ابو الوليد
07 Apr 2004, 06:39 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الكبير المتعال ، الذي إليه المآل ، والذي هو لما يريد فعّال ، القريب المجيب الذي لا يمل ممن ألحّ عليه بالسؤال .. ثم الصلاة والسلام على خير الأنام ، المبعوث بين يدي الساعة بالحسام ، وعلى آله وصحبه الكرام .. أما بعد ..
قال الله تعالى:" كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون" (البقرة : 216)
وقال تعالى "فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد" (التوبة : 5)
وقال تعالى " قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الأخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون " (التوبة : 29)
وقال تعالى "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين" (البقرة : 251)
وقال تعالى "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز " (الحج : 40)
فالحرب بين الإسلام والكفر حرب وجود ، حرب الحق ضد الباطل ، حرب الإيمان ضد الطغيان ، وهذه الحروب اليوم في العراق وفلسطين والشيشان وأفغانستان والفلبين وطاجيكستان وأوزبكستان وأريتريا وباكستان والصين وغيرها من الثغور إنما هي حروب من هذا النوع ، حروب اجتمعت فيها إرادة الكفار والمنافقين على إستئصال هذا الدين ..
لقد وقف خيرة رجال هذه الأمة في وجه هذا المخطط الشيطاني لإطفاء هذا النور الرباني في الأرض ، ولكن الله يأبى وأبى إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون ..
لقد خرج هؤلاء الرجال من دنياهم ومن حياتهم ابتغاء مرضاة ربهم ، وبقي من بقي خلفهم من المسلمين لا يسعهم إلا أن متابعة أخبارهم وأياديهم على قلوبهم يفرحون بإنتصارهم ويحزنون لمصابهم ..
بعض المسلمين يمد المجاهدين بالرجال والعتاد ، وبعضهم يمدهم بالمال ، وآخرين يمدونهم بالرأي والمشورة ، وهذا كله – في هذا الوقت – من أعظم الجهاد ، ولكن العتب على الذين لا يقدرون على كل ذلك – مع حرقة في قلوبهم – وقعدوا عن النصرة حتى بالدعاء الذي هو من أعظم أسباب النصر والنصرة !!
لا يكفي المخلص أن يكون قلبه ولسانه مع المجاهدين دون تلك الدموع التي تخالج شغاف النفس في ظلمات الليل يناجي ربه ويدعوا لهم بالنصرة والتمكين ، إن هذا من الإجحاف والجحود بحق هؤلاء المجاهدين الذين بذلوا الغالي والنفيس في سبيل عزة الأمة وكرامتها ..
إن الدعاء جزء لا يتجزأ من الجهاد في سبيل الله ، قال اللّه عزّ وجلّ في كتابه "يا أيُّها الَّذين آمَنُوا إذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللّه كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" (الأنفال:45)
وجاء في سنن أبي داود بإسناد صحيح ، عن سهل بن سعد رضي اللّه عنه، قال:قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "ثِنْتَانِ لا تُرَدَّانِ ـ أوْ قَلَّما تُرَدَّانِ ـ الدُعاءُ عِنْدَ النِّدَاءِ، وَعِنْدَ البأسِ حِينَ يُلْجِمُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً"
وها هو خير خلق الله ، رسول الله صلى الله عليه وسلم يلهج بالدعاء قبل احتدام الجحافل في غزوة بدر كما في صحيحي البخاري ومسلم ، عن ابن عباس أن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم قال وهو في قُبّته: "اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك ، اللهم إن شئت لم تُعبد بعد اليوم"
فأخذ أبو بكر رضي اللّه عنه بيده ، فقال: حَسْبُكَ يا رسول اللّه! فقد أَلْحَحْتَ على ربِّك، فخرج وهو يقول: "سَيُهْزَمُ الجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ * بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأمَرُّ" (القمر:45 -46)"
هذا لفظ رواية البخاري. وأما لفظ مسلم فقال: "استقبل نبيّ اللّه صلى اللّه عليه وسلم القبلة ثم مَدََّ يديه فجعل يهتفُ بربه يقول: اللهم أنجز لي ما وعدتني ، اللهم آت ما وعدتني ، اللهم إن تَهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تُعبد في الأرض" ، فما زال يهتف بربه [يرفع صوته بالدعاء] مادّاً يديه حتى سقط رداءه"
وجاء في كتاب ابن السني ، عن أنس رضي اللّه عنه قال : "كنّا مع النبيِّ صلى اللّه عليه وسلم في غزوةٍ فلقيَ العَدُوَّ، فسمعتُه يقول: "يا مالكَ يَوْمِ الدّينِ، إيَّاكَ نَعْبُدُ وإيَّاكَ نَسْتَعِينُ" فلقد رأيتُ الرِّجالَ تُصرَع تضربُها الملائكةُ من بين أيديها ومن خلفها" ..
