أبو يوسف
28 May 2004, 07:11 AM
المشهد الثلاثون المفاجأة الأليمة
يتضمن المشهد تجهيز البضاعة لأخوة يوسف من قبل الفتيان ، ويتولى يوسف بنفسه وضع السقاية في رحل أخيه ثم يؤذن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقون فيقبل أخوة يوسف فيفاجأون بتهمة السرقة فينكرون فيقال لهم -بعد إنكارهم تميهدا للحكم الذي أراده الله تعالى ليوسف
أرأيتم إن وقع ما تنكرونه ؟ ماجزاء من أخذها قالوا جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه فكان الذي أراده يوسف عليه السلام . لقد كان على علم بأن شريعتهم تقضي على السارق بهذا.
وفتشت الأمتعة فبدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه ثم أستخرجها من وعاء أخيه.والآيات التي أوضحت هذا المشهد هي قوله تعالى:{ وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(69)فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ(70)قَالُوا وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ مَاذَا تَفْقِدُونَ(71)قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ(72)قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ(73)قَالُوا فَمَا جَزَاؤُهُ إِنْ كُنتُمْ كَاذِبِينَ(74) قَالُوا جَزَاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ(75)فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ(76)قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ(77) قَالُوا يَاأَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنْ الْمُحْسِنِينَ(78)قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ(79)}( )
أفياء من المشهد
وهكذا تنتهي الآيات التي تحدثت عن المشهد وقدقدأفاد المشاهدون منها عددا من اللمسات التربوية المهمة؛ التي تعتبر نورا لمن أراد الله له ان تكون له نور كما قال الله تعالى وهو أصدق القائلين في كتابه العزيز وهو يقرر قضية مهمة وكبيرة من قضايا التربية لمن أراد أن ينبري لتربية النفوس فإن هذه الآية وسواها من الآيات والأحاديث ؛ أحاديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذا المضمار قررت أن هذا الكتاب والوحي عموما لا يستفيد منه وتكون له زادا إلا من كان قلبه يقبل الهداية هذه الآية هي قوله تعالى {الم(1)ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ(2)الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ(3)وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ(4)أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ(5) }( )
وقد جاءت الآيات تبين المراد ، وهذا معلم من المعالم التي ينبغي للإعلامي أن ينتهي إليه ؛ فإن ذلك مهم في ميدان المردود الإعلامي إذا كان مردودا لا يرضيه فإن وضوح ذلك له يجعله لاييأس فما عليه الا البلاغ المبين الذي يسلك فيه الوسائل والأساليب التي يرى أنه قد أوضح الرسالة بها ومن اللمسات والأفياء التربوية والإعلامية من المشهد:
1-الثقة التي يزرعها القائد في نفوس من يقودهم فالفتيان نفذوا ما أمروا به دون ان يتسرب خبر ذلك إلى الخارج ودون أي تأخير منهم في إنفاذ الأمر، وهذا ضابط مهم من الضوابط التي تخص المرسل أن يزرع الثقة في نفوس أتباعه فيما يتعلق به وفيما يتعلق بالرسالة بقناعة لا دخل للخوف فيها.
2- لقد كانت الدساتير والقوانين التي تحكم تصرفات الناس موجودة منذ القدم فهاهم في مصر ينطلقون في ذلك من قوانين لهم بدليل الآية الكريمة في نفس السورة هي قوله تعالى { ماكان ليأخذ أخاه في دين الملك ..}وأما الأنبياء عليهم السلام فهذا أمر مفروغ منه .( )
3- الغريزة في نفس الإنسان يدافع عن نفسه وينبريء يجادل عنها ويبرأها مما اتهمت به ولهذا جعل في الشرائع السماوية أن الأصل في الإنسان أنه بريء حتى يثبت غير ذلك وهذا ينسحب على الإعلام فلا يجوز اتهام أحد حتى تكون الأدلة مثل الشمس في رابعة النهار.
يتضمن المشهد تجهيز البضاعة لأخوة يوسف من قبل الفتيان ، ويتولى يوسف بنفسه وضع السقاية في رحل أخيه ثم يؤذن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقون فيقبل أخوة يوسف فيفاجأون بتهمة السرقة فينكرون فيقال لهم -بعد إنكارهم تميهدا للحكم الذي أراده الله تعالى ليوسف
أرأيتم إن وقع ما تنكرونه ؟ ماجزاء من أخذها قالوا جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه فكان الذي أراده يوسف عليه السلام . لقد كان على علم بأن شريعتهم تقضي على السارق بهذا.
وفتشت الأمتعة فبدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه ثم أستخرجها من وعاء أخيه.والآيات التي أوضحت هذا المشهد هي قوله تعالى:{ وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(69)فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ(70)قَالُوا وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ مَاذَا تَفْقِدُونَ(71)قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ(72)قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ(73)قَالُوا فَمَا جَزَاؤُهُ إِنْ كُنتُمْ كَاذِبِينَ(74) قَالُوا جَزَاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ(75)فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ(76)قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ(77) قَالُوا يَاأَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنْ الْمُحْسِنِينَ(78)قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ(79)}( )
أفياء من المشهد
وهكذا تنتهي الآيات التي تحدثت عن المشهد وقدقدأفاد المشاهدون منها عددا من اللمسات التربوية المهمة؛ التي تعتبر نورا لمن أراد الله له ان تكون له نور كما قال الله تعالى وهو أصدق القائلين في كتابه العزيز وهو يقرر قضية مهمة وكبيرة من قضايا التربية لمن أراد أن ينبري لتربية النفوس فإن هذه الآية وسواها من الآيات والأحاديث ؛ أحاديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذا المضمار قررت أن هذا الكتاب والوحي عموما لا يستفيد منه وتكون له زادا إلا من كان قلبه يقبل الهداية هذه الآية هي قوله تعالى {الم(1)ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ(2)الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ(3)وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ(4)أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ(5) }( )
وقد جاءت الآيات تبين المراد ، وهذا معلم من المعالم التي ينبغي للإعلامي أن ينتهي إليه ؛ فإن ذلك مهم في ميدان المردود الإعلامي إذا كان مردودا لا يرضيه فإن وضوح ذلك له يجعله لاييأس فما عليه الا البلاغ المبين الذي يسلك فيه الوسائل والأساليب التي يرى أنه قد أوضح الرسالة بها ومن اللمسات والأفياء التربوية والإعلامية من المشهد:
1-الثقة التي يزرعها القائد في نفوس من يقودهم فالفتيان نفذوا ما أمروا به دون ان يتسرب خبر ذلك إلى الخارج ودون أي تأخير منهم في إنفاذ الأمر، وهذا ضابط مهم من الضوابط التي تخص المرسل أن يزرع الثقة في نفوس أتباعه فيما يتعلق به وفيما يتعلق بالرسالة بقناعة لا دخل للخوف فيها.
2- لقد كانت الدساتير والقوانين التي تحكم تصرفات الناس موجودة منذ القدم فهاهم في مصر ينطلقون في ذلك من قوانين لهم بدليل الآية الكريمة في نفس السورة هي قوله تعالى { ماكان ليأخذ أخاه في دين الملك ..}وأما الأنبياء عليهم السلام فهذا أمر مفروغ منه .( )
3- الغريزة في نفس الإنسان يدافع عن نفسه وينبريء يجادل عنها ويبرأها مما اتهمت به ولهذا جعل في الشرائع السماوية أن الأصل في الإنسان أنه بريء حتى يثبت غير ذلك وهذا ينسحب على الإعلام فلا يجوز اتهام أحد حتى تكون الأدلة مثل الشمس في رابعة النهار.