عبيد المبين
30 Apr 2004, 09:54 PM
سلام الله عليكم :
جاء في مجلة ( البشرى ) العدد 14 إبريل 2001 رواية عن شمس البارودي ( الداعية التي كانت ممثلة ) :
" في أحد الأيام كنت في منزلي أعد بعض أصناف الحلوى ، دخلت علي ابنتي ( ناريمان ) وهي فرحة سعيدة فقبلتني وقالت لي : ما ما شوفي الهدية التي أهدتها لي المدرسة لتفوقي .. وكانت عبارة عن ديوان شعر .. فقبلتها .. وأخذت الديوان في يدي ووقعت عيني على قصيدة تقول :
<div align="center">فليقــولوا عـن حجابي .. لا وربي لن أبالي
قد حمــاني فيه ديني .. وحــباني بالحـــلال
زينتي دوماً حيائي .. واحتشامي رأس مــالي
</div>
وجاء في كتاب : ( رحلتي من الظلمات إلى النور ) وفي مقابلات صحفية:
ذهبت لأداء العمرة مع وفد من هيئة قناة السويس.. وعندما وصلت إلى الحرم النبوي بدأت أقرأ في المصحف دون أن أفهم الآيات فهما كاملا لكن كان لدي إصرار على ختم القرآن في المدينة ومكة.. وكانت بعض المرافقات لي يسألنني هل ستتحجبين؟ وكنت أقول : لا أعرف.. كنت أعلق ذلك الأمر على زوجي.. هل سيوافق أم لا.. ولم أكن أعلم أنه لا طاعة لمخلق في معصية الخالق. وفي الحرم المكي وجدت العديد من الأخوات المسلمات كن يرتدين الخمار وكنت أفضل البقاء في الحرم لأقرأ القرآن الكريم وفي إحدى المرات أثناء وجودي في الحرم بين العصر والمغرب التقيت بإحدى الأخوات وهي مصرية تعيش في الكويت اسمها "أروى" قرأت علي أبياتا من الشعر الذي كتبته هي فبكيت، لأنني استشعرت أنها مست شيئا في قلبي وكنت في تلك الفترة تراودني فكرة الحجاب كثرا ولكن الذين من حولي كانوا يقولون لي : انتظري حتى تسألي زوجك.. لا تتعجلي.. أنت مازلت شابة…. . الخ " ولكن كانت رغبتي دائما في ارتداء الحجاب قالت الأخت "أروى
فليقــولوا عـن حجابي .. لا وربي لن أبالي
قد حمــاني في ديني .. وحــباني بالجـــلال
زينتي دوماً حيائي .. واحتشامي هو مــالي
ألأني أتـــولى .. عــن مـــــتاع الــــــزوال
لامني الناس كأني .. أطلب الســـوء لحالي
كم لمحت اللوم منهم .. في حديث أو سؤال
وهي قصيدة طويلة أبكي كلما تذكرتها… استشعرت أنها تتحدث بلسان حالي.. وأنها مست شغاف قلبي. وبعد ذلك ذهبت لأداء العمرة لأخت لي من أبي، توفيت وكنت أحبها كثيرا – رحمها الله – وبعد أداء العمرة لم أنم تلك الليلة واستشعرت بضيق في صدري رهيب وكأن جبال الدنيا تجثم فوق أنفاسي.. وكأن خطايا الشر كلها تخنقني.. كل مباهج الدنيا التي كنت أتمتع بها كأنها أوزار تكبلني.. وسألني والدي عن سبب أرقي فقلت له: أريد أن أذهب إلى الحرم الآن.. ولم يكن الوقت المعتاد لذهابنا إلى الحرم قد حان ولكن والدي- وكان مجندا نفسه لراحتي في رحلة العمرة – صحبني إلى الحرم.. وعندما وصلنا أديت تحية المسجد وهي الطواف وفي أول شوط من الأشواط السبعة يسر الله لي الوصول إلى الحجر الأسود ولم يحضر على لساني غير دعاء واحد .. لي ولزوجي وأولادي وأهلي وكل من أعرف.. دعوت بقوة الإيمان.. ودموعي تنهمر في صمت ودون انقطاع.. طوال الأشواط السبعة لم أدع إلا بقوة الإيمان وطوال الأشواط السبعة اصل إلى الحجر الأسود وأقبله، وعند مقام إبراهيم عليه السلام وقفت لأصلي ركعتين بعد الطواف وقرأت الفاتحة، كأني لم أقرأها طوال حياتي واستشعرت فيها معان اعتبرتها منة من الله، فشعرت بعظمة فاتحة الكتاب .. وكنت أبكي وكياني يتزلزل.. في الطواف استشعرت كأن ملائكة كثيرة حول الكعبة تنظر إلى.. استشعرت عظمة الله كما لم أستشعرها طوال حياتي. ثم صليت ركعتين في الحجر وحدث لي الشيء نفسه كل ذلك كان قبل الفجر.. وجاءني والدي لأذهب إلى مكان النساء لصلاة الفجر عندها كنت قد تبدلت وأصبحت إنسانة أخرى تماما . وسألني بعض النساء: هت ستتحجبين يا أخت شمس؟ فقلت فإذن الله.. حتى نبرات صوتي قد تغيرت.. تبدلت تماما .. هذا كل ما حدث لي.. وعدت ومن بعدها لم أخلع حجابي .. وأنا في السنة السادسة من ارتديته وأدعو الله أن يحسن خاتمتي وخاتمتنا جيمعا أنا وزوجي وأهلي وأمة المسلمين جمعاء !!
