ســمــا
02 Oct 2008, 11:18 PM
الحمدلله رب العالمين
والصلاة والسلام على أشرف خلق الله وعلى آله وصحبه والتابعين وسلم تسليماً كثيراً
وبعد
عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنها قالت للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : يا رسول الله ! كل نسائك لها كنية غيري !
فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
" اكتني [بابنك عبدالله ـ يعني : ابن الزبير] ، أنت أم عبد الله " [صحيح : الصحيحة (رقم 132)] .
قال الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ :
وفي الحديث مشروعية التكني ولو لم يكن له ولد ، وهذا أدب إسلامي ليس له نظير عند الأمم الأخرى ـ فيما أعلم ـ ؛ فعلى المسلمين أن يتمسكوا به رجالا ونساء ، ويدعوا ما تسرب إليهم من عادات الأعاجم كـ (البيك) و (الأفندي) و(الباشا) ، ونحو ذلك كـ (المسيو) ، و(السيدة) ، و(الآنسة) ؛ إذ كل ذلك دخيل في الإسلام ، وقد نص فقهاء الحنفية على كراهة (الأفندي) ؛ لما فيه من التزكية ؛ كما في "حاشية ابن عابدين" ، والسيد إنما يطلق على من كان له نوع ولاية ورياسة ، وفي ذلك جاء حديث : " قوموا إلى سيدكم " ـ وقد تقدم برقم (66) ـ ، ولا يطلق على كل أحد ؛ لأنه من باب التزكية أيضا .
وأما ما روي عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنها أسقطت من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ سقطا فسماه عبد الله ، وكناها به ؛ فهو باطل سندا ومتنا ...
وعن حمزة بن صهيب عن أبيه ـ رضي الله عنه ـ قال :
قال عمر لصهيب : أي رجل أنت ؛ لولا خصال ثلاث فيك !
قال : وما هن ؟
قال : اكتنيت وليس لك ولد ، وانتمينت إلى العرب وأنت من الروم ، وفيك سرف في الطعام .
قال : أما قولك : اكتنيت ولم يولد لك ؛ فإن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كناني أبا يحيى . وأما قولك : انتميت إلى العرب ولست منهم ، وأنت رجل من الروم ؛ فإني رجل من النمر بن قاسط ، فسبتني الروم من الموصل بعد إذ أنا غلام عرفتُ نسبي . وأما قولك : فيك سرف في الطعام ؛ فإني سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول : " خياركم من أطعم الطعام " [صحيح : الصحيحة (رقم 44)] .
قال الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ :
وفي هذا الحديث :
مشروعية الاكتناء لمن لم يكن له ولد ؛ بل قد صح في البخاري وغيره أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كنى طفلةً صغيرة حينما كساها ثوبا جميلا ،
فقال لها :*
" هذا سنـًا يا أم خالد! هذا سنا يا أم خالد! " .
وقد هجر المسلمون ـ لا سيما الأعاجم منهم ـ هذه السنة العربية الإسلامية ، فقلما تجد من يكتني منهم ، ولو كان له طائفة من الأولاد ، فكيف من لا ولد له ؟! وأقاموا مقام هذه السنة ألقابا مبتدعة ؛ مثل : الأفندي ، والبيك ، والباشا ، ثم السيد ، أو الأستاذ ، ونحو ذلك مما يدخل بعضه أو كله في باب التزكية المنهي عنها في أحاديث كثيرة ؛ فليتنبه لهذا .
___________________________
[نظم الفرائد مما في سلسلتي الألباني من الفوائد ، ج 2 ، ص 397 ـ 399]
والصلاة والسلام على أشرف خلق الله وعلى آله وصحبه والتابعين وسلم تسليماً كثيراً
وبعد
عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنها قالت للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : يا رسول الله ! كل نسائك لها كنية غيري !
فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
" اكتني [بابنك عبدالله ـ يعني : ابن الزبير] ، أنت أم عبد الله " [صحيح : الصحيحة (رقم 132)] .
قال الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ :
وفي الحديث مشروعية التكني ولو لم يكن له ولد ، وهذا أدب إسلامي ليس له نظير عند الأمم الأخرى ـ فيما أعلم ـ ؛ فعلى المسلمين أن يتمسكوا به رجالا ونساء ، ويدعوا ما تسرب إليهم من عادات الأعاجم كـ (البيك) و (الأفندي) و(الباشا) ، ونحو ذلك كـ (المسيو) ، و(السيدة) ، و(الآنسة) ؛ إذ كل ذلك دخيل في الإسلام ، وقد نص فقهاء الحنفية على كراهة (الأفندي) ؛ لما فيه من التزكية ؛ كما في "حاشية ابن عابدين" ، والسيد إنما يطلق على من كان له نوع ولاية ورياسة ، وفي ذلك جاء حديث : " قوموا إلى سيدكم " ـ وقد تقدم برقم (66) ـ ، ولا يطلق على كل أحد ؛ لأنه من باب التزكية أيضا .
وأما ما روي عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنها أسقطت من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ سقطا فسماه عبد الله ، وكناها به ؛ فهو باطل سندا ومتنا ...
وعن حمزة بن صهيب عن أبيه ـ رضي الله عنه ـ قال :
قال عمر لصهيب : أي رجل أنت ؛ لولا خصال ثلاث فيك !
قال : وما هن ؟
قال : اكتنيت وليس لك ولد ، وانتمينت إلى العرب وأنت من الروم ، وفيك سرف في الطعام .
قال : أما قولك : اكتنيت ولم يولد لك ؛ فإن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كناني أبا يحيى . وأما قولك : انتميت إلى العرب ولست منهم ، وأنت رجل من الروم ؛ فإني رجل من النمر بن قاسط ، فسبتني الروم من الموصل بعد إذ أنا غلام عرفتُ نسبي . وأما قولك : فيك سرف في الطعام ؛ فإني سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول : " خياركم من أطعم الطعام " [صحيح : الصحيحة (رقم 44)] .
قال الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ :
وفي هذا الحديث :
مشروعية الاكتناء لمن لم يكن له ولد ؛ بل قد صح في البخاري وغيره أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كنى طفلةً صغيرة حينما كساها ثوبا جميلا ،
فقال لها :*
" هذا سنـًا يا أم خالد! هذا سنا يا أم خالد! " .
وقد هجر المسلمون ـ لا سيما الأعاجم منهم ـ هذه السنة العربية الإسلامية ، فقلما تجد من يكتني منهم ، ولو كان له طائفة من الأولاد ، فكيف من لا ولد له ؟! وأقاموا مقام هذه السنة ألقابا مبتدعة ؛ مثل : الأفندي ، والبيك ، والباشا ، ثم السيد ، أو الأستاذ ، ونحو ذلك مما يدخل بعضه أو كله في باب التزكية المنهي عنها في أحاديث كثيرة ؛ فليتنبه لهذا .
___________________________
[نظم الفرائد مما في سلسلتي الألباني من الفوائد ، ج 2 ، ص 397 ـ 399]