أم جهاد
17 Apr 2004, 05:25 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
من ابي مصعب الزرقاوي
إلى أُمتي الغالية خَيرِ أُمةٍ أُخرجتْ لِلنّاس
السَّلامُ عليكِ وَرحمةُ اللهِ وَبركاتُـهُ
فإِنِّي أحمدُ اليكِ اللهَ الذي أرسلَ رسولَه بالهُدَى ودِينِ الحقِّ ليظهره على الدينِ كلِه.
وأُصلي وأُسلمُ على الضَّحوكِ القتَّالِ، الذِي بُعثَ بالسيفِ بينَ يدي السَّاعةِ، ليُعبدَ اللهُ وحدَه.
أمّا بعد:
فَنزِفُّ إليكِ تهنئةٌ بَل وَعشْرا، تَحمِلُ أطيبَ البُشرَى، بعظيمِ النِكايةِ وشدَةِ الإِثخانِ، من المجاهدينَ الأبطالِ، في عَدوكِ وعدوهِم.
فَنحنُ بحمدِ اللهِ نغزوهم كما يغزونَنَا، ونصولُ عليهم كمَا يَصولونَ علينَا، وَننَالُ مِنهم كمَا يَنالونَ مِنَّا، وَلسنا سواءً: فَقتلانا في الجنة وَقتلاهُم في النَّار ((إن تَكُونُوا تَألمونَ فإِنهم يألمونَ كمَا تألمونَ وَترجونَ مِن اللهِ مَا لا يَرجون)) ،
هذا مع قلةِ النَّاصرِ، وضَعفِ الإِمكاناتِ، وَلكنَّ اللهَ مولانا ولا مولى لهم
فقد أكرمنا اللهُ فقطفنا رؤسهم، ومزَّقنا أجسادهم في مواطنَ عديدة،
فالامم المتحدة في بغداد
وقوات التحالفِ في كَربلاء،
والطِّليان في الناصرية ، والقواتُ الامريكيةُ على جسرِ الخالدية،
والمخابراتُ الأمريكيةُ في فندقِ الشاهين، والقصرُ الجمهوريُ في بغداد،
والسي آي إيه في فُندقِ الرشيد،
والقوات البولنديةِ في الحلة،
وقد أُحيطت هذه العمليةُ المباركة، بتكتيمٍ إعلاميٍ غيرِ مسبوقٍ في العراق،
وأظهرَ الإعلامُ الخبيث، أنَّ المتضررَ من هذه العملية هم الابرياءُ وحدهم،
ولم يذكروا أن أربعاً من الطائراتِ المروحية، هبطت الى الموقعِ لنقلِ الجُـثثِ النجسة، من قواتِ التحالفِ الصليبي،
وأن قتلاهم يزيد على مائتين جندي،
وأخيرا وليس آخرا الموساد الإسرائيلي في فندق جبل لبنان،
وغيرُها وغيرُها في قائمةٍ طويلة، مضتْ بعضُ فصولها،والقادِمُ أدهى وأمرُّ بعونِ الله.
وَنحنُ نَتحدَّى الإِعلامَ الأمريكي الكاذب، بأن يُبينَ حقيقةَ الدَّمار، وحجمَ الخسائِر التي حلَّت بقواتِه، فَرامبُو هوليود لا مكانَ له بَينَ أُسودِ الإِسلامِ وأبطاله، ولنَا معهم بإِذنِ اللهِ صولاتٌ وَجَولات
وإذا كَانَ جُون أبي زيد قَد نجى هذِه المرَّةَ مِنْ سُيوفِنا، فَنَحنُ له ولبريمر وَلِجنرالاتِهم وَجُنودِهم وَأعوانِهم بالمِرصادِ، نتخطَّفُهم كالطيرِ، ونقطعُ عليهم كُلَّ طَريقٍ، ونُشرِّدُ بهم من خَلفَهم،
ونقولُ لَهم كَما قَالَ شيخُ الإســلام ابن تيميةِ، في رسالته إلى مَلِكِ قبرص؛ أن عندَ المسلمينَ من الفِداويهِ، الذينَ يَغتَالونَ الملوكَ على فُرُشِها وأفرَاسِها، مَا قد سَمِع به الناس.
أمَّتي الحَبيبة ....... أما آن لكِ أن تُبصري السَبيلَ
وتستبيني الرَّشدَ
وتقرئِي الحقيقةَ الكامنةَ، وَراءَ سُدُف الظلامِ ،
وغبار الكذبِ ودخانِ الدَّجلِ، الذي يُطلقه أعداءُ اللهِ تخذيلاً لكِ وتخديراً،
حتى لا تثِبي وثبةَ الأبطال،
ولاتَنهضي نهضةَ الرِّجال،
لأنهُم يُدركُونَ أنَّ المَاردَ الإسلامِي إذا استيقظَ فلنْ يقفَ دُونَ أبوابِ روما وواشنطن وباريس ولندن.
لقدْ حَاوَلوا مِنْ قبلُ أن يُغطُوا حقيقةَ المعركةِ، وأن يُشوشُوا على رايةِ الجهادِ الصَّافيةِ،
فَأوهموا العالمَ أنَّ الذي يُقاومهم هم فلولُ النظامِ البائد وعناصرُ البعثِ الكافِرِ، حتى لا تتفاعلَ الأمَّةُ معَ المعركةِ، ولاتنهدَ للملحمة،وهذا كَذِبٌ وتَزوير،
فَما سَمعتوه من بُطولةٍ وفداءٍ وعزيمةٍ ونكايةٍ في الأعداءِ ، إنَّما هو بفضلِ اللهِ صُنعُ أبنائكُم، وفرسانُ الأمةِ، من مُهاجرينَ وأنصار، ألّف بينهمُ القرآنُ، ووحدتْهُم كلمةُ التوحيدِ على اختلافِ لغاتهم وألوانهم،
ونُبشركِ، أنَّا قد اثخنَّا فيهم قتلاً، واسلنا دمائهم، ومنعناهم لذيذ النَّومِ والرُّقاد ، حتَّى بَكُوا كَالنِّساءِ الأَيامى ، والأَطفال اليَتَامى.
أمةَ الإسلام ، دَعينا نضعُ النِّقاطَ على الحروفِ ، ونُحدثكِ عن طبيعةِ المعركةِ، وحقيقةِ المكرِ ، وخفايا الصّراع.
لقد جَاءت أمريكا بأساطِيلها وَمَسَاطِيلها ، فحلّتْ بالعُقرِ من الدِّيار، وَنزَلت بِقَضها وقَضِيضِهَا بَينَ ظهرانِي المُسلِمين ، وهِي تَطمَعُ:
أولا: بثروات هذهِ الأرضِ المعطاء ، وكنوزها وخيراتِها التي سالَ لها لعابُ مصاصي الدماءِ ، من الرأسماليين الكبار ، الذين يَدفعُهُم الشرَهُ الى الثروة، الى كُل فعلٍ مهما كان قَذِراً ودنيئا ،ثم لايَتورْعُون في سبيلِ ذلكَ عن صغيرٍ ولاكبيرٍ، ولارَجلٍ ولا إمرأة، فالغايةُ تبررُ الوسيلة، وقانونُ الغابِ بايديهم، يُجرِّمونَ مَن يشاءون ، ويستبيحونَ ما يُريدُون.
ثانيا: جاءت أمريكا وقد أرعبَها المدُّ الإسلاميُ المتصاعد ، وأفزعَهَا نشيدُ الجهاد الذي عَلا صوتُه فهزّ العالم ، وزلزلَ الدُنيا بأسرِها ،
فجاءت لتُغيـّرَ ثوابتَ الأمةِ، وتحرّفَ الكلمَ عن مواضعه، وتُبدِّلَ المناهج، وتَقضِي عَلى ينابيعِ الخيرِ المتفجرةِ في ضميرِ الأُمةِ الإسلامية ، وَلِتقطعَ الطريقَ على الصَحوةِ النَّاهِضة، والرَّجعةِ الصَّادِقة ،
ولِتنشُرَ الـخَنَا والخَبَث ، وتَبُثََّ فِكرها الساقِط ، وثقافَتها اللَّقِيطة، باسم الحرية والديموقراطية، وهي تُؤَمِّلُ أن تُعيدَ صياغةَ المنطقة، ورَسمَ خَرِيطَتِها السياسيةِ والدينيةِ والثقافية، وفق مصالحها الخاصّة.
ثالثا: قَدّمْت زُحوفُ التتار المُعاصرين، وهي تحملُ إرثاً من الحقدِ الدَّفين، والعداوةِ التاريخية، والتَعصّبُ الدِّيني، الذي تُغذِّيه النبوءاتُ التوراتية ، على المسلمين عامة ، وعلى العراقِ وأهله خاصّة...
فالعراقُ في النبوءاتِ التوراتيةِ التي يؤمنُ بها الأُصوليونَ الإنجيليون، الذينَ يَحكمونَ في واشنطن ولندن هي بلدُ الشَّر ، والمدينةُ الزانية ، والعدوُّ الأولُ لبني إسرائيل ، ولذلكَ فهي تَأمرُ بقتلِ رجالهم، وهَتكِ نسائهم، ورضخِ رؤوسِ أطفالهم، وَيصبِ حِمَمِ الموت على رؤوسهم ، تماماً كما فعلوا في الواقِعِ حذوَ القذة بالقذة..
رابعاً: جاءت أمريكا لتوفِّرَ الأَمنَ لربيبتها إسرائيل ، وتقضيَ على كلِّ خطرٍ يمكنُ أن يتهددها، ومَن يُعايشُ الوضعَ ، يُدركُ أنَّ ألاخطبوطَ الإسرائيلي، قد تغلغلَ في البلادِ سياسياً ومخابراتياً واقتصادياً، ولولا اللهُ الذي أقامَ رايةَ الجهاد، لأفاق أهلُ العراقِ ليجدوا أنفسهم عبيداً للسياسيين، ومدراءِ الشركاتِ اليهودية، وجيشِ الخُبراءِ والمستشارينَ اليهود ....
فاسألوا العَميلَ الصهيو أمريكي، جلالَ الطَّالباني؛ عن فِرقةِ الاغتيالاتِ التابعةِ للموساد ، التي تسكنُ في شارعِ العدنانية، في وسطِ كركوك والتي تَسعى حثيثاً، لتصفيةِ رموز وكوادر أهلِ السُنة، وهي الان متواجدةُ بقوةٍ في بغداد، والمجاهدونَ عازمونَ بعونِ اللهِ، على أستئصالِ شافَتِهم رَغمَ التدابيرِ الأمنيةِ، التي يَتَّخِذُها لـهُم العُمَلاء، مِنَ الـمُخابرات الكرديةِ والرافضة.
