مشاهدة النسخة كاملة : *رســـــائل محــــــب*
وما توفيقي إلا بالله
15 Sep 2008, 05:23 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
سيدنا محمد وعلى اله وصحابته والتابعين ومن استن بسنته واهتدى بهديه الى يوم الدين ..
أما بعد:
احبتي في الله
اقدم بين ايديكم :: رسائل محب ::
وهي مجموعة رسائل -اعتقد انها غاية في الاهمية والروعة- نقرأ فيها .....
الكلمة الصادقة .. والعبارة الهادفة .. والموعظة الحسنة ..
وُجهت ... الى كل من احب الجنة وخاف من عذاب النار ..
اُهديت ... الى كل من سعى الى رضى الواحد القهار ..
اُرسلت ... الى كل غافل ومحتار ..
بُعثت ... الى كل من اثقلته الذنوب والاوزار ..
وقبل ان اترككم مع الرسالة الاولى من هذه الرسائل .. اذكركم جميعاً ..
ان تهدوا صاحبها دعواتكم مرجوة الاجابة .. ان يمن عليه بعاجل الشفاء ..
عسى ان يرصد الله بدرب دعائكم ملك يجيبكم .. ولك بمثل ..
* * *
اللهم اشف اخانا شفاءً لا يغادر سقما ..
* * *
واملي فيكم ان لا تنسوني من صالح دعائكم ..
وارجو الله ان يتقبل هذا العمل وان يكون خالصاً لوجهه الكريم ..
وان يجعل هذا العمل في موازين حسناتنا جميعاً ..
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً وعملا ...
والله الموفق .
وما توفيقي إلا بالله
15 Sep 2008, 05:23 PM
بسم الله .. ابدأ باولى الرسائل وهي بعنوان:
** من هــنا نبــدأ وفي الجــــــنة نلتقي ان شــــــاء الله **
والمشتملة على:
الانسان قد يولد مرتين ..
رسالة الى مذنب ..
عجّل .. عجّل ..
عائق على الطريق ..
لا تهتم ..
اخي المسلم تصور نفسك على الصراط ..
موقف رهيب ..
تنبه قبل الموت ..
اول ليلة في القبر ..
لحظات عجيبة ..
مات وهو يصلي بالناس ..
مات وراسه في المرحاض ..
دعوة ..
سؤال واجابة ..
والان الى الرسالة .....
الحـمد لله الكـريم الوهـاب الرحـيم التواب .. غـافر الذنب .. وقـابل التَّـوب .. شـديد العقاب ..
ذي الطول لا إله إلا هو .. يحب التوابين ويحب المتطهرين .. ويغفر للمخطئين المستغفرين ..
ويمحو بحلمه اساءة المذنبين .. ويقبل بعفوه اعتذار المعتذرين ..
لا إله إلا هو .. إله الاولين والآخرين .. وديَّـان يوم الدين ..
وصلى الله وسلم على خير عباده اجمعين ..
وعلى اله وصحابته والتابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين ..
اللهم يا مصلح الصالحين .. اصلح فساد قلوبنا واستر في الدنيا والاخرة عيوبنا ..
واغفر بعفوك ورحمتك ذنوبنا .. وارحم في موقف العرض عليك ذل مقامنا ...
يا رب .. يا رب عفوك .. لا تاخذ لتنا .. واغفر ايا رب ذنباً قد جنيناه ..
اما بعد:
احبتي في الله
ان تجد عيباً فسد الخللا * * * جل من لا عيب فيه وعلا
اخي الحبيب .. اختي الغالية
:: الانسان قد يولد مرة واحدة وقد يولد مرتين ::
نعم ... يولد مرتين !!!
اما الميلاد الاول .. يوم ان يخرج من ظلمات رحم أمه إلى نور الدنيا ..
وذلك ميلاد يشترك فيهكل البشر .. المسلمون والكفار .. الابرار والفجار ..
بل وتشترك فيه الحيوانات ايضا.
اما الميلاد الثاني .. فهو يوم يخرج من ظلمات المعصية إلى نور الطاعة ..
وهذا الميلاد خاص بمن وفقه الله من البشر لطريق الهداية ومسلك الاستقامة .
وقد صور الله عز وجل هذا الميلاد بقوله:
{أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}
الأنعام122
انه ميلاد لا يتقيد بعمر .. وقد تولد في اي عمر .. وهنيئاً لك ان لم يسبق الموت ميلادك هذا ..
ابـن آدم
ولـدتــك امك يــا ابن آدم بـــاكيـا * * * والناس حولك يضحكون سرورا
فاعمل لنفسك ان تكون إذا بكوا * * * في يـوم موتك ضاحكا مســرورا
إنه ميلاد ليس له سبب معين .. ولكنه شيء يهز نفسك هزا ..
شيء يشعرك بأنك ما خلقت عبثا .. ولن تترك سدًى ولا هملا ..
نعم هو هزة .. فاستيقاظ من غفلة .. فمحاسبة للنفس .. فدمعة على الخد ..
فسجــود لله من ذلك العبد .. فثبات .. نسأل الله الثبات ..
حتى يدخلنا ربنا برحمته جنة عرضها كعرض الأرض والسماوات ..
ولكن ..!!! هذا الميلاد لا يولده أي إنسان ..
إنما يولده -بعد توفيق الله- مع أخذ بالأسباب .. وقد تأتيه لأسباب .....
قد يكون كافرا فيسلم .. وقد يكون مسلماً مبتعداً عن الله فيعــود إلى الله ..
ويكون مستقيماً فيجدد الميلاد.
فلا إله إلا الله ما ألذه من ميلاد .. ذلك الميلاد ..
ولا إله إلا الله ما أسعده من مولود .. ذلك المولود ..
ولا إله إلا الله ما أفضلها من أيام .. تلك الأيام ..
يوم يتمرد الانسان عن الانقياد للشيطان ..
يوم يرتبط الانسان بالله الواحد الديان ..
يوم يذوق الانسان حلاوة الايمان ..
يوم تَذرف بالدموع العينان ..
يوم يلهج بذكر الله اللسان ..
يوم تتنزه الآذنان عن سماع المعازف والالحان ومزمار الشيطان
وتستبدله بكلام الواحد المنان
يتبع>>>
وما توفيقي إلا بالله
15 Sep 2008, 05:24 PM
فيا اخي المسلم
يا من خلقك ربك فسواك .. وهو الذي رزقك وكساك .. وأطعمك وسقاك .. ومن كل خير سألته أعطاك ..
ومع ذلك عصيت وما شكرت .. وأذنبت وما استغفرت ..
تنتقل من معصية إلى معصية .. ومن ذنب إلى ذنب .. كأنك ستخلد في هذه الدنيا ولن تموت ..
تبارز الله بالمعاصي والذنوب .. غافلاً ساهياً عن علام الغيوب ..
فليت شعري .. متى تتوب .. متى تتوب ؟!!!
http://www.ala7ebah.com/upload/imgcache/77e4ec8534744253caf2cae8a155f22d.gif
أتتوب عند هجوم هادم اللذات ؟؟
أتتوب عند الممات ؟؟
وهل تظن ذلك يقبل منك في تلك اللحظات ؟!!!
استمع الى مَن انعم عليك وهو يتحدث عن اولئك الذين بارزوه بالذنوب والمعاصي ..
ولم يخشوا يوما يؤخذ فيه بالأقدام والنواصي .. انظر ماذا يقول الله عنهم
{حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ }
لماذا تتمنى الرجعة يا هذا ؟
{لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ}
{كَلاَّ}
نعم
كلا فقد أمهلناك ..
كلا فقد تركناك ..
فتماديت .. وما رجعت وما باليت ..
{كَلاَّ}
فقد انتهى الوقت
{كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ}
http://www.ala7ebah.com/upload/imgcache/77e4ec8534744253caf2cae8a155f22d.gif
قد تقول ..
ماذا أفعل ؟؟
ماذا أصنع؟؟
أذنبت كثيرا .. عصيت كثيرا ..
أقول لك أخي عجل .. عجل ما دام الباب مفتوحا ..
نعم ..
لا يزال باب التوبة مفتوحاً لك ....
يقول صلى الله عليه وسلم :
ان الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر ..
والتائب من الذنب كمن لا ذنب له ..
وأبشرك ببشارة الله لك ولكل التائبين اسمعها في قول الله تعالى:
{إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً (70)
وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَاباً (71)
سورة الفرقان
فيا اخواني ...
يا معشر العاصين جود واسع * * * عند الاله لمن يتوب ويندما
ياأيها العبد المسيء الى متى * * * تفني زمانك في عسى ولربما
بادر الى مولاك يا من عمره * * * قد ضاع في عصيانه وتصرما
واسأله توفيقاً وعفواً ثم قل * * * يارب بصرني وزل عني العما
عجّل يا أخي عجّل .. ولا تجعل للشيطان اليك سبيلا ..
عجّل يا أخي عجّل قبل
{أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56)
أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (57)
أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (58)
سورة الزمر
عجّل يا أخي عجّل وأعلم أن الله يفرح بتوبتك اذا تبت
عجّل يا أخي عجّل وأعلم أن الله يحبك اذا رجعت اليه وأنبت
يتبع >>>
وما توفيقي إلا بالله
15 Sep 2008, 05:24 PM
لا تجعل ذنوبك خندقاً يحاصرك ويمنعك من التوبةقد تقول: ولكني اخاف استهزاء اصحاب السوء
اقول لك يا من قلت هذا الكلام
اين انت عن بلال رضي الله عنه الذي لما اعلن اسلامه سحبه سيده امية بن خلف -عليه من الله ما يستحق- على وجهه في لهيب الشمس التي تحرق الاجساد حرقا ..
ووضع على صدره رضي الله عنه صخرة عظيمة ولك اخي ان تتصور ما حال بلال ......
كان امية بن خلف يقول لهذا المؤمن تموت على هذا الحال او تكفر بمحمد وتعبد اللات والعزى ..
ماذا قال بلال امام هذا الابتلاء العظيم الذي لا يصبر عليه انسان الا من وفقه الله كان يقول رضي الله عنه وارضاه :
أحد أحد .... أحد أحد ....
صفعه ابو جهل -قبحه الله- فرد عليه رد الواثق بنصر الله:
أحد أحد .... أحد أحد ....
يقول له الجلادون الموكلون بتعذيبه قل غير هذه الكلمة فيجيبهم:
لا احسن غيرها ..
عُذِّب بلال رضي الله عنه عذاباً شديدا حتى اعتقه ابو بكر رضي الله عنه وارضاه ..
ثم سئل بلال بعد ذلك ..
كيف صبرت على هذا العذاب ؟!!!
اسمع الاجابة اخي الحبيب وتأمل في هذه الجملة جيداً واعتبر ..
قال بلال:
:: مزجت مرارة العذاب بحلاوة الايمان فطغت حلاوة الايمان على مرارة العذاب ولم اعد اشعر بالعذاب ::
الله اكــــــــبر
واذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الاجسام
فأيــــــــن انت من بلال ؟!!!
http://www.ala7ebah.com/upload/imgcache/77e4ec8534744253caf2cae8a155f22d.gif
ام أين انت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟؟؟؟ قبل بلال ..
وهو الذي اُدميت قدماه الشريفتان -بابي هو وامي- بعدما رجمه اهل الطائف بالحجارة
عندما ذهب الى دعوتهم الى الاسلام .. فصبر وقال :
"اللهم اهد قومي فانهم لا يعلمون"
ووضع سلا الجزور على ظهره وهو ساجد فصبر
قيل له ساحر فصبر
قيل له كاهن فصبر
قيل له كذاب فصبر
قيل له مجنون فصبر
اخي ماذا حدث بعد ذلك ؟
مات بلال .. ومات امية بن خلف .. ومات ابو جهل .. ولكن .....
امية بن خلف في النار .. وابو جهل في النار .. اما المؤمن الصادق الصابر بلال فمصيره مختلف ..!!!
قال صلى الله عليه وسلم مخاطبا بلال:
"حدثني بأرجى عمل عملته في الاسلام فاني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة .."الله اكـــــــبر ..
اي جائزة اعظم من ان يعرف المرء انه من اهل الجنة وهو لا زال يعيش في هذه الحياة الدنيا ...
اسمع الى اجابة بلال .. قال :ما عملت عملاً ارجى عندي من ان لم اتطهر طهوراً من ساعة او نهار الا صليت بذلك الطهور ما شاء الله ان اصلي ..
صبر الصابرون .. وفاز المتقون ..
وخسر هنالك المبطلون المعاندون المستهزئون ....
http://www.ala7ebah.com/upload/imgcache/77e4ec8534744253caf2cae8a155f22d.gif
هؤلاء هم قدوتك فايـــــــــــن انت عنهم ؟!!!!!
لا تهتم يا اخي باستهزاء بعض الناس منك اذا اهتديت ولا يعيقك هذا
فانهم ان لم يتوبوا فموعدهم الاخرة
إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ (29) وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ (30) وَإِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُواْ فَكِهِينَ (31) وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاء لَضَالُّونَ (32) وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ (33) فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ (34) عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ (35) هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (36)
(سورة المطففين)
ولا تظن اخي التائب ان طريق الجنة مفروش بالورود والرياحين
فقد حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات
قال صلى الله عليه وسلم ذلك ..
اسال الله لي ولك الثبات
فان الابتلاء والامتحان لا يسلم منه احد من المؤمنين ..
كما اساله ان لا نكون من الناس الذين قال الله فيهم .....
"وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِن جَاء نَصْرٌ مِّن رَّبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ ... "
( العنكبوت)
يتبع>>>
وما توفيقي إلا بالله
16 Sep 2008, 03:05 PM
اكمل باذن المولى عز وجل ما بدأته
قبل أن أكمل
أحب أن أنوه إلى أن هذه الرسائل موجهة لأخي وأختي على السواء
مع أن المنادى أخي
أخي المسلم
إني ادعوك دعاء الصادق معك .. المحب لك .. إلى أن تنظر في نفسك ....
هل أنت تسير في طريق مستقيم ؟
أم أنت كلما سلك طريقاً صده هواه وقرين السوء ؟!!
"كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَىَ وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ"
(الأنعام)
أجب نفسك بنفسك ..
اخي الحبيب
قال صلى الله عليه وسلم لرجل وهو يعظه:
اغتنم خمساً قبل خمس
شبابك قبل هرمك
وصحتك قبل سقمك
وغناك قبل فقرك
وفراغك قبل شغلك
وحياتك قبل موتك
أسلك طريق المتقين * * * وظن خيراً بالكريم
واذكر وقوفك خائفاً * * * والناس في أمر عظيم
إنا إلى دار الشقاوة * * * أو إلى العز المقيم
فاغنم حياتك واجتهد * * * وتب إلى الرب الرحيم
قال بعض السلف:
لا تغتر بدار لا بد الرحيل عنها
ولا تخرب داراً لا بد الخلود فيها
فيا قوم:
يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ (39) مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ (40)
(غافر)
ولك أن تتصور نفسك يا عبد الله إن كنت من المطيعين لرب العالمين
وأنت في الجنة دار المتقين الأبرار بعد أن رحمك العزيز الغفار
تلك الدار التي فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر
واقرأ إن شئت قوله تعالى:
فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17)
(السجدة)
تصور نفسك يوم يقال لك وأنت مع أهلها ...
ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ (70) يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (71) وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (72) لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ (73)
(الزخرف)
أهل الجنة أخي
تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ (24)
(المطففين)
أهل الجنة أخي
فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (147)
(الشعراء)
أهل الجنة أخي
"فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ"
(يّس)
أهل الجنة أخي
يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ (25)
(المطففين)
أهل الجنة أخي
"فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ"
(آل عمران)
أهل الجنة أخي
وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ (52)
( ص )
أهل الجنة أخي
وطعامهم ما تشتهيه نفوسهم * * * ولحوم طير ناعم قسمان
وفواكه شتى بحسب مناهم * * * يا شبعة كملت لذي الإيمان
لحم وخمر والنسا وفواكه * * * والطيب مع روح ومع ريحان
وصحافهم ذهب تطوف عليهم * * * بأكف خدام من الولدانالجنة اخي
"فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ"
(محمد)
* * *
أخي يا من تحب الله وتحب الجنة
من يدخل الجنة ينعم ولا يبأس ولا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه
قال ذلك الحبيب صلى الله عليه وسلم ..
وقال أيضاً:
إذا دخل أهل الجنة الجنة يقول الله عز وجل:
تريدون شيئاً أزيدكم ..
فيقولون:ألم تبيض وجوهنا .. ألم تدخلنا الجنة .. وتنجنا من النار ؟!قال:
فيكشف الحجاب !!!!!
فما أعطوا شيئاً أحب إليهم من النظر إلى ربهم
ثم تلا هذه الآية:
{لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ}
فيا لها من لذة تلك اللذة ويا له من نعيم ذلك النعيم .....
"لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ"
(آل عمران)
فيا احبتي
وجنات عدن زخرفت ثم أزلفت * * * لقوم على التقوى دواماً تبتلوا
بها كل ما تهوى النفوس وتشتهي * * * وقرة عين ليـس عنها تحول
يتبع>>>
وما توفيقي إلا بالله
16 Sep 2008, 03:06 PM
أخــي الحبيــب
لقد حرّك الداعي إلى الله وإلى دار السلام النفوس الأبية والهمم العالية
وأسمع لمنادي الايمان من كانت له أذن واعية
وأسمع الله من كان حياً فهزه السماع إلى منازل الأبرار
وحذا به الى طريق سيره فما حطت رحاله إلا بدار القرار
فكن بقلبك .. بل بكلك .. مع القوم الذين قال الله فيهم:
وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69)
(العنكبوت)
وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم
وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (12)
(الواقعة)
فيا من ظلم نفسه بتسويف التوبة ...
تصور نفسك يا عبد الله .. إن كنت عاصياً وِمت على غير توبة !
تذكر نفسك وأنت في أودية جهنم تهيم ومن طعامها وشرابها تأكل صباحاً ومساء.!
تذكر إن كنت مت على المعاصي والذنوب !
تذكر جسمك هل يتحمل هذا العذاب ؟!!!
قال الله تعالى :
وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى (126) وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى (127)
(طـه)
تصور ذلك الأعمى وهو يسحب على وجهه في نارٍ حرها شديد ..
وقعرها بعيد .. وطعام أهلها الزقوم .. وشرابهم فيها الصديــد ..يَتَجَرَّعُهُ وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِن وَرَآئِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ (17)
(إبراهيم)
يسحب على وجهه في نارٍ ......
"وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ"
(التحريم)
النار .. وما أدراك ما النـــــار:
سوداء مظلمة شعثاء موحشة *** دهماء محرقة لواحة البشر
فيها الحيّات والعقارب قد جُعلت *** جلودهم كالبغال الدهم والحمر
لها إذا غلت فور يقلبهم *** ما بين مرتفع منها ومنحدر
يا ويلهم تحرق النيران أعظمهم *** بالموت شهوتهم من شدة الضجر
وكل يوم لهم في طول مدتهم *** نزع شديد من التعذيب والسعر
فيها السلاسل والأغلال تجمعهم *** مع الشياطين قسراً جمع منقهر
فتذكروا رحمكم الله
إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ (71) فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ (72)
(غافر)
تذكر اخي
يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا (66)
(الأحزاب)
ولكن بعد ماذا ؟؟؟؟!
أهل النار
لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِن ضَرِيعٍ (6) لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِن جُوعٍ (7)
(الغاشية)
أهل النار
"وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً"
(الكهف)
ينشيء الله سحابة سوداء مظلمة .. فيقال يا أهل النار أي شيء تطلبون ؟
فيذكرون بها سحابة الدنيا .. فيقولون يا ربنا الشراب ...
فتمطرهم أغلالاً تزيد في أغلالهم .. وسلاسل تزيد في سلاسلهم .. وجمراً يلتهب عليهم
"وَسُقُوا مَاء حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ"
(محمد)
أهل النار
لَهُم مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ النَّارِ وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ (16)
(الزمر)
أهل النار
"يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ * سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمْ النَّارُ"
(إبراهيم)
أهل النار
"قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ * يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ *
وَلَهُم مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ * كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ"
(الحج)
أهل النار
وَلَوْ تَرَىَ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ فَقَالُواْ يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (27)
(الأنعام)
استمع إليهم ..
وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ (37)
(فاطر)
أهل النار
قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْماً ضَالِّينَ (106)
رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ (107) قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ (108)
(المؤمنون)
ينادون فاسمع من ينادون ...!!
وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ (77) لَقَدْ جِئْنَاكُم بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ (78)
(الزخرف)
ومالك هو خازن النار ..
اخواني
وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً (71) ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً (72)
(مريم)
فيا أخي
إذا مدّ الصراط على جحيم *** تصول على العصاة وتستطيل
فقوم في الجحيم لهم ثبور *** وقوم في الجنان لهم مقيل
وبان الحق وانكشف الغطاء *** وطال الويل واتصل العويل
فتفكر الآن ما دمت في زمن الإمكان ..
فيما يحل بك من الفزع إذا رأيت الصراط ودقته ..
ثم وقع بصرك على سواد جهنم من تحته ..
ثم قرع سمعك شهيق النار وتغيظها وزفيرها ..
وقد كلفت أن تمشي على الصراط مع ضعف حالك واضطراب قلبك ..
والخلائق أمامك يسيرون عليه ..
فناجٍ مسلّم .. ومخدوش مرسل .. ومكردس على وجهه في نار جهنم
يَوْمَ يَأْتِ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (105) فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (106)
خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ (107)
وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ (108)
(هود)
أخي ..
مساكين أهل الذنوب
أطاعوا الشيطان وعصوا الرحمن
مساكين أهل الذنوب
جلّت كروبهم .. وعظمت خطوبهم .. وكبرت عيوبهم .. واحصيت عليهم في الكتاب ذنوبهم
مساكين أهل الذنوب
عصوا الجبار بالليل والنهار .. وبذلوا مهجهم لعذاب النار .. وسودوا صحفهم بالخطايا والأوزار
مساكين أهل الذنوب
غفلوا عن الطاعة وخسروا أنفسهم قبل قيام الساعة
فيا من غرتك دنيا دنيئة .. لا تساوي عند الله جناح بعوضة
فاشتريتها وبعت جنة عرضها .. كعرض السماوات والأرض
مثل نفسك قبل ذلك واقفاً يوم الحساب والجزاء ..
وما توفيقي إلا بالله
16 Sep 2008, 03:06 PM
مثّل وقوفك يوم الحشر عريانا * * * مستعطفاً قلق الأحشاء حيرانا
النار تزفر من غيظِ ومن حنقٍ * * * على العصاة وتلقى الرب غضبانا
إقرأ كتابك يا عبدي على مهلِ * * * وانظر إليه ترى هل كان ما كانا
لما قرأت كتاباً لا يغادرني * * * ما كان سراً وما قد كان إعلانا
قال الجليل خذوه يا ملائكتي * * * مروا بعبدي إلى النيران عطشانا
مثّل وقوفك يوم الحشر عريانا * * * مستعطفاً قلق الأحشاء حيرانا
فانظر لنفسك يا مسكين ..
يا ضعيف الإيمان واليقين ..
قبل حلول الندم .. وزوال النعم .. ونزول النقم .. حيث لا ينفع الندم
فاستعد للسؤال .. وتهيأ للجدال .. قال الله الكبير المتعال:
يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ (111)
(النحل)
يوم تنظر أيمن منك فلا ترى إلا ما قدمت ..
وتنظر أشأم منك فلا ترى إلا ما قدمت ..
تنظر أمامك فلا ترى إلا النار .. فاتقي النار اخي فاتقي النار
في ذلك اليوم ...
يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (37)
(عبس)
عن عائشة رضي الله عنها .. قالت:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا
قلت يا رسول الله:
النساء والرجال جميعاً .. ينظر بعضهم إلى بعض ..
قال يا عائشة:
الأمر أشد من أن ينظر بعضهم إلى بعض.
رواه البخاري ومسلم
في ذلك اليوم تدنو الشمس من رءوس الخلائق حتى تكون على مقدار ميل
وفي ذلك اليوم سبعة يظلهم الله تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله:
إمام عادل
وشاب نشأ في عبادة الله
ورجل قلبه معلق بالمساجد
ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه
ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه
ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني اخاف الله
ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه
فيا أخي
تذكر يوم تأتي الله فردا * * * وقد نصبت موازين القضاءِ
وهتّكت الستور عن المعاصي * * * وجاء الذنب منكشف الغطاءِ
يتبع>>>
وما توفيقي إلا بالله
16 Sep 2008, 03:07 PM
وتذكر أخي قبل ذلك .....
يوم ينفخ في الصور .. ويبعثر ما في القبور .. ويحصل ما في الصدور
إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ (11)
(العاديات)
أخي ثبتك الله على طاعته
تفكر في تلك القبور التي ستخرج منها يوم البعث والنشور ..
تنبه قبل الرحيل إلى تلك الحفر والدور ..
نعم ..
تنبه قبل الموت إن كنت تعقل * * * فعما قريبٍ إلى المقابر تُحملُ
وتمسي رهيناً في القبور و تنثني * * * لدى جدث تحت الثرى تتجندلُ
فريداً وحيداً في التراب و إنما * * * قرين الفتى في القبر ما كان يعملُ
الله أكبر يا أخي
تصور نفسك ..وجسمك في ظلمة القبر ممدود ..
الله أكبر أخي
كيف بك إذا جاورت أصحاب اللحود ..
الله أكبر يا أخي
ماذا ستفعل إذا جاءك فيه الدود .. فأكل من جسمك .. ونهش من لحمك .. ونخر في عظمك ..
الله أكبر أخي
ماذا ستفعل قبل ذلك إذا جاءك الملكان .. فأجلساك .. وانتهراك .. وسألاك .....
من ربك ؟..
ما دينك ؟..
من نبيك ؟..
قد تستطيع الإجابة الآن ..
ولكن .....
في تلك الحفرة .. في ذلك القبر .. في ذلك الظلام ..
ستكون الإجابة صعبة جدا .. إلا على من وفقه الله وثبته في دنياه ..
فمن قائل:
ربي الله .. وديني الإسلام .. ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم ..
وقائل:
هاه .. هاه .. هاه .. لا أدري .. سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته ..
أخي ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إنما القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار "
في القبر ....
لا جليس إلا الأعمال ..
فانظروا يا إخواني في أنفسكم ماذا قدمتم لتلك الحفر المظلمة !!!...
إخواني ..
ألا في تلك القبور ليلة لا ككل الليالي ..
ليلة بكى منها العلماء .. وشكى منها الحكماء .. وأنشد فيها الشعراء ..
قال أحدهم يصف تلك الليلة:
إني أبثك من حديثي * * * والحديث له شجون
فارقت موضع مرقدي * * * يوماً ففارقني السكون
قل لي فأول ليلةٍ * * * في القبر كيف تُرى أكون
روى ابن ماجة والترمذي من حديث هانئ مولى عثمان قال:
كان عثمان إذا وقف على قبر يبكي حتى يبل لحيته ..
فقيل له:
تذكر الجنة والنار ولا تبكي .. وتبكي من هذا !!!
قال:
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إن القبر أول منازل الآخرة .. فإن نجا منه فما بعده أيسر منه .. وإن لم ينجُ منه فما بعده أشد"
تخيل نفسك يا ابن آدم قبل ذلك كله ..
وقد أُخذتَ من فراشك إلى لوح مغتسلك ..
فغسلك الغاسل .. وألبسك الأكفان ..
وأوحش منك الأهل والجيران .. وبكى عليك الأحباب والإخوان ..
فلنبكِ على أنفسنا قبل أن يُبكى علينا ..
ولنحمل أنفسنا على الطاعة قبل أن نُحمل على الرقاب ..
أخي يا من أعزك الله بالإسلام ..
أنت تعرف أن بداية تلك الرحلة هي لحظات ..
لحظات قد مرت على كل من سكن القبور ..
لحظات ستمر على كل حي حتى من سكن القصور ..
لحظات أزعجت قلوب الخائفين
لحظات حيرت أفهام العارفين
لحظات أبكت عيون العابدين
لحظات أذلت أعناق المتجبرين
لحظات هي النهاية والبداية
نعم ..
نهاية الحياة وبداية الآخرة .. نهاية العمل وبداية الجزاء
لنستمع إلى القرآن وهو يقص علينا قصة هذه اللحظات ..
بل يقص علينا قصة تلك الرحلة كلها ..
كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ (185)
(آل عمران)
فيا ليت شعري ما حالي وحالك إذا جاءتنا تلك اللحظات ونزل بنا الأنين والغمرات ..
نعم ..
ونزل بنا هادم اللذات ومفرق الجماعات ومنغص الشهوات ..
أعاننا الله وإياك على هذا الخطب العظيم ..
وأوقع الدنيا من قلبي وقلبك موقعها من قلوب المتقين.
يتبع>>>
وما توفيقي إلا بالله
16 Sep 2008, 03:07 PM
هذه هي الفقره الاخيره للرساله الاولى
أخي ،،،
أرجع بك إلى الوراء قليلا ، وأنقلك إلى أحد المساجد لأصف لك قصة هذه اللحظات
مع أحد الصالحين والذي لم أعرف عنه إلا حب هذا الدين ،، إنه إمام أحد المساجد ..
ففي يوم الخميس ليلة الجمعة قبل سنين ،،،
دخل الشيخ مسجده ، وكبر ليصلي ركعتين تحية المسجد بعد أذان العشاء ..
ثم تقدم ليلقي درساً على عادته بين الأذان والإقامة .. وبعد انتهاء الدرس أقام المؤذن للصلاة ..
ثم كبر الشيخ وكبر المأمومون خلفه ..
ثم شرع بالفاتحة ، ثم قرأ في سورة الكهف .. حتى وصل إلى قوله تعالى:
وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً (28)
وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ ....... وهنا سكت ،،،
بادره بعض المأمومين بالفتح عليه ظانين أنه نسي بقية الآية
وسكت بعضهم وما علم الجميع أنه كان على موعد ..
ولكن !!!
كان موعداً مع الموت ..
نعم ،،
أتاه ملك الموت ليقبض روحه وهو على أحسن حال .. وهو يصلي بالناس ..
بدأ الشيخ يضطرب يميناً وشمالاً .. وأماماً وخلفا .. قال من كان خلفه مباشرة :حاولتُ أن أتفادى وقوعه بإمساكه ، فلم أستطع إلى ذلك سبيلا .. فإذا به يخر على ظهره مشيراً بأصبعه السبابة إلى السماء وهو يتمتم بكلام غير واضح .. قطع بعض المصلين صلاتهم .. حملوه إلى أقرب مستشفى ، كشف عليه بعض الأطباء، فقالوا قد فارق الحياة قبل مدة يسيرة تقدر بالزمن الذي كان يصلي فيه ..
غفر الله لك يا أيها الشيخ الجليل وأسأل الله عز وجل أن يبعثك من قبرك وأنت تصلي ، كيف لا !!
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول كما في صحيح مسلم:
"يبعث كل عبد على ما مات عليه".
وذكر أحد الدعاة المعروفين قصة عكس هذه القصة ..
قصة يدمى لها القلب حزناً .. وتدمع لها العين ألما ..
إنها قصة رجل كان مدمن للخمر .. ومختصر القصة :
أن هذا الرجل ذهب إلى أحد البلاد المعروفة بالفساد وهناك في شقته بدأ يعب من الخمر عبا .. شرب قارورة ثم أتبعها بالثانية ثم أتبعها بالثالثة ،، وهكذا .....
