تاج الوقار
26 Jun 2008, 03:30 AM
التربية تلك الكلمة الجميلة التي تحمل رونقاً خاصاً ، فما إن يسمع بها الأب أو المعلم أو مسؤول بهذه الكلمة في ركن من أركان مؤسسته أي كان نشاطها استبشر وتهلل وكأنه قد وقع على ضالته أو على كنز مفقود من أمد بعيد .
كلمة تشعر من حولك بنوع من الدنو إلى أهدافه وطموحاته ، إلى أفكاره وآماله ، والقرب منه من أجل توجيهه وإرشاده ، تشعره بنوع من الاهتمام بنوع مكانته في المجتمع .
لكن قد حملت الكلمة أكبر مما تحتمله حتى كادت التاء تنفجر وتصرخ وتقول يكفي ظلماً يكفي قهراً يكفي تسلطاً يكفي إجحافاً تحت شعار التربية.
أصبحت زلّة المربي وخطأه معلقة في لوحة مكتوب عليها التربية ، ليؤمّن المربي من تحت يده فلا يسخط ولا يجزع .
رقابة لمن تحت يده ولكنها من نوع جديد وهي رقابة التربية ، فأصبحت كابوسا لمن كان تحت مربي من هذا النوع وما إن يكبر هذا التلميذ اليافع إلا ويبدأ بمربيه من التحذير منه بل وقد يصل إلى محاولة إذائه لأنه يرى أن مستقبله قد ضاع تحت آمال كاذبة خائبة خاسرة.
لم يحصل هذا الخلل في مفهوم هذه الكلمة الرائعة إلا بعد أن غفلنا عن وظيفة المربي في المجتمع .
ليس من وظيفة المربي قهر من تحته ليكون مسيراً على حسب هواه، وليس من التربية حصر أفكار المربي في نطاق ضيق، وليس من التربية عمل سوراً على المتربي ليكون تبعاً لي لا لغيري ، وليس من التربية عمل جهاز استخباراتي ليراقب كل تحركات من تحت يده في الغدوة والروحة ، وليس من التربية إرغام المتربي لميول وتخصص المربي .
هذه بعض المفاهيم الخاطئة التي أدخلت في مفهوم التربية والتربية بريئة منها.
تتجسد وظيفة المربي في توجيه من تحت يده وإرشاده ونصحه والتبيين له ، وليس للمربي إلزامه بهذا التوجيه .
هذه هي وظيفة المربي الأساسية والحقيقية ، فإذا وثق المتربي بالمربي وعلم أنه لا يريد إلا أن يخرج للمجتمع جيلاً على قدر عالي من الثقافة والعلم ، فقط وفي هذه الفترة سوف ينقاد المتربي لمربيه في كل ما يقوله وليس هذا هو الهدف بل على المتربي ألا يكون مسيراً بل مخيراً فهو مخير في دنياه بين سلوك طريق الخير والشر فمن باب أولى في غيرها من المجالات الحياتية الأخرى .
لم يشهد العالم منذ بثوق نور رسالة محمد صلى الله عليه وسلم ولم يسطر التاريخ ولم يكتب الكتاب كما فعل مع هادي البشرية ، فقد كان مربياً بكل ما تحمله الكلمة من مبادئ سامية ورفيعة ، فهو موجه من الدرجة الأولى .
هذا سعد شديد الغيرة ، لم ينكر عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم غيرته وإنما أنكر عليه نتائج غيرته بتوجيه لطيف بجملة قصيرة في قمة الروعة والجمال ( فالله أغير) وكأن لسان حال الرسول يقول هذا الخالق المدبر قد ترك مجالاً للعاصي في هذه الدنيا لحكمة بالغة فما بال سعد تدفعه غيرته ( الله أغير ) .
لم يستغل رسول البشرية مكانته الاجتماعية لقهر الناس ولم يستغل الرسول مكانته الدينية لكبت الناس فقط يوجه ويسير والنتائج وصول الإسلام إلى أبعد الهجر النائية .
أعود فأقول لا نريد مربي سالماً من العيوب والأخطاء، فلن يكون هذا بل نريد خطأه قبل صوابه ليستفيد هو ويستفيد من تحت يديه في مسيرته وليستفيد المجتمع في مستقبله ، ولكن نريد مربي لا يكرر خطأ السابقين فهذه حماقة قد أوقعتنا في كثير من المتاهات ونريد مربي رجاعا إلى الحق رجاعاً إلى الصواب إذا استنصح نصح وإذا قدم له توجيه وإرشاد استمع إليه بكل رحابة صدر .