خامساً: جاءتْ أمريكا وهي تُؤمِّلُ أنْ تُقِّطَعَ أوصالَ الدولِ العربيةِ الكبيرة، وتُفَتِّتَ كِياناتِها لتُقِيمَ دُوَيلاتِ ضعيفة، لاحَول لها ولاسلطان، تَغرسُ بينها دويلاتِ طائفية، تدين لها بالولاء، وتحملُ حقداً أسوداً على أهل الإسلام، وتظلُّ أشواكاً في طريق اجتماعِ كلمةِ المسلمين، نعم، لقدْ أدركتْ أمريكا،أن الاسلام السني هو العدو الحقيقي،
وان الفرق الباطنية هي نِقاطُ الضعف، وهي الثغرةُ الحقيقيةُ التي يمكنُ أن يَنفُذَ منها الأعداء، للاستيلاءِِ على أهلِ الإسلام ، فقررتْ أنْ تَجعلَهم حِصانَ طرواده لاختراقِ حُصُونِ الأُمة، وعلى رأسها هؤلاءِ الرافضة..وتأكيداً لهذا الامر انقل كلام بن غوريون عام اربعة وخمسين وتسعمائة والف حيث يقول أننا نعيش في محيط سني ولذلك على اسرائيل أن تتعاون بل وتجند الاقليات العرقية والمذهبية في المنطقة المحيطة لخدمة المصالح الاسرائيلية.
يَنبَغي أن تعلمِي أمةَ الإسلام، أنَّ التَّشيُعَ دينٌ لا يلتقي معَ الإسلام، إلا كمَا يلتقي اليهودُ مع النصارى تحتَ إسمِ أهلِ الكتاب، فَمِن تحريفِ القرآنِ، وسبِّ الصحابة، والطعنِ في أمهاتِ المؤمنين، الى تكفيرِ أهلِ الإسلام، واستباحةِ دِمَائِهم، مروراً بأنواعِ الشِّركِ الأكبر، وَصُوَر الكُفْرِ المستَبين، وضروبِ الخُرَافةِ والـخُزعبلاتِ والأساطيرِ المضَلِّلِة.
وبإستحضار التَّجرُبةِ التِّاريخية وشهادةِ العصور الخَالية، ودلالاتِ الواقعِ الـمُعاصِر، والتَّجربةِ الحيةِ التي نَعيشُهَا، نُدركُ حَقاً مَعنى قَولِه تعالى ((همُ العدوُّ فأحذرهم قاتلهمُ اللهُ أنَّى يُؤْفَكُون)).
لقدْ كَانوا عبر التَّاريخ شجاً في حُلوقِ أهلِ الإسلام، وخِنجَراً يَطعَنُهم فِي الظَهر، وفأرةُ السدِّ التِي تَهدِمُ البُنيَان، والجِسرُ الذِي يَعبُرُ عَليهِ أعداءُ الامة.
ولقدْ صدقَ شيخُ الإسلام ابنُ تيمية، حينَ قَالَ يَصفُ حالـهُم، بعدَ أن ذَكَرَ تكفيرَهُم لأِهلَ الإسلام، فقالَ رَحِمَه الله:
(ولهذَا السَّببِ يُعاونُونَ الكُفَّارَ على الـجَمهُور منَ المسلمين، ويُعاونُونَ التتار، وهُم كَانوا من أعظمِ الأسبابِ في خروجِ جنكيز خان، مَلكِ الكفار إلى بلاد الإسلام، وفي قدومِ هولاكو إلى بلادِ العراق، وَفِي أخذِ حَلَب، ونهبِ الصَّالحية، وغير ذلكَ بـخُبثِهم وَمكرهِم.
وَلـهَذا السَّببِ نَهبُوا عَسكَرَ المسلمينَ لما مرَّ عليهم وَقتَ انصرافهم إلى مصرَ في النَوّبةِ الأولى، وَبهذا السَّببِ يَقطعون الطُرُقاتِ على المسلمين، وبهذا السَّببِ ظَهَرَ فيهم مُعاونَةَ التتار والإفرنجِ على المسلمين، والكآبةُ الشديدةُ بإنتصار الإِسلامِ مَا ظهر،
وكذلكَ لمـّا فَتحَ المسلمونَ السَُاحِلَ عكَّه وغيرَها، ظَهَرَ فِيهم من الإِنتصار للنصارى، وَتقدِيـمِهِم على الـمُسلمين مَاقَد سَمِعَ النَّاسُ مِنهم، وكلُّ هذا الذِي وصفتُ بعض أمورهِم، وإلاَّ فَالأَمرُ أعظَمُ مِن ذَلك .
وَفِي قُلُوبهم مِن الغِلِّ والغيظِ على كِبارِ المسلمينَ وصِغَارهم، وصَالحيهم وغيرِ صالحيهم، مَالَيسَ فِي قلبِ أحد ، وأعظمُ عبادتهم لَعنُ المسلمينَ مِن أولياءِ الله.....وهؤلاءِ أشدُّ النَّاسِ حِرصاً عَلَى تَفريقِ جَمَاعةِ الـمُسلمينَ، وَمِنْ أعظَمِ أصُولِهم عِندهم،
التكفيرُ واللَّعنُ والسبُّ لخيار ولاةِ الأمور، كالـخُلَفاءِ الرَّاشدين، وَالعُلَمَاءِ المسلمين، إذْ كُلُّ مَنْ لَمْ يُؤمِن بالإِمامِ الـمَعصوم، الذِي لاَوجُودَ لَه، فَمَا آمنَ باللهِ ورسولِه عليه الصَلاةُ والسَّلام....
والرَّافضةُ تُحبُّ التتار ودَولَتَهُم ، لإِنه يحصلُ لهم بـهَا مِن العزِّ، مَا لايَحصُل بدولةِ المسلمين، وَإذَا غلبَ المسلمونَ النَّصَارى والمشركين، كَانَ ذَلك غُصَّةً عِندَ الروافض، وإذَا غَلَبَ المُشركونَ والنَّصَارى المسلمين كان ذلك عِيدا ومسرةَ عندَ الرَّافِضة. إنتَهى كَلامُه رَحِمَه الله، وكأَنـِّي به يَعيشُ بينَ ظهرانِينَا، فيصفُ عَن مُشَاهَدةٍ وَعَيان، فَيَقُولُ رَحِمَه الله:
وكذلكَ إذَا صَارَ لليَهُودِ دولةٌ في العراقِ وغَيرِها، تَكُونُ الرافِضَةُ مِن أعظمِ أعوانهم، فَهُمْ دَائِماً يُوَالُونَ الكُفَّار مِنَ الـمُشرِكينَ واليَهودِ والنَّصَارى، ويُعاونُونَهم عَلَى قِتَالِ الـمُسلِمينَ ومُعَادَاتِهم. إنتَهَى كَلامُه رَحِمَه الله.
ويقول آرييل شارون في مذكراته: توسعنا في كلامنا عن علاقات المسيحيين بسائر الطوائف الاخرى لاسيما الشيعة والدرور، شخصياً طلبت منهم توثيق الروابط مع هاتين الاقليتين حتى إنني اقترحت إعطاء قسم من الاسلحة التي منحتها اسرائيل ولو كبادرة رمزية الى الشيعة الذين يعانون هم ايضا مشاكل خطيرة مع منظمة التحرير الفلسطينين ومن دون الدخول في أي تفاصيل لم أرى يوما في الشيعة اعداءً لاسرائيل على المدى البعيد)) انتهى كلامه؛
واسمع ايها المسلم تصريح ليسلي كَلد رئيس مجلس العلاقات الخارجية الامريكي في مقال له في نيويورك تايمز يقول: (إن الاستراتيجية الوحيدة في العراق القابلة للحياة هي تصحيح الخلل التاريخي والتحرك على مراحل نحو حل الدول الثلاث : الاكراد في الشمال، والسنة في الوسط، والشيعة في الجنوب،
ويقول: الفكرة العامة هي في تقوية الشيعة والاكراد وإضعاف السنة ومن ثم الانتظار لمعرفة ماإذا كان سيتم التوقف عند الحكم الذاتي او تشجيع تكوين دولة! يجب أن تكون الخطوة الاولى جعل الشمال والجنوب منطقتين تتمتعان بالحكم الذاتي مع حدود مرسومة بشكل يتوافق قدر المستطاع مع الحقوق العرقية، أعطوا مليارات الدولارات التي صوّت عليها الكونغرس لإعادة الإعمار كلها إلى الشيعة والاكراد أ. هـ كلامه. وقال : يمكن لها أمريكا أن تساعد في تسليح وتدريب الاكراد والشيعة في حال طُلب منها ذلك ))أ.هـ.
أليسَ هذَا مَا فعلهُ الرافضةُ حينما دَخلتْ قُواتُ الكافِرِ الـمُحتل، ولقد صَدَقَ ذَلكَ الـمُستشرِق، حِينَ قال:لَولا الدَّولةُ الصَّفويةُ لكنَّا اليوم في أوروبا نقرأ القرآن كما يَقرؤُه البربريُ الجزائري.
نعم، فَلقَد وَصَلتْ جَحَافِلُ الدولةِ العُثمَانِية، إلى أبوابَ فيينا، لكنها وقفتْ ثُمَّ انكفأتْ راجعةٌ لتذودَ عَنْ الـمُسلمينَ في بَغداد، وتَدفَعَ صولةَ دولةِ الرفضِ الصَّفَويِّة، التي سفكتِ الدِّمَاءَ وهتكتِ الـحُرُمَات، وهدَّمَتِ المساجدَ وأزهقت أرواحَ أهل السنَّة، بلا ذَنبَ إلا حبُهُم لصحابةِ محمدٍ صلى الله ُ عليهِ وسلم0 وكانتْ تِلكَ آخِرَ نُقطةٍ وصلتْ إليهَا جُيُوشُ الإِسلام، ثُمَّ انحسرَ بَعدَ ذَلكَ مَدُّ الإسلام، وتقلَّصَ ظِله بسببِ ضَرَبَاتِ الحقدِ الموجعة، التي كَالتهَا دولة الرَّفضِ للدَّولةِ العُثمَانية.
وهؤلاءِ القومُ قَد كفَّرهُمْ أئِمةُ السلف، وَبيَّنُوا حَقِيقتُهم، فَهذا الإمامُ البُخاري رحمه اللهُ يقول:"إني لأَستجهِلُ مَن لا يُكفِرُهُم إلا أن يكونَ غَيرَ عارفٍ بمذهبهِم"0
وقال:" ما باليتُ صليتُ خلفَ يَهوديٍ أو نصرانيٍ أو رافضي، لا تُؤكلُ ذبائحُهُم، ولا تُشهدُ جَنائِزُهُم، وَلاَ يُعادُ مريضُهُم".
وَهذا الإمامُ مالك، رحمهُ اللهُ يقول:" الذي يَشتُمُ أصحابَ رَسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم، ليسَ له سهمٌ أو نصيبٌ فِي الإسلام ". وقالَ مُعلّقاً على قولِه تعالى:(يُعجبُ الزُّرّاعَ لِيَغيظَ بِهِمُ الكُفَّار ): "فَمَنِ إِغتاظَ مِنَ الصحابة فهو كافر" وتَبعه على هذا الاستدلال، الإمامُ الشَّافِعي رحمه الله .