تعليق :
من هذه القصة تستفاد أمور:
- أهمية الهدية المدروسة .. فكم كان وقع الهدية التي اختير لها الزمان والمضمون والرسول المناسب ( مضمون دعوي غير مباشر ، وهدية بمناسبة تفوق .. ورسول محبوب ناريمان .. ومن خلال المعلمة ) ..
- أهمية تكرار النصيحة .. وعدم اليأس من المدعو ذكراً كان أو أنثى .. فها هي النصيحة تلاحق شمس في أرض أكثر مناسبة للدعوة إنها ( الحرم ) ..
- أن شهرة الإنسان لا تعني سعة ثقافته الدينية .. فها هي شمس تقول : " وكانت بعض المرافقات لي يسألنني هل ستتحجبين؟ وكنت أقول : لا أعرف.. كنت أعلق ذلك الأمر على زوجي.. هل سيوافق أم لا.. ولم أكن أعلم أنه لا طاعة لمخلق في معصية الخالق " . وهذا يعني أهمية الرفق بالمدعو فقد يكون الصارف له عن الحق الجهل ..
.. أرجو من الأخوات إثراء هذا الموضوع بما يرينه مفيدا في بابه .. وحبذا لو أضيفت بعض القصص الواقعية فيما يتعلق بالفوائد المشار إليها ..
والسلام عليكم ..
جاء في مجلة ( البشرى ) العدد 14 إبريل 2001 رواية عن شمس البارودي ( الداعية التي كانت ممثلة ) :
" في أحد الأيام كنت في منزلي أعد بعض أصناف الحلوى ، دخلت علي ابنتي ( ناريمان ) وهي فرحة سعيدة فقبلتني وقالت لي : ما ما شوفي الهدية التي أهدتها لي المدرسة لتفوقي .. وكانت عبارة عن ديوان شعر .. فقبلتها .. وأخذت الديوان في يدي ووقعت عيني على قصيدة تقول :
<div align="center">فليقــولوا عـن حجابي .. لا وربي لن أبالي
قد حمــاني فيه ديني .. وحــباني بالحـــلال
زينتي دوماً حيائي .. واحتشامي رأس مــالي
</div>
وجاء في كتاب : ( رحلتي من الظلمات إلى النور ) وفي مقابلات صحفية:
ذهبت لأداء العمرة مع وفد من هيئة قناة السويس.. وعندما وصلت إلى الحرم النبوي بدأت أقرأ في المصحف دون أن أفهم الآيات فهما كاملا لكن كان لدي إصرار على ختم القرآن في المدينة ومكة.. وكانت بعض المرافقات لي يسألنني هل ستتحجبين؟ وكنت أقول : لا أعرف.. كنت أعلق ذلك الأمر على زوجي.. هل سيوافق أم لا.. ولم أكن أعلم أنه لا طاعة لمخلق في معصية الخالق. وفي الحرم المكي وجدت العديد من الأخوات المسلمات كن يرتدين الخمار وكنت أفضل البقاء في الحرم لأقرأ القرآن الكريم وفي إحدى المرات أثناء وجودي في الحرم بين العصر والمغرب التقيت بإحدى الأخوات وهي مصرية تعيش في الكويت اسمها "أروى" قرأت علي أبياتا من الشعر الذي كتبته هي فبكيت، لأنني استشعرت أنها مست شيئا في قلبي وكنت في تلك الفترة تراودني فكرة الحجاب كثرا ولكن الذين من حولي كانوا يقولون لي : انتظري حتى تسألي زوجك.. لا تتعجلي.. أنت مازلت شابة…. . الخ " ولكن كانت رغبتي دائما في ارتداء الحجاب قالت الأخت "أروى
فليقــولوا عـن حجابي .. لا وربي لن أبالي
قد حمــاني في ديني .. وحــباني بالجـــلال
زينتي دوماً حيائي .. واحتشامي هو مــالي
ألأني أتـــولى .. عــن مـــــتاع الــــــزوال
لامني الناس كأني .. أطلب الســـوء لحالي
