زاد الرحيل
05 Jul 2008, 07:24 AM
خلق الانسان
تأملت خلق الإنسان فوجدته مركبا من ثلاثة أشياء:
الأول العقل
وهو غريزة يدرك بها الإنسان الأشياء فيعرف بها الخطأ والصواب،
والحق والباطل والصحيح من غيره،
وهو يميز الإنسان عن الحيوان،
وبه أمتن الله تعالى على العبد،
ومع ذلك فإن هذا العقل قد يشطح أحيانا ويتعدى حده إلى ما لا يحل ولا يجوز،
فالعقل نعمة أنعم الله تعالى بها على الإنسان.
الشيء الثاني الذي ركب منه الإنسان القلب
وهو مستودع المشاعر والأحاسيس ومستقرها،
فهو الذي يحب ويبغض ويلين ويقسو ويصح ويمرض،
وهو مستودع المشاعر،
فقد يتجه هذا القلب إلى مسلك حسن فيكون فيه الإيمان ومحبة الرحمن،
والخشوع للقرآن والإخبات إلى ذكر الله وطاعته والانقياد له، فحين إذ يكون نعما هو.
أما الثالث فهو الجسم
وهذا الجسم بأعضائه وجوارحه وقوته
هو مطية ذلول يركبها العقل ويركبها القلب إلى ما يريدان،
فإذا اقتنع العقل بشيء حرك إليه الجسم
وقال له هلم إلى هذا المكان ففيه مصلحة لي في الدنيا أو في الآخرة.
فيحرك الجسم إلى ما يرى
كأن يذهب الإنسان إلى إجراء عملية جراحية يعلم أنها مؤلمة
وأن فيها مشقة عليه ولكنه يقتنع بعقله أن فيها مصلحة له،
فالقلب يقول أحجم والعقل يقول أقدم.
وكذلك إذا اشتهى القلب شيئا حرك الجسم إلى ما يشتهي ويريد،
كأن يقصد الإنسان المحبوبات في هذه الدنيا
وهي كثيرة من الملاذ بالنسبة لأهل الدنيا،
فهو يركض إلى ما يحب من مآكل أو مطعم أو مشرب أو منكح أو غير ذلك.
ومثله أيضا الإقبال على الطاعات عند أهل الآخرة،
فإنك تجد أحدهم وهو يسعى إلى عبادة أو طاعة أو صوم
أو ذكر أو طواف أو حج أو عمرة أو جهاد يركض إليها ركضا
يخشى أن تفوته مع أنه يعلم أنه ربما كان فيها عطبه،
ولكنه قلبه آمن أن هذا الطريق مرضاة لله عز وجل فأقبل عليه وهو يقول:
رضيت في حبك الأيام جائرة.......فعلقم الدهر إن أرضاك كالعذب
فضيلة الشيخ/ سلمان العودة
تأملت خلق الإنسان فوجدته مركبا من ثلاثة أشياء:
الأول العقل
وهو غريزة يدرك بها الإنسان الأشياء فيعرف بها الخطأ والصواب،
والحق والباطل والصحيح من غيره،
وهو يميز الإنسان عن الحيوان،
وبه أمتن الله تعالى على العبد،
ومع ذلك فإن هذا العقل قد يشطح أحيانا ويتعدى حده إلى ما لا يحل ولا يجوز،
فالعقل نعمة أنعم الله تعالى بها على الإنسان.
الشيء الثاني الذي ركب منه الإنسان القلب
وهو مستودع المشاعر والأحاسيس ومستقرها،
فهو الذي يحب ويبغض ويلين ويقسو ويصح ويمرض،
وهو مستودع المشاعر،
فقد يتجه هذا القلب إلى مسلك حسن فيكون فيه الإيمان ومحبة الرحمن،
والخشوع للقرآن والإخبات إلى ذكر الله وطاعته والانقياد له، فحين إذ يكون نعما هو.
أما الثالث فهو الجسم
وهذا الجسم بأعضائه وجوارحه وقوته
هو مطية ذلول يركبها العقل ويركبها القلب إلى ما يريدان،
فإذا اقتنع العقل بشيء حرك إليه الجسم
وقال له هلم إلى هذا المكان ففيه مصلحة لي في الدنيا أو في الآخرة.
فيحرك الجسم إلى ما يرى
كأن يذهب الإنسان إلى إجراء عملية جراحية يعلم أنها مؤلمة
وأن فيها مشقة عليه ولكنه يقتنع بعقله أن فيها مصلحة له،
فالقلب يقول أحجم والعقل يقول أقدم.
وكذلك إذا اشتهى القلب شيئا حرك الجسم إلى ما يشتهي ويريد،
كأن يقصد الإنسان المحبوبات في هذه الدنيا
وهي كثيرة من الملاذ بالنسبة لأهل الدنيا،
فهو يركض إلى ما يحب من مآكل أو مطعم أو مشرب أو منكح أو غير ذلك.
ومثله أيضا الإقبال على الطاعات عند أهل الآخرة،
فإنك تجد أحدهم وهو يسعى إلى عبادة أو طاعة أو صوم
أو ذكر أو طواف أو حج أو عمرة أو جهاد يركض إليها ركضا
يخشى أن تفوته مع أنه يعلم أنه ربما كان فيها عطبه،
ولكنه قلبه آمن أن هذا الطريق مرضاة لله عز وجل فأقبل عليه وهو يقول:
رضيت في حبك الأيام جائرة.......فعلقم الدهر إن أرضاك كالعذب
فضيلة الشيخ/ سلمان العودة