وهذا الإمامُ أحمد رحمه اللهُ يقول، وَقَد سُئِل عمَّن يَسُبُّ الصحابةَ رضي الله عنهم :(ما أراه على الإسلام). وقال:(مَن سَبَّ أصحابَ رسولِ اللهِ ،أو أحداً مِنهُمْ، أو تَنقَّصَهُم أو طَعَنَ عليهم ، أو عرَّضَ بعيبهِم أو عَابَ أحداً مِنهُم، فَهُو مُبتَدِعٌ رافضيٌّ خَبيث، مُخالِفٌ لا يَقبَلُ اللهُ منه صرفاً ولا عدلاً، بَلْ حُبُهم سُنَّة، والُّدعاءُ لهم قُربة، والإقتِدَاءُ بآثارهِم فَضِيلة).
وَلَقَد بَدَأَ فَحِيحُ هَؤلاءِ الأَفَاعِي يَعلُو مِن جَديد، وأطلُّوا برُؤوسِهِم ليَرسُمُوا خَريطة الـمَنطِقَةِ معَ حُلفائهمُ الأمريكان، والـخَبَالةِ والـحُثالةِ مِن أهلِ السُّنة. فَعَبرَ فَيالِقِهِمُ العسكرية ،وَتنظِيمَاتِهمُ السرِّيةِ وَالعلنيَّه،تغوَّلُوا على المراكز الحسَّاسة ،وسَيطَرُوا عَلَى جِهَازَي الشُرطَةِ وَالجيَش. نعم، فلَقد نَزَعَ فَيلقُ الغَدر ، المُسمَّى بفَيلقِ بَدر، وَالذِّي دَخَلَ العِراقَ وهوَ يَحمِلُ شِعارَ الثأر الثأر من تكريت والأنبار. نَزِع شِعَارَه وَلبسَ زيّ الشُّرطةِ والجيَش، لِيَفتِكَ بأهلِ السنة ،بإسمِ الدَّولةِ والقانون، والحِفَاظِ على الوطَنِ والـمُواطِن، وَهُم يَتهيَّئُونَ لِورَاثةِ الأرضِ والسيطرةِ على البلاد، لِيُقيمُوا دَولةَ الرَّفض، مُمتَدة مِن إيران مُروراً بالعِراق، وسوريا الباطنية، ولُبنانَ حزبِ اللات، وَمملكاتِ الخَليجِ الكَرتُونِيَّة، التِّي تمتلئُ أرضُهَا بأَلغَامِ الرفض، وَبُؤر التَّشيُّع.
وَمَعَ ذَلك، فَلْتعلمِ الدُّنيا أنّنا لسنا أوّلَ مَن بَدأ القِتَال، بَل هُمُ الذينَ قَتلُوا المـُجاهِدين، واغتَالُوا الـمُهَاجِرِين، وَكَانُوا عُيُوناً لِلأمرِيكانَ وآذاناً، فَكَم مِن مُجاهدٍ قُتِل بطلقةٍ غادرة، جاءتهُ مِن وَرَاءِ ظهره على أيدِي هؤلاء، كَمَا وغصبُوا مساجد التوحيدِ، وَحوَّلوهَا إلى مَعَاقِلَ للوثنيةِ والشِّرك، وغَصَبوا الأَعراضَ وأنتَهكُوا الـحُرُمات، وَهُم مَاضُونَ بسعيٍ حثيث، فِي قَتلِ وَتَصفِيَةِ الدُّعاةِ والعُلمَاءِ وأصحابِ الخِبرة، مِن أهلِ السُّنة ....
كلُّ ذلِكَ ولِلأَسفْ، وأهلُ السُّنةِ نِيامٌ بسبَبِ رادةٍ كَذَبَة، وَدُعَاة حِكمةٍ مزعُومَة، وَعُلَمَاءِ سوءٍ خدّرُوا الأُمَّةَ وَخَذلُوهَا وخذَّلُوها، وَكَانُوا جِسرا يَعبُرُ عَليهِ الأعدَاءُ لِيَفتِكُوا بالأُمَّة، وَكُلَّمَا أرَادَتْ الأُمَّةُ أنْ تَستَيقِظَ، لِتثأَرَ لدِينِهَا الـمُهَان، ولعرضها الـمُغتَصَب، قَالوا لـهَا نَامِي ولا تَستَيقِظِي، أَتـُرِيدُونَها حرباً طائِفيَّة، هذا وَحَبلُ الـمَكرِ مُتَّصِل، وَخِطَّةُ الـحَربِ دائرة.
وَهؤلاءِ الـمُخذِّلون، مُستَمِرُّونَ فِي حَقنِ الأُمَّةِ بأِفيونِ الموت البطيء، والعَجِيبُ أنَّ هَؤلاءِ عذَابٌ عَلى الـمُسلمينَ، وَرَحـمَةٌ لِلكَافِرين، فَهذَا قَائِلُهُم يَطعَنُ فِي الشَّيخِ الـمُجَاهدِ أسامةَ ِبنُ لادن، وَيَلمِزُه وَيَتَّهمُه أنَّهُ صَنِيعَةُ الأَمرِيكَان فِيمَا هُوَ يُثنِي عَلَى إمَامِ الكُفرِ والزَّندَقة (السيستاني) وَيُطرِيهِ وَيَصِفُهُ بأَنَّهُ عَاِلـمٌ مِن عُلماءِ المُسلمين، فإلى الله المُشتكى .
لَقدْ عَهِدنَا عُلمَاءَ الإسلامِ عَبرَ تاريخِ الأّمَّةِ يَتَقدَّمونَ الصُّفُوفَ، وَيُقودُونَ الزُّحُوف، وَيُوَاجِهُونَ الـحُتُوفَ بحدِّ السِّيُوف، دباً عَن المِلّةِ، وَدِفَاعاً عَنِ البَيضَة، وَحِفظاً لِلإِسلامِ وَأهلِه .
أَمَّا هَؤلاء، فَنِضالُهُم ركضٌ محموم، وَجِهَادُهُم سعيٌ حَثِيثٌ إلى أبوَابِ الكَافِرِ الـمُحتَل، يَحمِلُونَ بيدٍ شَهَادَاتِ الزَّيفِ بالعِلْمِ الكَاذِب، الذّي يَزعُمُونَ الإنتِسَابُ إليه، وَيَحمِلُونَ باليدِ الأُخرَى عَبَاءَاتِ المَجدِ المُنتَهَب، يَتسوّلُونَ مِن عَدُوِّهِم مَنصِباً لقيطاً، واعتِرَافاً بحقِهِم فِي تَمثِيل أهلِ السُّنة، وَكأَنَّهُم لَم يَقرءُوا القُرآن، وَلَم يُصغُوا إلى شَهَادَةِ التَّاريخِ، بأَنَّ الحُقُوق لا تُوهَبُ، بَل تُؤخَذُ غِلاباً، وأنَّ البلادَ لا تُحرَّرُ إلاَّ بالسَيف.......
لايَسلَمُ الشَّرفُ الرَّفِيعُ مِنَ الأَذَى حَتَى يُرَاقَ عَلَى جَوَانِبه الدَّمُ
أَنسيتُم أن قُدوَتُنَا مُحمَّداً عليهِ الصَّلاة وَالسَّلام، عَرَضَ عَليهِ الكُفَّارُ أن يُملِّكُوهُ عَليهِم، فَلا يَقضُوا أَمرَاً دُونَه، فَأَبَى وَأختَارَ طَرِيق الجِهاد، فَلمَاذَا عَدلتُم عَن هَديهِ ، ونَبذتُم سِيرَتَه، وَدَخلتم تَحتَ عَباءِةِ الكَافِرِالمُحتَل،
فَأَضفَيتُم عَليهِ الشَّرعية، وخَذَّلتُمُ الأُمَةَ عَن جِهَادِه، لِمَاذا تَكذِبُونَ عَلَى الأُمة، أنَّكُم يُمكن أن تُحصِّلُوا لَهَا حَقَّها، عَبرَ مُؤَامَرَاتِكُمُ السِّياسِية، وَمُبَادَرَاتِكُم السِّلمِية، وَأَنتُم تَعرِفُون ، أنكُم لاَ سُلطَان لكُم على الكُرسِيِّ الذِّي تَجلِسُونَ عَليه .
تَتَوهمونَ أنكُم بقُبلاتِكُم الحَارَّة لِبرايـمر، وضَحَكَاتِكُمُ الصَّاخِبةِ مَعَهُ ستستِمِيلُون قَلبَهُ، وَتَحوزُون ثِقَتَه، فَيُسلِمُكُم البلادَ وَالعِبَاد، حُباً لَكُم وَكَرَامَة!.
أُمَّةَ الإِسلام.... أنتِ تَعلَمِينَ أَنَّ أمريكا لاَ تُرِيدُ لَنَا الخَير، وَلَا تَبغِي لَنَا إلَّّا الخَبالَ وَالوَبَال، وَضَجِيجُهُم هَذِه الأَيَّام، فِي التَّحذِيرِ مِن خِطَّةِ المُجَاهدِين، لَيسَ صِيانَةً لِدِمَاءِ المُسلِمينَ وَلا طمعاً فِي صَلاحِهم، وَلا حِرصَاً عَلى خَيرِهم، ولكنَّهمُ إِرتَاعُوا، وأفزعَهُم أن يـَمضي المُجَاهِدُونَ فِي خُطتِهم، فَيُسقِطُوا أقنِعةَ الكذِبِ، وَيُميطُوا اللِّثامَ عَن حَقِيقةِ المعركة، لأنهم يَعرفونَ ويُدركُونَ أن أهلَ السُّنةِ أبطالٌ أشاوس، وَليوثٌ وَفَوارس، فإذَا استيقَضُوا مِن رَقدَتِهِم، وأفَاقُوا مِن هَجعَتِهم، وَاقتحَمُوا المَيدَان، وَدَخلُوا المَعرَكَةَ مَعَ الأمريكان واليهودِ وأوليائهم، مِن الرَّافِضةِ وخَبَالةِ أهلِ السُّنة، فَلن تَستطيعَ الدُّنيا كُلُّها أن توقِفَ زَحفَهُم، أو تَمنعَ تقدُّمَهُم، لِذلك فَهم يُحذّرونَ وسَيُحذرِّون مِنَ الإنجِرار إلى المَعرَكَةِ الحَقِيقيَّة، بحجَّةِ الخَوفِ مِن الطَائِفِيَّة ، والحِرصِ عَلى البلادِ وَكَذبُوا!!!!!!!
