Simply Different
20 Jun 2004, 09:02 PM
إخوان أون لاين - 23/11/2003
طفولة
<img src='http://ikhwanonline.net/Data/2003/11/23/ikh2.jpg' border='0' alt='user posted image' />
- القصة تنمي الحوار بين الطفل وأبويه، وتساعده على الربط بين الواقع والخيال.
- الحكايات المخيفة مرفوضة، ولحظة الحكي تطهير لنفس الطفل والأم معًا.
- الحدوتة تربط الأشقاء معًا، والقصص الفصيح يقوي المهارات اللغوية للطفل.
الحكاية.. عالم خاص بالطفل، يجد فيه ضالته من شخصيات وأحداث يرتبط بها بعلاقات ودّ وشغف، ويتعلم منها قيمًا وسلوكيات مستحبةً، ويعقد معها صداقات تُصلح بناءه النفسي، وتساعد على نموه العقلي السليم.
فأقصوصة قبل النوم مربية بلا أجر، ولكنها مربية مشروطة، فليست أي حدوتة يمكن أن تقوم بهذا الدور التربوي المهم.
يتحدث الدكتور مرسي الصباغ - أستاذ الأدب الشعبي - عن أهمية القصص، فيقول: "إن القصص تنمي مدارك الطفل وقدراته، وخاصةً حين يسترجعها ويرويها لرفاقه، وإن حكاية الأم القصة لطفلها بصوتها الحاني طريق لإكسابه قيم الشهامة والكرامة والوطنية، وكذلك الحب والطاعة من خلال ما يراه طفلها من مواقف أبطالها، ويستمد قيم الإنصات والتفكر والطاعة عبر حكي الأم القصة له بأسلوب مشوق وجذاب".
وعن فائدة الحكايات الشعبية يقول د. شاكر عبد الحميد- أستاذ علم النفس – "إن الأدب الشعبي عالم خاص، وللقصة الشعبية فوائد تربوية، حيث يمكن من خلال استجابات الأطفال لهذه الحكايات معرفة مدى نموهم الانفعالي والإدراكي والعقلي".
ويضيف الدكتور "مرسي السيد الصباغ" أنها تنمي قدرات الطفل على الحكي وتركيز الانتباه؛ ونظرًا لبساطتها، فهي تمنح الأطفال المتعة، ونحن لدينا تراث رائع من قصص أبي زيد الهلالي وعنترة والظاهر بيبرس.
والخاتمة توتة.. توتة:
<img src='http://ikhwanonline.net/Data/2003/11/23/ikh4.jpg' border='0' alt='user posted image' />
إن الطفل يحتاج في هذه السن إلى فهم لتراثنا العربي للتهذيب والرعاية وحسن التنشئة، فالفن الشعبي يلائم شخصية الطفل، ويرغبه في الربط بين الواقع المحسوس والخيار؛ لأن الحدوتة خيال ساذج ينشط فكره، كما يشير حنفي مصطفى- كاتب قصص الأطفال - إلى أن الحدوتة ذات هدف تربوي ضروري، وتخلق الحوار بين الطفل وأبويه، وعن عالم تتكلم فيه الحيوانات والطيور والأشجار، على أن تكون هذه الحواديت بسيطةً تدور حول موقف أو حادث محدد، وبطله شخصية أو اثنتان، على أن تبدأ الحدوتة بالتشويق ويكون خاتمتها: توتة.. توتة خلصت الحدوتة، كما كانت الجدات القدامى يفعلن..، وعلى الرغم من هذه البساطة فهي تمهد للبداية والنهاية بطريقة مريحة.
ويوضح أ. عبد التواب يوسف- كاتب الأطفال، ومستشار رئيس الهيئة المصرية للكتاب- أنه يجب على الأم ألا تروي للأطفال حكايات مخيفةً قبل النوم؛ لئلا يشعر الأطفال بالقلق والتوتر وعدم النوم الهادئ الآمن.
والبديل الوحيد هو القصة الهادئة التي تبث في نفوسهم الاطمئنان والثقة بالنفس، ولا تعرضهم للكوابيس والأحلام المخيفة التي يفزع منها الأطفال أثناء النوم. وتفاجأ الأم بفزع الطفل واستيقاظه مذعورًا من نومه، دون أن تعلم أنها وقصتها المخيفة السبب لما يعانيه الطفل أثناء النوم.