فإذا كان هذا شأن الموعود بالنصر من فوق الجنان ، المحفوظ بنص القرآن ، خليل الرحمن ، فكيف بمن هو دونه من المسلمين !!
لقد كان من سنته صلى الله عليه وسلم الدعاء في كل مناسبة ، والدعاء خاصة والتضرع إلى الله في الشدة ، والإكثار من الدعاء في المعارك والغزوات ، فهل نستن بسنته صلى الله عليه وسلم في وقت نحن في أمس الحاجة إلى عون الله ونصرته في زمن تكالب فيه علينا النصارى واليهود والهندوس والبوذيين والشيوعيين وبني جلدتنا من المنافقين والمرتدين وسائر ملل الكفر في الأرض !!
إن من أعظم أسباب ضعف المسلمين اليوم عدم لجوؤهم إلى الله ، وعدم توكلهم عليه حق التوكل ، وتعلقهم بالأسباب وتركهم اللجوء لمسبب الأسباب سبحانه وتعالى ، لقد نسي المسلمون – أو تناسوا- أن الله بيده كل شيء وهو على كل شيء قدير ، فعكفوا على الحسابات الأرضية وتركوا مناجاة رب البرية !!
فهلّا وقفة صادقة مع النفس ، واعتراف بالذنب والتقصير ، واللجوء إلى السميع البصير !!
إن فلسطين اليوم تدمّر ، والأقصى في خطر ، والفلوجة محاصرة من قبل الصليبيين الحاقدين ، والمجاهدين يضيَّق عليهم في باكستان ، وإخواننا المجاهدون قابعون في سجون المنافقين ، فأين الملجأ والمنجى عباد الله !!
إن لم يكن الله لنا عونا فمن يكون !!
أكتب هذه الكلمات والأخبار تتوالى علينا من معقل المجاهدين "الفلوجة" في أرض الرافدين ، والأمريكان قد طوقوها بدباباتهم من كل جهة ومنعوا الناس من دخلولها والخروج منها ، فمن لهؤلاء المجاهدين غير الله !!
أين الذين إذا أقسموا على الله أبرهم !!
أين من يذرف الدموع بين يدي الله !!
أين الراجين رحمته بعباده المؤمنين !!
أين القائمين الركّع السجود المتذللين !!
معاشر المسلمين :
الدعاء الدعاء لإخوانكم في الفلوجة ، فإنهم في أمس الحاجة إلى عون الله ومعيّته الآن .. لا يحل لأحد أن يبخل عليهم بالدعاء .. لا يحل لأحد أن يخذلهم في مثل هذا الموقف ، واعلموا أن الله عليكم رقيب ، وبكم عليم ، وسيجمعكم ليوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ..
يا أئمة المساجد ، يا معاشر العلماء ، يا مسلمين : سيحاسبكم رب العزة على هذا التقاعس ..
لقد خاب والله وخسر من عجز عن رفع يده للنداء ..
خاب وخسر من لم يرقى بقلبه إلى السماء ..
خاب وخسر من لم يلجأ في هذا الوقت إلى ربه بالدعاء ..
خاب وخسر من لم يهمه أمر المسلمين ..
خاب وخسر ..
خاب وخسر ..
