أبو يوسف
17 May 2004, 12:22 PM
المشهد التاسع والعشرون: المفاجأة السارة
هذا المشهد يبرز يوسف عليه السلام وقد انفرد بأخيه بنيامين وهو يسر إليه أمرا مفاجئا وسارا في نفس الوقت ومن الفرح ما يجعل المرء يبكي من شدته وعنفوانه ،تحدث النص عن الخبر الذي ساقه يوسف عليه السلام علىسمع أخيه ولم يفصل الذي دار بينهما مما لابد منه هنا فيوسف عليه السلام لا يمكن أن يلقي هذا الخبر مجردا بدون أن يسوق له أدلة وأمارات على أنه أخوه فعلا ومن الأدلة التي قد يسوقها أن يذكر له أشياء تتعلق بهذا الشأن مما لا يعرفه إلا من عاش في محياهم وبين أظهرهم.قال تعالى حاكيا هذا المشهد
{ وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ( 69) } ( )
الملاحظ أن النص لم يتعرض للتفصيلات التي كانت بين المشهدين مثل كيفية أخذه لأخيه وانفراده به.
لمسات وأفياء تربوية من المشهد
1- طبيعة النفوس التي تربت على مائدة النبوة والوحي الإلهي السماحة ونسيان الماضي إلا من الاعتبار والعظة وهو ملحظ نفسي مهم ،فيوسف عليه السلام وهو يقص على أخيه ما حصل له من أخوته قال له فلا تبتئس أي لا تحزن بما كانوا يعملون لأنه خاف أن يثير هذا في نفسه الألم وبالتالي الحقد عليهم؛ هذه النفوس تصلح ولا تفسد ولا تحقد إنها تبتغي بذلك وجه الله تعالى .
2- النفوس تحتاج إلى ترويض ، لتجتاز الاختبار في هذه الحياة بسلام ، ولا يخلو عمل من مشقة ،وإن كان يسيرا ولقد مارس الأنبياء عليهم السلام هذه التربية مهتدين بهدي الله تعالى فعملية الجهاد مشقة ولكن لابد منه وما استخدمه يوسف عليه السلام من إجراءات قبل أن يلتقي بأبويه وأقربائه فيه مشقة لكن كان لابد منه لأغراض تربوية سبق ذكر بعضها . ومن هنا فإنه لابد من إرغام النفس على ما تكره لتستقم على الجادة بجميع أنواعه ، وتسهل الطاعة .
3-أهمية الطاعة في إنجاح الأمور بقناعة وأمانة؛فالفتيان نفذوا ما أمروا به ؛ دون أن يتسرب خبر ذلك إلى الخارج ودون أي تأخير منهم في إنفاذ الأمر . وهذا ضابط مهم من الضوابط التي تخص المرسل أن يزرع الثقة في نفوس أتباعه فيما يتعلق به وفيما يتعلق بالرسالة بقناعة لا دخل للخوف هنا.
هذا المشهد يبرز يوسف عليه السلام وقد انفرد بأخيه بنيامين وهو يسر إليه أمرا مفاجئا وسارا في نفس الوقت ومن الفرح ما يجعل المرء يبكي من شدته وعنفوانه ،تحدث النص عن الخبر الذي ساقه يوسف عليه السلام علىسمع أخيه ولم يفصل الذي دار بينهما مما لابد منه هنا فيوسف عليه السلام لا يمكن أن يلقي هذا الخبر مجردا بدون أن يسوق له أدلة وأمارات على أنه أخوه فعلا ومن الأدلة التي قد يسوقها أن يذكر له أشياء تتعلق بهذا الشأن مما لا يعرفه إلا من عاش في محياهم وبين أظهرهم.قال تعالى حاكيا هذا المشهد
{ وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ( 69) } ( )
الملاحظ أن النص لم يتعرض للتفصيلات التي كانت بين المشهدين مثل كيفية أخذه لأخيه وانفراده به.
لمسات وأفياء تربوية من المشهد
1- طبيعة النفوس التي تربت على مائدة النبوة والوحي الإلهي السماحة ونسيان الماضي إلا من الاعتبار والعظة وهو ملحظ نفسي مهم ،فيوسف عليه السلام وهو يقص على أخيه ما حصل له من أخوته قال له فلا تبتئس أي لا تحزن بما كانوا يعملون لأنه خاف أن يثير هذا في نفسه الألم وبالتالي الحقد عليهم؛ هذه النفوس تصلح ولا تفسد ولا تحقد إنها تبتغي بذلك وجه الله تعالى .
2- النفوس تحتاج إلى ترويض ، لتجتاز الاختبار في هذه الحياة بسلام ، ولا يخلو عمل من مشقة ،وإن كان يسيرا ولقد مارس الأنبياء عليهم السلام هذه التربية مهتدين بهدي الله تعالى فعملية الجهاد مشقة ولكن لابد منه وما استخدمه يوسف عليه السلام من إجراءات قبل أن يلتقي بأبويه وأقربائه فيه مشقة لكن كان لابد منه لأغراض تربوية سبق ذكر بعضها . ومن هنا فإنه لابد من إرغام النفس على ما تكره لتستقم على الجادة بجميع أنواعه ، وتسهل الطاعة .
3-أهمية الطاعة في إنجاح الأمور بقناعة وأمانة؛فالفتيان نفذوا ما أمروا به ؛ دون أن يتسرب خبر ذلك إلى الخارج ودون أي تأخير منهم في إنفاذ الأمر . وهذا ضابط مهم من الضوابط التي تخص المرسل أن يزرع الثقة في نفوس أتباعه فيما يتعلق به وفيما يتعلق بالرسالة بقناعة لا دخل للخوف هنا.