همي الدعوه
05 Oct 2008, 04:15 PM
قصتي في مصلى العيد
بينما أنا في مصلى العيد أنتظر الصلاة وجموع المصلين تَقْدُمُ من كل حدب وصوب لأداء صلاة العيد من ناحية، وفرحاً بقدومه من ناحية أخرى..
التكبير.. التهليل.. الاستغفار.. ينبعث من أفواه المصلين كلحن طير يشدو عند نسمات الصباح..
الشمس لم تشرق بعد.. الكل في انتظار هذه الإشراقة..
فإشراقة هذا اليوم تختلف عن إشراقة أي يوم آخر، إنها إشراقة يوم العيد، إشراقة أمل جديد، إشراقة حصد الثمار بعد غرسه وزرعه.
إشراقة الابتهال للكريم المنان لقبول الصيام والقيام، إنها إشراقة أمل في الله ليعتق رقابنا من النار.
فجأة أشرقت الشمس كقرص من ذهب أنارت الدنيا وأزاحت الظلمة.. اتجهت إليها الأبصار كزهرة الشمس المتجهة لها..
جال في خاطري مشاعر كثيرة مفعمة حانية ذكرتني بقصة شهر كامل مضى..
قصة إيمان وحب.. قصة قول وعمل..
شريط أحداث متكامل لثلاثين ليلة مضت ذكرتني برمضان وروحانيته القيام وعبراته، والثلث الأخير وابتهاله، والفجر وأذكاره.. والجلوس إلى شروق الشمس مع القرآن وأسراره..
وصلاة الضحى باستمرار ولكن مضى رمضان بذكرياته.. مضى بكل ما يحمل من هذه المشاعر..
أثناء هذا الخواطر انسكب الدمع من عيني حزناً على فراق الشهر فقد مر سريعاً.
نعم مر كسحابة أمطرت وأفرغت ماءها على الأرض، أنزلت خيرها وذهبت فلم يبق إلا الأثر.. الأثر النافع.
نعم.. مر رمضان كسحابة ولم يبق إلا الأثر والذكريات..
آهٍ يا رمضان.. آهٍ يا رمضان..
ارتحلت ورحلت معك الذكريات الجميلة.. كم من ليالٍ عشتها معك والقرآن لم يفارق يدي.
كم من مرة وقفت مع جموع المصلين لنحي الليل بالقيام ..
كم من دموع ساخنة انهمرت على وجنتيَّ خشوعاً وتذللاً ..
كم من فقير تلمسته لأتصدق عليه ..
كم من صائم وجائع أفطرته طمعاً في الأجر..
وكم .. وكم ..
فتلاوة القرآن كانت علامة حب لخير كلام على وجه البسيطة..
الدموع والعبرات رسالة من العين لتعلن التوبة إلى الله من المعاصي..
إفطار الصائمين وتلمس الفقراء والجوعى يربطك بواقع كثير من إخواننا المسلمين الذين أصبح الجوع عندهم أصلاً والشبع نادراً.
الإنفاق والصدقات يضيف للحياة طعماً آخر لا يعرف إلا في المجتمع الإسلامي فقط ألا وهو التكافل الاجتماعي..
التلاوات , العبرات , الصدقات , البذل , الصبر , الجهاد ,.. منارات تنبعث من مدرسة الأجيال رمضان ..
هذا هو رمضان بكل مايحمل من مفاهيم ومعاني وتعاليم شامخة..
إنه بالفعل مدرسة إيمانية.. إنه محطة روحية للتزود منه لبقية العام ولشحذ الهمم بقية العمر إنه بحق مدرسة للتغير..
أخي الحبيب.. أختي المسلمة..
السؤال هنا ؟!
هل أنت ممن استفاد من هذه المدرسة الإيمانية فغير وتغير أم لا؟ .
فإذا كنت ممن استفاد فاشكر الله على ذلك واسأله الثبات والإعانة على الطاعة وأن يرزقك المزيد من فضله .
