AL SHAIMAA
10 Apr 2004, 09:28 PM
قال تعالى : إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد
الدنيا لاتزن عند الله جناح بعوضة !! هزيلة .. زهيدة
فهونوا من شأنها وارفعوا أنفسكم عنها ، لعب .. ولهو .. وزينة .. وتفاخر وتكاثر ..
فليس السباق فيها بسباق يليق بمن شبُّوا عن الطوق .. وتركوا عالم اللهو واللعب
للأطفال الصغار !!
إنما السباق إلى الأفق .. وإلى ذلك الهدف .. وإلى ذلك الملك العريض
وإلى جنة عرضها كعرض السماء والأرض ..
يا ألله ... مطلب يستحق المنافسة .. وأفق يستحق السباق ..
وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ..
إن الحياة للأرض لحياة تليق بالديدان والزواحف والحشرات والهوام
والوحوش والأنعام .. فأما الحياة الآخرة فهي الحياة اللائقة بذلك الإنسان الكريم
على الذي خلقه فسوّاه وأودع روحه الإيمان الذي ينزع به إلى السماء
وإن استقرت على الأرض قدماه ..
إخوتي .. هلمُّوا إلى الدخول على الله ومجاورته في دار السلام
لانصب .. ولا تعب .. ولا معاناة ..
<span style='color:blue'>إنها الجنة .. التي حولها دندن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنبياء الله
صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ..
إنها الجنة .. التي اشتاق إليها الصالحون من هذه الأمة ، فاسألوا عنها الصحابي الشهيد
( جعفر الطيار ) رضي الله عنه ، الذي قال شوقاً إليها يوم مؤتة :
يا حبذا الجنة واقترابها طيبة وبارد شرابها
إنها الجنة .. بأنفاسها الرضية الندية التي تتحلى عليها طلعة الرحمن الجلية البهية ..
إنها الجزاء الرفيع الخالص الفريد .. الجزاء الذي تتجلى فيه ظلال الرعاية
الخاصة والإعزاز الذاتي .. والإكرام الإلهي .. والحفاوة الربانية بهذه
النفوس الأبيَّة ..
فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون
إنها الجنة .. فاسألوا عنها الصحابي الجليل ( حرام بن ملحان )
رضي الله عنه لما طعن وانتثر الدم على رأسه وهو يقول : " فزت ورب الكعبة "..
وهذا سيد بني سلمة ( عمرو بن الجموح ) رضي الله عنه لما كان يوم أُحد
قال صلى الله عليه وسلم : قوموا الى جنة عرضها السماوات والأرض
فقام وهو أعرج فقال :
" يا رسول الله إن بنيّ يريدون أن يحبسوني عن الخروج معك الى الجهاد
ووالله اني لأرجو أن أخطر بعرجتي هذه في الجنة "
وسلوا عنها ( أنس بن النضر ) رضي الله عنه وهو يقول لسعد بن معاذ :
" واهاً لريح الجنة إني لأجده دون أحد " ..
آواه ياابن النضر .. طال شوقكم إلى الجنة .. وطهرت منكم الأقوال والأعمال
والأجساد فشممتم عبير الجنة !!
أما نحن فقد زكّـم أنوفنا عطر الكاسيات العاريات .. وجيف الدنيا ونتن المعاصي !!
فلم يجد ريح الجنة إليها سبيلاً !!!!!
تسعى بهم أعمالهم سوقاً إلى الــــ ـدارين سَوْقَ الخيل للركبان
صبروا قليلاً فاستراحوا دائماً يا عــزة التوفيق للإنسان
باعوا الذي يفنى من الخزف الخســـ ـــيس بدائم من خالص العقبان
وتسابق الأقوام وابتدروا لها كتسابق الفرسان يوم رهان
وأخو الهوينى في الديار مخلّفٌ مع شكله يا خيبة الكسلان !!
إنها الجنة
لله أقوام نهضت بهم عزائمهم نحوها فساروا إليها مدلجين لم ينزلوا بشيء
من منازل الطريق
( إنما أنا كعابر سبيل استظل تحت شجرة ثم قام عنها )
وأقّبلوا على السير إلى غايتهم تحدوهم أشواقهم قاصدين إليها غير متعثرين
ولا معوجين .. ما ضَّرهم في الدنيا ما أصابهم .. جبر الله لهم بالجنة كل مصابهم ..