هذا بعض ما قاله نبيكم والمؤمنون في ساعات المحن وساحات القتال ، فأكثروا من ترديده ، وألحوا على الله بالدعاء وتضرعوا إليه، وتذللوا له ، وألقوا بأنفسكم بين يديه ، فهو الذي أطمعكم فيه ، ورغّبكم به وبقدرته ، فقد قال سبحانه "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ " (البقرة " 186)
وقال تعالى " وَلَذِكْرُ اللَّهِ أكْبَرُ" (العنكبوت:45)
وقال تعالى "فاذْكُرُونِي أذْكُرْكُمْ" ( البقرة : 152)
وقال تعالى "فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ المُسَبِّحينَ لَلَبِثَ في بَطْنِهِ إلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ" (الصّافّات : 143)
وقال تعالى " يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ والنَّهارَ لاَ يَفْتُرُونَ " (الأنبياء : 20)
وقال تعالى "وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أسْتَجِبْ لَكُمْ " (غافر : 60)
وقال تعالى "ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً " (الأعراف : 55)
إلى غيرها من الآيات الكثيرة الحاضة على الدعاء
إن القلوب أوعية ، وبعضها أوعى من بعض فإذا سألتم الله تعالى أيها الناس فاسألوه وأنتم موقنون بالإجابة ، فإن الله لا يستجيب لعبد دعاه عن ظهر قلب غافل :
لا إله إلا الله العظيم الحليم ، لا إله إلا الله رب العرش العظيم ، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم ..
لا إله إلا الله الحليم الكريم ، سبحان الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم، لا إله إلا أنت عز جارك وجلَّ ثنائك ..
لا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الكريم، ما شاء الله لا قوة إلا بالله ، اعتصمنا بالله ، استعنا بالله ، توكلنا على الله ..
اللهم حصِّنهم كلهم بك يا حي يا قيوم يا من لا يموت أبداً ، وادفع عنهم السوء فلا حول ولا قوّة إلا بك يا عليّ يا عظيم ..
اللهم منزل الكتاب ، ومجري السحاب ، وهازم الأحزاب اهزم أعداء دينك وانصر المؤمنين عليهم ، اللهم أنجز للمؤمنين ما وعدتهم ، اللهم آتهم ما وعدتهم ..
اللهم إنا ننشدك عهدك ووعدك يا أكرم الأكرمين ..
اللهم زلزل الكافرين ، الله مزّقهم كل ممزّق ، اللهم املأ بيوتهم وقبورهم ناراً ..
اللهم أنت عضد المؤمنين ونصيرهم ، بك يحولون وبك يصولون وبك يقاتلون ..
اللهم إنا نجعلك في نجور أعدائنا من الأمريكان ومن والاهم ونعوذ بك من شرورهم ..
اللهم أنت ربنا وربهم وقلوبنا وقلوبهم بيدك ، وإنما يغلبهم أنت ..
اللهم أرنا ما وعدتنا في أعدائنا ..
اللهم أنزل نصرك ..
اللهم سدد رمي المجاهدين وأجب دعوتهم ..
اللهم بارك في مراكبهم ورجالهم ..
اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين، اللهم اشدد وطأتك على الكافرين ، اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف ..
يا قديم الإحسان ، يا من إحسانه فوق كل إحسان ، يا مالك الدنيا والآخرة ، يا حي يا قيوم ، يا ذا لجلال والإكرام ، يا من لا يعجزه شيء ولا يتعاظمه ، انصر المجاهدين على أعدائنا هؤلاء وغيرهم ، وأظهرهم عليهم في عافية وسلامة عامّة عاجلاً ..
اللهم إنا نعتذر لك مما صنع المتخاذلون ونبرأ إليك مما صنع الكفار والمنافقون ..
اللهم لا خير إلا خير الآخرة فبارك اللهم في المجاهدين ومن نصرهم ..
ربنا انصر المجاهدين على القوم المفسدين ..
اللهم أعن المجاهدين ولا تعن عليهم ، وانصرهم ولا تنصر عليهم ، وامكر لهم ولا تمكر عليهم، واهدهم ويسّر الهدى لهم ، وانصرهم على من بغى عليهم ..
اللهم انصر المجاهدين على من يظلمهم، وخذ منه بثأرهم ..
اللهم قاتل الكفرة الذين يصدون عن سبيلك، ويكذّبون رسلك، ولا يؤمنون بوعدك، اللهم خالف بين كلمتهم، وألقي في قلوبهم الرّعب، واجعل عليهم رجزك وعذابك إله الحق، اللهم قاتل الكفرة الذين أوتوا الكتاب ..
اللهم إنا نعوذ بك من غلبة الديْن ، وغلبة العدو ، وشماتة الأعداء ..
اللهم إنا نعوذ بك أن نموت في سبيلك مدبرين ..
