محروم
03 Apr 2004, 02:15 AM
الحمد للَّه والصلاة والسلام على رسول اللَّه وعلى أله وصحبه وبعد
اقرأ لكى تعبد الله كأنك تراه
لتعلم أن من الأمور العظيمه المهمة لك معرفة (صفات وأسماء وأفعال الرب جل جلاله)
...كما وردت فى الكتاب والسنه...وبعد معرفتها...عليك تذكرها باستمرار...
حتى تصير لقلبك بمنزلة المرئى...فتحقق بذلك مرتبة الاحسان
((فتعبد الله كأنك تراه... فإن لم تكن تراه فإنه يراك))
وبهذا تحيا القلوب الميته...وتنقشع الغفله...وتنشرح الصدور
بنور التوحيد.
والرسل كلهم عرّفوا بالله من خلال التعريف
بأسمائه...وصفاته...وأفعاله تعريفاً مفصلاً... حتى كأن العباد يشاهدونه
سبحانه وينظرون إليه وقد استوى على عرشه...فوق سماواته...عال على خلقه
...قاهراً لكل شئ...يدبر أمر مملكته...أمراً ناهياً...باعثاً لرسله...منزل
اً لكتبه فينزل الأمر من عنده بتدبير مملكته...فيكلم عبده جبريل,ويرسله
إلى من يشاء... ملائكته يخافونه من فوقهم وينفذون أوامره فى أقطار ملكه
...تصعد الأمور إليه وتعرض عليه... له الامر وليس لأحد معه من شئ ...بل الأمر
كله له,معبود...مطاع...لا شريك له ولا مثيل ولا عدل...موصوف بصفات الكمال...
منعوت بنعوت الجلال...منزه عن العيوب والنقائص.
قائماً بالملك والتدبير...فلا حركه ولا سكون...ولا نفع ولا ضر...ولا عطاء ولامنع
...ولا قبض ولا بسط إلا بقدرته وتدبيره فقيام الكون كله به...وقيامه سبحانه
بنفسه فهو القائم بنفسه...المقيم لكل ما سواه {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا
إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ
الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ} (59) سورة الأنعام
يقول صلى الله عليه وسلم: مفاتح الغيب خمس إن الله عنده علم الساعه وينزل
الغيث ويعلم ما فى الأرحام وما تدرى نفس ماذا تكسب غداً...وما تدرى نفس بأى
أرض تموت إن الله عليم خبير.
وهو يتكلم سبحانه وتعالى...يأمر وينهى...ويتأذى ويفرح,ويسمع ويبصر... ويرضى ويغضب
...ويجيب دعوة المضطر من عباده...ويغيث ملهوفهم...ويعين محتاجهم...ويجير كسيرهم...
ويغنى فقيرهم...ويميت ويحيى...ويمنع ويعطى,ويثيب ويعاقب...مالك الملك يؤتى الملك من يشاء
...وينزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء...ويذل من يشاء...بيده الخير...وهو على كل شى قدير
{إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} (82) سورة يــس
{كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} (29) سورة الرحمن
يغفر ذنباً...ويفرج كرباً...ويفك عانباً...وينصر مظلوماً...ويقصم ظالماً ويرحم مسكينا
...ويغيث ملهوفاً...ويسوق الأقدار إلى مواقيتها,ويجريها على نظامها...ويقدم ما يشاء
تقديمه...ويؤخر ما يشاء تأخيره...فأزمة الأمور كلها بيده...ومدار تدبيرالممالك
كلها إليه...فله الجلال والجمال والكمال والعزه والسلطان.
يرحم إذا استرحم...ويغفر إذا استغفر...ويعطى إذا سئل...ويجيب إذا دعى...
ويقيل إذا اسقيل...قال صلى الله عليه وسلم((ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليله
الى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخر...فيقول أنا الملك,أنا الملك...
من يدعونى فأستجيب له...من يسألنى فأعطيه...من يستغفرنى فأغفر له.
هو سبحانه وتعالى أكبر من كل شئ...وأعظم من كل شئ...وأقدرمن كل شئ...
وأعلم من كل شئ,وأحكم من كل شئ...بصير بحركا العالم علويه وسفليه,وأشخاصه وذواته
...سميع لأصواتهم...رقيب على ضمائرهم وأسرارهم...ويرى أفعالهم وحركاتهم...
ويشاهد بواطنهم كما يشاهد ظواهرهم...
