AL SHAIMAA
07 Apr 2004, 10:55 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
<span style='color:deeppink'>كتاب الله يا أختاه
إلى أختي المسلمة أهدي هذه الكلمات ...
اعلمي أن دوام الصلة بكتاب الله تلاوة وتدبراً وعملاً، يعمق الإيمان ويوقظ التقوى.
فالقرآن هو البيئة الصالحة لإنبات أنضر النبات .. نبات الإيمان ، وإخراج أطيب الثمار .. ثمار العمل والوعي والجهاد .
وتيقني أن مدرسة القرآن هي السبيل الأوحد إلى تربـية الجيل المسلم، وإحياء الأمة الفاضلة .
أختاه .. إن هذا القرآن الذي أخرج بهديه ((خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ)) لم يجئ لفترة من الزمان أو لجيل من الناس، وإنما جاء ليعمل في كل جيل وفي كل بيئة .. ولذلك فالقرآن هو القادر اليوم على نقل خطى البشرية من واقعها الأليم إلى أملها المنشود.
أخـتـاه .. إنه (لا يصلح آخـر هذه الأمـة إلا بما صلح به أولهـا) كما قـال مالك بن أنس رضي الله عنه ولقد صلح أولها بالقرآن..
ولذلك فلن يصلح آخرها إلا به.. فالقرآن غنى كامل في كل شيء.. في كل زمان ومكان، وفي كل جـيــل وقــــــوم كما أخبر سبحانه قائلاً: ((إنَّ هَذَا القُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ)) ، فالـقــــــــرآن ((يَهْدِي لِـلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ)) في عالم الضمير والشعور، بالعقيدة الواضحة البسيطة التي لا تعقـيـــد فـيـهـا ولا غموض.. و((يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ)) في عالم العبادة بالموازنة بين التكاليف والطــاقــــــة.. و((يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ)) في علاقات الناس بعضهم ببعض أفراداً وأزواجاً، وحكومات وشـعـوباً، ودولاً وأجناساً، ويقيم هذه العلاقات على الأسس الوطيدة الثابتة التي لا تتأثر بالرأي أو بالهوى، ولا تميل مع المودة والشنآن، ولا يصرفها المصالح والأغراض.
أختاه .. لقد أقسم الله عز وجل فقال: ((وَالْعَصْرِ(1)إنَّ الإنسَانَ لَفِي خُسْرٍ(2)إلاَّ الَذِينَ آمَـنُــوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ)) فتأكدي أن كل أحد خاسر إلا من آمن وعمل صالحاً، وكمّل غيره بالتوصية بالحق والصبر عليه.. ولذلك فــإنــــه حقيق بكل عاقل أن ينفق ساعات عمره فيمـا يخلصه من الخسران المبين، (وليس ذلك إلا بـالإقـبـــــال على القرآن وتفهمـه وتدبره واستخراج كنوزه وآثار دفائنه، وصرف العناية إليه، والعكـــــوف بالهمـة عليـه؛ فإنه الكفيل بمصالح العباد، في المعاش والمعاد، والموصل لهم إلى سبيل الرشاد).
ولا شك يا أختاه أن كـتاب الله الذي هذا شأنه، وتلك هي آثاره في النفس والمجتمع جدير بأن يتلوه الإنسان آناء اللـيـل وآناء النهار؛ فذلك السبيل إلى الفوز في الدنيا والآخرة كما أخبر سبحانه: ((إنَّ الَذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِراً وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ)).
وكما أخبر رسول الله: (مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو )).
وقال: (الماهر بالقرآن مع السَفَرة الـكــــرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران).
أختاه.. إن القرآن هو مأدبة الله كما أخبر بذلك الصادق المصدوق لله، فأقبلي على مأدبة الله، واحرصي أن تكون لك في هذه المأدبــــة صـــــواحب.. صحبة طاهرة ملتزمة بالدين، مخلصة لله، بعيدة عن البدع والمعاصي، حريصة على أمر الآخرة..
