انا بنت الاسلام
20 Jul 2008, 03:34 AM
كيف تبددين الملل من حياتك الزوجية؟ كاتبة مروة حمزة
الملل والرتابة في الحياة الزوجية مشكلة عامة وكثيرة الحدوث بين الأزواج، وخاصة بعد مرور فترة طويلة على الارتباط؛ حيث يعيش كثير من الأزواج حياة روتينية، وكأنهما يؤديان عملًا وظيفيًّا في تلبية طلبات البيت التي لا تنتهي، والوصول بالأبناء لبر الأمان، فتضعف العلاقة، ويصيبها الملل، ولا يدري الزوجان ماذا يفعلان ؟ وما الذي طرأ على حياتهما فانحرفت عن مسارها الدافئ إلى رصيف البرودة؟ هل هو ضعفٌ في حب أحدهما للآخر؟ أم هي المشاكل والمشاغل مع الأبناء والعمل والأهل؟
وفي هذا التحقيق نحاول أن نساعد الأزواج في حل مشاكل الرتابة والملل في حياتهم الزوجية، وعلينا أن نتفق أولًا أن الشراكة هي أساس بناء الأسرة وهي أساس الزواج، مما يقتضي تضامن الزوجين مع بعضهما ليُنعشا حياتهما الزوجية، وليعيشا شهور عسل تدوم وتتصل.
جددي من نفسك وطريقة كلامك
لا شك أن الرتابة في الحياة اليومية دون تغيير أو إبداع في نمط الحياة تقتل الحب، فعلى كل امرأة متزوجة أن تجدد من نفسها، من طريقة تسريحة شعرها وملبسها، بأن تختار ألوانًا متجددة يحبها الزوج، وليس الأمر محبوسا على الشكل الخارجي وحسب، بل ينصح علماء النفس المرأة أيضا بأن تتحدث بطريقة مختلفة عن التي عهدها عليها زوجها، وتختار موضوعات متجددة للحديث؛ كي ينصت لها الزوج ولا يمل من الحديث معها، فليس كل الموضوعات تنصب على مشاكل الأبناء والأسرة،ولكن ترى ما هي اهتمامات زوجها، وتحدثه بشأنها، سواء كان يميل للرياضة، أو للموضوعات الأدبية، فعليها أن تثقف نفسها، وتطرح الموضوع أمام زوجها، ويتناقشان معًا .
ويرى د.أحمد الطويل -أستاذ في علم النفس- أن على الزوجة أن تجدد في طريقة مناقشتها للأمور مع زوجها، حتى في خلافها معه .. فمثلا يقول: بدلا من المشاجرة بصوت عالٍ تتصاعد فيه الألفاظ التي قد تجرح، اكتبي ورقة وضعيها في يده - بدون كلام -، وعندها ستجدينه يضحك وتضحكين!
نزهة خلوية
ويضيف د.الطويل : " ولكسر حدة الملل في الحياة الزوجية على الزوجين الحرص على الاستفادة من العطلات الأسبوعية، والخروج في نزهة خلوية، وتبادل الأحاديث الودية، والاهتمام بالعلاقات الاجتماعية إذا روعيت وأعطيت حقوقها؛ لأن الاختلاط بالناس والمعارف، وصلة الأرحام، يوسع دائرة الإنسان، ويزيد رصيده من الأحبة والأصدقاء، ويكسبه مهارات وخبرات تحول دونه والملل. وفي رأيي أنّ تباعد الزوجين فتراتٍ قصيرةً أمرٌ مطلوب؛ لأنه يزيد من شوقهما إلى بعضهما، فيعودان بمشاعر أكثر صفاءً وعطاءً متجددًا. وليس أفضل من التزام كلًٍّ من الزوجين بما أمر الله به من حقوق وواجبات على كل منهما تجاه الآخر، ومراعاة الحقوق المشتركة بينهما من صدق الألفة والمودة".
