خادم القوم
21 May 2004, 06:09 AM
وصلتني هذه الرسالة عن طريق أحد الاخوان في البالتولك
بسم الله الرحمن الرحيم ..
. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واصلى واسلم على المبعوث رحمة للعالمين وعلى اله وصحبه اجمعين .... قال تعالى ( يايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحده وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا ربكم الذي تساءلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا)
احبتي في الله هانذا اعود اليكم بعد طول غياب
وفي قلبي الشوق الى قلمي الذي شكا جفوتي وبعدي اعود لاسطر كما عهدتموني كلمات ما خرجت ولن تخرج الا بمحابر من اوردتي ومشاعري راجية المولى جل وعلا ان تنال استحسانكم ....
احبتي // تعالوا معي نحلق في فضاء خيالنا الواسع , هذا الخيال الذي ما اكثر ما اطلقنا ه هنا وهناك , لكن في هذه المرة سيكون الامر مختلف سنحلق او بالاصح سنوظف خيالنا الواسع هذا في امر اخر .. نعم ففرق بين ان نتخيل امورا واحداث تزيد في تعلق قلوبنا بهذه الدنيا الفانية وبين ان نتخيل ما يفيقنا من سبات عميق وغفلة فنعيد حساباتنا مع انفسنا .....
في هذه المرة ادعوكم احبتي في الله ان نتخيل تلك المراة لو ان الله جل وعلا احياها فخرجت لنا من تحت الثرى ومن ذلك القبر المظلم بكفنها البالي ووجهها المغبر وجسدها الذي قد اصبح لدود الارض طعاما تخرج وتكتب لنا رسالة ... ترى ماذا عساها ان تكتب وماذا عساها ان تسطر ؟؟؟
( الى كل من يعرفني واعرفهم وكل من انعم الله عليه
بقلب نابض بالايمان والخوف من الرحمن وكل من
اغراه الامل فتكاسل عن الطاعات وصالح العمل ابعث
برسالتي هذه لتاخذوا منها العبرة والعظة وتوقظكم
من عميق سباتكم وطول غفلتكم ...لقد كنت أعيش
بينكم في هذه الدنيا اسرح وامرح , وامضي ايامي
وأوقا تي مستمتعة بهذه الدنيا الفانية نعم فانية لقد
كنت ابدا يومي بعد ان ا صلي الفجر ولم يبقى على
شروق الشمس سوى دقائق واتناول فطوري غذا
جسدي وكم كنت اغفل عن غذاء قلبي ووجداني
حيث كنت اهمل في قراءة كتاب ربي وتحصين
نفسي بالاذكار والاورا د كم كنت ازهد فيها وعظيم
اجرها فكنت في سباق مع الزمن حتى لا اتأخر عن
مدرستي يوم ان كنت طالبة وعملي يوم ان توظفت
كنت اذهب واقابل زميلاتي اغتاب هذه واسخر من
الاخرى غافلة عن كلام ربي جل وعلا ( يأيها الذين
امنوا لا يسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خير ا
منهم ولا نساء من نساء عسى ان يكن خيرا منهن ولا
تلمزوا انفسكم ولا تنابزوا بالالقاب بئس الاسم
الفسوق بعد الايمان ومن لم يتب فأولئك هم
الظالمون ) كم كنت امر على هذه الايات ولا تجاوز
منطقي ما فكرت يوما اني ساقف بين يدي ربي
ويسالني عنها ... كم كنت احلق في افكاري واحلامي
واخطط ما يضمن لي مستقبلي فيوم ان تقدم لي
فارس احلامي كان ماله جل همي ومنصبه هدفي
نعم فكنت ارى في فارس احلامي الرجل الذي يملك
الاموال والمنصب والمكانة الاجتماعية لاتفاخر انا بين
صديقاتي ... وبعد ان تزوجت وانجبت الابناء كان كل
اهتمامي منصب على تامين مستقبلي ومستقبل
ابنائي طبعا لم ا كن اهتم بتقصير زوجي في صلاته
او تهاونه في طاعة ربه كنت امارس شتى وسائل
الاقناع مع زوجي لكي يبحث عما يضمن مستقبلنا
