الذي ظهر فيه هذا اللقب (صوفي) على ثلاثة أقوال :
القول الأول ـ أنه ظهر في القرن الأول من الهجرة ، وناصر هذا القول الطوسي ـ من أئمة الصوفية ـ في (اللمع) ص42 ، واستدل على ذلك بأن الحسن البصري (المولود سنة 20هـ) رأى صوفيا في الطواف فعرض عليه شيئا من المال ، فلم يأخذه .
قلت : هذا القول يفتقر إلى سند صحيح إلى الحسن ، وهذا ما لم أجده مسندا أصلا ، وإنما هي مجرد حكايات يتناقلها الناس أشبهت حكايات أهل المقاهي ، ثم لو صح ذلك جدلا ، فالحسن البصري توفي سنة 110هـ ، فيحتمل أنه رأى هذا الصوفي في آخر حياته في القرن الثاني ، والدليل الذي يتطرق إليه الاحتمال يسقط به الاستدلال .
القول الثاني ـ أنه ظهر في القرن الثاني من الهجرة ، وهو قول الأكثرية واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية في (مجموع الفتاوى) 11/29 حيث قال: في أثناء المائة الثانية صاروا يعبرون عن ذلك ـ أي الزهد ـ بلفظ (الصوفي) لأن لبس الصوف كثر في الزهاد . اهـ . وهذا أرجح الأقوال عندي .
القول الثالث ـ أنه ظهر في القرن الثالث ، وفيه بعد لما سبق .
ثالثا ـ هل الصوفية أنوع ؟!
نعم الصوفية أنواع منها ما هو خارج عن الإسلام جملة واحدة كأهل الحلول والاتحاد ووحدة الوجود ، ومنها ما هو متلبس ببعض البدع والأهواء . وقد قسمهم شيخ الإسلام ابن تيمية ثلاثة أقسام:
الأولى ـ صوفية الحقائق : وهم ثلاثة أنواع:
1 ـ وهم قوم مجتهدون في طاعة الله كما اجتهد غيرهم فمنهم السابق المقرب بحسب اجتهاده ومنهم من هو دون ذلك.
2 ـ قوم تكلموا في خصائص الإيمان والدين خلطوا بعض الحق بشركيات وبدع وروايات باطلة وسلوك مخالف للسنة.
3 ـ أصحاب الحلول والاتحاد على شاكلة الحلاج وابن عربي وابن الفارض وهؤلاء أكفر من اليهود والنصارى.
الثانية ـ صوفية الأرزاق : وهم الذين يستفدون من دخل الأوقاف الموقوفة على الصوفية فحسب فلا يشترط في هؤلاء أن يكونوا من أهل الحقائق.
الثالثة ـ صوفية الرسم : وهم المقتصرون على النسبة إلى الصوفية فاهتمامهم منحصر في اللباس والآداب الوضعية ونحو ذلك.
وبالجملة يمكن تصنيف الصوفية إلى قسمين:
الأول ـ غلاة الصوفية وهؤلاء أهل وحدة الوجود والحلول والاتحاد، وهؤلاء كفار لا حظ لهم في الإسلام .
الآخر ـ أهل أهواء وبدع ، وهذا ما يغلب على عوامهم .
أما شركيات الصوفية ، فحدث ولا حرج كالطواف بالقبور ، والشد الرحال لأوليائهم، والذبح والاستغاثة وطلب الشفاعة والدعاء والتوسل بالموتى...الخ.
أما بدعهم التي تخالف السنة ، فهي أكثر من أن تحصى كمصطلاحات الاصطلام والسكر والفناء ، وكالخرقة والذكر الجماعي على آلات المعازف.
رابعا ـ أهم شخصيات الصوفية التاريخية (الحلاج وابن عربي)!
( الحـــــــلاج ) :
وما أدراك ما الحلاج ، فهو الحسين بن منصور بن محمي من أئمة الزنادقة والمرتين ، وقد أقيمت عليه البينة الشرعية ، وقتل مرتدا سنة 311هـ بعد أن صلب ببغداد ونودي عليه : هذا أحد دعاة القرامطة فاعرفوه ، فقتل شر قتلة . انظر : (سير أعلام النبلاء) 14/327 .