جدِّدي منزلك وحجرة نومك
ولا شك أن التجديد لا يكون على مستوى الفرد فقط، فعليك أيضًا مسئولية تجديد شكل المنزل من أجل القضاء على الرتابة، وترى "علياء منصور" -مهندسة ديكور- أن جمال المنزل في بساطة أثاثه؛ كي يشعر أفراد الأسرة بحرية الحركة والهدوء النفسي، ويمكن لكل امرأة أن تُعِيدَ ترتيبَ أثاثِ منزلِها بشكلٍ مختلف عما كان عليه؛ كي يُكسر حاجز الملل، كتغيير ترتيب الأثاث في حال خروجه عن البيت، حتى لا ينزعج، ووضع لمسات جديدة في جنبات المنزل؛ مثل طاقةٍ من الزهور، أو مفارش جديدة بألوان زاهية ومبهجة، مع الاهتمام باختيار الإضاءة المناسبة وطريقة انعكاسها، وإذا كان المنزل ضيقًا، فعلى الزوجة أن تختار ألوانًا فاتحة في كل شيء ؛ في الستائر والمفروشات والإضاءة ولون الحائط، كي تعطي مجالًا للإحساس بالاتساع ".
وتضيف علياء منصور : " أحب أن أُذَكِّر الزوجة ببعض الطرق التي تحبب زوجها فيها وفي بيته، وتجعل الحياة بينهما متجددة :
1- جددي في شكلك وثيابك وتسريحة شعرك وطريقة كلامك.
2- غيري من بيتك وترتيبه وفرشه؛ لإحداث نوع من التجديد يقضي على الملل الذي قد يصيب الأسرة والزوج الذي يعمل طوال النهار ويحتاج لتغيير نظام الرتابة اليومي .
وإليك أمثلة: غيري من اتجاه سرير حجرة النوم، غيري ملاءات السرير، والتحف المستخدمة في الحجرة، وألوان الزهور والشموع الموضوعة فيها، وغيري فرش الأرض، وليس ضروريا أن تشتري جديدا، ولكن تبديل فراش حجرة بغيره يعطيها نوعًا من التجديد .
3- غيري مكان الطعام، فبدلا من تناوله كل يوم في حجرة الطعام، استبدليها بالشرفة، وضعي في وسط الطاولة شمعدانًا يضفي على المكان جوًّا جماليًّا.
أهم وصايا مقاومة الملل
ويرى الأستاذ "مصطفى العمري " –باحث اجتماعي- أن الملل لا يولد من طبيعة الحياة الزوجية نفسها، وإنما يولد من تصرفات الزوجين، وعلى الزوجين مقاومة الملل بدلا من الهزيمة أمام هذا الشعور .
ويضع "مصطفى العمري" أهم الوصايا لمقاومة الملل ومنها :
ألا نفقد روح المرح، ونبتعد عن النكد والمشاكل الكثيرة .
التعبير عن المشاعر نحو الطرف الآخر، مع ملاحظة أن بعض الرجال يعتقد أنه قد عبر عن مشاعره بالسنوات الأولى، وهذا الاعتقاد خاطئ.
تقديم هدية، مثل باقة ورد وغيره .
نزهة إلي حديقة أو رحلة لتغيير الجو .
وبالنسبة للزوجة يقول أ. مصطفى: يجب على الزوجة أن تحذر من التذمر المستمر، فهذا أمر يدفع الزوج إلى اليأس من الحصول على رضاها، وإلى الملل من تكرار هذا الأسلوب، ومن سماع نفس عبارات التذمر؛ مما يدفعه للانشغال عنها بأي شيء آخر، وأسهل حل هو ابتسامة تعبر عن سعادتها معه، وأن تجعل وجهها مليئا بالحب والراحة النفسية .
وليتذكر الزوجان أن كل واحد منهما بحاجة إلى سماع الكلمات الرقيقة، وعبارات المدح والحب والثناء، حتى لو كان متأكدًا من حبه له، فمشاعر الحب بين الزوجين تحفظ العلاقة الزوجية من الملل والرتابة.
"تهادوا تحابوا "
وتوجهنا للشيخ "خالد الجندي" لإمدادنا بنصائح تفيد كلًّا من الزوجين في كيفية تنشيط حياتهما الزوجية، والخروج من دائرة الملل التي تسيطر على حياتهما معًا، فقال في البداية :" إن الإسلام لا ينظر للزواج باعتباره ارتباطًا بين جنسين فحسب، وإنما يعتبره علاقة متينة، وشراكه وثيقة ومقدسة، تجمع بين متعاقِدَيْن لبناء أسرة متماسكة تربطها روابط الرحم، ومن ثَمّ فقد أكّد أن قِوامها الوِدَادَ والتراحم والتعايش، " ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ".
وحول العوامل التي قد تساهم في تعكير صفو العلاقة الزوجية، وكيفية تفاديها والتغلب عليها، يقول الشيخ خالد الجندي : " أولًا من خلال الالتزام بأوامر الله عز وجل، والإكثار من ذكره، والبعد عن معاصيه، به تنشرح النفوس وتطمئن القلوب. "ألا بذكر الله تطمئن القلوب".