{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ
إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ
أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (7) سورة المجادلة
سميع يسمع ضجيج الأصوات باختلاف اللغات...على تنوع الحاجات...فلا يشغله سمع عن سمع
...ولا تغلطه المسائل...ولا يتبرم بإلحاح الملحين...سواء عنده من أسر القول
ومن جهر به فالسر عنده علانيه والغيب عنده شهاده...يرى ويسمع دبيب النمله السوداء
...على الصخره الصماء فى الليله الظلماء ويرى ويسمع نبض عروقها ومجارى الطعام فى
أعضائها.
{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ
سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} (67) سورة الزمر
يمسك السماوات والأرض أن تزولا ويمسك البحار أن تغيض أو تفيض على العالم...
ويمسك السماء أن تقع على الأرض...ويمسك الطير فى الهواء صافات ويقبض.
يجعل سبحانه وتعالى السماوات يوم القيامه على إصبع والأرضين على إصبع
والجبال والشجر على إصبع والماء والثرى على إصبع وسائر الخلق على إصبع
ثم يهزهن فيقول أن الملك أنا الملك.
الكبرياء رداءه والعظمه إزاره يقول سبحانه وتعالى فى الحديث القدسى
((فمن نازعنى واحداً منهما قذفته فى النار))
ملكه عظيم عظيم يقول سبحانه((يا عبادى إنكم لن تبلغوا ضرى فتضرونى...
ولن تبلغوا نفعى فتنفعونى...يا عبادى لو أن أولكم وأخركم وإنسكم وجنكم
كانوا على ظافجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكى شيئاً ياعبادى
لو أن أولكم وأخركم وإنسكم وجنكم قاموا فى صعيد واحد فسألونى
فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندى إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر.
يقول صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل لا ينام ولا يتبغى له
أن ينام يخفض القسط ويرفعه يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار
وعمل النهار قبل عمل الليل حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما
انتهى إليه بصره من خلقه.
فهو حى لا يموت...قيوم لا ينام...عليم لا يخفى عليه مثقال ذره فى السماوات ولا فى الأرض
...ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن...لا تتحرك ذره إلا بإذنه...
والخلق مقهورون تحت قبضته...وهو رب العالمين...وأرحم الراحمين...
وأقدر القادرين...وأحكم الحاكمين الذى له الخلق والأمر...المعروف بالفطره
...الذى أقرت به العقول ودلت عليه كل الموجودات...
وشهدت بوحدانيته وربوبيته جميع المخلوفات.
كيف تصل الى ربك سبحانه وتعالى وتكسب حبه ورضاه؟
فإذا علمت أنه لا رب غيره...ولا يملك الضر والنفع والعطاء والمنع
إلا هو فعليك بالسعى فى طلب الوصول إليه بفعل الواجبات والنوافل...
وترك المحرمات والغفله فإنك إن فعلت فتح لك لك أبواب الخير والإيمان والتقوى.
((يقول تعالى ما تقرب إلى عبدى بشئ أحب إلى مما افترضته عليه
ولا يزال عبدى يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذى يسمع به
وبصره الذى يبصر به ويده الذى يبطش بها ورجله التى يمشى بها ولئن سألنى لأعطينه
ولئن استعاذنى لأعيذنه))
وبتذكرك أسماء الله وصفاته وأفعاله دائماً وبالليل والنهار ينشأ نور الإيمان فى قلبك
...يريك ذلك النور أنك واقف بين يدى ربك عز وجل,فتستحى منه فى خلواتك وجلواتك
...وترزق عند ذلك دوام المراقبه للرقيب...ودوام التطلع إلى حضرة العلى العظيم
...حتى كأنك تراه وتشاهده من فوق سماواته...مستوياً على عرشه...ناظراً إلى خلقه سامعاً لأصواتهم...مشاهداً لبواطنهم...فإذا استولى عليك هذا الشاهد أزال عنك
هموم الدنيا كلها وتعلقت بربك واتخذته وحده وكيلاً ودخلت جنته فى هذه
الدنيا قبل جنته التى فى الأخره. فأنت بين يدى ربك ناظراً إليه بقلبك...
والناس فى حجاب الدنيا
فتأمل وتفكر وقرأ !!
فتأمل وتفكر وقرأ هذا الكلام لتشاهد ربك فى الدنيا بعينى قلبك وسوف تراه
يوم القيامة ببصرك فإنه((إذا دخل أهل الجنة الجنة يقول الله تبارك وتعالى
تريدون شيئاً أزيدكم ؟ فيقولون ألم تبيض وجوهنا؟ألم تدخنا الجنة وتنجنا من النار؟
فيكشف سبحانه وتعالى الحجاب فما أعطوا شيئاً أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل))
وأما {مَن كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً} (72) سورة الإسراء
{فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} (46) سورة الحـج
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى أله وأصحابه
وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين,,,
تأليف د.صالح بن عبدالله الصياح
اقرأ لكى تعبد الله كأنك تراه
لتعلم أن من الأمور العظيمه المهمة لك معرفة (صفات وأسماء وأفعال الرب جل جلاله)
...كما وردت فى الكتاب والسنه...وبعد معرفتها...عليك تذكرها باستمرار...