حتى شعر بالغثيان ، فذهب لدورة المياه ليتقيأ ،
أتدري ماذا حدث له ؟!!!
مات في دورة المياه ،
أتدري أين كان رأسه ؟!!!
كان رأسه في مصرف النجاسات ،،، المرحاض ،،،
إخواني ....
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها * * * إلا التي كان قبل الموت يبنيها
فإن بناها بخير طاب مسكنه * * * وإن بناها بشر خاب بانيها
فلا تضيعوا أعماركم في غير طاعة ربكم
وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ (281)
(سورة البقرة)
فدونك فاصنع ما تحب فإنما غدا * * * تحصد الزرع الذي أنت زارعه
أخي ،،،
تأدب بأدب الشريعة واستقم * * * وقل يا إله العرش إني راجع
ويا واهب الخيرات هب لي هداية * * * فما غيرَ فقدان الهداية قاطع
أقل عثرتي عفواً ولطفاً ورحمةً * * * فما لي جميل الصنع غيرك صانع
قال تعالى:
مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (97)
(سورة النحل)
أخي الحبيب ،،،
إني أدعوك إلى اللحاق بركب منتهاه الجنة بعد رحمة الله
فإن أردت أن تلحق بأهله ،،، فتيقظ ،،، نعم تيقظ ، واجعل ربك يحبك ،،
قد يتبادر إلى ذهنك سؤال :
كيف يحبني ربي ؟؟!!!
أتركك مع ابن قيم الجوزية وهو يجيبك على هذا السؤال ،،
قال رحمه الله:
فصل في الأسباب الجالبة للمحبة والموجبة لها ... وهي عشرة ..
الأول: قراءة القرآن بالتدبر ، والتفهم لمعانيه وما أريد به
الثاني: التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض ، فإنها توصله إلى درجة المحبوبية بعد المحبة .
الثالث: دوام ذكره على كل حال : باللسان والقلب ، والعمل والحال ، فتصيبه من المحبة على قدر نصيبه من هذا الذكر .
الرابع: إيثار محابه على محابك عند غلبات الهوى ، والتسنم إلى محابه ، وإن صعب المرتقى .
الخامس: مطالعة القلب لأسمائه وصفاته ، ومشاهدتها ومعرفتها ، وتقلبه في رياض هذه المعرفة ومبادئها .
السادس: مشاهدة بره وإحسانه وآلائه ، ونعمه الباطنة والظاهرة ، فإنها داعية إلى محبته .
السابع: وهو من أعجبها : إنكسار القلب بكليته بين يدي الله تعالى .
الثامن: الخلو به وقت النزول الإلهي ، في الثلث الأخير من الليل ،، لمناجاته وتلاوة كلامه والوقوف بالقلب والتأدب بأدب العبودية بين يديه ، ثم ختم ذلك بالإستغفار والتوبة .
التاسع: مجالسة المحبين الصادقين .
العاشر: مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله عز وجل .
هذه عشرة أسباب تجلب لك محبة الله عز وجل
وهنيـــــــئاً لمن أحــــــــبه الله
أخي ،،،
أعطني يدك ،، وتعال معي نسر على هذا الطريق علنا نفوز بمحبة الله وندخل الجنة
فوالله إني أحب الجنة لك كما أحبها لنفسي
أيها الحبيب المحب:لقد بدأ قلمي يتعثر ،، ولساني يتلعثم ،، وفكري يتوه
وأنا أقولها لك بصراحة:
إنني لا أستطيع أن أعبر عن مقدار هذا الحب ::
في ختام رسالتي هذه ،،،
لا أملك لك إلا الدعاء ،،،
اللهم اغفر لي ولأخي وأدخلنا برحمتك في عبادنا الصالحين ،،
اللهم ثبت قلبي وقلبه على دينك.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
أحبتي في الله
والله إني أحبكم في الله ،، وأذوب شوقاً للقائكم في أعلى الجنان ..
وأرجو أن لا تنسوا صاحب هذه الرسائل من صالح دعائكم
وقمة سعادتي إن كان للعبد الفقير إلى الله نصيب في دعوة خالصة علّ الله يرحمني بها
بــــــــــــــــــوركتم جميعاً
وانتظروني في الرسالة الثانية ،،
ولكم مني أسمى معاني الحب في الله
وما توفيقي إلا بالله
26 Sep 2008, 04:23 PM
أكمل بفضل الله وكرمه الرسالة الثانية
إلى الذين يبحثون عن السعادة الحقيقية ،،
إلى الذين ظلموا أنفسهم وأسرفوا عليها بالمعاصي والذنوب ،،
إلى الذين حرموا لذة السجود ،،، ومناجاة علام الغيوب ،،
إلى الذين فقدوا لذة قراءة القرآن وتدبر آياته ،،
إلى الراغبين في الاستزادة من الاستقامة والطاعة والالتزام ،،
إلى الذين أصابتهم الوساوس والشكوك واستبد بهم الأسى والشقاء واجتاحهم القلق والظلام ،، ونزلت بهم الهموم والغموم ،،
إلى الذين حرموا زاد الإيمان وتهاونوا في عمود الإسلام،،
إلى كل المقصرين في طاعة الله وكلنا كذلك ،،
نهدي هذه الرسالة التي نحسبها خرجت من القلب فلعلها تصل إلى القلب
والتي كتبت بمداد المحبة والوفا والخلة والصفا نهديها لكم
علها تصلكم ذبذبات الإيمان حية على هواء الصدق
مباشرة عبر أثير الإخلاص بذبذبة طولها الرسالة الخالدة
فإليكم أحبتي في الله نبث إليكم الرسالة الثانية من رسائل محب ،، والتي هي بعنوان ،،
يا ليـــت قومي يعلمـــون
والمشتملة على:
همسة ووقفة ودمعة
أحوال وأهوال
سبعة يظلهم الله في ظله
يا من تركت الصلاة
ساعة الرحيل
قصص وعبر
السعداء
أخي لقد فقدناك في المسجد
يا من آثرت النوم والفراش
عبّاد رمضان
أين أنت عنهم
رسالة خاصة جدا
يا من تخافون النار
وقبل أن أبدأ بالرسالة أعود وأذكركم
أن تهدوا صاحبها دعواتكم مرجوة الإجابة
أن يمن الله عليه بعاجل الشفاء
عسى أن يرصد الله بدرب دعائكم ملك يجيبكم ولك بمثل ،،
اللهم اشفِ أخانا شفاءً لا يغادر سقما ،،
والآن إلى الرسالة
يتبع>>>
وما توفيقي إلا بالله
26 Sep 2008, 04:23 PM
يا ليـــت قومي يعلمـــون
الحمد لله العزيز الغفار عدد ما صلى له المصلون الأخيار
وصلى الله وسلم على النبي المختار خير من ركع وسجد واستغفر بالأسحار
وعلى آله وصحبه الطيبين الأطهار
وعلى كل من تبعهم بإحسان إلى يوم يبرز فيه العباد لله الواحد القهار
أما بعد:
هذه همسة من قلب حزين ووقفة عتاب ملؤها الأنين ودمعة يحدوها الحنين
دمعة من اشتاق الى جنان رب العالمين ،،
وقفة مع أحوال بعض المسلمين ،،
همسة أحدثك فيها عن فريضة من أهم فرائض هذا الدين ،،
نعم ،، أحدثك عن فريضة هي أول ما تحاسب عنه يوم القيامة
فريضة إن صلحت صلح سائر العمل كله وإن فسدت فسد سائر العمل كله
فريضة قد أفلح من أداها بخشوع
فريضة هي صلة بين العبد وربه
فريضة تنهى عن الفحشاء والمنكر
فريضة تشتكي إلى الله عز وجل ممن هجروها وتركوها وأهملوها
"إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً"
نعم أخي ،،
إنها الصلاة
آخر ما وصى به نبي الهدى صلى الله عليه وسلم وهو يودع الدنيا
همسة ووقفة ودمعة
أخاطب بها كل من أحب الجنة وإن لم يعمل لها
أخاطب بها كل من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله
وإن كان لي من أمل ،، فهو أن لا تسمعها بأذنيك فحسب بل اجعلها حديث القلب إلى القلب
حديث الروح للأرواح يسري * * * وتدركه القلوب بلا عناء
أخي الحبيب
في موقف القيامة ،، في ذلك الموقف الرهيب ذلك الموقف العصيب ذلك الموقف الذي وصفه الله تعالى بقوله:
"يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ "
ذلك الموقف الذي ينسى فيه الابن أباه ،، ينسى الأخ أخاه ،، وتنسى البنت أمها ،، وتنسى الأخت أختها
كلٌ يقول نفسي نفسي ..
" يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (37)"
ذلك الموقف الذي وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم دنو الشمس فيه بقوله:
"تدنو الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل"
قال راوي الحديث:
فوالله لا أدري فيما يعني بالميل أمسافة الأرض أو الميل التي تكحل به العين ..
قال صلى الله عليه وسلم:
"سيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق فمنهم من يكون إلى كعبيه ومنهم من يكون إلى ركبتيه
ومنهم من يكون إلى حقويه -أي خصره- ومنهم من يلجمه العرق إلجاما"
وأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده إلى فيه"
مقام المذنبين غداً عسير * * * إذا ما النار قربها القدير
وقد نسفت جبال الأرض نسفاً * * * ويبست البحور فلا بحور
وبرزت الجحيم لكل عبد * * * على أهل المعاد لها زفير
ترى الناس حفاة عراة غرلا ،، لا ينظر أحداً إلى الآخر من هول ذلك الموقف
كلٌ قد أشغلته ذنوبه .. كلٌ قد أهمته عيوبه ..
"وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ "
ذلك الموقف الذي فيه تصير قلوب العباد ..
"لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ"
من خوفهم مغمومين مكروبين مهمومين ..
"وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا
وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً "
فلا إله إلا الله ،، ما أشده من يوم ..
ولا إله إلا الله ،، ما أصعبه من موقف ..
يوم القيامة لو علمت بهوله * * * لفررت من أهل ومن أوطان
يوم تششققت السماء لهوله * * * وتشيب فيه مفارق الولدان
يوم عبوس قمطرير شره * * * في الخلق منتشر عظيم الشان
"وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاء بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنزِيلاً (25)
الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْماً عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيراً (26)"
يتبع>>>
وما توفيقي إلا بالله
26 Sep 2008, 04:24 PM
ولكن أخي ،،
في تلك الأحوال ،، وفي تلك الأهوال ..
هناك أناس قد اطمأنت نفوسهم وقلوبهم وأمنوا حر ذلك اليوم وشدائده ..
أتدري من هم ؟؟؟!!!
إنهم الذين تفيئوا ظل الرحمن يوم لا ظل إلا ظله ..
قال صلى الله عليه وسلم:
"سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ....."
وذكر منهم رجلٌ قلبه معلق بالمساجد
"فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ "
كان يحن إلى المسجد متى ما خرج منه
كان يشتاق إلى الصلاة أشد من اشتياقه إلى ما سواها
ولئن يرفع يديه مكبرا .. حتى تذرف عيونه دموع الخشية والانكسار
لأنه أيقن أنه سيقف بين يدي الواحد القهار
فكيف هو وقد أضاء وجهه بنور الإيمان
كيف وهو يجتاز الصراط ثم يدخل الجنان
كيف وهو ينظر إلى وجه الملك الديان
كيف وهو يتنعم مع الحور الحسان
والله ما أسعده من إنسان ذلك الإنسان
لله قوم أخلصوا في حبه * * * رضى بهم واختصهم خداما
قوم ٌ اذا جنّ الظلام عليهم ُ * * * أبصرت قوما سجدا وقياما
فسيغنمون عرائسا بعرائس ٍ * * * ويتوّجون من الجنان خياما
وتقرّ أعينهم بما اخفي لهم * * * وسيسمعون من الجليل سلاما
"ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ (70)
يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (71) "
أخي ،،
وفي اليوم نفسه وفي الموقف ذاته هناك أناس على النقيض من أولئك الأخيار
استمع إلى ربك وهو يصفهم:
"وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ (49) سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمْ النَّارُ (50)"
ومن هؤلاء المجرمين أناس كانوا عن الصلاة ساهين لاهين غافلين
"وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ (48) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ (49)"
فليت شعري ما حالهم وهم يساقون إلى العذاب الشديد
"وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً"
وليت شعري ما حالهم وهم يلقون في جهنم وهي تزفر قائلة:
هل من مزيد ،، هل من مزيد
"يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ"
وليت شعري ما حالهم وهم يضربون فيها بمقامع من حديد ..
"كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ"
وليت شعري ما حالهم وهم يأكلون الزقوم ويشربون الصديد
والله إنهم لبئس الخلق ولبئس العبيد
"وَلَوْ تَرَىَ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ فَقَالُواْ يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ"
أخي ،،
وقبل أن يدخل المتقون الجنات وقبل أن يساق المفرطون إلى دار الأنين والزفرات والحسرات
وقبل العرض على رب الأرض والسماوات ،، وقبل تلك القبور المظلمة
لنتوقف عند لحظة لا ككل اللحظات
عند ساعة لا ككل الساعات
عند اللحظة التي يكون بعدها الإنسان في عداد الأموات
عند الساعة التي يداهمك فيها هادم اللذات
"وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ"
وفي تلك اللحظة تلك الساعة عبر وعظات وقصص ووقفات .
فهل تسمح لي أن أحدثك ببعض هذه القصص
علها تحرك القلوب إلى علام الغيوب وتزيد همم النفوس إلى جنات الفردوس
"لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ "
وأذكرك قبل هذه القصص بقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم:
"يبعث كل عبد على ما مات عليه"
ساعة الرحيل .. قصص وعبر ..
القصة الأولى:
كان هناك رجل وكان عابداً صالحاً فاضلا ..
نزل إلى مكة محرماً هو وبعض أصحابه فجاءوا وقد انتهت صلاة العشاء
فتقدم يصلي بهم وهو محرم في الحرم وهو في سبيل الخير وخارج لله عز وجل
فقرأ سورة الضحى ولماا بلغ قوله عز وجل: "وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَى " شهق ..
فلما قرأ: "وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى"سقط فمات عليه رحمة الله
"يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30) "
القصة الثانية:
كان أحدهم مؤذنا منذ شبابه فكف بصره فبقي مؤذنا
ثم انتقل أهله وأقاربه إلى حي بعيد عن الحي الذي يؤذن فيه
فاشترط عليهم أن يأتوا به قبل الظهر ليؤذن ويبقى في المسجد حتى ما بعد صلاة العشاء
واستمر على هذه الحالة سنوات عدة حتى أصابه المرض وأقعده
وفي يوم من الأيام وكان مريضا إذا هو يطلب من أولاده الذهاب إلى دورة المياه وأحس بنشاط ملحوظ
ثم ذهب وتوضأ وبعد أن رجع أذن وأقام وفي منتصف الإقامة سقط ميتاً رحمه الله
وحيث كان قلبه معلقاً بالأذان سنوات طويلة ختم الله له بهذه الخاتمة الطيبة
إذا ما الليل أظلم كابدوه * * * فيسفر عنهم وهم ركوع
أطار الخوف نومهم فقاموا * * * وأهل الأمن في الدنيا هجوع
لهم تحت الظلام وهـم سجود * * * أنين منه تنفرج الضلوع
يقول صلى الله عليه وسلم
"ثلاثة على كثبان من المسك يوم القيامة يغبطهم الأولون والآخرون ....."
