Albayaan
10 May 2004, 01:21 PM
هذه قصة حقيقية حدثت منذ أيام الحكم العثماني لبلاد الشام والعراق، ودلالتها موهبة الذكاء عند الأعراب، رغم بدائية الوسائل.. فيحكى أن شيخاً يقال له محمود بن موسى كان على رأس قافلة مع مرافقيه وعددهم 19 نفراً، وقد رافقهم في طريقهم من تركيا إلى بغداد رجل أوروبي طلباً للحماية، وكان في حقيبة ذلك الرجل 80 ليرة ذهبية. وبعد عدة أيام أثناء رحلتهم، فقد الرجل كيس الذهب، وأتى للشيخ محمود يشتكي. فتأسف له الشيخ وطمأنه، ثم قال لرجاله: علينا أن نوقف المسيرة اليوم وغداً لنأخذ قسطاً من الراحة. ثم دخل خيمته ومعه حماره الأبيض الذي من شدة اعتزازه به لا يتركه في الخارج، ثم أغلق عليه باب الخيمة وأمر ألا يزعجه أحد.
وبدأ الرجل الأوروبي يقلق، وبعد ثلاث ساعات خرج وأمر بالعشاء، عندها فقد الرجل حتى ثقته نهائياً.. غير أنه بعد أن انتهوا من الطعام، جمع الشيخ رجاله، وقال لهم: اليوم تجلل اسمي بالعار أمام «الخواجة» الذي هو ضيفنا وائتمنا على حياته، فكيف يسرق عندنا ماله، وليس هناك غريب دخل بيننا. واعتقد أن السارق الدنيء يسمعني الآن وسوف أكشفه أمام الجميع. وها هو حماري العزيز قابع في داخل خيمتي، وهو يتمتع بحاسة تنبؤ مرهفة لا تخطئ، وعلى كل واحد منكم أن يدخل الخيمة ويغلقها، ثم يشد بلطف على ذيل الحمار، فإن نهق فمعنى ذلك أن الذي شده هو اللص، وان صمت فمعنى ذلك أنه بريء.. وراح الواحد تلو الآخر، يدخل الخيمة ويغلقها، وبعد برهة يخرج. الى أن انتهى الجميع، والحمار لم ينهق.
وخاب أمل الخواجة، غير أن الشيخ قال له: هدئ من روعك. ثم طلب من رجاله أن يصطفوا أمامه، وطلب منهم أن يمدوا أيديهم، وراحات كفوفهم إلى الأعلى. وسار «يشمشم» راحة كف كل واحد منهم، كأي «كلب بوليسي مدرب» وانتهى منهم جميعاً.. وفجأة أمسك «بتلابيب» واحد منهم، واستل سيفه، وصاح به: أيها اللص القذر، أخرج الذهب فوراً وإلا قتلتك. وانكب الرجل على وجهه متوسلاً، وذهب إلى صخرة وحفر تحتها، وأتى بالكيس سليماً لم تنقص منه ليرة واحدة.. وأمر الشيخ أن يجلد اللص، وبعد ضربات قليلة التمس «الخواجة» له الرحمة، فأطلق سراحه.
وبينما هم في الطريق سأل الخواجة الشيخ عن كيفية كشف اللص.. فقال له: المهم عليك الا تخبر رجالي بذلك. لقد غمست ذيل الحمار في محلول من النعناع، ثم جففته، وقد جذب الجميع ذيل الحمار ما عدا اللص، فقد كانت يده هي الوحيدة التي لا أثر لرائحة النعناع فيها ـ انتهت ـ
<marquee>مشعل السديري</marquee>
وبدأ الرجل الأوروبي يقلق، وبعد ثلاث ساعات خرج وأمر بالعشاء، عندها فقد الرجل حتى ثقته نهائياً.. غير أنه بعد أن انتهوا من الطعام، جمع الشيخ رجاله، وقال لهم: اليوم تجلل اسمي بالعار أمام «الخواجة» الذي هو ضيفنا وائتمنا على حياته، فكيف يسرق عندنا ماله، وليس هناك غريب دخل بيننا. واعتقد أن السارق الدنيء يسمعني الآن وسوف أكشفه أمام الجميع. وها هو حماري العزيز قابع في داخل خيمتي، وهو يتمتع بحاسة تنبؤ مرهفة لا تخطئ، وعلى كل واحد منكم أن يدخل الخيمة ويغلقها، ثم يشد بلطف على ذيل الحمار، فإن نهق فمعنى ذلك أن الذي شده هو اللص، وان صمت فمعنى ذلك أنه بريء.. وراح الواحد تلو الآخر، يدخل الخيمة ويغلقها، وبعد برهة يخرج. الى أن انتهى الجميع، والحمار لم ينهق.
وخاب أمل الخواجة، غير أن الشيخ قال له: هدئ من روعك. ثم طلب من رجاله أن يصطفوا أمامه، وطلب منهم أن يمدوا أيديهم، وراحات كفوفهم إلى الأعلى. وسار «يشمشم» راحة كف كل واحد منهم، كأي «كلب بوليسي مدرب» وانتهى منهم جميعاً.. وفجأة أمسك «بتلابيب» واحد منهم، واستل سيفه، وصاح به: أيها اللص القذر، أخرج الذهب فوراً وإلا قتلتك. وانكب الرجل على وجهه متوسلاً، وذهب إلى صخرة وحفر تحتها، وأتى بالكيس سليماً لم تنقص منه ليرة واحدة.. وأمر الشيخ أن يجلد اللص، وبعد ضربات قليلة التمس «الخواجة» له الرحمة، فأطلق سراحه.
وبينما هم في الطريق سأل الخواجة الشيخ عن كيفية كشف اللص.. فقال له: المهم عليك الا تخبر رجالي بذلك. لقد غمست ذيل الحمار في محلول من النعناع، ثم جففته، وقد جذب الجميع ذيل الحمار ما عدا اللص، فقد كانت يده هي الوحيدة التي لا أثر لرائحة النعناع فيها ـ انتهت ـ
<marquee>مشعل السديري</marquee>