أقـوال العلمــاء في الحــلاج الصوفي :
1 ـ قال الفقيه أبو علي البنا : كان الحلاج قد ادعى أنه إله ، وأنه يقول بحلول اللاهوت في الناسوت … وكان يقول للواحد من أصحابه : أنت نوح ، ولآخر : أنت موسى ، ولآخر : أنت محمد . اهـ . انظر : (المرجع السابق) .
2 ـ وقال الذهبي : الحلاج المقتول على الزندقة ، ما روى ولله الحمد شيئا من العلم ، وكانت له بداية جيدة وتأله وتصوف ، ثم انسلخ من الدين ، وتعلم السحر ، وأراهم المخاريق . أباح العلماء دمه ، فقتل . انظر : (ميزان الاعتدال) 2/71 .
من أقــوال الحــلاج الكفريــة :
1 ـ مُزجت روحي في روحك كما ---- تُمزجُ الخمرة بالماء الزلال
فـإذا مسّــك شـــيءٌ مسّـني ---- فإذا أنت أنا في كلّ حال
انظر : (ديوان الحلاج) ص 82 .
2 ـ وقال محمد بن يحي الرازي : سمعت عمرو بن عثمان يلعن الحلاج ويقول : لو قدرت عليه لقتلته بيدي !! . فقلت : أيش وجد الشيخ عليه ؟ قال : قرأت آية من كتاب الله فقال : يُمكنني أ أؤلف مثله !! . انظر : (سير أعلام النبلاء) 14/330 .
3 ـ وقال أبو عمر بن حيوية : لما أخرج الحلاج ليُقتل ، مضيتُ وزاحمتُ حتى رأيته ، فقال لأصحابه : لا يهولنكم ، فإني عائد إليكم بعد ثلاثين يوما .
قال الذهبي : فهذه حكاية صحيحة توضح لك أن الحلاج ممخرق كذّاب ، حتى عند قتله . انظر : (المرجع السابق) 14/346 .
4 ـ وقال : الكفر والإيمان يفترقان من حيث الاسم ، فأما من حيث الحقيقة ، فلا فرق بينهما . انظر : (المرجع السابق) 14/352 .
( ابــن عـــربي ) :
بداية يجب الانتباه والتفريق بين ( ابن العربي ) العلامة المالكي بزيادة (ألف ولام) وهو إمام من أئمة المالكية ، ومن حفاظ الحديث اسمه : (محمد بن عبد الله الأشبيلي) أبو بكر المعروف بابن العربي المالكي المولود سنة 435هـ والمتوفى سنة 543هـ صاحب (عارضة الأحوذي شرح سنن الترمذي) .
أما ( ابن عربي ) الصوفي ، فهو (محمد بن علي بن محمد بن عربي الطائي) الشهير بمحيي الدين بن عربي ، ويميز عن سابقه بأن الأخير كما هو ظاهر من اسمه (عربي) نكرة في الاسم (بدون ألف ولام) ، ونكرة عند أهل العلم كما سيأتي، وهذا هلك سنة 638هـ .
أقــوال العلمـاء في ابـن عـربي الصوفي :
1 ـ قال سلطان العلماء العز بن عبد السلام السلمي المتوفى سنة 660هـ : هو شيعي سوء كذّاب ، فقال له ابن دقيق العيد: وكذّاب أيضا؟ قال : نعم . تذاكرنا بدمشق التزويج بالجن، فقال : هذا محال؛ لأن الإنس جسم كثيف والجن روح لطيف، ولن يعلق الجسم الكثيف الروح اللطيف. ثم بعد قليل رأيته وبه شجة ، فقال: تزوجتُ جنية فرزقت منها ثلاثة أولاد، فاتفق يوما أني أغضبتها فضربتني بعظم حصلت منه هذه الشجة وانصرفت فلم أرها بعد هذا .اهـ . !!! (ميزان الاعتدال 5/105).
2 ـ قال المفسر أبو حيان الأندلسي المولود سنة 654هـ عند تفسيره لقول الله (لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح): ومن بعض اعتقاد النصارى استنبط من أقر بالإسلام ظاهرا، وانتمى إلى الصوفية حلول الله في الصور الجميلة، ومن ذهب من ملاحدتهم إلى القول بالاتحاد والوحدة: كالحلاج والشعوذي وابن أحلى وابن عربي المقيم في دمشق.اهـ.
