همي الدعوه
31 Aug 2008, 01:45 AM
لتنهض العزائم مع إشراقة رمضان
شكراً لك يا رب على عظيم نعمك ، شكراً لك وحمداً على عطاياك التي هي أفضل العطايا وأهنأها ..
نعمك علينا جليلة لا تعد ولا تحصى فاجعلنا من الشاكرين ..
نعم إنها نعمٌ ضخمة أُسبغت علينا ، ونعم عظيمة تكتنفنا .. ومن أعظمها أن جعلنا من خير أمة أُخرجت للناس ، تكريم خاص ينبغي أن نعتز به ونفتخر بعزته .
ثم منَّ علينا برسول هذه الأمة المصطفى الحبيب ، صاحب الرسالة الخالدة الشمس التي لا يلحقها أفول ، فأسرج مصابيح الهدى لهذه الأمة بفضل من الله ..
ثم تفضل علينا بهذا القرآن العظيم الذي يصعد بالنفس الإنسانية إلى الكمال المنشود ، يسمو بعقل المسلم وخلقه وإيمانه .. أحسن الحديث تفصيلاً يتخلل شعاب النفوس ليوصلها بخالقها آناء الليل وأطراف النهار ..
ثم نوع لنا العبادات فهو عالم بطبع عباده من البشر أنهم خُلقوا في عجل ، وأنهم يميلون إلى العجز والكسل والملل .. إنا بحاجة إلى إيقاظ من طول الرقود ، وبحاجة إلى تهذيب وتربية ، إلى نور إيمان تشرق به النفوس لا يحجبه ضباب ، ولا يشوبه غبش الشهوات .
ومن هذه العبادات صيام شهر رمضان الذي يحمل من الفضائل والخيرات المتتالية التي تعجز الجبال عن حملها .. أجور عظيمة ، وثواب مضاعف ما نعجز عن وصفه ووضعه في مكانته التي يستحقها ، ثم ليلة القدر التي هي أعظم تلك الثمار وأشهاها فضلاً من الله ونعمة وكل ذلك لا يأتي إلا برحمة الله ثم بالسعي ، ولا يتأخر إلا بالقعود والكسل فسبحانه ( ليبلوكم أيكم أحسن عملاً ) .. قال الفضيل بن عياض : أي أصوبه وأخلصه .
فله الحمد حمداً يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه .. إنه لفضل من الله كبير يقول تعالى : ( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ) يونس 58
اللهم اجعلنا نستشعر نعمة إدراك هذا الشهر إن أدركناه ، وأتم علينا فيه نعمة العافية واجعلنا نسخرها لعبادتك فإنه لا حول ولا قوة إلا بك .. لقد كان سلفنا الصالح يبتهلون إلى الله أن يبلغهم رمضان قبل ستة أشهر من بلوغه ، ونحن تمضي علينا الأيام سريعاً ولا نشعر بقدومه إلا عندما توقظنا وسائل الدعاية والإعلام عن العروض الرمضانية كما يسمونها من أنواع الأطعمة وأواني الطبخ ، وأدهى من ذلك الغفلة التي أصابت المفسدون في الأرض في التسابق على إشغال الناس حيث تُعمر الفضائيات بالبرامج الهابطة والفوازير التي تجعل من ليالي رمضان نزهة للمفرطين مما جعل المسلمون في ضياع وإبادة ونقضاً لأجور هذا الشهر الكريم حتى تولي أعمارهم في سهو ولهو وخسران .
إذا لم يكن في السمع مني تصاون وفي بصري غض وفي منطقي صَمتُ
فحظي إذاً من صومي الجوع والظمأ فإن قلت إني صمت يومي فما صُمتُ
رمضان عبادة تقيمها قلوب ساجدة وأنفس خاشعة تعمرها التقوى التي صعب على كثير من أهل هذا الزمان تحقيقها .. التقوى زكاة النفس ، فمتى زكت نفس العبد رضيه الله ولياً ، وأحبه وتولاه ، ولا تتحقق التقوى إلا بأداء المحبوبات إلى الله والبعد عن مكارهه .. إنها الطريق الموصل إلى رضوان الله وجنته ، التقوى التي كتب الصيام من أجلها حيث يقول عز من قائل : ( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ) البقرة 183
رمضان يا حبيب الصالحين ولهفة المشتاقين ، يستبشر المؤمن بقدومك رجاء في بره سبحانه ، وارتقاب فضله وإحسانه .. فيه تلين القلوب ، وتصفو النفوس ، وتسمو الهمم ، وتُشغل الجوارح بالأعمال الصالحة .
شهر ضبط النفس ، وملكة التقوى ..
فيك يا رمضان تتفجر عواطف الرحمة ، فيتضاعف الإحسان .. فيك تُضاء المساجد بنور القرآن .. وتنبعث أصوات الأئمة تملأ الأرجاء بتلاوات عاطرات ، تسري في القلوب فتخالط بشاشتها حتى تخشع وتطمئن ، كيف لا والله تعالى يقول : ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) الرعد28
تخشع لها الأفئدة فتسيل الدموع التي طالما جفت من أشغال الدنيا ولهوها .. فتجلو هموم المهمومين ، وترتاح صدور المغمومين .
وحُقَّ لعين أن تريق دموعها ولا خير في عين بذلك تبخلُ
ضيف غالي وعزيز يطول الشوق إليه يستحق الحفاوة والتكريم ، بلى وربي ! إنه صفقة تجارية ربحها تكفير السيئات ، ومغفرة الذنوب ، والجنة والرضوان من الغفور المنان بإذن الله لمن صامه إيماناً واحتساباً 00فينطبق علينا قوله صلى الله عليه وسلم : ( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه ) .
يشرفنا في كل عام مرة واحدة ، يتفضل به علينا الرحمان فيرحم به عباده الغافلين ويوقظهم اللطيف بلطفه ، يتفضل على عباده بفتح أبواب الرحمة والجنان ، وتقفل أبواب الجحيم ..
من درس هذا الشهر ووعاه ، وأدى حقه واستوفاه ، ولم يفوته كسلاً ، ولم يضيعه إهمالاً ، فذلك غاية الفلاح بإذن الله ..
غداً توفَّى النفوس ما كسبت ويحصد الزارعون ما زرعوا
إن أحسنوا أحسنوا لأنفسهم وإن أساؤوا فبئس ما صنعوا
اللهم أعنا على مجاهدة أنفسنا ، واجعلنا فيه من الفائزين ، ومن عتقائك من النار ..
اللهم اجعلنا من الصفوة الذين امتثلوا لأمرك القانتين الصابرين الصادقين ، وارزقنا فيه همة ونشاطا ، وأعذنا من العجز والكسل ورضنا باليسير من النوم ..
اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ، ووفقنا لما ترضاه من القول والعمل ، وبيِّض وجوهنا ، واجعلنا من أكرم عبادك المتقين الذين قلت فيهم سبحانك : ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) الحجرات 13
الكاتبة أ. خيرية الحارثي
ياله من دين
شكراً لك يا رب على عظيم نعمك ، شكراً لك وحمداً على عطاياك التي هي أفضل العطايا وأهنأها ..
نعمك علينا جليلة لا تعد ولا تحصى فاجعلنا من الشاكرين ..
نعم إنها نعمٌ ضخمة أُسبغت علينا ، ونعم عظيمة تكتنفنا .. ومن أعظمها أن جعلنا من خير أمة أُخرجت للناس ، تكريم خاص ينبغي أن نعتز به ونفتخر بعزته .
ثم منَّ علينا برسول هذه الأمة المصطفى الحبيب ، صاحب الرسالة الخالدة الشمس التي لا يلحقها أفول ، فأسرج مصابيح الهدى لهذه الأمة بفضل من الله ..
ثم تفضل علينا بهذا القرآن العظيم الذي يصعد بالنفس الإنسانية إلى الكمال المنشود ، يسمو بعقل المسلم وخلقه وإيمانه .. أحسن الحديث تفصيلاً يتخلل شعاب النفوس ليوصلها بخالقها آناء الليل وأطراف النهار ..
ثم نوع لنا العبادات فهو عالم بطبع عباده من البشر أنهم خُلقوا في عجل ، وأنهم يميلون إلى العجز والكسل والملل .. إنا بحاجة إلى إيقاظ من طول الرقود ، وبحاجة إلى تهذيب وتربية ، إلى نور إيمان تشرق به النفوس لا يحجبه ضباب ، ولا يشوبه غبش الشهوات .
ومن هذه العبادات صيام شهر رمضان الذي يحمل من الفضائل والخيرات المتتالية التي تعجز الجبال عن حملها .. أجور عظيمة ، وثواب مضاعف ما نعجز عن وصفه ووضعه في مكانته التي يستحقها ، ثم ليلة القدر التي هي أعظم تلك الثمار وأشهاها فضلاً من الله ونعمة وكل ذلك لا يأتي إلا برحمة الله ثم بالسعي ، ولا يتأخر إلا بالقعود والكسل فسبحانه ( ليبلوكم أيكم أحسن عملاً ) .. قال الفضيل بن عياض : أي أصوبه وأخلصه .
فله الحمد حمداً يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه .. إنه لفضل من الله كبير يقول تعالى : ( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ) يونس 58
اللهم اجعلنا نستشعر نعمة إدراك هذا الشهر إن أدركناه ، وأتم علينا فيه نعمة العافية واجعلنا نسخرها لعبادتك فإنه لا حول ولا قوة إلا بك .. لقد كان سلفنا الصالح يبتهلون إلى الله أن يبلغهم رمضان قبل ستة أشهر من بلوغه ، ونحن تمضي علينا الأيام سريعاً ولا نشعر بقدومه إلا عندما توقظنا وسائل الدعاية والإعلام عن العروض الرمضانية كما يسمونها من أنواع الأطعمة وأواني الطبخ ، وأدهى من ذلك الغفلة التي أصابت المفسدون في الأرض في التسابق على إشغال الناس حيث تُعمر الفضائيات بالبرامج الهابطة والفوازير التي تجعل من ليالي رمضان نزهة للمفرطين مما جعل المسلمون في ضياع وإبادة ونقضاً لأجور هذا الشهر الكريم حتى تولي أعمارهم في سهو ولهو وخسران .
إذا لم يكن في السمع مني تصاون وفي بصري غض وفي منطقي صَمتُ
فحظي إذاً من صومي الجوع والظمأ فإن قلت إني صمت يومي فما صُمتُ
رمضان عبادة تقيمها قلوب ساجدة وأنفس خاشعة تعمرها التقوى التي صعب على كثير من أهل هذا الزمان تحقيقها .. التقوى زكاة النفس ، فمتى زكت نفس العبد رضيه الله ولياً ، وأحبه وتولاه ، ولا تتحقق التقوى إلا بأداء المحبوبات إلى الله والبعد عن مكارهه .. إنها الطريق الموصل إلى رضوان الله وجنته ، التقوى التي كتب الصيام من أجلها حيث يقول عز من قائل : ( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ) البقرة 183
رمضان يا حبيب الصالحين ولهفة المشتاقين ، يستبشر المؤمن بقدومك رجاء في بره سبحانه ، وارتقاب فضله وإحسانه .. فيه تلين القلوب ، وتصفو النفوس ، وتسمو الهمم ، وتُشغل الجوارح بالأعمال الصالحة .
شهر ضبط النفس ، وملكة التقوى ..
فيك يا رمضان تتفجر عواطف الرحمة ، فيتضاعف الإحسان .. فيك تُضاء المساجد بنور القرآن .. وتنبعث أصوات الأئمة تملأ الأرجاء بتلاوات عاطرات ، تسري في القلوب فتخالط بشاشتها حتى تخشع وتطمئن ، كيف لا والله تعالى يقول : ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) الرعد28
تخشع لها الأفئدة فتسيل الدموع التي طالما جفت من أشغال الدنيا ولهوها .. فتجلو هموم المهمومين ، وترتاح صدور المغمومين .
وحُقَّ لعين أن تريق دموعها ولا خير في عين بذلك تبخلُ
ضيف غالي وعزيز يطول الشوق إليه يستحق الحفاوة والتكريم ، بلى وربي ! إنه صفقة تجارية ربحها تكفير السيئات ، ومغفرة الذنوب ، والجنة والرضوان من الغفور المنان بإذن الله لمن صامه إيماناً واحتساباً 00فينطبق علينا قوله صلى الله عليه وسلم : ( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه ) .
يشرفنا في كل عام مرة واحدة ، يتفضل به علينا الرحمان فيرحم به عباده الغافلين ويوقظهم اللطيف بلطفه ، يتفضل على عباده بفتح أبواب الرحمة والجنان ، وتقفل أبواب الجحيم ..
من درس هذا الشهر ووعاه ، وأدى حقه واستوفاه ، ولم يفوته كسلاً ، ولم يضيعه إهمالاً ، فذلك غاية الفلاح بإذن الله ..
غداً توفَّى النفوس ما كسبت ويحصد الزارعون ما زرعوا
إن أحسنوا أحسنوا لأنفسهم وإن أساؤوا فبئس ما صنعوا
اللهم أعنا على مجاهدة أنفسنا ، واجعلنا فيه من الفائزين ، ومن عتقائك من النار ..
اللهم اجعلنا من الصفوة الذين امتثلوا لأمرك القانتين الصابرين الصادقين ، وارزقنا فيه همة ونشاطا ، وأعذنا من العجز والكسل ورضنا باليسير من النوم ..
اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ، ووفقنا لما ترضاه من القول والعمل ، وبيِّض وجوهنا ، واجعلنا من أكرم عبادك المتقين الذين قلت فيهم سبحانك : ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) الحجرات 13
الكاتبة أ. خيرية الحارثي
ياله من دين