حفيد السلف
01 Jul 2008, 03:44 PM
اسامة ابن لادن على يد من المشايخ طلبت العلم؟ هل طلبته على يد العلامة الفقيه المحدث الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله؟؟ ام على يد الفقيه الأصولي الزاهد الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله؟؟ أم على يد مفتي البلاد عبدالعزيز آل الشيخ حفظه الله؟؟ أم على يد سيف السنة وقامع البدعة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله وسدد خطاه؟؟ الجواب: كلا والله !!! لقد تجاوزت هؤلاء الأعلام، وأئمة الإسلام، وركبت الهوى والعاطفة إلى آخرين من أشباه العلماء ولا علم، المنسوبين زوراً وبهتاناً إلى الفقه ولا فقه، وهؤلاء الأشباه وصفاتهم معروفة بحمد الله عند من أنار الله أبصارهم، وبصائرهم، فمن صفات هؤلاء الأشباه : 1-تقديم العاطفة والهوى على الشرع، فيجعلون العاطفة والهوى متبوعاً والشرع تابعاً، فسلاحهم الوحيد لترويج ضلالهم، التلاعب بعواطف الناس، قال تعالى: (يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ) (صّ:26) وقال عز وجل: (فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (القصص:50) 2-الجرأة على الفتيا في المسائل الكبيرة، والتسرع في ذلك دون ترو، أو بحث، فيصدرون الفتاوى والبيانات في مسائل لو حدثت على عهد عمر لجمع لها أهل بدر، بينما ترى أولئك الأئمة المضلين يهونون من شأنها، ولم يقدروا الضرر المترتب عليها، والآثار السيئة الناجمة من جرائها. قال تعالى: (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)(الأنعام: من الآية144) 3-أنهم يجعلون أنفسهم أقراناً لكبار علماء السنة، بل ينتقصونهم ويرمونهم بما هم براء منه، قال الأمام الصابوني رحمه الله: (وعلامات أهل البدع على أهلها بادية ظاهرة، وأظهر آياتهم وعلاماتهم شدة معاداتهم لحملة أخبار النبي صلى الله عليه وسلم واحتقارهم لهم واستخفافهم بهم، ثم نقل الصابوني -رحمه الله- بإسناده عن أبي حاتم الرازي قوله: علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر). قال تعالى: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً) (الأحزاب:58) لقد جلبت يا ابن لادن أعظم البلايا على أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وجلبت على الأمة من المصائب والمحن ما لم يستطع عدو أن يفعله بها في هذا الزمان، ومن اهم الصفات التي يتميز بها ابن لادن :
1-تقديمه العاطفة والهوى على الشرع، فيجعل العاطفة والهوى متبوعاً والشرع تابعاً، فسلاحه الوحيد لترويج ضلاله، التلاعب بعواطف الناس، ففي كل خطاب يخرج علينا به ابن لادن لا يفوته أن يذكر بالقتلى والجرحى والمشردين، ولما بدأ غزو الأمريكان –الظالم- على أفغانستان، أطلق خطابه الذي ضمنه القسم المشهور الذي هدد به الأمريكيين، والغريب أنه أقحم في خطابه ذاك قضية أطفال العراق وجنين الفلسطينية وإخراج الجيوش الكافرة من أرض محمد صلى الله عليه وسلم!، وأغرب من ذلك أن يذكر ضرب أمريكا لليابان!! لا لشيء إلا ليستدر عطف العامة، وعلى مدى قرابة العشر دقائق في ذلك الخطاب الذي يعد إعلان بدأ الحرب المباشرة مع أمريكا والتي كان يتمناها ويحلم بها ابن لادن وأتباعه، ظل يدغدغ عواطف الناس، ولم يذكر آية من كتاب الله ولا حديثاً من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: (وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (آل عمران:78) 2-جرأة ابن لادن على الفتيا في المسائل الكبيرة، والتسرع في ذلك دون ترو، أو بحث، فيصدر الفتاوى والبيانات في مسائل لو حدثت على عهد عمر لجمع لها أهل بدر، بينما تراه يهون من شأنها، ولم يقدر الضرر المترتب عليها، والآثار السيئة الناجمة من جرائها، فهذه أعماله التي جرت على المسلمين الويل والدمار، قولوا لي بربكم من هم العلماء الربانيون الذين صدر ابن لادن عن رأيهم فيها، فمثلاً : أ-القيام بالتفجيرات داخل بلاد المسلمين لقتل الأمريكيين، كما حصل في مدينة الرياض في حي العليا ضحى يوم الاثنين 20/6/1416 هـ، من الأمور التي نادى بها ابن لادن ولا يزال، بل عقد الألوية باسم المفسدين الأربعة الذين قاموا بتلك العملية البائسة، وتبجح في حينها أنه حرض على ذلك، ويدعو شبابنا إلى القيام بالمزيد، وما حصل يوم الاثنين الماضي إلا ثمرة من ثمرات غرسه، فماذا كان رأي علماء الأمة في ذلك؟! لقد أصدر مجلس هيئة كبار العلماء بياناً نددوا فيه بتلك الأعمال الإجرامية التي تبناها ابن لادن، هذا نصه: الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على من لا نبي بعده محمد وآله وصحبه. وبعد: فإن هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية علمت ما حدث من التفجير الذي وقع في حي العليا بمدينة الرياض قرب الشارع العام ضحوة يوم الأثنين20/6/1416 هـ وأنه قد ذهب ضحيته نفوس معصومة، وجرح بسببه آخرون، وروع آمنون وأخيف عابر السبيل، ولذا فإن الهيئة تقرر أن هذا الاعتداء آثم وإجرام شنيع، وهو خيانة وغدر، وهتك لحرمات الدين في الأنفس، والأموال، والأمن، والاستقرار،ولا يفعله إلا نفس فاجرة، مشبعة بالحقد والخيانة والحسد والبغي والعدوان، وكراهية