كما لا بد أن يكون التدين متوازنًا، فليس من الفقه التوسع في النوافل مع إهمال حقوق الزوج أو رغباته أو العكس، ولذلك لا يشرع للمرآة صيام النفل إلا بإذن زوجها.
وثانيًا : البعد عن الروتين وضرورة التجديد، فالإنسان بطبعه يحب التجديد في كل أمر من أمور دنياه، والروتين أحد أسباب الملل وجلب الكآبة، لذلك ينبغي على الزوج والزوجة أن يضفيا على حياتهما نوعًا من التغيير، وألا يعكفا على نمط واحد، كأن تجتهد الزوجة في تغيير زينتها بما يناسبها، أو تتعلم نوعًا جديدًا من الأطعمة والمشهيات فتضيفه إلى مائدتهما، وعليها كذلك من وقت لآخر أن تغير من صورة بيتها، بنقل الأثاث وتحويره من مكان إلى آخر.
والزوج مطالب كذلك بأن يكسر الروتين بوسائل كثيرة، منها على سبيل المثال: الخروج مع أهله للترويح عن النفس من خلال الرحلات المشروعة من دون إفراط ولا تفريط.
ثالثًا: الملاطفة من أسباب دوام المحبة، فعلى كلٍّ من الزوج والزوجة أن يحرص على ملاطفة الآخر وملاعبته والمزاح معه. فقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه برغم جديته وشدته يقول: ينبغي للرجل أن يكون في أهله كالصبي، فإن كان في القوم كان رجلًا.
رابعًا: تبادل الهدايا تغرس المحبة في النفوس، ولاسيما هدايا الزوج للزوجة، إحدى أسباب غرس المحبة بينهما، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تهادوا تحابوا"؛ فالهدية تعبير عن المودة، وكسر لجمود ورتابة العلاقات الإنسانية، فإن كانت مثل هذه الهدايا تفعل فعلها وسط الأصدقاء والمعارف، فإن تأثيرها وسط الأزواج أكثر فاعلية وأعظم أثرًا.
ولا يشترط أن تكون الهدايا من تلك المقتنيات الثمينة الفاخرة؛ لأن الغرض من الهدية هو إظهار مشاعر الود والألفة في المقام الأول.
الملل والرتابة في الحياة الزوجية مشكلة عامة وكثيرة الحدوث بين الأزواج، وخاصة بعد مرور فترة طويلة على الارتباط؛ حيث يعيش كثير من الأزواج حياة روتينية، وكأنهما يؤديان عملًا وظيفيًّا في تلبية طلبات البيت التي لا تنتهي، والوصول بالأبناء لبر الأمان، فتضعف العلاقة، ويصيبها الملل، ولا يدري الزوجان ماذا يفعلان ؟ وما الذي طرأ على حياتهما فانحرفت عن مسارها الدافئ إلى رصيف البرودة؟ هل هو ضعفٌ في حب أحدهما للآخر؟ أم هي المشاكل والمشاغل مع الأبناء والعمل والأهل؟
وفي هذا التحقيق نحاول أن نساعد الأزواج في حل مشاكل الرتابة والملل في حياتهم الزوجية، وعلينا أن نتفق أولًا أن الشراكة هي أساس بناء الأسرة وهي أساس الزواج، مما يقتضي تضامن الزوجين مع بعضهما ليُنعشا حياتهما الزوجية، وليعيشا شهور عسل تدوم وتتصل.
جددي من نفسك وطريقة كلامك
لا شك أن الرتابة في الحياة اليومية دون تغيير أو إبداع في نمط الحياة تقتل الحب، فعلى كل امرأة متزوجة أن تجدد من نفسها، من طريقة تسريحة شعرها وملبسها، بأن تختار ألوانًا متجددة يحبها الزوج، وليس الأمر محبوسا على الشكل الخارجي وحسب، بل ينصح علماء النفس المرأة أيضا بأن تتحدث بطريقة مختلفة عن التي عهدها عليها زوجها، وتختار موضوعات متجددة للحديث؛ كي ينصت لها الزوج ولا يمل من الحديث معها، فليس كل الموضوعات تنصب على مشاكل الأبناء والأسرة،ولكن ترى ما هي اهتمامات زوجها، وتحدثه بشأنها، سواء كان يميل للرياضة، أو للموضوعات الأدبية، فعليها أن تثقف نفسها، وتطرح الموضوع أمام زوجها، ويتناقشان معًا .
