اميرة الورد
06 Aug 2008, 06:30 PM
--------------------------------------------------------------------------------
كيف نجا هذا الشابُّ من الهلاك ؟
يقول أحد الدعاة : جاءني شابٌ يوماً ما وقال لي : أخي مصاب بسحر وأريدك أن تدلنا على أحد يقرأ عليه ويرقيه بالرقية الشرعية ، فطلبت أن أقابل أخاه ، فلما جاء إليّ فإذا المريض مكتئب الوجه ضائق الصدر مضطرب الحال ،
فسألته من ماذا تشتكي ؟ فقال أنا مسحور فسألته : ما علامات سحرك ؟ فقال : أشعر بضيق دائم , ويلازمني الملل والاكتئاب ..
مللت من كل شيء وكرهت مخالطة الناس .. حتى أمي وإخوتي .. لم أعد أتحمل مجالستهم , كثرت المشاكل بيني وبين زوجتي فذهبت إلى أهلها منذُ سنة .. أولادي أمل من مجالستهم , ثم دافع عبراته وسكت ..
فقلت له ولماذا تجزم بأنك مصاب بسحر ؟ لعل ما أصابك هو عقوبة من الله على بعض معاصيك .. لعل الله اطلع عليك وأنت تعصيه فنزع منك انشراح الصدر والله تعالى يقول : { وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير } ، فقال : لا أنا مسحور ، فاقرأ عليّ الرقية الشرعية , قلت : حاسب نفسك وراقب عملك وأبشر بالخير .
فقال : لا بل أنا مسحور فقرأ عليّ , فلما أكثر عليّ تناولت كأس ماء كان بجانبي فقرأت الفاتحة ونفثت فيه .. ثم قلت له اشرب قد قرأت .. فشرب الماء وخرجوا , وبعد يومين اتصل بي أخوه .. وقال يا شيخ أبشرك قد نفع الله بتلك القراءة .. فعجبت وقلت كيف ؟
قال لقد كان أخي بالأمس عند أمي وإخوتي طوال اليوم وفي المساء أحضر زوجته وأولاده .. والله يا شيخ أن أمي وزوجته يدعون لك وجزاك الله خيرا على فك السحر ..
فعجبت والله من ذلك وطلبت منه أن يحضر مع أخيه إليّ فلم حضرا سألت المريض هل وجدت السحر قال :لا ولكن وجدت شيئاً آخر .. وجدت أفلاماً خليعة ومخدرات قلت : كيف
قال : لما ذهبت من عندك حاسبت نفسي وتأملت في الآية : { وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ... } الآية .. فأخذت أتلمس موضع الخلل فإذا أنا لست حريصاً على الصلاة ومنذُ زمن مدمن النظر إلى الأفلام الخليعة .. فمن كثرة مشاهدتي لها أبغضت زوجتي وأولادي وصار الضيق يلازمني فبدأت أتعاطي المخدرات لإزالة هذا الضيق فزاد غمي غماً وكنت أظنُ أني مسحور ًلشدة هذا الضيق .
فقمت بجمع هذه الأفلام وأحرقتها .. ثم أخذت ما تبقى عندي من المخدرات وألقيتها في المرحاض .. وأعلنت التوبة إلى الله تعالى .. فوا لله يا شيخ ما كدت أفعل ذلك حتى شعرت كأن جبلاً كان فوق صدري وانزاح عني ..
وقفة : -
للذنوب والمعاصي أثار جسيمة على الأفراد والمجتمعات .. يقول الله تعالى : { وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير } .. ويقول الله تعالى : { ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا.. } الآية .
- ومن أثارها : زوال النعم وحلول النقم من المصائب والبلايا والزلازل والفتن والرزايا .
- ومن أثارها ضيق الصدر ، قال ابن القيم رحمه الله : من أعظم أسباب ضيق الصدر : الإعراض عن دين الله تعالى وتعلق القلب بغيره والغفلة عن ذكره ومحبة سواه فإن من أحب شيئاً غير الله عذب به وسجن قلبه في محبة ذلك الغير , فما في الأرض أشقى منه , ولا أكسف بالاً منه , ولا أنكد عيشاً منه , ولا أتعب قلباً منه .
- ومن آثارها : هوان العاصي على الله ، يقول تعالى : { ومن يُهِنِ الله فما له من مكرم } الحج .
- ومن أثارها أنها تورث الذل والصغار ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( وجُعِلت الذلة والصغار على من خالف أمري ) رواه البخاري .
ويقول المعتمر بن سليمان رحمه الله تعالى : إن الرجل ليصيب الذنب في السِرّ فيصبح وعليه مذلته .. وما أكثر والله الذل الواقع على المسلمين اليوم بسبب ما كسبت أيديهم , فهانوا على أعدائهم من اليهود والنصارى , ولن يُرفع هذا الذل والهوان حتى يرجعوا إلى دينهم الحق ويعرضوا عن الباطل ..
أسأل الله جلا وعلا أن يردني وجميع المسلمين إليه رداً جميلاً ، وأن يمن علينا بالتوبة النصوح .. إنه ولي ذلك والقادر عليه ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى أله وصحبه .
المصدر : ( كتاب هل تبحث عن وظيفة)
كيف نجا هذا الشابُّ من الهلاك ؟
يقول أحد الدعاة : جاءني شابٌ يوماً ما وقال لي : أخي مصاب بسحر وأريدك أن تدلنا على أحد يقرأ عليه ويرقيه بالرقية الشرعية ، فطلبت أن أقابل أخاه ، فلما جاء إليّ فإذا المريض مكتئب الوجه ضائق الصدر مضطرب الحال ،
فسألته من ماذا تشتكي ؟ فقال أنا مسحور فسألته : ما علامات سحرك ؟ فقال : أشعر بضيق دائم , ويلازمني الملل والاكتئاب ..
مللت من كل شيء وكرهت مخالطة الناس .. حتى أمي وإخوتي .. لم أعد أتحمل مجالستهم , كثرت المشاكل بيني وبين زوجتي فذهبت إلى أهلها منذُ سنة .. أولادي أمل من مجالستهم , ثم دافع عبراته وسكت ..
فقلت له ولماذا تجزم بأنك مصاب بسحر ؟ لعل ما أصابك هو عقوبة من الله على بعض معاصيك .. لعل الله اطلع عليك وأنت تعصيه فنزع منك انشراح الصدر والله تعالى يقول : { وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير } ، فقال : لا أنا مسحور ، فاقرأ عليّ الرقية الشرعية , قلت : حاسب نفسك وراقب عملك وأبشر بالخير .
فقال : لا بل أنا مسحور فقرأ عليّ , فلما أكثر عليّ تناولت كأس ماء كان بجانبي فقرأت الفاتحة ونفثت فيه .. ثم قلت له اشرب قد قرأت .. فشرب الماء وخرجوا , وبعد يومين اتصل بي أخوه .. وقال يا شيخ أبشرك قد نفع الله بتلك القراءة .. فعجبت وقلت كيف ؟
قال لقد كان أخي بالأمس عند أمي وإخوتي طوال اليوم وفي المساء أحضر زوجته وأولاده .. والله يا شيخ أن أمي وزوجته يدعون لك وجزاك الله خيرا على فك السحر ..
فعجبت والله من ذلك وطلبت منه أن يحضر مع أخيه إليّ فلم حضرا سألت المريض هل وجدت السحر قال :لا ولكن وجدت شيئاً آخر .. وجدت أفلاماً خليعة ومخدرات قلت : كيف
قال : لما ذهبت من عندك حاسبت نفسي وتأملت في الآية : { وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ... } الآية .. فأخذت أتلمس موضع الخلل فإذا أنا لست حريصاً على الصلاة ومنذُ زمن مدمن النظر إلى الأفلام الخليعة .. فمن كثرة مشاهدتي لها أبغضت زوجتي وأولادي وصار الضيق يلازمني فبدأت أتعاطي المخدرات لإزالة هذا الضيق فزاد غمي غماً وكنت أظنُ أني مسحور ًلشدة هذا الضيق .
فقمت بجمع هذه الأفلام وأحرقتها .. ثم أخذت ما تبقى عندي من المخدرات وألقيتها في المرحاض .. وأعلنت التوبة إلى الله تعالى .. فوا لله يا شيخ ما كدت أفعل ذلك حتى شعرت كأن جبلاً كان فوق صدري وانزاح عني ..
وقفة : -
للذنوب والمعاصي أثار جسيمة على الأفراد والمجتمعات .. يقول الله تعالى : { وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير } .. ويقول الله تعالى : { ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا.. } الآية .
- ومن أثارها : زوال النعم وحلول النقم من المصائب والبلايا والزلازل والفتن والرزايا .
- ومن أثارها ضيق الصدر ، قال ابن القيم رحمه الله : من أعظم أسباب ضيق الصدر : الإعراض عن دين الله تعالى وتعلق القلب بغيره والغفلة عن ذكره ومحبة سواه فإن من أحب شيئاً غير الله عذب به وسجن قلبه في محبة ذلك الغير , فما في الأرض أشقى منه , ولا أكسف بالاً منه , ولا أنكد عيشاً منه , ولا أتعب قلباً منه .
- ومن آثارها : هوان العاصي على الله ، يقول تعالى : { ومن يُهِنِ الله فما له من مكرم } الحج .
- ومن أثارها أنها تورث الذل والصغار ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( وجُعِلت الذلة والصغار على من خالف أمري ) رواه البخاري .
ويقول المعتمر بن سليمان رحمه الله تعالى : إن الرجل ليصيب الذنب في السِرّ فيصبح وعليه مذلته .. وما أكثر والله الذل الواقع على المسلمين اليوم بسبب ما كسبت أيديهم , فهانوا على أعدائهم من اليهود والنصارى , ولن يُرفع هذا الذل والهوان حتى يرجعوا إلى دينهم الحق ويعرضوا عن الباطل ..
أسأل الله جلا وعلا أن يردني وجميع المسلمين إليه رداً جميلاً ، وأن يمن علينا بالتوبة النصوح .. إنه ولي ذلك والقادر عليه ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى أله وصحبه .
المصدر : ( كتاب هل تبحث عن وظيفة)