وَهَاهِي أمرِيكَا بَدَأت تَتَوارَى فِي قَواعدهَا الخَلفيّة، وتَدفَعُ بهؤلاءِ فِي الصُّفوفِ الأمَاميّة، لِينُوبُوا عَنها فِي حربِ المُجَاهِدِين، فَعَدوُّنا الآن والخَطَرُ الدَّاهمُ علَى الجِهاد، هُم هَؤلاءِ الروافِض، ومَعهمُ الحُثالةُ مِن أهلِ السُّنة، فَهم الذينَ يَتتبَعُون العَوراتِ، وَيعرِفُونَ المدَاخِلَ والمَخَارج، ويُوجِهُونَ حِرابَهم إِلى صُدُور المُجاهدين، أفَنَترُكُهم يَئِدُونَ الجِهادَ ويجتثُّونَ جُذُورَه، حَذَراً مِن فِتنةِ طائفيةٍ مزعومة.
فَهاهُم يُحذِّرونَ مِن حربٍ طائفية، ويُظهرونَ الحِرصَ على الدَّم العِراقي والوَطَن العِراقي، فأَينَ حرصُهم على الدَّمِ العراقِي يومَ كانت فَيالِقُهُمُ العسكرية، تُقاتِلُ جنباً إلى جنب مَعَ دَولةِ الرَّفضِ المجوسية، ضِدَّ أبناءِ شعبهم كَما يَزعُمُون؟ بل إسألُوا أبنائكم أيهَا الغَافِلونَ مِن أهلِ السُّنة، الذين كَانوا جُنداً للطَّاغيةِ صدام، عِندمَا أسرهمُ الجَيشُ الرافضيُّ الايراني، مَن كَان يُعذِّبُهم؟ إسألوهم؟ أليسَ فَيلقُ الغدر، فَيلقُ بدر؟ ألم يَكُن يُحقِّقُ مَعهم وَيُعذِّبُهم بيده، الهَالكُ باقرُ الحكيم ؟. ما أسرعَ مَا نَسيتُم يَاأهلَ السُّنة!!!!
ومن الغريب أيضا أن تدخل امريكا محمد باقر الحكيم الذي اتخذ من ايران عدو امريكا مقرا له في معارضته للعراق وهو يحمل الفكر الايراني الشيعي نفسه وهو ايضا ربيب للنظام الايراني وجميع اسلحته منه ثم يُسمح له بالدخول باتفاق سري عُقِدَ في جنيف اشارت اليه عدة صحف منها صحيفة لوكنار الفرنسية وقالت الصحيفة: إن سيناريو عودة الحكيم الى العراق خضع لبرنامجٍ تم وضعته بدقة في لقاء جنيف ادارة بوش بتأمين سلامة عودة الحكيم ولقد كان مقتله صفعةً لامريكا حتى اشاد بول وولفويتز نائب وزير الدفاع الامريكي وهو احد صقور البنتاغون المتشددين بمناقبه ووصفه بالوطني الحقيقي وبمصدر إلهام لاتباع الديانات المختلفة، ولِمَ لايألمون لمقتله وهو الذي كان يسمي الجهاد أعمال عُنف وتخريباً للبلاد وهكذا تسمى الامور بغير اسمها وتصبح الخيانة والعمالة اجتهادا سائغا وَلقد أكرَمَنا اللهُ فِيمَا مَضَى بقَتلِ الحكيم، الذي كَانَ يَقطُرُ خُبثاً وَمكراً وعداوةً لأِهلِ الإِسلام،
فقد أطلقَ العَنانَ لفيلَقِه، فَيلقَ الغدر، أن يَسفِكُوا دِماءَ المُسلمين، وَيَهتِكُوا أعراضَهم، ويَستَولُوا على مَساجِدِهم. فَكم مِن مَسجدٍ إغتَصبُوه, وَكم مِن عِرضِ حُرَّةٍ مُسلِمةٍ إنتَهَكُوه, وَكم مِن دَمِ مُسلمٍ مجاهدٍ سَفَكُوه، وَكَم مِن أسيرٍ وأسيرةٍ بسببهم تَسلَّط عَليهِمُ الأمريكَان، وَحسبُنا، أنَّنا لم نَسمَع أن رافضيّاً أو رافضيةً إستاقَهُمُ الأمريكانُ أسرى, بَينَما سُجُونُهم مَلَىء بِالأَسرى مِن رجالِ ونِساءِ أهلِ السُّنة، وَلتَسمعِ الدُّنيا، أنَّنا مَاضُونَ بعونِ اللهِ، فِي قَتلِ أئِمَّتِهم وحَصدِ رُؤوسِهم، غَضَباً لأبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي والحسن والحسين وعَائشة، وَثَأراً للدِّمَاءِ المَسفُوحة، وَالأعرَاضِ المُنتَهبة، وَالمَساجدِ السَّلِيبة.
وَلَنْ نَكفَّ عَنكُم يَاأفَاعِي الشَّر، حَتَى تَرفعُوا أيدِيَكُم عَن مَساجِدِنَا، وتَقبضُوا أيدِيَكُم عَن دِماءِ أهلِ السُّنة، وَتكفُّوا السِنَتكُم عَن الطَّعن فِي عِرضِ نبينا عليه الصَّلاةُ والسَّلام، وتَمتَنِعُون عَن مُنَاصَرةِ الأَعداءِ مِن الصليبيينَ واليهود، عَلى أهلِ الإِسلام .
أمةَ الإسلام .... ياأمتي إنَّنَا نَألـمُ هُنَا مِنَ الخِذلانِ العَجيب، والصَّمتِ الرَّهيب، الذَّي تتَعامَلِينَ بهِ مَعَ المَلحمةِ الكُبرى، والوَقْعَةِ العُظمَى فِي هَذا الزَّمان، فَأَينَ زُحُوفُ الأَبطالِ ، وأسودُ الشَّرى، وشَبابُ مُحمدٍ عليه الصلاةُ والسَّلام، وَأينَ عُلماءُ الإِسلام، لِماذَا تَنحَّيتُم عَنِ الطَريق، واعتَزلتُم قِيادةَ الرَّكب، واستَسلمتُم إلى المُتَعِ الزَائِفة، وَأخلَدتُم إلى الأَرض، فَأينَ قَوارعُ القُرآن، وَأينَ سِيَرُ الأَفذاذِ، وَمَآثرُ العُلمَاءِ والمُجاهِدِين، أليسَ فِيكُم مَن يُحييهَا....
إن اعداء الله يدركون أنّ هذه الحرب نقطة تحول في أحوال العالم وأنها مفرق طريق بين سيطرة مطلقة للغرب الكافر وحضارته وانموذج حياته وبين البعث الاسلامي القادم باذن الله ولذلك قال بوش: في كلمة امام المجلس الوطني لتنمية الديمقراطية مشددا على ان اخفاق الديمقراطية في العراق سيشجع الارهاب في العالم ويشكل تهديدا للامريكان واكد رئيس وزراء بريطانيا توني بليرفقال: ان مايحصل اليوم في العراق سيحدد العلاقات بين العالم الاسلامي والغرب وقال هذه هي المعركة الاساسية في بداية القرن الحادي والعشرين واضاف نحن الآن في نقطة سيكون الاخفاق في العراق كارثة للغرب كله.
أُمةُ الإسلام.... أدركي الجِهادَ فِي العراق، قَبلَ أن تتَكَالبَ الكَثرةُ الكَافِرةُ عَلى المـُجاهدين. فوَ الذِّي نَفسِي بيدِه, إذا خَبت جَذوةُ الجِهاد، وَضَعُفَ نَفسُه، وسُكِّرَتْ جُيوبُ الجِهادِ فِي العراق، فَلن تَقوم للأُمَّة قائمةُ إلاّ أن يَشاءُ الله، وسيُضيِّقُ الخِناق على الأُمةِ بأَسرِهَا ، وَسيَضرِبُ اللهُ الذُّلَّ عَلى الأُمَّة، وتحلُّ عليها العقوبات القدرية ، وسَيُصبحُ حَالُنا كَما ذَكرَ ابنُ كثير، في البدايَةِ والنِّهاية، عندمَا تَخلَّفَ النَّاسُ عَن الجِهاد، وَلَم يَشعُرُوا الاَّ والتتارُ فِي عُقرِ دَارهم. فَتمرُّ المَرأةُ مِن التتار على الرَّهطِ مِنَ الرِّجال، فتقولُ لهم مَكانَكُم لاتبرحوا، فتذهبُ فَتُحضِرُ السكين, ثُم تَذبَحُهم واحداً تِلوَ الآخَر, دُونَ دِفاعٍ أو حِرَاك. فالعُقوبةُ تَتبَعُها العُقُوبة، والمَعصِية تعَقَّبُهَا المعصية، ولن تُرفَعُ العُقوبَةُ إلاّ بالتوبة النَّصُوح, والتوبةُ هنا، أن تَعودوا إلى دِينِكُم, وهو الجهـــاد..
أما أنتُم حُكَّام العرب, فَقد رضِيتُم لأَنفُسِكُم أن تكُونوا أحذِيةً للبَاطِل، وَقَاعدةٌ خلفية تنطلقُ مِنهَا طَائِراتُ القتلِ والتدمِير، وَمَا زِلتُم قَواعِدَ إمدادٍ بالمُؤنِ والعَتاد. فَنقُولُ لكُم, لقَد ذَهَبَ صَدَّامُ غَيرَ مَأسُوفٍ عليه, فَقَد كَانَ طاغِيةٌ، وعدواً للهِ ولِرَسُولِه, ذَهبَ بيدِ أسيادِه الأَمريكان. أمَّا أنتُم فَستذهبُون كذلِك، ولَكن، نسأَلُ الله أن يَكونَ ذَلكَ بأَيدِينَا وسُيُوفِنَا. وقَرِيباً إن شاء الله, وَمَا ذَلكَ عَلَى اللهِ بعزِيز.
وأمَّا أنتم أيها المـُجاهدون الأَبطال، فلكم تحيةُ إكبارٍ وإعزازٍ، فلَقد أكرمَكُمُ اللهُ، فَأَذَلَّ على أيدكم أعتى قوةٍ عَلى مرِّ التَّاريخ, فَعُضُّوا عَلَى النواجِذ، واجثُوا عَلى الرُّكب, واشحذُوا سُيوفَكُم، واحرقوا الأرضَ تحتَ أقدام الغُزاة، أذيقوهُم حرَّ لَظَى, واقذفوا بهم فِي الجَحِيم, فلَقد دارت رَحَى الحربِ الزَّبُون, واشتعلَ اوارُ المَعركة, واشتَدَّ لَهيبُهَا، فَكُونُوا فُرسَانَها, واقتَحِمُوا أهوالها. عَليكم بِالأَمريكَان، عَليكُم بالرَّافِضة، عليكم بالمنافقين والعُمَلاء.....
أمةَ الإسلام..... ياأمَّتي نَحنُ أبناؤكِ وجُندُكِ الأَوفِياء, ونَعِدُكِ أن نظلَّ كذَلِكَ حتى آخرَ قطرةٍ من دمِنا, وسنَظلُّ لكِ ماءً سلسبيلاً، عذباً نميراً، ونسائمَ باردة, ونوراً يُنير دربَ السالكين .
والله غالبٌ على أمره ولكنَّ أكثرَ الناس لا يعلمون
والحمدُ للهِ ربِّ العَالمين.
