تاج الوقار
28 Jun 2008, 03:21 PM
اعتاد الناس على
تسمية الوقت الذي ينتهي فيه الطلاب من الدراسة بمسمى (العطلة )..!!
وكأن الاسم في ذلك الحين كان مناسب للحال من انقطاع عامة الشباب عن الجد والعمل
والدراسة ، وانقطاعهم إلى حياة النوم والكسل أو تضييع الأوقات في اللهو واللعب
والتجوال في الطرقات ونحو ذلك من ألوان البطالة والعطالة، بحيث تتعطل مصالحهم و
قدراتهم ومواهبهم ، فتمضي فترة الإجازة بغير نفع أو فائدة لذواتهم أو أهليهم أو
أوطانهم، وكأنه يجب عليهم أن يكونوا خلالها عاطلين عن كل أسباب النفع..!!
إلا أنه انطلاقاً من قوله تعالى(قل إنّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين)
،
وقول المصطفى صلى
الله عليه وسلم(نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ)متفق عليه...
وإدراكاً لأهمية استغلال أوقات الفراغ ، وضرر إهدارها،وتفريط الأكثرين في استثمارها
، وتخبط البعض في كيفية الاستفادة منها ، بغير أهداف واضحة ولا تخطيط مثمر،حتى في
طريقة الترويح والاستجمام..!!
وما نتج عن ذلك من مفاسد وأضرار تعود حسرات على الإنسان في الدنيا والآخرة...
تفتقت عقول مشايخ الدعوة الواعية ، وشباب الصحوة الراشدة عن مشاريع وأنشطة وأفكار
يحفظون بها فتيان وفتيات الأمة ، خلال هذه الفترة الحرجة من أعمارهم...
فابتكروا
أنواعاً وأشكالاً من الأنشطة النافعة ، ابتداء بما يعرف بالمراكز الصيفية،والرحلات
التربوية ، ثم المخيمات الشبابية ،والدورات العلمية ،والحلقات القرآنية الصيفية،
والقوافل الدعوية،والمسابقات الأسرية وغيرها كثير وكثير...
لتوجيه الأجيال إلى الطرق المناسبة لتحويل الإجازات إلى إنجازات ، وارشادهم إلى
كيفية ضبط الأوقات،وترتيب الاهتمامات ، والجمع بين التسلية والفائدة، والعلم
والترويح في نسق شرعي ، وفهم عصري، واعتدال منهجي دون إفراط وتفريط...
وفتح أفاق جديدة لاستغلال تلك الأوقات المهدرة،وأخذ أفراد المجتمع بعامة ،والشباب
على وجه الخصوص - كلاً بحسب سنه وميوله وقدراته وبيئته- إلى ما يعود عليهم وعلى
أمتهم ووطنهم بالنفع والفائدة...
وبفضل من الله
تعالى ثم بمساهمة ولاة الأمر وتأييدهم ، ومتابعة العلماء ومشاركتهم ، ودعم أهل
الخير وسخائهم ، وتشجيع العقلاء وتفاعلهم ، واحتساب أولئك الفضلاء وصبرهم..
أخذت هذه المناشط ترتقي في طرق إعدادها، وتتطور في أساليب عرضها،وتتألق في نوعية
برامجها،وتتوسع في شرائح المستفيدين منها ،وتبنت إقامتها جهات مختلفة ،وأقيم بعضها
في قرى نائية، ولم تبق فئة في المجتمع ولا شريحة إلا وشملتها آثارها ، حتى من كان
غارقاً في الضلالة أو مغرقاً في جهالة، حتى وصل صدى نفعها بلاد الغرب،فضلاً عن بلاد
العرب،والإحصائيات تثبت ذلك..
فازدانت مناظرها ،وأينعت ثمارها ، وعمّ نفعها، وكثر خيرها ، وأوجدت بدائل مباحة
للتسلية والترويح،وفرص ميسورة للعلم والفائدة ، حتى لم يعد هناك مجال للفراغ،ولا
حجة لهالك فقد استبان الطريق ، واتضحت المحجة..