اللهم لولا أنت ما اهتدينا ... ولا تصدّقنا ولا صلينا
فأنزلن سكينة علينا ... وثبّت الأقدام إن لاقينا
إنّ الأُلى قد بغوا علينا ... إذا أرادوا فتنة أبينا
"سيُهْزَمُ الجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ *. بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأمَرُّ" (القمر : 45-46)
".... وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * وَعْدَ اللهِ لاَ يُخْلِفُ اللهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ " (الروم 4-6)
ومن المناسب هنا ذكر بعض آداب الدعاء :
قال الإمام النووي رحمه الله في كتابه "الأذكار" نقلاً عن الإمام الغزالي في الإحياء :
آدابُ الدعاء عشرة:
الأول : أن يترصَّدَ الأزمان الشريفة : كيوم عَرَفَة وشهر رمضان ويوم الجمعة والثلث الأخير من الليل ووقت الأسحار.
الثاني: أن يغتنمَ الأحوالَ الشريفة؛ كحالة السجود ، والتقاء الجيوش ، ونزول الغيث ، وإقامة الصلاة وبعدَها ، قلتُ [النووي]: وحالة رقّة القلب.
الثالث : استقبالُ القبلة ورفعُ اليدين ويمسحُ بهما وجهه في آخره.
الرابع : خفضُ الصوت بين المخافتة والجهر.
الخامس : أن لا يتكلَّف السجعَ : وقد فسَّر به الاعتداء في الدعاء ، والأولى أن يقتصر على الدعوات المأثورة ، فما كل أحد يُحسن الدعاءَ فيخاف عليه الاعتداء. وقال بعضهم : ادعُ بلسان الذلّة والافتقار ، لا بلسان الفصاحة والانطلاق، ويُقال: إن العلماء [...] لا يزيدون في الدعاء على سبع كلمات ويشهد له ما ذكره اللّه سبحانه وتعالى في آخر سورة البقرة "رَبَّنا لا تُؤَاخِذْنا ..." إلى آخرها (البقرة: 286) ، لم يخبر سبحانه في موضع عن أدعية عباده بأكثر من ذلك.
قلتُ [النووي]: ومثلهُ قول اللّه سبحانه وتعالى في سورة إبراهيم صلى اللّه عليه وسلم "وَإِذْ قالَ إِبْرَاهِيمُ: رَبِّ اجْعَلْ هَذَا البَلَدَ آمِناً ..." إلى آخره (إبراهيم : 35) ... قلتُ [النووي]: والمختار الذي عليه جماهير العلماء أنه لا حجرَ في ذلك، ولا تُكرهُ الزيادةُ على السبع، بل يُستحبّ الإِكثارُ من الدعاء مطلقاً.
السادس: التضرّعُ والخشوعُ والرهبة، قال اللّه تعالى"إنَّهُمْ كانُوا يُسارِعُونَ في الخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنا رَغَباً وَرَهَباً وكانُوا لَنا خاشِعِينَ" (الأنبياء : 90) ، وقال تعالى "ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً " (الأعراف : 55) ..
السابع: أن يجزمَ بالطلب ويُوقن بالإِجابة ويصدقَ رجاءه فيها، ودلائلُه كثيرةٌ مشهورة. قال سفيان بن عُيينة رحمه اللّه: لا يمنعنّ أحدَكم من الدعاء ما يعلمُه من نفسه، فإن اللّه تعالى أجاب شرّ المخلوقين إبليس إذ قال "أنْظِرْنِي إلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ. قالَ إِنَّكَ منَ المُنْظَرِينَ" (الأعراف : 14-15) ..
الثامن: أن يُلحّ في الدعاء ويكرّره ثلاثاً ولا يستبطىء الإِجابة.
التاسع: أن يفتتح الدعاء بذكر اللّه تعالى . قلتُ [النووي]: وبالصلاة على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بعد الحمد للّه تعالى والثناء عليه، ويختمه بذلك كله أيضاً.
العاشر: وهو أهمّها والأصل في الإِجابة، وهو التوبةُ وردُّ المظالم والإِقبال على اللّه تعالى.
اللهم هذا دعاء المضطر الذليل بين يديك .. اللهم إنا مسّنا الضر وأنت أرحم الراحمين ..
وآخر عوانا ان الحمد لله رب العالمين .. وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين ..