ويزور مكاتب العقار فهنا قطعة ارض , وهنا فيلا
ديلوكس , وهنا قصر , وهنا عمارة ,,,وكم كنت اصاب
بالهم والتفكير المتواصل وا حسب الشهور والايام
ليتحقق حلمي .... كم كنت اجامل هذه وانافق هذه
واكذب على هذه واخادع تلك .. كم كنت عندما
استلم راتبي يوم ان كنت موظفة واحسبه ورقة ورقة
وانا اعلم تماما انني لا استحق الا اقل القليل منه
لانني مع الاسف لم اتق الله في هذا المال في القيام
بعملي خير قيام فكنت اخرج متخذة الاعذار والاسباب
التى اعرف تماما انها واهيه الا أقل القليل منها ,,,
ما أكثر ما قدمت التنازلات على حساب ديني فزوجي
حتى ابدو جميلة في نظره كنت اتعرض للعنة نعم
وذلك بشعيرات انتفها من حاجبي غافلة عن قول
رسولي الكريم عليه افضل الصلاة واتم التسليم ( لعن
الله النامصة والمتنمصة ) ... وهذه ابنتي مهجة قلبي
يأسرني دلالها فاستجيب لكافة رغباتها وطلباتها
فكم غضضت طرفي عن عبائتها المزركشة المطرزة
وسدد ت انفي عن عطرها الفواح فأخرج معها
بعبائتي التى تكاد لو انطقها الله لصرخت وتعالى
نحيبها وقالت ( اتق الله فلست انا بالعباءة التى امرك
ربك بها ولست بالحجاب الذي ذكره ربي في كتابه ...
اخرج مع ابنتي اجوب الاسواق واراها تكلم البائع
تجادله تناقشه لصوتها خاضعه بمشيتها مختاله وانا
معها اتبعها منبهرة بجمالها وانا قتها فرحة بنظرات
الاعجاب من الذئاب لها كم كنت انتقي معها ذلك
الفستان العاري لنحضر بها الافراح والسهرات
بمصاحبة مزامير الشيطان من الاغنيات نطرب لسماعها
واتفاخر برقصها وتمايلها واتخيلها عروسا جميلة في
كل مرة ارى نظرات الاعجاب الكاذبة ممن يرونها
كم كنت ارعها سمعي وهي تغتاب فلانه وتسخر من
فلانه ادخلت الطبق الفضائي لابنائي دون مراقبه او
متابعه لما يرونه من مشاهد ,, كم كنت اسافر
بصحبتهم الى البلدان التى تعج بالفساد والاختلاط
فنحضر المهرجانات والحفلات بحجة الترويح عنهم بعد
عناء عام دراسي كامل .... استمع الى النغمات
الموسيقية تنطلق من جوالاتهم والاغاني من
مسجلاتهم لم افكر يوما ان انهاهم عن ذلك بل لم
افكر يوما ان اربيهم على طاعة ربي لكونوا صالحين
فلا ينقطع عملي ويستمر بصلاحهم لم افكر ان
اتابع صلاتهم فهذا ابني لم اهتم بصلاته في المسجد
مع الجماعة بل ولا احرص ان ارغبه وابوه في فضلها
رحمك الله يابن مسعود ورضي الله عنك يامن قلت ( من
سره ان يلقى الله غدا مسلما فليحافظ على هؤلاء حيث
ينادى بهن فان الله تعالى شرع لنبيكم صلى الله
عليه وسلم سنن الهدى وانهن من سنن الهدى ولو
تركتم سنة نبيكم لضللتم , وما من رجل يتطهر فيحسن
الطهور ثم يعمد الى مسجد من هذه المساجد الا كتب
الله له بكل خطوه يخطوها حسنة ويرفعه بها درجة
ويحط عنه بها سيئة ولقد رايتنا وما يتخلف عنها الا
منافق معلوم النفاق ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى
بين الرجلين حتى يقام في الصف )
اما والداي الذين نسيتهما مع مشاغلي باسرتي
للاسف الهتني دنياي عنهما وبرهما فكنت لا
ازورهما الا سويعات قليلة تخرج مني الاهات
والزفرات وترتسم على محياي تعابير الملل والضجر
وتتركز عيناي على ساعتي متى ياتي زوجي
فاخرج من عندهم في الوقت الذي تتراقص قلوبهم
وتشرق وجوههم التى تملؤها تجاعيد كنت انا وهمي
وتربيتي من حفرها واوجدها ......
أما صديقاتي فااااااااااه وااااااااه لكم تمنيت ان اعود
الى هذه الدنيا لافارق جلساتهم التى اضعت فيها جل
عمري وثمين وقتي كنت اتجهز لموعد لقائي بهن
مؤجلة كل المواعيد متهاونة بمعظم الواجبات مضيعة
للصلوات في سبيل ان لا تفوتني جلسات السمر ... ركبت
سيارتي وانا اسابق الزمن دون ان استغل تلك المسافة
واملؤها بما يعود علي بالنفع والاجر كان بامكاني
ان استمع الى شريط به كلام الرحمن او الهج لساني
بتسبيح واستغفار فأطوي تلك المسافة في طاعة
ربي لكن للاسف وصلت اليهن فجلسنا نمضي الوقت
تتعالى ضحكاتنا ومزحاتنا نبخل على انفسنا ان
يكون مجلسنا تحفه الملائكة وتتغشاه الرحمه .
...
كنت افكر في كل مرة اسمع فيها خبر موت احد
معارفي او اقاربي ان ما اصابهم وغيرهم من الناس لا
ينطبق علي ....ما اكثر ما امسكت يدي عن النفقة في
سبيل الله جل وعلا الذي امرني بالانفاق فقال جل
وعلا ( وانفقوا ممارزقناكم من قبل ان ياتي احدكم
الموت فيقول ربي لولا اخرتني الى اجل قريب
فأصدق واكن من الصالحين , ولن يؤخر الله نفسا اذا
جاء اجلها والله خبير بما تعملون ) نعم لقد كنت
اغفل عن هذه المواعظ البليغة والاوامر الجليلة واغفل
ان انتفع باموالى هذه التى اكاد اصرخ اصرخ
لزوجي وابنائي لاقول لهم ان في هذه الاموال وهذا
الذهب زكاة مهملة فاخرجوها وربا محرما فتخلصوا
منه ولكن اااااااه وااااااااااه هاقد اتاني ملك الموت
ليقبض روحي تتردد على مسامعي ايات كنت امر
عليها مرورا دون تفكر مني ولا تدبر ( ولقد خلقنا
الانسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن اقرب اليه من
حبل الوريد * اذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن
الشمال قعيد * مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد *
وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ماكنت منه تحيد *
ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد * وجاءت كل نفس
معها سائق وشهيد * لقد كنت في غفلة من هذا
فكشفنا عنك غطائك فبصرك اليوم حديد* )
استعرضت حياتي كلها تمنيت ان اعود حتى احافظ
على صلاتي في اوقاتها... تمنيت ان اعود حتى املأ
ايامي واعمر اوقاتي بالدعوة الى دين ربي فما اكثر
ما قصرت في الدعوة الى دين ربي فلم انفق ولا ريالا
واحد في شريط او مطوية لعل الله يهدي بها وانال
اجرمن يهتدي بها كم تمنيت ان اعود حتى اكسر
اشرطة الافلام والاغاني وجوالات بنغمات وضعها
ابنائي فانقذهم من وحلها وشرها ...,,, تمنيت ان اعود
لاطلب الصفح والسماح لكل من اغتبتهم وسخرت منهم
كم تمنيت ان اعود لالجأ لربي غفار الذنوب اتوب اليه
وهو من خاطبني ومثيلاتي بقوله ( قل ياعبادي الذين
اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله * ان الله
يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم ) لكنني
اغراني الامل وغرقت في بحور التيه والضلال واوحال
الذنوب التى اصابتني كالمرض العضال .... لو كنت اعلم
انني على موعد مع ملك الموت ما جعلت الله اهون
الناظرين الي .... هأنذا اودع الدنيا هذه بكل ما فيها
الى قبر مظلم موحش ويقبرني من هم اقرب المقربين
الي من افنيت عمري واغضبت ربي في سبيل
اسعادهم ,, يسارعون بدفني واقتسام اموالى والله
اعلم ان كانوا سيذكرونني بصدقة يهدونها لي او