فهذه الصحبة الطاهرة تزيد من حرصك وتُقَوّي من أزرك، وتحقق فيك قول رسول الله: (خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه)، وقوله: (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده).
أختاه.. إن الحياة في ظلال القرآن نعمة.. نعمة لا يعرفها إلا من ذاقها، نعمة ترفع العمر وتباركه وتزكيه.. ومن عاش مع القرآن شعر بالتكريم الإلهي العلوي الجليل، فعاش هادئ النفس، مطمئن السريرة، قرير العين, تغشاه السكينة التي ما تنزل في قلب عبد إلا أكسبته الوقار والطمأنينة (وأنطقت لسانه بالصواب والحكمة، وحالت بينه وبين قول الفحش واللغو والهجر، وكل باطل.. قال ابن عباس (رضي الله عنه): (كنا نتحدث أن السكينة تنطق على لسان عمر وقلبه).. بل (كثيراً ما ينطق صاحب السكينة بكلام لم يكن على فكرة منه، ولا روية ولا هبة ويستغربه هو من نفسه، كما يستغرب السامع له، وربما لا يعلم بعد انقضائه بما صدر منه).
وهكذا هو القرآن يا أختاه به تطمئن القلوب بالإيمان واليقين، فكيف تكون قراءتك له ؟
أختـــاه.. اقرئي.. ورتلي.. وليكن منك عـلى ذكر قـول النبي: (يقــال لصاحب القرآن إذا دخل الجنة: اقرأ وارقَ واصعد، فيقرأ ويصعد بكل آية درجـــــة حتى يـقـــــرأ آخر شيء معه) ، وقوله: (من قرأ حرفاً من كتاب الله فله حسنة، والحسنة بعشر أمـثـالـهــا، لا أقول: ألم حرف، ولكن: ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف) .
هذه وصيتي إليك، وهذه فوائدها؛ فاغتنميها. وفقني الله وإياك إلى خيرَيِ الدارين.</span>
م
ن
ق
و
ل
<span style='color:deeppink'>كتاب الله يا أختاه
إلى أختي المسلمة أهدي هذه الكلمات ...
اعلمي أن دوام الصلة بكتاب الله تلاوة وتدبراً وعملاً، يعمق الإيمان ويوقظ التقوى.
فالقرآن هو البيئة الصالحة لإنبات أنضر النبات .. نبات الإيمان ، وإخراج أطيب الثمار .. ثمار العمل والوعي والجهاد .
وتيقني أن مدرسة القرآن هي السبيل الأوحد إلى تربـية الجيل المسلم، وإحياء الأمة الفاضلة .
أختاه .. إن هذا القرآن الذي أخرج بهديه ((خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ)) لم يجئ لفترة من الزمان أو لجيل من الناس، وإنما جاء ليعمل في كل جيل وفي كل بيئة .. ولذلك فالقرآن هو القادر اليوم على نقل خطى البشرية من واقعها الأليم إلى أملها المنشود.
أخـتـاه .. إنه (لا يصلح آخـر هذه الأمـة إلا بما صلح به أولهـا) كما قـال مالك بن أنس رضي الله عنه ولقد صلح أولها بالقرآن..
ولذلك فلن يصلح آخرها إلا به.. فالقرآن غنى كامل في كل شيء.. في كل زمان ومكان، وفي كل جـيــل وقــــــوم كما أخبر سبحانه قائلاً: ((إنَّ هَذَا القُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ)) ، فالـقــــــــرآن ((يَهْدِي لِـلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ)) في عالم الضمير والشعور، بالعقيدة الواضحة البسيطة التي لا تعقـيـــد فـيـهـا ولا غموض.. و((يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ)) في عالم العبادة بالموازنة بين التكاليف والطــاقــــــة.. و((يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ)) في علاقات الناس بعضهم ببعض أفراداً وأزواجاً، وحكومات وشـعـوباً، ودولاً وأجناساً، ويقيم هذه العلاقات على الأسس الوطيدة الثابتة التي لا تتأثر بالرأي أو بالهوى، ولا تميل مع المودة والشنآن، ولا يصرفها المصالح والأغراض.
