المستفيد
03 Jun 2004, 12:27 AM
لقاء مع الاخ محمد المساعد المنشد المعروف
<div align="center">أثار قرار منع النشيد (المؤقت) - كما يراه ضيفنا في هذا الحوار- حفيظة الكثير ما بين مؤيد ومعارض، وثارت قضايا مهمة متعلقة بالنشيد قديماً وحديثاً، والآراء مازالت متباينة حول تقييم النشيد في وضعه الحالي ما بين غالٍ إلى أقصى اليسار، ومتطرف إلى أقصى اليمين وكل ينطلق من رؤيته الخاصة للنشيد الإسلامي.
والنشيد باعتباره عملاً إسلامياً فنياً، لم يحظ بنقاش فكري تنظيري مع رواده ، بل كان النقاش و الإملاء أحياناً من قبل أطراف خارجية مع قدرها واحترام مكانتها، و أهمية طروحاتها ، إلا أننا في المقابل لا ينبغي أن نغفل أصحاب الاختصاص ، الذين دوماً ما يثار الحديث حولهم ، وتوجه الانتقادات لهم ، لكن لا يسمع صوتهم .
وفي ظل هذه الزوبعة التي أثيرت حول النشيد الإسلامي، نناقش في هذا الحوارأحد رواد النشيد الإسلامي وهوالأستاذ/ محمد المساعد ونلقي الضوء معه على آفاق النشيد وأغوار ماضيه، وأطوار حاضره، وواقع مستقبله.
فإلى الحوار:
دعنا نبدأ من التفاعلات الأخيرة، حيث تناقلت (منتديات الإنترنت) قرار منع فسح النشيد، كيف تنظرون إليه؟ وما هي الأسباب في نظرك التي أدت إلى صدور قرار المنع؟ وكيف سيكون أثر ذلك على واقع النشيد؟ ولماذا في هذا الوقت بالتحديد الذي شهد فيه النشيد تخففاً أو اعتدالاً مقارنة بوضع النشيد في السابق؟
بالنسبة لموضوع ما تناقلته بعض المنتديات حول قرار منع فسح النشيد؛ فأنا أرى حقيقة بأن الأمر أعطي أكبر من حجمه من المبالغة، لأنه حسب علمي بأن الإيقاف مؤقت، ولفترة محدودة لعملية المراجعة لما هو موجود؛ ثم إنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها وقف الفسح، بل حدث ذلك عدة مرات خلال السنوات المنصرمة، وفي الحقيقة أن أكثر من بالغ في هذا الموضوع هم الإخوة الذين ضد الإنشاد من أصله، ولعل القرار أفرح البعض منهم!.
أما بالنسبة لتوقيت القرار؛ فإنه السبب الرئيس لما حدث من تفاعل، ولكني شخصياً كنت أتوقع صدوره بين حين وآخر جراء ما يحدث في العالم كله.
أما ما ألمح إليه السؤال بأن الوقف حدث برغم ما شهده النشيد من تخففٍ واعتدال مقارنة بوضعه السابق، فأنا في الحقيقة ضد مسألة التخفف أو الاعتدال التي زعمها البعض، لأن المسألة في أساسها ليست تخففًا أو اعتدالاً، ولكن المسألة متعلقة بالمواضيع التي أصبح النشيد يتطرق إليها أو يعالجها، هذه المواضيع ذات الصلة بالمجتمع وتقلباته الحياتية. كان النشيد في السابق يتناول قضايا الأمة الإسلامية وما يتعرض له المسلمون في كل مكان، وكان هذا هو الهم الأوحد، وقد لا يعالج النشيد غيره، وبالتالي فإن صبغة النشيد حينها كانت تحاكي تلك المرحلة سواء باللحن أو بالأداء أو بالكلمة، ولكن هذه العناصر الثلاثة تنوعت واختلفت مواضيعها هذا هو الفرق فقط.
ذكرت في حديث لك في أحد المنتديات أن سبب المنع تصرف فردي من أحد المنشدين أو المخرجين، لكن ما ردك حول الأسباب التي وردت وتبرر قرار منع النشيد، من كون النشيد سببًا لتأجيج العاطفة (الإرهابية) وكونه يحرض على العنف، ومن قائل بسبب المخالفات العقدية التي تشمل عليها كلمات الأناشيد، ومن قائل أنها تشبه بالأغاني ودخول الدف والمؤثرات الموسيقية فيها، ومن قائل بأنها تشبه بالصوفية..،. فلذلك تمنع.. ما قولكم حول هذه الأسباب التي بررت قرار المنع؟
أنا ذكرت بأن من أسباب المنع هو التصرف الفردي لبعض الأشخاص أو المؤسسات الإعلامية وليس هذا هو السبب الرئيس حيث وضعت مادة في أحد الأشرطة لم تكن ضمن المواد التي قدمتها للفسح. أما ما أشير إليه في السؤال أن من الأسباب كون النشيد سببًا في تأجيج العاطفة الإرهابية ويحرص على العنف فهذا غير صحيح، وإلا لكان النشيد منع منذ تلك الآونة التي كان النشيد فيها جل اهتمامه بالجهاد والانتقام من أعداء الدين ولم تقم له قائمة منذ ذلك الحين، ولكن ظهرت مجموعة من المطبلين لمثل هذا التوجه، وأبرزوا هذا الشيء لأمر ما في نفوسهم وأحقاد تحركهم ضد النشيد بشكل خاص، ثم إن القضايا التي يتناولها النشيد في المسألة الجهادية هي تلك المتعلقة بقتال وجهاد أعداء الأمة ومن قتلوا المسلمين وشردوهم في كل مكان، وليس التفجير والتخريب وقتل المسلمين أو الأنفس البريئة، هذه يرفضها النشيد والمنشدون دون أدنى شك .
أما القول بأن من الأسباب هو وجود بعض المخالفات العقدية، فهذا كلام مردود من أساسه ، ولا يلتفت له، لأنني متيقن تمام اليقين بأن النشيد في المملكة أسلم من غيره في أي مكان آخر، بل على العكس فإنه إذا أشكل على أي منشد عبارة أو جملة أو مسألة في الاعتقاد ربما كون محل شك أو إشكال فإنه يتم استشارة أهل العلم في ذلك، وحدث معي شخصياً أكثر من مرة .
أما القول بأنها تشبه الأغاني فهذا مجرد قول لا يرتقي حتى إلى القياس لاختلال أركانه، فالمسألة هي مسألة صوت ولحن، وجميعها تتحد بطريقة الأداء أو المخارج وحتى المقامات، ومسألة التشبه مسألة غير منضبطة وترجع إلى الآراء ووجهات النظر فقط دون دليل، وبالإمكان أن تأخذ أي نشيد يراه البعض بأنه جهادي وتدخل عليه الآلات الموسيقية لأصبح أغنية سريعة أو شبابية كما يزعمون، والعكس لو أخذت أغنية وطنية مثلاً وجردتها من الآلات الموسيقية لأصبح نشيداً حماسياً بعرف هؤلاء .
أما دخول الدفوف أو الإيقاعات أو المؤثرات الموسيقية فأنا في الأساس ضد هذا الشيء، وهذا مجرد رأي شخصي، وإن كنا نحسن الظن دائماً بإخواننا الذين استندوا على بعض الفتاوى بجواز ذلك، ولكن لي رأي شخصي بأنه ليس كل ما هو مباح يؤخذ به، حتى لو كانت الفتيا تجيز ذلك، لأنه يجب علينا أن نحافظ على هوية النشيد وسمته، نعم أنا مع التطوير حتى نحاكي المرحلة التي تعيشها المجتمعات ولكن دون إسفاف.
ثم إن المسألة يجب أن تناقش، لا أن تكون مجرد تراشق بالألفاظ والكلمات؛ لأني أحسن الظن بأن هدف الجميع هو خدمة هذا الدين وخدمة الدعوة وإن اختلفت الوسيلة.
وينسحب ما ذكرته على القول بأن الأناشيد تشبه الصوفية، والفرق واضح وجدُّ كبير بين الاثنين.
وكل ذلك ليس من الأسباب التي أدت إلى قرار المنع كما ذكره الكثير.
خارج موضوع (قرار المنع) بصفتك منشداً ومراقبًا للساحة الإنشادية، هل أنت راضٍ عن واقع النشيد اليوم من حيث مضمونه وأدائه وهدفه؟ وهل تؤيد التكلف الفني الذي بدأ يطغى على النشيد؟g
بالنسبة لما يحدث في الساحة الإنشادية اليوم من تطور فأنا راضٍ بنسبة كبيرة جداً عما يخرج، وإن كانت مسألة المضمون أصبحت أقل جودة وهذا باعتبار النظر إلى قلة الشعراء المتخصصين وكثرة المنشدين فضلاً عن كون بعض الشعراء أصبح يطالب بالمقابل لشعره وهو من حقه، ولكن ليس كل المنشدين أو المؤسسات تستطيع الدفع وبالتالي يتم البحث عن أي كاتب، أما الأداء والهدف فوصلا إلى مرحلة ممتازة بالنظر إلى تنوع المضمون وتناوله جوانب حساسة ومهمة زادت من شريحة المستمعين لهذا الفن الأصيل الهادف، وأنت ترى بأنه لا يكاد يخلو بيت من شريط إنشادي على مختلف الصُعُد .
أما مسألة التكلف فما الضابط الذي يضبطها، فما أراه متكلفاً قد لا تراه أنت كذلك والعكس صحيح، وإذا كان المقصود بالتكلف هو الخلفيات المصاحبة للنشيد فهذه مسألة ترجع إلى الذوق وما أحبه أنا وما تحبه أنت، ولكن المهم أن تكون خادمة للنشيد وليس العكس، ولا أشك بأن الكثير منها يضفي على النشيد جمالاً، وأعود وأقول بأن المسألة تخضع للذوق لا أكثر.
كيف تتعاملون مع الانتقادات الموجهة للنشيد الإسلامي وخصوصاً مع الفتاوى التي ترى تحريمه وتأثيم من يسمعه؟
أنا أتعامل مع الانتقادات بكل احترام، ودائماً أحملها على المحمل الحسن، حتى ولو كانت قاسية جداً في كثير من الأحيان، أما من يفتي بتحريمه فهناك من يفتي بحله، ويجب أن تكون هذه المسألة مؤصلة وبشكل وبأسلوب علمي دقيق، وليس كما يفعله البعض من قوله (قال الشيخ فلان) لأنه وبكل بساطة سأقول له ( وقال الشيخ فلان)، وربما من أقول بقوله هو أجل قدراً وأوفر علماً . وما دامت المسألة كذلك؛ فإنني أحترم الرأي الآخر ويبقى قوله وجهة نظر أحترمها وإن كنت لست ملزماً بتطبيق قوله، وهذا الأمر يحدث في المسائل العلمية والأحكام الفقهية وليس النشيد وحده، والمطلوب ممن يقول بالتحريم أو التأثيم أن ينظر إلى الفتوى أو الرأي الآخر أيضاً، لأن المسألة ليست تمسكًا بالآراء والأهواء فقط، وليكن الجميع على ثقة بأنه لو كان في الأمر حرمة لكنا وكان والمنشدون أول المبتعدين عنه؛ لأنه ليس لنا خيار في دين الله وشرعه من حيث فعل الواجب وترك المحرم القطعي.
حدثت هناك نقلة واضحة في مسيرة النشيد الإسلامي بين القديم الحماسي المشتعل، والحاضر الحداثي المتنوع، ألا ترى هذه النقلة قد سببت في خسران النشيد لجمهور عريض من مؤيديه في السابق وتحولهم إلى أعداء وخصوم في الحاضر؟
أنا لا أتفق في حقيقة الأمر مع القول بأن النقلة التي حصلت للنشيد عما كان عليه في الماضي قد أخسرته لبعض الجمهور من مؤيديه؛ لأن النشيد في الحاضر قد جذب قواعد كبيرة وليس قاعدة واحدة من الجماهير، خاصة عوام الناس وهم المعنيون في النشيد، فالشخص الذي التزم على طريق الخير قد كفانا مؤنته وليس معنيا من قبلنا وله قنوات أخرى يستطيع أن يستفيد من خلالها نحن نريد من ضل الطريق، ويكفي أنه تسبب في هداية الكثير من الناس، والقصص في ذلك كثيرة وكثيرة جداً قد لا يتسع المجال لذكرها، ولكن ما رأيك أنه في إحدى الحفلات نزل شخص من الحضور إلى خشبة المسرح وكان نصرانياً فأعلن إسلامه ليلتها وهذه حدثت أمامي وبحضوري .
فآمل أن لا نحجر واسعاً لمجرد الاستنصار للرأي.
تضخم النشيد، وطغيانه على حياة الشاب وانصرافه بجل فكرة وهمه إلى النشيد، ألا ترى أن النشيد تحول لدى الكثير إلى غاية، ولدى الكثير من المؤسسات الإعلامية إلى تجارة مربحة فقط؟ وفي المقابل ما هي الرسالة التي يحملها المنشد ويسعى إلى إيصالها إلى مستمعيه؟
مما لا شك فيه أننا نقول ونؤكد على أن النشيد مهما وصل ومهما بلغ يبقى وسيلة فقط من وسائل الدعوة، وليس غاية في حد ذاته، ودائماً أقول وأنا أنادي بأن المنشد لا يغفل أبداً عن كونه داعية إلى الخير وحتى لا تتحور الأهداف وتتبدل الغايات الأسمى التي ننشد من أجلها.. نعم أنا مع إتقان العمل انطلاقاً من قول المصطفى -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه)، ولكن لست مؤيدا أن يطغى على كل حياة الإنسان، فلدى الإنسان مناهل أخرى يجب أن ينهل منها؛ لأنها قائده الحقيقي في هذه الحياة.
يرى بعض المراقبين أن ما يطرح في النشيد من أفكار وهموم خصوصاً في الآونة الأخيرة، ساهم في تدني مستوى الناس وإضعاف مشاركتهم لقضايا أمتهم وإشغالهم بقضايا هامشية أو هزلية، وتتهم أنت شخصياً بذلك في إصداراتك الأخيرة التي شهدت تحولاً عن الخط السابق منذ إصدار شريطكم الممنوع ( أشجان) كيف ترد على هذا الكلام؟
هذا الرأي غير صحيح مطلقاً، وسؤالي من هم هؤلاء المراقبون وما دورهم؟! يا أخي الكريم سبق أن ذكرت بأن البعض يرى بأن النشيد مقصور على قضية واحد فقط، ولا يرى النشيد في غيرها، وهذا غير صحيح، وكما قلت بأن المنشد داعية، يجب عليه أن يتخاطب مع الناس بلغة عصرهم ومستوى أفكارهم، بأن يناقش قضاياهم، أن يقودهم إلى الخير، وهل الخير مقصور على قضية معينة فقط؟ أين بر الوالدين؟ أين الحث على مكارم الأخلاق؟ أين قضايا المجتمع الأخرى المتنوعة والمتعددة؟ هل تريدون أن يثقل المجتمع بكثير من المشاكل والهموم والسموم الموردة إليه ونحن نتغنى بموضوع واحد فقط قد لا يكترث به الكثير الآن؟ هذا غير مستساغ، بل هو نقيصة في حق النشيد ومنشديه، نقول (خاطبوا الناس على قدر عقولهم) هل ترى بأنه من المستساغ بخطيب ما يخطب في مكان قد ألمت فيه بالناس ضائقة وجوع.. هل من المنطق أن يخطب خطبة يحثهم فيها على الصدقة مع أنها من أعمال البر والخير، أم أنه يوصيهم بالصبر ويدلهم على المفاتيح التي تقود الفرج إليهم؟! فلنع ذلك، ولنبتعد عن مجرد الآراء الشخصية والشخصية فقط.
لماذا لم يقل محمد -صلى الله عليه وسلم- لحنظلة رضي الله عنه عندما قال له نافق حنظلة؛ لماذا لم يقل له في معافسة الأولاد والأموال هذه قضية هامشية، ولكنه قال له (ساعة وساعة) ونحن نقول فيما ننشده ذلك، ساعة لهذا الأمر وساعة للأمر الآخر، وما تراه أنت هامشياً هو عند غيرك جوهري .
أخي الكريم نفوس كثير من الناس في هذا العصر خواء، عكس النفوس في الماضي، وبالتالي نحن نحتاج إلى ترميم النفوس أكثر في الحاضر، فكيف تحث شخصاً على شيء نفسه في الأساس خالية من مقوماته، ولعل ذلك مفهوم.
أما أنا شخصياً فقد واجهت عواصف من الانتقاد، خاصة بعد شريط (أشجان) الذي أشرت إليه في السؤال، وأقول بأنني في كل عمل أرسم أهدافًا معينة، وطالما أن الإنسان لم يتجاوز الخطوط الحمراء المتعلقة بالحلال والحرام فلا تعدو الآراء والانتقادات عن كونها مجرد وجهات نظر، إن وضعت العمل لهدف، وهذا الهدف قد تحقق لدي والحمد لله، والشريط ليس ممنوعاً كما ذكرت؛ بل أوقف توزيعه بعد الزوبعة التي صادفت خروجه وهو يباع الآن والطلب عليه كبير جداً.
إن صح التعبير؛ هناك تيارات مختلفة بين المنشدين، حيث إن هناك من التزم النهج القديم، وهناك من أفرط في التجديد، وهناك من توسط... هل هناك تواصل بين المنشدين، وتبادل للآراء، وربما تنسيق في الأهداف، والخطط؟
أنا أعترض أولاً على كلمة (تيارات) ولماذا نقول تيارات؟! المفترض أن نسميها أساليب، وجميعها تصب في وجهات النظر التي سبق أن أشرت إليها، فالبعض يروقه أن تخرج أناشيده بشكل والآخر يرى خروجها بشكل، ثم لا ننسى أن هناك معطيات فنية مرتبطة بقدرة كل منشد عن الآخر، فمن يقدر يعمل ومن لا يقدر يقتصر على ما يقدر عليه، المسألة متعلقة بالنظرة التي يراها المنشد، ولكن الجميع متفق على المبدأ وهو الدعوة إلى الله .
وكلمة التيارات هذه حاول الكثير أن يبرزها ويوجدها من العدم لغرض في نفسه، وهو لا يعلم بأنه يهدم أكثر مما يبني.
أما مسألة التواصل بين المنشدين فهناك تواصل مستمر، وأنا أحرص كثيراً على التواصل مع إخواني المنشدين، حتى إن هناك لقاء دوريًا شهريًا يضم نخبة من المنشدين المعروفين نتبادل فيه الآراء، ونتناول فيه العشاء، حيث إنه في كل مرة على أحدنا، ومن الأسماء الثابتة أنا، وأبو عبدالملك، وأبو علي، وهاني مقبل، وعبدالعزيز الخنين، وخالد العويد، وسليمان العمري، والأخ خالد الخلف، وعبد اللطيف المواسن، وهناك أسماء غير ثابتة حسب ظروفها مثل الأخ عمر الضحيان وسمير البشيري وعبدالله العماري وغيرهم، وهناك جو من الأريحية والعلاقة المتينة برغم ما يشاع وما يقال تحت طيات كلمة التيارات هذه.
كيف ترى مستقبل النشيد الإسلامي؟ وما هي العقبات التي تواجهه؟
النشيد أرى له -بفضل الله- مستقبلاً مشرقًا، وأرى بأنه أصبح له دور بارز وأثر واضح وتأثير بيّن، بشرط أن لا ينسى القائمون عليه دورهم هم كدعاة ولا تنسى المؤسسات الإسلامية دورها في هذا العمل الخير، وألا تتحول المسألة إلى تجارة بحتة وصرفة.
ولعل أبرز العقبات التي تواجه النشيد تلك الانتقادات الصادرة من أهواء ورغبات شخصية بعيدة عن منطق الحوار والعقل وهي تضر ولا تنقع.</div>
<div align="center">هذا اللقاء من موقع الاسلام اليوم
http://www.islamtoday.net/articles/show_ar...d=35&artid=3812 (http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_content.cfm?catid=35&artid=3812)</div>
<div align="center">أثار قرار منع النشيد (المؤقت) - كما يراه ضيفنا في هذا الحوار- حفيظة الكثير ما بين مؤيد ومعارض، وثارت قضايا مهمة متعلقة بالنشيد قديماً وحديثاً، والآراء مازالت متباينة حول تقييم النشيد في وضعه الحالي ما بين غالٍ إلى أقصى اليسار، ومتطرف إلى أقصى اليمين وكل ينطلق من رؤيته الخاصة للنشيد الإسلامي.
والنشيد باعتباره عملاً إسلامياً فنياً، لم يحظ بنقاش فكري تنظيري مع رواده ، بل كان النقاش و الإملاء أحياناً من قبل أطراف خارجية مع قدرها واحترام مكانتها، و أهمية طروحاتها ، إلا أننا في المقابل لا ينبغي أن نغفل أصحاب الاختصاص ، الذين دوماً ما يثار الحديث حولهم ، وتوجه الانتقادات لهم ، لكن لا يسمع صوتهم .
وفي ظل هذه الزوبعة التي أثيرت حول النشيد الإسلامي، نناقش في هذا الحوارأحد رواد النشيد الإسلامي وهوالأستاذ/ محمد المساعد ونلقي الضوء معه على آفاق النشيد وأغوار ماضيه، وأطوار حاضره، وواقع مستقبله.
فإلى الحوار:
دعنا نبدأ من التفاعلات الأخيرة، حيث تناقلت (منتديات الإنترنت) قرار منع فسح النشيد، كيف تنظرون إليه؟ وما هي الأسباب في نظرك التي أدت إلى صدور قرار المنع؟ وكيف سيكون أثر ذلك على واقع النشيد؟ ولماذا في هذا الوقت بالتحديد الذي شهد فيه النشيد تخففاً أو اعتدالاً مقارنة بوضع النشيد في السابق؟
بالنسبة لموضوع ما تناقلته بعض المنتديات حول قرار منع فسح النشيد؛ فأنا أرى حقيقة بأن الأمر أعطي أكبر من حجمه من المبالغة، لأنه حسب علمي بأن الإيقاف مؤقت، ولفترة محدودة لعملية المراجعة لما هو موجود؛ ثم إنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها وقف الفسح، بل حدث ذلك عدة مرات خلال السنوات المنصرمة، وفي الحقيقة أن أكثر من بالغ في هذا الموضوع هم الإخوة الذين ضد الإنشاد من أصله، ولعل القرار أفرح البعض منهم!.
أما بالنسبة لتوقيت القرار؛ فإنه السبب الرئيس لما حدث من تفاعل، ولكني شخصياً كنت أتوقع صدوره بين حين وآخر جراء ما يحدث في العالم كله.
أما ما ألمح إليه السؤال بأن الوقف حدث برغم ما شهده النشيد من تخففٍ واعتدال مقارنة بوضعه السابق، فأنا في الحقيقة ضد مسألة التخفف أو الاعتدال التي زعمها البعض، لأن المسألة في أساسها ليست تخففًا أو اعتدالاً، ولكن المسألة متعلقة بالمواضيع التي أصبح النشيد يتطرق إليها أو يعالجها، هذه المواضيع ذات الصلة بالمجتمع وتقلباته الحياتية. كان النشيد في السابق يتناول قضايا الأمة الإسلامية وما يتعرض له المسلمون في كل مكان، وكان هذا هو الهم الأوحد، وقد لا يعالج النشيد غيره، وبالتالي فإن صبغة النشيد حينها كانت تحاكي تلك المرحلة سواء باللحن أو بالأداء أو بالكلمة، ولكن هذه العناصر الثلاثة تنوعت واختلفت مواضيعها هذا هو الفرق فقط.
ذكرت في حديث لك في أحد المنتديات أن سبب المنع تصرف فردي من أحد المنشدين أو المخرجين، لكن ما ردك حول الأسباب التي وردت وتبرر قرار منع النشيد، من كون النشيد سببًا لتأجيج العاطفة (الإرهابية) وكونه يحرض على العنف، ومن قائل بسبب المخالفات العقدية التي تشمل عليها كلمات الأناشيد، ومن قائل أنها تشبه بالأغاني ودخول الدف والمؤثرات الموسيقية فيها، ومن قائل بأنها تشبه بالصوفية..،. فلذلك تمنع.. ما قولكم حول هذه الأسباب التي بررت قرار المنع؟
أنا ذكرت بأن من أسباب المنع هو التصرف الفردي لبعض الأشخاص أو المؤسسات الإعلامية وليس هذا هو السبب الرئيس حيث وضعت مادة في أحد الأشرطة لم تكن ضمن المواد التي قدمتها للفسح. أما ما أشير إليه في السؤال أن من الأسباب كون النشيد سببًا في تأجيج العاطفة الإرهابية ويحرص على العنف فهذا غير صحيح، وإلا لكان النشيد منع منذ تلك الآونة التي كان النشيد فيها جل اهتمامه بالجهاد والانتقام من أعداء الدين ولم تقم له قائمة منذ ذلك الحين، ولكن ظهرت مجموعة من المطبلين لمثل هذا التوجه، وأبرزوا هذا الشيء لأمر ما في نفوسهم وأحقاد تحركهم ضد النشيد بشكل خاص، ثم إن القضايا التي يتناولها النشيد في المسألة الجهادية هي تلك المتعلقة بقتال وجهاد أعداء الأمة ومن قتلوا المسلمين وشردوهم في كل مكان، وليس التفجير والتخريب وقتل المسلمين أو الأنفس البريئة، هذه يرفضها النشيد والمنشدون دون أدنى شك .