وقت مقدّس:
ولقد أخذ العالم الغربي كله فكرة حدوتة قبل النوم، فالأمهات الألمانيات مثلاً يعتبرن ساعة قبل النوم والحدوتة وقتًا مقدسًا، حيث تترك المرأة كل أعمالها؛ لتمكث في سرير طفلها تحكي له وتروي.
كما أن الحدوتة تعتبر لحظة تفاعل بين الأم والطفل، ولحظة اندماج بينهما، تختفي أثناءها عصبية الأم وتمرد الابن التي تظهر طوال اليوم. وما تصدره الأم من أوامر ونواهٍ وإرشادات، يتوقف على مجيء الحدوتة وخلق روح الود واللحظة الحميمة، فينفض كل منهما أعباءه، فينام الطفل هادئًا، وتنصرف الأم هادئةً.
ولقد ابتكرت أمريكا لحكايات قبل النوم أشكالاً متجددةً، إذا كان الأب والأم ممن لا يستطيعون رواية القصص، فقد تم تسجيل عشرات القصص تستغرق كل منهما ما لا يزيد على 3 دقائق، وعلى الطفل عند النوم أن يطلب رقمًا معينًا لحدوتته يختارها بنفسه حتى ينام هادئًا.
ويشير الأستاذ "عبد التواب يوسف" أن منابع القصص كثيرة ومتعددة في الدول العربية، كما أنها تأخذ أشكالاً متنوعةً ومختلفةً، كأن تقرأ الأم القصة ثم تسردها لأطفالها بطريقتها الخاصة، بالإضافة إلى أنه من الممكن أن تُعلِّم الطفل العربية الفصحى من خلال الاستماع لسرد الأم لبعض الحكايات الشعرية والثقافية.
تأثير ممتد:
<img src='http://ikhwanonline.net/Data/2003/11/23/ikh5.jpg' border='0' alt='user posted image' />
وهناك ألوان جميلة من القصة نترك الطفل يطّلع عليها - لو كانت سنه تسمح - مع مساعدة الأم، ومنها الروايات الاجتماعية والفنية والأدبية والدينية، لكن المهم أن تقتني الأم هذه القصص وتعيد رواياتها على مسامع أطفالها.
وأخيرًا.. يناشد الأمهات العربيات العودة للتقليد الجميل في رواية قصة قبل النوم الذي أخذته عنا الدول الغربية، فهي وسيلة تحبب الطفل في أمه أكثر، ويتقرب إليها أكثر ولا يأخذ منها وقتًا طويلاً، ويظهر أثر حدوتة قبل النوم على الطفل على المدى الطويل، لكن يكفينا أن يشعر الطفل في بداية حياته بالطمأنينة والأمان، والاستقرار والشعور بالدفء..، بينما ترى د. "ليلى كرم الدين"- أستاذة علم النفس ووكيلة معهد الدراسات العليا للطفولة- أن الحدوتة تجذب الأطفال وتمتعهم، وتعتبر أيضًا من أفضل وسائل تنمية القدرات العقلية والخيال، والقدرة على التصور والابتكار لما تستخدمه الحدوتة من لغة سليمة تؤثر على الطفل في التعبير عن نفسه وعن تصوراته.
كما أنها تنمي عند الطفل مهارة الاستماع كمهارة لغوية، وتعوّد الطفل على آداب الاستماع، وعدم مقاطعة الكبير في حديثه، وتربط الطفل بأمه جسديًّا وروحيًّا ونفسيا؛ بسبب الفترة التي يقضيها الطفل يستمع لحدوتة أمه.
لا للحواديت المخيفة:
<img src='http://ikhwanonline.net/Data/2003/11/23/ikh3.jpg' border='0' alt='user posted image' />
هذا بالإضافة إلى أن إنصات الطفل لأمه يساعده على إكسابه مهارة التواصل من خلال تكرار الطفل للحدوتة، ومحاولة تعبيره عن نفسه من خلال سرده لها، وتعمل على ربط الأشقاء نفسيًّا مع بعضهم البعض لإشراكهم في سماع شيء مشترك، والتحدث عن وقت اللعب.