ابي مصعب الزرقاوي
العراق
من ابي مصعب الزرقاوي
إلى أُمتي الغالية خَيرِ أُمةٍ أُخرجتْ لِلنّاس
السَّلامُ عليكِ وَرحمةُ اللهِ وَبركاتُـهُ
فإِنِّي أحمدُ اليكِ اللهَ الذي أرسلَ رسولَه بالهُدَى ودِينِ الحقِّ ليظهره على الدينِ كلِه.
وأُصلي وأُسلمُ على الضَّحوكِ القتَّالِ، الذِي بُعثَ بالسيفِ بينَ يدي السَّاعةِ، ليُعبدَ اللهُ وحدَه.
أمّا بعد:
فَنزِفُّ إليكِ تهنئةٌ بَل وَعشْرا، تَحمِلُ أطيبَ البُشرَى، بعظيمِ النِكايةِ وشدَةِ الإِثخانِ، من المجاهدينَ الأبطالِ، في عَدوكِ وعدوهِم.
فَنحنُ بحمدِ اللهِ نغزوهم كما يغزونَنَا، ونصولُ عليهم كمَا يَصولونَ علينَا، وَننَالُ مِنهم كمَا يَنالونَ مِنَّا، وَلسنا سواءً: فَقتلانا في الجنة وَقتلاهُم في النَّار ((إن تَكُونُوا تَألمونَ فإِنهم يألمونَ كمَا تألمونَ وَترجونَ مِن اللهِ مَا لا يَرجون)) ،
هذا مع قلةِ النَّاصرِ، وضَعفِ الإِمكاناتِ، وَلكنَّ اللهَ مولانا ولا مولى لهم
فقد أكرمنا اللهُ فقطفنا رؤسهم، ومزَّقنا أجسادهم في مواطنَ عديدة،
فالامم المتحدة في بغداد
وقوات التحالفِ في كَربلاء،
والطِّليان في الناصرية ، والقواتُ الامريكيةُ على جسرِ الخالدية،
والمخابراتُ الأمريكيةُ في فندقِ الشاهين، والقصرُ الجمهوريُ في بغداد،
والسي آي إيه في فُندقِ الرشيد،
والقوات البولنديةِ في الحلة،
وقد أُحيطت هذه العمليةُ المباركة، بتكتيمٍ إعلاميٍ غيرِ مسبوقٍ في العراق،
وأظهرَ الإعلامُ الخبيث، أنَّ المتضررَ من هذه العملية هم الابرياءُ وحدهم،
ولم يذكروا أن أربعاً من الطائراتِ المروحية، هبطت الى الموقعِ لنقلِ الجُـثثِ النجسة، من قواتِ التحالفِ الصليبي،
وأن قتلاهم يزيد على مائتين جندي،
وأخيرا وليس آخرا الموساد الإسرائيلي في فندق جبل لبنان،
وغيرُها وغيرُها في قائمةٍ طويلة، مضتْ بعضُ فصولها،والقادِمُ أدهى وأمرُّ بعونِ الله.
وَنحنُ نَتحدَّى الإِعلامَ الأمريكي الكاذب، بأن يُبينَ حقيقةَ الدَّمار، وحجمَ الخسائِر التي حلَّت بقواتِه، فَرامبُو هوليود لا مكانَ له بَينَ أُسودِ الإِسلامِ وأبطاله، ولنَا معهم بإِذنِ اللهِ صولاتٌ وَجَولات
وإذا كَانَ جُون أبي زيد قَد نجى هذِه المرَّةَ مِنْ سُيوفِنا، فَنَحنُ له ولبريمر وَلِجنرالاتِهم وَجُنودِهم وَأعوانِهم بالمِرصادِ، نتخطَّفُهم كالطيرِ، ونقطعُ عليهم كُلَّ طَريقٍ، ونُشرِّدُ بهم من خَلفَهم،
ونقولُ لَهم كَما قَالَ شيخُ الإســلام ابن تيميةِ، في رسالته إلى مَلِكِ قبرص؛ أن عندَ المسلمينَ من الفِداويهِ، الذينَ يَغتَالونَ الملوكَ على فُرُشِها وأفرَاسِها، مَا قد سَمِع به الناس.
أمَّتي الحَبيبة ....... أما آن لكِ أن تُبصري السَبيلَ
وتستبيني الرَّشدَ
وتقرئِي الحقيقةَ الكامنةَ، وَراءَ سُدُف الظلامِ ،
وغبار الكذبِ ودخانِ الدَّجلِ، الذي يُطلقه أعداءُ اللهِ تخذيلاً لكِ وتخديراً،
حتى لا تثِبي وثبةَ الأبطال،
ولاتَنهضي نهضةَ الرِّجال،
لأنهُم يُدركُونَ أنَّ المَاردَ الإسلامِي إذا استيقظَ فلنْ يقفَ دُونَ أبوابِ روما وواشنطن وباريس ولندن.
لقدْ حَاوَلوا مِنْ قبلُ أن يُغطُوا حقيقةَ المعركةِ، وأن يُشوشُوا على رايةِ الجهادِ الصَّافيةِ،
فَأوهموا العالمَ أنَّ الذي يُقاومهم هم فلولُ النظامِ البائد وعناصرُ البعثِ الكافِرِ، حتى لا تتفاعلَ الأمَّةُ معَ المعركةِ، ولاتنهدَ للملحمة،وهذا كَذِبٌ وتَزوير،
فَما سَمعتوه من بُطولةٍ وفداءٍ وعزيمةٍ ونكايةٍ في الأعداءِ ، إنَّما هو بفضلِ اللهِ صُنعُ أبنائكُم، وفرسانُ الأمةِ، من مُهاجرينَ وأنصار، ألّف بينهمُ القرآنُ، ووحدتْهُم كلمةُ التوحيدِ على اختلافِ لغاتهم وألوانهم،
ونُبشركِ، أنَّا قد اثخنَّا فيهم قتلاً، واسلنا دمائهم، ومنعناهم لذيذ النَّومِ والرُّقاد ، حتَّى بَكُوا كَالنِّساءِ الأَيامى ، والأَطفال اليَتَامى.
أمةَ الإسلام ، دَعينا نضعُ النِّقاطَ على الحروفِ ، ونُحدثكِ عن طبيعةِ المعركةِ، وحقيقةِ المكرِ ، وخفايا الصّراع.
لقد جَاءت أمريكا بأساطِيلها وَمَسَاطِيلها ، فحلّتْ بالعُقرِ من الدِّيار، وَنزَلت بِقَضها وقَضِيضِهَا بَينَ ظهرانِي المُسلِمين ، وهِي تَطمَعُ:
أولا: بثروات هذهِ الأرضِ المعطاء ، وكنوزها وخيراتِها التي سالَ لها لعابُ مصاصي الدماءِ ، من الرأسماليين الكبار ، الذين يَدفعُهُم الشرَهُ الى الثروة، الى كُل فعلٍ مهما كان قَذِراً ودنيئا ،ثم لايَتورْعُون في سبيلِ ذلكَ عن صغيرٍ ولاكبيرٍ، ولارَجلٍ ولا إمرأة، فالغايةُ تبررُ الوسيلة، وقانونُ الغابِ بايديهم، يُجرِّمونَ مَن يشاءون ، ويستبيحونَ ما يُريدُون.
ثانيا: جاءت أمريكا وقد أرعبَها المدُّ الإسلاميُ المتصاعد ، وأفزعَهَا نشيدُ الجهاد الذي عَلا صوتُه فهزّ العالم ، وزلزلَ الدُنيا بأسرِها ،
فجاءت لتُغيـّرَ ثوابتَ الأمةِ، وتحرّفَ الكلمَ عن مواضعه، وتُبدِّلَ المناهج، وتَقضِي عَلى ينابيعِ الخيرِ المتفجرةِ في ضميرِ الأُمةِ الإسلامية ، وَلِتقطعَ الطريقَ على الصَحوةِ النَّاهِضة، والرَّجعةِ الصَّادِقة ،
ولِتنشُرَ الـخَنَا والخَبَث ، وتَبُثََّ فِكرها الساقِط ، وثقافَتها اللَّقِيطة، باسم الحرية والديموقراطية، وهي تُؤَمِّلُ أن تُعيدَ صياغةَ المنطقة، ورَسمَ خَرِيطَتِها السياسيةِ والدينيةِ والثقافية، وفق مصالحها الخاصّة.
ثالثا: قَدّمْت زُحوفُ التتار المُعاصرين، وهي تحملُ إرثاً من الحقدِ الدَّفين، والعداوةِ التاريخية، والتَعصّبُ الدِّيني، الذي تُغذِّيه النبوءاتُ التوراتية ، على المسلمين عامة ، وعلى العراقِ وأهله خاصّة...
فالعراقُ في النبوءاتِ التوراتيةِ التي يؤمنُ بها الأُصوليونَ الإنجيليون، الذينَ يَحكمونَ في واشنطن ولندن هي بلدُ الشَّر ، والمدينةُ الزانية ، والعدوُّ الأولُ لبني إسرائيل ، ولذلكَ فهي تَأمرُ بقتلِ رجالهم، وهَتكِ نسائهم، ورضخِ رؤوسِ أطفالهم، وَيصبِ حِمَمِ الموت على رؤوسهم ، تماماً كما فعلوا في الواقِعِ حذوَ القذة بالقذة..
رابعاً: جاءت أمريكا لتوفِّرَ الأَمنَ لربيبتها إسرائيل ، وتقضيَ على كلِّ خطرٍ يمكنُ أن يتهددها، ومَن يُعايشُ الوضعَ ، يُدركُ أنَّ ألاخطبوطَ الإسرائيلي، قد تغلغلَ في البلادِ سياسياً ومخابراتياً واقتصادياً، ولولا اللهُ الذي أقامَ رايةَ الجهاد، لأفاق أهلُ العراقِ ليجدوا أنفسهم عبيداً للسياسيين، ومدراءِ الشركاتِ اليهودية، وجيشِ الخُبراءِ والمستشارينَ اليهود ....
فاسألوا العَميلَ الصهيو أمريكي، جلالَ الطَّالباني؛ عن فِرقةِ الاغتيالاتِ التابعةِ للموساد ، التي تسكنُ في شارعِ العدنانية، في وسطِ كركوك والتي تَسعى حثيثاً، لتصفيةِ رموز وكوادر أهلِ السُنة، وهي الان متواجدةُ بقوةٍ في بغداد، والمجاهدونَ عازمونَ بعونِ اللهِ، على أستئصالِ شافَتِهم رَغمَ التدابيرِ الأمنيةِ، التي يَتَّخِذُها لـهُم العُمَلاء، مِنَ الـمُخابرات الكرديةِ والرافضة.