الحياة والخير، ولا يختلف المسلمون في تحريمه، ولا في بشاعة جرمه وعظيم إثمه، والآيات والأحاديث في تحريم هذا الأجرام وأمثاله كثيرة ومعلومة. وإن الهيئة إذ تقرر تحريم هذا الإجرام وتحذر من نزعات السوء، ومسالك الجنوح الفكري، والفساد العقدي، والتوجيه المردي، وإن النفس الأمارة بالسوء إذا أرخى لها المرء العنان ذهبت به مذاهب الردى، ووجد الحاقدون فيها مدخلاً لأغراضهم وأهوائهم التي يبثونها في قوالب التحسين، والواجب على كل من علم شيئاً عن هؤلاء المخربين أن يبلغ عنهم الجهة المختصة. وقد حذر الله سبحانه في محكم التنزيل من دعاة السوء والمفسدين في الأرض فقال: إنما جزاءُ الذين يُحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرضِ فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلافٍ أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزيٌ في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم [سورة المائدة، آية33] وقال تعالى: ومن الناس من يعجبك قوله في الحياةِ الدنيا ويُشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام* وإذا تولى سعى في الأرض ليفسدَ فيها ويُهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد* وإذا قيل له اتقِ الله أخذته العزةُ بالإثم فحسبه جهنمُ ولبئس المهادُ[ سورة البقرة] نسأل الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، أن يهتك ستر المعتدين على حرمات الآمنين، وأن يكف البأس عنا وعن جميع المسلمين، وأن يحمي هذه البلاد وسائر بلا المسلمين من كل سوء ومكروه، وأن يوفق ولاة أمرنا وجميع ولاة أمر المسلمين لما فيه صلاح العباد والبلاد إنه خير مسئول، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.ا.هـ وقد سئل الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله عن تلك الأفعال فقبل: سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز: ما حكم الاعتداء على الأجانب السياح والزوار في البلاد الإسلامية ؟ فأجاب : هذا لا يجوز، الاعتداء لا يجوز على أي أحد، سواء كانوا سياحا أو عمالا؛ لأنهم مستأمنون، دخلوا بالأمان، فلا يجوز الاعتداء عليهم، ولكن تناصح الدولة حتى تمنعهم مما لا ينبغي إظهاره، أما الاعتداء عليهم فلا يجوز، أما أفراد الناس فليس لهم أن يقتلوهم أو يضربوهم أو يؤذوهم، بل عليهم أن يرفعوا الأمر إلى ولاة الأمور؛ لأن التعدي عليهم تعد على أناس قد دخلوا بالأمان فلا يجوز التعدي عليهم، ولكن يرفع أمرهم إلى من يستطيع منع دخولهم أو منعهم من ذلك المنكر الظاهر. أما نصيحتهم ودعوتهم إلى الإسلام أو إلى ترك المنكر إن كانوا مسلمين فهذا مطلوب، وتعمه الأدلة الشرعية، والله المستعان، ولا حول ولا قوة إلا بالله. وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وآله وصحبه. [مجموع الفتاوى 8/239] ب-خطف الطائرات، وضرب المدنيين، من النساء والأطفال والشيوخ، والتي تبناها ابن لادن هو والتسعة عشر من أتباعه، هل سمى لنا علماء السنة الذين أفتوه بذلك، وماذا كان رأي علماء السنة في ذلك؟ قال ابن باز رحمه الله تعالى حول قضية اختطاف الطائرات- نشرت في مجلة التوحيد التي تصدر عن أنصار السنة المحمدية بمصر ص 8-10 عام 1393هـ عندما كان الشيخ رئيسا للجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية-: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه وأما بعد: فمن المعلوم لدى كل من له أدنى بصيرة أن اختطاف الطائرات، وبني الإنسان من السفارات وغيرها، من الجرائم العظيمة العالمية، التي يترتب عليها من المفاسد الكبيرة، والأضرار العظيمة، وإضاقة الأبرياء وإيذائهم ما لا يحصيه إلا الله. كما أن من المعلوم أن هذه الجرائم لا يخص ضررها وشرها دولة دون دولة، ولا طائفة دون طائفة، بل يعم العالم كله، ولا ريب أن ما كان من الجرائم بهذه المثابة، فإن الواجب على الحكومات والمسئولين من العلماء وغيرهم: أن يعنوا به غاية العناية، وأن يبذلوا الجهود الممكنة لحسم شره، والقضاء عليه، وقد أنزل الله كتابه الكريم تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين، وبعث نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين، وحجة على العباد أجمعين، وأوجب على جميع الثقلين: الحكم بشريعته والتحاكم إليها، ورد ما تنازع فيه الناس إلى كتابه وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم كما قال عز وجل: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا وقال تعالى: أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ وقال عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا وقد أجمع العلماء رحمهم الله على أن الرد إلى الله هو الرد إلى كتابه الكريم، وأن الرد إلى الرسول هو الرد إليه في حياته، وإلى سنته الصحيحة بعد وفاته عليه الصلاة والسلام. وقال سبحانه: وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ فهذه الآيات الكريمات وما جاء في معناها: كلها تدل على وجوب رد ما تنازع فيه الناس إلى الله سبحانه، وإلى الرسول عليه الصلاة والسلام، وذلك هو الرد إلى حكم الله عز