فتوجهت المجتمعات بكليتها إلى الاستقامة،ولم يعد مستغربا-ولله الحمد- وجود حملة
القرآن،وحفظة السنة،ودعاة الفضيلة،والشباب المهتدين ، والفتيات الصالحات في كل أسرة
أو تخصص أو طبقة من طبقات المجتمع..
فقد سرى نور الحق يبدد ظلمات الباطل،وجري جريان الدم في العروق ليجعل الباطل يتوارى
في زويا مظلمة...
مما جعل خفافيش الظلام ينزعجون من هذا النور الساطع،وتطيش عقولهم ذهولاً، حتى غدوا
يهرفون ذماً وقدحاً في تلك المناشط وبحثاُ عن الزلات، ويكيلون لها التهم الباطلة
إتباعا للهوى ، وإمعاناُ في الكيد ، ومحاولة لإطفاء نور الله ، ويبذلون في ذلك سبيل
ذلك أموالاُ وأوقاتاً (فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يٌغلبون...) !!
ولا يعترض
(معترض) على هذا...
بوجود فئة (قليلة) من الشباب غلوا في بعض المفاهيم..
أو أفراداً شطحوا في التصرفات تفجيراً وتكفيراً..
أو وجود بعض الدخلاء في هذه الأعمال الخيرية..
أو وجود بعض الأخطاء في أحد تلك المناشط أو بعض العاملين فيها...
فقد وُجد مثل ذلك الغلو أو النفاق أو الخطأ في خير القرون وأزكاها عهد النبي صلى
الله عليه وسلم وأصحابه...
فإلى المزيد من
الإبداع والتجديد
والتطوير،والتكاتف
والتعاون والتآلف..
ومزيداً من الإخلاص
والصدق ،
الضبط
والإتقان، وتقبل
النقد وإصلاح الخلل..
ومزيداً من
التطلع إلى
الأفضل والأكمل دوماً ، والتقيّد
بالمنهج النبوي...
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون
الكاتب / الشيخ حميدان الجهني
مفكرة الدعاة
تسمية الوقت الذي ينتهي فيه الطلاب من الدراسة بمسمى (العطلة )..!!
وكأن الاسم في ذلك الحين كان مناسب للحال من انقطاع عامة الشباب عن الجد والعمل
والدراسة ، وانقطاعهم إلى حياة النوم والكسل أو تضييع الأوقات في اللهو واللعب
والتجوال في الطرقات ونحو ذلك من ألوان البطالة والعطالة، بحيث تتعطل مصالحهم و
قدراتهم ومواهبهم ، فتمضي فترة الإجازة بغير نفع أو فائدة لذواتهم أو أهليهم أو
أوطانهم، وكأنه يجب عليهم أن يكونوا خلالها عاطلين عن كل أسباب النفع..!!
إلا أنه انطلاقاً من قوله تعالى(قل إنّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين)
،
وقول المصطفى صلى
الله عليه وسلم(نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ)متفق عليه...
وإدراكاً لأهمية استغلال أوقات الفراغ ، وضرر إهدارها،وتفريط الأكثرين في استثمارها
، وتخبط البعض في كيفية الاستفادة منها ، بغير أهداف واضحة ولا تخطيط مثمر،حتى في
طريقة الترويح والاستجمام..!!
وما نتج عن ذلك من مفاسد وأضرار تعود حسرات على الإنسان في الدنيا والآخرة...
تفتقت عقول مشايخ الدعوة الواعية ، وشباب الصحوة الراشدة عن مشاريع وأنشطة وأفكار
يحفظون بها فتيان وفتيات الأمة ، خلال هذه الفترة الحرجة من أعمارهم...
فابتكروا
أنواعاً وأشكالاً من الأنشطة النافعة ، ابتداء بما يعرف بالمراكز الصيفية،والرحلات
التربوية ، ثم المخيمات الشبابية ،والدورات العلمية ،والحلقات القرآنية الصيفية،
والقوافل الدعوية،والمسابقات الأسرية وغيرها كثير وكثير...