وذكر منهم رجل ينادي للصلوات الخمس
واعلم رعاك الله أن من الناس من يموت بالقرآن أي بسبب القرآن
وإليكم هذه القصة:
علي ابن الفضيل ابن عياض شاب رقيق القلب كثير الدمع
لا تذكر عنده جنة أو نار أو موت أو قبر أو غير ذلك من أمور الآخرة إلا ويبكي
وكان والده إماماً لأحد المساجد كان إذا علم أن ابنه خلفه قرأولم يفوه ولم يحزّن
وإذا علم أنه ليس خلفه قرأ القرآن بصوت محرك للقلوب مبكٍ للمصلين
وذات يوم ظن الفضيل أن ابنه ليس خلفه فقرأ من سورة المؤمنون .. حتى بلغ قوله تعالى في وصف أهل النار:
"قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْماً ضَالِّينَ (106) رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ (107) "
فخر علي مغشياً عليه .. فعلم أبوه أنه خلفه .. فخفف الصلاة
وبعد الصلاة رُش ابنه بالماء فأفاق ومرت الأيام وفي إحدى الصلوات ظن الفضيل أن ابنه ليس خلفه أيضا
فقرأ من سورة الزمر حتى بلغ قول الله تعالى:
"وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ"
فخر الابن مرة أخرى ولكنها لم تكن كالأولى ..
رشوه بالماء بعد الصلاة فلم يفق حاولوا إفاقته بشتى الطرق فلم يفق
أتدري أخي ماذا حدث ؟ له لقد مات ،، نعم مات وهو يصلي
كرر علي حديثهم يا حادي * * * فحديثهم يجلو الفؤاد الصادي
أما الموقف الأخير فهو مع شباب أخيار -ولا نزكيهم على الله- خرجوا من بلدهم قاصدين بيت الله الحرام لأداء العمرة
وبعد ما يقارب العشرة أيام من التضرع والخشوع والدموع في الصلوات والتلذذ بالطاعات
وتفطير الصائمين والقيام مع القائمين وفي طريق عودتهم وبينما كان شيخهم يقرأ عليهم في أحد كتب التفسير تفسير قوله تعالى:
"وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً"
إذ بسيارة في الاتجاه المعاكس للطريق تصتدم بسيارة الشباب
وكانت النتيجة وفاة ستة من الشباب من ضمنهم الشيخ واثنان منهم من حفظة كتاب الله .
نسأل الله أن يجمعنا وإياهم ...
"مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً "
يتبع>>>
وما توفيقي إلا بالله
26 Sep 2008, 04:24 PM
أخي الغالي ،،
ما أحلى لحظات الموت عند المتقين الأبرار
وأحلى منها وأسعد يوم أن يزحزحوا عن النار ويدخلوا جنات تجري من تحتها الأنهار
"فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ "
أخي .. أعرف أنك تحزن عندما تسمع قصة أو حكاية رجل أو امرأة ماتوا على غير لا إله إلا الله
ولكن ،، كما نذكر قصص أولئك فينبغي أن نذكر قصص هؤلاء
لكي تكون النفس على حذر وهي دعوة وإنذار
"أَفَمَن يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ "
القصة الأولى:
قصة قصيرة أهديها إلى كل من هجر المساجد وانغمس في الشهوات
وقد حدثت في رجل ما عبد الله طرفة عين كان لا يعرف في الإسلام إلا اسمه
كان لا يصلي أضاع طريق الهداية عندما نزلت به سكرات الموت قيل له قل: لا إله إلا الله
أتدري ماذا قال؟!!!
أتدري بماذا نطق لسانه في تلك اللحظات التي من قال فيها لا إله إلا الله خالصاً من قلبه دخل الجنة كما في الحديث
لقد قال هذا الرجل عن نفسه: هو كافر بها ،، هو كافر بها ،،
أنظر كيف نسي الله وأعرض عن ذكره فكانت العاقبة أنه خُذل عند الموت وأغواه شيطانه وهواه فهان على الله
"وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124)
قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً (125)
قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى (126)"
أما القصة الثانية:
مختصرها أن أحد الشباب الغافلين حصل له حادث على إحدى الطرق السريعة فتوقف بعض المارة لإسعافه
فوجدوه يحتضر ،، ومسجل السيارة يدندن ويطنطن بالغناء والموسيقى الغربية فأطفئوهاوقال له احدهم قل:
لا إله إلا الله علّ الله أن يختم له بخير
فما كان من هذا المحتضر إلا أن أخذ يسب في الدين ويقول:
لا أريد أن أصلي لا اريد أن أصوم ،، ومات على ذلك.
يا رب فارزقنا الثبات على الهدى * * * وعلى سلوك طريقة البيضاء
واسلك بنا نهج النجاة ونجنا * * * من شر كل ضلالة عمياء
واجعل كتابك يا كريم إمامنا * * * و رسولك المقدام للحنفاء
فيا أخي ،،
أقبل على صلواتك الخمس * * * كم مصبحٍ وعساه لا يمسي
واستقبل اليوم الجديد بتوبة * * * تمحو ذنوب صحيفة الأمس
واعلم أن الصلاة نور في القلب وضياء في الوجه وسبب لانشراح الصدر
واعلم أن السلف رضوان الله عليهم كانوا يعزون أنفسهم إذا فاتتهم تكبيرة الإحرام خلف الإمام قائلين:
ليس المصاب من فقد الأحباب ،، ولكن المصاب من حرم الثواب
هذا سعيد بن المسيب لم تفته تكبيرة الإحرام في المسجد أربعين سنة كما في كتب السير
يقول سعيد رحمه الله: ما أذن المؤذن منذ عشرين سنة إلا وأنا في المسجد.
كرر عليّ حديثهم يا حادي * * * فحديثهم يجلو الفؤاد الصادي
ولما سمع عامر ابن عبد الله المؤذن ينادي حي على الصلاة حي على الفلاح وهو مريض
قال لأبنائه خذوني إلى المسجد فقالوا له أنت مريض وقد عذرك الله
فقال: أسمع حي على الصلاة حي على الفلاح ولا أجيب ..
والله لتأخوني إلى المسجد فحملوه إلى المسجد فلما كان في أثناء الصلاة قبض الله روحه
إن لله عباداً فطنا * * * طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا
نظروا فيها فلما علموا * * * أنها ليست لعبد سكنا
جعلوها لجة واتخذوا * * * صالح الأعمال فيها سفنا
وهذا محمد بن المنكدر يقول:
لم يبق من لذات الدنيا إلا ثلاث ...
قيام الليل ،، ومصاحبة الأخيار ،، والصلاة في جماعة
فماذا تقول أخي في رجال قد هجروا الصلاة في المساجد وصلوا في بيوتهم
إذا سألت أحدهم لماذا لا تصلي في المسجد سكت ،، أو قال الفرق سبع وعشرون درجة
وكأنهم لم يسمعوا قول الله عز وجل:
"وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ"
الله لم يأمرك أن تركع وحدك وإنما أمرك أن تركع أي تصلي مع الراكعين أي المصلين
ألم يطرق سمعك يا من تصلي في بيتك حديث الرجل الأعمى الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم
ثم قال: يا رسول الله .. ليس لي قائد يقودني إلى المسجد
فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرخص له فيصلي في بيته فرخص له
فلما ولى .. دعاه فقال: هل تسمع النداء للصلاة؟؟ .. قال نعم ،، قال: أجب.
"فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ"
واسمع يا من تصلي في بيتك ماذا قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ..
قال : من سره أن يلقى الله غداً -أي يوم القيامة- مسلما ..
فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن فإن الله شرع لنبيكم صلى الله عليه وسلم سنن الهدى
وإنهن من سنن الهدى .. ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم
وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة ويرفعه بها درجة ويحط عنه بها سيئة
ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق أو مريض
ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف ..
"رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ"
يتبع>>>
وما توفيقي إلا بالله
26 Sep 2008, 04:25 PM
أخي الحبيب ،،
وهناك رجال لا يصلون الفجر مع المصلين في المساجد
وهؤلاء نذكرهم ذلك الذي يفوتهم إذ أخبر صلى الله عليه وسلم:
"من صلى الصبح فهو في ذمة الله فلا يطلبكم الله من ذمته بشيء فإنه من يطلبه من ذمته بشيء يدركه ثم يكبه على وجهه في نار جهنم"
وليعلموا أن صلاة الفجر هي من أثقل الصلوات على المنافقين
"إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً"
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إن أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا ..
(وحبوا) أي زحفاً على الركب
لهاك النوم عن طلب الأماني * * * وعن تلك الأوانس في الجنان
تعيش مخلداً لا موت فيها * * * وتلهو في الخيام مع الحسان
تيقظ من منامك إن خيراً * * * من النوم التهجد بالقرآن
أما أنت.. يا من تركت لذة النوم والفراش وقمت إلى الصلاة
ومشيت في ظلمة الليل إلى المساجد تبتغي رضى الله فأبشرك بهذا الحديث:
فعن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة".
وفي الحديث الصحيح:
"من صلى البردين دخل الجنة"..والبردان هما الفجر والعصر.
واعلم يارعاك الله .. أن هناك أسباباً تعين على القيام لصلاة الفجر..
منها النوم مبكرا مع المحافظة على أذكار النوم ،، إضافة إلى استحضار النية للقيام لصلاة الفجر
وقبل ذلك كله استحضار عظمة الجبار الذي أمرك بهذه الصلاة وأن تحرص ألا تنام إلا وأنت طهارة.
ألا يا نفس ويحك ساعديني* * * بسعي منك في ظلم الليالي
لعلك في القيامة ان تفوزي* * * بطيب العيش في تلك العلالي
أخي الغالي ،،
وهناك أناس لا يعبدون الله إلا في رمضان ،، وبئس القوم الذين لا يعبدون الله إلا في رمضان
تعج بهم المساجد في رمضان وخصوصاً في صلاة الفجر والعشاء
فإذا انتهى رمضان فقدناهم أين هم ؟؟؟!!!
ألا يعلمون أن رب رمضان هو رب شعبان وشوال وباقي الشهور
ومن الناس من لا يصلي إلا الجمعة فقط ،، بعضهم يقول الجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهما
نقول لهم كلامكم صحيح ولكن اقرؤوا الحديث كاملا ..
يقول صلى الله عليه وسلم:
"الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر"
وترك الصلوات الخمس ليس كبيرة فقط بل هو من أكبر الكبائر ،، بل هو كفر بالله.
أخي الحبيب ،،
وقد يكون معك في بيتك أو عملك أو مدرستك من يتهاون بأداء الصلاة ومن يتركها بالكلية ..
وهؤلاء الناس فيهم الخير لكنهم بحاجة للنصح والتذكير ..
هؤلاء يا أخي يحبون الجنة ولكنهم أضاعوا طريقها ..
فهل فكرت يا أخي في مساهمة جدية لدلالتهم على طريق الحق والصواب والهداية ؟
هل أهديت أحدهم شريطاً أو كتيبا ؟
هل ذكرت احدهم بالله؟ وبيوم الوقوف أمام الله ؟
هل فعلت ما تعذر به أمام الله ؟
تذكر أن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها.
"ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ"
تذكر قول الحبيب المصطفى:
"من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه إلى يوم القيامة, من غير أن ينقص من أجورهم شيئا"
وتذكر قوله صلى الله عليه وسلم :
"لأن يهدي بك الله رجلاً واحدا خير لك من حمر النعم"
"وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ"
أخي الحبيب ،،
اسمح لي أن اتركك قليلا لأوجه نداءً إلى قلوب هؤلاء ..
أدعوهم فيه إلى روضة من ضياء.. إلى حيث ينادي المنادي صباح مساء ..الله أكبر .. الله أكبر ..أدعوهم إلى المسجد .. أخاطب فيهم حياءهم من رب الأرض والسماء ..
أخاطبهم بالآيات والأحاديث وكلام الصحابة الأتقياء ..
وأصف لهم ولغيرهم بعد ذلك بعض الدواء ،,
أخاطبهم وأنا أعلم أن فيهم خيراً كثيرا ..
ولا دليل على ذلك أكبر من قراءتهم أو سماعهم لهذه الكلمات.
فيا أخي ،،
ياغافلاً عن صلاته .. ويا مضيعاً لأوقاته .. ويا قليل الزاد مع قرب مماته ..
يامن شغلته شهواته ولذاته عن ذكر يوم وفاته ..
"لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ"
ويا حليف النوم والوسادة .. ويا أسير الشهوات وقد نسي معاده ..
أما لك عين تدمع على التخلف عن المصلين؟
أما آن لقلبك القاسي أن يلين؟
أما سمعت قول رب العالمين:
"أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ"
قد أزف والله الرحيل .. قرب للآخرة التحويل ..
فماذا أعددت لملاقاة الملك الجليل ..
"إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً (93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً (94)
وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً (95) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً (96)"
تحب الجنة .. أليس كذلك ؟ فماذا قدمت لتدخلها ..
إعلم يا أخي أن من أهم صفات أهل الجنة المحافظة على الصلاة ..
"وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9) أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (11)"
وقال تعالى:
"وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (34) أُوْلَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُّكْرَمُونَ (35)"
فيا أخي ..
يامن تهاونت بالصلاة .. أما سمعت قول رب الأرض والسماء:"فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً"
وهل تدري ماذا قيل في معنى (غيا) ؟
جاء في تفسير ابن كثير أنه واد في جهنم بعيد القعر خبيث الطعم ..
وقيل هو واد في جهنم من قيح ودم ..
ولك أن تتصور أهل هذا الوادي وهو يعذبون فيه ..
وقال اين مسعود رضي الله عنه وغيره:
ليس معنى (أضاعو) تركوها بالكلية ولكن أخروها عن أوقاتها ..
وقال سعيد بن المسيب رحمه الله:
هو أن لا يصلي الظهر حتى يأتي العصر .. ولا العصر حتى تغرب الشمس ..
"فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5)"
يتبع>>>
وما توفيقي إلا بالله
26 Sep 2008, 04:27 PM
ولكن أخي ،،
انظر حال من تاب وأناب ورجع إلى ربه في الأيات التي تلي الآية السابقة مباشرة إذ قال سبحانه:
"إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئا[60]
جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيّاً[61]"
ولك أخي أن تفرق بين هؤلاء الذين تابوا وأولئك الذين ضيعوا الصلاة.
وتأمل يا من فطرت على الإسلام في هذه الآيات التي ستأتي ..
تخيل أهل الجنة وهم في الجنة ،، يوم يسألون عن أهل النار ،، وانظر جواب أهل النار ..
"كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ[38] إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ[39] عَنِ الْمُجْرِمِينَ[41] مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ[42]"
ما الذي جعل مصيركم هذا العذاب في هذا الجحيم ؟
"قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ[43]وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ[44]وَكُنَّا
نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ[45]وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ[46]"
وهل تبتم ؟ وهل رجعتم ؟
كلا ،، بل تمادينا في ذلك .. "حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ.." أي الموت ..
"فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ"
فهؤلاء قوم شقوا في دنياهم وأخراهم ..
عاشوا على غير الهداية والإيمان ..
وماتوا على غير طاعة الرحيم الرحمن ..
فأعرض الله عنهم يوم القيامة وسحبتهم الملائكة الغلاظ الشداد على وجوههم إلى النيران ..
وفي وقت أزلفت -أي قربت- فيه الجنان لأهل التقوى والإحسان ..
"إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (47) يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (48)"
فيا طول حزني ثم يا طول حسرتي * * * لئن كنت في قاع الجحيم أعذب
فقد فاز بالملك العظيم عصابة * * * تبيت قياما في دجى الليل ترهب
إذا أشرف الجبار من فوق عرشه * * * وقد زينت حور الجنان الكواعب
فناداهم أهلاً وسهلاً ومرحبا * * * أبحتُ لكم داري وما شئتم اطلبوا
وتذكر رحمك الله قوله تعالى:
"إِنَّهُ مَن يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِماً فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيى (74) وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى (75)
جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء مَن تَزَكَّى (76)"
واسمح لي أن أطرح عليك هذا السؤال:مع من تحب أن تحشر يوم القيامة ؟
حدد إجابتك على ضوء هذا الحديث:
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر الصلاة يوماً فقال:
"من حافظ عليها كانت له نورا وبرهاناً ونجاةً يوم القيامة ..
ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة ..
وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأبي بن خلف"
فمن شغله ماله عنها فهو مع قارون ...
ومن شغله ملكه عنها فهو مع فرعون ...
ومن شغلته رياسته عنها فهو مع هامان ...
ومن شغلته تجارته عنها فهو مع أبيّ ابن خلف ...
وهم رؤوس الكفر والنفاق.
فهل تحب أن تحشر يوم القيامة معهم ؟؟ .. لا أعتقد ذلك.
"وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاء اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (19)"
واعلم هداني الله وإياك إلى صراطه المستقيم أن من ضيع الصلاة فهو لما سواها أضيع .. كما قال ذلك أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
واعلم كذلك أنه لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة .. كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
"قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2)"فيا من ألهتك دنياك عن تلك الصلوات ..
ويا من شغلك ما لا ينفعك عن تلك الركعات والسجدات ..
قل لي بربك كيف يرتاح نفسك ؟ أم كيف يطمئن قلبك ؟ أم كيف يرضى ضميرك ؟
أما استشعرت عظمة الجبار ؟!!
أما تخشى غضب القهار ؟!!
أما بان لك العيب .. أما أنذرك الشيب .. ومافي نصحه ريب فتحتاط وتهتم ..
فكيف لو نزلت بك المنون .. وأنت تسيء بالله الظنون ..
"فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (83) وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ (84) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لَّا تُبْصِرُونَ (85)"
استمع يا أخي إلى حكم من مات وهو لا يصلي .. قال بعض أهل العلم:
أنه لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين إذاً ماذا نصنع به ؟قالوا: نخرج به إلى الصحراء وندفنه في ثيابه لأنه لا حرمة له.
أيا لاهيا في غمرة الجهل والهوى * * * صريعا على فرش الردى يتقلب
ستعلم يوم الحشر أي تجارة * * * أضعت إذا تلك المـوازين تنصب
فيا إخواني ..
يا من تخافون النار .. البدار .. البدار إلى التوبة والاستغفار .. وإن كانت ذنوبكم كثارا ..
استمعوا إلى الله وهو يناديكم قائلاً وهو الرحيم الغفار ..
"قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53)
وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ (54)"ولا يقل أحدكم إن الله لم يكتب لي الهداية والتوبة.
فإن قال ذلك .. فإننا نقول له: إنك لو طلبتها لوجدتها ..
يقول تعالى في الحديث القدسي
"يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم"
أم تنتظر أن تقدم لك الهداية على طبق من ذهب؟!
وإن كان من شيء احذرك منه .. فإني أحذرك "سوف" لا تقل سوف أتوب فإنك لا تدري متى تموت.
ليت شعري فإنني لست أدري * * * أي يوم يكون آخر عمري
وبأي البلاد تقبض روحي * * * وبأي البلاد يحفر قبري
وإن أردت التوبة فالله الله بالصلاة والدعاء وتلاوة القرآن .. وعليك بصحبة الأخيار ..
"وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ
وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً"
يا رب هل من توبةٍ * * * تمحو الخطايا والذنوب
وتزيل هم القلب عـنـي * * * والكآبة والشحوب
أدعوك في ليل بهيم * * * والدمع مدراراً سكيب
أنت المؤمل والمعين * * * وأنـت يـارب الـمـجيـب
من لي إذا وضع التراب * * * فوقي فلا عيش يطيب
والقبر داجٍ مظلم * * * هل ينفع العبد النحيب
أسير الخطايا عند بابك واقف * * * على وجل مما به أنت عارف
يخاف ذنوباً لم يغب عنك غيبها * * * ويرجوك فيها فهو راجٍ وخائف
نسأل الله أن يتوب علينا وعليكم.
أسأل الله أن يهدينا بهداية الإيمان .. وأن يغفر لنا الذنوب والعصيان .. ويعاملنا بالإحسان ..
وأن يحرمنا عن النيران .. وأن يجمعنا في بحبوحة الجنان .. إنه سبحانه هو الرحيم الرحمن .
سبحانك الله وبحمدك .. أشهد أن لا إله إلا انت .. أستغفرك وأتوب إليك.
وما توفيقي إلا بالله
26 Sep 2008, 04:31 PM
أكمل بفضل الله تبارك وتعالى ما بدأته ...
فســـتذكرون مــا أقـــول لكم
" فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ "
إلى كل باغٍ للخير والهدى .. إلى كل من يخاف الخزي والردى
إليكم جميعاً نقول بصوت متقطع حسرةً وألما ..
هذه سفينة محمد صلى الله عليه وسلم تبحر وسط تلاطم الأمواج وغشيان الظلام ..
قد شع النور في أرجائها فأضاءت للتائبين الدروب .. وبصرتهم معالم الطريق ..
فيا أخي ،،
هذه لنفسك ذكرى وعظات .. وهذه وقفات لمن أراد النجاة ..
وقبل أن أبدأ بالرسالة الثالثة والأخيرة من هذه الرسائل
أرجو أن تعيشوا بين السطور .. وتتأملوا في الكلمات وتقرؤوها بقلوبكم
وأعود وأذكرّكم بما طلبته منكم في الرسائل السابقة
أن تهدوا صاحبها دعواتكم مرجوة الإجابة أن يمن الله عليه بعاجل الشفاء
عسى أن يرصد الله بدرب دعائكم ملكاً يجيبكم: ولكم بمثل ..
ويسعدني جداً إن كان لي نصيب في دعواتكم
والآن مع الرسالة >>>
وما توفيقي إلا بالله
26 Sep 2008, 04:32 PM
http://www.ala7ebah.com/upload/imgcache/d5321d82f6b40fe83a93b7c3f17f30a9.png
الحمد لله الذي وصى عباده بتقواه .. ووعد بالجنة من خافه وراقبه واتقاه ورجاه ..
وأنذر وخوّف وتوعد بالنار من أذنب وعصاه ..
القائل جل في علاه:
" وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ "
وصلى الله وسلم على خير نبي وأزكى .. القائل:
"إن قلوب بني آدم كلها بين أصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث يشاء"
ثم قال صلى الله عليه وسلم:
"اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك"
أما بعد:
فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته
إخواني الأحبة .. أخواتي الكريمات الطيبات
أبعث لكم هذه الكلمات ولسان حالي ومقالي يقول:
إلهـي لا تعذبـنـي فـإنـي * * * مقر بالـذي قـد كـان منـي
فكم من زلة لي فـي البرايـا * * * وأنت علـيّ ذو فضـل ومـنّ
إذا فكرت فـي ندمـي عليهـا * * * عضضت أناملي وقرعت سني
ومالـي حيلـة إلا رجـائـي * * * وعفوك إن عفوت وحسن ظني
يظن الناس بي خيـراً وإنـي * * * لشر الناس إن لم تعف عنـي
فأسأل الله أن يغفر لنا ذنوبنا وأن يكفر عنا سيئاتنا وأن يتوفانا وهو راضٍ عنا
وبادئ ذي بدء أذكركم بقوله صلى الله عليه وسلم:
"تهادوا تحابوا"
وإن خير هدية يقدمها أخ لأخيه وأخته في الله
هي نصيحة أو وصية تكون لهما زاداً في الدنيا وذخراً في الآخرة
ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة ..
فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيده يوماً ثم قال:
يا معاذ والله إني أحبه فقال له معاذ بأني انت وأمي يا رسول الله وأنا والله أحبك
فقال: أوصيك يا معاذ ..
لا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
فأحببت أيها الغالي .. أيتها المباركة ..
أن أقدم لكم وأضع بين أيديكم هذه النصائح والوصايا لتستمعوها مرة ومرتين ..
متمثلاً قول القائل:
يأيها السني خذ بوصيتي * * * وأخصص بذلك جملة الإخوان
واقبل وصية مشفقِ متودد * * * واسمع بفهم حاضر يقظان
يا أيها الرجل المريد نجاته * * * إقرأ مقالة ناصحٍ معــوان
تأمل كلماتي وأعرها سمعك وتدبرها بفؤادك مستشعراً قوله تعالى:
"إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً "
أخي يا مهجة هذا الدين هل جلست يوماً مع كتاب الله المبين
هل جلست مع هذا الكتاب الذي لو طهرت قلوبنا ما شبعت من معينه
إنه كتاب يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه .. كتاب فيه شفاءٌ ورحمة للمؤمنين ..
"وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ"
كتاب تفطّر منه قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقلوب أصحابه وقلوب الخائفين
هل جلست يوماً تقرؤه لا بعينك ولا بلسانك فقط .. بل بقلبك
هل تأملت عجائبه ومعجزاته
هل تدبرت آياته
هل تلذذت بخطابه هل قرعت قلبك قوارعه
أحسب أنك ستقول نعم وهذا الذي آمله فيك
ولكنها الذكرى التي لا بد منها ولا غنى لنا عنها ..
"فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ"
أخي ،،
تعال معي نقرأ بعض آيات هذا الكتاب التي أرى أن النفوس في أمس الحاجة للعمل بها ..
تعال نقف بعض الوقفات نلتمس فيها طريق النجاة ..
وأعتقد أن كرمك الفطري فضلاً عن طيب نفسك لن يمانع ..
يتبع بإذن الله >>>
وما توفيقي إلا بالله
26 Sep 2008, 04:33 PM
وقفات على طريق النجاة ..
الوقفة الأولى:
ألا هل من مشمر؟!
امنع جفونك أن تذوق مناما * * * وذرِ الدموع على الخدود سجاما
واعلم بأنك ميتٌ ومحاسبٌ * * * يا مَن على سخط الجليل أقاما
لله قوم أخلصوا في حبه * * * فرضي بهم واختصهم خداما
قيل للحسن البصري .. يا أبا سعيد .. كيف نصنع؟
نجالس اقواماً يخوفوننا حتى تكاد قلوبنا تطير .. فقال:
والله إنك إن تخالط أقواماً يخوفونك حتى يدركك أمن خير من ان تصاحب أقواماً يؤمنونك حتى يدركك الخوف ..
وقفتنا هذه مع آية عظيمة قد تورد في قلب قارئها الخوف ولكن من استعد لها نجا بإذن الله
إنها آية لو أنزلت على الجبال لتصدعت
آية كم سمعتها آذان فأنصتت
آية كم قرأتها أعين فبكت
وكم وعتها قلوب فخشعت
آية كم تمعنها غافل فتاب
كم تدبرها معرض فرجع إلى ربه وأناب
آية تحكي رحلة ،، وأي رحلة .. سفر ،، ويا له من سفر .. هي قول الله تعالى:
" كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ"
نعم أخي ،،
إنها رحلتك إلى الدار الآخرة .. إنه السفر الذي نسأل الله أن تكون نهايته الجنة وليس سقر
ولعظم هذه الرحلة وهذا السفر قال صلى الله عليه وسلم:
"لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبيكيتم كثيرا"
إي والله الذي لا إله إلا هو ..
لو علمنا حقيقة الموت وشدته .. والقبر وظلمته .. ويوم القيامة وكربته .. والصراط وزلته
ثم لو تأملنا الجنة ونعيمها والنار وجحيمها ؛ لتغيرت أحوالنا
ولكننا نسينا أو تناسينا هذه الرحلة وأقبلنا على هذه الدنيا التي لا تساوي عند الله جناح بعوضة
قال بعض السلف:
يقال لبعضهم تريد أن تموت ..؟ فيقول لا .. فيقال له لمَ ..
فيقول حتى أتوب وأعمل صالحا .. فيقال له إعمل .. فيقول سوف أعمل
ولا يزال يسوّف حتى يأتيه الموت على غير توبة ولا عمل صالح
أنا واثق أنك لا تحب أن تكون نهايتك هكذا،،،،
إذاً ،،،،،،
قدم لنفسك توبةً مرجوةً * * * قبل الممات وقبل حبس الألسن
بادر بها غلق النفوس فإنها * * * ذخرٌ وغنمٌ للمنيب المحسن
وتذكر أخي حالك وأن تعاني من سكرات الموت
التي عانى منها أحب خلق الله إلى الله محمد صلى الله عليه وسلم
فكان يقول بأبي هو أمي عند موته .. لا إله إلا الله إن للموت لسكرات
تصور نفسك يا مسكين وقد حل الموت بساحتك .. وملك الموت واقف عند رأسك
حشرج صدرك ، تغرغرت روحك ، ثقل منك اللسان ، وانهدت الأركان ، وشخصت العينان
أغلق باب التوبة دونك ، عرق منك الجبين ، وكثر حولك البكان ومنك الأنين
وأنت في كرب شديد لا منجا منه ولا محيد ، تعاين هذا الأمر العظيم بعد اللذة والنعيم
قد حل بك القضاء ثم عُرج بروحك إلى السماء فيا لها من سعادة أو .......... شقاء .
فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ -أي الروح-(83) وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ -عاجزون عن فعل أي شيء-(84)
وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لَّا تُبْصِرُونَ (85) فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (86) تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (87)
فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (88) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ (89) وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (90)
فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (91) وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (92) فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ (93)
وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (94) إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ (95) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (96)
يتبع بإذن الله>>>
وما توفيقي إلا بالله
26 Sep 2008, 04:33 PM
صنع هارون الرشيد طعاماًً وزخرف مجالسه وأحضر أبا العتاهية وقال له:
صف لنا ما نحن فيه من نعيم هذه الدنيا .. فأجابه قائلاً:
عش ما بدا لك سالماً * * * في ظل شاهقة القصور
فقال الرشيد: أحسنت ثم ماذا .. فقال:
يُسعى عليك بما اشتهيت * * * لدى الرواح أو البكور
فقال حسنٌ .. ثم ماذا .. فقال:
فإذا النفوس تغرغرت * * * في ظل حشرجة الصدور
فهناك تعلم موقناً * * * ما كنت إلا في غرور
فبكى الرشيد .. وقال أحد جلسائه لأبي العتاهية:
بعث إليك أمير المؤمنين كي تسره .. فأحزنته !
فقال الرشيد دعه .. فإنه رآنا في عمى فكره أن يزيدنا منه ..
نعم أخي .. كفى بالموت واعظا ..
كفى بالموت مقرحاً للقلوب .. ومبكياً للعيون .. ومفرقاً للجماعات .. وهادماً لللذات .. وقاطعاً للأمنيات ..
فيا مغروراً بدنياك ، ويا معرضاً عن الله ، ويا غافلاً عن طاعة مولاك ..
يا من كلما نصحه الناصحون صده عن قبول النصيحة هواه ..
يا من ألهته الشهوات وغره طول الأمل ..
هل تفكرت في هذه اللحظات إذا بقيت على ما أنت عليه ..
هل تدري ماذا سيحصل لك عند الموت .. متأكد أنك الآن تقول في نفسك سأقول ..
:: لا إله إلا الله ::
لا يا أخي ،،،
إذا بقيت على ضياعك وفي غفلتك وإعراضك حتى لحظة الموت فلن تستطيع أن تقولها بل ستتمنى الرجعة ..
"حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ....."
ولكنه قالها بعد فوات الأوان ..
أخي ،،،
هل تدري متى ستموت ؟؟؟ .. وأين ستموت ؟؟؟ ..
لا والله .. إنك لا تدري ..
إذاً لماذا تؤجل التوبة وتسوف بالأوبة .. اسمع هذه القصة لعلك تتعظ ..
حدثني من أحسبه والله حسيبه من الصادقين أن شاباً حصل له حادث فأسرع أحد رجال الأمن إلى السيارة لنجدته
فوجد الشاب يحتضر وسمع حشرجة وغرغرة تبين له ذلك فقال له قل لا إله إلا الله
فرفع الشاب أصبعه السبابة إلى السماء وقال لا إله إلا الله .. ثم فارق الحياة ..
