همي الدعوه
10 Sep 2008, 02:18 PM
ضمانات ثلاث 3/3
لا زالت الصور المحزنة تتوالى ، والشح وعدم البذل إحداها ، فالبعض بات جموعاً منوعاً ، إذا أنفق شيئاً هلوعاً ، وإذا أخرج زكاته جزوعاً ! ، وليس له من ماله إلا ما قدم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يقول العبد : مالي مالي ، وإنما له من ماله ثلاث : ما أكل فأفنى ، أو لبس فأبلى ، أو تصدق فأمضى ، وما سوى ذلك فذاهب ، وتاركه للناس ». رواه مسلم
إن من الحكمة من فرض الصيام أن يتساوى الغني مع الفقير والشبعان مع الجوعان في إحساس الجوع وحرارة العطش ، لتُترجم هذه المساواة إلى مواساة بالمال ودفع الحاجة، فكثير من الناس أناخ الفقر عليهم وحلَّ برحالهم وعضَّهم البؤس بنابه وأوجعهم بكلابه ، والعاقل الحازم هو من يسابق إلى صلتهم ومواساتهم بالصلة والهدية والإعانة ، فالجمع بين الصدقة والصيام من موجبات الجنة .
وصورة أخرى من صور التهاون بضمانات المغفرة ، وهي هجر القرآن ، إما بعدم تلاوته أو هجر العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه ، أو هجر تدبره وتفهمه .
وللقرآن في رمضان مزية خاصة ، ففيه أنزل من اللوح المحفوظ ، وفيه كان جبريل يعارض النبي صلى الله عليه وسلم القرآن ، والصيام والقرآن هما الجناحان اللذان تحلق بهما مركبة العمل الصالح في النهار وعند العشي .
فتلاوته من أفضل العبادات وأعظم القربات وأجل الطاعات ، وكان السلف إذا دخل رمضان يتوقفون عن العلم ويعكفون على كتاب الله عز وجل ، فكان عثمان يختم في كل يوم مرة ، وكان الإمام مالك إذا أقبل رمضان توقف عن الحديث وتفرغ لتلاوة القرآن طيلة الشهر ويقول : هذا شهر القرآن الكريم وكان الزهري إذا دخل رمضان تفرغ للقرآن .
قد يقرأ البعض القرآن ، لكنها قراءة لا تحدث في القلب الخشوع ، ولا تغرق الأعين بالدموع ولا تنزع عن النفس أغلالها والله تعالى يقول ( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها ) .
ولو أضفنا إلى الصورة السالفة ، قضية قتل الوقت وإضاعته بالنوم أو السهر على ما لم يشرع أو التسكع في الأسواق طلباً لنظرة محرمة أو مشهد لا يحل أو في المعاكسات وما سوى ذلك لأدركنا حجم الغبن الذي يلحق ببعض أحبابنا وهم في ذلك ما بين مقل ومستكثر ( ولا يظلم ربك أحداً ) .
بقلم : د. سعد البريك
ياله من دين
لا زالت الصور المحزنة تتوالى ، والشح وعدم البذل إحداها ، فالبعض بات جموعاً منوعاً ، إذا أنفق شيئاً هلوعاً ، وإذا أخرج زكاته جزوعاً ! ، وليس له من ماله إلا ما قدم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يقول العبد : مالي مالي ، وإنما له من ماله ثلاث : ما أكل فأفنى ، أو لبس فأبلى ، أو تصدق فأمضى ، وما سوى ذلك فذاهب ، وتاركه للناس ». رواه مسلم
إن من الحكمة من فرض الصيام أن يتساوى الغني مع الفقير والشبعان مع الجوعان في إحساس الجوع وحرارة العطش ، لتُترجم هذه المساواة إلى مواساة بالمال ودفع الحاجة، فكثير من الناس أناخ الفقر عليهم وحلَّ برحالهم وعضَّهم البؤس بنابه وأوجعهم بكلابه ، والعاقل الحازم هو من يسابق إلى صلتهم ومواساتهم بالصلة والهدية والإعانة ، فالجمع بين الصدقة والصيام من موجبات الجنة .
وصورة أخرى من صور التهاون بضمانات المغفرة ، وهي هجر القرآن ، إما بعدم تلاوته أو هجر العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه ، أو هجر تدبره وتفهمه .
وللقرآن في رمضان مزية خاصة ، ففيه أنزل من اللوح المحفوظ ، وفيه كان جبريل يعارض النبي صلى الله عليه وسلم القرآن ، والصيام والقرآن هما الجناحان اللذان تحلق بهما مركبة العمل الصالح في النهار وعند العشي .
فتلاوته من أفضل العبادات وأعظم القربات وأجل الطاعات ، وكان السلف إذا دخل رمضان يتوقفون عن العلم ويعكفون على كتاب الله عز وجل ، فكان عثمان يختم في كل يوم مرة ، وكان الإمام مالك إذا أقبل رمضان توقف عن الحديث وتفرغ لتلاوة القرآن طيلة الشهر ويقول : هذا شهر القرآن الكريم وكان الزهري إذا دخل رمضان تفرغ للقرآن .
قد يقرأ البعض القرآن ، لكنها قراءة لا تحدث في القلب الخشوع ، ولا تغرق الأعين بالدموع ولا تنزع عن النفس أغلالها والله تعالى يقول ( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها ) .
ولو أضفنا إلى الصورة السالفة ، قضية قتل الوقت وإضاعته بالنوم أو السهر على ما لم يشرع أو التسكع في الأسواق طلباً لنظرة محرمة أو مشهد لا يحل أو في المعاكسات وما سوى ذلك لأدركنا حجم الغبن الذي يلحق ببعض أحبابنا وهم في ذلك ما بين مقل ومستكثر ( ولا يظلم ربك أحداً ) .
بقلم : د. سعد البريك
ياله من دين