ويرى د.أحمد الطويل -أستاذ في علم النفس- أن على الزوجة أن تجدد في طريقة مناقشتها للأمور مع زوجها، حتى في خلافها معه .. فمثلا يقول: بدلا من المشاجرة بصوت عالٍ تتصاعد فيه الألفاظ التي قد تجرح، اكتبي ورقة وضعيها في يده - بدون كلام -، وعندها ستجدينه يضحك وتضحكين!
نزهة خلوية
ويضيف د.الطويل : " ولكسر حدة الملل في الحياة الزوجية على الزوجين الحرص على الاستفادة من العطلات الأسبوعية، والخروج في نزهة خلوية، وتبادل الأحاديث الودية، والاهتمام بالعلاقات الاجتماعية إذا روعيت وأعطيت حقوقها؛ لأن الاختلاط بالناس والمعارف، وصلة الأرحام، يوسع دائرة الإنسان، ويزيد رصيده من الأحبة والأصدقاء، ويكسبه مهارات وخبرات تحول دونه والملل. وفي رأيي أنّ تباعد الزوجين فتراتٍ قصيرةً أمرٌ مطلوب؛ لأنه يزيد من شوقهما إلى بعضهما، فيعودان بمشاعر أكثر صفاءً وعطاءً متجددًا. وليس أفضل من التزام كلًٍّ من الزوجين بما أمر الله به من حقوق وواجبات على كل منهما تجاه الآخر، ومراعاة الحقوق المشتركة بينهما من صدق الألفة والمودة".
جدِّدي منزلك وحجرة نومك
ولا شك أن التجديد لا يكون على مستوى الفرد فقط، فعليك أيضًا مسئولية تجديد شكل المنزل من أجل القضاء على الرتابة، وترى "علياء منصور" -مهندسة ديكور- أن جمال المنزل في بساطة أثاثه؛ كي يشعر أفراد الأسرة بحرية الحركة والهدوء النفسي، ويمكن لكل امرأة أن تُعِيدَ ترتيبَ أثاثِ منزلِها بشكلٍ مختلف عما كان عليه؛ كي يُكسر حاجز الملل، كتغيير ترتيب الأثاث في حال خروجه عن البيت، حتى لا ينزعج، ووضع لمسات جديدة في جنبات المنزل؛ مثل طاقةٍ من الزهور، أو مفارش جديدة بألوان زاهية ومبهجة، مع الاهتمام باختيار الإضاءة المناسبة وطريقة انعكاسها، وإذا كان المنزل ضيقًا، فعلى الزوجة أن تختار ألوانًا فاتحة في كل شيء ؛ في الستائر والمفروشات والإضاءة ولون الحائط، كي تعطي مجالًا للإحساس بالاتساع ".
وتضيف علياء منصور : " أحب أن أُذَكِّر الزوجة ببعض الطرق التي تحبب زوجها فيها وفي بيته، وتجعل الحياة بينهما متجددة :
1- جددي في شكلك وثيابك وتسريحة شعرك وطريقة كلامك.
2- غيري من بيتك وترتيبه وفرشه؛ لإحداث نوع من التجديد يقضي على الملل الذي قد يصيب الأسرة والزوج الذي يعمل طوال النهار ويحتاج لتغيير نظام الرتابة اليومي .
وإليك أمثلة: غيري من اتجاه سرير حجرة النوم، غيري ملاءات السرير، والتحف المستخدمة في الحجرة، وألوان الزهور والشموع الموضوعة فيها، وغيري فرش الأرض، وليس ضروريا أن تشتري جديدا، ولكن تبديل فراش حجرة بغيره يعطيها نوعًا من التجديد .
3- غيري مكان الطعام، فبدلا من تناوله كل يوم في حجرة الطعام، استبدليها بالشرفة، وضعي في وسط الطاولة شمعدانًا يضفي على المكان جوًّا جماليًّا.
أهم وصايا مقاومة الملل
ويرى الأستاذ "مصطفى العمري " –باحث اجتماعي- أن الملل لا يولد من طبيعة الحياة الزوجية نفسها، وإنما يولد من تصرفات الزوجين، وعلى الزوجين مقاومة الملل بدلا من الهزيمة أمام هذا الشعور .
ويضع "مصطفى العمري" أهم الوصايا لمقاومة الملل ومنها :
ألا نفقد روح المرح، ونبتعد عن النكد والمشاكل الكثيرة .