وتشير إلى وجود العديد من القصص والروايات المبسطة التي تشدُّ انتباهَ الطفل، ومن أهمها: رواية القصة المسجّلة على شرائط مسموعة، ورواية القصة بالصوت دون صور توضيحية، ورواية القصة مع مجسمات ومشاهدات، ورواية القصة مع الكتب المصورة، ورواية القصة باستخدام العرائس.. فكلها أنواع شتَّى للحدوتة تؤدي إلى الهدف نفسه.
وتحذر د. "ليلى كرم الدين" من عرض القصص أو الحواديت التي ليس لها هدف سوى إِثارة خوف الطفل وانطوائه على نفسه، وانسحابه من مجموعة اللعب أو الصحبة، والابتعاد عنهم..، بل يجب تقديم النموذج الجيد القابل للتقليد بسلوكياته ومواصفاته الحسنة، وبالتالي يتعلم الطفل أشياء نرغب في تعليمه إياها من خلال تقليده للنموذج الذي عرض عليه، وهذا النوع من التعليم جيد وذو أثر قوي على الطفل.
فمن خلال القصة يكتسب الطفل مدلولات لفظية تعبر عن المفاهيم التي تشير إلى مجموعة أشياء وخصائص مشتركة تجمع بينها، على سبيل المثال ترتبط كلمة "كلب" عند الطفل بمجموعة كبيرة من الحيوانات التي تجمع بينها خصائص مشتركة مثل الماعز وغيرها، وهكذا بالنسبة للمفاهيم التي تتعلق بالألوان والأشكال والأحجام، وكل هذه المفاهيم ترتبط ارتباطًا وثيقًا بمرحة النمو العقلي للطفل.
إذن.. فعندما يستبقي الصغير أمه لتحكي له الحدوتة يجب ألا تضجر، وتعتبر هذا الحكي تضييعًا للوقت... إنها فرصة ذهبية للتوجيه والتعليم، وباب للتربية يجب أن تفتحه كل أم على مصراعيه.
طفولة
<img src='http://ikhwanonline.net/Data/2003/11/23/ikh2.jpg' border='0' alt='user posted image' />
- القصة تنمي الحوار بين الطفل وأبويه، وتساعده على الربط بين الواقع والخيال.
- الحكايات المخيفة مرفوضة، ولحظة الحكي تطهير لنفس الطفل والأم معًا.
- الحدوتة تربط الأشقاء معًا، والقصص الفصيح يقوي المهارات اللغوية للطفل.
الحكاية.. عالم خاص بالطفل، يجد فيه ضالته من شخصيات وأحداث يرتبط بها بعلاقات ودّ وشغف، ويتعلم منها قيمًا وسلوكيات مستحبةً، ويعقد معها صداقات تُصلح بناءه النفسي، وتساعد على نموه العقلي السليم.
فأقصوصة قبل النوم مربية بلا أجر، ولكنها مربية مشروطة، فليست أي حدوتة يمكن أن تقوم بهذا الدور التربوي المهم.
يتحدث الدكتور مرسي الصباغ - أستاذ الأدب الشعبي - عن أهمية القصص، فيقول: "إن القصص تنمي مدارك الطفل وقدراته، وخاصةً حين يسترجعها ويرويها لرفاقه، وإن حكاية الأم القصة لطفلها بصوتها الحاني طريق لإكسابه قيم الشهامة والكرامة والوطنية، وكذلك الحب والطاعة من خلال ما يراه طفلها من مواقف أبطالها، ويستمد قيم الإنصات والتفكر والطاعة عبر حكي الأم القصة له بأسلوب مشوق وجذاب".
وعن فائدة الحكايات الشعبية يقول د. شاكر عبد الحميد- أستاذ علم النفس – "إن الأدب الشعبي عالم خاص، وللقصة الشعبية فوائد تربوية، حيث يمكن من خلال استجابات الأطفال لهذه الحكايات معرفة مدى نموهم الانفعالي والإدراكي والعقلي".