3 ـ قال الفقيه تقي الدين السبكي كما في (مغني المحتاج) للشربيني 3/61: (ومن كان من هؤلاء الصوفية المتأخرين كابن عربي وغيره فهم ضلال جهال خارجون عن طريقة الإسلام فضلا عن العلماء وقال ابن المقري في روضه إن الشك في كفر طائفة ابن عربي كفر) .
4 ـ قال ابن تيمية في (منهاج السنة) 5/335: ومن هؤلاء من يقول بالحلول والاتحاد وهم في الحلول والاتحاد نوعان نوع يقول بالحلول والاتحاد العام المطلق كابن عربي وأمثاله ويقولون في النبوة إن الولاية أعظم منها كما قال ابن عربي .اهـ .
5 ـ قال الحافظ ابن حجر في (لسان الميزان)4/318: وقد كنت سألت شيخنا سراج الدين البلقيني عن ابن عربي ؟ فبادر بالجواب بأنه كافر .اهـ.
(كتاب الفصول) لابن عربي قال فيه الذهبي في (سير أعلام النبلاء) 23/48: ومن أردإ تواليفه كتاب الفصوص فإن كان لا كفر فيه فما في الدنيا كفر .اهـ .
زعم الصوفية بأنه قد دس عليه حساده عند نسخها . وهذه ترهات ، وهي من باب (حبك للشيء يعمى ويصم) ، فهذا سلطان العلماء العز بن عبد السلام قد التقى به مرارا ويشهد عليه بأنه (خبيث) ، فأين محل زعمهم من الإعراب غير التعصب المقيت.
ثم إنما نؤول كلام من تثبت عصمته من أجل أن نجمع بين كلامه لعدم جواز الخطأ عليه وأما من لم تثبت عصمته ، فجائز عليه الخطأ والمعصية والكفر فنؤاخذه بظاهر كلامه .
نسأل الله تعالى أن يرد المسلمين إلى الحق المبين ، ويرزقهم الصراط المستقيم ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
الحمد لله وكفى ، والصلاة والسلام على النبي المصطفى ، وعلى آله وصحبه الشرفاء.
وبــــــــــعــــــــــد ، فالحمد لله الذين أصبغ علينا نعمه ظاهرا وباطنا ، ومن أجل هذه النعم نعمة الإسلام والإيمان ، وهدايتنا إلى الطريق المستقيم الذي أنعم الله به على من سبقنا من السلف الصالح حيث هدانا إلى منهج أهل السنة والجماعة وسطا بين غلاة الإفراط والتفريط تمسكا بالسنة وهدي الحبيب لا زعما كما يتشدق بذلك عامة أهل البدع والأهواء وهم في واقع الأمر أهل زيغ وضلال، يتشبعون بما ليس فيهم.
وقد قرأت مقالا لأحد دعاة الصوفية شحن فيها كل ما وقف عليه من بهرجة لحال الصوفية التي أفلت زخارفها وبهرجتها في هذا العصر فقام من يحن لبدعها بالسعي على إحياء مجدها المزعوم خدمة للغزو الثقافي الغربي والحملة الصليبية الحاقدة خاصة بعدما ارتفعت صيحات العلمانيين والحداثيين المحذرة من الصحوة الإسلامية الشامخة (التيار السلفي) التي ستعصف بهم جميعا ولو كره المنافقون، وخير من يقدم الخدمات في هذا الصدد (الصوفية عبدة القبور ومنكري الجهاد) فهؤلاء خير بطانة للحكام المنافقين ، وخير أنيس للعلمانيين، وخير صديق للمستعمرين، وهم بريد الروافض.
من أجل ذلك كله رأيت واجب النصح للجميع ليهلك من هلك عن بينة ويزداد الذين آمنوا إيمانا مع إيمانهم ويحمدوا الله على ما أنعم الله عليهم من نعمة الهداية ، فأقول ـ وبالله تعالى التوفيق ـ :
ماذا تعرف أخي الحبيب عن الصوفية ؟!!
وماذا تعرف عن أهم شخصياتها التاريخية (الحلاج وابن عربي) ؟!!
قلت : وفقك الله الجميع للخير أولا يجب على الباحث عامة أن يكون نزيها في بحثه حتى يكون موضع ثقة من القراء ، وهذا المنهج هو ما أسعى إليه فيما أكتبه لأحبائي الكرام ، فلا ألتفت إلى كثرة الأتباع بين الكاره والمحب ، وإنما الالتفات يكون إلى الحق لذاته الذي يحاسبنا الله على اعتقاده وما يسألنا الله عز وجل عنه يوم القيامة.
أولا ـ ما معنى كلمة صوفية ؟!!
أما من حيث اللغة ، فالكلام في هذا الباب يطول ، وأختصره لك أيها القارئ الكريم بعد تحقيق القول فيه:
1 ـ للبسهم الصوف . والنسبة صحيحة من حيث اللغة . وهو أرجحها عندي .
2 ـ اشتقاقا من (سوفيا) وتعني باليونانية (الحكمة) .
3 ـ من (الصفة) أي الصفة التي بنيت لإيواء جماعة من فقراء المسلمين بالمسجد النبوي لم يكن لهم مأوى .
قلت : ولو كان كذلك لكان الصواب أن يقال : (صفَّية) بتشديد الفاء .
4 ـ لأنهم في الصف الأول بين يدي الله عز وجل بارتفاع هممهم وإقبالهم على الله بقلوبهم .
قلت : ولو كان كذلك لكان الصواب أن يقال : (صفية) .
5 ـ نسبة إلى الصفا (أي صفاء الروح والنفس) .
قلت : ولو كان كذلك لكان الصواب أن يقال: (صفائية أو صفوية) .
نخلص من ذلك كله أن الصوفية نسبة إلى الصوف لتميزهم بلبسه صيفا وشتاء ، فهل هذا من السنة يا أتباع حبيبنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ؟!!
إليك سُنة نبي الهدى ـ صلى الله عليه وسلم ـ لتعرف خطأ وانحراف الصوفية في أصل تسميتهم :
1 ـ ثبت عن أنس أنه قال : كان أحب الثياب إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يلبسه الحِبَرَة . رواه الشيخان .
والحبرة : بكسر الحاء وفتح الباء عبارة عن ثياب من نوع برود اليمن تتخذ من الكتان أو القطن وهي محبرة أي مزينة كما قال النووي في (تهذيب الأسماء واللغات) 2/61 .
2 ـ ثبت أيضا عن أنس أنه قال : كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ شاكيا ، فخرج وهو يتكئ على أسامة بن زيد عليه ثوب قطري قد توشح به ، فصلى بهم . رواه الترمذي في (الشمائل) ، وأبو الشيخ ، وابن حبان في صحيحه ، وأحمد بإسناد صحيح.
والقطري : ـ بكسر القاف وسكون الطاء نسبة إلى القطر ـ وهو نوع من البرود اليمنية يتخذ من قطن ، وفيه حمرة وأعلام مع خطوط كما قال الشوكاني في (نيل الأوطار) 6/43.
3 ـ وثبت عن ابن عباس مرفوعا : (عليكم بالبياض من الثياب ليلبسها أحياؤكم وكفنوا فيها موتاكم فإنها من خير ثيابكم) رواه أبو داود وابن ماجه وابن حبان في صحيحه بإسناد صحيح. ومعلوم أن المشار إليه هو القطن .
إذًا هذه الأحاديث تدل دلالة لا ريب فيها أن هدي الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو لباس القطن وليس الصوف ونحن لا ننكر أنه كان يلبس الصوف ، ولكن ليس زهدا وإنما من أجل البرد كما هو معلوم، فأين صدق زعم الصوفية في الالتزام بالسنة؟!!
فأي الهدي خير هدي الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ في لبس القطن أم هدى هؤلاء الصوفية؟!! بلا ريب هدي المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ أحب إلينا فكان الأجدر بهؤلاء أن يتسموا بـ (القطنية) لا (الصوفية) فتأمل.
أما الصوفية في اصطلاح العلماء ، فالكلام أيضا في ذلك يطول لعل أقربها للوضوح ما ذكره ابن خلدون في (المقدمة) ص 467: العكوف على العبادة والانقطاع إلى الله تعالى والإعراض عن زخرف الدنيا وزينتها، والزهد فيما يقبل عليه الجمهور من لذة ومال وجاه والانفراد عن الخلق في الخلوة للعبادة .اهـ .
قلت : ومع أن ظاهر هذا التعريف فيه من المعاني التي قد يظن البعض بأنها جميلة ولكن من أمعن فيها يجدها اشتملت على الدعوة إلى الرهبانية ما أنزل الله بها من سلطان ، فتخيل أيها الحبيب لو تنافست كل الأمة على التصوف كيف سيكون حالها؟!! صوامع في الصحراء والتلال والأودية لا زراعة ولا صناعة ولا تجارة ، لا زواج ولا إنجاب ، لا دولة ولا حكومة ، لا… ولا… هذا مضمون تعريف الصوفية عند الإمعان ، وعندي من النصوص العجيبة من أقوال شيوخ الصوفية ما يدعوا إلى الضحك والسخرية ولكن المقام يضيق عن ذكر ذلك.
في المقابل إليك هذا الحديث عن أنس أن نفرا من أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثم سألوا أزواج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن عمله في السر ؟ فقال بعضهم : لا أتزوج النساء ! وقال بعضهم : لا آكل اللحم ! وقال بعضهم : لا أنام على فراش ! فحمد الله وأثنى عليه فقال : ما بال أقوام قالوا كذا وكذا لكني أصلي وأنام ، وأصوم وأفطر ، وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني. رواه الشيخان فهذا نص صحيح صريح في تبرأ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من هؤلاء !!.
ثانيا ـ متى كان أول ظهور للصوفية ؟!
اختلف العلماء في العصر الذي ظهر فيه اسم (صوفي) على قولين :
الأول ـ أن هذا الاسم (صوفي) كان موجودا في الجاهلية قبل الإسلام :
فيحكى أن امرأة في الجاهلية كانت مبتلية بموت أولادها في الصغر ، فأنجبت ولدا يُدعى (الغوث بن مر) ونذرت إن عاش تعلق برأسه (صوفة)، أو تجعله ربيط الكعبة ، ففعلت ذلك فقيل له: (صوفة) ولولده من بعده وهذا القول مال إليه ابن الجوزي في (لبيس إبليس) ص161.
قلت : وفي صحة ذلك نظر ؛ لأن مثل هذه الحكايات تفتقر إلى إسناد صحيح ، وأيضا لم يرد بسند صحيح ، أو ضعيف أن أحدا من زهاد الصحابة لقب بلقب (صوفي) ، فدل ذلك على أن هذا اللقب حادث بعد الإسلام.
الآخر ـ أن هذا الاسم (صوفي) ظهر بعد الإسلام :
واختلف في تعيين القرن الذي ظهر فيه هذا اللقب (صوفي) على ثلاثة أقوال :
القول الأول ـ أنه ظهر في القرن الأول من الهجرة ، وناصر هذا القول الطوسي ـ من أئمة الصوفية ـ في (اللمع) ص42 ، واستدل على ذلك بأن الحسن البصري (المولود سنة 20هـ) رأى صوفيا في الطواف فعرض عليه شيئا من المال ، فلم يأخذه .
قلت : هذا القول يفتقر إلى سند صحيح إلى الحسن ، وهذا ما لم أجده مسندا أصلا ، وإنما هي مجرد حكايات يتناقلها الناس أشبهت حكايات أهل المقاهي ، ثم لو صح ذلك جدلا ، فالحسن البصري توفي سنة 110هـ ، فيحتمل أنه رأى هذا الصوفي في آخر حياته في القرن الثاني ، والدليل الذي يتطرق إليه الاحتمال يسقط به الاستدلال .
القول الثاني ـ أنه ظهر في القرن الثاني من الهجرة ، وهو قول الأكثرية واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية في (مجموع الفتاوى) 11/29 حيث قال: في أثناء المائة الثانية صاروا يعبرون عن ذلك ـ أي الزهد ـ بلفظ (الصوفي) لأن لبس الصوف كثر في الزهاد . اهـ . وهذا أرجح الأقوال عندي .
القول الثالث ـ أنه ظهر في القرن الثالث ، وفيه بعد لما سبق .
ثالثا ـ هل الصوفية أنوع ؟!
نعم الصوفية أنواع منها ما هو خارج عن الإسلام جملة واحدة كأهل الحلول والاتحاد ووحدة الوجود ، ومنها ما هو متلبس ببعض البدع والأهواء . وقد قسمهم شيخ الإسلام ابن تيمية ثلاثة أقسام:
الأولى ـ صوفية الحقائق : وهم ثلاثة أنواع:
1 ـ وهم قوم مجتهدون في طاعة الله كما اجتهد غيرهم فمنهم السابق المقرب بحسب اجتهاده ومنهم من هو دون ذلك.
2 ـ قوم تكلموا في خصائص الإيمان والدين خلطوا بعض الحق بشركيات وبدع وروايات باطلة وسلوك مخالف للسنة.
3 ـ أصحاب الحلول والاتحاد على شاكلة الحلاج وابن عربي وابن الفارض وهؤلاء أكفر من اليهود والنصارى.
الثانية ـ صوفية الأرزاق : وهم الذين يستفدون من دخل الأوقاف الموقوفة على الصوفية فحسب فلا يشترط في هؤلاء أن يكونوا من أهل الحقائق.
الثالثة ـ صوفية الرسم : وهم المقتصرون على النسبة إلى الصوفية فاهتمامهم منحصر في اللباس والآداب الوضعية ونحو ذلك.
وبالجملة يمكن تصنيف الصوفية إلى قسمين:
الأول ـ غلاة الصوفية وهؤلاء أهل وحدة الوجود والحلول والاتحاد، وهؤلاء كفار لا حظ لهم في الإسلام .
الآخر ـ أهل أهواء وبدع ، وهذا ما يغلب على عوامهم .
أما شركيات الصوفية ، فحدث ولا حرج كالطواف بالقبور ، والشد الرحال لأوليائهم، والذبح والاستغاثة وطلب الشفاعة والدعاء والتوسل بالموتى...الخ.
أما بدعهم التي تخالف السنة ، فهي أكثر من أن تحصى كمصطلاحات الاصطلام والسكر والفناء ، وكالخرقة والذكر الجماعي على آلات المعازف.
رابعا ـ أهم شخصيات الصوفية التاريخية (الحلاج وابن عربي)!
( الحـــــــلاج ) :
وما أدراك ما الحلاج ، فهو الحسين بن منصور بن محمي من أئمة الزنادقة والمرتين ، وقد أقيمت عليه البينة الشرعية ، وقتل مرتدا سنة 311هـ بعد أن صلب ببغداد ونودي عليه : هذا أحد دعاة القرامطة فاعرفوه ، فقتل شر قتلة . انظر : (سير أعلام النبلاء) 14/327 .
أقـوال العلمــاء في الحــلاج الصوفي :
1 ـ قال الفقيه أبو علي البنا : كان الحلاج قد ادعى أنه إله ، وأنه يقول بحلول اللاهوت في الناسوت … وكان يقول للواحد من أصحابه : أنت نوح ، ولآخر : أنت موسى ، ولآخر : أنت محمد . اهـ . انظر : (المرجع السابق) .
2 ـ وقال الذهبي : الحلاج المقتول على الزندقة ، ما روى ولله الحمد شيئا من العلم ، وكانت له بداية جيدة وتأله وتصوف ، ثم انسلخ من الدين ، وتعلم السحر ، وأراهم المخاريق . أباح العلماء دمه ، فقتل . انظر : (ميزان الاعتدال) 2/71 .
من أقــوال الحــلاج الكفريــة :
1 ـ مُزجت روحي في روحك كما ---- تُمزجُ الخمرة بالماء الزلال
فـإذا مسّــك شـــيءٌ مسّـني ---- فإذا أنت أنا في كلّ حال
انظر : (ديوان الحلاج) ص 82 .
2 ـ وقال محمد بن يحي الرازي : سمعت عمرو بن عثمان يلعن الحلاج ويقول : لو قدرت عليه لقتلته بيدي !! . فقلت : أيش وجد الشيخ عليه ؟ قال : قرأت آية من كتاب الله فقال : يُمكنني أ أؤلف مثله !! . انظر : (سير أعلام النبلاء) 14/330 .
3 ـ وقال أبو عمر بن حيوية : لما أخرج الحلاج ليُقتل ، مضيتُ وزاحمتُ حتى رأيته ، فقال لأصحابه : لا يهولنكم ، فإني عائد إليكم بعد ثلاثين يوما .
قال الذهبي : فهذه حكاية صحيحة توضح لك أن الحلاج ممخرق كذّاب ، حتى عند قتله . انظر : (المرجع السابق) 14/346 .