حتى تصير لقلبك بمنزلة المرئى...فتحقق بذلك مرتبة الاحسان
((فتعبد الله كأنك تراه... فإن لم تكن تراه فإنه يراك))
وبهذا تحيا القلوب الميته...وتنقشع الغفله...وتنشرح الصدور
بنور التوحيد.
والرسل كلهم عرّفوا بالله من خلال التعريف
بأسمائه...وصفاته...وأفعاله تعريفاً مفصلاً... حتى كأن العباد يشاهدونه
سبحانه وينظرون إليه وقد استوى على عرشه...فوق سماواته...عال على خلقه
...قاهراً لكل شئ...يدبر أمر مملكته...أمراً ناهياً...باعثاً لرسله...منزل
اً لكتبه فينزل الأمر من عنده بتدبير مملكته...فيكلم عبده جبريل,ويرسله
إلى من يشاء... ملائكته يخافونه من فوقهم وينفذون أوامره فى أقطار ملكه
...تصعد الأمور إليه وتعرض عليه... له الامر وليس لأحد معه من شئ ...بل الأمر
كله له,معبود...مطاع...لا شريك له ولا مثيل ولا عدل...موصوف بصفات الكمال...
منعوت بنعوت الجلال...منزه عن العيوب والنقائص.
قائماً بالملك والتدبير...فلا حركه ولا سكون...ولا نفع ولا ضر...ولا عطاء ولامنع
...ولا قبض ولا بسط إلا بقدرته وتدبيره فقيام الكون كله به...وقيامه سبحانه
بنفسه فهو القائم بنفسه...المقيم لكل ما سواه {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا
إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ
الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ} (59) سورة الأنعام
يقول صلى الله عليه وسلم: مفاتح الغيب خمس إن الله عنده علم الساعه وينزل
الغيث ويعلم ما فى الأرحام وما تدرى نفس ماذا تكسب غداً...وما تدرى نفس بأى
أرض تموت إن الله عليم خبير.
وهو يتكلم سبحانه وتعالى...يأمر وينهى...ويتأذى ويفرح,ويسمع ويبصر... ويرضى ويغضب
...ويجيب دعوة المضطر من عباده...ويغيث ملهوفهم...ويعين محتاجهم...ويجير كسيرهم...
ويغنى فقيرهم...ويميت ويحيى...ويمنع ويعطى,ويثيب ويعاقب...مالك الملك يؤتى الملك من يشاء
...وينزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء...ويذل من يشاء...بيده الخير...وهو على كل شى قدير
{إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} (82) سورة يــس
{كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} (29) سورة الرحمن
يغفر ذنباً...ويفرج كرباً...ويفك عانباً...وينصر مظلوماً...ويقصم ظالماً ويرحم مسكينا
...ويغيث ملهوفاً...ويسوق الأقدار إلى مواقيتها,ويجريها على نظامها...ويقدم ما يشاء
تقديمه...ويؤخر ما يشاء تأخيره...فأزمة الأمور كلها بيده...ومدار تدبيرالممالك
كلها إليه...فله الجلال والجمال والكمال والعزه والسلطان.
يرحم إذا استرحم...ويغفر إذا استغفر...ويعطى إذا سئل...ويجيب إذا دعى...
ويقيل إذا اسقيل...قال صلى الله عليه وسلم((ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليله
الى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخر...فيقول أنا الملك,أنا الملك...
من يدعونى فأستجيب له...من يسألنى فأعطيه...من يستغفرنى فأغفر له.
هو سبحانه وتعالى أكبر من كل شئ...وأعظم من كل شئ...وأقدرمن كل شئ...
وأعلم من كل شئ,وأحكم من كل شئ...بصير بحركا العالم علويه وسفليه,وأشخاصه وذواته
...سميع لأصواتهم...رقيب على ضمائرهم وأسرارهم...ويرى أفعالهم وحركاتهم...
ويشاهد بواطنهم كما يشاهد ظواهرهم...
{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ
إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ
أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (7) سورة المجادلة
سميع يسمع ضجيج الأصوات باختلاف اللغات...على تنوع الحاجات...فلا يشغله سمع عن سمع
...ولا تغلطه المسائل...ولا يتبرم بإلحاح الملحين...سواء عنده من أسر القول
ومن جهر به فالسر عنده علانيه والغيب عنده شهاده...يرى ويسمع دبيب النمله السوداء
...على الصخره الصماء فى الليله الظلماء ويرى ويسمع نبض عروقها ومجارى الطعام فى
أعضائها.