وبعد أن غُسل وصُلي عليه ذهب رجل الأمن إلى بيت أهل هذا الشاب ليخبرهم أن ابنهم تشهد قبل أن يموت
فأتاهم وقال لهم: أبشركم أن ابنكم تشهد قبل أن يموت ..
فقال له أهل الشاب: ونحن نبشرك أنه تاب إلى الله قبل أسبوعين من الحادث فقط ..
إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ
فَأُوْلَـئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً (17)
وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ ....."
نعم أخي ،،،
"وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ "
وغمضوني وراح الكل وانصرفوا * * * بعد الإياس وجدوا في شرا كفني
وقال أولى الناس في عجل * * * إلى المغسل يأتيني يغسلني
فجاءني رجل منهم فجردني * * * من الثياب وأعراني وأفردني
وأسكب الماء من فوقي وغسلني * * * غسلاً ثلاثاً ونادى القوم بالكفن
وألبسوني ثياباً لا كمام لها * * * وصار زادي حنوطاً حين حنطني
وقدموني إلى المحراب وانصرفوا * * * خلف الإمام فصلى ثم ودعني
صلوا عليّ صلاة لا ركوع لها * * * ولا سجود لعل الله يرحمني
يتبع بإذن الله >>>
وما توفيقي إلا بالله
26 Sep 2008, 04:34 PM
عدنا ايها الاحبه لاكمال الرسائل
تصور ما بعد ذلك وأنت تدخل تلك المقبرة محمولاً على الأعناق
بعد أن كنت حاملاً أو زائرا ..
وليت شعري ما حديث جنازتك ؟!
هل ستقول: قدموني قدموني .. أم ستقول: يا ويلها أين تذهبون بها ..
وأنزلوني في قبري على مهل * * * وأنزلوا واحداً منهم يلحدني
ثم أنزلك في قبرك أحب أحبابك وأقرب أقربائك ووضعوك في صدعٍ من الأرض
ثم صفوا اللبنة على لحدك .. وانحجب الضوء عنك .. ثم بدءوا يحثون التراب على قبرك
وقال أحدهم: استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يُسأل .. ثم ذهبوا وتركوك ..
نعم ،، تركوك وحيدا في ذلك الظلام الدامس ..
من فوقك تراب .. ومن تحتك تراب .. وعن يمينك تراب .. وعن شمالك تراب ..
ثم تعاد روحك إلى جسدك .. فيأتيك ملكان أزرقان أسودان يقال لأحدهما منكر وللآخر نكير
فيجلسانك وينتهرانك ويسألانك ..
من ربك ؟
ما دينك ؟
من نبيك ؟
فبماذا تحب أن تجيب؟
أما إن كنت عند موتك تائباً صادقاً مؤمنا .. فإن الله سيثبتك في تلك الأحوال ..
"يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ"
ستقول ربي الله .. وديني الإسلام .. ونبي محمد صلى الله عليه وسلم ..
فينادي منادٍ من السماء أن صدق عبدي ..
فافرشوا له من الجنة .. وألبسوه من الجنة .. وافتحوا له باباً من الجنة ..
ويأتيك من روحها وطيبها .. ويفسح لك في قبرك مد بصرك ..
ثم يأتيك رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح ويقول لك:
أبشر بالذي يسرك هذا يومك الذي كنت تُوعد ..
فيقول له: من أنت ؟ فوجهك الذي يجيء بالخير .. فيقول أنا عملك الصالح ..
ثم يفتح لك باب من الجنة وباب من النار .. ويقال لك هذا منزلك لو عصيت الله .. أبدلك الله به هذا ..
فإذا رأيت ما في الجنة ستقول رب أقم الساعة رب أقم الساعة ..
فيا لسعادتك من سعادة ويا لبشارتك من بشارة ويا لفوزك من فوز ..
"إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ "
أما لو كان العبد -والعياذ بالله- مضيعاً لدينه .. تاركاً لصلاته .. يستهزئ بالصالحين ويفعل المنكرات ومات على ذلك ..
فهل ستدري بماذا سيجيب حين يسأله الملكان من ربك .. ما دينك .. من نبيك ..؟؟؟
سيقول هاه .. هاه .. لا أدري سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته ..
فينادي منادٍ من السماء أن كذب :
فافرشوا له من النار .. وافتحوا له باباً من النار ..
فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه قبره .. حتى تختلف أضلاعه ..
ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقول: أبشر بالذي يسوؤك هذا يومك الذي كنت تُوعد ..
فيقول: من أنت ؟ فوجهك الذي يجيء بشر .. فيقول: أنا عملك الخبيث ..
ثم يقيض له أعمى أصم أبكم في يده مرة لو ضُرب بها جبل لصار ترابا فيضربه ضربة حتى يصير بها تراباً ..
ثم يعيده الله كما كان فيضربه ضربة أخرى فيصيح صيحة يسمعها كل شيء إلا الثقلين الجن والإنس ..
ثم يفتح له باب من النار ويمهد من فرش النار .. فيقول رب لا تقم الساعة .. رب لا تقم الساعة ..
وللمرء يوم ينقضي فيه عمره * * * وموت وقبر ضيق فيه يولج
ويلقى نكيراً في السؤال ومنكراً * * * يسومان بالتنكيل من يتلجلج
خرج علي بن أبي طالب رضي الله عنه مع بعض أصحابه إلي المقبرة فلما أشرف على القبور قال:
يا أهل القبور أخبرونا عنكم .. أم نخبركم عنا .. أما خبر مَن عندنا ..
فإن المال قد اقتسم .. والنساء قد تزوجن .. والمساكن قد سكنها غيركم ..
ثم سكت قليلاً والتفت إلى أصحابه فقال أما إنهم لو نطقوا لقالوا:
"وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى"
فيا ساكن القبر غداً ما الذي غرك من الدنيا ؟!!!..
هل تعلم أنك تبقى لها أو تبقى لك ؟!!!..
أين دارك الفيحاء ؟
أين رقاق ثيابك ؟
أين طيبك وبخورك ؟
أين خدمك وحشمك ؟
أين وجهك الحسن ؟
أين جلدك الرقيق ؟
أين جسدك الناعم ؟
كيف بك بعد ثلاث ليالٍ من دفنك وقد عاثت فيك الهوام والديدان ..
فرقت الأكفان ، ومحت الألوان ، وأكلت الحم ونخرت العظم ..
وأزالت الأعضاء ومزقت الأشلاء ، وسالت الحدق على الوجنات ..فلولا القبر صار عليك ستراً * * * لأنتنتِ الأباطح والرَّوابي
وقف الحسن البصري رحمه الله على قبرٍ ونظر إليه ملياً ثم التفت إلى أحد الناس وقال له :
ماذا تراه يصنع لو خرج من قبره ؟
فقال: يتوب ويذكر الله ..
فقال له: إن لم يكن هو .. فكن أنت ..
أخيّ توخّ طريق النجاة * * * وقدّم لنفسك قبل الممات
وشمر بجدٍ لما هو آت * * * ولا تغتر بسراب الحياة
فإنك عما قريبٍ تمـــــوت ..
وقل لنفسك ماذا قدمت ليكون قبرك روضة من رياض الجنة ؟..
يتبع بإذن الله >>>
وما توفيقي إلا بالله
26 Sep 2008, 04:34 PM
أخي ،،
كيف تحب أن يكون حالك ؟!..
"وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ (41) يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ (42)"
كيف تحب أن يكون حالك ؟!
"يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ"
كيف سيكون حالك ؟!
"إِذَا السَّمَاء انفَطَرَتْ (1) وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ (2) وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ (3) وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (4)"
فخرجنا أنا وأنت للعرض على الله عز وجل ..
وهل تذكرنا أيها المسكين أيها العبد الضعيف الوقوف بين يدي الجبار في ذلك الموقف الرهيب المخيف الذي فيه ..
"يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا
وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ "
بماذا سنجيب عندما يسألنا ربنا عن كل صغيرة وكبيرة !
"وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا
وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً"
كيف أنت ؟؟؟!!!
إذا شهدت عليك العينان واليدان والقدمان والأذنان والفرج واللسان
فيما عملت في هذه الدنيا الفانية ..
"الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ"
العمر يُنقص والذنوب تزيد * * * وتقال عثرات الفتى فيعود
هل يستطيع جحود ذنبٍ واحدٍ * * * رجلٌ جوارحه عليه شهود
عن أنس ابن مالك رضي الله عنه قال:
كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك فقال:
هل تدرون مم أضحك ؟ ..
قلنا الله ورسوله أعلم ..
قال: من مخاطبة العبد ربه ..
يقول يا رب ألم تجرني من الظلم .. قال يقول بلا ..
قال: فيقول فإني لا أجيز على نفسي إلا شاهداً مني ..
قال: كفى بنفسك اليوم عليك شهيدا وبالكرام الكاتبين شهودا ..
قال: فيُختم على فيه ويقال لأركانه انطقي .. قال: فتنطق بأعماله ..
قال: ثم يخلى بينه وبين الكلام ..
قال: فيقول: بعداً لكُن وسحقا ..
فعنكن كنت أناضل ..
بماذا ستجيب إذا سألك ربك ....
عن عمرك فيما أفنيته ؟
وعن شبابك فيما أبليته ؟
وعن مالك من أبن اكتسبته وفيم أنفقته ؟
وعن علمك ماذا عملت به ؟
تصور حالة طفل صغير لم يعرف الذنوب ولا المعاصي ..
فتأمل حفظك الباري من كل شر حاله في ذلك المكان ...!!!!!
وإذا الجنين بأمه متعلق * * * يخشى القصاص وقلبه مذعور
هذا بلا ذنب يخاف جنينه * * * كيف المُصرّ على الذنوب دهور؟!!!
هل أعددنا للسؤال جواباً .. وللجواب صوابا ...؟
أيها الأخ الكريم المبارك ..
تذكر -ذكرك الله الشهادة عند الممات- ذلك الموقف العظيم ..
ثم تأمل أخي حال الخلائق ..
وقد قاسوا من دواهي القيامة وأهوالها ما قاسوا ..
فبينما هم كذلك وقوفاً ينتظرون حقيقة أخبارها ..
إذ أحاطت بالمجرمين ظلمات ذات شعب وأطلت عليهم ناراً ذات لهب وسمعوا لها زفيراً وجرجرة تفصح عن شدة الغيظ والغضب ..
"إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظاً وَزَفِيراً"
فعند ذلك أيقن المجرمون بالعذاب ..
"وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُم مُّوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفاً"
وخرج المنادي من الانية قائلا:أين فلان ابن فلان المسوف نفسه بطول الأمل ،، المضيع عمره بسوء العمل ..
فيبادرونه بمقامع من حديد ،، ويستقبلونه بعظائم التهديد ،، ويسوقونه إلى العذاب الشديد
وينكسونه على وجهه في قعر الجحيم .. ويقولون له:
"ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ"
فيسكن داراً ضيقة الأرجاء .. مظلمة المصابيح .. مبهمة المعالم ..
يدعون فيها بالويل والثبور وعظائم الأمور .."وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَاناً ضَيِّقاً مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُوراً (13)
لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُوراً وَاحِداً وَادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً"
أمانيهم فيها الهلاك .. وما لهم من أصل جهنم فكاك ..
قد سدت أقدامهم إلى النواصي واسودت وجوههم من ظلمة المعاصي ..
ينادون من أحداثها .. ويصيحون في نواحيها وأطرافها .....
يا مالك .. قد حق علينا الوعيد
يا مالك .. قد اثقلنا الحديد
يا مالك .. قد نضجت منا الجلود
يا مالك .. العدم خير من هذا الوجود
يا مالك .. أخرجنا منها فإنا لا نعود
" وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ"
ينـــــــــادون .....
"قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْماً ضَالِّينَ (106)
رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ (107)
قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ (108)"
فعند ذلك يقنطون وعلى ما فرطوا في جنب الله يتأسفون ..
فتصورهم يا أخي والنار من فوقهم والنار من تحتهم والنار عن أيمانهم والنار عن شمائلهم ..
"لَهُم مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ النَّارِ وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ"
فهم غرقى في النار .. طعامهم نار .. وشرابهم نار .. ولباسهم نار ..فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ (19)
يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ (20)يتمنون الموت ولا يموتون ..
"وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِن وَرَآئِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ"
وسيق المجرمون وهم عراةٌ * * * إلى ذات السلاسل والنكال
فنادوا ويلنا ويلاً طويلاً * * * وعجوا في سلاسلها الطوال
فليسوا ميتين فيستريحوا * * * وكلهم بِِحر النار صال
فيا ليت شعري .. كيف بك لو نظرت إليهم !!!
وقد اسودت وجوههم .. وأعميت أبصارهم .. وأبكمت ألسنتهم ..
ليت شعري .. كيف لو نظرتهم ولهيب النار سارٍ في بواطن أجزائهم وحيات الهاوية وعقاربها متشبثة بظواهر أعضائهم ..
ليت شعري .. كيف بك لو أبصرتهم وهم بين مقطعات النيران وسرابيل القطران ..
"وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيهْ (25) وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيهْ (26) يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ (27)
مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ (28) هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ (29) خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (30) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (31)
ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ (32) إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (33) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (34)
فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ (35) وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ (36) لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِؤُونَ (37)
يتبع بإذن الله >>>
وما توفيقي إلا بالله
26 Sep 2008, 04:35 PM
ولكن أخي ،،،
إعلم .. يا مَن رحمني الله وإياك أن تلك الدار التي عرفت بعض همومها وغمومها تقابلها دار أخرى ..
فتعال معي .. تعال نتفكر في بعض نعيمها وسرورها !!!..
تفكر يا أخي في أهل الجنة بعد أن اجتازوا الصراط المنصوب على متن جهنم .. وهاهم واقفون عند باب الجنة ..
يأتي محمد صلى الله عليه وسلم فيطرق بابها ..
فيقول رضوان خازنها: من ؟!
فيقول: محمد ..
فيقول: لك أمرت أن أفتح ..
فيدخل صلى الله عليه وسلم ومن معه من أهلها ..
فتصور نفسك يا أخي .. إن كنت تائباً في دنياك نادماً على ذنوبك خائفاً من ربك ..
تصور نفسك .. وأنت تدخل الجنة مع الداخلين برحمة الله عز وجل ..
تدخل الجنة .. فيها ما لا عين رأت .. ولا أذن سمعت .. ولا خطر على قلب بشر ..
فتصور نفسك .. وأنت تتمتع بحورها .. وأنت تسكن قصورها .. وأنت تأكل من ثمارها .. وتشرب من أنهارها ..
نعم .. تصور نفسك .. وأنت تنظر إلى وجه الرحمن جل وعلا في يوم المزيد .....
"وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31) هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ (33)
ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ (34) لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ (35) "
أخي ،،،
قد تتساءل ما هي صفات الحور العين ؟!!!..
قد تتساءل عن أنهار الجنة .. عن طعام أهلها .. عن شرابهم .. عن آنيتهم .. عن أرضها وسقفها .. عن بنائها .. عن سعتها ..
قد تتساءل عن يوم المزيد ما هو ؟!!!...
وحيّ على يوم المزيد الذي به * * * زيارة رب العرش فاليوم موسم
وحيّ على وادٍ هنالك أفيح * * * وتربته من اذفر المسك أعظم
تعال أخي نجلس مع الإمام ابن القيم رحمة الله تعالى عليه ليجيبنا عن هذه الأسئلة وغيرها ..
تعال لنسمع سوياً ما يقوله هذا الإمام .. لعله يحذو الأرواح إلى بلاد الأفراح .....
قال رحمه الله تعالى:فإن سألت عن عرائس الجنان ..
فهن الكواعب الأتراب اللاتي جرى في أعضائهن ماء الشباب ..