كتبه الراجي عفو ربه
حسين بن محمود
15 صفر 1425هـ
الحمد لله الكبير المتعال ، الذي إليه المآل ، والذي هو لما يريد فعّال ، القريب المجيب الذي لا يمل ممن ألحّ عليه بالسؤال .. ثم الصلاة والسلام على خير الأنام ، المبعوث بين يدي الساعة بالحسام ، وعلى آله وصحبه الكرام .. أما بعد ..
قال الله تعالى:" كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون" (البقرة : 216)
وقال تعالى "فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد" (التوبة : 5)
وقال تعالى " قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الأخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون " (التوبة : 29)
وقال تعالى "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين" (البقرة : 251)
وقال تعالى "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز " (الحج : 40)
فالحرب بين الإسلام والكفر حرب وجود ، حرب الحق ضد الباطل ، حرب الإيمان ضد الطغيان ، وهذه الحروب اليوم في العراق وفلسطين والشيشان وأفغانستان والفلبين وطاجيكستان وأوزبكستان وأريتريا وباكستان والصين وغيرها من الثغور إنما هي حروب من هذا النوع ، حروب اجتمعت فيها إرادة الكفار والمنافقين على إستئصال هذا الدين ..
لقد وقف خيرة رجال هذه الأمة في وجه هذا المخطط الشيطاني لإطفاء هذا النور الرباني في الأرض ، ولكن الله يأبى وأبى إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون ..
لقد خرج هؤلاء الرجال من دنياهم ومن حياتهم ابتغاء مرضاة ربهم ، وبقي من بقي خلفهم من المسلمين لا يسعهم إلا أن متابعة أخبارهم وأياديهم على قلوبهم يفرحون بإنتصارهم ويحزنون لمصابهم ..
بعض المسلمين يمد المجاهدين بالرجال والعتاد ، وبعضهم يمدهم بالمال ، وآخرين يمدونهم بالرأي والمشورة ، وهذا كله – في هذا الوقت – من أعظم الجهاد ، ولكن العتب على الذين لا يقدرون على كل ذلك – مع حرقة في قلوبهم – وقعدوا عن النصرة حتى بالدعاء الذي هو من أعظم أسباب النصر والنصرة !!
لا يكفي المخلص أن يكون قلبه ولسانه مع المجاهدين دون تلك الدموع التي تخالج شغاف النفس في ظلمات الليل يناجي ربه ويدعوا لهم بالنصرة والتمكين ، إن هذا من الإجحاف والجحود بحق هؤلاء المجاهدين الذين بذلوا الغالي والنفيس في سبيل عزة الأمة وكرامتها ..
إن الدعاء جزء لا يتجزأ من الجهاد في سبيل الله ، قال اللّه عزّ وجلّ في كتابه "يا أيُّها الَّذين آمَنُوا إذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللّه كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" (الأنفال:45)
وجاء في سنن أبي داود بإسناد صحيح ، عن سهل بن سعد رضي اللّه عنه، قال:قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "ثِنْتَانِ لا تُرَدَّانِ ـ أوْ قَلَّما تُرَدَّانِ ـ الدُعاءُ عِنْدَ النِّدَاءِ، وَعِنْدَ البأسِ حِينَ يُلْجِمُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً"
وها هو خير خلق الله ، رسول الله صلى الله عليه وسلم يلهج بالدعاء قبل احتدام الجحافل في غزوة بدر كما في صحيحي البخاري ومسلم ، عن ابن عباس أن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم قال وهو في قُبّته: "اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك ، اللهم إن شئت لم تُعبد بعد اليوم"
فأخذ أبو بكر رضي اللّه عنه بيده ، فقال: حَسْبُكَ يا رسول اللّه! فقد أَلْحَحْتَ على ربِّك، فخرج وهو يقول: "سَيُهْزَمُ الجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ * بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأمَرُّ" (القمر:45 -46)"
هذا لفظ رواية البخاري. وأما لفظ مسلم فقال: "استقبل نبيّ اللّه صلى اللّه عليه وسلم القبلة ثم مَدََّ يديه فجعل يهتفُ بربه يقول: اللهم أنجز لي ما وعدتني ، اللهم آت ما وعدتني ، اللهم إن تَهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تُعبد في الأرض" ، فما زال يهتف بربه [يرفع صوته بالدعاء] مادّاً يديه حتى سقط رداءه"
وجاء في كتاب ابن السني ، عن أنس رضي اللّه عنه قال : "كنّا مع النبيِّ صلى اللّه عليه وسلم في غزوةٍ فلقيَ العَدُوَّ، فسمعتُه يقول: "يا مالكَ يَوْمِ الدّينِ، إيَّاكَ نَعْبُدُ وإيَّاكَ نَسْتَعِينُ" فلقد رأيتُ الرِّجالَ تُصرَع تضربُها الملائكةُ من بين أيديها ومن خلفها" ..