دعاء ام انني سأكون في طي النسيان فينسونني
مع مشاغل الحياة في اليوم الذي كنت فيه انا المالكة
والمتصرفة الوحيدة في اموالي كان بامكاني ان
اتصدق بصدقة جاريه يبقى اجرها لي بعد موتي .. او
اساهم في تزويج ذلك الشاب واعفاف تلك الفتاة وغير
ذلك من وجوه الخير ,,, كم تمنيت ان اعود الى الدنيا
لانظف حواسي واعضائي من كل شوائب الرذائل
والمعاصي العالقه بها قبل ان يستنطقها الله وتشهد
علي تشهد علي يداي التى اظهرتها مجملة
بالاساور والخواتم للرجال الاجانب , وتشهد على
اذناي الى سمعت بها الغيبة والنميمة والاغاني
المحرمة , وتشهد علي قدماي التى خطوت بهما
وبكل جراة خطوات شيطانية معرضة جسدي الذي
يزينه عباءة مزركشه فاتنه لنظرات ضعاف القلوب من
الرجال فكيف بي يوم ان تشهد علي ؟؟؟ ( حتى اذا
ماجاؤها شهد عليهم سمعهم وابصارهم وجلودهم بما
كانوا يعملون * وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا
انطقنا الله الذي انطق كل شئ وهو خلقكم اول مرة
واليه ترجعون *) بعد ان كنت ارتدي اجمل الملابس اجد
نفسي اليوم مسجاة على ذلك اللوح عارية يسكب على
الماء واكفن في امتار من قماش من اعلى راسي بعد
ان كنت في الدنيا اترفع وتاخذني العزة بالاثم واحجم
عن لبس عباءة الراس هانذا اكفن من اعلى راسي الى
اخمص قدمي كفنا خاليا من اي تطريز او زركشه //
رحمك الله يازين العابدين يامن قلت ابياتا وصفتني
ومثيلاتي ....وَغَمَّضُوني وَراحَ الكُلُّ وانْصَرَفوا بَعْدَ الإِياسِ وَجَدُّوا في شِرَا الكَفَنِ
وَقـامَ مَنْ كانَ حِبَّ لنّاسِ في عَجَلٍ نَحْوَ المُغَسِّلِ يَأْتينـي يُغَسِّلُنــي
وَقــالَ يـا قَوْمِ نَبْغِي غاسِلاً حَذِقاً حُراً أَرِيباً لَبِيبـاً عَارِفـاً فَطِنِ
فَجــاءَني رَجُلٌ مِنْهُمْ فَجَرَّدَني مِنَ الثِّيــابِ وَأَعْرَاني وأَفْرَدَني
وَأَوْدَعوني عَلى الأَلْواحِ مُنْطَرِحـاً وَصـَارَ فَوْقي خَرِيرُ الماءِ يَنْظِفُني
وَأَسْكَبَ الماءَ مِنْ فَوقي وَغَسَّلَني غُسْلاً ثَلاثاً وَنَادَى القَوْمَ بِالكَفَنِ
وَأَلْبَسُوني ثِيابـاً لا كِمامَ لهـا وَصارَ زَادي حَنُوطِي حيـنَ حَنَّطَني
وأَخْرَجوني مِنَ الدُّنيـا فَوا أَسَفاً عَلى رَحِيـلٍ بِلا زادٍ يُبَلِّغُنـي
وَحَمَّلوني على الأْكتـافِ أَربَعَةٌ مِنَ الرِّجـالِ وَخَلْفِي مَنْ يُشَيِّعُني
وَقَدَّموني إِلى المحرابِ وانصَرَفوا خَلْفَ الإِمـَامِ فَصَلَّى ثـمّ وَدَّعَني
صَلَّوْا عَلَيَّ صَلاةً لا رُكوعَ لهـا ولا سُجـودَ لَعَلَّ اللـهَ يَرْحَمُني
ختاما هذه صرخة مني اوصيكم بها يامن غرتكم الدنيا
انتم اليوم هذه وجه هذه الارض برزق الله تنعمون فهلا
لربكم تعودون ؟؟؟ ودموع توبة تذرفون ؟؟؟
////////// وبعد احبتي في الله كانت تلك كلمات انا
اعلم اني اثقلت بها عليكم واتعبت لقرائتها اعينكم
و لكن عشمي في جميل حلمكم فلا تتركوني من دعائكم وتعقيبكم وانشروها في كافة المنتديات لعل الله
يهدي بها وان قبضني ربي اسال الله ان يكون كل ما سطرته صدقة جارية لي فلا تبخلوا علي من نشر ما
تجدوه من مقالاتي اسال الله باسمه الاعظم اان يبارك لكم في اعمالكم واعماركم وان يطيل في طاعته
اعماركم ويجعل الفردوس مقركم امين // اختكم سميرة امين كاتبه وداعية
بسم الله الرحمن الرحيم ..
. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واصلى واسلم على المبعوث رحمة للعالمين وعلى اله وصحبه اجمعين .... قال تعالى ( يايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحده وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا ربكم الذي تساءلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا)
احبتي في الله هانذا اعود اليكم بعد طول غياب
وفي قلبي الشوق الى قلمي الذي شكا جفوتي وبعدي اعود لاسطر كما عهدتموني كلمات ما خرجت ولن تخرج الا بمحابر من اوردتي ومشاعري راجية المولى جل وعلا ان تنال استحسانكم ....
احبتي // تعالوا معي نحلق في فضاء خيالنا الواسع , هذا الخيال الذي ما اكثر ما اطلقنا ه هنا وهناك , لكن في هذه المرة سيكون الامر مختلف سنحلق او بالاصح سنوظف خيالنا الواسع هذا في امر اخر .. نعم ففرق بين ان نتخيل امورا واحداث تزيد في تعلق قلوبنا بهذه الدنيا الفانية وبين ان نتخيل ما يفيقنا من سبات عميق وغفلة فنعيد حساباتنا مع انفسنا .....
في هذه المرة ادعوكم احبتي في الله ان نتخيل تلك المراة لو ان الله جل وعلا احياها فخرجت لنا من تحت الثرى ومن ذلك القبر المظلم بكفنها البالي ووجهها المغبر وجسدها الذي قد اصبح لدود الارض طعاما تخرج وتكتب لنا رسالة ... ترى ماذا عساها ان تكتب وماذا عساها ان تسطر ؟؟؟
( الى كل من يعرفني واعرفهم وكل من انعم الله عليه
بقلب نابض بالايمان والخوف من الرحمن وكل من
اغراه الامل فتكاسل عن الطاعات وصالح العمل ابعث
برسالتي هذه لتاخذوا منها العبرة والعظة وتوقظكم
من عميق سباتكم وطول غفلتكم ...لقد كنت أعيش
بينكم في هذه الدنيا اسرح وامرح , وامضي ايامي
وأوقا تي مستمتعة بهذه الدنيا الفانية نعم فانية لقد
كنت ابدا يومي بعد ان ا صلي الفجر ولم يبقى على
شروق الشمس سوى دقائق واتناول فطوري غذا
جسدي وكم كنت اغفل عن غذاء قلبي ووجداني
حيث كنت اهمل في قراءة كتاب ربي وتحصين
نفسي بالاذكار والاورا د كم كنت ازهد فيها وعظيم
اجرها فكنت في سباق مع الزمن حتى لا اتأخر عن
مدرستي يوم ان كنت طالبة وعملي يوم ان توظفت
كنت اذهب واقابل زميلاتي اغتاب هذه واسخر من
الاخرى غافلة عن كلام ربي جل وعلا ( يأيها الذين
امنوا لا يسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خير ا
منهم ولا نساء من نساء عسى ان يكن خيرا منهن ولا
تلمزوا انفسكم ولا تنابزوا بالالقاب بئس الاسم
الفسوق بعد الايمان ومن لم يتب فأولئك هم
الظالمون ) كم كنت امر على هذه الايات ولا تجاوز
منطقي ما فكرت يوما اني ساقف بين يدي ربي
ويسالني عنها ... كم كنت احلق في افكاري واحلامي
واخطط ما يضمن لي مستقبلي فيوم ان تقدم لي
فارس احلامي كان ماله جل همي ومنصبه هدفي
نعم فكنت ارى في فارس احلامي الرجل الذي يملك
الاموال والمنصب والمكانة الاجتماعية لاتفاخر انا بين
صديقاتي ... وبعد ان تزوجت وانجبت الابناء كان كل
اهتمامي منصب على تامين مستقبلي ومستقبل
ابنائي طبعا لم ا كن اهتم بتقصير زوجي في صلاته
او تهاونه في طاعة ربه كنت امارس شتى وسائل
الاقناع مع زوجي لكي يبحث عما يضمن مستقبلنا
ويزور مكاتب العقار فهنا قطعة ارض , وهنا فيلا