خامساً: جاءتْ أمريكا وهي تُؤمِّلُ أنْ تُقِّطَعَ أوصالَ الدولِ العربيةِ الكبيرة، وتُفَتِّتَ كِياناتِها لتُقِيمَ دُوَيلاتِ ضعيفة، لاحَول لها ولاسلطان، تَغرسُ بينها دويلاتِ طائفية، تدين لها بالولاء، وتحملُ حقداً أسوداً على أهل الإسلام، وتظلُّ أشواكاً في طريق اجتماعِ كلمةِ المسلمين، نعم، لقدْ أدركتْ أمريكا،أن الاسلام السني هو العدو الحقيقي،
وان الفرق الباطنية هي نِقاطُ الضعف، وهي الثغرةُ الحقيقيةُ التي يمكنُ أن يَنفُذَ منها الأعداء، للاستيلاءِِ على أهلِ الإسلام ، فقررتْ أنْ تَجعلَهم حِصانَ طرواده لاختراقِ حُصُونِ الأُمة، وعلى رأسها هؤلاءِ الرافضة..وتأكيداً لهذا الامر انقل كلام بن غوريون عام اربعة وخمسين وتسعمائة والف حيث يقول أننا نعيش في محيط سني ولذلك على اسرائيل أن تتعاون بل وتجند الاقليات العرقية والمذهبية في المنطقة المحيطة لخدمة المصالح الاسرائيلية.
يَنبَغي أن تعلمِي أمةَ الإسلام، أنَّ التَّشيُعَ دينٌ لا يلتقي معَ الإسلام، إلا كمَا يلتقي اليهودُ مع النصارى تحتَ إسمِ أهلِ الكتاب، فَمِن تحريفِ القرآنِ، وسبِّ الصحابة، والطعنِ في أمهاتِ المؤمنين، الى تكفيرِ أهلِ الإسلام، واستباحةِ دِمَائِهم، مروراً بأنواعِ الشِّركِ الأكبر، وَصُوَر الكُفْرِ المستَبين، وضروبِ الخُرَافةِ والـخُزعبلاتِ والأساطيرِ المضَلِّلِة.
وبإستحضار التَّجرُبةِ التِّاريخية وشهادةِ العصور الخَالية، ودلالاتِ الواقعِ الـمُعاصِر، والتَّجربةِ الحيةِ التي نَعيشُهَا، نُدركُ حَقاً مَعنى قَولِه تعالى ((همُ العدوُّ فأحذرهم قاتلهمُ اللهُ أنَّى يُؤْفَكُون)).
لقدْ كَانوا عبر التَّاريخ شجاً في حُلوقِ أهلِ الإسلام، وخِنجَراً يَطعَنُهم فِي الظَهر، وفأرةُ السدِّ التِي تَهدِمُ البُنيَان، والجِسرُ الذِي يَعبُرُ عَليهِ أعداءُ الامة.
ولقدْ صدقَ شيخُ الإسلام ابنُ تيمية، حينَ قَالَ يَصفُ حالـهُم، بعدَ أن ذَكَرَ تكفيرَهُم لأِهلَ الإسلام، فقالَ رَحِمَه الله:
(ولهذَا السَّببِ يُعاونُونَ الكُفَّارَ على الـجَمهُور منَ المسلمين، ويُعاونُونَ التتار، وهُم كَانوا من أعظمِ الأسبابِ في خروجِ جنكيز خان، مَلكِ الكفار إلى بلاد الإسلام، وفي قدومِ هولاكو إلى بلادِ العراق، وَفِي أخذِ حَلَب، ونهبِ الصَّالحية، وغير ذلكَ بـخُبثِهم وَمكرهِم.
وَلـهَذا السَّببِ نَهبُوا عَسكَرَ المسلمينَ لما مرَّ عليهم وَقتَ انصرافهم إلى مصرَ في النَوّبةِ الأولى، وَبهذا السَّببِ يَقطعون الطُرُقاتِ على المسلمين، وبهذا السَّببِ ظَهَرَ فيهم مُعاونَةَ التتار والإفرنجِ على المسلمين، والكآبةُ الشديدةُ بإنتصار الإِسلامِ مَا ظهر،
وكذلكَ لمـّا فَتحَ المسلمونَ السَُاحِلَ عكَّه وغيرَها، ظَهَرَ فِيهم من الإِنتصار للنصارى، وَتقدِيـمِهِم على الـمُسلمين مَاقَد سَمِعَ النَّاسُ مِنهم، وكلُّ هذا الذِي وصفتُ بعض أمورهِم، وإلاَّ فَالأَمرُ أعظَمُ مِن ذَلك .
وَفِي قُلُوبهم مِن الغِلِّ والغيظِ على كِبارِ المسلمينَ وصِغَارهم، وصَالحيهم وغيرِ صالحيهم، مَالَيسَ فِي قلبِ أحد ، وأعظمُ عبادتهم لَعنُ المسلمينَ مِن أولياءِ الله.....وهؤلاءِ أشدُّ النَّاسِ حِرصاً عَلَى تَفريقِ جَمَاعةِ الـمُسلمينَ، وَمِنْ أعظَمِ أصُولِهم عِندهم،
التكفيرُ واللَّعنُ والسبُّ لخيار ولاةِ الأمور، كالـخُلَفاءِ الرَّاشدين، وَالعُلَمَاءِ المسلمين، إذْ كُلُّ مَنْ لَمْ يُؤمِن بالإِمامِ الـمَعصوم، الذِي لاَوجُودَ لَه، فَمَا آمنَ باللهِ ورسولِه عليه الصَلاةُ والسَّلام....
والرَّافضةُ تُحبُّ التتار ودَولَتَهُم ، لإِنه يحصلُ لهم بـهَا مِن العزِّ، مَا لايَحصُل بدولةِ المسلمين، وَإذَا غلبَ المسلمونَ النَّصَارى والمشركين، كَانَ ذَلك غُصَّةً عِندَ الروافض، وإذَا غَلَبَ المُشركونَ والنَّصَارى المسلمين كان ذلك عِيدا ومسرةَ عندَ الرَّافِضة. إنتَهى كَلامُه رَحِمَه الله، وكأَنـِّي به يَعيشُ بينَ ظهرانِينَا، فيصفُ عَن مُشَاهَدةٍ وَعَيان، فَيَقُولُ رَحِمَه الله:
وكذلكَ إذَا صَارَ لليَهُودِ دولةٌ في العراقِ وغَيرِها، تَكُونُ الرافِضَةُ مِن أعظمِ أعوانهم، فَهُمْ دَائِماً يُوَالُونَ الكُفَّار مِنَ الـمُشرِكينَ واليَهودِ والنَّصَارى، ويُعاونُونَهم عَلَى قِتَالِ الـمُسلِمينَ ومُعَادَاتِهم. إنتَهَى كَلامُه رَحِمَه الله.
ويقول آرييل شارون في مذكراته: توسعنا في كلامنا عن علاقات المسيحيين بسائر الطوائف الاخرى لاسيما الشيعة والدرور، شخصياً طلبت منهم توثيق الروابط مع هاتين الاقليتين حتى إنني اقترحت إعطاء قسم من الاسلحة التي منحتها اسرائيل ولو كبادرة رمزية الى الشيعة الذين يعانون هم ايضا مشاكل خطيرة مع منظمة التحرير الفلسطينين ومن دون الدخول في أي تفاصيل لم أرى يوما في الشيعة اعداءً لاسرائيل على المدى البعيد)) انتهى كلامه؛
واسمع ايها المسلم تصريح ليسلي كَلد رئيس مجلس العلاقات الخارجية الامريكي في مقال له في نيويورك تايمز يقول: (إن الاستراتيجية الوحيدة في العراق القابلة للحياة هي تصحيح الخلل التاريخي والتحرك على مراحل نحو حل الدول الثلاث : الاكراد في الشمال، والسنة في الوسط، والشيعة في الجنوب،
ويقول: الفكرة العامة هي في تقوية الشيعة والاكراد وإضعاف السنة ومن ثم الانتظار لمعرفة ماإذا كان سيتم التوقف عند الحكم الذاتي او تشجيع تكوين دولة! يجب أن تكون الخطوة الاولى جعل الشمال والجنوب منطقتين تتمتعان بالحكم الذاتي مع حدود مرسومة بشكل يتوافق قدر المستطاع مع الحقوق العرقية، أعطوا مليارات الدولارات التي صوّت عليها الكونغرس لإعادة الإعمار كلها إلى الشيعة والاكراد أ. هـ كلامه. وقال : يمكن لها أمريكا أن تساعد في تسليح وتدريب الاكراد والشيعة في حال طُلب منها ذلك ))أ.هـ.
أليسَ هذَا مَا فعلهُ الرافضةُ حينما دَخلتْ قُواتُ الكافِرِ الـمُحتل، ولقد صَدَقَ ذَلكَ الـمُستشرِق، حِينَ قال:لَولا الدَّولةُ الصَّفويةُ لكنَّا اليوم في أوروبا نقرأ القرآن كما يَقرؤُه البربريُ الجزائري.
نعم، فَلقَد وَصَلتْ جَحَافِلُ الدولةِ العُثمَانِية، إلى أبوابَ فيينا، لكنها وقفتْ ثُمَّ انكفأتْ راجعةٌ لتذودَ عَنْ الـمُسلمينَ في بَغداد، وتَدفَعَ صولةَ دولةِ الرفضِ الصَّفَويِّة، التي سفكتِ الدِّمَاءَ وهتكتِ الـحُرُمَات، وهدَّمَتِ المساجدَ وأزهقت أرواحَ أهل السنَّة، بلا ذَنبَ إلا حبُهُم لصحابةِ محمدٍ صلى الله ُ عليهِ وسلم0 وكانتْ تِلكَ آخِرَ نُقطةٍ وصلتْ إليهَا جُيُوشُ الإِسلام، ثُمَّ انحسرَ بَعدَ ذَلكَ مَدُّ الإسلام، وتقلَّصَ ظِله بسببِ ضَرَبَاتِ الحقدِ الموجعة، التي كَالتهَا دولة الرَّفضِ للدَّولةِ العُثمَانية.
وهؤلاءِ القومُ قَد كفَّرهُمْ أئِمةُ السلف، وَبيَّنُوا حَقِيقتُهم، فَهذا الإمامُ البُخاري رحمه اللهُ يقول:"إني لأَستجهِلُ مَن لا يُكفِرُهُم إلا أن يكونَ غَيرَ عارفٍ بمذهبهِم"0
وقال:" ما باليتُ صليتُ خلفَ يَهوديٍ أو نصرانيٍ أو رافضي، لا تُؤكلُ ذبائحُهُم، ولا تُشهدُ جَنائِزُهُم، وَلاَ يُعادُ مريضُهُم".
وَهذا الإمامُ مالك، رحمهُ اللهُ يقول:" الذي يَشتُمُ أصحابَ رَسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم، ليسَ له سهمٌ أو نصيبٌ فِي الإسلام ". وقالَ مُعلّقاً على قولِه تعالى:(يُعجبُ الزُّرّاعَ لِيَغيظَ بِهِمُ الكُفَّار ): "فَمَنِ إِغتاظَ مِنَ الصحابة فهو كافر" وتَبعه على هذا الاستدلال، الإمامُ الشَّافِعي رحمه الله .