فإذا كان هذا شأن الموعود بالنصر من فوق الجنان ، المحفوظ بنص القرآن ، خليل الرحمن ، فكيف بمن هو دونه من المسلمين !!
لقد كان من سنته صلى الله عليه وسلم الدعاء في كل مناسبة ، والدعاء خاصة والتضرع إلى الله في الشدة ، والإكثار من الدعاء في المعارك والغزوات ، فهل نستن بسنته صلى الله عليه وسلم في وقت نحن في أمس الحاجة إلى عون الله ونصرته في زمن تكالب فيه علينا النصارى واليهود والهندوس والبوذيين والشيوعيين وبني جلدتنا من المنافقين والمرتدين وسائر ملل الكفر في الأرض !!
إن من أعظم أسباب ضعف المسلمين اليوم عدم لجوؤهم إلى الله ، وعدم توكلهم عليه حق التوكل ، وتعلقهم بالأسباب وتركهم اللجوء لمسبب الأسباب سبحانه وتعالى ، لقد نسي المسلمون – أو تناسوا- أن الله بيده كل شيء وهو على كل شيء قدير ، فعكفوا على الحسابات الأرضية وتركوا مناجاة رب البرية !!
فهلّا وقفة صادقة مع النفس ، واعتراف بالذنب والتقصير ، واللجوء إلى السميع البصير !!
إن فلسطين اليوم تدمّر ، والأقصى في خطر ، والفلوجة محاصرة من قبل الصليبيين الحاقدين ، والمجاهدين يضيَّق عليهم في باكستان ، وإخواننا المجاهدون قابعون في سجون المنافقين ، فأين الملجأ والمنجى عباد الله !!
إن لم يكن الله لنا عونا فمن يكون !!
أكتب هذه الكلمات والأخبار تتوالى علينا من معقل المجاهدين "الفلوجة" في أرض الرافدين ، والأمريكان قد طوقوها بدباباتهم من كل جهة ومنعوا الناس من دخلولها والخروج منها ، فمن لهؤلاء المجاهدين غير الله !!
أين الذين إذا أقسموا على الله أبرهم !!
أين من يذرف الدموع بين يدي الله !!
أين الراجين رحمته بعباده المؤمنين !!
أين القائمين الركّع السجود المتذللين !!
معاشر المسلمين :
الدعاء الدعاء لإخوانكم في الفلوجة ، فإنهم في أمس الحاجة إلى عون الله ومعيّته الآن .. لا يحل لأحد أن يبخل عليهم بالدعاء .. لا يحل لأحد أن يخذلهم في مثل هذا الموقف ، واعلموا أن الله عليكم رقيب ، وبكم عليم ، وسيجمعكم ليوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ..
يا أئمة المساجد ، يا معاشر العلماء ، يا مسلمين : سيحاسبكم رب العزة على هذا التقاعس ..
لقد خاب والله وخسر من عجز عن رفع يده للنداء ..
خاب وخسر من لم يرقى بقلبه إلى السماء ..
خاب وخسر من لم يلجأ في هذا الوقت إلى ربه بالدعاء ..
خاب وخسر من لم يهمه أمر المسلمين ..
خاب وخسر ..
خاب وخسر ..