إذا قابلت حبها فقل ما تشاء في تقابل النيّرين ..
وإذا حادثته فما ظنك بمحادثة الحبين .. وإن ضمها إليه فما ظنك بتعانق الغصنين .. ووصالها أشهى إليه من جميع أمانيه ..
لا تزداد على طول الأحوال إلا حسناً وجمالا .. ولا يزداد لها طول المدى إلا محبة ووصالا ..
مبرأة من الحمل والولادة والحيض والنفاس وسائر الأدناس .. لا يفنى شبابها ولا تبلى ثيابها .. هذا ولم يطمثها قبله إنس ولا جان ..
وكلما نظر إليها ملأت قلبه سرورا .. وكلما حدثته ملأت أذنه لؤلؤاً منظوماً ومنثورا .. وإذا برزت ملأت القصر والغرفة نورا ..
وإن سألت عن حسن العشرة ولذة ما هنالك ..
فهن العُرب المتحببات .. وإن غنت فيا لذة الأبصار والأسماع .. وإن آنست وأمتعت فيا حبذا تلك المؤانسة والإمتاع ..
فيا خاطب الحسناء إن كنت راغباً * * * فهذا زمان المهر فهو المقدم
فحيّ على جنات عدنٍ فإنها * * * منازلنا الأولى وفيها المخيم
أخي ،،،
وإن سألت عن أنهار الجنة وما أدراك ما أنهار الجنة ..
فأنهار من ماء غير آسن ..
وأنهار من لبن لم يتغير طعمه ..
وأنهار من خمر لذة للشاربين ..
وأنهار من عسل مصفى ..
وإن سألت عن طعامهم ..
ففاكهة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتتهون ..
وإن سألت عن شرابهم ..
فالتسنيم والزنجبيل والكافور ..
وإن سالت عن آنيتهم ..
فآنيتهم الذهب والفضة ..
وإن سألت عن أرضها وتربتها ..
فهي المسك والزعفران ..
وإن سالت عن سقفها ..
فهو عرش الرحمن ..
وإن سالت عن بنائها ..
فلبنة من فضة ولبنة من ذهب ..
وإن سالت عن سعتها ..
فأدنى أهلها يسير في ملكه وقصوره وبساتينه مسيرة ألفي عام ..
وإن سالت عن وجوه أهلها وحسنهم ..
فعلى صورة القمر ..
وإن سألت عن غلمانهم ..
فولدان مخلدون .. كأنهم لؤلؤ مكنون ..
هذا وإن سالت عن يوم المزيد وزيارة العزيز الحميد .. فاستمع يوم ينادي المنادى :
يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعدا يريد أن ينجزكموه ..
فيقولون ما هو ؟!!!
ألم يبيض وجوهنا .. ويثقل موازيننا .. ويدخلنا الجنة .. ويزحزحنا عن النار ..
فبينما هم كذلك إذ سطع لهم نور أشرقت له الجنة فرفعوا رؤوسهم فإذا الجبار جل جلاله وتقدست أسماؤه قد أشرف عليهم من فوقهم وقال:
يا أهل الجنة سلام عليم ..
فلا تُرد هذه التحية بأحسن من قولهم:
اللهم أنت السلام .. ومنك السلام .. تباركت يا ذا الجلال والإكرام ..
ثم يقول:
أين عبادي الذين أطاعوني بالغيب ولم يروني .. فهذا يوم المزيد ..
فيجتمعون على كلمة واحدة أن قد رضينا فارضَ عنا ..
فيقول: يا أهل الجنة .. لو لم أرضَ عنكم ما أسكنتكم جنتي هذا يوم المزيد فاسألوني ..
فيجتمعون على كلمة واحدة .. أرنا وجهك ننظر إليه ..
فيكشف لهم الله جل جلاله الحجب ويتجلى لهم فيغشاهم من نوره ما لولا أن الله تعالى قضى ألا يحترقوا لاحترقوا ..
ولا يبقى في ذلك المجلس أحد إلا حاضره ربه محاضرة ..
فيا لذة الأسماع بتلك المحاضرة ويا قرة عيون الأبرار بالنظر لوجهه الكريم في الدار الآخرة ..
"وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)"
هي جنة طابت وطاب نعيمها * * * فنعيمها باقٍ وليس بفاني
"فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ (19) إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيهْ (20)
فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ (21) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (22) قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ (23) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ (24)"وبعد إخواني ،،،
أليست هذه وقفة تستحق منا البكاء والدموع ..
أليست هذه الرحلة تستوجب منا التوبة إلى الله والرجوع ..
إخواني ،،،
البدار .. البدار .. واغتنموا أنفاسكم العظيمة المقدار ..
وتذكروا في جميع أعمالكم هل تقربكم إلى الجنة أم إلى النار ..
وفي ختام هذه الوقفة أقول لكل إنسانٍ قد غرق في الشهوات .. ونسي رب الأرض والسماوات ..
ولكل تائبٍ منيبٍ مستغفرٍ .. أقول لهم ما قاله صلى الله عليه وسلم :
"يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة فيسبغ في النار سبغة ثم يقال:
يا ابن آدم هل رأيت نعيماً قط ..؟ فيقول لا والله يا رب ..؟
ويؤتى بأبأس أهل الدنيا من أهل الجنة فيسبغ سبغة في الجنة فيقال له :
يا ابن آدم هل رأيت بؤساً قط ..؟ هل مرت بك شدة قط ..؟
فيقول: لا والله يا رب .. ما مر بي من بؤس قط .. ولا رأيت شدة قط ..
يتبع بإذن الله >>>
وما توفيقي إلا بالله
26 Sep 2008, 04:35 PM
وقفات على طريق النجاة ..
الوقفة الثانية:
من يحول بينك وبين التوبة
يا رب هل من توبةٍ * * * تمحو الخطايا والذنوب
وتزيل هم القلب عني * * * والكآبة والشحوب
ووقفتنا الثانية .. مع آية لما سمعها إبليس بكى وتحسر ..
آية تؤنس المذنبين التائبين .. وهي دعوة للمفرطين والمقصرين ..تعال معي نقرأ هذه الآية ..
"وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ
وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135)
أُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136)"
أخي ،،،
من منا لم يذنب .. ومن منا لا يخطيء في حق ربه ..
وهل تظن أن أخطاءنا أمر تفردنا به لم نسبق إليه ؟!..
كلا .. فما كنا يوماً ملائكة لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ..
ولكن نحن بشر معرضون للأخطاء .. وكل من ترى من عباد الله الصالحين لهم ذنوب وخطايا ..
قال ابن مسعود رضي الله عنه لأصحابه وقد تبعوه:
لو علمتم بذنوبي لرجمتموني بالحجارة ..
وقال حبيبنا صلى الله عليه وسلم:
"لو لم تذنبوا لذهب الله بكم وجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر الله لهم"
إن هذه الخطايا ما سلمنا منها ولن نسلم ..
فتعال معي ندحر الشيطان باستغفار من القلب على ذنوب مضت ..
تعال معي نجدد التوبة إلى الله عز وجل .. ولتكن توبة صادقة من القلب ..
وليكن دأبنا قول الباري عز وجل:
"قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ"
يا من ألوذ به في ما أأمله * * * ومن أعوذ به مما أحاذره
لا يجبر الناس عظماً أنت كاسره * * * ولا يهيضون عظماً أنت جابره
واعلم يا رعاك الله .. أن المعصوم عليه الصلاة والسلام كان يتوب إلى الله ويستغفره في اليوم أكثر من مائة مرة ..
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال :
"كان يعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة من قبل أن يقول
رب اغفر لي وتب عليّ إنك أنت التواب الغفور"
أما أنتم .. يا من أسرفتم على أنفسكم بالمعاصي والذنوب حتى ظن بعضكم أن الله لا يقبل توبته إذا تاب ..
فإني أقول لكم مهلاً مهلاً .. فالباب لا يزال مفتوح .....
طرقت باب الرجا والناس قد رقدوا * * * وكنت أدعو إلى مولاي ما أجد
وقلت يا أملي في كل نائبةٍ * * * يا من عليه لكشف الضر أعتمد
أشكو إليك ذنوباً أنت تعلمها * * * ما لي على حملها صبر ولا جلد
وإني أقول لكم جميعاً من قلبٍ محبٍ للخير لكم ولأمثالكم ..
استمعوا إلى الله وهو يناديكم قائلا:
"قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53)
وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ (54)"
لا الله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب من أحدكم كان على راحلته في أرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه ..
فأيس منها .. فأتى شجرة فاضطجع في ظلها وقد أيس من راحلته ..
فبينما هو كذلك إذا بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح:
اللهم أنت عبدي وأنا ربك .. أخطأ من شدة الفرح ..
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له:
"أرأيت من عمل الذنوب كلها .. ولم يترك منها شيئا وهو في ذلك لم يترك حاجة ولا داجة إلا أتاها ..
فهل لذلك من توبة ؟؟..
قال: فهل أسلمت ..
قال: أما أنا فأشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله ..
قال: تفعل الخيرات وتترك السيئات فيجعلهن الله لك خيرات كلهن ..
قال: وغدراتي وفجراتي ؟!!!..
قال: نعم ..
قال: الله أكبر .. فما زال يكبر حتى توارى"
يا معشر العاصين جود واسع * * * عند الإله لمن يتوب ويندما
فيا أيها الفقير إلى ربك وإن كنت غنياً في دنياك .. ماذا تريد بعد هذه البشارات ..
عد إلى ربك .. عد .. فالعود أحمد لك في الدنيا والآخرة ..
ففي الدنيا ...
اطمئنان في القلب .. وانشراح في الصدر .. وسعة في الرزق
"وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ"
فهو إن لم يرزقك مالاً .. رزقك زيادة في الإيمان ..
وفي الآخرة ...
"جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الْأَبْوَابُ (50) مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ (51)
وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ (52) هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ (53) إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ (54) "
يقول الله تعالى في الحديث القدسي:
"يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته .. فاستهدوني أهدكم"
يا أيها العبد المسيء إلى متى * * * تفني زمانك في عسى ولربما
بادر إلى مولاك يا من عمره * * * قد ضاع في عصيانه وتصرما
واساله توفيقاً وعفواً ثم قل * * * يا رب بصرني وزل عني العمى
يتبع بإذن الله >>>
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته
وما توفيقي إلا بالله
26 Sep 2008, 04:36 PM
أخي في الله ،،،
تأمل -تاب الله عليّ وعليك- تأمل هذه القصة .. وخذ منها العظة والعبرة واقرنها بقول الله عز وجل:
"أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ
وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ "
وقد حدثني بها أحد الدعاة الصالحين الصادقين -حسبته كذلك والله حسيبه ولا أزكيه على الله-
يقول الشيخ: كان يسكن بجوارنا عائلة صغيرة وكان من أفرادها شاب لم يتجاوز العشرين من عمره ..
وكان مولعاً بالأغاني ولعاً شديدا .. إلى درجة أنه كان يحب إحدى المغنيات .. لا يحب صوتها فحسب بل كان يحب المرأة بذاتها ..
وكنت أتعمده بالنصح كلما سنحت لي الفرصة .. فأحياناً أرغبه في الجنة .. وأحيناً أخوفه من النار ..
وكنت إذا نصحته اغرورقت عيناه بالدموع وأحياناً يبكي .. وكان بعد كل نصيحة يعاهدني ألا يعود إلى الأغاني ..
ولكنه لا يلبث أن ينكث العهد ويخلف الوعد ..
وذات ليلة ذكّرته بالجنة والنار .. فأخذ يبكي بكاءً شديداً حتى رحمته ..
بكت عيني وحُق لها بكاها * * * على نفسي التي عصت الإله
ومن أولى بطول الحزن منها * * * وبالآثام قد قطعت مداها
فلا تقوى تصد عن المعاصي * * * ولا تخشى الإله ولا تناها
وتتوب من الإساءة في صباح * * * وتنقض قبل أن يأتي مساها
وتنقض عهدها حيناً فحينا * * * كأن الله فيها لا يراها
ولكنني أحسست في هذه المرة أنه سيكون للنصيحة تأثير .. فقلت له أعطني يدك فأعطاني يده ..
فقلت له عاهد الله ثم عاهدني ألا تعود .. فقال أعاهد الله ثم أعاهدك ألا أعود ..
ثم جاءني في الصباح ومعه أشرطة الأغاني .. ثم قال لي خذ هذه الأشرطة كسرها احرقها افعل بها ما تشاء المهم أن تخلصني منها ..
خلصني من مرض قلبي الذي طالما أغفلني عن الصلوات وعن رب الأرض والسماوات ..
فقلت سبحان مقلب القلوب ما الذي حدث ؟!!!..
فقال بعد أن تركتك البارحة لجأت إلى بيتنا ثم نمت ورأيت في المنام أنني كنت أسير على شاطيء البحر
فإذا بأحد أصحابي قد أقبل نحوي وعندما اقترب مني بادرني بالسؤال فقال:
أتحب المرأة الفلانية ؟ .. قلت له بشوق: نعم ..
فقال إنها هناك تغني .. فانطلقت أركض وأركض وأركض .. أريد أن أراها فقد أحببتها حباً شديدا ..
فلما اشتد بي التعب إذا بي أراها وهي تغني .. فوقفت أنظر إليها وأستمع إلى صوتها إعجاباً به وبها ..
يقول هذا الأخ التائب: فبينما أنا كذلك ..
إذ بيد تلامس كتفي فالتفت فإذا وجه منير كالقمر في منتصف الشهر تزينه لحية جميلة عليه آثار الصلاح وتلا عليّ قوله تعالى:" أَفَمَن يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ "
وأخذ يرددها بصوت شجي عذب .. وأخذ يبكي حتى تأثرت أنا فأخذت أبكي معه ونحن بالآية ..
فاستيقظت من نومي فجأة وأنا أرددها وأبكي .. ثم دخلت عليّ أمي فلما رأتني على هذه الحال تأثرت وأخذت تبكي معي ..
يقول الشيخ وبعد ذلك أصبح الشاب يكره الأغاني كرهاً شديدا .. وأصبح يتلذذ بالقرآن تلذذاً عجيبا ..
أراه في الدموع التي تنزل من عينيه حين يقرأ ..
فأنت !! أنت يا هذا !! ...
أكتب قصة الرجوع .. بقلم النزوع .. بمداد الدموع ..
واعلم -رحمني الله وإياك- أن العبد قد يعمل الذنب فيدخل به الجنة أتدري كيف ذلك ؟!!!..
ذلك أنه يعمل الذنب فلا يزال نصب عينيه مشفقاً منه .. وجلاً باكياً نادماً مستحياً من ربه تعالى ..
ناكس الرأس بين يديه .. منكسر القلب له .. فيكون ذلك الذنب سبب سعادة العبد وصلاحه ..
بل حتى يكون أنفع من طاعات كثيرة وهو معجب بها بما ترتب عليه من هذه الأمور التي بها سعادة العبد وصلاحه ..
حتى يكون ذلك الذنب سبب دخوله الجنة ..
فيا محب الجنة .. يا من يخاف النار ..
هذه قوافل التائبين تسير .. فهل نرى آثار أقدامك مع أقدامهم ..
وهذه دموع المنيبين تقبل .. فهل يا ترى يقبل قلبك معهم ..
وهذه دموع المستغفرين تهراق على وجناتهم .. فهلا أسلت من عينيك دموعاً تلحقك بركبهم.
أخي الحبيب ،،،
هذه دعوة صادقة من الله عز وجل حيث يقول:"... وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"
وإن كان لي شيء أذكرك به ..
فإني أذكرك بأنك أكبر من أن تدور همومك حول شريط غنائي ..
أو فريق كروي يفوز أو يخسر ..
أو سفرة إلى الخارج ..
أو متعة بالحرام ..
لا يا أخي .. لا ..
