Albayaan
24 Apr 2004, 10:45 PM
شيئان يحببان العلماء إلى نفسي. الأول معالجتهم العلمية لأي شيء يواجهونه، والثاني تواضعهم بالنسبة لمكانتهم. قبل بضع سنوات قرأت مقالة طويلة عن فلسطين اعجبني فيها طرحها العلمي للموضوع. قدر لي ان التقيت بكاتبها فيما بعد في واشنطن. وفي اثناء الحديث سألته عن عمله فأجابني بأنه عالم كيمياوي، وكان البروفسور د. فرانك. وهذا ماصادفته مراراً فيما يكتبه العلماء حتى خارج اختصاصهم. تراهم دائماً يحللون الموضوع علمياً. وهو ما يجعلني اعول على ما يقوله حتى لو كان الموضوع يتعلق بالشعر أو السينما.
الصفة الثانية تواضعهم. بقدر ما اكره الشعراء لغرورهم وذاتيتهم، احب العلماء لتواضعهم. التقى أحد العلماء الشباب ذات مرة بأنشتاين، صاحب نظرية النسبية الشهيرة، فقال له الشاب، انني احمل معي دفتراً صغيراً حيثما اذهب وأضعه بجانبي عندما انام لأسجل فيه أي شيء علمي يخطر لي لئلا انساه. هل انت يا دكتور انشتاين تفعل مثل ذلك? فأجابه العالم الكبير، كلا، كلا. لا أحمل أي دفتر، فأنا ليس لدي الكثير مما يتطلب تسجيله.
جاء مراسل صحافي الى العالم الكبير اديسون، مخترع النور الكهربائي وغير ذلك من الاختراعات. ادرك اديسون ان هذا المراسل الصحافي يعتزم كتابة مقالة رنانة مليئة بالمديح والاطناب به، فرفض اعطاءه مقابلة صحافية. ولكن ذلك لم يثن المراسل عن غرضه فكتب المقالة من عندياته يكيل الثناء والاعجاب بالعالم ونشرها بعنوان اديسون اعظم مخترع في التاريخ . استاء اديسون من ذلك فكتب رسالة لذلك الصحافي وقال. ليس انا. بل انت اعظم مخترع .
على غرار ذلك، اشتهر العالم الفرنسي جان روستان بكثير من الصفات التي عرفت عن العلماء مثل كثرة النسيان والذهول وسوء المظهر وقلة العناية بهندامه، بالاضافة الى تواضعه. كان روستان مختصاً بعلم الاحياء، فسألوه ذات مرة، هل صحيح ان الدماغ البشري فيه 12 مليار خلية حية? فأجاب قائلاً، نعم هذا صحيح. ولكن البطالة ضاربة اطنابها فيما عندي.
التقى هذا العالم الكبير بأحد الرجال الذي ما انفك يتذمر من ان زوجته تضيع وقتاً طويلاً في شراء حاجاتها، فقال له العالم: لا اتفق معك في هذا. فأنا أجد ان زوجتي عندما تقوم بشراء حاجاتها من الأسواق، تكتشف في مدى ساعتين من حقائق الحياة اكثر مما اكتشفه انا خلال سنتين في المختبر.
ولكنه اعترف في مناسبة اخرى انه بعد اربعين سنة من دراسة المخلوقات اكتشف ان من دون سائر الاحياء، تبقى القطط والذباب والنساء أكثر حيوانات تضيع اطول وقت في تزينها وتبرجها.
وطالما لم يكن روستان يعنى بهيئته وهندامه، فإنه ذهب يوما الى الخياط ليساومه على تخفيض سعر الخياطة واعطائه بدلة مهما كان شأنها ومنظرها. فقال له الخياط: بكل سرور يا سيدي، شريطة الا تذكر لأحد انني انا الذي صنعت لك هذه البدلة .
<marquee>خالد القشطيني</marquee>
الصفة الثانية تواضعهم. بقدر ما اكره الشعراء لغرورهم وذاتيتهم، احب العلماء لتواضعهم. التقى أحد العلماء الشباب ذات مرة بأنشتاين، صاحب نظرية النسبية الشهيرة، فقال له الشاب، انني احمل معي دفتراً صغيراً حيثما اذهب وأضعه بجانبي عندما انام لأسجل فيه أي شيء علمي يخطر لي لئلا انساه. هل انت يا دكتور انشتاين تفعل مثل ذلك? فأجابه العالم الكبير، كلا، كلا. لا أحمل أي دفتر، فأنا ليس لدي الكثير مما يتطلب تسجيله.
جاء مراسل صحافي الى العالم الكبير اديسون، مخترع النور الكهربائي وغير ذلك من الاختراعات. ادرك اديسون ان هذا المراسل الصحافي يعتزم كتابة مقالة رنانة مليئة بالمديح والاطناب به، فرفض اعطاءه مقابلة صحافية. ولكن ذلك لم يثن المراسل عن غرضه فكتب المقالة من عندياته يكيل الثناء والاعجاب بالعالم ونشرها بعنوان اديسون اعظم مخترع في التاريخ . استاء اديسون من ذلك فكتب رسالة لذلك الصحافي وقال. ليس انا. بل انت اعظم مخترع .
على غرار ذلك، اشتهر العالم الفرنسي جان روستان بكثير من الصفات التي عرفت عن العلماء مثل كثرة النسيان والذهول وسوء المظهر وقلة العناية بهندامه، بالاضافة الى تواضعه. كان روستان مختصاً بعلم الاحياء، فسألوه ذات مرة، هل صحيح ان الدماغ البشري فيه 12 مليار خلية حية? فأجاب قائلاً، نعم هذا صحيح. ولكن البطالة ضاربة اطنابها فيما عندي.
التقى هذا العالم الكبير بأحد الرجال الذي ما انفك يتذمر من ان زوجته تضيع وقتاً طويلاً في شراء حاجاتها، فقال له العالم: لا اتفق معك في هذا. فأنا أجد ان زوجتي عندما تقوم بشراء حاجاتها من الأسواق، تكتشف في مدى ساعتين من حقائق الحياة اكثر مما اكتشفه انا خلال سنتين في المختبر.
ولكنه اعترف في مناسبة اخرى انه بعد اربعين سنة من دراسة المخلوقات اكتشف ان من دون سائر الاحياء، تبقى القطط والذباب والنساء أكثر حيوانات تضيع اطول وقت في تزينها وتبرجها.
وطالما لم يكن روستان يعنى بهيئته وهندامه، فإنه ذهب يوما الى الخياط ليساومه على تخفيض سعر الخياطة واعطائه بدلة مهما كان شأنها ومنظرها. فقال له الخياط: بكل سرور يا سيدي، شريطة الا تذكر لأحد انني انا الذي صنعت لك هذه البدلة .
<marquee>خالد القشطيني</marquee>