التعبير عن المشاعر نحو الطرف الآخر، مع ملاحظة أن بعض الرجال يعتقد أنه قد عبر عن مشاعره بالسنوات الأولى، وهذا الاعتقاد خاطئ.
تقديم هدية، مثل باقة ورد وغيره .
نزهة إلي حديقة أو رحلة لتغيير الجو .
وبالنسبة للزوجة يقول أ. مصطفى: يجب على الزوجة أن تحذر من التذمر المستمر، فهذا أمر يدفع الزوج إلى اليأس من الحصول على رضاها، وإلى الملل من تكرار هذا الأسلوب، ومن سماع نفس عبارات التذمر؛ مما يدفعه للانشغال عنها بأي شيء آخر، وأسهل حل هو ابتسامة تعبر عن سعادتها معه، وأن تجعل وجهها مليئا بالحب والراحة النفسية .
وليتذكر الزوجان أن كل واحد منهما بحاجة إلى سماع الكلمات الرقيقة، وعبارات المدح والحب والثناء، حتى لو كان متأكدًا من حبه له، فمشاعر الحب بين الزوجين تحفظ العلاقة الزوجية من الملل والرتابة.
"تهادوا تحابوا "
وتوجهنا للشيخ "خالد الجندي" لإمدادنا بنصائح تفيد كلًّا من الزوجين في كيفية تنشيط حياتهما الزوجية، والخروج من دائرة الملل التي تسيطر على حياتهما معًا، فقال في البداية :" إن الإسلام لا ينظر للزواج باعتباره ارتباطًا بين جنسين فحسب، وإنما يعتبره علاقة متينة، وشراكه وثيقة ومقدسة، تجمع بين متعاقِدَيْن لبناء أسرة متماسكة تربطها روابط الرحم، ومن ثَمّ فقد أكّد أن قِوامها الوِدَادَ والتراحم والتعايش، " ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ".
وحول العوامل التي قد تساهم في تعكير صفو العلاقة الزوجية، وكيفية تفاديها والتغلب عليها، يقول الشيخ خالد الجندي : " أولًا من خلال الالتزام بأوامر الله عز وجل، والإكثار من ذكره، والبعد عن معاصيه، به تنشرح النفوس وتطمئن القلوب. "ألا بذكر الله تطمئن القلوب".
كما لا بد أن يكون التدين متوازنًا، فليس من الفقه التوسع في النوافل مع إهمال حقوق الزوج أو رغباته أو العكس، ولذلك لا يشرع للمرآة صيام النفل إلا بإذن زوجها.
وثانيًا : البعد عن الروتين وضرورة التجديد، فالإنسان بطبعه يحب التجديد في كل أمر من أمور دنياه، والروتين أحد أسباب الملل وجلب الكآبة، لذلك ينبغي على الزوج والزوجة أن يضفيا على حياتهما نوعًا من التغيير، وألا يعكفا على نمط واحد، كأن تجتهد الزوجة في تغيير زينتها بما يناسبها، أو تتعلم نوعًا جديدًا من الأطعمة والمشهيات فتضيفه إلى مائدتهما، وعليها كذلك من وقت لآخر أن تغير من صورة بيتها، بنقل الأثاث وتحويره من مكان إلى آخر.
والزوج مطالب كذلك بأن يكسر الروتين بوسائل كثيرة، منها على سبيل المثال: الخروج مع أهله للترويح عن النفس من خلال الرحلات المشروعة من دون إفراط ولا تفريط.
ثالثًا: الملاطفة من أسباب دوام المحبة، فعلى كلٍّ من الزوج والزوجة أن يحرص على ملاطفة الآخر وملاعبته والمزاح معه. فقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه برغم جديته وشدته يقول: ينبغي للرجل أن يكون في أهله كالصبي، فإن كان في القوم كان رجلًا.
رابعًا: تبادل الهدايا تغرس المحبة في النفوس، ولاسيما هدايا الزوج للزوجة، إحدى أسباب غرس المحبة بينهما، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تهادوا تحابوا"؛ فالهدية تعبير عن المودة، وكسر لجمود ورتابة العلاقات الإنسانية، فإن كانت مثل هذه الهدايا تفعل فعلها وسط الأصدقاء والمعارف، فإن تأثيرها وسط الأزواج أكثر فاعلية وأعظم أثرًا.
ولا يشترط أن تكون الهدايا من تلك المقتنيات الثمينة الفاخرة؛ لأن الغرض من الهدية هو إظهار مشاعر الود والألفة في المقام الأول.