هذا الشأن ليس شأنك .. هذا شأن من قال الله فيهم:
"وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ "
أنت يا أخي أكبر من ذلك كله .. إنك قد خلقت لأمرٍ عظيم .. وهيئت لخطبٍ جسيم ..
قد هيئوك لأمر لو فطنت له * * * فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل
أخي الغالي ،،،
إن الأمل فيك أن يكون همك هو رضى الواحد القهار .. فانظر في أعمالك هل ترضيه أم لا ..
إن الأمل فيك أن يكون همك جنات تجري من تحتها الأنهار .. فماذا قدمت لتدخلها ؟!..
قف مع نفسك وقفة صدق ..
واعلم أنك قد تنام ولا تستيقظ ..
وقد تخرج من بيتك ولا تعود ..
وقد تلبس ثيابك ولا تخلعها أنت !! بل يخلعها غاسلك ..
وقد تركب سيارتك ولا تنزل منها !! بل تُخرج منها جثة هامدة ..
فعلى أي حال تحب أن تموت ؟!
وعلى أي حال تحب أن تفارق دنياك ؟!
أخي ،،،
وفي ختام هذه الوقفة أقول لك ما قاله الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم:
"إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار .. ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل"
ما أحسن العفو من القادر * * * والصفح عن مندمة الغادر
بالله يا من تاب ثم انثنى * * * لا تفسد الأول بالآخر
يتبع بإذن الله >>>
وما توفيقي إلا بالله
29 Sep 2008, 01:44 AM
فيا من غرتك دنيا دنيئة .. لا تساوي عند الله جناح بعوضة
فاشتريتها وبعت جنة عرضها .. كعرض السماوات والأرض
مثل نفسك قبل ذلك واقفاً يوم الحساب والجزاء ..
محب تراب مسرى نبينا
29 Sep 2008, 04:29 AM
كيف تحب أن يكون حالك ؟!
"يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ"
اللهم ظلنا بظلك يوم لا ظل إلا ظلك
جزاك الله خيــرا موضوع مميز ويستحص شكر كاتبه ودعوة لك بظهر الغيب وفقك الله تعالى وأعانك الله
وأشكرك على هذه الرسائل الحقيقية والمهمة في حياة وآخرة المسلم
وما توفيقي إلا بالله
15 Nov 2008, 07:25 PM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اليوم توفي احد من شباب منطقتنا (فريجنا) بحادث سياره والحادث كان جدا مروع
والحادث حدث منذ ثلاث ساعات مضت او اربع وانا اشاهد الشخص حزنت كثيرا عليه وبكيت ليس لانه احد جيراننا
لا ولا بل حزنت عليه لانه سيقابل الواحد الجبار في حاله والله لايسعني ان اصفها الله المستعان
فلهذا اليوم رفعت هذا الموضوع
وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
لاتنسونا من خالص الدعاء
وما توفيقي إلا بالله
11 Sep 2009, 02:56 PM
ولكن أخي ،،
في تلك الأحوال ،، وفي تلك الأهوال ..
هناك أناس قد اطمأنت نفوسهم وقلوبهم وأمنوا حر ذلك اليوم وشدائده ..
أتدري من هم ؟؟؟!!!
إنهم الذين تفيئوا ظل الرحمن يوم لا ظل إلا ظله ..
قال صلى الله عليه وسلم:
"سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ....."
وذكر منهم رجلٌ قلبه معلق بالمساجد
"فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ "
كان يحن إلى المسجد متى ما خرج منه
كان يشتاق إلى الصلاة أشد من اشتياقه إلى ما سواها
ولئن يرفع يديه مكبرا .. حتى تذرف عيونه دموع الخشية والانكسار
لأنه أيقن أنه سيقف بين يدي الواحد القهار
فكيف هو وقد أضاء وجهه بنور الإيمان
كيف وهو يجتاز الصراط ثم يدخل الجنان
كيف وهو ينظر إلى وجه الملك الديان
كيف وهو يتنعم مع الحور الحسان
والله ما أسعده من إنسان ذلك الإنسان
لله قوم أخلصوا في حبه * * * رضى بهم واختصهم خداما
قوم ٌ اذا جنّ الظلام عليهم ُ * * * أبصرت قوما سجدا وقياما
فسيغنمون عرائسا بعرائس ٍ * * * ويتوّجون من الجنان خياما
وتقرّ أعينهم بما اخفي لهم * * * وسيسمعون من الجليل سلاما
"ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ (70)
يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (71) "
أخي ،،
وفي اليوم نفسه وفي الموقف ذاته هناك أناس على النقيض من أولئك الأخيار
استمع إلى ربك وهو يصفهم:
"وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ (49) سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمْ النَّارُ (50)"
ومن هؤلاء المجرمين أناس كانوا عن الصلاة ساهين لاهين غافلين
"وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ (48) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ (49)"
فليت شعري ما حالهم وهم يساقون إلى العذاب الشديد
"وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً"
وليت شعري ما حالهم وهم يلقون في جهنم وهي تزفر قائلة:
هل من مزيد ،، هل من مزيد
"يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ"
وليت شعري ما حالهم وهم يضربون فيها بمقامع من حديد ..
"كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ"
وليت شعري ما حالهم وهم يأكلون الزقوم ويشربون الصديد
والله إنهم لبئس الخلق ولبئس العبيد
"وَلَوْ تَرَىَ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ فَقَالُواْ يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ"
أخي ،،
وقبل أن يدخل المتقون الجنات وقبل أن يساق المفرطون إلى دار الأنين والزفرات والحسرات
وقبل العرض على رب الأرض والسماوات ،، وقبل تلك القبور المظلمة
لنتوقف عند لحظة لا ككل اللحظات
عند ساعة لا ككل الساعات
عند اللحظة التي يكون بعدها الإنسان في عداد الأموات
عند الساعة التي يداهمك فيها هادم اللذات
"وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ"
وفي تلك اللحظة تلك الساعة عبر وعظات وقصص ووقفات .
فهل تسمح لي أن أحدثك ببعض هذه القصص
علها تحرك القلوب إلى علام الغيوب وتزيد همم النفوس إلى جنات الفردوس
"لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ "
يتبع بإذن الله >>>
وما توفيقي إلا بالله
11 Sep 2009, 02:57 PM
ساعة الرحيل .. قصص وعبر ..
القصة الأولى:
كان هناك رجل وكان عابداً صالحاً فاضلا ..
نزل إلى مكة محرماً هو وبعض أصحابه فجاءوا وقد انتهت صلاة العشاء
فتقدم يصلي بهم وهو محرم في الحرم وهو في سبيل الخير وخارج لله عز وجل
فقرأ سورة الضحى ولماا بلغ قوله عز وجل: "وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَى "
شهق ..
فلما قرأ: "وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى"
سقط فمات عليه رحمة الله
"يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30) "
القصة الثانية:
كان أحدهم مؤذنا منذ شبابه فكف بصره فبقي مؤذنا
ثم انتقل أهله وأقاربه إلى حي بعيد عن الحي الذي يؤذن فيه
فاشترط عليهم أن يأتوا به قبل الظهر ليؤذن ويبقى في المسجد حتى ما بعد صلاة العشاء
واستمر على هذه الحالة سنوات عدة حتى أصابه المرض وأقعده
وفي يوم من الأيام وكان مريضا إذا هو يطلب من أولاده الذهاب إلى دورة المياه وأحس بنشاط ملحوظ
ثم ذهب وتوضأ وبعد أن رجع أذن وأقام وفي منتصف الإقامة سقط ميتاً رحمه الله
وحيث كان قلبه معلقاً بالأذان سنوات طويلة ختم الله له بهذه الخاتمة الطيبة
إذا ما الليل أظلم كابدوه * * * فيسفر عنهم وهم ركوع
أطار الخوف نومهم فقاموا * * * وأهل الأمن في الدنيا هجوع
لهم تحت الظلام وهـم سجود * * * أنين منه تنفرج الضلوع
يقول صلى الله عليه وسلم
"ثلاثة على كثبان من المسك يوم القيامة يغبطهم الأولون والآخرون ....."
وذكر منهم رجل ينادي للصلوات الخمس
واعلم رعاك الله أن من الناس من يموت بالقرآن أي بسبب القرآن
وإليكم هذه القصة:
علي ابن الفضيل ابن عياض شاب رقيق القلب كثير الدمع
لا تذكر عنده جنة أو نار أو موت أو قبر أو غير ذلك من أمور الآخرة إلا ويبكي
وكان والده إماماً لأحد المساجد كان إذا علم أن ابنه خلفه قرأولم يفوه ولم يحزّن
وإذا علم أنه ليس خلفه قرأ القرآن بصوت محرك للقلوب مبكٍ للمصلين
وذات يوم ظن الفضيل أن ابنه ليس خلفه فقرأ من سورة المؤمنون .. حتى بلغ قوله تعالى في وصف أهل النار:
"قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْماً ضَالِّينَ (106) رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ (107) "
فخر علي مغشياً عليه .. فعلم أبوه أنه خلفه .. فخفف الصلاة
وبعد الصلاة رُش ابنه بالماء فأفاق ومرت الأيام وفي إحدى الصلوات ظن الفضيل أن ابنه ليس خلفه أيضا
فقرأ من سورة الزمر حتى بلغ قول الله تعالى:
"وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ"
فخر الابن مرة أخرى ولكنها لم تكن كالأولى ..
رشوه بالماء بعد الصلاة فلم يفق حاولوا إفاقته بشتى الطرق فلم يفق
أتدري أخي ماذا حدث ؟ له لقد مات ،، نعم مات وهو يصلي
كرر علي حديثهم يا حادي * * * فحديثهم يجلو الفؤاد الصادي
أما الموقف الأخير فهو مع شباب أخيار -ولا نزكيهم على الله- خرجوا من بلدهم قاصدين بيت الله الحرام لأداء العمرة
وبعد ما يقارب العشرة أيام من التضرع والخشوع والدموع في الصلوات والتلذذ بالطاعات
وتفطير الصائمين والقيام مع القائمين وفي طريق عودتهم وبينما كان شيخهم يقرأ عليهم في أحد كتب التفسير تفسير قوله تعالى:
"وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً"
إذ بسيارة في الاتجاه المعاكس للطريق تصتدم بسيارة الشباب
وكانت النتيجة وفاة ستة من الشباب من ضمنهم الشيخ واثنان منهم من حفظة كتاب الله .
نسأل الله أن يجمعنا وإياهم ...
"مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً "
يتبع بإذن الله >>>
وما توفيقي إلا بالله
11 Sep 2009, 02:58 PM
أخي الغالي ،،
ما أحلى لحظات الموت عند المتقين الأبرار
وأحلى منها وأسعد يوم أن يزحزحوا عن النار ويدخلوا جنات تجري من تحتها الأنهار
"فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ "
أخي .. أعرف أنك تحزن عندما تسمع قصة أو حكاية رجل أو امرأة ماتوا على غير لا إله إلا الله
ولكن ،، كما نذكر قصص أولئك فينبغي أن نذكر قصص هؤلاء
لكي تكون النفس على حذر وهي دعوة وإنذار
"أَفَمَن يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ "
القصة الأولى:
قصة قصيرة أهديها إلى كل من هجر المساجد وانغمس في الشهوات
وقد حدثت في رجل ما عبد الله طرفة عين كان لا يعرف في الإسلام إلا اسمه
كان لا يصلي أضاع طريق الهداية عندما نزلت به سكرات الموت قيل له قل: لا إله إلا الله
أتدري ماذا قال؟!!!
أتدري بماذا نطق لسانه في تلك اللحظات التي من قال فيها لا إله إلا الله خالصاً من قلبه دخل الجنة كما في الحديث
لقد قال هذا الرجل عن نفسه: هو كافر بها ،، هو كافر بها ،،
أنظر كيف نسي الله وأعرض عن ذكره فكانت العاقبة أنه خُذل عند الموت وأغواه شيطانه وهواه فهان على الله
"وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124)
قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً (125)
قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى (126)"
أما القصة الثانية:
مختصرها أن أحد الشباب الغافلين حصل له حادث على إحدى الطرق السريعة فتوقف بعض المارة لإسعافه
فوجدوه يحتضر ،، ومسجل السيارة يدندن ويطنطن بالغناء والموسيقى الغربية فأطفئوها
وقال له احدهم قل: لا إله إلا الله علّ الله أن يختم له بخير
فما كان من هذا المحتضر إلا أن أخذ يسب في الدين ويقول:
لا أريد أن أصلي لا اريد أن أصوم ،، ومات على ذلك.
يا رب فارزقنا الثبات على الهدى * * * وعلى سلوك طريقة البيضاء
واسلك بنا نهج النجاة ونجنا * * * من شر كل ضلالة عمياء
واجعل كتابك يا كريم إمامنا * * * و رسولك المقدام للحنفاء
فيا أخي ،،
أقبل على صلواتك الخمس * * * كم مصبحٍ وعساه لا يمسي
واستقبل اليوم الجديد بتوبة * * * تمحو ذنوب صحيفة الأمس
واعلم أن الصلاة نور في القلب وضياء في الوجه وسبب لانشراح الصدر
واعلم أن السلف رضوان الله عليهم كانوا يعزون أنفسهم إذا فاتتهم تكبيرة الإحرام خلف الإمام قائلين:
ليس المصاب من فقد الأحباب ،، ولكن المصاب من حرم الثواب
هذا سعيد بن المسيب لم تفته تكبيرة الإحرام في المسجد أربعين سنة كما في كتب السير
يقول سعيد رحمه الله: ما أذن المؤذن منذ عشرين سنة إلا وأنا في المسجد.
كرر عليّ حديثهم يا حادي * * * فحديثهم يجلو الفؤاد الصادي
ولما سمع عامر ابن عبد الله المؤذن ينادي حي على الصلاة حي على الفلاح وهو مريض
قال لأبنائه خذوني إلى المسجد فقالوا له أنت مريض وقد عذرك الله
فقال: أسمع حي على الصلاة حي على الفلاح ولا أجيب ..
والله لتأخوني إلى المسجد فحملوه إلى المسجد فلما كان في أثناء الصلاة قبض الله روحه
إن لله عباداً فطنا * * * طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا
نظروا فيها فلما علموا * * * أنها ليست لعبد سكنا
جعلوها لجة واتخذوا * * * صالح الأعمال فيها سفنا
وهذا محمد بن المنكدر يقول:
لم يبق من لذات الدنيا إلا ثلاث ...
قيام الليل ،، ومصاحبة الأخيار ،، والصلاة في جماعة
فماذا تقول أخي في رجال قد هجروا الصلاة في المساجد وصلوا في بيوتهم
إذا سألت أحدهم لماذا لا تصلي في المسجد سكت ،، أو قال الفرق سبع وعشرون درجة
وكأنهم لم يسمعوا قول الله عز وجل:
"وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ"
الله لم يأمرك أن تركع وحدك وإنما أمرك أن تركع أي تصلي مع الراكعين أي المصلين
ألم يطرق سمعك يا من تصلي في بيتك حديث الرجل الأعمى الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم
ثم قال: يا رسول الله .. ليس لي قائد يقودني إلى المسجد
فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرخص له فيصلي في بيته فرخص له
فلما ولى .. دعاه فقال: هل تسمع النداء للصلاة؟؟ .. قال نعم ،، قال: أجب.
"فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ"
واسمع يا من تصلي في بيتك ماذا قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ..
قال : من سره أن يلقى الله غداً -أي يوم القيامة- مسلما .. فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن
فإن الله شرع لنبيكم صلى الله عليه وسلم سنن الهدى .. وإنهن من سنن الهدى ..
ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم
وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد
إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة ويرفعه بها درجة ويحط عنه بها سيئة
ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق أو مريض
ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف ..
"رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ"
يتبع بإذن الله >>>
ابو ريتاج
12 Sep 2009, 11:30 AM
جزاك الله خير
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir