الداعية
17 Jun 2004, 06:05 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طرائف ونوادر شرعية: طعام الجنة أشهى
كان الحجاج في بعض جولاته خارج المدينة، ولما حان وقت الغداء قدم له في خيمته غداء
شهـي، ولكنه كعادة العرب لم يرد أن يأكل وحده فقال لرجاله اذهبوا وابحثوا لنا عن
رجل من البادية يأكل معنا، فانطلقوا يبحثون فوجدوا راعي غنم فقير!
قالوا له : هيا أجب الأمير.
قال : ومن الأمير؟
قالوا : الحجاج.
قال : وماذا يريد مني؟
قالوا : أنه يدعوك.
فذهب إليه في خيمته فسلم
قال الحجاج : هيا تناول معنا طعام الغداء.
قال الراعي : لقد دعاني من هو أكرم منك فأجبته!
قال الحجاج : ومن هو؟
قال الراعي : دعاني الله إلي الصيام اليوم فصمت !
قال الحجاج : ولكنها نافلة واليوم شديد الحر.
قال الراعي : لقد صمت ليوم أشد منه حراً !
قال الحجاج : إن في الغد لمتسعاً لتصوم.
قال الراعي : وهل ضمنت لي عمري حتى أعيش إلى الغد؟
قال الحجاج : الحق أن هذا طعام شهي. طيب.
قال الراعي : والله ما طيبته أنت ، وما طيبه طاهيك، وإنما طيبته العافية وطعام الجنة أشهى.!
ولم يجد الحجاج ما يقنع به الراعي فسمح له بالانصراف..!
طرائف ونوادر شرعية: وصية عمر بن الخطاب رضوان الله عليه
قال عمر بن الخطاب رضوان الله عليه : (( من عَرّض نفسه للتهمة فلا يلُومَنَّ من أساء به الظن ؛ ومن كتم سرّه كانت الخيرة بيده . وضَعْ أمر أخيك على أحسنِهِ حتى يأتيك ما يغلبك عليه . ولا تَظُنَّنَّ بكلمة خرجت من امرئ مُسْلم شرًّا وأنت تَجِدُ لها في الخير مَخْرجاً ؛ وعليك بإخوان الصدق فَكِسْ(1) في اكتسابهم ، فإنهم زينة في الرخاء ، عُدة في البلاءِ . ولا تَهَاوَنْ في الحَلِفِ بالله فيُهينك . وعليك بالصدق ولو قَتَلك ، ولا تَعتَزِ إلى من لا يُغْنيك ؛ واعتزل عدوَّك ؛ و أحْذَرْ صديقك إلاّ الأمين : و الأمين من خشي الله تعالى . ولا تَصْحَب الفاجر فتتعلَّم من فُجُوره ، ولا تُطْلِعه على سرّك فيفضحك . وتخَشَّع عند القبور ؛ وآخ الإخوان على قدر التقوى ؛ ولا تَسْتَعِنْ على حاجتك من لا يُحِبُّ نَجَاحَهَا لك ؛ وشاورْ في أمرك الذين يخافون الله عز وجل ))
طرائف ونوادر شرعية: وصف صعصعة بن صوحان لعمر بن الخطاب رضي الله عنه
وصف صعصعة بن صوحان لعمر بن الخطاب رضي الله عنه
قال مُعَاوِِيَةُ بنُ أبي سُفْيَانَ لِصَعْصَعَةَ بنِ صُوحَان: صِفْ لي عُمَرَ بنَ الخَطَّاب؟ فقال: كان عالماً برعيّّته، عادلاً في قَضِيَّتهِ، عارياً من الكِبرْ، قَبُولاً للعُذْر، سَهْلَ الحِجَاب، مَصُونَ الباب، مُتَحرِّياً للصّواب، رَفيقاً بالضَّعيف، غَيْرَ مُحابٍ للقَريب، ولا جَافٍ للغَريب.
طرائف ونوادر شرعية: أخلاق الكبار
عزى أبو حنيفة سفيان الثوري في أخيه عمر ، فاستقبله سفيان بما يليق واعتنقه ، وقعد منه مقعد التلميذ ، فدهش تلاميذ سفيان ( أبو بكر بن عياش وعبد الله بن إدريس وغيرهم) من ذلك ، ولاموا شيخهم ، فقال لهم: إن لم يكن ما رأيتم لعلم أبي حنيفة ، فليكن لسنه، فإن لم يكن فلورعه، فإن لم يكن فلفقهه ، قالوا فأقحمنا فلم نملك جوابا.
