سنا البرق
06 May 2004, 11:35 PM
<span style='color:indigo'><div align="center">
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
البراجماتية مستشرية في جسد الأمة المحمدية ناخرة في عقول أبنائها ولابد أن يتصدّ
العالمون بحقيقتها وسبيلها بواجبهم في الإنكار على مروّجيها وسالكي سبلها .
فالفكر البراجماتى طابعاً مميزاً للولايات المتحدة الأمريكية , وهو عبارة عن : مذهب
فلسفي إجتماعي يقيس القضية أو الرأي أو الفكرة بنتائجها العملية فإن كانت النتائج نافعة
قبلها وحكم عليها بصدقها وصحتها وإن كانت غير نافعة ردها وحكم عليها بكذبها
وبطلانها ووهميتها, ولايخفى عليكم مافي هذا الفكر من مخاطر حيث أنه لاقيمة ولاوزن
للأخلاق والمباديء الثابتة والحقائق والقيم إن لم تكن نافعة للشخص في وقت معين,
وكذلك قد تصبح الرذائل والأعمال الخسيسة أموراً جيدة لأنها تعود بالنفع والفائدة على
الشخص .
وقد أتخذ أصحاب الفكر العلماني هذا المذهب مطية للوصول إلى مآربهم وأهدافهم في
تمييع الشرائع والدين ونقض أصوله وثوابته.
فمن ذلك : نرى من يقول :" إنه لابأس بوجود القنوات الفضائية العربية الماجنة طالما
أنها تصرف المشاهدين المسلمين عن القنوات الكفرية المنحلة"!!!
أو " يسوغ بعض الربا إذا ما أدى إلى إنتعاش موارد الأمة وقوة إقتصادها "!!!
فالغاية عندهم تبرر الوسيلة وهذا مبدأ خاطيء وغير صحيح فلابد من شر ف الوسيلة
والغاية أيضاً .
ومما ساعد على إنتشار هذا الفكر بين أبناء المسلمين أسباب أوجزها فيما يلي:
1- قلة العلم الشرعي :
قلة العلم والعلماء المختصين بالعلم الشرعي وندرتهم لسد حاجة الأمة , فقد أكتفى الكثير
بالعلم السطحي وضعفت همم الشباب عن طلب العلم الشرعي والتخصص فيه
ومتابعة علومه , فتصدر لمجالس الفتوى ومنابر الفكر من ليس لديه العلم الكافي الشامل
إلا القليل , فمنهم من قدم العقل على النقل وحكَّمه في قبول النصوص الصريحة وردها ,
فنرى من ملأت سمعته أصقاع الأرض مثلاً : عندما خرج إلى رمي الجمار في منى فشاهد
زحام الناس الشديد عليها وقف قريباً من خيمته وقال لمن معه : إن الله لم يكلف نفساً إلا
وسعها, وإ ن الغاية من الرمي تجسيد عداوة الإنسان للشيطان , فتعالوا نرمي هنا ,
فرمى حصى الجمرات بجوار خيمته!
2-اتباع الهوى :
لقد ظهر الاتجاه البراجماتي في الفتوى والأحكام والمعاملات من بعد أن مال الدعاة إلى
ماتميل إليه نفوسهم وترغبه وتهواه من أمور تسوِّغ لهم تصرفاتهم , وتحقق لهم
مصالحهم , وتزكي لهم أعمالهم , فظهر من ينادى بأن الفتوى تتغير بتغير الزمان
والمكان , فالعامة يعرفون الحق بالرجال , فإن صدر ممن أشتهر عند العامة بالعلم أخذوا
منه كل ماقال وإن كان خطأً ..!
3-اتساع الفجوة بين العلماء والمفكرين :
نشأ جيل من المثقفين على أيدي الغرب ومناهجهم , وكان منهم من يستهجن أراء بعض
العلماء وفتاويهم ومحاضراتهم , فظهرت منهم بعض المصطلحات الساخرة " كالجمود "
"والتحجرالفكري" وغلق باب الاجتهاد".
وفي المقابل فقد كان لانغلاق العلماء في حدود بيئتهم الضيقة سبب في اتساع الفجوة , فقد
ترفع بعض هؤلاء العلماء عن مخالطة المفكرين والرد عليهم والاطلاع على آرائهم
وكتبهم , واكتفى بعضهم بالحكم على بعض أقوال المفكرين أحكاماً عامة لاتشفي غليل
الأجيال الناشئة التى كانت الضحية الأولى لهذة الفجوة.
4-التقصير في واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر :
إن من أشق ماتواجه الأمة اليوم هو الغبش والغموض في مدلول الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر , فنجد من يحتج بالقاعدة الدعوية المعروفة " نتعاون فيما اتفقنا
عليه , ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه" فوسعوا هذه القاعدة حتى شملت إعذار من
لايشك في كفره وضلاله , وأختلط الأمر على المسلمين الذين عاشوا بين ظهراني الغرب
واعتادوا على التعاون معهم فاختلط عليهم معنى التعاون والمودة والإعذار , فالتعاون
مع الكفار لرد الشر والباطل بشتى أنواعه وطرقه أمر مجاله فسيح وبابه واسع , ولكن
مودتهم ومحبتهم لاتحل لمسلم أبداً, فالإنكار عليهم واجب , وإعذارهم لاينبغي , فمحل
الإعذار بين أهل السنة من المسلمين وليس مكانه بينهم وبين غيرهم .</div></span>
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
البراجماتية مستشرية في جسد الأمة المحمدية ناخرة في عقول أبنائها ولابد أن يتصدّ
العالمون بحقيقتها وسبيلها بواجبهم في الإنكار على مروّجيها وسالكي سبلها .
فالفكر البراجماتى طابعاً مميزاً للولايات المتحدة الأمريكية , وهو عبارة عن : مذهب
فلسفي إجتماعي يقيس القضية أو الرأي أو الفكرة بنتائجها العملية فإن كانت النتائج نافعة
قبلها وحكم عليها بصدقها وصحتها وإن كانت غير نافعة ردها وحكم عليها بكذبها
وبطلانها ووهميتها, ولايخفى عليكم مافي هذا الفكر من مخاطر حيث أنه لاقيمة ولاوزن
للأخلاق والمباديء الثابتة والحقائق والقيم إن لم تكن نافعة للشخص في وقت معين,
وكذلك قد تصبح الرذائل والأعمال الخسيسة أموراً جيدة لأنها تعود بالنفع والفائدة على
الشخص .
وقد أتخذ أصحاب الفكر العلماني هذا المذهب مطية للوصول إلى مآربهم وأهدافهم في
تمييع الشرائع والدين ونقض أصوله وثوابته.
فمن ذلك : نرى من يقول :" إنه لابأس بوجود القنوات الفضائية العربية الماجنة طالما
أنها تصرف المشاهدين المسلمين عن القنوات الكفرية المنحلة"!!!
أو " يسوغ بعض الربا إذا ما أدى إلى إنتعاش موارد الأمة وقوة إقتصادها "!!!
فالغاية عندهم تبرر الوسيلة وهذا مبدأ خاطيء وغير صحيح فلابد من شر ف الوسيلة
والغاية أيضاً .
ومما ساعد على إنتشار هذا الفكر بين أبناء المسلمين أسباب أوجزها فيما يلي:
1- قلة العلم الشرعي :
قلة العلم والعلماء المختصين بالعلم الشرعي وندرتهم لسد حاجة الأمة , فقد أكتفى الكثير
بالعلم السطحي وضعفت همم الشباب عن طلب العلم الشرعي والتخصص فيه
ومتابعة علومه , فتصدر لمجالس الفتوى ومنابر الفكر من ليس لديه العلم الكافي الشامل
إلا القليل , فمنهم من قدم العقل على النقل وحكَّمه في قبول النصوص الصريحة وردها ,
فنرى من ملأت سمعته أصقاع الأرض مثلاً : عندما خرج إلى رمي الجمار في منى فشاهد
زحام الناس الشديد عليها وقف قريباً من خيمته وقال لمن معه : إن الله لم يكلف نفساً إلا
وسعها, وإ ن الغاية من الرمي تجسيد عداوة الإنسان للشيطان , فتعالوا نرمي هنا ,
فرمى حصى الجمرات بجوار خيمته!
2-اتباع الهوى :
لقد ظهر الاتجاه البراجماتي في الفتوى والأحكام والمعاملات من بعد أن مال الدعاة إلى
ماتميل إليه نفوسهم وترغبه وتهواه من أمور تسوِّغ لهم تصرفاتهم , وتحقق لهم
مصالحهم , وتزكي لهم أعمالهم , فظهر من ينادى بأن الفتوى تتغير بتغير الزمان
والمكان , فالعامة يعرفون الحق بالرجال , فإن صدر ممن أشتهر عند العامة بالعلم أخذوا
منه كل ماقال وإن كان خطأً ..!
3-اتساع الفجوة بين العلماء والمفكرين :
نشأ جيل من المثقفين على أيدي الغرب ومناهجهم , وكان منهم من يستهجن أراء بعض
العلماء وفتاويهم ومحاضراتهم , فظهرت منهم بعض المصطلحات الساخرة " كالجمود "
"والتحجرالفكري" وغلق باب الاجتهاد".
وفي المقابل فقد كان لانغلاق العلماء في حدود بيئتهم الضيقة سبب في اتساع الفجوة , فقد
ترفع بعض هؤلاء العلماء عن مخالطة المفكرين والرد عليهم والاطلاع على آرائهم
وكتبهم , واكتفى بعضهم بالحكم على بعض أقوال المفكرين أحكاماً عامة لاتشفي غليل
الأجيال الناشئة التى كانت الضحية الأولى لهذة الفجوة.
4-التقصير في واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر :
إن من أشق ماتواجه الأمة اليوم هو الغبش والغموض في مدلول الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر , فنجد من يحتج بالقاعدة الدعوية المعروفة " نتعاون فيما اتفقنا
عليه , ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه" فوسعوا هذه القاعدة حتى شملت إعذار من
لايشك في كفره وضلاله , وأختلط الأمر على المسلمين الذين عاشوا بين ظهراني الغرب
واعتادوا على التعاون معهم فاختلط عليهم معنى التعاون والمودة والإعذار , فالتعاون
مع الكفار لرد الشر والباطل بشتى أنواعه وطرقه أمر مجاله فسيح وبابه واسع , ولكن
مودتهم ومحبتهم لاتحل لمسلم أبداً, فالإنكار عليهم واجب , وإعذارهم لاينبغي , فمحل
الإعذار بين أهل السنة من المسلمين وليس مكانه بينهم وبين غيرهم .</div></span>