أختاه .. لقد أقسم الله عز وجل فقال: ((وَالْعَصْرِ(1)إنَّ الإنسَانَ لَفِي خُسْرٍ(2)إلاَّ الَذِينَ آمَـنُــوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ)) فتأكدي أن كل أحد خاسر إلا من آمن وعمل صالحاً، وكمّل غيره بالتوصية بالحق والصبر عليه.. ولذلك فــإنــــه حقيق بكل عاقل أن ينفق ساعات عمره فيمـا يخلصه من الخسران المبين، (وليس ذلك إلا بـالإقـبـــــال على القرآن وتفهمـه وتدبره واستخراج كنوزه وآثار دفائنه، وصرف العناية إليه، والعكـــــوف بالهمـة عليـه؛ فإنه الكفيل بمصالح العباد، في المعاش والمعاد، والموصل لهم إلى سبيل الرشاد).
ولا شك يا أختاه أن كـتاب الله الذي هذا شأنه، وتلك هي آثاره في النفس والمجتمع جدير بأن يتلوه الإنسان آناء اللـيـل وآناء النهار؛ فذلك السبيل إلى الفوز في الدنيا والآخرة كما أخبر سبحانه: ((إنَّ الَذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِراً وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ)).
وكما أخبر رسول الله: (مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو )).
وقال: (الماهر بالقرآن مع السَفَرة الـكــــرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران).
أختاه.. إن القرآن هو مأدبة الله كما أخبر بذلك الصادق المصدوق لله، فأقبلي على مأدبة الله، واحرصي أن تكون لك في هذه المأدبــــة صـــــواحب.. صحبة طاهرة ملتزمة بالدين، مخلصة لله، بعيدة عن البدع والمعاصي، حريصة على أمر الآخرة..
فهذه الصحبة الطاهرة تزيد من حرصك وتُقَوّي من أزرك، وتحقق فيك قول رسول الله: (خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه)، وقوله: (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده).
أختاه.. إن الحياة في ظلال القرآن نعمة.. نعمة لا يعرفها إلا من ذاقها، نعمة ترفع العمر وتباركه وتزكيه.. ومن عاش مع القرآن شعر بالتكريم الإلهي العلوي الجليل، فعاش هادئ النفس، مطمئن السريرة، قرير العين, تغشاه السكينة التي ما تنزل في قلب عبد إلا أكسبته الوقار والطمأنينة (وأنطقت لسانه بالصواب والحكمة، وحالت بينه وبين قول الفحش واللغو والهجر، وكل باطل.. قال ابن عباس (رضي الله عنه): (كنا نتحدث أن السكينة تنطق على لسان عمر وقلبه).. بل (كثيراً ما ينطق صاحب السكينة بكلام لم يكن على فكرة منه، ولا روية ولا هبة ويستغربه هو من نفسه، كما يستغرب السامع له، وربما لا يعلم بعد انقضائه بما صدر منه).
وهكذا هو القرآن يا أختاه به تطمئن القلوب بالإيمان واليقين، فكيف تكون قراءتك له ؟
أختـــاه.. اقرئي.. ورتلي.. وليكن منك عـلى ذكر قـول النبي: (يقــال لصاحب القرآن إذا دخل الجنة: اقرأ وارقَ واصعد، فيقرأ ويصعد بكل آية درجـــــة حتى يـقـــــرأ آخر شيء معه) ، وقوله: (من قرأ حرفاً من كتاب الله فله حسنة، والحسنة بعشر أمـثـالـهــا، لا أقول: ألم حرف، ولكن: ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف) .
هذه وصيتي إليك، وهذه فوائدها؛ فاغتنميها. وفقني الله وإياك إلى خيرَيِ الدارين.</span>
م
ن
ق
و
ل