وجل، والحذر مما خالفه في جميع الأمور، ومن أهم ذلك الأمور التي يعم ضررها وشرها كالاختطاف. فإن الواجب على الدولة التي يقع في يدها الخاطفون: أن تحكم فيهم شرع الله، لما يترتب على جريمتهم الشنيعة من الحقوق لله، والحقوق لعباده، والأضرار الكثيرة، والمفاسد العظيمة، وليس لذلك حل يقطع دابرها، ويحسم شرها إلا الحل الذي وضعه أحكم الحاكمين، وأرحم الراحمين، في كتابه الكريم، وبعث به أنصح الخلق وأفضلهم، وأرحمهم سيد الأولين والآخرين، محمدا عليه من ربه أفضل الصلاة والتسليم، وهو الحل الذي يجب أن يفهمه الخاطفون والمخطوفون، ومن له صلة بهم وغيرهم، وأن تنشرح له صدورهم إن كانوا مؤمنين، فإن لم يكونوا مؤمنين فقد أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بتحكيم الشرع فيهم، كما في قوله سبحانه: وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وقوله عز وجل: وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وبناء على ما ذكرنا فإن الواجب على كل دولة يلجأ إليها الخاطفون: تكوين لجنة من علماء الشرع الإسلامي للنظر في القضية ودراستها من جوانبها والحكم فيها بشرع الله. وعلى هؤلاء العلماء أن يحكموا في القضية على ضوء الأدلة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأن يستضيئوا في ذلك بما ذكره علماء الشرع عند آية المحاربة من سورة المائدة، وما ذكره العلماء في كل مذهب في: باب حكم قطاع الطريق وثم يصدروا حكمهم معززا بالأدلة الشرعية وعلى الحكومة التي لجأ إليها الخاطفون تنفيذ الحكم الشرعي، طاعة لله، وتعظيما لأمره، وتنفيذا لشرعه، وحسما لمادة هذه الجرائم العظيمة، ورغبة في تحقيق الأمن، ورحمة المخطوفين وإنصافهم. ولعظم هذه الجريمة وخطورتها، رأيت أن من الواجب تحرير هذه الكلمة نصحا للأمة، وبراءة للذمة، وتذكيرا للعموم بهذا الواجب العظيم، وتعاونا مع المسئولين على البر والتقوى والله المسئول أن يصلح أحوال المسلمين ويهديهم صراطه المستقيم، ويوفق حكوماتهم للحكم بالشريعة الإسلامية، والتحاكم إليها، والتمسك بها في جميع الأمور إنه جواد كريم وصلى الله على عبده ورسوله، نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.ا.هـ 3-من صفات ابن لادن التي شابه فيها أئمة الضلال: أنه جعل نفسه قريناً لكبار علماء السنة، بل تراه ينتقصهم ويرميهم بما هم براء منه، وسأكتفي هنا بنقل كلام ابن لادن لشيخ الإسلام في هذا الزمان الإمام عبدالعزيز بن باز رحمه الله، من منشورات هيئة النصيحة والإصلاح التابع لابن لادن البيان رقم (11) بعنوان: رسالة مفتوحة إلى الشيخ ابن باز ببطلان فتواه بالصلح مع اليهود، قال وليته ما قال: … فضيلة الشيخ : لقد أردنا من ذكر ما سبق تذكيركم بواجبكم تجاه الدين، وتجاه الأمة، وتنبيهكم إلى مسؤوليتكم العظيمة، فإن الذكرى تنفع المؤمنين... أردنا تذكيركم في هذا الوقت الذي انتفش فيه الباطل، وعربد المبطلون المضلون، ووئد الحق، وسجن الدعاة، واسكت المصلحون، والأغرب أن ذلك لم يتم بعلم منكم وسكوت فقط، بل مرر على ظهر فتاواكم ومواقفكم. ... ونحن بين يدي فتواكم الأخيرة بشأن ما يسمى بالسلام مع اليهود والتي كانت فاجعة للمسلمين، حيث استجبتم للرغبة السياسية للنظام لما قرر إظهار ما كان يضمره من قبل من الدخول في هذه المهزلة الاستسلامية مع اليهود، فأصدرتم فتوى تبيح السلام مطلقا ومقيدا مع العدو... وكأنكم لم تكتفوا بإباحة بلاد الحرمين الشريفين لقوات الاحتلال اليهودية والصليبية، حتى أدخلتم ثالث الحرمين في المصيبة بإضفائكم الصبغة الشرعية على صكوك الاستسلام التي يوقعها الخونة والجبناء من طواغيت العرب مع اليهود إن هذا الكلام خطير كبير، وطامة عامة لما فيه من التدليس على الناس والتلبيس على الأمة. ... إن الفتاوى السابقة لو صدرت عن غيركم لقيل بتعمد صاحبها ما تتضمنه من الباطل، ويترتب عليها من آثار وأخطار، ولكنها لما صدرت منكم تعين أن يكون سبب الخلل فيها غير ذلك من الأسباب التي لا ترجع إلى نقص علمكم الشرعي، ولكن لعدم إدراك حقيقة الواقع، وما يترتب على مثل هذه الفتاوى من آثار، مما يجعل الفتوى حينئذ غير مستوفاة الشروط ومن ثم لا يصح إطلاقها، مما يحتم على المفتي عندئذ أن يتوقف عن الفتوى أو يحيلها إلى المختصين الجامعين بين العلم بالحكم الشرعي والعلم بحقيقة الواقع. التاريخ : 27 / 7 / 1415 هـ الموافق : 29 / 12 / 1994م عنهم / أسامة بن محمد بن لادن. ثم أردف هذه الرسالة بأختها فقال: في البيان رقم ( 12 ) :… فقد سبق لنا في ( هيئة النصيحة والإصلاح ) أن وجهنا لكم رسالة مفتوحة في بياننا رقم (11) وذكرناكم فيها بالله، وبواجبكم الشرعي تجاه الملة والأمة، ونبهناكم فيها على مجموعة من الفتاوى والمواقف الصادرة منكم، والتي ألحقت بالأمة والعاملين للإسلام من العلماء والدعاة أضراراً جسيمة عظيمة.… ولذا فإننا ننبه الأمة إلى خطورة مثل هذه الفتاوى الباطلة وغير مستوفية الشروط، وندعوها إلى الرجوع في الفتوى إلى أولئك الذين جمعوا بين العلم الشرعي والاطلاع على الواقع،… كما نكرر دعوتنا لكم أيها الشيخ للخروج من خندق هؤلاء الحكام الذين سخروكم لخدمة أهوائهم وتترسوا بكم ضد كل داعية، ورموا بكم في وجه كل مصلح.… كما نعظكم بحال أولئك الذين قال الله فيهم إنهم ( يحملون أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون ). أيها الشيخ في ختام هذه الرسالة نقول لكم : إذا أنتم لم تستطيعوا أن تتحملوا تبعات الجهر بالحق والصدع به، ومناصرة أهله ضد هؤلاء الحكام، فلا أقل من أن تتنحوا عن المناصب الرسمية التي لوثكم بها هذا النظام، وتهجروا أبواب هؤلاء السلاطين الذين بارزوا الله بالحرب، حتى لا يصيبكم ما يصيبهم، والتزموا طريق النجاة الذي حدده صلى الله عليه وسلم للسائل عنه بقوله : ( املك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابك على خطيئتك ) رواه الترمذي، صحيح الجامع الصغير. التاريخ 28 / 8 / 1415هـ الموافق 29 / 1 / 1995م عنهم /أسامة بن محمد بن لادن. [ولسماع رد الشيخ ابن باز على كلام ابن لادن وغيره في فتواه للصلح مع إسرائيل استمع إلى شريط فتاوى العلماء في الجهاد من إصدار تسجيلات منهاج السنة، بالسويدي، وراجع فتاوى الشيخ ابن باز المجلد8 صفحة212،219-229] هذه هي نظرة ابن لادن لعلماء الإسلام، وهذا هو أدبه معهم، فكيف سيكون مع أمراء المسلمين وعامتهم؟!! وأخيراً: هذا هو حال من يتلقى عنه بعض أبنائنا المغرر بهم، ولقد وقف في وجهه أئمة الدين، ليصدوا فساده وعدوانه، فناصحوه، وأظهروا عواره، ولكن المصيبة حين يتمالأ الكثيرون ممن ينتسب للدعوة في هذه البلاد أو الموكلون بتربية الشباب على تغييب شبابنا عن تلك الفتاوى الربانية، والنصائح الأبوية، ليحلوا محلها الأفكار المسمومة، والبيانات المدسوسة، فقولوا لي بربكم متى يصحو شبابنا. ومن تلك البيانات الربانية في بيان حال هؤلاء الضلال من أمثال ابن لادن وغيره، بيانٌ لشيخ الإسلام في هذا الزمان الإمام عبدالعزيز بن باز رحمه الله، [من فتاوى الشيخ ابن باز المجلد التاسع ص 100 ونشر في جريدة الرياض العدد 12182 ،وهو ضمن مجلة البحوث الإسلامية العدد 50 ص15] قال فيه: أما ما يقوم به الآن محمد المسعري وسعد الفقيه وأشباههما من ناشري الدعوات الفاسدة الضالة فهذا بلا شك شر عظيم، وهم دعاة شر عظيم، وفساد كبير، والواجب الحذر من نشراتهم، والقضاء عليها، وإتلافها، وعدم التعاون معهم في أي شيء يدعو إلى الفساد والشر والباطل والفتن، ويجب لزاما عدم التعاون معهم والتحذير منهم ومما ينشرونه والقضاء عليه لأن الله أمر بالتعاون على البر والتقوى، لا بالتعاون على الفساد والشر، ونشر الكذب، ونشر الدعوات الباطلة التي تسبب الفرقة واختلال الأمن إلى غير ذلك. هذه النشرات التي تصدر من الفقيه، أو من المسعري، أو من غيرهما من دعاة الباطل ودعاة الشر، يجب القضاء عليها وإتلافها وعدم الالتفات إليها، ويجب على من يستطيع أن ينصحهم وأن ينشدهم ويرشدهم للحق وأن يحذرهم من هذا الباطل ولا يجوز التعاون معهم في هذا الفساد ولا يجوز لأحد أن يتعاون معهم في هذا الشر ويجب أن ينصحوا وأن يعودوا إلى رشدهم وأن يدعوا هذا الباطل يجب أن يتركوه وأن يدعوه المسعري والفقيه وابن لادن وجميع من يتحرى طرق الشر الفاسدة يجب أن يحذروا من هذه الطرق ويجب أن لا يتعاون معهم ويجب أن ينصحوا حتى يرجعوا إلى الصواب حتى يرجعوا إلى الحق حتى يدعوا ما هم فيه من الباطل وأسباب الفرقة والاختلاف. وقال رحمه الله [جريدة المسلمون 9/5/1417هـ]: إن أسامة بن لادن من المفسدين في الأرض، ويتحرى طرق الشر الفاسدة.ا.هـ ومن الذين وقفوا في وجه ابن لادن محدث وعلامة اليمن الشيخ الإمام : مقبل بن هادي الوادعي –رحمه الله- فقد قال [في لقاء مع جريدة الرأي العام الكويتية بتاريخ 19/12/1998 العدد: 11503 ] قال: أبرأ إلى الله من ابن لادن، فهو شؤم وبلاء على الأمة وأعماله شر… وسئل في اللقاء نفسه: الملاحظ أن المسلمين يتعرضون للمضايقات في الدول الغربية بمجرد حدوث انفجار في أي مكان في العالم؟ فأجاب الشيخ مقبل: أعلم ذلك، وقد اتصل بي بعض الإخوة من بريطانيا يشكون التضييق عليهم، ويسألون عما إذا كان يجوز لهم إعلان البراءة من أسامة بن لادن؟ فقلنا لهم تبرأنا منه ومن أعماله منذ زمن بعيد، والواقع يشهد أن المسلمين في دول الغر ب مضيق عليهم بسبب الحركات التي تغذيها حركة الإخوان المفلسين، [يقصد الشيخ جماعة الإخوان المسلمين] أو غيرهم. السائل: ألم تقدم نصيحة إلى أسامة بن لادن؟ فأجاب الشيخ: لقد أرسلت النصائح لكن الله أعلم هل وصلت أم لا، وقد جاءنا منهم أخوة يعرضون مساعدتهم لنا وإعانتنا حتى ندعوا إلى الله، وبعد ذلك فوجئنا بهم يرسلون مالاً ويطلبون منا توزيعه على رؤساء القبائل لشراء مدافع ورشاشات، ولكنني رفضت عرضهم، وطلبت منهم أن لا يأتوا إلى منزلي مرة ثانية. وقال الشيخ مقبل [ في كتاب تحفة المجيب من تسجيل بتاريخ 18/2/1417هـ] تحت عنوان: من وراء التفجيرات في أرض الحرمين، قال:روى البخاري ومسلم عن عبدالله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "إن الله لا ينتزع العلم انتزاعاً من صدور العلماء ولكن ينتزع العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا"، فإن الناس منذ تركوا الرجوع للعلماء تخبطوا، يقول تعالى: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلاً) (النساء:83)… ومن الأمثلة على هذه الفتن الفتنة التي كادت أن تدبر لليمن من قبل أسامة بن لادن، إذا قيل له: نريد مبلغ عشرين ألف ريال سعودي نبني مسجداً في بلد كذا، قال أسامة: ليس عندنا إمكانيات، سنعطي إن شاء الله بقد إمكانياتنا، وإذا قيل له: نريد مدفعاً ورشاشاً وغيرهما، فيقول: خذ هذه مائة ألف أو أكثر وإن شاء الله يأتي الباقي.ا.هـ وممن بين عوار منهج ابن لادن العلامة الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ [في جريدة الرياض بتاريخ 8/11/2001م] حيث بين أن السبب وراء تمجيد أسامة بن لادن من قبل بعض المغرر بهم من المعلمين أو المربين أن ذلك راجع إلى الخلل في فهمهم للإسلام.ا.هـ وأختم بنصيحة إلى الموجهين والمربين والمدرسين ورجال الدعوة إلى محاربة هذا الفكر المعوج الذي لم تجن الأمة منه إلا الفساد والإفساد، وما أحداث إخواننا المسلمين في الجزائر أو أفغانستان عنا ببعيد، فهبوا يا رجال الإسلام للوقوف أمام هذا الطوفان المدمر للدين والدنيا، والسلام.
منقول بتصرف من كتاب :"ابن لادن في ميزان اهل السنة والجماعة " لحمد بن عبدالعزيز ا بن عتيق وفقه الله
1-تقديمه العاطفة والهوى على الشرع، فيجعل العاطفة والهوى متبوعاً والشرع تابعاً، فسلاحه الوحيد لترويج ضلاله، التلاعب بعواطف الناس، ففي كل خطاب يخرج علينا به ابن لادن لا يفوته أن يذكر بالقتلى والجرحى والمشردين، ولما بدأ غزو الأمريكان –الظالم- على أفغانستان، أطلق خطابه الذي ضمنه القسم المشهور الذي هدد به الأمريكيين، والغريب أنه أقحم في خطابه ذاك قضية أطفال العراق وجنين الفلسطينية وإخراج الجيوش الكافرة من أرض محمد صلى الله عليه وسلم!، وأغرب من ذلك أن يذكر ضرب أمريكا لليابان!! لا لشيء إلا ليستدر عطف العامة، وعلى مدى قرابة العشر دقائق في ذلك الخطاب الذي يعد إعلان بدأ الحرب المباشرة مع أمريكا والتي كان يتمناها ويحلم بها ابن لادن وأتباعه، ظل يدغدغ عواطف الناس، ولم يذكر آية من كتاب الله ولا حديثاً من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: (وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (آل عمران:78) 2-جرأة ابن لادن على الفتيا في المسائل الكبيرة، والتسرع في ذلك دون ترو، أو بحث، فيصدر الفتاوى والبيانات في مسائل لو حدثت على عهد عمر لجمع لها أهل بدر، بينما تراه يهون من شأنها، ولم يقدر الضرر المترتب عليها، والآثار السيئة الناجمة من جرائها، فهذه أعماله التي جرت على المسلمين الويل والدمار، قولوا لي بربكم من هم العلماء الربانيون الذين صدر ابن لادن عن رأيهم فيها، فمثلاً : أ-القيام بالتفجيرات داخل بلاد المسلمين لقتل الأمريكيين، كما حصل في مدينة الرياض في حي العليا ضحى يوم الاثنين 20/6/1416 هـ، من الأمور التي نادى بها ابن لادن ولا يزال، بل عقد الألوية باسم المفسدين الأربعة الذين قاموا بتلك العملية البائسة، وتبجح في حينها أنه حرض على ذلك، ويدعو شبابنا إلى القيام بالمزيد، وما حصل يوم الاثنين الماضي إلا ثمرة من ثمرات غرسه، فماذا كان رأي علماء الأمة في ذلك؟! لقد أصدر مجلس هيئة كبار العلماء بياناً نددوا فيه بتلك الأعمال الإجرامية التي تبناها ابن لادن، هذا نصه: الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على من لا نبي بعده محمد وآله وصحبه. وبعد: فإن هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية علمت ما حدث من التفجير الذي وقع في حي العليا بمدينة الرياض قرب الشارع العام ضحوة يوم الأثنين20/6/1416 هـ وأنه قد ذهب ضحيته نفوس معصومة، وجرح بسببه آخرون، وروع آمنون وأخيف عابر السبيل، ولذا فإن الهيئة تقرر أن هذا الاعتداء آثم وإجرام شنيع، وهو خيانة وغدر، وهتك لحرمات الدين في الأنفس، والأموال، والأمن، والاستقرار،ولا يفعله إلا نفس فاجرة، مشبعة بالحقد والخيانة والحسد والبغي والعدوان، وكراهية الحياة والخير، ولا يختلف المسلمون في تحريمه، ولا في بشاعة جرمه وعظيم إثمه، والآيات والأحاديث في تحريم هذا الأجرام وأمثاله كثيرة ومعلومة. وإن الهيئة إذ تقرر تحريم هذا الإجرام وتحذر من نزعات السوء، ومسالك الجنوح الفكري، والفساد العقدي، والتوجيه المردي، وإن النفس الأمارة بالسوء إذا أرخى لها المرء العنان ذهبت به مذاهب الردى، ووجد الحاقدون فيها مدخلاً لأغراضهم وأهوائهم التي يبثونها في قوالب التحسين، والواجب على كل من علم شيئاً عن هؤلاء المخربين أن يبلغ عنهم الجهة المختصة. وقد حذر الله سبحانه في محكم التنزيل من دعاة السوء والمفسدين في الأرض فقال: إنما جزاءُ الذين يُحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرضِ فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلافٍ أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزيٌ في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم [سورة المائدة، آية33] وقال تعالى: ومن الناس من يعجبك قوله في الحياةِ الدنيا ويُشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام* وإذا تولى سعى في الأرض ليفسدَ فيها ويُهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد* وإذا قيل له اتقِ الله أخذته العزةُ بالإثم فحسبه جهنمُ ولبئس المهادُ[ سورة البقرة] نسأل الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، أن يهتك ستر المعتدين على حرمات الآمنين، وأن يكف البأس عنا وعن جميع المسلمين، وأن يحمي هذه البلاد وسائر بلا المسلمين من كل سوء ومكروه، وأن يوفق ولاة أمرنا وجميع ولاة أمر المسلمين لما فيه صلاح العباد والبلاد إنه خير مسئول، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.ا.هـ وقد سئل الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله عن تلك الأفعال فقبل: سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز: ما حكم الاعتداء على الأجانب السياح والزوار في البلاد الإسلامية ؟ فأجاب : هذا لا يجوز، الاعتداء لا يجوز على أي أحد، سواء كانوا سياحا أو عمالا؛ لأنهم مستأمنون، دخلوا بالأمان، فلا يجوز الاعتداء عليهم، ولكن تناصح الدولة حتى تمنعهم مما لا ينبغي إظهاره، أما الاعتداء عليهم فلا يجوز، أما أفراد الناس فليس لهم أن يقتلوهم أو يضربوهم أو يؤذوهم، بل عليهم أن يرفعوا الأمر إلى ولاة الأمور؛ لأن التعدي عليهم تعد على أناس قد دخلوا بالأمان فلا يجوز التعدي عليهم، ولكن يرفع أمرهم إلى من يستطيع منع دخولهم أو منعهم من ذلك المنكر الظاهر. أما نصيحتهم ودعوتهم إلى الإسلام أو إلى ترك المنكر إن كانوا مسلمين فهذا مطلوب، وتعمه الأدلة الشرعية، والله المستعان، ولا حول ولا قوة إلا بالله. وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وآله وصحبه. [مجموع الفتاوى 8/239] ب-خطف الطائرات، وضرب المدنيين، من النساء والأطفال والشيوخ، والتي تبناها ابن لادن هو والتسعة عشر من أتباعه، هل سمى لنا علماء السنة الذين أفتوه بذلك، وماذا كان رأي علماء السنة في ذلك؟ قال ابن باز رحمه الله تعالى حول قضية اختطاف الطائرات- نشرت في مجلة التوحيد التي تصدر عن أنصار السنة المحمدية بمصر ص 8-10 عام 1393هـ عندما كان الشيخ رئيسا للجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية-: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه وأما بعد: فمن المعلوم لدى كل من له أدنى بصيرة أن اختطاف الطائرات، وبني الإنسان من السفارات وغيرها، من الجرائم العظيمة العالمية، التي يترتب عليها من المفاسد الكبيرة، والأضرار العظيمة، وإضاقة الأبرياء وإيذائهم ما لا يحصيه إلا الله. كما أن من المعلوم أن هذه الجرائم لا يخص ضررها وشرها دولة دون دولة، ولا طائفة دون طائفة، بل يعم العالم كله، ولا ريب أن ما كان من الجرائم بهذه المثابة، فإن الواجب على الحكومات والمسئولين من العلماء وغيرهم: أن يعنوا به غاية العناية، وأن يبذلوا الجهود الممكنة لحسم شره، والقضاء عليه، وقد أنزل الله كتابه الكريم تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين، وبعث نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين، وحجة على العباد أجمعين، وأوجب على جميع الثقلين: الحكم بشريعته والتحاكم إليها، ورد ما تنازع فيه الناس إلى كتابه وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم كما قال عز وجل: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا وقال تعالى: أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ وقال عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا وقد أجمع العلماء رحمهم الله على أن الرد إلى الله هو الرد إلى كتابه الكريم، وأن الرد إلى الرسول هو الرد إليه في حياته، وإلى سنته الصحيحة بعد وفاته عليه الصلاة والسلام. وقال سبحانه: وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ فهذه الآيات الكريمات وما جاء في معناها: كلها تدل على وجوب رد ما تنازع فيه الناس إلى الله سبحانه، وإلى الرسول عليه الصلاة والسلام، وذلك هو الرد إلى حكم الله عز وجل، والحذر مما خالفه في جميع الأمور، ومن أهم ذلك الأمور التي يعم ضررها وشرها كالاختطاف. فإن الواجب على الدولة التي يقع في يدها الخاطفون: أن تحكم فيهم شرع الله، لما يترتب على جريمتهم الشنيعة من الحقوق لله، والحقوق لعباده، والأضرار الكثيرة، والمفاسد العظيمة، وليس لذلك حل يقطع دابرها، ويحسم شرها إلا الحل الذي وضعه أحكم الحاكمين، وأرحم الراحمين، في كتابه الكريم، وبعث به أنصح الخلق وأفضلهم، وأرحمهم سيد الأولين والآخرين، محمدا عليه من ربه أفضل الصلاة والتسليم، وهو الحل الذي يجب أن يفهمه الخاطفون والمخطوفون، ومن له صلة بهم وغيرهم، وأن تنشرح له صدورهم إن كانوا مؤمنين، فإن لم يكونوا مؤمنين فقد أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بتحكيم الشرع فيهم، كما في قوله سبحانه: وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وقوله عز وجل: وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وبناء على ما ذكرنا فإن الواجب على كل دولة يلجأ إليها الخاطفون: تكوين لجنة من علماء الشرع الإسلامي للنظر في القضية ودراستها من جوانبها والحكم فيها بشرع الله. وعلى هؤلاء العلماء أن يحكموا في القضية على ضوء الأدلة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأن يستضيئوا في ذلك بما ذكره علماء الشرع عند آية المحاربة من سورة المائدة، وما ذكره العلماء في كل مذهب في: باب حكم قطاع الطريق وثم يصدروا حكمهم معززا بالأدلة الشرعية وعلى الحكومة التي لجأ إليها الخاطفون تنفيذ الحكم الشرعي، طاعة لله، وتعظيما لأمره، وتنفيذا لشرعه، وحسما لمادة هذه الجرائم العظيمة، ورغبة في تحقيق الأمن، ورحمة المخطوفين وإنصافهم. ولعظم هذه الجريمة وخطورتها، رأيت أن من الواجب تحرير هذه الكلمة نصحا للأمة، وبراءة للذمة، وتذكيرا للعموم بهذا الواجب العظيم، وتعاونا مع المسئولين على البر والتقوى والله المسئول أن يصلح أحوال المسلمين ويهديهم صراطه المستقيم، ويوفق حكوماتهم للحكم بالشريعة الإسلامية، والتحاكم إليها، والتمسك بها في جميع الأمور إنه جواد كريم وصلى الله على عبده ورسوله، نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.ا.هـ 3-من صفات ابن لادن التي شابه فيها أئمة الضلال: أنه جعل نفسه قريناً لكبار علماء السنة، بل تراه ينتقصهم ويرميهم بما هم براء منه، وسأكتفي هنا بنقل كلام ابن لادن لشيخ الإسلام في هذا الزمان الإمام عبدالعزيز بن باز رحمه الله، من منشورات هيئة النصيحة والإصلاح التابع لابن لادن البيان رقم (11) بعنوان: رسالة مفتوحة إلى الشيخ ابن باز ببطلان فتواه بالصلح مع اليهود، قال وليته ما قال: … فضيلة الشيخ : لقد أردنا من ذكر ما سبق تذكيركم بواجبكم تجاه الدين، وتجاه الأمة، وتنبيهكم إلى مسؤوليتكم العظيمة، فإن الذكرى تنفع المؤمنين... أردنا تذكيركم في هذا الوقت الذي انتفش فيه الباطل، وعربد المبطلون المضلون، ووئد الحق، وسجن الدعاة، واسكت المصلحون، والأغرب أن ذلك لم يتم بعلم منكم وسكوت فقط، بل مرر على ظهر فتاواكم ومواقفكم. ... ونحن بين يدي فتواكم الأخيرة بشأن ما يسمى بالسلام مع اليهود والتي كانت فاجعة للمسلمين، حيث استجبتم للرغبة السياسية للنظام لما قرر إظهار ما كان يضمره من قبل من الدخول في هذه المهزلة الاستسلامية مع اليهود، فأصدرتم فتوى تبيح السلام مطلقا ومقيدا مع العدو... وكأنكم لم تكتفوا بإباحة بلاد الحرمين الشريفين لقوات الاحتلال اليهودية والصليبية، حتى أدخلتم ثالث الحرمين في المصيبة بإضفائكم الصبغة الشرعية على صكوك الاستسلام التي يوقعها الخونة والجبناء من طواغيت العرب مع اليهود إن هذا الكلام خطير كبير، وطامة عامة لما فيه من التدليس على الناس والتلبيس على الأمة. ... إن الفتاوى السابقة لو صدرت عن غيركم لقيل بتعمد صاحبها ما تتضمنه من الباطل، ويترتب عليها من آثار وأخطار، ولكنها لما صدرت منكم تعين أن يكون سبب الخلل فيها غير ذلك من الأسباب التي لا ترجع إلى نقص علمكم الشرعي، ولكن لعدم إدراك حقيقة الواقع، وما يترتب على مثل هذه الفتاوى من آثار، مما يجعل الفتوى حينئذ غير مستوفاة الشروط ومن ثم لا يصح إطلاقها، مما يحتم على المفتي عندئذ أن يتوقف عن الفتوى أو يحيلها إلى المختصين الجامعين بين العلم بالحكم الشرعي والعلم بحقيقة الواقع. التاريخ : 27 / 7 / 1415 هـ الموافق : 29 / 12 / 1994م عنهم / أسامة بن محمد بن لادن. ثم أردف هذه الرسالة بأختها فقال: في البيان رقم ( 12 ) :… فقد سبق لنا في ( هيئة النصيحة والإصلاح ) أن وجهنا لكم رسالة مفتوحة في بياننا رقم (11) وذكرناكم فيها بالله، وبواجبكم الشرعي تجاه الملة والأمة، ونبهناكم فيها على مجموعة من الفتاوى والمواقف الصادرة منكم، والتي ألحقت بالأمة والعاملين للإسلام من العلماء والدعاة أضراراً جسيمة عظيمة.… ولذا فإننا ننبه الأمة إلى خطورة مثل هذه الفتاوى الباطلة وغير مستوفية الشروط، وندعوها إلى الرجوع في الفتوى إلى أولئك الذين جمعوا بين العلم الشرعي والاطلاع على الواقع،… كما نكرر دعوتنا لكم أيها الشيخ للخروج من خندق هؤلاء الحكام الذين سخروكم لخدمة أهوائهم وتترسوا بكم ضد كل داعية، ورموا بكم في وجه كل مصلح.… كما نعظكم بحال أولئك الذين قال الله فيهم إنهم ( يحملون أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون ). أيها الشيخ في ختام هذه الرسالة نقول لكم : إذا أنتم لم تستطيعوا أن تتحملوا تبعات الجهر بالحق والصدع به، ومناصرة أهله ضد هؤلاء الحكام، فلا أقل من أن تتنحوا عن المناصب الرسمية التي لوثكم بها هذا النظام، وتهجروا أبواب هؤلاء السلاطين الذين بارزوا الله بالحرب، حتى لا يصيبكم ما يصيبهم، والتزموا طريق النجاة الذي حدده صلى الله عليه وسلم للسائل عنه بقوله : ( املك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابك على خطيئتك ) رواه الترمذي، صحيح الجامع الصغير. التاريخ 28 / 8 / 1415هـ الموافق 29 / 1 / 1995م عنهم /أسامة بن محمد بن لادن. [ولسماع رد الشيخ ابن باز على كلام ابن لادن وغيره في فتواه للصلح مع إسرائيل استمع إلى شريط فتاوى العلماء في الجهاد من إصدار تسجيلات منهاج السنة، بالسويدي، وراجع فتاوى الشيخ ابن باز المجلد8 صفحة212،219-229] هذه هي نظرة ابن لادن لعلماء الإسلام، وهذا هو أدبه معهم، فكيف سيكون مع أمراء المسلمين