وإن كنت غير ذلك فاستغفر لذنبك وتب إلى الله ، واعلم أن الفرصة مازالت موجودة .
مادام فيك قلب ينبض ولسان يذكر الله , وأحسن الظن بالله واقبل عليه بكُلِيَّتك وابدأ العمل بجد وإخلاص .
أخي الحبيب.. أختي المسلمة..
ينبغي أن ننظر إلى حالنا في رمضان وحالنا بعد رمضان.
نعم.. نعلم جيداً أن النفوس تتجه إلى الله عز وجل بشكل أكبر من غيره من الأوقات بسبب تميز هذا الشهر بصفات عديدة.
لذلك ينبغي علينا أن نجتهد ونبذل قصارى ما عندنا لنظل على ما نحن عليه في رمضان من العبادات والطاعات والاتجاه الكلي إلى الله.
فلئن انتهى رمضان فهناك صيام النوافل.
ولئن انتهت التراويح فهناك صلاة الوتر المشروعة كل ليلة.
ولئن انتهت زكاة الفطر فهناك الزكاة المفروضة وهناك أبواب للصدقة والتطوع والجهاد كثيرة ..
أخي الحبيب . أختي المسلمة :
هذه بعض الخواطر التي مرت على خاطري وجالت بأفكاري.. بل هي غيض من فيض ، أحببت أن أبثها إليكم لتشاركوني نفس المشاعر ونفس الأحاسيس من ناحية، وللفائدة التي أسأل الله عز وجل أن تصل إليكم من ناحية أخرى..
أسأل الله عز وجل أن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام وسائر الأعمال وأن يجعل عيدنا سعيداً ، وأن يعيد علينا رمضان أعواما عديدة.
وقد صلحت أحوالنا وعزت أمتنا وعادت إلى ربها عودة صادقة. اللهم آمين .
وكتبه :
مسعد بن مسعود بن حميد الفايدي .
رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة ضباء .
ياله من دين
بينما أنا في مصلى العيد أنتظر الصلاة وجموع المصلين تَقْدُمُ من كل حدب وصوب لأداء صلاة العيد من ناحية، وفرحاً بقدومه من ناحية أخرى..
التكبير.. التهليل.. الاستغفار.. ينبعث من أفواه المصلين كلحن طير يشدو عند نسمات الصباح..
الشمس لم تشرق بعد.. الكل في انتظار هذه الإشراقة..
فإشراقة هذا اليوم تختلف عن إشراقة أي يوم آخر، إنها إشراقة يوم العيد، إشراقة أمل جديد، إشراقة حصد الثمار بعد غرسه وزرعه.
إشراقة الابتهال للكريم المنان لقبول الصيام والقيام، إنها إشراقة أمل في الله ليعتق رقابنا من النار.
فجأة أشرقت الشمس كقرص من ذهب أنارت الدنيا وأزاحت الظلمة.. اتجهت إليها الأبصار كزهرة الشمس المتجهة لها..
جال في خاطري مشاعر كثيرة مفعمة حانية ذكرتني بقصة شهر كامل مضى..
قصة إيمان وحب.. قصة قول وعمل..
شريط أحداث متكامل لثلاثين ليلة مضت ذكرتني برمضان وروحانيته القيام وعبراته، والثلث الأخير وابتهاله، والفجر وأذكاره.. والجلوس إلى شروق الشمس مع القرآن وأسراره..
وصلاة الضحى باستمرار ولكن مضى رمضان بذكرياته.. مضى بكل ما يحمل من هذه المشاعر..
أثناء هذا الخواطر انسكب الدمع من عيني حزناً على فراق الشهر فقد مر سريعاً.
نعم مر كسحابة أمطرت وأفرغت ماءها على الأرض، أنزلت خيرها وذهبت فلم يبق إلا الأثر.. الأثر النافع.
