شـــذى
03 Sep 2008, 02:06 PM
كنت هنا.. ( سلي صيامك )
لا اعلم لماذا اكتب هنا ثانية ؟؟!!!... ربما هو القصور الذاتي الذي يدفعني للكتابة .. للمرة الأخيرة هنا .. او انه رغبة داخلية مني لان اترك شئ ما هنا ... أي شئ .. بعد ما محي تاريخي هاهنا بسبق الإصرار و الترصد .. فأصبح لم يعد لي أي اثر أو أي ذكر .. و بعد أن كانت لي ما يقرب من 200 موضوعا .. و آلاف المشاركات .. أصبح الحال أني أصبحت نسيا منسيا .. فلأكتب هاهنا .. و للمرة الأخيرة .. لأترك اثر او ذكرى تقول .. كنت موجودا ذات يوم ..
نعم .. انا كنت موجودا ذات يوم ...
أما ما سأكتبه .. فلا اعلم أنا ما هو .. فلا يوجد تحضير له أو شئ من هذا القبيل .. لذا سأدعكم تكتشفونه بأنفسكم .. و اكتشفه معكم بالمرة ...
(1)
دوما في هذه الأيام بالذات أتذكر قصة الراحل يوسف إدريس .. و التي بعنوان رمضان ... من قراها فهنيئا له .. أما من لم يقراها .. فأقول انه فاته الكثير .. ربما أحاول أن ألخصها بلغتي الركيكة . لكن صدقوني ... تلخيص عمل متقن مثل هذا العمل يعتبر قتل للعمل الادبي هذا .. لان اللغة و الأسلوب تحملان الكثير مما لا أستطيع ان اقوله هنا ...
دوما عندما اتذكر هذه القصة .. أرى في و في من حولي شخصية هذا الطفل الصغير الذي يحاول ان يبدو كبيرا ... فيحمل نفسه ما لا يستطيع ان يحمله ...الطفل الذي يغضب و يحزن على انه لا يعامل معاملة الكبار .. فيصلي في آخر الصف و حتى عندما يحاول ان يحجز مكانا في أول الصف .. يجد من يقول له بعبوس الاطفال في الآخر .. فيكون لسان حاله انا مش صغير ...
و عندما ياتي رمضان .. لا يجبره احد على الصيام ... فكان يحس بانه اقل شانا من هم اكبر منه .. كان يرى الكبار يتجمعون في لهفة حول مائدة الإفطار و في عيونهم رضا من انهم فرغوا من صيام يوم اخر قي حين هو ياكل بلا أي شهية معهم .. فهو قد اكل منذ ساعة تقريبا .. و يحس انهم يجدون الطعام الذ .. و الشراب أكثر برودة ..
ثم ياتي وقت السحور و بالطبع لا يوقظونه ليتسحر ... فكان يغضب جدا لانه تفوته جلسة السحور هذه و صلاة الفجر .. يشتاق لتجمع الكبار هذا .. و كذا مرة يجد نفسه يستيقظ فيسمع أباه و أمه يجلسان معا يتناقشان في امور البيت و المصاريف.. مستغلين ان الكل نائم .. فيتكلمان بحرية .. فيتمنى ان يكون معهم .. يتناقش معهم .. يشعر برغبة حارقة لان يكون هذا الرجل الذي يعتمد عليه ..
لذا فقد قرر في رمضان هذا قرار خطير .. قرر ان يصوم .. قابله اباه باستخفاف .. و قابلته امه بالترحاب .. و قال له ابوه .. انت صغير .. فيجيب الطفل بعناد ... انا مش صغير .. انا عايز اكبر ... فيوافق الاب بعد عناد .. على انه اذا أحس الطفل بالتعب فليفطر ..
و بدا اول يوم صيام .. الطفل بدا اليوم و هو يقول انه سيستمتع لاول مرة باحاسيس الكبار .. ليجد المعاناة .. عذاب الصيام .. و الرغبة الحارقة لان يشرب شربة ماء ... لم يجد أي متعة في هذا العذاب ...و لم يجرؤ ان يفطر حتى لا يقول عليه ابوه انه لازال صغيرا .. فأصبح بين شقي الرحى ...