وعامتهم؟!! وأخيراً: هذا هو حال من يتلقى عنه بعض أبنائنا المغرر بهم، ولقد وقف في وجهه أئمة الدين، ليصدوا فساده وعدوانه، فناصحوه، وأظهروا عواره، ولكن المصيبة حين يتمالأ الكثيرون ممن ينتسب للدعوة في هذه البلاد أو الموكلون بتربية الشباب على تغييب شبابنا عن تلك الفتاوى الربانية، والنصائح الأبوية، ليحلوا محلها الأفكار المسمومة، والبيانات المدسوسة، فقولوا لي بربكم متى يصحو شبابنا. ومن تلك البيانات الربانية في بيان حال هؤلاء الضلال من أمثال ابن لادن وغيره، بيانٌ لشيخ الإسلام في هذا الزمان الإمام عبدالعزيز بن باز رحمه الله، [من فتاوى الشيخ ابن باز المجلد التاسع ص 100 ونشر في جريدة الرياض العدد 12182 ،وهو ضمن مجلة البحوث الإسلامية العدد 50 ص15] قال فيه: أما ما يقوم به الآن محمد المسعري وسعد الفقيه وأشباههما من ناشري الدعوات الفاسدة الضالة فهذا بلا شك شر عظيم، وهم دعاة شر عظيم، وفساد كبير، والواجب الحذر من نشراتهم، والقضاء عليها، وإتلافها، وعدم التعاون معهم في أي شيء يدعو إلى الفساد والشر والباطل والفتن، ويجب لزاما عدم التعاون معهم والتحذير منهم ومما ينشرونه والقضاء عليه لأن الله أمر بالتعاون على البر والتقوى، لا بالتعاون على الفساد والشر، ونشر الكذب، ونشر الدعوات الباطلة التي تسبب الفرقة واختلال الأمن إلى غير ذلك. هذه النشرات التي تصدر من الفقيه، أو من المسعري، أو من غيرهما من دعاة الباطل ودعاة الشر، يجب القضاء عليها وإتلافها وعدم الالتفات إليها، ويجب على من يستطيع أن ينصحهم وأن ينشدهم ويرشدهم للحق وأن يحذرهم من هذا الباطل ولا يجوز التعاون معهم في هذا الفساد ولا يجوز لأحد أن يتعاون معهم في هذا الشر ويجب أن ينصحوا وأن يعودوا إلى رشدهم وأن يدعوا هذا الباطل يجب أن يتركوه وأن يدعوه المسعري والفقيه وابن لادن وجميع من يتحرى طرق الشر الفاسدة يجب أن يحذروا من هذه الطرق ويجب أن لا يتعاون معهم ويجب أن ينصحوا حتى يرجعوا إلى الصواب حتى يرجعوا إلى الحق حتى يدعوا ما هم فيه من الباطل وأسباب الفرقة والاختلاف. وقال رحمه الله [جريدة المسلمون 9/5/1417هـ]: إن أسامة بن لادن من المفسدين في الأرض، ويتحرى طرق الشر الفاسدة.ا.هـ ومن الذين وقفوا في وجه ابن لادن محدث وعلامة اليمن الشيخ الإمام : مقبل بن هادي الوادعي –رحمه الله- فقد قال [في لقاء مع جريدة الرأي العام الكويتية بتاريخ 19/12/1998 العدد: 11503 ] قال: أبرأ إلى الله من ابن لادن، فهو شؤم وبلاء على الأمة وأعماله شر… وسئل في اللقاء نفسه: الملاحظ أن المسلمين يتعرضون للمضايقات في الدول الغربية بمجرد حدوث انفجار في أي مكان في العالم؟ فأجاب الشيخ مقبل: أعلم ذلك، وقد اتصل بي بعض الإخوة من بريطانيا يشكون التضييق عليهم، ويسألون عما إذا كان يجوز لهم إعلان البراءة من أسامة بن لادن؟ فقلنا لهم تبرأنا منه ومن أعماله منذ زمن بعيد، والواقع يشهد أن المسلمين في دول الغر ب مضيق عليهم بسبب الحركات التي تغذيها حركة الإخوان المفلسين، [يقصد الشيخ جماعة الإخوان المسلمين] أو غيرهم. السائل: ألم تقدم نصيحة إلى أسامة بن لادن؟ فأجاب الشيخ: لقد أرسلت النصائح لكن الله أعلم هل وصلت أم لا، وقد جاءنا منهم أخوة يعرضون مساعدتهم لنا وإعانتنا حتى ندعوا إلى الله، وبعد ذلك فوجئنا بهم يرسلون مالاً ويطلبون منا توزيعه على رؤساء القبائل لشراء مدافع ورشاشات، ولكنني رفضت عرضهم، وطلبت منهم أن لا يأتوا إلى منزلي مرة ثانية. وقال الشيخ مقبل [ في كتاب تحفة المجيب من تسجيل بتاريخ 18/2/1417هـ] تحت عنوان: من وراء التفجيرات في أرض الحرمين، قال:روى البخاري ومسلم عن عبدالله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "إن الله لا ينتزع العلم انتزاعاً من صدور العلماء ولكن ينتزع العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا"، فإن الناس منذ تركوا الرجوع للعلماء تخبطوا، يقول تعالى: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلاً) (النساء:83)… ومن الأمثلة على هذه الفتن الفتنة التي كادت أن تدبر لليمن من قبل أسامة بن لادن، إذا قيل له: نريد مبلغ عشرين ألف ريال سعودي نبني مسجداً في بلد كذا، قال أسامة: ليس عندنا إمكانيات، سنعطي إن شاء الله بقد إمكانياتنا، وإذا قيل له: نريد مدفعاً ورشاشاً وغيرهما، فيقول: خذ هذه مائة ألف أو أكثر وإن شاء الله يأتي الباقي.ا.هـ وممن بين عوار منهج ابن لادن العلامة الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ [في جريدة الرياض بتاريخ 8/11/2001م] حيث بين أن السبب وراء تمجيد أسامة بن لادن من قبل بعض المغرر بهم من المعلمين أو المربين أن ذلك راجع إلى الخلل في فهمهم للإسلام.ا.هـ وأختم بنصيحة إلى الموجهين والمربين والمدرسين ورجال الدعوة إلى محاربة هذا الفكر المعوج الذي لم تجن الأمة منه إلا الفساد والإفساد، وما أحداث إخواننا المسلمين في الجزائر أو أفغانستان عنا ببعيد، فهبوا يا رجال الإسلام للوقوف أمام هذا الطوفان المدمر للدين والدنيا، والسلام.
منقول بتصرف من كتاب :"ابن لادن في ميزان اهل السنة والجماعة " لحمد بن عبدالعزيز ا بن عتيق وفقه الله