ديلوكس , وهنا قصر , وهنا عمارة ,,,وكم كنت اصاب
بالهم والتفكير المتواصل وا حسب الشهور والايام
ليتحقق حلمي .... كم كنت اجامل هذه وانافق هذه
واكذب على هذه واخادع تلك .. كم كنت عندما
استلم راتبي يوم ان كنت موظفة واحسبه ورقة ورقة
وانا اعلم تماما انني لا استحق الا اقل القليل منه
لانني مع الاسف لم اتق الله في هذا المال في القيام
بعملي خير قيام فكنت اخرج متخذة الاعذار والاسباب
التى اعرف تماما انها واهيه الا أقل القليل منها ,,,
ما أكثر ما قدمت التنازلات على حساب ديني فزوجي
حتى ابدو جميلة في نظره كنت اتعرض للعنة نعم
وذلك بشعيرات انتفها من حاجبي غافلة عن قول
رسولي الكريم عليه افضل الصلاة واتم التسليم ( لعن
الله النامصة والمتنمصة ) ... وهذه ابنتي مهجة قلبي
يأسرني دلالها فاستجيب لكافة رغباتها وطلباتها
فكم غضضت طرفي عن عبائتها المزركشة المطرزة
وسدد ت انفي عن عطرها الفواح فأخرج معها
بعبائتي التى تكاد لو انطقها الله لصرخت وتعالى
نحيبها وقالت ( اتق الله فلست انا بالعباءة التى امرك
ربك بها ولست بالحجاب الذي ذكره ربي في كتابه ...
اخرج مع ابنتي اجوب الاسواق واراها تكلم البائع
تجادله تناقشه لصوتها خاضعه بمشيتها مختاله وانا
معها اتبعها منبهرة بجمالها وانا قتها فرحة بنظرات
الاعجاب من الذئاب لها كم كنت انتقي معها ذلك
الفستان العاري لنحضر بها الافراح والسهرات
بمصاحبة مزامير الشيطان من الاغنيات نطرب لسماعها
واتفاخر برقصها وتمايلها واتخيلها عروسا جميلة في
كل مرة ارى نظرات الاعجاب الكاذبة ممن يرونها
كم كنت ارعها سمعي وهي تغتاب فلانه وتسخر من
فلانه ادخلت الطبق الفضائي لابنائي دون مراقبه او
متابعه لما يرونه من مشاهد ,, كم كنت اسافر
بصحبتهم الى البلدان التى تعج بالفساد والاختلاط
فنحضر المهرجانات والحفلات بحجة الترويح عنهم بعد
عناء عام دراسي كامل .... استمع الى النغمات
الموسيقية تنطلق من جوالاتهم والاغاني من
مسجلاتهم لم افكر يوما ان انهاهم عن ذلك بل لم
افكر يوما ان اربيهم على طاعة ربي لكونوا صالحين
فلا ينقطع عملي ويستمر بصلاحهم لم افكر ان
اتابع صلاتهم فهذا ابني لم اهتم بصلاته في المسجد
مع الجماعة بل ولا احرص ان ارغبه وابوه في فضلها
رحمك الله يابن مسعود ورضي الله عنك يامن قلت ( من
سره ان يلقى الله غدا مسلما فليحافظ على هؤلاء حيث
ينادى بهن فان الله تعالى شرع لنبيكم صلى الله
عليه وسلم سنن الهدى وانهن من سنن الهدى ولو
تركتم سنة نبيكم لضللتم , وما من رجل يتطهر فيحسن
الطهور ثم يعمد الى مسجد من هذه المساجد الا كتب
الله له بكل خطوه يخطوها حسنة ويرفعه بها درجة
ويحط عنه بها سيئة ولقد رايتنا وما يتخلف عنها الا
منافق معلوم النفاق ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى
بين الرجلين حتى يقام في الصف )
اما والداي الذين نسيتهما مع مشاغلي باسرتي
للاسف الهتني دنياي عنهما وبرهما فكنت لا
ازورهما الا سويعات قليلة تخرج مني الاهات
والزفرات وترتسم على محياي تعابير الملل والضجر
وتتركز عيناي على ساعتي متى ياتي زوجي
فاخرج من عندهم في الوقت الذي تتراقص قلوبهم
وتشرق وجوههم التى تملؤها تجاعيد كنت انا وهمي
وتربيتي من حفرها واوجدها ......