نعم.. مر رمضان كسحابة ولم يبق إلا الأثر والذكريات..
آهٍ يا رمضان.. آهٍ يا رمضان..
ارتحلت ورحلت معك الذكريات الجميلة.. كم من ليالٍ عشتها معك والقرآن لم يفارق يدي.
كم من مرة وقفت مع جموع المصلين لنحي الليل بالقيام ..
كم من دموع ساخنة انهمرت على وجنتيَّ خشوعاً وتذللاً ..
كم من فقير تلمسته لأتصدق عليه ..
كم من صائم وجائع أفطرته طمعاً في الأجر..
وكم .. وكم ..
فتلاوة القرآن كانت علامة حب لخير كلام على وجه البسيطة..
الدموع والعبرات رسالة من العين لتعلن التوبة إلى الله من المعاصي..
إفطار الصائمين وتلمس الفقراء والجوعى يربطك بواقع كثير من إخواننا المسلمين الذين أصبح الجوع عندهم أصلاً والشبع نادراً.
الإنفاق والصدقات يضيف للحياة طعماً آخر لا يعرف إلا في المجتمع الإسلامي فقط ألا وهو التكافل الاجتماعي..
التلاوات , العبرات , الصدقات , البذل , الصبر , الجهاد ,.. منارات تنبعث من مدرسة الأجيال رمضان ..
هذا هو رمضان بكل مايحمل من مفاهيم ومعاني وتعاليم شامخة..
إنه بالفعل مدرسة إيمانية.. إنه محطة روحية للتزود منه لبقية العام ولشحذ الهمم بقية العمر إنه بحق مدرسة للتغير..
أخي الحبيب.. أختي المسلمة..
السؤال هنا ؟!
هل أنت ممن استفاد من هذه المدرسة الإيمانية فغير وتغير أم لا؟ .
فإذا كنت ممن استفاد فاشكر الله على ذلك واسأله الثبات والإعانة على الطاعة وأن يرزقك المزيد من فضله .
وإن كنت غير ذلك فاستغفر لذنبك وتب إلى الله ، واعلم أن الفرصة مازالت موجودة .
مادام فيك قلب ينبض ولسان يذكر الله , وأحسن الظن بالله واقبل عليه بكُلِيَّتك وابدأ العمل بجد وإخلاص .
أخي الحبيب.. أختي المسلمة..
ينبغي أن ننظر إلى حالنا في رمضان وحالنا بعد رمضان.
نعم.. نعلم جيداً أن النفوس تتجه إلى الله عز وجل بشكل أكبر من غيره من الأوقات بسبب تميز هذا الشهر بصفات عديدة.
لذلك ينبغي علينا أن نجتهد ونبذل قصارى ما عندنا لنظل على ما نحن عليه في رمضان من العبادات والطاعات والاتجاه الكلي إلى الله.
فلئن انتهى رمضان فهناك صيام النوافل.
ولئن انتهت التراويح فهناك صلاة الوتر المشروعة كل ليلة.
ولئن انتهت زكاة الفطر فهناك الزكاة المفروضة وهناك أبواب للصدقة والتطوع والجهاد كثيرة ..
أخي الحبيب . أختي المسلمة :
هذه بعض الخواطر التي مرت على خاطري وجالت بأفكاري.. بل هي غيض من فيض ، أحببت أن أبثها إليكم لتشاركوني نفس المشاعر ونفس الأحاسيس من ناحية، وللفائدة التي أسأل الله عز وجل أن تصل إليكم من ناحية أخرى..
أسأل الله عز وجل أن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام وسائر الأعمال وأن يجعل عيدنا سعيداً ، وأن يعيد علينا رمضان أعواما عديدة.
وقد صلحت أحوالنا وعزت أمتنا وعادت إلى ربها عودة صادقة. اللهم آمين .
وكتبه :
مسعد بن مسعود بن حميد الفايدي .
رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة ضباء .
ياله من دين