جبل أحد
03 Sep 2008, 05:19 PM
الحمدلله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد ولد آدم نبينا محمد وعلى آله و صحبه أجمعين.
يقول الله جل في علاه (( لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أتوا الكتاب من قبلكم ، ومن الذين أشركوا أذى كثيراً وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور)) ...
يقول الشيخ عبد الرحمن السعدي - رحمة الله - في تفسيره لهذه الآية ...
يخبر الله تعالى ويخاطب المؤمنين أنهم سيبتلون في أموالهم من النفقات الواجبة والمستحبة ، ومن التعريض لإتلافها في سبيل الله ، وفي أنفسهم من التكليف بأعباء التكاليف الثقيلة على كثير من الناس ، كالجهاد في سبيل الله ، والتعرض فيه للتعب والقتل والأسر والجراح ، وكالأمراض التي تصيبه في نفسه ، أو فيمن يحب ..
(( ولتسمعن من الذين أتوا الكتاب من قبلكم ، ومن الذين أشركوا أذى كثيراً )) من الطعن فيكم ، وفي دينكم ، وكتابكم ورسولكم.
وفي إخباره لعبادة المؤمنين بذلك ، عدة فوائد :
منها : أن حكمته تعالى تقتضي ذلك ، ليتميز المؤمن الصادق من غيره.
ومنها : أنه تعالى يقدر عليهم هذه الأمور ، لما يريده بهم من الخير ليعلي درجاتهم ، ويكفر عن سيئاتهم ، وليزداد بذلك إيمانهم ، ويتم به إيقانهم ، فإنه إذا أخبرهم بذلك ووقع كما أخبر (قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله ، وما زادهم إلا إيماناً وتسليماً ).
ومنها : أنه أخبرهم بذلك لتتوطن أنفسهم على وقوع ذلك ، والصبر عليه إذا وقع ، لأنهم قد استعدوا لوقوعه فيهون عليهم حمله ، وتخف عليهم مؤنته ، ويلجأون إلى الصبر والتقوى ، ولهذا قال : (( وإن تصبروا وتتقوا )) . أي : إن تصبروا على ما نالكم في أموالكم وأنفسكم ، من الإبتلاء والامتحان وعلى أذية الظالمين ، وتتقوا الله في ذلك الصبر بأن تنووا به وجه الله والتقرب إليه ، ولم تتعدوا في صبركم الحد الشرعي من الصبر في موضع لا يحل لكم فيه الإحتمال ، بل وظيفتكم فيه الإنتقام من أعداء الله. (( فإن ذلك من عزم الامور )) أي : من الأمور التي يعزم عليها ، وينافس فيها ، ولا يوفق لها إلا أهل العزائم والهمم العالية كما قال تعالى ( وما يلقاها إلا الذين صبروا ، وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم ) .
انتهى كلامه رحمه الله تعالى ..
أسأل الله جل في علاه أن يسمعنا فيمن يتعرض لذاته العليه ، ولجناب رسوله صلى الله عليه وسلم ، ولرسله وأنبيائه أجمعين ما يشفي صدور قوم مؤمنين ...
أخوكم
جبل أحد
يقول الله جل في علاه (( لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أتوا الكتاب من قبلكم ، ومن الذين أشركوا أذى كثيراً وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور)) ...
يقول الشيخ عبد الرحمن السعدي - رحمة الله - في تفسيره لهذه الآية ...
يخبر الله تعالى ويخاطب المؤمنين أنهم سيبتلون في أموالهم من النفقات الواجبة والمستحبة ، ومن التعريض لإتلافها في سبيل الله ، وفي أنفسهم من التكليف بأعباء التكاليف الثقيلة على كثير من الناس ، كالجهاد في سبيل الله ، والتعرض فيه للتعب والقتل والأسر والجراح ، وكالأمراض التي تصيبه في نفسه ، أو فيمن يحب ..
(( ولتسمعن من الذين أتوا الكتاب من قبلكم ، ومن الذين أشركوا أذى كثيراً )) من الطعن فيكم ، وفي دينكم ، وكتابكم ورسولكم.
وفي إخباره لعبادة المؤمنين بذلك ، عدة فوائد :
منها : أن حكمته تعالى تقتضي ذلك ، ليتميز المؤمن الصادق من غيره.
ومنها : أنه تعالى يقدر عليهم هذه الأمور ، لما يريده بهم من الخير ليعلي درجاتهم ، ويكفر عن سيئاتهم ، وليزداد بذلك إيمانهم ، ويتم به إيقانهم ، فإنه إذا أخبرهم بذلك ووقع كما أخبر (قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله ، وما زادهم إلا إيماناً وتسليماً ).
ومنها : أنه أخبرهم بذلك لتتوطن أنفسهم على وقوع ذلك ، والصبر عليه إذا وقع ، لأنهم قد استعدوا لوقوعه فيهون عليهم حمله ، وتخف عليهم مؤنته ، ويلجأون إلى الصبر والتقوى ، ولهذا قال : (( وإن تصبروا وتتقوا )) . أي : إن تصبروا على ما نالكم في أموالكم وأنفسكم ، من الإبتلاء والامتحان وعلى أذية الظالمين ، وتتقوا الله في ذلك الصبر بأن تنووا به وجه الله والتقرب إليه ، ولم تتعدوا في صبركم الحد الشرعي من الصبر في موضع لا يحل لكم فيه الإحتمال ، بل وظيفتكم فيه الإنتقام من أعداء الله. (( فإن ذلك من عزم الامور )) أي : من الأمور التي يعزم عليها ، وينافس فيها ، ولا يوفق لها إلا أهل العزائم والهمم العالية كما قال تعالى ( وما يلقاها إلا الذين صبروا ، وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم ) .
انتهى كلامه رحمه الله تعالى ..
أسأل الله جل في علاه أن يسمعنا فيمن يتعرض لذاته العليه ، ولجناب رسوله صلى الله عليه وسلم ، ولرسله وأنبيائه أجمعين ما يشفي صدور قوم مؤمنين ...
أخوكم
جبل أحد