نام (عبد الواحد بن زيد ) عن ورده فإذا هو بجاريه لم يرَ أحسن منها وجهاً
عليها ثياب حرير خضر وهي تقول :
" ياابن زيد .. جــدّ في طلبي فإني في طلبك " ..
يا خاطب الحور الحسان مطالباً لوصالهن بجنة الحيوان
لو كنت تدري من خطبت ومن طلبـ ـت بذلت ما تحوي من الأثمان
أو كنت تدري أين مسكنها جعلت السعي منك لها على الأجفان
إخوتــي ..
على هذا فلنبك ولننتحب .. لا على أعتاب الحكام والسلاطين .. لا على دنيا دنية
حلالها حساب وحرامها عقاب ..
قال يحيى بن معاذ : " في طلب الدنيا ذل النفوس ، وفي طلب الآخرة عز النفوس
فيا عجباً لمن يختار المذلة في طلب ما يفنى ويترك العزة في طلب ما يبقى " ..
وعن يزيد الرقاشي قال :
"بلغنى أن نوراً سطع في الجنة لم يبق موضع في الجنة إلا دخل ذلك النور فيه فقيل :
ما هذا ؟ قال : حوراء ضحكت في وجه زوجها " ..
أنا ما حسدت الكافرين وقد غدوا في أنعم ومواكب وقصور
بــل محنتي ألاّ أرى في أمتي عملا أقدمه صداق الحور
إنها الجنة
فيها جوار الرحمن ، وأنبيائه والشهداء ، والصالحين
للذين أحسنوا الحسنى وزيادة .. وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة
وانظروا إلى من كملت من النساء تقول : رب ابنِ لي عندك بيتاً في الجنة
قبل الدار طلبت الجوار ..
أوَّاه .. يا أخوتي على جوار الرحمن في مقعد صدق عند مليك مقتدر ..
واشوقاه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإلى أصحابه من المهاجرين
والمدلجين على دربهم في القافلة ..
هم أصلي وفصلي ،،،، وإليهم يحنّ قلبي ،،،،
اللهم يا واهب المواهب ، ومحول الرغائب .. أورثنا الغرف وجوار النبيين
والصديقين والشهداء والصالحين .. وحسن أولئك رفيقا
قالت أم البنين أخت عمر بن عبد العزيز :
"البخيل كل البخيل من بخل على نفسه بالجنة "</span>
الدنيا لاتزن عند الله جناح بعوضة !! هزيلة .. زهيدة
فهونوا من شأنها وارفعوا أنفسكم عنها ، لعب .. ولهو .. وزينة .. وتفاخر وتكاثر ..
فليس السباق فيها بسباق يليق بمن شبُّوا عن الطوق .. وتركوا عالم اللهو واللعب
للأطفال الصغار !!
إنما السباق إلى الأفق .. وإلى ذلك الهدف .. وإلى ذلك الملك العريض
وإلى جنة عرضها كعرض السماء والأرض ..
يا ألله ... مطلب يستحق المنافسة .. وأفق يستحق السباق ..
وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ..
إن الحياة للأرض لحياة تليق بالديدان والزواحف والحشرات والهوام
والوحوش والأنعام .. فأما الحياة الآخرة فهي الحياة اللائقة بذلك الإنسان الكريم
على الذي خلقه فسوّاه وأودع روحه الإيمان الذي ينزع به إلى السماء
وإن استقرت على الأرض قدماه ..
إخوتي .. هلمُّوا إلى الدخول على الله ومجاورته في دار السلام
لانصب .. ولا تعب .. ولا معاناة ..
<span style='color:blue'>إنها الجنة .. التي حولها دندن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنبياء الله
صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ..
إنها الجنة .. التي اشتاق إليها الصالحون من هذه الأمة ، فاسألوا عنها الصحابي الشهيد
( جعفر الطيار ) رضي الله عنه ، الذي قال شوقاً إليها يوم مؤتة :
يا حبذا الجنة واقترابها طيبة وبارد شرابها
إنها الجنة .. بأنفاسها الرضية الندية التي تتحلى عليها طلعة الرحمن الجلية البهية ..
إنها الجزاء الرفيع الخالص الفريد .. الجزاء الذي تتجلى فيه ظلال الرعاية
الخاصة والإعزاز الذاتي .. والإكرام الإلهي .. والحفاوة الربانية بهذه
النفوس الأبيَّة ..
فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون
إنها الجنة .. فاسألوا عنها الصحابي الجليل ( حرام بن ملحان )
رضي الله عنه لما طعن وانتثر الدم على رأسه وهو يقول : " فزت ورب الكعبة "..