دروس مستفادة
- الأتباع والتلاميذ يحتاجون إلى لفت النظر ، بل والتبكيت أحيانا حين يتطاولون على الشيوخ الراسخين في العلم
- التطبيق العملي لتقدير العلماء والاحتفاء بهم يترك أثراً عميقا في نفوس التلاميذ
- بيان مزايا العلماء بأعيانهم وتنبيه الطلاب إلى ذلك وحثهم على الاستفادة من هؤلاء الشيوخ قبل رحيلهم
- الاختلاف المنهجي في طرائق العلم غير عائق ولا مانع من الاستفادة ، فرغم ما بين المدرستين من التباين ( مدرسة الرأي التي يمثلها أبو حنيفة ، ومدرسة الحديث التي يمثلها سفيان ) إلا أن المعلوم من أخبارهما ثناء كل على الآخر . فقد روى أن (محمد بن بشر ) كان يحضر حلقة سفيان وحلقة أبي حنيفة ، فكان إذا حضر حلقة أبي حنيفة سأله من أين أقبلت ، فيقول له من حلقة سفيان ، فيقول له : لو أن الأسود وعلقمة ( من أئمة الحديث ) بين ظهرانينا لاحتاجوا إلى علم سفيان . فإذا مر على سفيان سأله من أين أقبلت ، فيقول من حلقة أبي حنيفة ، فيقول سفيان : ما على ظهر الأرض أفقه من أبي حنيفة .
- هل صنعت حضارتنا الإسلامية في كافة علومها ومجالاتها إلا بمثل هذا الروح النقية المتجردة من حظوظ النفس والبعد عن التعصب المذهبي المنغلق ، أين هذا من بعض الشبيبة الذين يتطاولون على مخالفيهم ويرمونهم بأشنع النعوت ، ويلوكون أعراضهم بحجة بيان الحق ، وتحذير الأمة .
يقولون هذا عندنا غير جائز ومن أنتمو حتى يكون لكم عند
- مع حفظ حقوق العلماء وصون أعراضهم ، فلا بد من بيان الحق الذي يعتقده العالم أو طالب العلم ، دون مداهنة ، أم مداراة .ولكن بيان الحق شيء والتطاول والسخرية والإسقاف شيء آخر .
طرائف ونوادر شرعية: سياق من افعال ابوبكر الصديق رضي الله عنه
وعن أنس ، قال: لما كان ليلة الغار قال أبوبكر : يا رسول الله دعني أدخل قبلك فإن كان حية أو شيء كانت لي قبلك قال: أدخل.
فدخل أبوبكر فجعل يلتمس بيده كلما رأى جـحـراً قال بثوبه فشقه ثم ألقمه الجـحـر ، حتى فعل ذلك بثوبه أجمع. قال: فبقى جُـحـر فوضع عَقِبِهِ عليه ثم أدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم . فلما أصبح قال له النبي صلى الله عليه وسلم: فأين ثوبك يا أبابكر ؟ فأخبره بالذي صنع " فرفع رسول الله صلى الله عليه سولم يديه وقال:
(( اللهم اجعل أبابكر معي في درحتي يوم القيامة )) فاوحى الله عز وجل إليه أن الله تعالى قد استجاب لك "
طرائف ونوادر شرعية: طرفة عن القاضي عبد الله بن الحسن العنبري
طرفة عن القاضي عبد الله بن الحسن العنبري
(( لما ولى المنصور عبد الله بن الحسن العنبري قضاء البصرة فأوصاه، يعني في كتابه إليه ، فقال : إني قد قلدتك طوقا مما قلدني الله طوقا ، فأغلقت في عنقك طرفه ، وأبقيت في عنقي ربقته ، وإني لم آل جهداً إذ وليتك ، لما ظهر لي منك ، من حسن فعلك ، وعلى الله إصلاح باطنك ، لا أعلم الغيب فلا أخطئ ، ولا أدعي معرفة ما لم يعلمني ربي ، فاتق الله وأطعني إذا لم أعد بطاعتي من فوقي ، ولا يحملنك خوفي، واتباع محبتي على أن تطيعني في معصية ربي فإني لا أغني عنك من الله شيئا ، ولا تغنيه عني ، إنك حجاب بين الله وبيني ، وأمانة مني على رعيتي ، قلدتك أحكامهم إن كنت أمامهم ، فلا يعدلن الحق عندك شئ ، ولا يكونن أحد أكرم عليك من نفسك سلط الله عليها عزمكـ قبل تسلطها عليك ، في حكمك، قد أبلغتك وما علىَّ إلا الجهد . ))
طرائف ونوادر شرعية: طعام الجنة أشهى
كان الحجاج في بعض جولاته خارج المدينة، ولما حان وقت الغداء قدم له في خيمته غداء
شهـي، ولكنه كعادة العرب لم يرد أن يأكل وحده فقال لرجاله اذهبوا وابحثوا لنا عن
رجل من البادية يأكل معنا، فانطلقوا يبحثون فوجدوا راعي غنم فقير!
