المراقب العام
25 Apr 2004, 02:59 PM
فقد اكتشفت مجموعة من العلماء في جامعة طوكيو ــ اليابان أن ألعاب الكمبيوتر لا تحفز من أجزاء الدماغ البشري سوى تلك المتعلقة بكل من: الرؤية والحركة، بينما لا تساعد على تطوير سائر المناطق الهامة في الدماغ. وقد أثار قلق هؤلاء العلماء الباحثين أن الأطفال الذين يقضون ساعات طويلة وهم يلعبون ألعاب الكمبيوتر لن يستفيدوا منها في تنمية وتطوير الذاكرة، والعواطف، والتعلم، وعلى النقيض من ذلك، فإن القيام بالأعمال الحسابية سيحفز الأنشطة الدماغية في فصوص الدماغ الأمامية والتي يعتقد أنها تستمر في التطور والنمو حتى أثناء سن البلوغ، بل وبعده أيضاً. وقد صرح الدكتور رايوتا كاواشيما الذي قاد فريق البحث العلمي في هذا الموضوع أن هذا الاكتشاف العلمي الذي توصل إليه ذو أهمية قصوى. وأدلى بقوله: (إن هناك مشكلة حقيقية سيعاني منها الجيل الجديد من الأطفال الذين يستخدمون ألعاب الكمبيوتر ويفرطون باستخدامها متجاهلين الأذى الذي ستسببه لأدمغتهم، وأن على الآباء أن يتنبهوا لهذا الخطر الكبير الذي سيؤثر على أولادهم، وأنه خطر وشر لم يحصل من قبل للأجيال السابقة. وأضاف قائلاً: إن هناك مضاعفات سيئة كثيرة لاستخدام ألعاب الكمبيوتر، وسنلحظ هذه المضاعفات في ظهور جيل يحب العنف بشكل متزايد في المجتمع، بل وسيزداد هذا في أعمال السوء إذا استمر في ممارسة ألعاب الكمبيوتر، ولم يمارس الأنشطة التعليمية والترفيهية والتثقيفية والتقليدية المعروفة من قراءة وحساب ورياضة فكرية وذهنية وجسدية سليمة. ويعتقد الدكتور كاواشيما أنه يجب تشجيع الأطفال بشكل عام أن يتدربوا على الرياضيات والعمليات الحسابية الأساسية، إلى جانب تعلم القراءة، وممارسة الكتابة الفعلية في مختلف الموضوعات الحياتية العامة والتي تقوم جميعها بتنشيط فصوص الدماغ الأمامية الهامة. كما يؤكد أيضاً أن الأطفال والبالغين ــ على حد سواءــ إذا مارسوا ألعاب الفيديو والكمبيوتر بشكل مكثف فإنهم سيعيقون عملية تطوير فصوص الدماغ الأمامية التي تعطي القدرة على التفكير والعمل العلمي السليم، كما أن هذه الممارسات الخاطئة وغير المفيدة ستجعل بالتالي ممارسي هذه الألعاب أكثر رغبة في القيام بالأعمال العدوانية والانتقامية والممارسات اللاإنسانية الخاطئة ضد كافة من يعاندهم أو يجابههم أو بنافسهم في هذه الحياة الاجتماعية، مما يتسبب بآثار سلبية كبيرة على هؤلاء الأفراد وعلى مجتمعاتهم، وبما يحرمونه من متعة التطور الطبيعي السوي بحيث يصبح الأفراد أعضاء نافعين في المجتمع، وبما يفقدونه من قدرة على التحكم في تصرفاتهم وضبطها حسب القواعد الاجتماعية المرعية في أي مجتمع، وليس بالضرورة في المجتمع الإسلامي العربي فقط.. كما ركزت دراسة الدكتور كاواشيما على (الأنشطة الثقافية) لدى مئات الأشخاص من مختلف الشرائح العمرية ممن يمارسون ألعاب الكمبيوتر، أو الألعاب الفيديوية المصورة مثل لعبة نانتاندو وغيرها ممن أجروا الدراسة العلمية عليهم، وقارنوا نتائج دراستهم مع دراسة أخرى عن الأفراد الآخرين الذين يمارسون العمليات الحسابية الرياضية العادية باستخدام الورقة والقلم والذهن النشط، فوجدوا أن هناك أنشطة فيزيولوجية كبيرة ومتميزة تقوم بها أدمغة هؤلاء الأفراد مقارنة بالأفراد الذين يمارسون ألعاب الكمبيوتر الفيديوية، وقد لوحظ هذا بشكل واضح في فصوص الدماغ الأمامية.. لا شك أنها (متعة مؤقتة) تلك التي يجنيها الأشخاص الذين يمارسون ألعاب الكمبيوتر الفيديوية، وكذلك الذين يقضون أوقات طويلة أمام شاشات الكمبيوتر متصفحين مختلف مواقع الإنترنت التي لا خير فيها، إلا أن الأذى الذي يتسببون به لأنفسهم أكبر بكثير من تلك المتعة الزائلة التي تورث القلب غماً وهماً وحسرة وألماً.. فالدعوة هنا قائمة وموجهة إلى كافة مستخدمي الكمبيوتر والإنترنت أن يتنبهوا لأنفسهم وأوقاتهم، وأموالهم، فخير ما يملك الإنسان في هذا الحياة (الوقت والصحة والمال) وأرخص ما ينفقه الذين يمارسون ألعاب الكمبيوتر الفيديوية هو: (الوقت والصحة والمال) فاعتبروا يا أولي الأبصار...