وهذا الإمامُ أحمد رحمه اللهُ يقول، وَقَد سُئِل عمَّن يَسُبُّ الصحابةَ رضي الله عنهم :(ما أراه على الإسلام). وقال:(مَن سَبَّ أصحابَ رسولِ اللهِ ،أو أحداً مِنهُمْ، أو تَنقَّصَهُم أو طَعَنَ عليهم ، أو عرَّضَ بعيبهِم أو عَابَ أحداً مِنهُم، فَهُو مُبتَدِعٌ رافضيٌّ خَبيث، مُخالِفٌ لا يَقبَلُ اللهُ منه صرفاً ولا عدلاً، بَلْ حُبُهم سُنَّة، والُّدعاءُ لهم قُربة، والإقتِدَاءُ بآثارهِم فَضِيلة).
وَلَقَد بَدَأَ فَحِيحُ هَؤلاءِ الأَفَاعِي يَعلُو مِن جَديد، وأطلُّوا برُؤوسِهِم ليَرسُمُوا خَريطة الـمَنطِقَةِ معَ حُلفائهمُ الأمريكان، والـخَبَالةِ والـحُثالةِ مِن أهلِ السُّنة. فَعَبرَ فَيالِقِهِمُ العسكرية ،وَتنظِيمَاتِهمُ السرِّيةِ وَالعلنيَّه،تغوَّلُوا على المراكز الحسَّاسة ،وسَيطَرُوا عَلَى جِهَازَي الشُرطَةِ وَالجيَش. نعم، فلَقد نَزَعَ فَيلقُ الغَدر ، المُسمَّى بفَيلقِ بَدر، وَالذِّي دَخَلَ العِراقَ وهوَ يَحمِلُ شِعارَ الثأر الثأر من تكريت والأنبار. نَزِع شِعَارَه وَلبسَ زيّ الشُّرطةِ والجيَش، لِيَفتِكَ بأهلِ السنة ،بإسمِ الدَّولةِ والقانون، والحِفَاظِ على الوطَنِ والـمُواطِن، وَهُم يَتهيَّئُونَ لِورَاثةِ الأرضِ والسيطرةِ على البلاد، لِيُقيمُوا دَولةَ الرَّفض، مُمتَدة مِن إيران مُروراً بالعِراق، وسوريا الباطنية، ولُبنانَ حزبِ اللات، وَمملكاتِ الخَليجِ الكَرتُونِيَّة، التِّي تمتلئُ أرضُهَا بأَلغَامِ الرفض، وَبُؤر التَّشيُّع.
وَمَعَ ذَلك، فَلْتعلمِ الدُّنيا أنّنا لسنا أوّلَ مَن بَدأ القِتَال، بَل هُمُ الذينَ قَتلُوا المـُجاهِدين، واغتَالُوا الـمُهَاجِرِين، وَكَانُوا عُيُوناً لِلأمرِيكانَ وآذاناً، فَكَم مِن مُجاهدٍ قُتِل بطلقةٍ غادرة، جاءتهُ مِن وَرَاءِ ظهره على أيدِي هؤلاء، كَمَا وغصبُوا مساجد التوحيدِ، وَحوَّلوهَا إلى مَعَاقِلَ للوثنيةِ والشِّرك، وغَصَبوا الأَعراضَ وأنتَهكُوا الـحُرُمات، وَهُم مَاضُونَ بسعيٍ حثيث، فِي قَتلِ وَتَصفِيَةِ الدُّعاةِ والعُلمَاءِ وأصحابِ الخِبرة، مِن أهلِ السُّنة ....
كلُّ ذلِكَ ولِلأَسفْ، وأهلُ السُّنةِ نِيامٌ بسبَبِ رادةٍ كَذَبَة، وَدُعَاة حِكمةٍ مزعُومَة، وَعُلَمَاءِ سوءٍ خدّرُوا الأُمَّةَ وَخَذلُوهَا وخذَّلُوها، وَكَانُوا جِسرا يَعبُرُ عَليهِ الأعدَاءُ لِيَفتِكُوا بالأُمَّة، وَكُلَّمَا أرَادَتْ الأُمَّةُ أنْ تَستَيقِظَ، لِتثأَرَ لدِينِهَا الـمُهَان، ولعرضها الـمُغتَصَب، قَالوا لـهَا نَامِي ولا تَستَيقِظِي، أَتـُرِيدُونَها حرباً طائِفيَّة، هذا وَحَبلُ الـمَكرِ مُتَّصِل، وَخِطَّةُ الـحَربِ دائرة.
وَهؤلاءِ الـمُخذِّلون، مُستَمِرُّونَ فِي حَقنِ الأُمَّةِ بأِفيونِ الموت البطيء، والعَجِيبُ أنَّ هَؤلاءِ عذَابٌ عَلى الـمُسلمينَ، وَرَحـمَةٌ لِلكَافِرين، فَهذَا قَائِلُهُم يَطعَنُ فِي الشَّيخِ الـمُجَاهدِ أسامةَ ِبنُ لادن، وَيَلمِزُه وَيَتَّهمُه أنَّهُ صَنِيعَةُ الأَمرِيكَان فِيمَا هُوَ يُثنِي عَلَى إمَامِ الكُفرِ والزَّندَقة (السيستاني) وَيُطرِيهِ وَيَصِفُهُ بأَنَّهُ عَاِلـمٌ مِن عُلماءِ المُسلمين، فإلى الله المُشتكى .
لَقدْ عَهِدنَا عُلمَاءَ الإسلامِ عَبرَ تاريخِ الأّمَّةِ يَتَقدَّمونَ الصُّفُوفَ، وَيُقودُونَ الزُّحُوف، وَيُوَاجِهُونَ الـحُتُوفَ بحدِّ السِّيُوف، دباً عَن المِلّةِ، وَدِفَاعاً عَنِ البَيضَة، وَحِفظاً لِلإِسلامِ وَأهلِه .
أَمَّا هَؤلاء، فَنِضالُهُم ركضٌ محموم، وَجِهَادُهُم سعيٌ حَثِيثٌ إلى أبوَابِ الكَافِرِ الـمُحتَل، يَحمِلُونَ بيدٍ شَهَادَاتِ الزَّيفِ بالعِلْمِ الكَاذِب، الذّي يَزعُمُونَ الإنتِسَابُ إليه، وَيَحمِلُونَ باليدِ الأُخرَى عَبَاءَاتِ المَجدِ المُنتَهَب، يَتسوّلُونَ مِن عَدُوِّهِم مَنصِباً لقيطاً، واعتِرَافاً بحقِهِم فِي تَمثِيل أهلِ السُّنة، وَكأَنَّهُم لَم يَقرءُوا القُرآن، وَلَم يُصغُوا إلى شَهَادَةِ التَّاريخِ، بأَنَّ الحُقُوق لا تُوهَبُ، بَل تُؤخَذُ غِلاباً، وأنَّ البلادَ لا تُحرَّرُ إلاَّ بالسَيف.......
لايَسلَمُ الشَّرفُ الرَّفِيعُ مِنَ الأَذَى حَتَى يُرَاقَ عَلَى جَوَانِبه الدَّمُ
أَنسيتُم أن قُدوَتُنَا مُحمَّداً عليهِ الصَّلاة وَالسَّلام، عَرَضَ عَليهِ الكُفَّارُ أن يُملِّكُوهُ عَليهِم، فَلا يَقضُوا أَمرَاً دُونَه، فَأَبَى وَأختَارَ طَرِيق الجِهاد، فَلمَاذَا عَدلتُم عَن هَديهِ ، ونَبذتُم سِيرَتَه، وَدَخلتم تَحتَ عَباءِةِ الكَافِرِالمُحتَل،
فَأَضفَيتُم عَليهِ الشَّرعية، وخَذَّلتُمُ الأُمَةَ عَن جِهَادِه، لِمَاذا تَكذِبُونَ عَلَى الأُمة، أنَّكُم يُمكن أن تُحصِّلُوا لَهَا حَقَّها، عَبرَ مُؤَامَرَاتِكُمُ السِّياسِية، وَمُبَادَرَاتِكُم السِّلمِية، وَأَنتُم تَعرِفُون ، أنكُم لاَ سُلطَان لكُم على الكُرسِيِّ الذِّي تَجلِسُونَ عَليه .
تَتَوهمونَ أنكُم بقُبلاتِكُم الحَارَّة لِبرايـمر، وضَحَكَاتِكُمُ الصَّاخِبةِ مَعَهُ ستستِمِيلُون قَلبَهُ، وَتَحوزُون ثِقَتَه، فَيُسلِمُكُم البلادَ وَالعِبَاد، حُباً لَكُم وَكَرَامَة!.
أُمَّةَ الإِسلام.... أنتِ تَعلَمِينَ أَنَّ أمريكا لاَ تُرِيدُ لَنَا الخَير، وَلَا تَبغِي لَنَا إلَّّا الخَبالَ وَالوَبَال، وَضَجِيجُهُم هَذِه الأَيَّام، فِي التَّحذِيرِ مِن خِطَّةِ المُجَاهدِين، لَيسَ صِيانَةً لِدِمَاءِ المُسلِمينَ وَلا طمعاً فِي صَلاحِهم، وَلا حِرصَاً عَلى خَيرِهم، ولكنَّهمُ إِرتَاعُوا، وأفزعَهُم أن يـَمضي المُجَاهِدُونَ فِي خُطتِهم، فَيُسقِطُوا أقنِعةَ الكذِبِ، وَيُميطُوا اللِّثامَ عَن حَقِيقةِ المعركة، لأنهم يَعرفونَ ويُدركُونَ أن أهلَ السُّنةِ أبطالٌ أشاوس، وَليوثٌ وَفَوارس، فإذَا استيقَضُوا مِن رَقدَتِهِم، وأفَاقُوا مِن هَجعَتِهم، وَاقتحَمُوا المَيدَان، وَدَخلُوا المَعرَكَةَ مَعَ الأمريكان واليهودِ وأوليائهم، مِن الرَّافِضةِ وخَبَالةِ أهلِ السُّنة، فَلن تَستطيعَ الدُّنيا كُلُّها أن توقِفَ زَحفَهُم، أو تَمنعَ تقدُّمَهُم، لِذلك فَهم يُحذّرونَ وسَيُحذرِّون مِنَ الإنجِرار إلى المَعرَكَةِ الحَقِيقيَّة، بحجَّةِ الخَوفِ مِن الطَائِفِيَّة ، والحِرصِ عَلى البلادِ وَكَذبُوا!!!!!!!
وَهَاهِي أمرِيكَا بَدَأت تَتَوارَى فِي قَواعدهَا الخَلفيّة، وتَدفَعُ بهؤلاءِ فِي الصُّفوفِ الأمَاميّة، لِينُوبُوا عَنها فِي حربِ المُجَاهِدِين، فَعَدوُّنا الآن والخَطَرُ الدَّاهمُ علَى الجِهاد، هُم هَؤلاءِ الروافِض، ومَعهمُ الحُثالةُ مِن أهلِ السُّنة، فَهم الذينَ يَتتبَعُون العَوراتِ، وَيعرِفُونَ المدَاخِلَ والمَخَارج، ويُوجِهُونَ حِرابَهم إِلى صُدُور المُجاهدين، أفَنَترُكُهم يَئِدُونَ الجِهادَ ويجتثُّونَ جُذُورَه، حَذَراً مِن فِتنةِ طائفيةٍ مزعومة.