قالوا له : هيا أجب الأمير.
قال : ومن الأمير؟
قالوا : الحجاج.
قال : وماذا يريد مني؟
قالوا : أنه يدعوك.
فذهب إليه في خيمته فسلم
قال الحجاج : هيا تناول معنا طعام الغداء.
قال الراعي : لقد دعاني من هو أكرم منك فأجبته!
قال الحجاج : ومن هو؟
قال الراعي : دعاني الله إلي الصيام اليوم فصمت !
قال الحجاج : ولكنها نافلة واليوم شديد الحر.
قال الراعي : لقد صمت ليوم أشد منه حراً !
قال الحجاج : إن في الغد لمتسعاً لتصوم.
قال الراعي : وهل ضمنت لي عمري حتى أعيش إلى الغد؟
قال الحجاج : الحق أن هذا طعام شهي. طيب.
قال الراعي : والله ما طيبته أنت ، وما طيبه طاهيك، وإنما طيبته العافية وطعام الجنة أشهى.!
ولم يجد الحجاج ما يقنع به الراعي فسمح له بالانصراف..!
طرائف ونوادر شرعية: وصية عمر بن الخطاب رضوان الله عليه
قال عمر بن الخطاب رضوان الله عليه : (( من عَرّض نفسه للتهمة فلا يلُومَنَّ من أساء به الظن ؛ ومن كتم سرّه كانت الخيرة بيده . وضَعْ أمر أخيك على أحسنِهِ حتى يأتيك ما يغلبك عليه . ولا تَظُنَّنَّ بكلمة خرجت من امرئ مُسْلم شرًّا وأنت تَجِدُ لها في الخير مَخْرجاً ؛ وعليك بإخوان الصدق فَكِسْ(1) في اكتسابهم ، فإنهم زينة في الرخاء ، عُدة في البلاءِ . ولا تَهَاوَنْ في الحَلِفِ بالله فيُهينك . وعليك بالصدق ولو قَتَلك ، ولا تَعتَزِ إلى من لا يُغْنيك ؛ واعتزل عدوَّك ؛ و أحْذَرْ صديقك إلاّ الأمين : و الأمين من خشي الله تعالى . ولا تَصْحَب الفاجر فتتعلَّم من فُجُوره ، ولا تُطْلِعه على سرّك فيفضحك . وتخَشَّع عند القبور ؛ وآخ الإخوان على قدر التقوى ؛ ولا تَسْتَعِنْ على حاجتك من لا يُحِبُّ نَجَاحَهَا لك ؛ وشاورْ في أمرك الذين يخافون الله عز وجل ))
طرائف ونوادر شرعية: وصف صعصعة بن صوحان لعمر بن الخطاب رضي الله عنه
وصف صعصعة بن صوحان لعمر بن الخطاب رضي الله عنه
قال مُعَاوِِيَةُ بنُ أبي سُفْيَانَ لِصَعْصَعَةَ بنِ صُوحَان: صِفْ لي عُمَرَ بنَ الخَطَّاب؟ فقال: كان عالماً برعيّّته، عادلاً في قَضِيَّتهِ، عارياً من الكِبرْ، قَبُولاً للعُذْر، سَهْلَ الحِجَاب، مَصُونَ الباب، مُتَحرِّياً للصّواب، رَفيقاً بالضَّعيف، غَيْرَ مُحابٍ للقَريب، ولا جَافٍ للغَريب.
طرائف ونوادر شرعية: أخلاق الكبار
عزى أبو حنيفة سفيان الثوري في أخيه عمر ، فاستقبله سفيان بما يليق واعتنقه ، وقعد منه مقعد التلميذ ، فدهش تلاميذ سفيان ( أبو بكر بن عياش وعبد الله بن إدريس وغيرهم) من ذلك ، ولاموا شيخهم ، فقال لهم: إن لم يكن ما رأيتم لعلم أبي حنيفة ، فليكن لسنه، فإن لم يكن فلورعه، فإن لم يكن فلفقهه ، قالوا فأقحمنا فلم نملك جوابا.