لم يكن هناك خناق عليه او مراقبة .. بل يتركونه حرا يفعل ما يريد .. لذا كان يفكر في ان يفطر من ورائهم .. دون ان يراه احد .. لكن امه كانت تحكي عن الملاك الذي يقتل الاطفال الذين يسرقون الأكل و يكلونه في نهار رمضان ... فيخاف ...
و حينما اتى وقت الافطار .. انهال على الكل و الشرب بلا أي استمتاع حتى انه بعدما شبع اخذ يبحث عمال كان يراه من لذة في عيون الصائمين فلم يجد ..
و جاء وقت السحور .. أيقظه ابوه بالعافية حارما إياه من لذة النوم ... ليزدرد لقمتين او ثلاث .. و يهرع الى النوم ثانية ... لم يجد ابويه او يسمعهما يتكلمان في الشئون الحياتية و المصاريف ثانية .. فهما لا يتكلمان الا في غياب اولادهم ..
و هكذا مرة يومان و ثلاثة .. و نظرات ابوه التي تقول انه سوف يفشل .. في مقابل معاناته في الصيام ..يبحث عن المتعة فلم يجد.. المتعة التي كان يراها و هو فاطر .. و لا يستطيع ان يتراجع عن قراره حتى لا يتهم بانه صغير ...
فلم يعد امامه الا ان يتحدى الملاك الذي سيقتله ان فطر من وراء اهله .. و بعد تحدي بسيط شرب المياه في نهار رمضان .. و لم يمت و لم يأتي الملك هذا ... فعرف الخدعة .. و عرف الطريقة .. و اصبح يفطر في نهار رمضان من وراء اهله .. و امامهم هو صائم صابر ...
حتى قبض متلبسا بالجريمة في ذات مرة .... فكان يوما اسودا ... و عندما عرف أبوه فزع .. و قال له .. كان من الممكن ان تقول انك لا تطيق الصيام فنفطرك لانه لا يوجد الزام عليك .. اما الان و بعد ما فعلت .. فانا الذي سأراقب صيامك ..
و بالفعل لم يسمح له ابوه بان يفطر في باقي رمضان .. و أصبحت المراقبة عليه شديدة .. بل و الاتهامات سهلة ..
و فقد رمضان بريقه و متعته التي كان يراها من بعيد ..
هذه القصة التي أراها عبقرية .. تلخص طبيعة النفس البشرية بصفة عامة .. التي تظن في نفسها الكثير .. و التي تهتم بمتعتها بغض النظر عن العواقب .. و تكره الإلزام و الواجبات ...
ربما يكون المعنى الخفي في هذه القصة هو أن الإنسان دوما يرى في نفسه اكبر من حجمها الحقيقي ... فيضع نفسه في مأزق اكبر منه ... فالإنسان دوما مغرور .. و غروره هذا يضعه دوما في مكان اكبر من حجمه ...
و دوما ارى في هذه القصة سر المتعة في رمضان ....
من يرى في رمضان المتعة الحسية .. من طعام بعد جوع ... و شراب بعد عطش .. فلن يستمتع برمضان .. لانه في وقت الصيام دوما سيتذكر لحظات المتعة المحروم منها ... فلن يهنا بصيامه ..
اما من يرى في رمضان ويصوم و هو يعلم ما الهدف من رمضان .. و ما الحكمة الكبيرة في الصيام .. فسيستمته بكل لحظة صيام .. لانه لم يبني استمتاعه على اشياء فانية حسية .. بل ما هو ابقى و اهم .. و هو المتعة النفسية ..
ربما تفسد كلماتي الأخيرة متعة القصة .. لكني لازلت ادعوكم لان تبحثوا عنها و تقراوها و تستمتعوا بها ..