كلمة تشعر من حولك بنوع من الدنو إلى أهدافه وطموحاته ، إلى أفكاره وآماله ، والقرب منه من أجل توجيهه وإرشاده ، تشعره بنوع من الاهتمام بنوع مكانته في المجتمع .
لكن قد حملت الكلمة أكبر مما تحتمله حتى كادت التاء تنفجر وتصرخ وتقول يكفي ظلماً يكفي قهراً يكفي تسلطاً يكفي إجحافاً تحت شعار التربية.
أصبحت زلّة المربي وخطأه معلقة في لوحة مكتوب عليها التربية ، ليؤمّن المربي من تحت يده فلا يسخط ولا يجزع .
رقابة لمن تحت يده ولكنها من نوع جديد وهي رقابة التربية ، فأصبحت كابوسا لمن كان تحت مربي من هذا النوع وما إن يكبر هذا التلميذ اليافع إلا ويبدأ بمربيه من التحذير منه بل وقد يصل إلى محاولة إذائه لأنه يرى أن مستقبله قد ضاع تحت آمال كاذبة خائبة خاسرة.
لم يحصل هذا الخلل في مفهوم هذه الكلمة الرائعة إلا بعد أن غفلنا عن وظيفة المربي في المجتمع .
ليس من وظيفة المربي قهر من تحته ليكون مسيراً على حسب هواه، وليس من التربية حصر أفكار المربي في نطاق ضيق، وليس من التربية عمل سوراً على المتربي ليكون تبعاً لي لا لغيري ، وليس من التربية عمل جهاز استخباراتي ليراقب كل تحركات من تحت يده في الغدوة والروحة ، وليس من التربية إرغام المتربي لميول وتخصص المربي .
هذه بعض المفاهيم الخاطئة التي أدخلت في مفهوم التربية والتربية بريئة منها.
تتجسد وظيفة المربي في توجيه من تحت يده وإرشاده ونصحه والتبيين له ، وليس للمربي إلزامه بهذا التوجيه .
هذه هي وظيفة المربي الأساسية والحقيقية ، فإذا وثق المتربي بالمربي وعلم أنه لا يريد إلا أن يخرج للمجتمع جيلاً على قدر عالي من الثقافة والعلم ، فقط وفي هذه الفترة سوف ينقاد المتربي لمربيه في كل ما يقوله وليس هذا هو الهدف بل على المتربي ألا يكون مسيراً بل مخيراً فهو مخير في دنياه بين سلوك طريق الخير والشر فمن باب أولى في غيرها من المجالات الحياتية الأخرى .
لم يشهد العالم منذ بثوق نور رسالة محمد صلى الله عليه وسلم ولم يسطر التاريخ ولم يكتب الكتاب كما فعل مع هادي البشرية ، فقد كان مربياً بكل ما تحمله الكلمة من مبادئ سامية ورفيعة ، فهو موجه من الدرجة الأولى .
هذا سعد شديد الغيرة ، لم ينكر عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم غيرته وإنما أنكر عليه نتائج غيرته بتوجيه لطيف بجملة قصيرة في قمة الروعة والجمال ( فالله أغير) وكأن لسان حال الرسول يقول هذا الخالق المدبر قد ترك مجالاً للعاصي في هذه الدنيا لحكمة بالغة فما بال سعد تدفعه غيرته ( الله أغير ) .
لم يستغل رسول البشرية مكانته الاجتماعية لقهر الناس ولم يستغل الرسول مكانته الدينية لكبت الناس فقط يوجه ويسير والنتائج وصول الإسلام إلى أبعد الهجر النائية .
أعود فأقول لا نريد مربي سالماً من العيوب والأخطاء، فلن يكون هذا بل نريد خطأه قبل صوابه ليستفيد هو ويستفيد من تحت يديه في مسيرته وليستفيد المجتمع في مستقبله ، ولكن نريد مربي لا يكرر خطأ السابقين فهذه حماقة قد أوقعتنا في كثير من المتاهات ونريد مربي رجاعا إلى الحق رجاعاً إلى الصواب إذا استنصح نصح وإذا قدم له توجيه وإرشاد استمع إليه بكل رحابة صدر .