أما صديقاتي فااااااااااه وااااااااه لكم تمنيت ان اعود
الى هذه الدنيا لافارق جلساتهم التى اضعت فيها جل
عمري وثمين وقتي كنت اتجهز لموعد لقائي بهن
مؤجلة كل المواعيد متهاونة بمعظم الواجبات مضيعة
للصلوات في سبيل ان لا تفوتني جلسات السمر ... ركبت
سيارتي وانا اسابق الزمن دون ان استغل تلك المسافة
واملؤها بما يعود علي بالنفع والاجر كان بامكاني
ان استمع الى شريط به كلام الرحمن او الهج لساني
بتسبيح واستغفار فأطوي تلك المسافة في طاعة
ربي لكن للاسف وصلت اليهن فجلسنا نمضي الوقت
تتعالى ضحكاتنا ومزحاتنا نبخل على انفسنا ان
يكون مجلسنا تحفه الملائكة وتتغشاه الرحمه .
...
كنت افكر في كل مرة اسمع فيها خبر موت احد
معارفي او اقاربي ان ما اصابهم وغيرهم من الناس لا
ينطبق علي ....ما اكثر ما امسكت يدي عن النفقة في
سبيل الله جل وعلا الذي امرني بالانفاق فقال جل
وعلا ( وانفقوا ممارزقناكم من قبل ان ياتي احدكم
الموت فيقول ربي لولا اخرتني الى اجل قريب
فأصدق واكن من الصالحين , ولن يؤخر الله نفسا اذا
جاء اجلها والله خبير بما تعملون ) نعم لقد كنت
اغفل عن هذه المواعظ البليغة والاوامر الجليلة واغفل
ان انتفع باموالى هذه التى اكاد اصرخ اصرخ
لزوجي وابنائي لاقول لهم ان في هذه الاموال وهذا
الذهب زكاة مهملة فاخرجوها وربا محرما فتخلصوا
منه ولكن اااااااه وااااااااااه هاقد اتاني ملك الموت
ليقبض روحي تتردد على مسامعي ايات كنت امر
عليها مرورا دون تفكر مني ولا تدبر ( ولقد خلقنا
الانسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن اقرب اليه من
حبل الوريد * اذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن
الشمال قعيد * مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد *
وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ماكنت منه تحيد *
ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد * وجاءت كل نفس
معها سائق وشهيد * لقد كنت في غفلة من هذا
فكشفنا عنك غطائك فبصرك اليوم حديد* )
استعرضت حياتي كلها تمنيت ان اعود حتى احافظ
على صلاتي في اوقاتها... تمنيت ان اعود حتى املأ
ايامي واعمر اوقاتي بالدعوة الى دين ربي فما اكثر
ما قصرت في الدعوة الى دين ربي فلم انفق ولا ريالا
واحد في شريط او مطوية لعل الله يهدي بها وانال
اجرمن يهتدي بها كم تمنيت ان اعود حتى اكسر
اشرطة الافلام والاغاني وجوالات بنغمات وضعها
ابنائي فانقذهم من وحلها وشرها ...,,, تمنيت ان اعود
لاطلب الصفح والسماح لكل من اغتبتهم وسخرت منهم
كم تمنيت ان اعود لالجأ لربي غفار الذنوب اتوب اليه
وهو من خاطبني ومثيلاتي بقوله ( قل ياعبادي الذين
اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله * ان الله
يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم ) لكنني
اغراني الامل وغرقت في بحور التيه والضلال واوحال
الذنوب التى اصابتني كالمرض العضال .... لو كنت اعلم
انني على موعد مع ملك الموت ما جعلت الله اهون
الناظرين الي .... هأنذا اودع الدنيا هذه بكل ما فيها
الى قبر مظلم موحش ويقبرني من هم اقرب المقربين
الي من افنيت عمري واغضبت ربي في سبيل
اسعادهم ,, يسارعون بدفني واقتسام اموالى والله