4 ـ وقال : الكفر والإيمان يفترقان من حيث الاسم ، فأما من حيث الحقيقة ، فلا فرق بينهما . انظر : (المرجع السابق) 14/352 .
( ابــن عـــربي ) :
بداية يجب الانتباه والتفريق بين ( ابن العربي ) العلامة المالكي بزيادة (ألف ولام) وهو إمام من أئمة المالكية ، ومن حفاظ الحديث اسمه : (محمد بن عبد الله الأشبيلي) أبو بكر المعروف بابن العربي المالكي المولود سنة 435هـ والمتوفى سنة 543هـ صاحب (عارضة الأحوذي شرح سنن الترمذي) .
أما ( ابن عربي ) الصوفي ، فهو (محمد بن علي بن محمد بن عربي الطائي) الشهير بمحيي الدين بن عربي ، ويميز عن سابقه بأن الأخير كما هو ظاهر من اسمه (عربي) نكرة في الاسم (بدون ألف ولام) ، ونكرة عند أهل العلم كما سيأتي، وهذا هلك سنة 638هـ .
أقــوال العلمـاء في ابـن عـربي الصوفي :
1 ـ قال سلطان العلماء العز بن عبد السلام السلمي المتوفى سنة 660هـ : هو شيعي سوء كذّاب ، فقال له ابن دقيق العيد: وكذّاب أيضا؟ قال : نعم . تذاكرنا بدمشق التزويج بالجن، فقال : هذا محال؛ لأن الإنس جسم كثيف والجن روح لطيف، ولن يعلق الجسم الكثيف الروح اللطيف. ثم بعد قليل رأيته وبه شجة ، فقال: تزوجتُ جنية فرزقت منها ثلاثة أولاد، فاتفق يوما أني أغضبتها فضربتني بعظم حصلت منه هذه الشجة وانصرفت فلم أرها بعد هذا .اهـ . !!! (ميزان الاعتدال 5/105).
2 ـ قال المفسر أبو حيان الأندلسي المولود سنة 654هـ عند تفسيره لقول الله (لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح): ومن بعض اعتقاد النصارى استنبط من أقر بالإسلام ظاهرا، وانتمى إلى الصوفية حلول الله في الصور الجميلة، ومن ذهب من ملاحدتهم إلى القول بالاتحاد والوحدة: كالحلاج والشعوذي وابن أحلى وابن عربي المقيم في دمشق.اهـ.
3 ـ قال الفقيه تقي الدين السبكي كما في (مغني المحتاج) للشربيني 3/61: (ومن كان من هؤلاء الصوفية المتأخرين كابن عربي وغيره فهم ضلال جهال خارجون عن طريقة الإسلام فضلا عن العلماء وقال ابن المقري في روضه إن الشك في كفر طائفة ابن عربي كفر) .
4 ـ قال ابن تيمية في (منهاج السنة) 5/335: ومن هؤلاء من يقول بالحلول والاتحاد وهم في الحلول والاتحاد نوعان نوع يقول بالحلول والاتحاد العام المطلق كابن عربي وأمثاله ويقولون في النبوة إن الولاية أعظم منها كما قال ابن عربي .اهـ .
5 ـ قال الحافظ ابن حجر في (لسان الميزان)4/318: وقد كنت سألت شيخنا سراج الدين البلقيني عن ابن عربي ؟ فبادر بالجواب بأنه كافر .اهـ.
(كتاب الفصول) لابن عربي قال فيه الذهبي في (سير أعلام النبلاء) 23/48: ومن أردإ تواليفه كتاب الفصوص فإن كان لا كفر فيه فما في الدنيا كفر .اهـ .
زعم الصوفية بأنه قد دس عليه حساده عند نسخها . وهذه ترهات ، وهي من باب (حبك للشيء يعمى ويصم) ، فهذا سلطان العلماء العز بن عبد السلام قد التقى به مرارا ويشهد عليه بأنه (خبيث) ، فأين محل زعمهم من الإعراب غير التعصب المقيت.
ثم إنما نؤول كلام من تثبت عصمته من أجل أن نجمع بين كلامه لعدم جواز الخطأ عليه وأما من لم تثبت عصمته ، فجائز عليه الخطأ والمعصية والكفر فنؤاخذه بظاهر كلامه .
نسأل الله تعالى أن يرد المسلمين إلى الحق المبين ، ويرزقهم الصراط المستقيم ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته