كامل
24 Aug 2008, 03:33 PM
كتب الشيخ الشاعر مصطفى قاسم عباس ردا في جريدة الفداء على مقال بعنوان ( مسلسل نور ...حلم يقظة طويل ) هذا نصه :
نور أم ظلام ? حلم يقظة طويل.. متى نفيق منه ؟ !
مصطفى قاسم عباس
فنون
الأحد: 24-8-2008
كنت أستمع إلى برنامج الاتجاه المعاكس، الذي يعكس آراء السياسيين غالباً، ودائماً يكون الرأيان مختلفين، ولكل رأي أنصاره من الناس، فالاختلاف طبيعة بشرية، وللناس فيما يشتهون مذاهب.
- ماأود قوله: أن الحلقة التي استمعت إليها كان حول هذا المسلسل الذي سلب كثيراً من الناس عقولهم واراداتهم، وأضاع أوقات الكثيرين سدى «أكثر من 150 ساعة» وهم يشاهدون ويستمعون إلى سخافاته وتفاهاته!! إنه مسلسل« نور» أو بالأحرى « ظلام دامس» كما أسميه. هذا المسلسل لم يؤثر فقط على الطبقة العامة من أبناء الشعب العربي، بل أخذ تأثيره يطال المثقفين منهم، والعجب العجاب عندما يجعل بعضهم من هذا المسلسل حلم يقطة طويل!! وهو أحد كتَّاب هذه الجريدة الغراء العدد: 13483 تاريخ : 10/8/2008م وبصراحة عندما قرأت كلامه شعرت بالدهشة ، وتساءلت : أمن المعقول أن يكتب أحد عن هذا المسلسل مثل ماكتب هذا المعجب المغرم؟ !! عجبت بداية من العنوان « مسلسل نور .. حلم يقظة طويل..» فأي يقظة بالله عليك ؟ ! والناس في سبات عميق، بل غدوا في أحلام يقظة - كما تسميها - سمّرتهم أمام شاشة التلفاز يتابعون أحداث هذا المسلسل، وكأنه فرض عليهم فرضاً ، فهو أولى الواجبات في حياة شعبنا!! - صدقت عندما قلت :« حلم» وصدقت عندما قلت «طويل» ولكنك أقحمت كلمة « يقظة» فكانت افتراء بين صدقين. نعم هو حلم، لأن الناس أخذوا يعيشون في أحلام معه، فالبطل غدا شاباً وسيماً ، وزوجاً حنوناً ، عيناً دامعة ، قلباً دافئاً، ابتسامة ساحرة، وكأن رومانسية العالم كله جُمّعت فيه !! هو زوج لايغضب ولايتذمر ، ولايعاني في سبيل لقمة العيش لأن طعامه الحب، ودثاره الصفاء.. والزوجة في غاية الأناقة والسحر والجمال فلا منغصات في العيش، هي فقط تبادل زوجها الحب بالحب والحنان بالحنان وكذلك الخيانة بالخيانة !! فزوجة الأحلام هذه لاتنظف منزلاً، ولاتربي طفلاً، ولاتطهو طعاماً ولا.. الخ فتعيش الزوجة في بلادنا ، في حلم مقارنة بين زوجها الذي أنهكه العمل في سبيل لقمة العيش وبين بطل المسلسل ، فتكاد أحلامها تودي بها إلى أبغض الحلال. ويعيش الزوج عندنا هو الآخر في الأحلام مقارناً بين زوجته،ربة المنزل، وأم الأولاد وطاهية الطعام. وبين تلك البطلة الخرافية الأسطورية، فيجد الفرق شاسعاً بين زوجته وتلك فتتغلغل الكراهية لزوجته الى قلبه، فإن لم يطلقها حقيقة، طلقها طلاقاً نفسياً إن صح هذا التعبير. ونعم هو طويل لأنه - كما سمعت من /160/ حلقة. -ثم إن الكاتب المغرم بالثقافة يقول:« إلا أن لهذا المسلسل ميزة إضافية، هي قرب بيئته من البيئة العربية والتشابه في العادات ومظاهر السلوك المختلفة ». وليته لم يكتب ذلك، أصار الاجهاض من حمل الزنا- كما سمعت في الاتجاه المعاكس- قريباً من بيئتنا العربية وشبيهاً بعاداتنا وتقاليدنا؟ !!
أصار الأخ يتلقى نبأ حمل أخته من الزنا بكل فتور- وكأن الأمر طبيعي جداً- قريباً من عاداتنا ومظاهر سلوكنا المختلفة ؟ !! .... الخ. ثم إن المدبلجة نفسَها اعترفت في الاتجاه المعاكس بأن هذا المسلسل فارغ المحتوى وساذج ولقد أعجبني اعترافها هذا، فالاعتراف بالذنب فضيلة، ولكن الطامة الكبرى أني سمعتها تقول: هناك أكثر من أربعين مسلسلاً مدبلجاً في طريقها إلينا، فيا للمصيبة!! - ثم لقد قلت عن المسلسل:« والمسلسل برمته هو مجموعة أزمات صغيرة يتم الانتصار عليها تباعاً الواحدة بعد الأخرى» ونحن بحاجة ياصاحبي إلى مسلسلات تعالج أزمات كبيرة، أو ترشد إلى معالجتها، فدع الصغائر للصغار، وهلم معي لنعالج أموراً كبيرة ولو من خلال الكلمة الصادقة فقط، فلا بد أن يأتي زمان وتترجم فيه كلماتنا إلى أفعال وبناء قوة وحضارة. - لقد قلت في مقالك : « حياة رغيدة ليس فيها دموع» وكأنك لاتعلم أن الدموع هي التي توصل إلى الحياة الرغيدة، فالألم والبكاء والدموع والشقاء والعناء هي الجسر الموصل إلى حياة الرخاء. - وبصراحة لا أدري كيف أشكرك على بشارتك فلم تنس أن تبشر المعجبين بالمسلسلات المدبلجة - وليتك بشرت بخير قادم- بأن هناك مسلسلاً في الطريق إليهم لايقل عن نور دغدغة للأحلام كما تقول- ولا أدري لماذا أنت مولع بدغدغة الأحلام إلى هذا الحد؟ لكنه هذه المرة ليس تركياً بل مكسيكياً. إذن : إنك تبشرهم بأنهم سوف يبقون في أحلامهم ساردين ، من حلم إلى حلم، ومن ظلام إلى ظلام ، يحلمون أيضاً باليقظة المنشودة، ولسان حالهم، ياظلام الجهل خيم إننا نهوى الظلاما. وأخيراً: دع الفقير وشأنه ، ولاتدغدغ أحلامه، فيكفيه الذي فيه ، فأبطال مسلسلك « المأزومون مالياً»- كما تقول- «يركبون يخوتهم الخاصة، وسياراتهم الفارهة، ويرتادون أماكن سهرهم ولهوهم ». فبالله عليك: ماذا يقول غنينا الذي افتقر ؟ مع أنه من الثلاثة الذين يستحقون الرحمة وماشعور فقيرنا عندما يرى أصحاب الأزمات المالية على تلك الحالة التي ذكرتها ؟ ! حتماً سوف يزداد يأساً على يأس وحاله حسرات بعضها فوق بعض، وسوف تحرق الصعداء صدره، فرحمة به ، لأنه في تلك الأثناء سوف يعيش في حلم يقظة طويل الأمد، ويبقى السؤال ؟؟ متى نفيق؟ ؟
نور أم ظلام ? حلم يقظة طويل.. متى نفيق منه ؟ !
مصطفى قاسم عباس
فنون
الأحد: 24-8-2008
كنت أستمع إلى برنامج الاتجاه المعاكس، الذي يعكس آراء السياسيين غالباً، ودائماً يكون الرأيان مختلفين، ولكل رأي أنصاره من الناس، فالاختلاف طبيعة بشرية، وللناس فيما يشتهون مذاهب.
- ماأود قوله: أن الحلقة التي استمعت إليها كان حول هذا المسلسل الذي سلب كثيراً من الناس عقولهم واراداتهم، وأضاع أوقات الكثيرين سدى «أكثر من 150 ساعة» وهم يشاهدون ويستمعون إلى سخافاته وتفاهاته!! إنه مسلسل« نور» أو بالأحرى « ظلام دامس» كما أسميه. هذا المسلسل لم يؤثر فقط على الطبقة العامة من أبناء الشعب العربي، بل أخذ تأثيره يطال المثقفين منهم، والعجب العجاب عندما يجعل بعضهم من هذا المسلسل حلم يقطة طويل!! وهو أحد كتَّاب هذه الجريدة الغراء العدد: 13483 تاريخ : 10/8/2008م وبصراحة عندما قرأت كلامه شعرت بالدهشة ، وتساءلت : أمن المعقول أن يكتب أحد عن هذا المسلسل مثل ماكتب هذا المعجب المغرم؟ !! عجبت بداية من العنوان « مسلسل نور .. حلم يقظة طويل..» فأي يقظة بالله عليك ؟ ! والناس في سبات عميق، بل غدوا في أحلام يقظة - كما تسميها - سمّرتهم أمام شاشة التلفاز يتابعون أحداث هذا المسلسل، وكأنه فرض عليهم فرضاً ، فهو أولى الواجبات في حياة شعبنا!! - صدقت عندما قلت :« حلم» وصدقت عندما قلت «طويل» ولكنك أقحمت كلمة « يقظة» فكانت افتراء بين صدقين. نعم هو حلم، لأن الناس أخذوا يعيشون في أحلام معه، فالبطل غدا شاباً وسيماً ، وزوجاً حنوناً ، عيناً دامعة ، قلباً دافئاً، ابتسامة ساحرة، وكأن رومانسية العالم كله جُمّعت فيه !! هو زوج لايغضب ولايتذمر ، ولايعاني في سبيل لقمة العيش لأن طعامه الحب، ودثاره الصفاء.. والزوجة في غاية الأناقة والسحر والجمال فلا منغصات في العيش، هي فقط تبادل زوجها الحب بالحب والحنان بالحنان وكذلك الخيانة بالخيانة !! فزوجة الأحلام هذه لاتنظف منزلاً، ولاتربي طفلاً، ولاتطهو طعاماً ولا.. الخ فتعيش الزوجة في بلادنا ، في حلم مقارنة بين زوجها الذي أنهكه العمل في سبيل لقمة العيش وبين بطل المسلسل ، فتكاد أحلامها تودي بها إلى أبغض الحلال. ويعيش الزوج عندنا هو الآخر في الأحلام مقارناً بين زوجته،ربة المنزل، وأم الأولاد وطاهية الطعام. وبين تلك البطلة الخرافية الأسطورية، فيجد الفرق شاسعاً بين زوجته وتلك فتتغلغل الكراهية لزوجته الى قلبه، فإن لم يطلقها حقيقة، طلقها طلاقاً نفسياً إن صح هذا التعبير. ونعم هو طويل لأنه - كما سمعت من /160/ حلقة. -ثم إن الكاتب المغرم بالثقافة يقول:« إلا أن لهذا المسلسل ميزة إضافية، هي قرب بيئته من البيئة العربية والتشابه في العادات ومظاهر السلوك المختلفة ». وليته لم يكتب ذلك، أصار الاجهاض من حمل الزنا- كما سمعت في الاتجاه المعاكس- قريباً من بيئتنا العربية وشبيهاً بعاداتنا وتقاليدنا؟ !!
أصار الأخ يتلقى نبأ حمل أخته من الزنا بكل فتور- وكأن الأمر طبيعي جداً- قريباً من عاداتنا ومظاهر سلوكنا المختلفة ؟ !! .... الخ. ثم إن المدبلجة نفسَها اعترفت في الاتجاه المعاكس بأن هذا المسلسل فارغ المحتوى وساذج ولقد أعجبني اعترافها هذا، فالاعتراف بالذنب فضيلة، ولكن الطامة الكبرى أني سمعتها تقول: هناك أكثر من أربعين مسلسلاً مدبلجاً في طريقها إلينا، فيا للمصيبة!! - ثم لقد قلت عن المسلسل:« والمسلسل برمته هو مجموعة أزمات صغيرة يتم الانتصار عليها تباعاً الواحدة بعد الأخرى» ونحن بحاجة ياصاحبي إلى مسلسلات تعالج أزمات كبيرة، أو ترشد إلى معالجتها، فدع الصغائر للصغار، وهلم معي لنعالج أموراً كبيرة ولو من خلال الكلمة الصادقة فقط، فلا بد أن يأتي زمان وتترجم فيه كلماتنا إلى أفعال وبناء قوة وحضارة. - لقد قلت في مقالك : « حياة رغيدة ليس فيها دموع» وكأنك لاتعلم أن الدموع هي التي توصل إلى الحياة الرغيدة، فالألم والبكاء والدموع والشقاء والعناء هي الجسر الموصل إلى حياة الرخاء. - وبصراحة لا أدري كيف أشكرك على بشارتك فلم تنس أن تبشر المعجبين بالمسلسلات المدبلجة - وليتك بشرت بخير قادم- بأن هناك مسلسلاً في الطريق إليهم لايقل عن نور دغدغة للأحلام كما تقول- ولا أدري لماذا أنت مولع بدغدغة الأحلام إلى هذا الحد؟ لكنه هذه المرة ليس تركياً بل مكسيكياً. إذن : إنك تبشرهم بأنهم سوف يبقون في أحلامهم ساردين ، من حلم إلى حلم، ومن ظلام إلى ظلام ، يحلمون أيضاً باليقظة المنشودة، ولسان حالهم، ياظلام الجهل خيم إننا نهوى الظلاما. وأخيراً: دع الفقير وشأنه ، ولاتدغدغ أحلامه، فيكفيه الذي فيه ، فأبطال مسلسلك « المأزومون مالياً»- كما تقول- «يركبون يخوتهم الخاصة، وسياراتهم الفارهة، ويرتادون أماكن سهرهم ولهوهم ». فبالله عليك: ماذا يقول غنينا الذي افتقر ؟ مع أنه من الثلاثة الذين يستحقون الرحمة وماشعور فقيرنا عندما يرى أصحاب الأزمات المالية على تلك الحالة التي ذكرتها ؟ ! حتماً سوف يزداد يأساً على يأس وحاله حسرات بعضها فوق بعض، وسوف تحرق الصعداء صدره، فرحمة به ، لأنه في تلك الأثناء سوف يعيش في حلم يقظة طويل الأمد، ويبقى السؤال ؟؟ متى نفيق؟ ؟