وهذا سيد بني سلمة ( عمرو بن الجموح ) رضي الله عنه لما كان يوم أُحد
قال صلى الله عليه وسلم : قوموا الى جنة عرضها السماوات والأرض
فقام وهو أعرج فقال :
" يا رسول الله إن بنيّ يريدون أن يحبسوني عن الخروج معك الى الجهاد
ووالله اني لأرجو أن أخطر بعرجتي هذه في الجنة "
وسلوا عنها ( أنس بن النضر ) رضي الله عنه وهو يقول لسعد بن معاذ :
" واهاً لريح الجنة إني لأجده دون أحد " ..
آواه ياابن النضر .. طال شوقكم إلى الجنة .. وطهرت منكم الأقوال والأعمال
والأجساد فشممتم عبير الجنة !!
أما نحن فقد زكّـم أنوفنا عطر الكاسيات العاريات .. وجيف الدنيا ونتن المعاصي !!
فلم يجد ريح الجنة إليها سبيلاً !!!!!
تسعى بهم أعمالهم سوقاً إلى الــــ ـدارين سَوْقَ الخيل للركبان
صبروا قليلاً فاستراحوا دائماً يا عــزة التوفيق للإنسان
باعوا الذي يفنى من الخزف الخســـ ـــيس بدائم من خالص العقبان
وتسابق الأقوام وابتدروا لها كتسابق الفرسان يوم رهان
وأخو الهوينى في الديار مخلّفٌ مع شكله يا خيبة الكسلان !!
إنها الجنة
لله أقوام نهضت بهم عزائمهم نحوها فساروا إليها مدلجين لم ينزلوا بشيء
من منازل الطريق
( إنما أنا كعابر سبيل استظل تحت شجرة ثم قام عنها )
وأقّبلوا على السير إلى غايتهم تحدوهم أشواقهم قاصدين إليها غير متعثرين
ولا معوجين .. ما ضَّرهم في الدنيا ما أصابهم .. جبر الله لهم بالجنة كل مصابهم ..
نام (عبد الواحد بن زيد ) عن ورده فإذا هو بجاريه لم يرَ أحسن منها وجهاً
عليها ثياب حرير خضر وهي تقول :
" ياابن زيد .. جــدّ في طلبي فإني في طلبك " ..
يا خاطب الحور الحسان مطالباً لوصالهن بجنة الحيوان
لو كنت تدري من خطبت ومن طلبـ ـت بذلت ما تحوي من الأثمان
أو كنت تدري أين مسكنها جعلت السعي منك لها على الأجفان
إخوتــي ..
على هذا فلنبك ولننتحب .. لا على أعتاب الحكام والسلاطين .. لا على دنيا دنية
حلالها حساب وحرامها عقاب ..
قال يحيى بن معاذ : " في طلب الدنيا ذل النفوس ، وفي طلب الآخرة عز النفوس
فيا عجباً لمن يختار المذلة في طلب ما يفنى ويترك العزة في طلب ما يبقى " ..
وعن يزيد الرقاشي قال :
"بلغنى أن نوراً سطع في الجنة لم يبق موضع في الجنة إلا دخل ذلك النور فيه فقيل :
ما هذا ؟ قال : حوراء ضحكت في وجه زوجها " ..
أنا ما حسدت الكافرين وقد غدوا في أنعم ومواكب وقصور
بــل محنتي ألاّ أرى في أمتي عملا أقدمه صداق الحور
إنها الجنة
فيها جوار الرحمن ، وأنبيائه والشهداء ، والصالحين
للذين أحسنوا الحسنى وزيادة .. وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة
وانظروا إلى من كملت من النساء تقول : رب ابنِ لي عندك بيتاً في الجنة
قبل الدار طلبت الجوار ..
أوَّاه .. يا أخوتي على جوار الرحمن في مقعد صدق عند مليك مقتدر ..
واشوقاه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإلى أصحابه من المهاجرين
والمدلجين على دربهم في القافلة ..
هم أصلي وفصلي ،،،، وإليهم يحنّ قلبي ،،،،
اللهم يا واهب المواهب ، ومحول الرغائب .. أورثنا الغرف وجوار النبيين
والصديقين والشهداء والصالحين .. وحسن أولئك رفيقا
قالت أم البنين أخت عمر بن عبد العزيز :
"البخيل كل البخيل من بخل على نفسه بالجنة "</span>