{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ
سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} (67) سورة الزمر
يمسك السماوات والأرض أن تزولا ويمسك البحار أن تغيض أو تفيض على العالم...
ويمسك السماء أن تقع على الأرض...ويمسك الطير فى الهواء صافات ويقبض.
يجعل سبحانه وتعالى السماوات يوم القيامه على إصبع والأرضين على إصبع
والجبال والشجر على إصبع والماء والثرى على إصبع وسائر الخلق على إصبع
ثم يهزهن فيقول أن الملك أنا الملك.
الكبرياء رداءه والعظمه إزاره يقول سبحانه وتعالى فى الحديث القدسى
((فمن نازعنى واحداً منهما قذفته فى النار))
ملكه عظيم عظيم يقول سبحانه((يا عبادى إنكم لن تبلغوا ضرى فتضرونى...
ولن تبلغوا نفعى فتنفعونى...يا عبادى لو أن أولكم وأخركم وإنسكم وجنكم
كانوا على ظافجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكى شيئاً ياعبادى
لو أن أولكم وأخركم وإنسكم وجنكم قاموا فى صعيد واحد فسألونى
فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندى إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر.
يقول صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل لا ينام ولا يتبغى له
أن ينام يخفض القسط ويرفعه يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار
وعمل النهار قبل عمل الليل حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما
انتهى إليه بصره من خلقه.
فهو حى لا يموت...قيوم لا ينام...عليم لا يخفى عليه مثقال ذره فى السماوات ولا فى الأرض
...ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن...لا تتحرك ذره إلا بإذنه...
والخلق مقهورون تحت قبضته...وهو رب العالمين...وأرحم الراحمين...
وأقدر القادرين...وأحكم الحاكمين الذى له الخلق والأمر...المعروف بالفطره
...الذى أقرت به العقول ودلت عليه كل الموجودات...
وشهدت بوحدانيته وربوبيته جميع المخلوفات.
كيف تصل الى ربك سبحانه وتعالى وتكسب حبه ورضاه؟
فإذا علمت أنه لا رب غيره...ولا يملك الضر والنفع والعطاء والمنع
إلا هو فعليك بالسعى فى طلب الوصول إليه بفعل الواجبات والنوافل...
وترك المحرمات والغفله فإنك إن فعلت فتح لك لك أبواب الخير والإيمان والتقوى.
((يقول تعالى ما تقرب إلى عبدى بشئ أحب إلى مما افترضته عليه
ولا يزال عبدى يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذى يسمع به
وبصره الذى يبصر به ويده الذى يبطش بها ورجله التى يمشى بها ولئن سألنى لأعطينه
ولئن استعاذنى لأعيذنه))
وبتذكرك أسماء الله وصفاته وأفعاله دائماً وبالليل والنهار ينشأ نور الإيمان فى قلبك
...يريك ذلك النور أنك واقف بين يدى ربك عز وجل,فتستحى منه فى خلواتك وجلواتك
...وترزق عند ذلك دوام المراقبه للرقيب...ودوام التطلع إلى حضرة العلى العظيم
...حتى كأنك تراه وتشاهده من فوق سماواته...مستوياً على عرشه...ناظراً إلى خلقه سامعاً لأصواتهم...مشاهداً لبواطنهم...فإذا استولى عليك هذا الشاهد أزال عنك
هموم الدنيا كلها وتعلقت بربك واتخذته وحده وكيلاً ودخلت جنته فى هذه
الدنيا قبل جنته التى فى الأخره. فأنت بين يدى ربك ناظراً إليه بقلبك...
والناس فى حجاب الدنيا
فتأمل وتفكر وقرأ !!
فتأمل وتفكر وقرأ هذا الكلام لتشاهد ربك فى الدنيا بعينى قلبك وسوف تراه
يوم القيامة ببصرك فإنه((إذا دخل أهل الجنة الجنة يقول الله تبارك وتعالى
تريدون شيئاً أزيدكم ؟ فيقولون ألم تبيض وجوهنا؟ألم تدخنا الجنة وتنجنا من النار؟
فيكشف سبحانه وتعالى الحجاب فما أعطوا شيئاً أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل))
وأما {مَن كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً} (72) سورة الإسراء
{فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} (46) سورة الحـج
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى أله وأصحابه
وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين,,,
تأليف د.صالح بن عبدالله الصياح