و الاهم بان تقراوها بعقولكم لا بعيونكم
لا اعلم لماذا اكتب هنا ثانية ؟؟!!!... ربما هو القصور الذاتي الذي يدفعني للكتابة .. للمرة الأخيرة هنا .. او انه رغبة داخلية مني لان اترك شئ ما هنا ... أي شئ .. بعد ما محي تاريخي هاهنا بسبق الإصرار و الترصد .. فأصبح لم يعد لي أي اثر أو أي ذكر .. و بعد أن كانت لي ما يقرب من 200 موضوعا .. و آلاف المشاركات .. أصبح الحال أني أصبحت نسيا منسيا .. فلأكتب هاهنا .. و للمرة الأخيرة .. لأترك اثر او ذكرى تقول .. كنت موجودا ذات يوم ..
نعم .. انا كنت موجودا ذات يوم ...
أما ما سأكتبه .. فلا اعلم أنا ما هو .. فلا يوجد تحضير له أو شئ من هذا القبيل .. لذا سأدعكم تكتشفونه بأنفسكم .. و اكتشفه معكم بالمرة ...
(1)
دوما في هذه الأيام بالذات أتذكر قصة الراحل يوسف إدريس .. و التي بعنوان رمضان ... من قراها فهنيئا له .. أما من لم يقراها .. فأقول انه فاته الكثير .. ربما أحاول أن ألخصها بلغتي الركيكة . لكن صدقوني ... تلخيص عمل متقن مثل هذا العمل يعتبر قتل للعمل الادبي هذا .. لان اللغة و الأسلوب تحملان الكثير مما لا أستطيع ان اقوله هنا ...
دوما عندما اتذكر هذه القصة .. أرى في و في من حولي شخصية هذا الطفل الصغير الذي يحاول ان يبدو كبيرا ... فيحمل نفسه ما لا يستطيع ان يحمله ...الطفل الذي يغضب و يحزن على انه لا يعامل معاملة الكبار .. فيصلي في آخر الصف و حتى عندما يحاول ان يحجز مكانا في أول الصف .. يجد من يقول له بعبوس الاطفال في الآخر .. فيكون لسان حاله انا مش صغير ...
و عندما ياتي رمضان .. لا يجبره احد على الصيام ... فكان يحس بانه اقل شانا من هم اكبر منه .. كان يرى الكبار يتجمعون في لهفة حول مائدة الإفطار و في عيونهم رضا من انهم فرغوا من صيام يوم اخر قي حين هو ياكل بلا أي شهية معهم .. فهو قد اكل منذ ساعة تقريبا .. و يحس انهم يجدون الطعام الذ .. و الشراب أكثر برودة ..
ثم ياتي وقت السحور و بالطبع لا يوقظونه ليتسحر ... فكان يغضب جدا لانه تفوته جلسة السحور هذه و صلاة الفجر .. يشتاق لتجمع الكبار هذا .. و كذا مرة يجد نفسه يستيقظ فيسمع أباه و أمه يجلسان معا يتناقشان في امور البيت و المصاريف.. مستغلين ان الكل نائم .. فيتكلمان بحرية .. فيتمنى ان يكون معهم .. يتناقش معهم .. يشعر برغبة حارقة لان يكون هذا الرجل الذي يعتمد عليه ..
لذا فقد قرر في رمضان هذا قرار خطير .. قرر ان يصوم .. قابله اباه باستخفاف .. و قابلته امه بالترحاب .. و قال له ابوه .. انت صغير .. فيجيب الطفل بعناد ... انا مش صغير .. انا عايز اكبر ... فيوافق الاب بعد عناد .. على انه اذا أحس الطفل بالتعب فليفطر ..
و بدا اول يوم صيام .. الطفل بدا اليوم و هو يقول انه سيستمتع لاول مرة باحاسيس الكبار .. ليجد المعاناة .. عذاب الصيام .. و الرغبة الحارقة لان يشرب شربة ماء ... لم يجد أي متعة في هذا العذاب ...و لم يجرؤ ان يفطر حتى لا يقول عليه ابوه انه لازال صغيرا .. فأصبح بين شقي الرحى ...
