دمـ تبتسم ـوع
19 Jul 2008, 03:39 AM
السلام عليكم ورحمة اللـه وبركاااته
الساعة العاشرة والنصف صباحاً
الجوال يرن
إنه أبي
خيراً إن شاء الله
السلام عليكم بنيّ .......... صباح الخير
وعليكم السلام والدي ....... صباح النور
ليتك تتجهزّ نريد أن نذهب إلى الحرم
أبشر يا أبتي لكن الوقت مازال مبكراً عن صلاة الظهر
نعم ولكن بنت جارنا ( فلان ) قد ماتت ونريد أن نذهب معهم إلى المغسلة ومن ثَمّ الصلاة عليها
تصلبت يدي وقلتُ لوالدي حسناً يا أبي عشر دقائق وأكون عندك
،،،
،،،
عمرها أربعة عشر عاماً فتاة في عمر الزهور من أعزّ صاحبات أخواتي
كلها نشاط وحيوية فهي الأولى على مدرستها وهي المتميّزة بالإذاعة الصباحية والحاصدة لكثير من الجوائز المحفلية
ألمّ بها مرض سريع كسرعة البرق لم يمهلها أكثر من أسبوعين فرحلت
يا كوكباً ما كان أقصر عمره ..... وكذا تكون كواكب الأسحار
لا أدري لماذا أصابتني نوبة دهشة كبيرة !
تركتُ خواطري جانباً فوالدي ينتظرني على أحرّ من الجمر
توضأتُ ولبستُ ثوبي وأسرعتُ بالخروج
اتجهنا مباشرة إلى الحرم المدني
فضّل والدي الذهاب مباشرة للحرم
صليّنا الظهر وبعده الصلاة عليها
هنئياً لمن صلّت عليه هذه الجموع الغفيرة من المسلمين
أسرعنا مباشرة ننتظر قدوم الجنازة
كلّ شئ صامت إلا من شهقات من إخوتها
كان والدها متماسك إلى أبعد الحدود
أشعة الشمس تكاد تحرق الأرض من حرارتها
كان الناس يسرعون بالنعش ونحن نركض وراءهم حتى وصلنا على شفير قبرها
دليت قليلاً قليلاً إلى مأواها الجديد
تسارعت الأيدي وانهالت الأتربة عليها من كل حدب وصوب حتى سوّيت بالأرض
شقّ الصمت صوت أحدهم ( اسألوا لأختكم الثبات فهي الآن تسأل ) ...... !
عندها انفجر الوالد المكلوم وتسارعت إليه العبرات وكاد أن يسقط
دعونا لها وسألنا الله أن يغفر لها
......... رفعتُ نظري إلى بناية شاهقة كانت لمستشفى الولادة إلى جوار البقيع
قلتُ سبحان الله هنا يدفن إنسان وهناك يولد آخر
وليس بينهما إلا سور فكانت واو ( وُلد ) .......... وتاء ( توفي ) ........ !
بحرفين كانت خلاصة العمر
خويطرة سريعة كسرعة انقضاء الحياة
اللهم حسن الخاتمة !
:: منقول ::
الساعة العاشرة والنصف صباحاً
الجوال يرن
إنه أبي
خيراً إن شاء الله
السلام عليكم بنيّ .......... صباح الخير
وعليكم السلام والدي ....... صباح النور
ليتك تتجهزّ نريد أن نذهب إلى الحرم
أبشر يا أبتي لكن الوقت مازال مبكراً عن صلاة الظهر
نعم ولكن بنت جارنا ( فلان ) قد ماتت ونريد أن نذهب معهم إلى المغسلة ومن ثَمّ الصلاة عليها
تصلبت يدي وقلتُ لوالدي حسناً يا أبي عشر دقائق وأكون عندك
،،،
،،،
عمرها أربعة عشر عاماً فتاة في عمر الزهور من أعزّ صاحبات أخواتي
كلها نشاط وحيوية فهي الأولى على مدرستها وهي المتميّزة بالإذاعة الصباحية والحاصدة لكثير من الجوائز المحفلية
ألمّ بها مرض سريع كسرعة البرق لم يمهلها أكثر من أسبوعين فرحلت
يا كوكباً ما كان أقصر عمره ..... وكذا تكون كواكب الأسحار
لا أدري لماذا أصابتني نوبة دهشة كبيرة !
تركتُ خواطري جانباً فوالدي ينتظرني على أحرّ من الجمر
توضأتُ ولبستُ ثوبي وأسرعتُ بالخروج
اتجهنا مباشرة إلى الحرم المدني
فضّل والدي الذهاب مباشرة للحرم
صليّنا الظهر وبعده الصلاة عليها
هنئياً لمن صلّت عليه هذه الجموع الغفيرة من المسلمين
أسرعنا مباشرة ننتظر قدوم الجنازة
كلّ شئ صامت إلا من شهقات من إخوتها
كان والدها متماسك إلى أبعد الحدود
أشعة الشمس تكاد تحرق الأرض من حرارتها
كان الناس يسرعون بالنعش ونحن نركض وراءهم حتى وصلنا على شفير قبرها
دليت قليلاً قليلاً إلى مأواها الجديد
تسارعت الأيدي وانهالت الأتربة عليها من كل حدب وصوب حتى سوّيت بالأرض
شقّ الصمت صوت أحدهم ( اسألوا لأختكم الثبات فهي الآن تسأل ) ...... !
عندها انفجر الوالد المكلوم وتسارعت إليه العبرات وكاد أن يسقط
دعونا لها وسألنا الله أن يغفر لها
......... رفعتُ نظري إلى بناية شاهقة كانت لمستشفى الولادة إلى جوار البقيع
قلتُ سبحان الله هنا يدفن إنسان وهناك يولد آخر
وليس بينهما إلا سور فكانت واو ( وُلد ) .......... وتاء ( توفي ) ........ !
بحرفين كانت خلاصة العمر
خويطرة سريعة كسرعة انقضاء الحياة
اللهم حسن الخاتمة !
:: منقول ::