أما القول بأن من الأسباب هو وجود بعض المخالفات العقدية، فهذا كلام مردود من أساسه ، ولا يلتفت له، لأنني متيقن تمام اليقين بأن النشيد في المملكة أسلم من غيره في أي مكان آخر، بل على العكس فإنه إذا أشكل على أي منشد عبارة أو جملة أو مسألة في الاعتقاد ربما كون محل شك أو إشكال فإنه يتم استشارة أهل العلم في ذلك، وحدث معي شخصياً أكثر من مرة .
أما القول بأنها تشبه الأغاني فهذا مجرد قول لا يرتقي حتى إلى القياس لاختلال أركانه، فالمسألة هي مسألة صوت ولحن، وجميعها تتحد بطريقة الأداء أو المخارج وحتى المقامات، ومسألة التشبه مسألة غير منضبطة وترجع إلى الآراء ووجهات النظر فقط دون دليل، وبالإمكان أن تأخذ أي نشيد يراه البعض بأنه جهادي وتدخل عليه الآلات الموسيقية لأصبح أغنية سريعة أو شبابية كما يزعمون، والعكس لو أخذت أغنية وطنية مثلاً وجردتها من الآلات الموسيقية لأصبح نشيداً حماسياً بعرف هؤلاء .
أما دخول الدفوف أو الإيقاعات أو المؤثرات الموسيقية فأنا في الأساس ضد هذا الشيء، وهذا مجرد رأي شخصي، وإن كنا نحسن الظن دائماً بإخواننا الذين استندوا على بعض الفتاوى بجواز ذلك، ولكن لي رأي شخصي بأنه ليس كل ما هو مباح يؤخذ به، حتى لو كانت الفتيا تجيز ذلك، لأنه يجب علينا أن نحافظ على هوية النشيد وسمته، نعم أنا مع التطوير حتى نحاكي المرحلة التي تعيشها المجتمعات ولكن دون إسفاف.
ثم إن المسألة يجب أن تناقش، لا أن تكون مجرد تراشق بالألفاظ والكلمات؛ لأني أحسن الظن بأن هدف الجميع هو خدمة هذا الدين وخدمة الدعوة وإن اختلفت الوسيلة.
وينسحب ما ذكرته على القول بأن الأناشيد تشبه الصوفية، والفرق واضح وجدُّ كبير بين الاثنين.
وكل ذلك ليس من الأسباب التي أدت إلى قرار المنع كما ذكره الكثير.
خارج موضوع (قرار المنع) بصفتك منشداً ومراقبًا للساحة الإنشادية، هل أنت راضٍ عن واقع النشيد اليوم من حيث مضمونه وأدائه وهدفه؟ وهل تؤيد التكلف الفني الذي بدأ يطغى على النشيد؟g
بالنسبة لما يحدث في الساحة الإنشادية اليوم من تطور فأنا راضٍ بنسبة كبيرة جداً عما يخرج، وإن كانت مسألة المضمون أصبحت أقل جودة وهذا باعتبار النظر إلى قلة الشعراء المتخصصين وكثرة المنشدين فضلاً عن كون بعض الشعراء أصبح يطالب بالمقابل لشعره وهو من حقه، ولكن ليس كل المنشدين أو المؤسسات تستطيع الدفع وبالتالي يتم البحث عن أي كاتب، أما الأداء والهدف فوصلا إلى مرحلة ممتازة بالنظر إلى تنوع المضمون وتناوله جوانب حساسة ومهمة زادت من شريحة المستمعين لهذا الفن الأصيل الهادف، وأنت ترى بأنه لا يكاد يخلو بيت من شريط إنشادي على مختلف الصُعُد .
أما مسألة التكلف فما الضابط الذي يضبطها، فما أراه متكلفاً قد لا تراه أنت كذلك والعكس صحيح، وإذا كان المقصود بالتكلف هو الخلفيات المصاحبة للنشيد فهذه مسألة ترجع إلى الذوق وما أحبه أنا وما تحبه أنت، ولكن المهم أن تكون خادمة للنشيد وليس العكس، ولا أشك بأن الكثير منها يضفي على النشيد جمالاً، وأعود وأقول بأن المسألة تخضع للذوق لا أكثر.
كيف تتعاملون مع الانتقادات الموجهة للنشيد الإسلامي وخصوصاً مع الفتاوى التي ترى تحريمه وتأثيم من يسمعه؟
أنا أتعامل مع الانتقادات بكل احترام، ودائماً أحملها على المحمل الحسن، حتى ولو كانت قاسية جداً في كثير من الأحيان، أما من يفتي بتحريمه فهناك من يفتي بحله، ويجب أن تكون هذه المسألة مؤصلة وبشكل وبأسلوب علمي دقيق، وليس كما يفعله البعض من قوله (قال الشيخ فلان) لأنه وبكل بساطة سأقول له ( وقال الشيخ فلان)، وربما من أقول بقوله هو أجل قدراً وأوفر علماً . وما دامت المسألة كذلك؛ فإنني أحترم الرأي الآخر ويبقى قوله وجهة نظر أحترمها وإن كنت لست ملزماً بتطبيق قوله، وهذا الأمر يحدث في المسائل العلمية والأحكام الفقهية وليس النشيد وحده، والمطلوب ممن يقول بالتحريم أو التأثيم أن ينظر إلى الفتوى أو الرأي الآخر أيضاً، لأن المسألة ليست تمسكًا بالآراء والأهواء فقط، وليكن الجميع على ثقة بأنه لو كان في الأمر حرمة لكنا وكان والمنشدون أول المبتعدين عنه؛ لأنه ليس لنا خيار في دين الله وشرعه من حيث فعل الواجب وترك المحرم القطعي.
حدثت هناك نقلة واضحة في مسيرة النشيد الإسلامي بين القديم الحماسي المشتعل، والحاضر الحداثي المتنوع، ألا ترى هذه النقلة قد سببت في خسران النشيد لجمهور عريض من مؤيديه في السابق وتحولهم إلى أعداء وخصوم في الحاضر؟
أنا لا أتفق في حقيقة الأمر مع القول بأن النقلة التي حصلت للنشيد عما كان عليه في الماضي قد أخسرته لبعض الجمهور من مؤيديه؛ لأن النشيد في الحاضر قد جذب قواعد كبيرة وليس قاعدة واحدة من الجماهير، خاصة عوام الناس وهم المعنيون في النشيد، فالشخص الذي التزم على طريق الخير قد كفانا مؤنته وليس معنيا من قبلنا وله قنوات أخرى يستطيع أن يستفيد من خلالها نحن نريد من ضل الطريق، ويكفي أنه تسبب في هداية الكثير من الناس، والقصص في ذلك كثيرة وكثيرة جداً قد لا يتسع المجال لذكرها، ولكن ما رأيك أنه في إحدى الحفلات نزل شخص من الحضور إلى خشبة المسرح وكان نصرانياً فأعلن إسلامه ليلتها وهذه حدثت أمامي وبحضوري .
فآمل أن لا نحجر واسعاً لمجرد الاستنصار للرأي.
تضخم النشيد، وطغيانه على حياة الشاب وانصرافه بجل فكرة وهمه إلى النشيد، ألا ترى أن النشيد تحول لدى الكثير إلى غاية، ولدى الكثير من المؤسسات الإعلامية إلى تجارة مربحة فقط؟ وفي المقابل ما هي الرسالة التي يحملها المنشد ويسعى إلى إيصالها إلى مستمعيه؟
مما لا شك فيه أننا نقول ونؤكد على أن النشيد مهما وصل ومهما بلغ يبقى وسيلة فقط من وسائل الدعوة، وليس غاية في حد ذاته، ودائماً أقول وأنا أنادي بأن المنشد لا يغفل أبداً عن كونه داعية إلى الخير وحتى لا تتحور الأهداف وتتبدل الغايات الأسمى التي ننشد من أجلها.. نعم أنا مع إتقان العمل انطلاقاً من قول المصطفى -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه)، ولكن لست مؤيدا أن يطغى على كل حياة الإنسان، فلدى الإنسان مناهل أخرى يجب أن ينهل منها؛ لأنها قائده الحقيقي في هذه الحياة.
يرى بعض المراقبين أن ما يطرح في النشيد من أفكار وهموم خصوصاً في الآونة الأخيرة، ساهم في تدني مستوى الناس وإضعاف مشاركتهم لقضايا أمتهم وإشغالهم بقضايا هامشية أو هزلية، وتتهم أنت شخصياً بذلك في إصداراتك الأخيرة التي شهدت تحولاً عن الخط السابق منذ إصدار شريطكم الممنوع ( أشجان) كيف ترد على هذا الكلام؟
هذا الرأي غير صحيح مطلقاً، وسؤالي من هم هؤلاء المراقبون وما دورهم؟! يا أخي الكريم سبق أن ذكرت بأن البعض يرى بأن النشيد مقصور على قضية واحد فقط، ولا يرى النشيد في غيرها، وهذا غير صحيح، وكما قلت بأن المنشد داعية، يجب عليه أن يتخاطب مع الناس بلغة عصرهم ومستوى أفكارهم، بأن يناقش قضاياهم، أن يقودهم إلى الخير، وهل الخير مقصور على قضية معينة فقط؟ أين بر الوالدين؟ أين الحث على مكارم الأخلاق؟ أين قضايا المجتمع الأخرى المتنوعة والمتعددة؟ هل تريدون أن يثقل المجتمع بكثير من المشاكل والهموم والسموم الموردة إليه ونحن نتغنى بموضوع واحد فقط قد لا يكترث به الكثير الآن؟ هذا غير مستساغ، بل هو نقيصة في حق النشيد ومنشديه، نقول (خاطبوا الناس على قدر عقولهم) هل ترى بأنه من المستساغ بخطيب ما يخطب في مكان قد ألمت فيه بالناس ضائقة وجوع.. هل من المنطق أن يخطب خطبة يحثهم فيها على الصدقة مع أنها من أعمال البر والخير، أم أنه يوصيهم بالصبر ويدلهم على المفاتيح التي تقود الفرج إليهم؟! فلنع ذلك، ولنبتعد عن مجرد الآراء الشخصية والشخصية فقط.