دروس مستفادة
- الأتباع والتلاميذ يحتاجون إلى لفت النظر ، بل والتبكيت أحيانا حين يتطاولون على الشيوخ الراسخين في العلم
- التطبيق العملي لتقدير العلماء والاحتفاء بهم يترك أثراً عميقا في نفوس التلاميذ
- بيان مزايا العلماء بأعيانهم وتنبيه الطلاب إلى ذلك وحثهم على الاستفادة من هؤلاء الشيوخ قبل رحيلهم
- الاختلاف المنهجي في طرائق العلم غير عائق ولا مانع من الاستفادة ، فرغم ما بين المدرستين من التباين ( مدرسة الرأي التي يمثلها أبو حنيفة ، ومدرسة الحديث التي يمثلها سفيان ) إلا أن المعلوم من أخبارهما ثناء كل على الآخر . فقد روى أن (محمد بن بشر ) كان يحضر حلقة سفيان وحلقة أبي حنيفة ، فكان إذا حضر حلقة أبي حنيفة سأله من أين أقبلت ، فيقول له من حلقة سفيان ، فيقول له : لو أن الأسود وعلقمة ( من أئمة الحديث ) بين ظهرانينا لاحتاجوا إلى علم سفيان . فإذا مر على سفيان سأله من أين أقبلت ، فيقول من حلقة أبي حنيفة ، فيقول سفيان : ما على ظهر الأرض أفقه من أبي حنيفة .
- هل صنعت حضارتنا الإسلامية في كافة علومها ومجالاتها إلا بمثل هذا الروح النقية المتجردة من حظوظ النفس والبعد عن التعصب المذهبي المنغلق ، أين هذا من بعض الشبيبة الذين يتطاولون على مخالفيهم ويرمونهم بأشنع النعوت ، ويلوكون أعراضهم بحجة بيان الحق ، وتحذير الأمة .
يقولون هذا عندنا غير جائز ومن أنتمو حتى يكون لكم عند
- مع حفظ حقوق العلماء وصون أعراضهم ، فلا بد من بيان الحق الذي يعتقده العالم أو طالب العلم ، دون مداهنة ، أم مداراة .ولكن بيان الحق شيء والتطاول والسخرية والإسقاف شيء آخر .
طرائف ونوادر شرعية: سياق من افعال ابوبكر الصديق رضي الله عنه
وعن أنس ، قال: لما كان ليلة الغار قال أبوبكر : يا رسول الله دعني أدخل قبلك فإن كان حية أو شيء كانت لي قبلك قال: أدخل.
فدخل أبوبكر فجعل يلتمس بيده كلما رأى جـحـراً قال بثوبه فشقه ثم ألقمه الجـحـر ، حتى فعل ذلك بثوبه أجمع. قال: فبقى جُـحـر فوضع عَقِبِهِ عليه ثم أدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم . فلما أصبح قال له النبي صلى الله عليه وسلم: فأين ثوبك يا أبابكر ؟ فأخبره بالذي صنع " فرفع رسول الله صلى الله عليه سولم يديه وقال:
(( اللهم اجعل أبابكر معي في درحتي يوم القيامة )) فاوحى الله عز وجل إليه أن الله تعالى قد استجاب لك "
طرائف ونوادر شرعية: طرفة عن القاضي عبد الله بن الحسن العنبري
طرفة عن القاضي عبد الله بن الحسن العنبري
(( لما ولى المنصور عبد الله بن الحسن العنبري قضاء البصرة فأوصاه، يعني في كتابه إليه ، فقال : إني قد قلدتك طوقا مما قلدني الله طوقا ، فأغلقت في عنقك طرفه ، وأبقيت في عنقي ربقته ، وإني لم آل جهداً إذ وليتك ، لما ظهر لي منك ، من حسن فعلك ، وعلى الله إصلاح باطنك ، لا أعلم الغيب فلا أخطئ ، ولا أدعي معرفة ما لم يعلمني ربي ، فاتق الله وأطعني إذا لم أعد بطاعتي من فوقي ، ولا يحملنك خوفي، واتباع محبتي على أن تطيعني في معصية ربي فإني لا أغني عنك من الله شيئا ، ولا تغنيه عني ، إنك حجاب بين الله وبيني ، وأمانة مني على رعيتي ، قلدتك أحكامهم إن كنت أمامهم ، فلا يعدلن الحق عندك شئ ، ولا يكونن أحد أكرم عليك من نفسك سلط الله عليها عزمكـ قبل تسلطها عليك ، في حكمك، قد أبلغتك وما علىَّ إلا الجهد . ))