أبو يوسف
01 May 2004, 08:15 AM
المشهد الرابع والعشرون :
وصية يوسف عليه السلام لفتيانه .
يظهر من العرض أن يوسف عليه السلام قد أكرمهم ؛ بأن أنزلهم منزلا طيبا ، واستقصى أخبارهم؛ فعرف أخبار أبويه وأخيه بنيامين ، وهذا مكنه أن يطلب أخيه بعد أن ذ كروه له ، وأن أباه يحبه أشد الحب وأعمقه وكان هذا هو الدرس الأول الذي بدأ به يوسف عليه السلام مع أخوته .فالمشهد يبرز أخوة يوسف وقد وصلوا إلى مصر قادمين من أرض فلسطين ومعهم رحالهم ، وقد لمحهم يوسف ،وعرفهم، ولكنهم لم يعرفوه . فأنزلهم ، وأكرمهم ، وتحدث إليهم ، وتحدّثوا إليه . لكن النص لم ينقل لنا كل ما دار بينهم ، وترك للذهن مجالا لأن يأخذ نصيبه ، وساق مما دار بينهم ماله ارتباط بالموضوع - فقط- . والآيات التي رسمت المشهد هي قوله تعالى {وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ أَلَا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنزِلِينَ(59)فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلَا كَيْلَ لَكُمْ عِندِي وَلَا تَقْرَبُونِي(60)قَالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ(61)}( )
توجيهات وأفياء من المشهد تتعلق بالدراسة
1- أن إكرام الآخرين يعتبر مدخلا نفسيا مهما لإيصال الرسالة التي يريدها المرسل . وليس معنى ذلك أن يتكلف ويتصنع المرسل دون أن يكون الدافع الأول والأخير هو ابتغاء مرضات الله تعالى ، واعتبار أن إكرام الآخرين مبدأ حث عليه الإسلام ؛ فقد استطاع يوسف عليه السلام أن يعلم عن أقربائه تفاصيل مهمة بسبب إحسانه إليهم .( )
2- التدرج في إيصال الرسالة . وعدم الاستعجال في قطف النتائج ، وهذا مبدأ إسلامي أيضا ؛ فيوسف عليه السلام لم يطلب من أخوته أن يأتوه بأهلهم أجمعين ولم يستعجل فيخبرهم عن نفسه .
3-كبت العواطف ، والاستجابة لنداء العقل( ) والفطرة ، وبخاصة في الأمور الكبيرة . فالانجرار وراء العواطف يعرض الأهداف المرجوة من الرسالة للخطر .
وصية يوسف عليه السلام لفتيانه .
يظهر من العرض أن يوسف عليه السلام قد أكرمهم ؛ بأن أنزلهم منزلا طيبا ، واستقصى أخبارهم؛ فعرف أخبار أبويه وأخيه بنيامين ، وهذا مكنه أن يطلب أخيه بعد أن ذ كروه له ، وأن أباه يحبه أشد الحب وأعمقه وكان هذا هو الدرس الأول الذي بدأ به يوسف عليه السلام مع أخوته .فالمشهد يبرز أخوة يوسف وقد وصلوا إلى مصر قادمين من أرض فلسطين ومعهم رحالهم ، وقد لمحهم يوسف ،وعرفهم، ولكنهم لم يعرفوه . فأنزلهم ، وأكرمهم ، وتحدث إليهم ، وتحدّثوا إليه . لكن النص لم ينقل لنا كل ما دار بينهم ، وترك للذهن مجالا لأن يأخذ نصيبه ، وساق مما دار بينهم ماله ارتباط بالموضوع - فقط- . والآيات التي رسمت المشهد هي قوله تعالى {وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ أَلَا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنزِلِينَ(59)فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلَا كَيْلَ لَكُمْ عِندِي وَلَا تَقْرَبُونِي(60)قَالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ(61)}( )
توجيهات وأفياء من المشهد تتعلق بالدراسة
1- أن إكرام الآخرين يعتبر مدخلا نفسيا مهما لإيصال الرسالة التي يريدها المرسل . وليس معنى ذلك أن يتكلف ويتصنع المرسل دون أن يكون الدافع الأول والأخير هو ابتغاء مرضات الله تعالى ، واعتبار أن إكرام الآخرين مبدأ حث عليه الإسلام ؛ فقد استطاع يوسف عليه السلام أن يعلم عن أقربائه تفاصيل مهمة بسبب إحسانه إليهم .( )
2- التدرج في إيصال الرسالة . وعدم الاستعجال في قطف النتائج ، وهذا مبدأ إسلامي أيضا ؛ فيوسف عليه السلام لم يطلب من أخوته أن يأتوه بأهلهم أجمعين ولم يستعجل فيخبرهم عن نفسه .
3-كبت العواطف ، والاستجابة لنداء العقل( ) والفطرة ، وبخاصة في الأمور الكبيرة . فالانجرار وراء العواطف يعرض الأهداف المرجوة من الرسالة للخطر .