هذا بعض ما قاله نبيكم والمؤمنون في ساعات المحن وساحات القتال ، فأكثروا من ترديده ، وألحوا على الله بالدعاء وتضرعوا إليه، وتذللوا له ، وألقوا بأنفسكم بين يديه ، فهو الذي أطمعكم فيه ، ورغّبكم به وبقدرته ، فقد قال سبحانه "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ " (البقرة " 186)
وقال تعالى " وَلَذِكْرُ اللَّهِ أكْبَرُ" (العنكبوت:45)
وقال تعالى "فاذْكُرُونِي أذْكُرْكُمْ" ( البقرة : 152)
وقال تعالى "فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ المُسَبِّحينَ لَلَبِثَ في بَطْنِهِ إلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ" (الصّافّات : 143)
وقال تعالى " يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ والنَّهارَ لاَ يَفْتُرُونَ " (الأنبياء : 20)
وقال تعالى "وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أسْتَجِبْ لَكُمْ " (غافر : 60)
وقال تعالى "ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً " (الأعراف : 55)
إلى غيرها من الآيات الكثيرة الحاضة على الدعاء
إن القلوب أوعية ، وبعضها أوعى من بعض فإذا سألتم الله تعالى أيها الناس فاسألوه وأنتم موقنون بالإجابة ، فإن الله لا يستجيب لعبد دعاه عن ظهر قلب غافل :
لا إله إلا الله العظيم الحليم ، لا إله إلا الله رب العرش العظيم ، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم ..
لا إله إلا الله الحليم الكريم ، سبحان الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم، لا إله إلا أنت عز جارك وجلَّ ثنائك ..
لا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الكريم، ما شاء الله لا قوة إلا بالله ، اعتصمنا بالله ، استعنا بالله ، توكلنا على الله ..
اللهم حصِّنهم كلهم بك يا حي يا قيوم يا من لا يموت أبداً ، وادفع عنهم السوء فلا حول ولا قوّة إلا بك يا عليّ يا عظيم ..
اللهم منزل الكتاب ، ومجري السحاب ، وهازم الأحزاب اهزم أعداء دينك وانصر المؤمنين عليهم ، اللهم أنجز للمؤمنين ما وعدتهم ، اللهم آتهم ما وعدتهم ..
اللهم إنا ننشدك عهدك ووعدك يا أكرم الأكرمين ..
اللهم زلزل الكافرين ، الله مزّقهم كل ممزّق ، اللهم املأ بيوتهم وقبورهم ناراً ..
اللهم أنت عضد المؤمنين ونصيرهم ، بك يحولون وبك يصولون وبك يقاتلون ..
اللهم إنا نجعلك في نجور أعدائنا من الأمريكان ومن والاهم ونعوذ بك من شرورهم ..
اللهم أنت ربنا وربهم وقلوبنا وقلوبهم بيدك ، وإنما يغلبهم أنت ..
اللهم أرنا ما وعدتنا في أعدائنا ..
اللهم أنزل نصرك ..
اللهم سدد رمي المجاهدين وأجب دعوتهم ..
اللهم بارك في مراكبهم ورجالهم ..
اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين، اللهم اشدد وطأتك على الكافرين ، اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف ..
يا قديم الإحسان ، يا من إحسانه فوق كل إحسان ، يا مالك الدنيا والآخرة ، يا حي يا قيوم ، يا ذا لجلال والإكرام ، يا من لا يعجزه شيء ولا يتعاظمه ، انصر المجاهدين على أعدائنا هؤلاء وغيرهم ، وأظهرهم عليهم في عافية وسلامة عامّة عاجلاً ..
اللهم إنا نعتذر لك مما صنع المتخاذلون ونبرأ إليك مما صنع الكفار والمنافقون ..
اللهم لا خير إلا خير الآخرة فبارك اللهم في المجاهدين ومن نصرهم ..
ربنا انصر المجاهدين على القوم المفسدين ..
اللهم أعن المجاهدين ولا تعن عليهم ، وانصرهم ولا تنصر عليهم ، وامكر لهم ولا تمكر عليهم، واهدهم ويسّر الهدى لهم ، وانصرهم على من بغى عليهم ..
اللهم انصر المجاهدين على من يظلمهم، وخذ منه بثأرهم ..
اللهم قاتل الكفرة الذين يصدون عن سبيلك، ويكذّبون رسلك، ولا يؤمنون بوعدك، اللهم خالف بين كلمتهم، وألقي في قلوبهم الرّعب، واجعل عليهم رجزك وعذابك إله الحق، اللهم قاتل الكفرة الذين أوتوا الكتاب ..
اللهم إنا نعوذ بك من غلبة الديْن ، وغلبة العدو ، وشماتة الأعداء ..
اللهم إنا نعوذ بك أن نموت في سبيلك مدبرين ..