لم يكن هناك خناق عليه او مراقبة .. بل يتركونه حرا يفعل ما يريد .. لذا كان يفكر في ان يفطر من ورائهم .. دون ان يراه احد .. لكن امه كانت تحكي عن الملاك الذي يقتل الاطفال الذين يسرقون الأكل و يكلونه في نهار رمضان ... فيخاف ...
و حينما اتى وقت الافطار .. انهال على الكل و الشرب بلا أي استمتاع حتى انه بعدما شبع اخذ يبحث عمال كان يراه من لذة في عيون الصائمين فلم يجد ..
و جاء وقت السحور .. أيقظه ابوه بالعافية حارما إياه من لذة النوم ... ليزدرد لقمتين او ثلاث .. و يهرع الى النوم ثانية ... لم يجد ابويه او يسمعهما يتكلمان في الشئون الحياتية و المصاريف ثانية .. فهما لا يتكلمان الا في غياب اولادهم ..
و هكذا مرة يومان و ثلاثة .. و نظرات ابوه التي تقول انه سوف يفشل .. في مقابل معاناته في الصيام ..يبحث عن المتعة فلم يجد.. المتعة التي كان يراها و هو فاطر .. و لا يستطيع ان يتراجع عن قراره حتى لا يتهم بانه صغير ...
فلم يعد امامه الا ان يتحدى الملاك الذي سيقتله ان فطر من وراء اهله .. و بعد تحدي بسيط شرب المياه في نهار رمضان .. و لم يمت و لم يأتي الملك هذا ... فعرف الخدعة .. و عرف الطريقة .. و اصبح يفطر في نهار رمضان من وراء اهله .. و امامهم هو صائم صابر ...
حتى قبض متلبسا بالجريمة في ذات مرة .... فكان يوما اسودا ... و عندما عرف أبوه فزع .. و قال له .. كان من الممكن ان تقول انك لا تطيق الصيام فنفطرك لانه لا يوجد الزام عليك .. اما الان و بعد ما فعلت .. فانا الذي سأراقب صيامك ..
و بالفعل لم يسمح له ابوه بان يفطر في باقي رمضان .. و أصبحت المراقبة عليه شديدة .. بل و الاتهامات سهلة ..
و فقد رمضان بريقه و متعته التي كان يراها من بعيد ..
هذه القصة التي أراها عبقرية .. تلخص طبيعة النفس البشرية بصفة عامة .. التي تظن في نفسها الكثير .. و التي تهتم بمتعتها بغض النظر عن العواقب .. و تكره الإلزام و الواجبات ...
ربما يكون المعنى الخفي في هذه القصة هو أن الإنسان دوما يرى في نفسه اكبر من حجمها الحقيقي ... فيضع نفسه في مأزق اكبر منه ... فالإنسان دوما مغرور .. و غروره هذا يضعه دوما في مكان اكبر من حجمه ...
و دوما ارى في هذه القصة سر المتعة في رمضان ....
من يرى في رمضان المتعة الحسية .. من طعام بعد جوع ... و شراب بعد عطش .. فلن يستمتع برمضان .. لانه في وقت الصيام دوما سيتذكر لحظات المتعة المحروم منها ... فلن يهنا بصيامه ..
اما من يرى في رمضان ويصوم و هو يعلم ما الهدف من رمضان .. و ما الحكمة الكبيرة في الصيام .. فسيستمته بكل لحظة صيام .. لانه لم يبني استمتاعه على اشياء فانية حسية .. بل ما هو ابقى و اهم .. و هو المتعة النفسية ..
ربما تفسد كلماتي الأخيرة متعة القصة .. لكني لازلت ادعوكم لان تبحثوا عنها و تقراوها و تستمتعوا بها ..
و الاهم بان تقراوها بعقولكم لا بعيونكم