فَهاهُم يُحذِّرونَ مِن حربٍ طائفية، ويُظهرونَ الحِرصَ على الدَّم العِراقي والوَطَن العِراقي، فأَينَ حرصُهم على الدَّمِ العراقِي يومَ كانت فَيالِقُهُمُ العسكرية، تُقاتِلُ جنباً إلى جنب مَعَ دَولةِ الرَّفضِ المجوسية، ضِدَّ أبناءِ شعبهم كَما يَزعُمُون؟ بل إسألُوا أبنائكم أيهَا الغَافِلونَ مِن أهلِ السُّنة، الذين كَانوا جُنداً للطَّاغيةِ صدام، عِندمَا أسرهمُ الجَيشُ الرافضيُّ الايراني، مَن كَان يُعذِّبُهم؟ إسألوهم؟ أليسَ فَيلقُ الغدر، فَيلقُ بدر؟ ألم يَكُن يُحقِّقُ مَعهم وَيُعذِّبُهم بيده، الهَالكُ باقرُ الحكيم ؟. ما أسرعَ مَا نَسيتُم يَاأهلَ السُّنة!!!!
ومن الغريب أيضا أن تدخل امريكا محمد باقر الحكيم الذي اتخذ من ايران عدو امريكا مقرا له في معارضته للعراق وهو يحمل الفكر الايراني الشيعي نفسه وهو ايضا ربيب للنظام الايراني وجميع اسلحته منه ثم يُسمح له بالدخول باتفاق سري عُقِدَ في جنيف اشارت اليه عدة صحف منها صحيفة لوكنار الفرنسية وقالت الصحيفة: إن سيناريو عودة الحكيم الى العراق خضع لبرنامجٍ تم وضعته بدقة في لقاء جنيف ادارة بوش بتأمين سلامة عودة الحكيم ولقد كان مقتله صفعةً لامريكا حتى اشاد بول وولفويتز نائب وزير الدفاع الامريكي وهو احد صقور البنتاغون المتشددين بمناقبه ووصفه بالوطني الحقيقي وبمصدر إلهام لاتباع الديانات المختلفة، ولِمَ لايألمون لمقتله وهو الذي كان يسمي الجهاد أعمال عُنف وتخريباً للبلاد وهكذا تسمى الامور بغير اسمها وتصبح الخيانة والعمالة اجتهادا سائغا وَلقد أكرَمَنا اللهُ فِيمَا مَضَى بقَتلِ الحكيم، الذي كَانَ يَقطُرُ خُبثاً وَمكراً وعداوةً لأِهلِ الإِسلام،
فقد أطلقَ العَنانَ لفيلَقِه، فَيلقَ الغدر، أن يَسفِكُوا دِماءَ المُسلمين، وَيَهتِكُوا أعراضَهم، ويَستَولُوا على مَساجِدِهم. فَكم مِن مَسجدٍ إغتَصبُوه, وَكم مِن عِرضِ حُرَّةٍ مُسلِمةٍ إنتَهَكُوه, وَكم مِن دَمِ مُسلمٍ مجاهدٍ سَفَكُوه، وَكَم مِن أسيرٍ وأسيرةٍ بسببهم تَسلَّط عَليهِمُ الأمريكَان، وَحسبُنا، أنَّنا لم نَسمَع أن رافضيّاً أو رافضيةً إستاقَهُمُ الأمريكانُ أسرى, بَينَما سُجُونُهم مَلَىء بِالأَسرى مِن رجالِ ونِساءِ أهلِ السُّنة، وَلتَسمعِ الدُّنيا، أنَّنا مَاضُونَ بعونِ اللهِ، فِي قَتلِ أئِمَّتِهم وحَصدِ رُؤوسِهم، غَضَباً لأبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي والحسن والحسين وعَائشة، وَثَأراً للدِّمَاءِ المَسفُوحة، وَالأعرَاضِ المُنتَهبة، وَالمَساجدِ السَّلِيبة.
وَلَنْ نَكفَّ عَنكُم يَاأفَاعِي الشَّر، حَتَى تَرفعُوا أيدِيَكُم عَن مَساجِدِنَا، وتَقبضُوا أيدِيَكُم عَن دِماءِ أهلِ السُّنة، وَتكفُّوا السِنَتكُم عَن الطَّعن فِي عِرضِ نبينا عليه الصَّلاةُ والسَّلام، وتَمتَنِعُون عَن مُنَاصَرةِ الأَعداءِ مِن الصليبيينَ واليهود، عَلى أهلِ الإِسلام .
أمةَ الإسلام .... ياأمتي إنَّنَا نَألـمُ هُنَا مِنَ الخِذلانِ العَجيب، والصَّمتِ الرَّهيب، الذَّي تتَعامَلِينَ بهِ مَعَ المَلحمةِ الكُبرى، والوَقْعَةِ العُظمَى فِي هَذا الزَّمان، فَأَينَ زُحُوفُ الأَبطالِ ، وأسودُ الشَّرى، وشَبابُ مُحمدٍ عليه الصلاةُ والسَّلام، وَأينَ عُلماءُ الإِسلام، لِماذَا تَنحَّيتُم عَنِ الطَريق، واعتَزلتُم قِيادةَ الرَّكب، واستَسلمتُم إلى المُتَعِ الزَائِفة، وَأخلَدتُم إلى الأَرض، فَأينَ قَوارعُ القُرآن، وَأينَ سِيَرُ الأَفذاذِ، وَمَآثرُ العُلمَاءِ والمُجاهِدِين، أليسَ فِيكُم مَن يُحييهَا....
إن اعداء الله يدركون أنّ هذه الحرب نقطة تحول في أحوال العالم وأنها مفرق طريق بين سيطرة مطلقة للغرب الكافر وحضارته وانموذج حياته وبين البعث الاسلامي القادم باذن الله ولذلك قال بوش: في كلمة امام المجلس الوطني لتنمية الديمقراطية مشددا على ان اخفاق الديمقراطية في العراق سيشجع الارهاب في العالم ويشكل تهديدا للامريكان واكد رئيس وزراء بريطانيا توني بليرفقال: ان مايحصل اليوم في العراق سيحدد العلاقات بين العالم الاسلامي والغرب وقال هذه هي المعركة الاساسية في بداية القرن الحادي والعشرين واضاف نحن الآن في نقطة سيكون الاخفاق في العراق كارثة للغرب كله.
أُمةُ الإسلام.... أدركي الجِهادَ فِي العراق، قَبلَ أن تتَكَالبَ الكَثرةُ الكَافِرةُ عَلى المـُجاهدين. فوَ الذِّي نَفسِي بيدِه, إذا خَبت جَذوةُ الجِهاد، وَضَعُفَ نَفسُه، وسُكِّرَتْ جُيوبُ الجِهادِ فِي العراق، فَلن تَقوم للأُمَّة قائمةُ إلاّ أن يَشاءُ الله، وسيُضيِّقُ الخِناق على الأُمةِ بأَسرِهَا ، وَسيَضرِبُ اللهُ الذُّلَّ عَلى الأُمَّة، وتحلُّ عليها العقوبات القدرية ، وسَيُصبحُ حَالُنا كَما ذَكرَ ابنُ كثير، في البدايَةِ والنِّهاية، عندمَا تَخلَّفَ النَّاسُ عَن الجِهاد، وَلَم يَشعُرُوا الاَّ والتتارُ فِي عُقرِ دَارهم. فَتمرُّ المَرأةُ مِن التتار على الرَّهطِ مِنَ الرِّجال، فتقولُ لهم مَكانَكُم لاتبرحوا، فتذهبُ فَتُحضِرُ السكين, ثُم تَذبَحُهم واحداً تِلوَ الآخَر, دُونَ دِفاعٍ أو حِرَاك. فالعُقوبةُ تَتبَعُها العُقُوبة، والمَعصِية تعَقَّبُهَا المعصية، ولن تُرفَعُ العُقوبَةُ إلاّ بالتوبة النَّصُوح, والتوبةُ هنا، أن تَعودوا إلى دِينِكُم, وهو الجهـــاد..
أما أنتُم حُكَّام العرب, فَقد رضِيتُم لأَنفُسِكُم أن تكُونوا أحذِيةً للبَاطِل، وَقَاعدةٌ خلفية تنطلقُ مِنهَا طَائِراتُ القتلِ والتدمِير، وَمَا زِلتُم قَواعِدَ إمدادٍ بالمُؤنِ والعَتاد. فَنقُولُ لكُم, لقَد ذَهَبَ صَدَّامُ غَيرَ مَأسُوفٍ عليه, فَقَد كَانَ طاغِيةٌ، وعدواً للهِ ولِرَسُولِه, ذَهبَ بيدِ أسيادِه الأَمريكان. أمَّا أنتُم فَستذهبُون كذلِك، ولَكن، نسأَلُ الله أن يَكونَ ذَلكَ بأَيدِينَا وسُيُوفِنَا. وقَرِيباً إن شاء الله, وَمَا ذَلكَ عَلَى اللهِ بعزِيز.
وأمَّا أنتم أيها المـُجاهدون الأَبطال، فلكم تحيةُ إكبارٍ وإعزازٍ، فلَقد أكرمَكُمُ اللهُ، فَأَذَلَّ على أيدكم أعتى قوةٍ عَلى مرِّ التَّاريخ, فَعُضُّوا عَلَى النواجِذ، واجثُوا عَلى الرُّكب, واشحذُوا سُيوفَكُم، واحرقوا الأرضَ تحتَ أقدام الغُزاة، أذيقوهُم حرَّ لَظَى, واقذفوا بهم فِي الجَحِيم, فلَقد دارت رَحَى الحربِ الزَّبُون, واشتعلَ اوارُ المَعركة, واشتَدَّ لَهيبُهَا، فَكُونُوا فُرسَانَها, واقتَحِمُوا أهوالها. عَليكم بِالأَمريكَان، عَليكُم بالرَّافِضة، عليكم بالمنافقين والعُمَلاء.....
أمةَ الإسلام..... ياأمَّتي نَحنُ أبناؤكِ وجُندُكِ الأَوفِياء, ونَعِدُكِ أن نظلَّ كذَلِكَ حتى آخرَ قطرةٍ من دمِنا, وسنَظلُّ لكِ ماءً سلسبيلاً، عذباً نميراً، ونسائمَ باردة, ونوراً يُنير دربَ السالكين .
والله غالبٌ على أمره ولكنَّ أكثرَ الناس لا يعلمون
والحمدُ للهِ ربِّ العَالمين.
ابي مصعب الزرقاوي
العراق