ويضيف الدكتور "مرسي السيد الصباغ" أنها تنمي قدرات الطفل على الحكي وتركيز الانتباه؛ ونظرًا لبساطتها، فهي تمنح الأطفال المتعة، ونحن لدينا تراث رائع من قصص أبي زيد الهلالي وعنترة والظاهر بيبرس.
والخاتمة توتة.. توتة:
<img src='http://ikhwanonline.net/Data/2003/11/23/ikh4.jpg' border='0' alt='user posted image' />
إن الطفل يحتاج في هذه السن إلى فهم لتراثنا العربي للتهذيب والرعاية وحسن التنشئة، فالفن الشعبي يلائم شخصية الطفل، ويرغبه في الربط بين الواقع المحسوس والخيار؛ لأن الحدوتة خيال ساذج ينشط فكره، كما يشير حنفي مصطفى- كاتب قصص الأطفال - إلى أن الحدوتة ذات هدف تربوي ضروري، وتخلق الحوار بين الطفل وأبويه، وعن عالم تتكلم فيه الحيوانات والطيور والأشجار، على أن تكون هذه الحواديت بسيطةً تدور حول موقف أو حادث محدد، وبطله شخصية أو اثنتان، على أن تبدأ الحدوتة بالتشويق ويكون خاتمتها: توتة.. توتة خلصت الحدوتة، كما كانت الجدات القدامى يفعلن..، وعلى الرغم من هذه البساطة فهي تمهد للبداية والنهاية بطريقة مريحة.
ويوضح أ. عبد التواب يوسف- كاتب الأطفال، ومستشار رئيس الهيئة المصرية للكتاب- أنه يجب على الأم ألا تروي للأطفال حكايات مخيفةً قبل النوم؛ لئلا يشعر الأطفال بالقلق والتوتر وعدم النوم الهادئ الآمن.
والبديل الوحيد هو القصة الهادئة التي تبث في نفوسهم الاطمئنان والثقة بالنفس، ولا تعرضهم للكوابيس والأحلام المخيفة التي يفزع منها الأطفال أثناء النوم. وتفاجأ الأم بفزع الطفل واستيقاظه مذعورًا من نومه، دون أن تعلم أنها وقصتها المخيفة السبب لما يعانيه الطفل أثناء النوم.
وقت مقدّس:
ولقد أخذ العالم الغربي كله فكرة حدوتة قبل النوم، فالأمهات الألمانيات مثلاً يعتبرن ساعة قبل النوم والحدوتة وقتًا مقدسًا، حيث تترك المرأة كل أعمالها؛ لتمكث في سرير طفلها تحكي له وتروي.
كما أن الحدوتة تعتبر لحظة تفاعل بين الأم والطفل، ولحظة اندماج بينهما، تختفي أثناءها عصبية الأم وتمرد الابن التي تظهر طوال اليوم. وما تصدره الأم من أوامر ونواهٍ وإرشادات، يتوقف على مجيء الحدوتة وخلق روح الود واللحظة الحميمة، فينفض كل منهما أعباءه، فينام الطفل هادئًا، وتنصرف الأم هادئةً.
ولقد ابتكرت أمريكا لحكايات قبل النوم أشكالاً متجددةً، إذا كان الأب والأم ممن لا يستطيعون رواية القصص، فقد تم تسجيل عشرات القصص تستغرق كل منهما ما لا يزيد على 3 دقائق، وعلى الطفل عند النوم أن يطلب رقمًا معينًا لحدوتته يختارها بنفسه حتى ينام هادئًا.
ويشير الأستاذ "عبد التواب يوسف" أن منابع القصص كثيرة ومتعددة في الدول العربية، كما أنها تأخذ أشكالاً متنوعةً ومختلفةً، كأن تقرأ الأم القصة ثم تسردها لأطفالها بطريقتها الخاصة، بالإضافة إلى أنه من الممكن أن تُعلِّم الطفل العربية الفصحى من خلال الاستماع لسرد الأم لبعض الحكايات الشعرية والثقافية.