اعلم ان كانوا سيذكرونني بصدقة يهدونها لي او
دعاء ام انني سأكون في طي النسيان فينسونني
مع مشاغل الحياة في اليوم الذي كنت فيه انا المالكة
والمتصرفة الوحيدة في اموالي كان بامكاني ان
اتصدق بصدقة جاريه يبقى اجرها لي بعد موتي .. او
اساهم في تزويج ذلك الشاب واعفاف تلك الفتاة وغير
ذلك من وجوه الخير ,,, كم تمنيت ان اعود الى الدنيا
لانظف حواسي واعضائي من كل شوائب الرذائل
والمعاصي العالقه بها قبل ان يستنطقها الله وتشهد
علي تشهد علي يداي التى اظهرتها مجملة
بالاساور والخواتم للرجال الاجانب , وتشهد على
اذناي الى سمعت بها الغيبة والنميمة والاغاني
المحرمة , وتشهد علي قدماي التى خطوت بهما
وبكل جراة خطوات شيطانية معرضة جسدي الذي
يزينه عباءة مزركشه فاتنه لنظرات ضعاف القلوب من
الرجال فكيف بي يوم ان تشهد علي ؟؟؟ ( حتى اذا
ماجاؤها شهد عليهم سمعهم وابصارهم وجلودهم بما
كانوا يعملون * وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا
انطقنا الله الذي انطق كل شئ وهو خلقكم اول مرة
واليه ترجعون *) بعد ان كنت ارتدي اجمل الملابس اجد
نفسي اليوم مسجاة على ذلك اللوح عارية يسكب على
الماء واكفن في امتار من قماش من اعلى راسي بعد
ان كنت في الدنيا اترفع وتاخذني العزة بالاثم واحجم
عن لبس عباءة الراس هانذا اكفن من اعلى راسي الى
اخمص قدمي كفنا خاليا من اي تطريز او زركشه //
رحمك الله يازين العابدين يامن قلت ابياتا وصفتني
ومثيلاتي ....وَغَمَّضُوني وَراحَ الكُلُّ وانْصَرَفوا بَعْدَ الإِياسِ وَجَدُّوا في شِرَا الكَفَنِ
وَقـامَ مَنْ كانَ حِبَّ لنّاسِ في عَجَلٍ نَحْوَ المُغَسِّلِ يَأْتينـي يُغَسِّلُنــي
وَقــالَ يـا قَوْمِ نَبْغِي غاسِلاً حَذِقاً حُراً أَرِيباً لَبِيبـاً عَارِفـاً فَطِنِ
فَجــاءَني رَجُلٌ مِنْهُمْ فَجَرَّدَني مِنَ الثِّيــابِ وَأَعْرَاني وأَفْرَدَني
وَأَوْدَعوني عَلى الأَلْواحِ مُنْطَرِحـاً وَصـَارَ فَوْقي خَرِيرُ الماءِ يَنْظِفُني
وَأَسْكَبَ الماءَ مِنْ فَوقي وَغَسَّلَني غُسْلاً ثَلاثاً وَنَادَى القَوْمَ بِالكَفَنِ
وَأَلْبَسُوني ثِيابـاً لا كِمامَ لهـا وَصارَ زَادي حَنُوطِي حيـنَ حَنَّطَني
وأَخْرَجوني مِنَ الدُّنيـا فَوا أَسَفاً عَلى رَحِيـلٍ بِلا زادٍ يُبَلِّغُنـي
وَحَمَّلوني على الأْكتـافِ أَربَعَةٌ مِنَ الرِّجـالِ وَخَلْفِي مَنْ يُشَيِّعُني
وَقَدَّموني إِلى المحرابِ وانصَرَفوا خَلْفَ الإِمـَامِ فَصَلَّى ثـمّ وَدَّعَني
صَلَّوْا عَلَيَّ صَلاةً لا رُكوعَ لهـا ولا سُجـودَ لَعَلَّ اللـهَ يَرْحَمُني
ختاما هذه صرخة مني اوصيكم بها يامن غرتكم الدنيا
انتم اليوم هذه وجه هذه الارض برزق الله تنعمون فهلا
لربكم تعودون ؟؟؟ ودموع توبة تذرفون ؟؟؟
////////// وبعد احبتي في الله كانت تلك كلمات انا
اعلم اني اثقلت بها عليكم واتعبت لقرائتها اعينكم
و لكن عشمي في جميل حلمكم فلا تتركوني من دعائكم وتعقيبكم وانشروها في كافة المنتديات لعل الله
يهدي بها وان قبضني ربي اسال الله ان يكون كل ما سطرته صدقة جارية لي فلا تبخلوا علي من نشر ما
تجدوه من مقالاتي اسال الله باسمه الاعظم اان يبارك لكم في اعمالكم واعماركم وان يطيل في طاعته
اعماركم ويجعل الفردوس مقركم امين // اختكم سميرة امين كاتبه وداعية