لتوجيه الأجيال إلى الطرق المناسبة لتحويل الإجازات إلى إنجازات ، وارشادهم إلى
كيفية ضبط الأوقات،وترتيب الاهتمامات ، والجمع بين التسلية والفائدة، والعلم
والترويح في نسق شرعي ، وفهم عصري، واعتدال منهجي دون إفراط وتفريط...
وفتح أفاق جديدة لاستغلال تلك الأوقات المهدرة،وأخذ أفراد المجتمع بعامة ،والشباب
على وجه الخصوص - كلاً بحسب سنه وميوله وقدراته وبيئته- إلى ما يعود عليهم وعلى
أمتهم ووطنهم بالنفع والفائدة...
وبفضل من الله
تعالى ثم بمساهمة ولاة الأمر وتأييدهم ، ومتابعة العلماء ومشاركتهم ، ودعم أهل
الخير وسخائهم ، وتشجيع العقلاء وتفاعلهم ، واحتساب أولئك الفضلاء وصبرهم..
أخذت هذه المناشط ترتقي في طرق إعدادها، وتتطور في أساليب عرضها،وتتألق في نوعية
برامجها،وتتوسع في شرائح المستفيدين منها ،وتبنت إقامتها جهات مختلفة ،وأقيم بعضها
في قرى نائية، ولم تبق فئة في المجتمع ولا شريحة إلا وشملتها آثارها ، حتى من كان
غارقاً في الضلالة أو مغرقاً في جهالة، حتى وصل صدى نفعها بلاد الغرب،فضلاً عن بلاد
العرب،والإحصائيات تثبت ذلك..
فازدانت مناظرها ،وأينعت ثمارها ، وعمّ نفعها، وكثر خيرها ، وأوجدت بدائل مباحة
للتسلية والترويح،وفرص ميسورة للعلم والفائدة ، حتى لم يعد هناك مجال للفراغ،ولا
حجة لهالك فقد استبان الطريق ، واتضحت المحجة..
فتوجهت المجتمعات بكليتها إلى الاستقامة،ولم يعد مستغربا-ولله الحمد- وجود حملة
القرآن،وحفظة السنة،ودعاة الفضيلة،والشباب المهتدين ، والفتيات الصالحات في كل أسرة
أو تخصص أو طبقة من طبقات المجتمع..
فقد سرى نور الحق يبدد ظلمات الباطل،وجري جريان الدم في العروق ليجعل الباطل يتوارى
في زويا مظلمة...
مما جعل خفافيش الظلام ينزعجون من هذا النور الساطع،وتطيش عقولهم ذهولاً، حتى غدوا
يهرفون ذماً وقدحاً في تلك المناشط وبحثاُ عن الزلات، ويكيلون لها التهم الباطلة
إتباعا للهوى ، وإمعاناُ في الكيد ، ومحاولة لإطفاء نور الله ، ويبذلون في ذلك سبيل
ذلك أموالاُ وأوقاتاً (فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يٌغلبون...) !!
ولا يعترض
(معترض) على هذا...
بوجود فئة (قليلة) من الشباب غلوا في بعض المفاهيم..
أو أفراداً شطحوا في التصرفات تفجيراً وتكفيراً..
أو وجود بعض الدخلاء في هذه الأعمال الخيرية..
أو وجود بعض الأخطاء في أحد تلك المناشط أو بعض العاملين فيها...
فقد وُجد مثل ذلك الغلو أو النفاق أو الخطأ في خير القرون وأزكاها عهد النبي صلى
الله عليه وسلم وأصحابه...
فإلى المزيد من
الإبداع والتجديد
والتطوير،والتكاتف
والتعاون والتآلف..
ومزيداً من الإخلاص
والصدق ،
الضبط
والإتقان، وتقبل
النقد وإصلاح الخلل..
ومزيداً من
التطلع إلى
الأفضل والأكمل دوماً ، والتقيّد
بالمنهج النبوي...
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون
الكاتب / الشيخ حميدان الجهني
مفكرة الدعاة