اللهم لولا أنت ما اهتدينا ... ولا تصدّقنا ولا صلينا
فأنزلن سكينة علينا ... وثبّت الأقدام إن لاقينا
إنّ الأُلى قد بغوا علينا ... إذا أرادوا فتنة أبينا
"سيُهْزَمُ الجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ *. بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأمَرُّ" (القمر : 45-46)
".... وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * وَعْدَ اللهِ لاَ يُخْلِفُ اللهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ " (الروم 4-6)
ومن المناسب هنا ذكر بعض آداب الدعاء :
قال الإمام النووي رحمه الله في كتابه "الأذكار" نقلاً عن الإمام الغزالي في الإحياء :
آدابُ الدعاء عشرة:
الأول : أن يترصَّدَ الأزمان الشريفة : كيوم عَرَفَة وشهر رمضان ويوم الجمعة والثلث الأخير من الليل ووقت الأسحار.
الثاني: أن يغتنمَ الأحوالَ الشريفة؛ كحالة السجود ، والتقاء الجيوش ، ونزول الغيث ، وإقامة الصلاة وبعدَها ، قلتُ [النووي]: وحالة رقّة القلب.
الثالث : استقبالُ القبلة ورفعُ اليدين ويمسحُ بهما وجهه في آخره.
الرابع : خفضُ الصوت بين المخافتة والجهر.
الخامس : أن لا يتكلَّف السجعَ : وقد فسَّر به الاعتداء في الدعاء ، والأولى أن يقتصر على الدعوات المأثورة ، فما كل أحد يُحسن الدعاءَ فيخاف عليه الاعتداء. وقال بعضهم : ادعُ بلسان الذلّة والافتقار ، لا بلسان الفصاحة والانطلاق، ويُقال: إن العلماء [...] لا يزيدون في الدعاء على سبع كلمات ويشهد له ما ذكره اللّه سبحانه وتعالى في آخر سورة البقرة "رَبَّنا لا تُؤَاخِذْنا ..." إلى آخرها (البقرة: 286) ، لم يخبر سبحانه في موضع عن أدعية عباده بأكثر من ذلك.
قلتُ [النووي]: ومثلهُ قول اللّه سبحانه وتعالى في سورة إبراهيم صلى اللّه عليه وسلم "وَإِذْ قالَ إِبْرَاهِيمُ: رَبِّ اجْعَلْ هَذَا البَلَدَ آمِناً ..." إلى آخره (إبراهيم : 35) ... قلتُ [النووي]: والمختار الذي عليه جماهير العلماء أنه لا حجرَ في ذلك، ولا تُكرهُ الزيادةُ على السبع، بل يُستحبّ الإِكثارُ من الدعاء مطلقاً.
السادس: التضرّعُ والخشوعُ والرهبة، قال اللّه تعالى"إنَّهُمْ كانُوا يُسارِعُونَ في الخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنا رَغَباً وَرَهَباً وكانُوا لَنا خاشِعِينَ" (الأنبياء : 90) ، وقال تعالى "ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً " (الأعراف : 55) ..
السابع: أن يجزمَ بالطلب ويُوقن بالإِجابة ويصدقَ رجاءه فيها، ودلائلُه كثيرةٌ مشهورة. قال سفيان بن عُيينة رحمه اللّه: لا يمنعنّ أحدَكم من الدعاء ما يعلمُه من نفسه، فإن اللّه تعالى أجاب شرّ المخلوقين إبليس إذ قال "أنْظِرْنِي إلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ. قالَ إِنَّكَ منَ المُنْظَرِينَ" (الأعراف : 14-15) ..
الثامن: أن يُلحّ في الدعاء ويكرّره ثلاثاً ولا يستبطىء الإِجابة.
التاسع: أن يفتتح الدعاء بذكر اللّه تعالى . قلتُ [النووي]: وبالصلاة على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بعد الحمد للّه تعالى والثناء عليه، ويختمه بذلك كله أيضاً.
العاشر: وهو أهمّها والأصل في الإِجابة، وهو التوبةُ وردُّ المظالم والإِقبال على اللّه تعالى.
اللهم هذا دعاء المضطر الذليل بين يديك .. اللهم إنا مسّنا الضر وأنت أرحم الراحمين ..
وآخر عوانا ان الحمد لله رب العالمين .. وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين ..
كتبه الراجي عفو ربه
حسين بن محمود
15 صفر 1425هـ