كم لمحت اللوم منهم .. في حديث أو سؤال
وهي قصيدة طويلة أبكي كلما تذكرتها… استشعرت أنها تتحدث بلسان حالي.. وأنها مست شغاف قلبي. وبعد ذلك ذهبت لأداء العمرة لأخت لي من أبي، توفيت وكنت أحبها كثيرا – رحمها الله – وبعد أداء العمرة لم أنم تلك الليلة واستشعرت بضيق في صدري رهيب وكأن جبال الدنيا تجثم فوق أنفاسي.. وكأن خطايا الشر كلها تخنقني.. كل مباهج الدنيا التي كنت أتمتع بها كأنها أوزار تكبلني.. وسألني والدي عن سبب أرقي فقلت له: أريد أن أذهب إلى الحرم الآن.. ولم يكن الوقت المعتاد لذهابنا إلى الحرم قد حان ولكن والدي- وكان مجندا نفسه لراحتي في رحلة العمرة – صحبني إلى الحرم.. وعندما وصلنا أديت تحية المسجد وهي الطواف وفي أول شوط من الأشواط السبعة يسر الله لي الوصول إلى الحجر الأسود ولم يحضر على لساني غير دعاء واحد .. لي ولزوجي وأولادي وأهلي وكل من أعرف.. دعوت بقوة الإيمان.. ودموعي تنهمر في صمت ودون انقطاع.. طوال الأشواط السبعة لم أدع إلا بقوة الإيمان وطوال الأشواط السبعة اصل إلى الحجر الأسود وأقبله، وعند مقام إبراهيم عليه السلام وقفت لأصلي ركعتين بعد الطواف وقرأت الفاتحة، كأني لم أقرأها طوال حياتي واستشعرت فيها معان اعتبرتها منة من الله، فشعرت بعظمة فاتحة الكتاب .. وكنت أبكي وكياني يتزلزل.. في الطواف استشعرت كأن ملائكة كثيرة حول الكعبة تنظر إلى.. استشعرت عظمة الله كما لم أستشعرها طوال حياتي. ثم صليت ركعتين في الحجر وحدث لي الشيء نفسه كل ذلك كان قبل الفجر.. وجاءني والدي لأذهب إلى مكان النساء لصلاة الفجر عندها كنت قد تبدلت وأصبحت إنسانة أخرى تماما . وسألني بعض النساء: هت ستتحجبين يا أخت شمس؟ فقلت فإذن الله.. حتى نبرات صوتي قد تغيرت.. تبدلت تماما .. هذا كل ما حدث لي.. وعدت ومن بعدها لم أخلع حجابي .. وأنا في السنة السادسة من ارتديته وأدعو الله أن يحسن خاتمتي وخاتمتنا جيمعا أنا وزوجي وأهلي وأمة المسلمين جمعاء !!
تعليق :
من هذه القصة تستفاد أمور:
- أهمية الهدية المدروسة .. فكم كان وقع الهدية التي اختير لها الزمان والمضمون والرسول المناسب ( مضمون دعوي غير مباشر ، وهدية بمناسبة تفوق .. ورسول محبوب ناريمان .. ومن خلال المعلمة ) ..
- أهمية تكرار النصيحة .. وعدم اليأس من المدعو ذكراً كان أو أنثى .. فها هي النصيحة تلاحق شمس في أرض أكثر مناسبة للدعوة إنها ( الحرم ) ..
- أن شهرة الإنسان لا تعني سعة ثقافته الدينية .. فها هي شمس تقول : " وكانت بعض المرافقات لي يسألنني هل ستتحجبين؟ وكنت أقول : لا أعرف.. كنت أعلق ذلك الأمر على زوجي.. هل سيوافق أم لا.. ولم أكن أعلم أنه لا طاعة لمخلق في معصية الخالق " . وهذا يعني أهمية الرفق بالمدعو فقد يكون الصارف له عن الحق الجهل ..
.. أرجو من الأخوات إثراء هذا الموضوع بما يرينه مفيدا في بابه .. وحبذا لو أضيفت بعض القصص الواقعية فيما يتعلق بالفوائد المشار إليها ..
والسلام عليكم ..