تأثير ممتد:
<img src='http://ikhwanonline.net/Data/2003/11/23/ikh5.jpg' border='0' alt='user posted image' />
وهناك ألوان جميلة من القصة نترك الطفل يطّلع عليها - لو كانت سنه تسمح - مع مساعدة الأم، ومنها الروايات الاجتماعية والفنية والأدبية والدينية، لكن المهم أن تقتني الأم هذه القصص وتعيد رواياتها على مسامع أطفالها.
وأخيرًا.. يناشد الأمهات العربيات العودة للتقليد الجميل في رواية قصة قبل النوم الذي أخذته عنا الدول الغربية، فهي وسيلة تحبب الطفل في أمه أكثر، ويتقرب إليها أكثر ولا يأخذ منها وقتًا طويلاً، ويظهر أثر حدوتة قبل النوم على الطفل على المدى الطويل، لكن يكفينا أن يشعر الطفل في بداية حياته بالطمأنينة والأمان، والاستقرار والشعور بالدفء..، بينما ترى د. "ليلى كرم الدين"- أستاذة علم النفس ووكيلة معهد الدراسات العليا للطفولة- أن الحدوتة تجذب الأطفال وتمتعهم، وتعتبر أيضًا من أفضل وسائل تنمية القدرات العقلية والخيال، والقدرة على التصور والابتكار لما تستخدمه الحدوتة من لغة سليمة تؤثر على الطفل في التعبير عن نفسه وعن تصوراته.
كما أنها تنمي عند الطفل مهارة الاستماع كمهارة لغوية، وتعوّد الطفل على آداب الاستماع، وعدم مقاطعة الكبير في حديثه، وتربط الطفل بأمه جسديًّا وروحيًّا ونفسيا؛ بسبب الفترة التي يقضيها الطفل يستمع لحدوتة أمه.
لا للحواديت المخيفة:
<img src='http://ikhwanonline.net/Data/2003/11/23/ikh3.jpg' border='0' alt='user posted image' />
هذا بالإضافة إلى أن إنصات الطفل لأمه يساعده على إكسابه مهارة التواصل من خلال تكرار الطفل للحدوتة، ومحاولة تعبيره عن نفسه من خلال سرده لها، وتعمل على ربط الأشقاء نفسيًّا مع بعضهم البعض لإشراكهم في سماع شيء مشترك، والتحدث عن وقت اللعب.
وتشير إلى وجود العديد من القصص والروايات المبسطة التي تشدُّ انتباهَ الطفل، ومن أهمها: رواية القصة المسجّلة على شرائط مسموعة، ورواية القصة بالصوت دون صور توضيحية، ورواية القصة مع مجسمات ومشاهدات، ورواية القصة مع الكتب المصورة، ورواية القصة باستخدام العرائس.. فكلها أنواع شتَّى للحدوتة تؤدي إلى الهدف نفسه.
وتحذر د. "ليلى كرم الدين" من عرض القصص أو الحواديت التي ليس لها هدف سوى إِثارة خوف الطفل وانطوائه على نفسه، وانسحابه من مجموعة اللعب أو الصحبة، والابتعاد عنهم..، بل يجب تقديم النموذج الجيد القابل للتقليد بسلوكياته ومواصفاته الحسنة، وبالتالي يتعلم الطفل أشياء نرغب في تعليمه إياها من خلال تقليده للنموذج الذي عرض عليه، وهذا النوع من التعليم جيد وذو أثر قوي على الطفل.
فمن خلال القصة يكتسب الطفل مدلولات لفظية تعبر عن المفاهيم التي تشير إلى مجموعة أشياء وخصائص مشتركة تجمع بينها، على سبيل المثال ترتبط كلمة "كلب" عند الطفل بمجموعة كبيرة من الحيوانات التي تجمع بينها خصائص مشتركة مثل الماعز وغيرها، وهكذا بالنسبة للمفاهيم التي تتعلق بالألوان والأشكال والأحجام، وكل هذه المفاهيم ترتبط ارتباطًا وثيقًا بمرحة النمو العقلي للطفل.
إذن.. فعندما يستبقي الصغير أمه لتحكي له الحدوتة يجب ألا تضجر، وتعتبر هذا الحكي تضييعًا للوقت... إنها فرصة ذهبية للتوجيه والتعليم، وباب للتربية يجب أن تفتحه كل أم على مصراعيه.