لماذا لم يقل محمد -صلى الله عليه وسلم- لحنظلة رضي الله عنه عندما قال له نافق حنظلة؛ لماذا لم يقل له في معافسة الأولاد والأموال هذه قضية هامشية، ولكنه قال له (ساعة وساعة) ونحن نقول فيما ننشده ذلك، ساعة لهذا الأمر وساعة للأمر الآخر، وما تراه أنت هامشياً هو عند غيرك جوهري .
أخي الكريم نفوس كثير من الناس في هذا العصر خواء، عكس النفوس في الماضي، وبالتالي نحن نحتاج إلى ترميم النفوس أكثر في الحاضر، فكيف تحث شخصاً على شيء نفسه في الأساس خالية من مقوماته، ولعل ذلك مفهوم.
أما أنا شخصياً فقد واجهت عواصف من الانتقاد، خاصة بعد شريط (أشجان) الذي أشرت إليه في السؤال، وأقول بأنني في كل عمل أرسم أهدافًا معينة، وطالما أن الإنسان لم يتجاوز الخطوط الحمراء المتعلقة بالحلال والحرام فلا تعدو الآراء والانتقادات عن كونها مجرد وجهات نظر، إن وضعت العمل لهدف، وهذا الهدف قد تحقق لدي والحمد لله، والشريط ليس ممنوعاً كما ذكرت؛ بل أوقف توزيعه بعد الزوبعة التي صادفت خروجه وهو يباع الآن والطلب عليه كبير جداً.
إن صح التعبير؛ هناك تيارات مختلفة بين المنشدين، حيث إن هناك من التزم النهج القديم، وهناك من أفرط في التجديد، وهناك من توسط... هل هناك تواصل بين المنشدين، وتبادل للآراء، وربما تنسيق في الأهداف، والخطط؟
أنا أعترض أولاً على كلمة (تيارات) ولماذا نقول تيارات؟! المفترض أن نسميها أساليب، وجميعها تصب في وجهات النظر التي سبق أن أشرت إليها، فالبعض يروقه أن تخرج أناشيده بشكل والآخر يرى خروجها بشكل، ثم لا ننسى أن هناك معطيات فنية مرتبطة بقدرة كل منشد عن الآخر، فمن يقدر يعمل ومن لا يقدر يقتصر على ما يقدر عليه، المسألة متعلقة بالنظرة التي يراها المنشد، ولكن الجميع متفق على المبدأ وهو الدعوة إلى الله .
وكلمة التيارات هذه حاول الكثير أن يبرزها ويوجدها من العدم لغرض في نفسه، وهو لا يعلم بأنه يهدم أكثر مما يبني.
أما مسألة التواصل بين المنشدين فهناك تواصل مستمر، وأنا أحرص كثيراً على التواصل مع إخواني المنشدين، حتى إن هناك لقاء دوريًا شهريًا يضم نخبة من المنشدين المعروفين نتبادل فيه الآراء، ونتناول فيه العشاء، حيث إنه في كل مرة على أحدنا، ومن الأسماء الثابتة أنا، وأبو عبدالملك، وأبو علي، وهاني مقبل، وعبدالعزيز الخنين، وخالد العويد، وسليمان العمري، والأخ خالد الخلف، وعبد اللطيف المواسن، وهناك أسماء غير ثابتة حسب ظروفها مثل الأخ عمر الضحيان وسمير البشيري وعبدالله العماري وغيرهم، وهناك جو من الأريحية والعلاقة المتينة برغم ما يشاع وما يقال تحت طيات كلمة التيارات هذه.
كيف ترى مستقبل النشيد الإسلامي؟ وما هي العقبات التي تواجهه؟
النشيد أرى له -بفضل الله- مستقبلاً مشرقًا، وأرى بأنه أصبح له دور بارز وأثر واضح وتأثير بيّن، بشرط أن لا ينسى القائمون عليه دورهم هم كدعاة ولا تنسى المؤسسات الإسلامية دورها في هذا العمل الخير، وألا تتحول المسألة إلى تجارة بحتة وصرفة.
ولعل أبرز العقبات التي تواجه النشيد تلك الانتقادات الصادرة من أهواء ورغبات شخصية بعيدة عن منطق الحوار والعقل وهي تضر ولا تنقع.</div>
<div align="center">هذا اللقاء من موقع الاسلام اليوم
http://www.islamtoday.net/articles/show_ar...d=35&artid=3812 (http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_content.cfm?catid=35&artid=3812)</div>